2011-10-22

سـكـران ومطـوع ؟؟؟



في أحد مناطق الكويت يتصادف شبه يومي شخصين وهما جيران البيت مقابل البيت الأول عند كل أذان يأتي إلى البيت سكران والثاني عند كل أذان يخرج من البيت متجها للصلاة .

المطوع يشاهد جاره السكران وهو يركن سيارته وصوت الأغاني العدنية أو السامريات بشكل واضح جدا وينزل من سيارته بشق الأنفس ويترنح إلى أن يدخل .

السكران يعود إلى منزله وهو ( تارس الطاسه ) وطربان وجوه فوق النخل ويدخل بيتهم .

تم هذا الحال لأشهر طويلة وكأن الإثنان متواعدين شبه يومي وهما على هذا الحال واحد يدخل البيت سكران والثاني يخرج من البيت إلى المسجد ... وما هي إلا أيام والرجل الصالح يحلم في كل يوم أن هذا السكران في الجنة !!! فينهض من النوم مستغربا وأحيانا مفزوعا فتسأله زوجته : ما بك ؟ فيجيب : حلمت إن فلان يضحك ووجهه يشع من النور وهو يسبح ويطير في فضاء الجنة ... قالت : الجنة ؟؟؟ وكيف يكون بالجنة ولم يبقى أحد في المنطقة لا يعرف أنه يأتي كل ليلة سكران ورائحة الخمر تفوح منه ؟؟؟ قال : والله إن هذا ما يحيرني وما يفزعني كيف يكون بالجنة بأي منطق وأي عقل يستوعب هذا الأمر !!!

فأخذ الرجل الصالح يستعد في كل يوم لأمرين الأول للصلاة والثاني لرصد جاره وفي نفس الوقت الحلم الذي يرى فيه جاره السكران أنه في الجنة لا يزال يأتيه كل كل ليلة وكأنها رسالة !!!

استمر على هذا الحال لمدة أسبوع وهو متأكد تماما أن جاره سكران وأن موعده هو هو لا يتغير مثل عقارب الساعة بل وأدق .

فجاء يوم السكران عائدا إلى منزله والصالح خارج من منزله فاعترض الرجل الصالح جاره السكران عند باب منزله فسلم عليه وكان هذا الحوار :

الصالح : السلام عليكم يا بوفلان .
السكران : هلاااااااا بوفلان شلوووووونك .
الصالح : بخير الله يسلمك من كل شر .
السكران : شتبي بوفلااااان شفيك تبي شي ؟
الصالح : إي يا بوفلان أنا والله كل يوم قاعد أشوفك بنومي وبأحلامي أن ويهك منور وانك تسبح واطير بسما الجنة ... شلون أنت أنت أدش الجنة وأنا المصلي المسمي الصايم العابد لربي سبحانه ما يتني هالرؤية أو هالحلم ؟
السكران : أقول رد بيتكم ونام لا تقعد تخربط علي ولا تأخرني !!!
الصالح : والله العظيم إني ما جذبت عليك ولا زليت باللي قلته قولي علمني أنت شنو مسوي بدنياك حلفت عليك بجيرتنا أنك تعلمني ؟
السكران : أوف يا شين لقافتك يا فلان ... يعني أنت بتفهمني أنك شفتني بالجنة من صج ولا اتغشمر "؟
الصالح : حلفت لك ومستعد أقسم لك على القرآن إن اللي قلته لك صحيح .
السكران : عيل تعال معاي داخل بيتنا وأنا أعلمك أنا شمسوي بدنياي ؟؟؟
الصالح : بيتكم ؟؟؟ شدخل بيتكم بالموضوع ؟
السكران : أنت مو تبي تعرف تعال دش معاي قبل لا أهون ترى .
الصالح : لالالا يا معود لا تهون بدش بدش .


فدخل السكران إلى منزله وأدخل معه جاره الصالح فنظر السكران إلى جاره وقال له : انظر فقط ولا تتكلم ولا حتى تهمس لأي شيء تراه !!!


فإذا بالسكران لديه والديه أمه وأبوه مقعدين أمه لا ترى فقدت بصرها وأبوه مقعد فقد السمع والنطق يأتي هو بعد صلاة الفجر بربع ساعة فيوقظهما و ويغسلهم ويقضون حوائجهم وينظفهم ويجهز فطورهم ويوكلهم بيديه ويرتب كل أمورهم ويترك الخادمة تجلس بجانبهم إلى أن يأخذ قسطا من الراحة ومن ثم يقوم من نومه ويجهز الغداء ويتناول غداؤه معهما ومن بعد الغداء يتناول الأحاديث معهما حتى يأخذون قيلولة العصر ومن ثم يجالسهم حتى الساعة السابعة مساء فيجهز لهما العشاء وإذا احتاج أحد منهم أن يأخذ شور أو يتسبح فإنه أيضا يقوم بهذه المهمة إلى أن تصبح الساعة ال10 مساء فيتطمن أنهما في فراشهما وأن كل الأمور مطمإنة فيذهب هو إلى أصدقاؤه فيسهر ويطرب ويشرب مشروبه ويعود إلى المنزل وهو على هذا الحال منذ 3 سنوات لا هو اشتكى ولا حتى أحد من ربعه يعلم ماذا يفعل .

نظر الصالح إلى حال جاره وعلامات الدهشة تأكل وجهه وعلامات الإعجاب بالسكران تتحدث من تلقاء نفسها .



الــــزبـــده :

لا تغرنكم المظاهر ولا تحكمون وأنتم لا تعلمون فكل إنسان له أسرار وكل من حولكم لهم ظروف وأسباب لا يعلمها إلا هو سبحانه مصرف الأمور ... إن رأيتم ما لا يعجبكم فادعوا له ولهم بالهداية والصلاح ولا تكونوا جلادين بألسنتكم وعقولكم فتجلدكم جلود وسياط يوم القيامة من سوء ظنكم أو سوء تدبيركم واجعلوا حسن الظن هو ديدنكم في تصرفات الخلق .

 ==========

ملحـق :

أخواني وأخواتي في المملكة العربية السعودية :
عظم الله أجركم وأحسن الله عزاكم في وفاة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولا أراكم الله مكروها بعزيز .





دمتم بود .......



وسعوا صدوركم