2012-09-07

المسرح الكويتي من القمة إلى التفاهة ؟




تاريخ المسرح الكويتي


من يقرأ الحركة الفنية في الكويت على مختلف الأصعدة والميادين لا يساوره شك أبدا من أن هناك رجال عشقوا وطنهم فأبدعوا إبداعا منقطع النظير في وقتهم وزمانهم ... في وقت كانت كل أمور الحياة صعبة جدا فلا انترنت ولا سيارات ولا اتصالات ولا مظهر من مظاهر حياتنا المترفة اليوم .



عملوا بجد وجهد وكان معهم مسؤلين أهل مسؤلية ويعرفون إلى أين يذهبون وإلى ماذا يطمحون وكيف ستكون النتائج وما هو أثرها على الكويت وسمعتها آنذاك ... لذلك اليوم عندما نرى ونشاهد مسرحيات الماضي لا نعجب من بعد نظرهم ... بل لا أبالغ إن قلت أن كتاب النصوص والممثلين في الماضي هم أكثر ذكاء وحنكة من حكومات اليوم التي لا تعرف حتى كيف تغسل وجهها صباح كل يوم ؟


ما بين عمالقة الفن الكويتي في الماضي من هم تحت الثرى فنسأل الله لهم المغفرة الواسعة والأجر العظيم ومن هم على قيد الحياة لهم منا شكر عظيم لا نستطيع أن نوفيهم حقهم علينا ... ومن هؤلاء العظماء إلى المسرح الكويتي فلا وجه للمقارنة بينهم مطلقا بل من العيب أن حتى نضعهم هذا بامتداد ذاك ؟

اليوم المسرح الكويتي هو مسرح سخيف تافه لا جديد فيه مطلقا سوى الإسفاف والطنازه وهذا يضغط ذاك وثلثين المسرحية خروج عن النص ومفردات خارجة وأحيانا بذيئة ... والهدف هو مادي بحت لا أكثر ؟



نريد مسرحا راقيا في النص والفكر يحاكي العقل بفكاهة ذات مستوى عالي من الإحتراف ... مسرحا يحترم عقلي لا جيبي ... مسرحا يناقش قضايا المجتمع بشكل لطيف ويتعرض لقضايا الدولية بأسلوب فني كبير ... مسرحا يجعلني أخرج وأتحدث عنه لا أضحك على الممثل الفلاني أو الممثلة العلانية ... مسرحا كل مسرحية فيه تضمن استمرارية مشاهدتها لـ30 عام قادما ... مسرحا يجبرني أن أعود مرة أخرى للمشاهدة ... مسرحا أفتخر فيه في الكويت ؟



قد يقول قائل : خلي الدولة تبني لنا مسارح ؟

صدقت وهذه معكم فيها كل الحق ... لكن الحقيقة هي أن الدولة لا تريد مسرحا من الأساس لأن الحكومات الكويتية منذ 30 عاما تقريبا ترتعب من المسرح لأنه أعلى مستوى فكريا وثقافيا من الحكومات نفسها ... فالأمر طبيعي جدا أن يحاربوه بدليل أن الحكومة الكويتية إلى اليوم تضع الرقيب كشرط لإجازة النصوص المسرحية ... وكأنها بعد أكثر من 50 سنة من الحركة المسرحية لم تتعلم الحكومة من أخطائها ... بل المضحك أن حكومتنا تشتم ليل نهار في مواقع عديدة وهي صامتة بابتسامة عريضة وأمام المسرح تصبح وكأنها الشريفة العفيفة ؟؟؟


اضرب وامتنع عن تقديم أي مسرحية وكونوا على قلب رجل واحد وسوف تخضع لكم الدولة بأكملها ... لكن الوقت قد فات والحكومة عرفت خلافات الفنانين فتركتهم يأكلون بعضهم البعض فتاهت مطالبكم وزادت خلافاتكم فضاعت رؤيتكم ... وأصبح كل منكم يقول نفسي نفسي ومصلحتي مصلحتي ... فأصبحتم كالسلعة هذا يشتري وهذا يبيع والأفضل لمن يدفع أكثر ... وكأنكم تبيعون خضروات مع الأسف الشديد متناسين أنكم في المقام الأول أنكم أصحاب فكر ورؤية وموهبة وجرأة طرح ؟



ما هو الحل ؟
لا حل في وجود الخلافات والأحقاد ... ولا أمل لنا أن نشاهد مسرحا راقيا مع الأسف الشديد والحال اليوم كالتافه الذي يجلس ليشاهد تافه أخر لا أكثر ؟



رحم الله المسرح الكويتي ورحم الله فنانيه وحسبي الله على حكومة ترتعب من ثقافة وفكر



دمتم بود ....


وسعوا صدوركم