2013-08-15

تحليل ... الخوارج الكبار في مصر ؟


في عصر بني أمية وهو عصر كان يعج بالثورات والفتن لكثرة الأحزاب السياسية وتباغضها وتنافرها ... حيث انقسم الناس بعد مقتل سيدنا عثمان - رضي الله عنه - إلى شيعة على رأسهم سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - والأمويين على رأسهم معاوية - رضي الله عنه - وكلنا يعلم أن تنافس هذين الحزبين على الخلافة وقضية التحكيم التي انتصر فيه سيدنا معاوية وعلى أثرها انقسم أصحاب سيدنا علي - رضي الله عنهم أجمعين - إلى فرقتين :
فرقة نصرته وآزرته وأخرى خرجت عليه وعلى معاوية ( الخوارج ) وواكب ذلك أحداث انتهت بمقتل أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - وانتهى الأمر بتنازل سيدنا الحسن عن الخلافة لمعاوية ... وكان العراق في عهده من أنشط الأقاليم العربية في السياسة إذ كان فيه قوتان كبيرتان من قوى المعارضة :
الشيعة ومقرهم الكوفة
( كانوا يرجفون ببني أمية ويلعنون معاوية على المنابر ويضايقون عماله ويطردونهم ) والخوارج في الكوفة والبصرة وغيرهما
(أخافوا الناس وزلزلوا الأمن في المدن والقرى ) ؟
وعلى أثر ذلك ظل هذا الإقليم منبع كثير من الأحداث والفتن فرماهم سيدنا معاوية بداهيتين من دهات العرب :
المغيرة بن شعبة : ولي الكوفة وكان يرخي للناس حبل السياسة حتى يشدوه ... فإذا راموا قطعه عاجلهم بضربة منه توقفهم عند حدهم ... وأحياناً كان يتألف الخصوم بالمال ولكن سياسة المسالمة لم تفد فقد اضطر أخيراً إلى أن يجرد سيفه من غمده ولكنه مات سنة 50 للهجرة فضم معاوية الكوفة إلى زياد بن أبيه .
زياد بن أبيه : ولي البصرة وخرسان وسجستان وكان أشد من المغيرة وأقوى وتدرك ذلك من قول في خطبته ( لين في غير ضعف وشدة في غير عنف المحسن يجازى بإحسانه والمسيء يجازى بإساءته )
وفي عهده سكنت الحالة في العراق حتى توفي سنة 53هـ فولي بعده ابنه عبدالله .
وفي عهد عبدالله ابن زياد كاتب العراقيون الحسين بن علي طالبين منه الحضور لمبايعته بالخلافة وزينوا له الأمر فسار إليهم وعندما وصل كربلاء خذلوه كما خذلوا علياً والحسن من قبل ... وبعد ذلك خرجت منهم فرقة ( التائبين ) برئاسة سليمان بن صرد لمحاربة قتلة الحسين وتمكن المختار بن أبي عبيد من جمعهم فيما بعد لمحاربة قتلة الحسين وتمكن من قتل معظمهم ... ولكنه قتل على يد مصعب بن الزبير الذي كان العراق تحت إمرته .

انتهز عبد الله بن الزبير- وهو من أشد المنافسين للأمويين ... فبعد مقتل الحسين فقام مندداً بالأمويين وسياستهم  مرشحاً نفسه للخلافة وتمكن من أخذ البيعة سنة 63هـ وقد صادفت دعوته نجاحا في الحجاز والعراق ومصر وظهر بذلك في الجو السياسي حزبٌ رابع هو حزب الزبيريين .
وفي هذه الأثناء حدث الانقسام في البيت الأموي وانتقلت الخلافة من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني ... وحدث ما حدث حتى خرج إلى العلن الحجاج ابن يوسف الثقفي ؟


الحجاج ابن يوسف الثقفي وهو من أشهر وأبرز من سل سيفه على رقاب العباد في التاريخ الإسلامي القديم ... فكان لا يضحك ولا يرحم ولا يهادن ولا يسامح ... وأسقطت وأخضع الجميع لولي الأمر ولم يتوانى حتى أنه ضرب مكة والبيت الحرام بالمنجنيق ... فأسقط عبدالله ابن الزبير وشيعته المختبئين بمكة والحرم ... وأعلن الجميع بعد هذا الدرس القاسي الولاء والطاعة لأمير المؤمنين عبدالملك ابن مروان الأموي ... فهدأت الأمة وعرفت أن خلف رقابها سيف قاطع رؤوسها إذا ما خرجوا على ولي الأمر وأشاعوا الفوضى وفق أهوائهم ؟

وقد كان للحجاج الثقفي وأسياده بنو أمية ... الفضل الكبير بانتشار الإسلام والفتوحات الإسلامية بشكل لم يسبقه إليه أي أحد قط ... بعد أن أجهضوا كل المؤامرات والفتن التي كانت حولهم فاستقامت الأمور وبدوا برسالتهم ونالوا فضلا عظيما من الله سبحانه بأن منّ عليهم بالفتوحات الإسلامية التي وإلى اليوم نحن مدينين لهم بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى ؟


فقد كانت حدود الدولة الإسلامية عندما انتقلت إلى بني أمية هي شبة الجزيرة العربية بأكملها مع بلاد الشام ومصر والعراق وأجزاء من بلاد فارس ( إيران ) ... ومن ثم وصلت حدود الدولة الإسلامية في عهد بني أمية إلى غرب الصين وباكستان وأفغانستان وأذربيجان وكازاخستان وأوزباكستان وطاجاكستان وتركمانستان وشمال ووسط الهند وبنغلادش ( حاليا ) بالإضافة إلى إيران بأكملها وأرمينينا والقسطنطينية ( تركيـا حاليا ) ... وهذا بالطبع في قارة آسيا .
أما في قارة أفريقيا فالسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال ومالي والنيجر وتشاد وشمال نيجيريا .
وبالنسبة لقارة أوربا فجزيرة قبرص واليونان والأندلس والبرتغال وجنوب وبعض أجزاء من غرب فرنسا حتى الوصول إلى مشارف باريس لولا ما حصل في معركة
( بلاط الشهداء ) 
الشهيرة إلى يومنا هذا .


ما سبق أبحرت بكم قديما كي أعطيكم نظرة مختصرة جدا عن حقبة تاريخية في غاية الأهمية وبالتأكيد مع فرق التشبيه ... لكن اليوم الأمة العربية في ضياع بسبب التمزق الذي أحدثوه حثالة الإسلام والذين يحسبون علينا كأخوة في الدين والإسلام ونحن منهم ومن أفعالهم وأفكارهم براء ... فها هي الأقنعة تتساقط أمام الجميع من أفعال خوارج الإسلام الحديث على يد إخوان الشياطين الملقبين ( بالإخوان المسلمين ) الذين يرون أنهم هم فقط المسلمون وهم فقط الذين على حق وهم يرون ما لا نرى والأمة بأكملها على خطأ والأمة كلها عميلة وليبرالية ومفردات ما أنزل الله بها من سلطان ؟

رأيي الشخصي المتواضع وبعد قراءة ما تيسر لي من التاريخ القديم والحديث وبعد أن كنت شاهد عيان على أحداث في أيامنا هذه ... أستطيع أن أقول وبكل اقتناع بأننا نحن العرب لا نستحق الديمقراطية ( الغربية ) ولسنا كفؤا لها ... لأننا ببساطة ليست ثوبنا ولأننا أمة عاشت لأكثر من 1350 عام تحت طاعة ولي الأمر فقط لا غير ... وقد جاءت أجيال وأجيال من الملوك والحكام على مر التاريخ وعلى أمتنا العربية والإسلامية منهم من كان جاهلا ومنهم من كان عالما ومنهم من كان طاغيا ومنهم من كان طيبا ولينا ... وبين ذلك وذلك عاش من عاش ومات من مات وتعددت الأسباب والموت واحد ؟

في مصر خرجت الملايين وأسقطت شرعية نظام حسني مبارك ... وهو النظام الدستوري الشرعي الصحيح 100% فكانت إرادة الأمة التي هي صاحبة الشرعية تهبها لمن تشاء بأمر ربها سبحانه ( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) ... فسلم الحكم للشعب منعا وحقنا للدماء وهذه نقطة تسجل في صالحه ... ثم جاء الشعب المصري وخرج بأكبر مظاهرة وحشد بشري في تاريخ البشرية كلها بل وأكثر ممن خرجوا لإسقاط حسني مبارك آنذاك ... وأسقطوا نظام محمد مرسي ( الإخواني ) الدستوري الشرعي 100% ... فلم ذاك سلم وحقن الدماء ولماذا هذا لم يسلم وأسال الدماء ؟؟؟

أنا أجد أن أي شعب يتجاوز خروج المتظاهرين فيه لأكثر من 50% منه لإسقاط نظامه ... فنظامه لا شرعية له أيا يكن هذا النظام إسلامي عربي أو غير ذلك ... ويعتبر ساقط ولا شرعية له تماما ؟


يموت 100 أو 500 أو ألف أو حتى 10 ألاف مصري ويصاب أكثر من 50 ألف منهم فالأمر جدا عادي وطبيعي إذا ما قرناه بنسبة الشعب المصري البالغ عدده بأكثر من 80 مليون نسمة ... في مقابل حماية الأمة والوطن وصد ومنع التدخلات الخارجية لأعداء الإسلام والمسلمين ... والذي اتضح أخيرا للمغفلين أن الإخوان لهم اتصالات خارجية كانت عمودهم الفقري لوصولهم لكرسي الحكم ؟ ولولا عناية الخالق عز وجل بمصر ثم الفضل يعود لمتخذي القرار هناك وما أتاهم من دعم لم يسبق إليه مثيل من دول خليجية وإقليمية لكان وقع الأسوأ والأسوأ ؟


في الجهة الأخرى هناك الكلاب الضالة من الأنجاس ( أجلكم الله ) في بعض الدول العربية ممن انهاروا وقاموا بشق الصدور ولطم الخدود على انهيار أسيادهم
( الخوارج الكبار في مصر )
 فغرّبوا وشرّقوا وجاؤا بالآيات القرآنية الكريمة المختارة والتي تتوافق مع أهوائهم الخبيثة ... فاقتطعوا ما يحلوا لهم من طيب ما جاء في كتابنا الكريم ... وأفتوا وهم ليسوا بمفتين وحرضوا وهم رؤوس الشياطين ونصبوا أنفسهم وكأنهم عظماء الأمة وهم جهلة الأمة وأقزامها ... فأتتهم الأقدار الإلهية المحقة لتوجه لهم صفعة مدوية على وجوههم وتصيبهم بالخزي والعار وما هم يشعرون بذلك ... لأنهم قوم خوارج لا عقل لهم ولا يفهمون ولا يستوعبون إلا لغة القوة التي تخضعهم رغما عن أنوفهم لولي الأمر حتى تستكين وتستقيم الأمة ؟ 

أفتوا بالجهاد وحرضوا عليه ولم يخرجوا هم أنفسهم للجهاد ولم يسمحوا حتى لأبنائهم بالخروج ... إنهم جبناء عبيد دنيا بثوب عبيد الآخرة محترفون في الكذب ... فأناملهم الناعمة كافية كي تغرد وتحرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيتبعهم مئات الألوف والملايين من المغفلين والساذجين ... فعاش هؤلاء المشايخ بوهم البطولة المضحكة ... وحالهم كمن يقول : ( لو أردت لأتيتكم بجيش تعرفون أوله ولا تعرفون أخره ) والأبله الغبي قد يعتقد أن متابعيه هم الجيش المقصود ... أقول خف علينا يا الإكسندر الأكبر ؟




الحقيقة المؤكدة هي : أن الشعوب العربية رافضة تماما لأي حكم إسلامي متشدد ... وقد استوعبت جميع الشعوب تلك الحقيقة بعدما شاهدوا الظلم والبهتان والأكاذيب والتظليل والتحايل من قبل أناس يفترض أنهم يمثلون الدين الإسلامي ... فاتضح أنهم حفنة خوارج وعبيد دنيا وأساتذة في التزوير وسرد الأكاذيب ؟

فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة في مصر كتب شهادة وفاة أشهر دعاة ومشايخ القنوات الفضائية ... فاتضح أنهم منافقون كاذبون أعانوا على الإسلام والمسلمين ولم يعينوا له وكانوا مطارق هدم لا أدوات بناء وكانوا ألسنة شياطين لا ألسنة هدي وهدى ... وما كانوا طيلة هذه السنوات إلا حفنة جواسيس وخوارج الأمة ... فتبا لكم وتبا لمن صدقكم وتبا لمن سلم عقله وقلبه لكم ؟


سنقف يوم العرض العظيم بين يدي ملك الملوك وجبار الجبارة سبحانه وتعالي لنشاهدكم وأنتم تقفون بين يدي جلالته سبحانه وأنتم أذلاء خاضعون وستنطق وستشهد عليكم ألسنتكم وأياديكم على ما قمتم به في دنياكم الفانية ؟

  
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿103﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿104﴾ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿105﴾ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿106﴾ ... صدق الله العظيم




ماذا قال الشيخ محمد متولي الشعراوي طيب الله ثراه عن الإخوان المسلمين ؟
كنتم شجرة ما أروع ظلالها وأروع نضالها رضي الله عن شهيد استنبتها وغفر الله لمن تعجل ثمرتها ؟
وقال :  أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة ولا يصل أهل الدين إلى السياسة فإن كنتم أهل دين
 فلا جدارة لكم بالسياسة وان كنتم أهل سياسة فمن حقي أن لا أختاركم .

وعندما سئل الشعراوي لماذا لا تنتمي لحزب ديني ؟
قال : لأن الانتماء إلى حزب ديني ليس من ركائز الإسلام ولا يضر إسلامي شيء إن لم انتمى إلى هذا الحزب فأنا مسلم قبل أن أعرفكم وأنا مسلم قبل أن تكونوا حزبا وأنا مسلم بعد زوالكم ولن يزول اسلامى بدونكم لأننا كلنا مسلمون وليس هم وحدهم من أسلموا لأنني أرفض أن انتمى إلى حزب يستجدى عطفي مستندا على وازعي الديني قبل أن يخاطب عقلي وهو حزب سياسي قبل أن يكون دينيا وهو يمثل الفكر السياسي لأصحابه ولا يمثل المسلمين ولأنني أرفض أن أستجدى ديني في صندوق انتخاب  فديني لا استجديه من غير خالقي .

كلمات تسطر بماء الذهب للشيخ الجليل


لينتبه الجميع فإن كل ما يحدث فهو خدمة لأعداء الإسلام والمسلمين ... وإن كان ما يحدث يخرج من أناس ملتحون متدينون فاتقوا الله في أنفسكم وأوطانكم وأعراضكم ... فإنهم قوم خوارج لا يردون إلا الشر بالأمة تحت حجج كاذبة وواهية ؟

روى الإمام أحمد في (المسند:ج2ص224ر7086) ثنا محمد بن عبيد ثنا زكريا عن عامر سمعت عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .

ونحن لا سلمنا من لسانهم ولا من أياديهم وحسبنا الله ونعم الوكيل


شاهد جرائم الإخوان


شاهد بماذا بدأ محمد مرسي خطابه للرئيس الإسرائيلي وكيف يصفه : 
عزيزي وصديقي العظيم




 دمتم بود ...