2013-09-20

حـوار إبليـــس وخدمـــه ؟


الخدم : يا سيدنا ويا ولي نعمتنا يا من نقلتنا من حال إلى حال ... إن لنا أمرا هاما نريد أخذ رأيك كي نستأنس به ... وكما تعلم نحن لا نخرج عن طوعك أبدا ؟

إبليس : هذا هو عهدي بكم كنتم ولا زلتم وسوف تبقون معي حتى ندخل جهنم أجمعين .

الخدم : جهنم !!!

إبليس : نعم جهنم ... أونسيتم أني عصيت ربي وربكم وأن الله قد وعدني بجهنم أنا ومن تبعني ؟

الخدم : بلا قرأنا وسمعنا ... لكن ما جئناك من أجل هذا .

إبليس : أجل ما هو سر مجيئكم ؟

الخدم : يا سيدنا الأكبر قد ساءت سمعتنا بين الأقارب والأهل والأصدقاء ... حتى تطايرت أسماؤنا وأفعالنا في كل البلاد وأصبح العامة والخاصة يتهامسون سرا وعلانية بأسمائنا ... وأننا لصوص سرقنا ونهبنا ثروات البلاد وأرزاق العباد ... فأوجد لنا مخرجا ننجو بأفعالنا ونستر عوراتنا ونأمن على سمعة أبنائنا من بعدنا ؟

إبليس : هدؤوا من روعاتكم والتقطوا أنفاسكم حتى أفهم ما هي الحكاية بالتفصيل ... فقد كنت مشغولا عنكم في دولة أخرى أعين أتباعي وأشد من أزرهم فأغنيهم وأعلى من شأنهم أكثر وأكثر ؟

الخدم : يا مولانا ويا ولي نعمتنا قد دخلنا في سرقة كبيرة وقد كذبنا وزورنا ثم ماطلنا وتحايلنا وبعد ذلك أتقنا التمثيل بأننا أبرياء أوفياء للوطن مخلصين في أداء أعمالنا ولا ذنب لنا مما جرى ... ثم تطورت الأمور فجرنا وظلمنا وسطرنا البهتان حتى هان بني جلدتنا الإنسان ... ولم نكتفي بعد ذلك ففجرنا في الخصومة فأشعلنا الساحات ورفعنا الرايات فلفقنا التهم لخصومنا بعدما طوعنا كل أجهزة الدولة فصدقونا الأغبياء فانتصر لنا القضاء ... لكن الناس لم تقتنع بعد كل هذا التعب والإرهاق فعادوا ونطقوا بأسمائنا علانية ... فساء ما تطاير إلى أسماع أبنائنا وبناتنا من رعاع الشعب وقومنا من سوء البيان فجئنا إليك لتخرجنا من حسرتنا إلى النجاة ... فانظر في أمرنا ماذا تنصح وبماذا تأمر ونحن لك طائعون ما حيينا وفي دار الآخرة نحن لك جيران في الجنة أو النار ؟    

إبليس : الجنة !!!  هاهاهاهاها ... اسمعوا يا أبنائي المخلصين ... قد رعيتكم منذ صغركم وكنت معكم في مأكلكم ومشربكم وملبسكم وفي كل أفعالكم وحتى في زناكم وفي لياليكم الحمراء وقد كنتم مميزين وكثيرا ما صفقت لكم من شدة أفعالكم ... وكم كنت أتمنى من غيركم أن يحذوا حذوكم ؟ بل أكثر ما أعجبني فيكم هي أعمالكم في شهر رمضان الذي يصومون فيه قومكم بأمان فكنتم يا أحبائي أكثر فجورا من الكفار ... أسأل الله أن لا يفرقنا لا في الدنيا ولا في الآخرة ... لكن أريد أن أسألكم : كم حققتم من مال وبالأرقام حتى يثور الناس عليكم هكذا كالأنعام ؟

الخدم : الأول : أنا فقط 400 مليون دينار ... الثاني : أنا 290 مليون دينار ... الثالث : أنا 560 مليون دينار ... الأخير : أنا 700 مليون دينار ؟

إبليس غاضبا : تبا لكم أهذه سرقات أيها الأغبياء ؟ أهذه أموال من الأساس ؟ تبا لكم وتبا لخبراتكم وتبا لقلوبكم المرجفة ... قد غضبت عليكم ولا لكم عندي أي مخرج ولن أسامحكم ... فأنتم صدمتموني بأموالكم التافهة ... ألا تعرفون ........ كم سرق إلى الآن ؟ ألا تعرفون ...... كم نهب إلى الآن ؟ ومع ذلك لم يأتوني مرعوبين مثلكم ؟ متى تتعلمون أيها الأغبياء ؟ ألم تشاهدون ما فعلت بدولكم ؟ ألا تعرفون أني صاحب الفضل في الربيع العربي ؟ منذ سنين وأنا مشغول حتى تحقق جزء من حلمي وجلعت دولكم تابعة لأسيادكم في الغرب ... وسوف يأتي يوما ليس ببعيد ستكونون أمة الدماء الأخ يقتل أخاه ااااااه ما أكثر شوقي لهذا اليوم البديع ... ثم تأتوني أنتم أيها السفلة وتحدثوني عن مسائل تافهة يمكن أن ينفذها أصغر شيطان عندي ... وقبل أن أنسى لماذا لم تعطوا خدمكم في تل أبيب رواتبهم الشهرية ؟ انتبهوا فتل أبيب دولة عظمى تحكمكم بشكل غير مباشر وليست كدولكم العالة على علينا وهذا أخر تحذير لكم ؟

الخدم : نعم نعم يا سيدي ... عفوك ورضاك يا سيدي فأمرنا ونحن من هذه اللحظة فاعلون ولا نعصى لك أمرا قط ولن نتردد بعد اليوم أبدا ... فقط قل لنا ماذا نفعل ونحن بإسمك فاعلون ؟

إبليس : يا كلابي الأوفياء ويا أنجاسي الأحباء ... قد كنت قبل قليل مع أحد المسئولين في المنطقة وقد أبهرني هذا الرجل بأفعاله ... وسوف أقول الحقيقة ولأول مرة في حياتي أعترف أن رعيته قد ألمني حالها وما وصلت إليه من شدة الفقر ... بالرغم من أن دولتهم غنية وثرية ثراء فاحش وتطل على 5 بحار ... إلا أنه جوعهم وجعل من الفقر لهم نصيب وملأ السجون وكافأ الجلادين والقضاء أصبح سوط من سياطه ... لكن أشد ما أضحكني هو بعض مشايخهم كم هم منافقون ومتقلبون وكاذبون لكنهم أيضا يقبضون ويشكرون ...... فاستحق مني لقب اللعين ... فمتى يصبح أحدكم مثله وألقبه باللعين أيها الملاعين ؟
إن قومكم دائما في حياتهم يكذبون ولا يستحون وأمام المال والنساء هم خاضعون ... فاستمروا في أعمالكم ولا تبالون من عبد وضيع ولا تلتفتون إلى صوت حقير ... وركزا على مناقصات دولتكم المؤقتة المضحكة ثم انقلوا أموالكم إلى البنوك الأجنبية ولا عليكم من الرعاع ... ومتى ما وصلتم إلى أرقام كبيرة من السرقات ونهب البلاد وقهر العباد سأعطيكم موعد وساعة الرحيل ... وقبلها بأسابيع أخرجوا فضيحة كبيرة عظيمة مدوية حتى ينشغل بها المغفلين وقتها تكونون أنتم في أمان ... ولا أعرف سبب خوفكم في دولتكم التي لم يسجن فيها رجل مسئول كبير ذو شأن مع أني أعرفهم تمام المعرفة وأعرف أفعالهم وهم عندي لأهل مكانة كبيرة وتقدير شديد لذكائهم العجيب ولتحايلهم الخطير ... وفي بلاد الغرب أريدكم أن تتميزوا بالصرف والبذخ عليهم وتمارسون أمامي أشد أنواع الرذائل وكما تسمونها أنتم في دياركم الموبقات ؟

الخدم : حسنا من الغد سننطلق بشكل لم يعرفه أصدقائنا وأعدائنا له مثيلا ... ولن نلتفت لأحد من أهلنا ولن نرحم أحد فقيرا كان أم مسكينا ... أما أبناؤنا ففي المال هم طوع أمرنا وتحت رغباتنا ... وسندفع القليل من أموالنا لبعض الكلاب من خدمنا  حتى يدافعوا عنا في غفلتنا ... وسنضاعف أرصدتنا في أشهر قليلة معدودة ... وهذا وعد منا لك بذلك أتأمرنا بشيء أخر ؟  

إبليس : نعم ... اجعلوا الناس لا يعرف لها عدد في المحاكم من شدة المنازعات والكراهية فيما بينهم وأكثروا الطلاق ... واجعلوا السجون تكتظ من المظلومين واضربوا ولاء الناس في أوطانهم واجعلوهم يكفرون بأديانهم من شدة التناقضات ... واجعلوهم مشتتين لا يعرفون ولا يميزون بين الحق والباطل ... واستغلوا حوائج النساء والرجال استعبدوهم بالمال ... ولا يأتيني أحدكم سائلا في أمر إلا وأرى أرصدته قد تجاوزت المليار وما فوق يا أنجاسي المخلصين ؟

الخدم : حسنا حسنا ولك منا الشكر والتقدير والعهد والوفاء ما حيينا ... ولنورث ولاؤنا لك لأبنائنا ليكونون لك في المستقبل عبيدا وأتباعا مخلصين ؟

إبليس : هذا هو ظني بكم يا عفني الحبيب ... والآن اتركوني واذهبوا فإن لي موعدا مع أتباع غيركم في دولة قريبة منكم ... وإلى اللقاء في موعد أخر نلتقي فيه على الشر والكوارث والمصائب لأعدائنا ... ولأنصارنا البؤس والتعاسة لمن لم يسير على نهجنا ... ولا تنسوا أن تستلموا جوازاتكم الإسرائيلية الجديدة فقد أصبحت جاهزة ... ولا تنسون بأن تحسنوا التعامل مع أسيادكم هناك ؟

الخدم : حاضر وإلى اللقاء يا سيدنا الأعظم .




انتهى الحوار بين إبليس وخدمه المخلصين

تأليف : مدونة الكويت ثم الكويت




لقد أذاب فسادكم هيبتكم تماما ؟



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم