2014-01-14

تعرفوا على الأخوين صالح وداوود الكويتي ؟


ولد صالح الكويتي في منطقة شرق في مدينة الكويت عام 1908 لأسرة يهودية من أصل عراقي ... وقد أبدى صالح وكذلك أخوه داود الذي ولد عام 1910 شغفا بالموسيقى منذ الصغر ... وتلقيا دروسا في العزف والغناء لدى الموسيقار الكويتي المعروف خالد البكر في البداية تعلما الألحان الكويتية والبحرينية واليمانية والحجازية .

الفنان صالح الكويتي من يهود الكويت واسمه الكامل هو صالح بن عزره بن يعقوب والملقب بالكويتي بسبب شهرته الفنية والموسيقية التي كانت بدايتها في الكويت حيث كان يعمل والده في التجارة آنذاك ... وتعرفا على الموسيقى العراقية والمصرية بالاستماع إلى اسطوانات .


حين تقدما في العزف والغناء أخذا يشتركان في إحياء حفلات لدى المعارف والأقرباء والشيوخ والوجهاء في الكويت أولا ثم في أقطار الخليج في جلسات شيوخ ووجهاء الكويت ... وكان يصاحبهما أيضا سعود المخايطة وعبدالرحمن الخميري وغيرهم كضاربي على المرواس .


هل هناك يهود في الكويت ؟
نعم في ما مضى كان هناك يهود كويتيين ... فبتاريخ 7/8/2010 كتبت موضوع بعنوان

يهود استوطنوا في الكويت ثم تلاشوا ؟؟؟

وفيه اليهود وأسمائهم وماذا كانت تجارتهم وبداية تاريخهم في الكويت من سنة 1776م إلى عام 1948م بداية الصراع العربي الإسرائيلي ؟
  

اشتهر صالح تحديدا في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي بوضع الألحان الخالدة لمعظم مطربي ومطربات تلك الحقبة أمثال سليمة مراد وزكية جورج ومنيرة الهوزوز وسلطانة يوسف وبدرية أنور وجليلة أم سامي وعفيفة اسكندر وراوية ونرجس شوقي وزهور حسين وغيرهم الكثيرين ... كما وضع الكثير من المقدمات واللزمات الموسيقية لداخل حسن وحضيري أبو عزيز .


صالح الكويتي ماهرا في العزف على الكمان واشتهر أخوه داود بالعزف على العود ... وفي عام 1927م رافقا المطرب الكويتي المعروف عبد اللطيف الكويتي إلى البصرة لتسجيل اسطوانات ... في البصرة نال الأخوان الإعجاب والتقدير من مطربين عراقيين كبار ومن العاملين في حقل الموسيقى والغناء. كما استغلا وجودهما هناك لتوسيع مداركهما في أصول المقام العراقي وتفرعاته .


في عام 1929م قررا الانتقال نهائيا إلى بغداد حيث عملا كعازفين في ملهى الهلال ... وهناك اقترحت المطربة العراقية المشهورة سليمة مراد على صالح الكويتي أن يحاول تلحين بعض الأغاني فاخذ قطعا شعرية من الشاعر الغنائي العملاق عبد الكريم العلاف ولحن في فترة قصيرة عدة أغاني منها : قلبك صخر جلمود - هوّه البلاني - آه يا سليمة -  ما حن عليّ -  منك يا اسمر - خدري الجاي خدري وغيرها .


في عام 1931م كان لصالح الكويتي لقاء فني هام مع الموسيقار المصري الكبير محمد عبد الوهاب الذي زار بغداد لإحياء حفلات غنائية على مسرح حديقة المعرض ... وقد أبدى عبد الوهاب في حينه اهتماما خاصا بالألحان العراقية ونقلها من صالح الكويتي بالنوتة في لقاءاتهما الليلية ... وخاصة لحن اللامي الذي وسعه صالح الكويتي ولم يكن معروفا خارج العراق وقد استعمله عبد الوهاب فيما بعد في تلحين عدد من أغانيه .


- في عام 1932 زارت بغداد سيدة الغناء العربي أم كلثوم وأعجبت بأغنية قلبك صخر جلمود التي لحنها صالح الكويتي للمطربة سليمة مراد ... وقد غنت أم كلثوم هذه الأغنية في حفلاتها الخاصة بعد أن علمتها سليمة مراد اللحن والكلمات ... وهذه هي المرة الوحيدة التي غنت فيها أم كلثوم لملحن غير مصري .


في عام 1951 وبحكم الظروف التي نشأت بسبب النزاع العربي الإسرائيلي وصدور قانون إسقاط الجنسية ترك الشقيقان صالح وداود الكويتي العراق ... فكان ذلك بالنسبة لهما نهاية حقبة حافلة بإنتاج فني غزير منحهما مكانة مرموقة في الأوساط العراقية الشعبية والرسمية على حد سواء ... وحتى الفن الكويتي تركوه بعد أن تركوا لهم بصمة ثرية فيه ؟

هناك أيضا شركة سورية محلية استدعت الكثير من الفنانين الخليجيين والعراقيين للتسجيل ومن أشهرهم عبداللطيف الكويتي ومحمد فارس وضاحي بن وليد وكذلك حضيري بوعزيز وسلطانة يوسف وسليمة مراد التي انطلقت شهرتها في العراق والمنطقة بعد توزيع تسجيلاتها التي تمت لصالح شركة سودوا وأبرزها بستة يا نبعة الريحان الشهيرة .



يقول شلومو ابن صالح الكويتي : أن والدي مؤسس الموسيقي الوطنية الحديثة في العراق أبان ذلك الوقت وقد عاش في الكويت هو وأخيه داود فأطلق عليهم صالح وداود الكويتي حتى أن أمير الكويت آنذاك كان يزورهما كل ستة أسابيع للاستماع إلى موسيقاهم العذبة ... ونتيجة لهذه الزيارات فقد قام والدي بإطلاق أسم ( صباح ) على أول أولاده أخي الأكبر ... وفي حفل طهوره قدم له أمير الكويت صندوقا مصنوعا من الذهب مملوء بالعملات النقدية .



ويضيف شلومو
أن بسبب المعاداة لإنشاء دولة لليهود من قبل العراقيين أضطر والدي وعمي للهجرة إلى إسرائيل حاملين معهما خيبة الأمل لترك موطنهما وتراثهما وزاد من أساتهم هو رفض الإسرائيليين لموسيقاهم العراقية لأنها كانت تمثل "موسيقى الأعداء "... وبدلا من أن يقوما بالعزف في المسارح الإسرائيلية أصبحا يعزفان في حفلات الزواج وأعياد الميلاد والأعياد اليهودية وسط مجموعة من الناس تلهو وتأكل وتشرب دون الإكتراث لعزفهما ... أما خيبة الأمل الأخرى التي صدمتهم هو بسبب تجاهل اسم العائلة في الإرث الموسيقي الذي قدمته العائلة للعراق فيزعم شلومو أن والده أسس 90% من الموسيقى الشعبية العراقية ... ولكن الحكومة العراقية الحالية نسبت تلك الموسيقى والأغاني القديمة التي يرددها العراقيون لغاية الآن للفلكلور القديم ولم تنسبها إلى صالح وداود الكويتي .
  


توفي داود الكويتي عام 1976م عن عمر يناهز 70 عاما ... وأما صالح فقد توفي عام 1986م وسمي شارع في تل أبيب بإسم الأخوين الكويتيين ... تاركين خلفهم مدرسة فنية عريقة وثرية نادرا ما تحدث في وقتنا الحاضر ... وحياة مليئة بالأحداث والجلسات مع أعرق فنانين التاريخ الحديث ؟



الفن والطرب لا يعرف دين ولا مذهب ولا لون ولا شكل ولا جنسية ولا حدود ... لكن يعرف أرواح تحلق بخيال وأحاسيس تميزهم عن باقي البشر ؟


ذهب الزمن الجميل البسيط في كل شيء وذهب معه الفن الحقيقي الراقي الفاخر وأصبحنا نعيش على حثالة الفن والفنانين أو الأصح من يعتقدون أنهم فنانين !!!




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم مع مدرسة الأخوين داوود وصالح الكويتي