2012-06-15

أيها القضاة انتبهوا ...هيبة القضاء على المحك ؟؟؟





تنتاب بعض الشعوب من بعض أفرادها لوثة عقلية لم نشهد لها مثيل ... فهم يريدون ما يريدون بطريقتهم هم وبأسلوبهم هم وبمزاجيتهم هم وكأنهم يعيشون في أوطانهم لوحدهم فقط لا غير ؟

الغريب في الأمر بأن هؤلاء لطالما رددوا ألفاظ لا تنعكس على واقع الحال ولا يقبلها العقل والمنطق ؟ فهم يرددون الحرية والديمقراطية والمساواة وعدالة توزيع الثروة وحديث ما أنزل الله به من سلطان ... وتجد من يردد ما يقولون هم أبعد ما يكون عن مثل هذه العبارات ؟ فهم أهل عقول متخشبة ويريدون فرض أرائهم بأي شكل كان ولا مانع مطلقا من استخدام القوة في سبيل إخضاع الدولة لمآربهم الخبيثة ؟


في الكويت لدينا قضاء عادل بالرغم أني أنا شخصيا تضررت منه في كثير من الأمور لكن من أجل حماية أخر أركان هيبة مؤسسات الدولة يجب أن أعزز هيبة القضاء وأنشرها ... وهذا لا يعني إن كنت قد ظلمت أو أخذ حقي بأي شكل من الأشكال أن أنشر وأشهر وأطعن بكل أركان القضاء ؟

هذا ما يحدث بالضبط اليوم من هجمة شرسة يقوم بها مجموعة من أعضاء مجلس الأمة الذين يعتقدون أنهم فوق القانون وفوق الكويت وربما فوق الأرض حتى ... فإن كان الحكم في صالحهم صفقوا للقضاء وأشادوا فيه وأخرجوا من أفواههم حلاوة وطراوة اللسان حبا وتعظيما بالقضاء وأهله ... وإذا ما كان الحكم ضدهم فإن القضاء يصبح مسيس وأن أحكامه معدة سلفا ويجب فتح ملف القضاء والقضاة ويجب عزل هذا ويجب تحديد مدة جلوس ذاك وتبدأ حرب التدخل في أعمال السلطة القضائية المستقلة تماما وفق الدستور ؟


يعني أنت يا عضو ويا متهم في ندوة الحربش أخذت تستعرض عضلاتك القانونية أمام الجميع وبحديثك تتحدى كائن من يكون في البلاد وهذا لفظ يشمل حتى سمو الأمير ... أبو السلطات وولي الأمر ... وصفت الكويتيين بالكلاب ... وفوق هذا تحتج على الحكم الصادر ؟؟؟ ثم لماذا الاحتجاج وأنت العارف بالقانون وأمامك درجات التقاضي المتبقية لك الاستئناف والتمييز ؟


السؤال : إن كنت أنت تمثل الأمة وفق الدستور
( طبعا أنا ما أعترف بهالحجي )
 وحلفت وأقسمت باحترامك للقوانين ... فلماذا لا تحترم الأحكام القضائية أيا تكن سواء لصالحك أو ضدك ؟؟؟ لماذا تسيرون في بدع التمرد وبالتالي تعزيز هذا التمرد في نفوس الشباب المتهور والأجيال القادمة ؟؟؟ ما هي مصلحتكم أم أنكم لهذه الدرجة من الجهالة وأنتم لا تشعرون ؟؟؟


لا يزال أيضا هناك القضية التي ينتظرها الشعب الكويتي بكل فئاته وأطيافه وهي قضية يوم الأربعاء الأسود يوم خوارج الكويت يوم اقتحام مجلس الأمة ... والذي ننتظر حكم القضاء العادل فيها ودرجات التقاضي حتى حكم التمييز والمتهم فيها 9 من أعضاء مجلس الأمة الحاليين وأكثر من 60 متهم أخر لينالوا جزائهم وعقابهم عما اقترفتهم أيديهم ... وهم يدخلون القضاء وأمامهم وخلفهم أكثر من 120 محامي !!! عليكم بألف عافية الزبده بالنهاية ؟


أما رجال القضاء فإنهم أمام لحظات تاريخية غاية في الحساسية والشدة والحسم ... فهم تعرضوا ويتعرضون للتشكيك والتجريح ومحاولات مستميته من أجل التدخل في أعمال سلطتهم القضائية ... فإما أن يتخذ رجال القضاء القرار الحاسم بالدفاع عن هيبة القضاء وتاريخه العريق وفرض استقلاليته وذلك من خلال رفع دعاوى قضائية لكل من صرح مشككا أو مستهزئا أو معترضا على أحكامه لينال عقابه وجزاءه ولتستقر وتطمئن ضمائر الرعية بأن القضاء لن يستطيع أحد النيل من هيبة وهيبة أحكامه وسلطاته المستقلة ... وإما أن يستسلم للهجمة الشرسة التي يتعرض لها وبالتالي سيدفع ثمن هذا الاستسلام لسنوات طويلة ثمن ما بعده ثمن ... وبالتأكيد وبالمطلق هذا ما لا نتمناه وما لا نرجوه ؟


لم تتركوا وزارة إلا وتدخلتم فيها ولم تبقى هيئة حكومية إلا وتدخلتم فيها فأصبحت الحكومة لا شرعية وهي شرعية بسبب تدخلاتكم وعنجهيتكم ... فقفوا والتزموا حدودكم فإننا نعيش على قهر ومضض مما آلت إليه أحوال وطننا من فسادكم وسوء أفعالكم ... لكن إلى القضاء والجميع يجب أن يتوقف ليس من أجل مصالحه الشخصية أو نظرته الدونية لكن من أجل وطن يحتضننا جميعا وطن ليس لك وحدك بل لنا جميعا ولأجيال قادمة لا ذنب لها سوى أنك أنت الفاسد وأنت المنحرف وأنت الدكتاتوري وأنت المتسلط ... وأمام هذه الصفات السيئة لا سيف يمكن أن يوقفها إلا سيف القضاء وسلطة القانون التي يجب أن يخضع له الجميع ؟




حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه


دمتم بود ....


وسعوا صدوركم