2013-06-10

تحذير من الحكومات الإلكترونية ؟


الخدمات الإلكترونية التي توفرها في هذه الأيام معظم الحكومات في الشرق الأوسط بشكل عام والكويت بشكل خاص ... هي خدمات جيدة والبعض ذهب فيها إلى التميز بشكل كبير مثل حكومة الإمارات أو حكومة دبي ... ففي تلك الخدمات اختصارا للوقت وتوفيرا للجهد وللأوراق واختصارا للدورة المستندية كثيرة التعقيد ؟


الخدمات الإلكترونية مثل الإستعلام عن فواتير الكهرباء والماء والإتصالات ومخالفات المرور والرخص التجارية ومعاملات البلدية وما إلى ذلك من معاملات الناس بشكل عام ... وطرق تحصيل الأموال من الحسابات الشخصية إلى خزائن الدولة بطرق آمنة ... هو أمر متعارف عليه اليوم وهو مطلوب في وقتنا هذا الذي أصبح مختصرا في كل شي حتى في علاقاتنا الشخصية مع الأسف الشديد ؟


لكن ما لا يتوقعه الكثيرون أن الإندفاع وبشده تجاه تحويل الدولة وحكومتها بكافة أفرها الأخطبوطية إلى دولة إلكترونية يجعلك عبدا حقيقيا وصيدا سهلا ... ما لم تكون هناك خطة بديلة تحمينا من أي كوارث مستقبلية ؟


ماذا تقصد ؟ وكيف يكون ما تقول ؟
سأضع لكم مثالا واقعيا : اليابان هي من الدول المتقدمة جدا بل تكاد تكون الأولى على مستوى العالم من ناحية التقنية وتحولها إلى حكومة إلكترونية ... وهذا ليس هو الفخ على الأقل إلى الآن ... لكن هناك من ينتظر ساعة الصفر ... وهي أن يتحول العالم أو 80% من دول وحكومات العالم إلى عبيدا بمعاملاتهم عبر الإنترنت حتى يبدأ ضربته أو ضربتهم القاصمة التي ستكون بمثابة شلل تام أو بنسبة 90% ؟


الحكومة الإلكترونية تعني القيام بأعمال كبيرة بعدد صغير جدا من الموظفين ؟


في الكويت لو أردنا أن نطبق الحكومة الإلكترونية لوجب علينا الإستغناء عن خدمات أكثر من 100 ألف موظف كويتي وكويتية ... لأن أعمالهم إدارية بشكل بحت وصرف ويمكن الإستغناء عنهم والاستعاضة عنهم بالكمبيوتر والطابعات والشبكات ووسائل إدارتها وحمايتها ومراقبتها ؟


ماذا لو تم اختراق الشبكة العنكبوتية من قبل هواة الهكر أو منظمات محظورة محترفة بالإختراق على مستوى عالي ومرعب ... وتم شل العمل بالسيرفر الخاص بالحكومة ؟ هذا يعني أنه قد عطل العمل إلكترونيا كليا ... وبالتالي تم تعطيل يوم عمل كامل ... وإمكانية أو احتمالية سرقة البيانات والمعلومات تصل نسبتها إلى 100% ؟


في كل يوم يتم اختراق البنوك في كل دول العالم ودون أي استثناء أو محاولة اختراقها ... وهناك بنوك في الكويت وغير الكويت يتم اختراقها فعليا ويتم سرقة الأموال منها ... لكن لا يتم الإعلان عن ذلك مطلقا كي لا تهتز ثقة العملاء في البنك وبالتالي يسحبون أموالهم من ها البنك ويتجهون إلى بنك أكثر أمانا فينهار البنك هذا ويهتز البنك ذاك ؟


في يوم ما قادم يأتي من يضرب عصب الإنترنت في العالم ومركزه الولايات المتحدة الأمريكية ... ليصيب العالم بأسره في مقتل أو في حالة سنصبح كأننا في العناية المركزة إثر حادث مروع ... أو على الأقل سنكون أهدافا مكشوفة تماما سهل ضربها في أي مكان وموضع شاء قاتلنا إصابتنا ووقتما يشاء ... والقصد من ذلك تعطيل مصالحنا ومصالح الدولة بأسرها ... وعلى سبيل المثال تخيل ماذا لو تعطل الكمبيوتر الخاص بالمسافرين في المطارات أو المنافذ البرية ؟ المطارات ستتأثر تأثرا موجعا وستتأخر الطائرات من الإقلاع مما سيصيب جميع الخطوط الجوية بالفوضى العارمة والإرتباك الخطير + تأثر نفسيات المسافرين مما ينتج عن ذلك سلسلة قضايا تعويض أمام مختلف محاكم العالم ... والمنافذ البرية نعرفها ونعرف ماذا لو حدث خلل فإن طوابير السيارات ستعرف أولها ولن تعرف أخرها ... وليس أمام المسئول وقتها إلى أن يعود إلى الطريقة البدائية وهي بالتسجيل اليدوي للمغادرين بالرغم من خطورتها لإمكانية هروب مطلوب أمنيا ؟   



الحــــــــــــل 
الحل بأن تكون هناك خطة بديلة فيما إذا ضربنا زلزال الإنترنت والاستعداد للتحول من الإلكتروني إلى اليدوي + توفير قاعدة بيانات ضخمة (Data  ) بعيدة كل البعد عن أي اتصال بالإنترنت بشكل تام ... كي يسهل الوصول إلى المعلومة مختصرين الوقت .
بمعنى أن يكون هناك مركز معلومات آلي مرتبط بالشبكة الهاتفية الأرضية ... فيه كل المعلومات اللازمة بكل وزارة وجهة حكومية بشكل كامل ويتم تحديثه مرتين على الأقل كل أسبوع بشكل منتظم ... حتى إذا ما حدثت الفوضى إلا ونكون نحن على الأقل بمأمن لا يقل عن 90% من أي فوضى ... وأكرر مركز المعلومات الآلي وأجهزته لا ترتبط بالإنترنت نهائيا ومهما كانت الأسباب وإلا ضاعت الجهود سدى ؟


أيها المسئول : اعلم أنه لا يوجد جهاز آمن على وجه الأرض طالما دخل إلى عالم الإنترنت ... فكل جهاز يولج بالدخول على الإنترنت فهو معرض للإختراق ... وكاذب أو جاهل من يقول عكس هذا الكلام ... خصوصا وأنا أتحدث من الناحية العلمية والمنطقية والفعلية وليس حديث من لا يفقه شيء .




الإنترنت نعمة إذا أحسنا فهمه واستخدامه ونقمة إذا أسأنا فهمه وممارسته


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم