2011-03-15

العشـــــــــق والهــــــوى ؟



وقع بين يدي كتاب أعتذر عن الإفصاح عن كاتبه أو اسم الكتاب حفاظا على الذوق العام وكل ما أستطيع أن أفصح عنه أن كاتبه قد توفى في عام 911 هجرية والكتاب على صيغة pdf ولكني أود أن أضع فقرة وجدتها مناسبة للعرض على حضراتكم أتمنى أن تحوز على استحسانكم 
تعريف العشق 
إنه من سمح الجواهر وكرم المفاخر وتداعي الضمائر واتفاق الأهواء وازدواج الأشباح وتخالص القلوب وتعارف الأفئدة لا يكون إلا من اعتدال الصورة وذكاء الفطنة ورقة وصفاء المزاج واستواء التركيب والتأليف لأن معنى علله علوية تنبعث خواطره بحركات فلكية ونتائج نجومية وهذا قول أكبر المتكلمين ومذهب جميعهم يدور على قوله - صلى الله عليه وسلم - القلوب أجناد مجندة ... وقد تنازع الناس في أسباب وقوع الهوى وكيفيته وهل يكون ذلك عن نظر وسماع واختيار أم عن اضطرار ؟ وما علة وقوعه بعد أن لم يكن ؟ ثم من عدم كونه ؟ وهل ذلك فعل للفنوس الناطقة ؟ أو فعل للجسم وطبعه ... فذكر أن الهوى امتزاج النفس بالنفس كما لو امتزج الماء بماء مثله عسر تخليصه بل لا يمكن بحيلة من الاحتيال ألبته ... والنفس ألطف من الماء وأرق مسلكا فمن ذلك لا يزيله مرور الليالي ولا تخلفه الدهور ولا يدفعه دافع توعر على الأطباء مسلكه وخفي على الأبصار موضعه وحارت القلوب دون كيفيته ... غير أن ابتداء حركته وعظيم سلطانه من القلب ثم ينقسم على سائر الأعضاء فتبدأ الرعدة في الأطراف والصفرة في الألوان واللجلجة في اللسان والزلل والعثار في النطق حتى ينيب صاحبه إلى النقص ؟
علامات العشق 
طمع يتولد في القلب وينمو وتسري إليه مواد الحركة فكلما قوى ازداد صاحبه في الاهتياج واللجاج والتمادي في الفكر والهيمان وضيق الصدر فإذا فسد الفكر أدى ذلك إلى الجنون فحينئذ 
ربما قتل العاشق نفسه 
ربما مات غما وحزنا 
ربما نظر إلى معشوقة فيموت فرحا وحبا 
ربما رأى محبوبة فجأة فتخرج روحه فجأة
ربما شهق الشهقة فتخفى روحة أربعين ساعة فيظن أهله أنه مات فيدفنوه حيا 
ربما تنفس الصعداء فتخفى روحة في تامور قلبه وينضم القلب إليه فلا ينفرج حتى يموت 

وأنت ترى العاشق إذا سمع بذكر من يحب كيف يهرب دمه ويستحيل لونه 
وصف المعشوق 
أن يكون جميل المنظر بهيا
أن يكون رفيع البيت سريا
أن يكون حلو التقطيع والنادر لاذعيا
أن يكون لبيبا عاقلا حييا
أن يكون طاهرا عفيفا تقيا
أن يكون ذا يسار ومروءة تظهر ملوكيته خلقا وزيا
أن يكون مفضلا جواد يفيض على ألفه نواله يساقط رطبا جنيا
فإذا كان كما قال بعض الواصفين : ذا وجه صبيح وقد رجيح وخصر نحيل وردف ثقيل مع تناسب الأعضاء واستواء الخلقه فصيح اللسان سهل العنان كحيل العيون مريض الجفون فهذا الذي يسبي العاشقين فسبحان من خلق الملاح وجعلهم فتنة للعالمين .
فضل الجماع في استدامة العشق 
على أن العشق والهوى لا يدوم إلا بالمواصلة ولهذا نجد أن غاية كل عاشق لقاء معشوقه ومواصلته والامتزاج معه وبالبقاء معه وليس للمحب غاية أكبر من هذه الغاية ولا أعلى ... حتى أن العاشق مهما بقى بجوار معشوقه فإنه لا يريد أن يفارقه ويحزن عليه ساعة فراقه كأنه لم يكن معه .
ويغلط كل من يظن أن العشق يمكن أن يدوم عن بعد ولو الأمر كذلك لما احتاج المحبوب إلى اللقاء والمواصلة ولما جن ابن الملوح حين لم يتمكن من وصل ليلى ولما جن ابن ذريح حين بعدت عنه لبنى ولما تكبد العاشقون الأهوال وتحملوا المصاعب من أجل لقاء المحبوبة ومواصلتها .

إلى هذا القدر وأكتفي بما أستطيع نشره
يا جماعه في ناس بكل وقت وبكل زمن سبحان الله عندهم عقلية وفكر صعب تفهم فكرهم أو رؤيتهم إلا بعد وقت طويل ويمكن مو أنت اللي تفهم يمكن اللي بعدك اهو اللي يفهم … لكن الأكيد إن أمر الحب هو فطرة أزلية وحرب مشتعلة ومستمر منذ عشرات آلاف السنين وإلى أن تقوم الساعة ضحاياها لا حصر لهم ... شعارهم القهر والحسرة وعلاماتهم الدموع والبكاء والضياع وعلاجهم الوقت أو القبر ؟

{ وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم إنه عزيز حكيم }


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم