2011-05-20

عورات مجلس الأمة ( 1 )



لتوفير الوقت والجهد لكم وللتذكير والمعرفة هذا هو تاريخ الكويت باختصار :



نستطيع أن نقول أن الكويت دخلت بالتطور والوجود والاستقلال الجدي والفعلي في العصر الحديث في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح (1950-1965) – طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته – فهو رجل بالرغم من بدائية وقته مقارنة مع اليوم إلا أنه كان رجل ذو نظرة ثاقبة وصاحب كلمة رجل بأمة وحاسم وأمين إلى أن سلم الأمانة .

في فترة حكمه تم إنشاء المجلس الأعلى ، وسُمي لاحقا باسم "أبو الدستور" لأنه هو الذي أمر بصياغة دستور لتنظيم الحياة السياسية في الكويت، وتم في عهده التوسع العمراني الكبير، حيث بدأ الناس بالخروج من داخل السور، وفي عام 1957 تم هدم السور مع الإبقاء على البوابات الخمس، وفي 19 يونيو سنة 1961 تم إلغاء معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في 23 يناير عام 1899، وتم إعلان استقلال دولة الكويت ، وفي 11 نوفمبر سنة 1962 تم إصدار دستور الدولة ، وفي تاريخ 7 سبتمبر 1961م صدر قانون جديد بعد الاستقلال بشأن العلم الوطني لدولة الكويت ليكون العلم الجديد رمزاً لاستقلال البلاد ، فتم استبدال العلم القديم بالجديد في صبيحة يوم 24 نوفمبر 1961م ، ويتكون من أربعة ألوان : الأحمر والأخضر والأبيض والأسود وهذه الألوان مستوحاة من بيت الشعر العربي :

بيض صنائعنا                   سود مواقعنا
خضر مرابعنا                   حمر مواضينا


وفي 29 يناير سنة 1963 تم افتتاح أول جلسة لمجلس الأمة ، وقد ترأس المجلس عبد العزيز حمد الصقر حتى استقال في عام 1965، وبعده ترأس المجلس سعود عبد العزيز العبد الرزاق ومن أهم منجزات هذا المجلس تشكيل الوزارات وعدم الجمع بين العمل التجاري والوزاري ، وفي 14 مايو سنة 1963 انضمت الكويت إلى الأمم المتحدة ،  وفي عام 1965 توفي الشيخ عبد الله السالم الصباح .

من هنا بدأت الحياة الديمقراطية وبداية رحلة مجلس الأمة من صنع رجال ونعم الرجال ، فقط كان كل همهم وجل وقتهم للكويت وأهلها دون النظر لمصالحهم الشخصية مطلقا ، فهم كانوا ينظرون للكويت ل30 عام قادمة وهي تتطور وتزدهر ويتثـقـف ويتعلم أبناؤها ويتسلم الدفة من بعدهم من هم أهل للثقة يصونون ويرعون الكويت وأهلها حق رعاية .


الكويت تأثرت سياسيا واجتماعيا وثقافيا في حقبات ذات وقت طويل امتدت على مدار عشرات ومئات السنين فعلى سبيل المثال :

1-     الكويت تأثرت بالعراق وتحديدا ما بين البصرة وبغداد فكان الكويتيون خريجون جامعة بغداد كان يأتي إلى الكويت ويتحدث اللهجة العراقية كدلالة أنه من خريج جامعة بغداد كنوع من التفاخر بعراقة جامعتها آنذاك كما هو الحال اليوم عندما يأتي كويتي من أمريكا كخريج فإنه يتكلم كويتي مخلوط باللكنة الأمريكية وهكذا .

2-     الكويت تأثرت في منطقة البصرة حيث ازدهرت التجارة ما بين الكويت والبصرة من خلال عمليات البيع والشراء ونقل المياه العذبة من شط العرب إلى داخل الكويت .

3-     الكويت تأثرت في منطقة الأهواز (عربستان قبل 1925- المحتلة من طرف إيران ) ولا نستغرب الأملاك الكويتية هناك وعلاقة شيوخ الكويت الوطيدة مع الأهواز والشيخ خزعل حاكم الأهواز .

4-     الكويت تأثرت بالعلاقات الاجتماعية والنسب والمصاهرة مع منطقة الزبير وذلك لأصالة أهل الزبير وانتماؤهم القبلي المنحدر من قبائل الجزيرة العربية إذا ما علمتم أن في الكويت توجد أكثر من 380 عائلة كويتية ( حضرية ) أصولهم من الزبير وبالتالي من نجد أبا عن جد وأصولهم موثقة .



إلا أنه ومع مرور الوقت ودخول لعبة وعبث التجنيس الذي حصل في الكويت على مر الوقت وإلى يومنا هذا دخلت نوعيات معينة إلى مجتمعنا ذات أيدلوجيات مختلفة وأصحاب عقول متخشبة بما فيهم أهل الكويت متأثرين بالمحيط الإقليمي وما نتج عنه من أحداث احتلال فلسطين وقيام مقاومتها بقيادة ( وأنتو بكرامة ) ياسر عرفات وتحولات الانقلاب في مصر وتحولها من الحكم الملكي إلى الحكم الجمهوري وفي العراق كذلك من تحولات كما حدث في مصر وسوريا كذلك وقيام حركات تحرر ومقاومة وتأثر السياسة الكويتية بالقومية العربية وشعاراتها ( الفارغة ) ودخول العراق في حربه مع إيران وانقسام المحيط العربي وقتها وتسخير كل إمكانيات الكويت الاقتصادية والسياسية والإعلامية والشعبية باتجاه ولصالح العراق لمدة ثمانية سنوات حتى جاءتنا صفعة الغدر والغزو العراقي الغاشم .

ومن قبل الغزو كانت هناك العقليات الكويتية التي تأثرت بالحريات ونفس المقاومة وبالشحن الإعلامي فتأزم مجلس الأمة تأزيم عنيف ما بين أعضاء المجلس والحكومة فاتخذ حاكم الكويت آنذاك الشيخ جابر الأحمد الصباح – طيب الله ثراه – قرار حل وتعليق مجلس الأمة والدستور ، فكانت الكارثة بأن النظام والحكومة أصبحوا هم الحكم وهم الخصم أو كأنهم الملائكة المنزلين في الأرض العارفين في بواطن الأمور وكل شيء فصموا أذانهم عن عمد أو عن غير عمد عن كل الأصوات الكويتية الوطنية التي كانت تنادي بعودة الحياة البرلمانية والديمقراطية في الكويت وفي نفس الوقت صموا أذانهم عن كل التحذيرات المؤكدة 100% عن الغزو العراقي فكانت النتيجة الغزو العراقي الغاشم المدمر للكويت نظاما وحكومة وشعبا ؟




يتبع .........




حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه



دمتم بود ......




وسعوا صدوركم بس