2014-01-25

هـل هناك أمـل بالإصـلاح ؟


مصطلح الإصلاح لا يأتي إلا على أي أمر واقعي يكون في مربع الخطأ والخطأ له معاني كثيرة ومن بينها الفساد ... وفي حالة الشعور بالإحباط التي تضرب الشريحة العريضة من الشعب الكويتي فلا نملك إلا أن نستنتج أن هناك صراعات وكوارث وفساد مهول ومرعب يحدث في الكويت وإن كان غير ظاهريا وإن كان بدون تصريحات ... وهذا ناتج عن صراع بعض أبناء الأسرة الحاكمة فيما بينهم وبعض تجار الكويت ... حتى بتنا لا نعلم من هو الشيخ فيهم هل التاجر هو الشيخ وهو من يتحكم ببعض أبناء الأسرة الحاكمة أم الشيخ شيخ له من المكانة وهيبة ما تضع التاجر في حجمه الطبيعي ؟

غالبية المواطنين يتابعون ما يحدث في الكويت وما يتم تسريبه من عمليات مشبوهة ومن تصريحات حكومية متناقضة تنم على إدارة فاشلة من رئيس حكومتنا الشيخ جابر المبارك الصباح ... والذي احترق شعبيا وسياسيا ولم يتبقى سوى قرار سمو أمير البلاد – حفظه الله ورعاه – حتى يقيله ويختار سموه من يراه مناسبا للحكومة ولشعبه ؟

أنا كمواطن كويتي حقيقة لا تعنيني صراعات أبناء الأسرة الحاكمة فيما بينهم فهم أهل بيت واحد ... ولا تعنيني صراعات التجار فيما بينهم فهذا هو ديدنهم منذ آلاف السنين ... لكن ما يعنيني وما يهمني هو أمن وسلامة وطني وأمان وسلامة شرعيتها ونهضة الكويت وتطورها وإصلاح الإعوجاج والخلل وتطوير أنظمتها بشكل شامل ؟

لكن وبرغم مما نحن فيه هل هناك أمل بالإصلاح ؟
لا أمل بالإصلاح ولا يمكن أن يتم الإصلاح في الكويت وهناك صراعات تشل أي عملية إصلاحية ... هذا ليس تشاؤم بل قراءة حقيقية واقعية لما يحدث تحت السطح وعلى أرض الواقع ... لو خرجت 100 حركة وتجمع لو طنطن وصرخ الكتاب والمدونين والصحفيين لو خرجت مظاهرات ... مهما فعلتم فلن تنالوا الإصلاح ؟

لماذا ؟

لأن قرار الإصلاح ليس بأيديكم ولا تملكونه ولا تملكون حتى مجرد التوجيه لأن أدواتكم ضعيفة وهزيلة في مقابل أدوات أصحاب النفوذ ... فهناك أصحاب المليارات والنفوذ صراعاتهم كصراعات الجبناء لا أحد منهم يسترجل ويعلن حربه على الآخر علانية خوفا من أن يتم قذفه وركله في مكينة فرم الخرفان ... لذلك فحروبهم تجري تحت الأرض وفوق الأرض كل منهم يدعي الوجاهة والشرف والأمانة والنزاهة وهذه صفات أبعد ما تكون عنهم وهم يعرفون ذلك تماما ؟


إذن ما هو مصير الكويت وأهلها ؟
في 2/8/1990 تعرضت الكويت إلى غزو عراقي غاشم نتيجة خطأ وخلل في إدارة الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله - والشيخ جابر حكم الكويت وهو رجل غير سياسي وأيضا الشيخ سعد العبدالله – رحمه الله – رجل غير سياسي ... فالشيخ جابر طيب الله ثراه رجل دين وصلاح واقتصاد والشيخ سعد العبدالله رجل أمن ... وحكم أي دولة لا يريد الاثنين ... بل حكم أي دولة يحتاج إلى رجل سياسة وذكاء ودهاء له نظرة بعيدة ثاقبة وخبرة وحكمة وحنكة ... فكانت النتيجة هو الغزو الغاشم بعدما تجاهلوا عشرات النصائح والتأكيدات آنذاك من أن الغزو واقع بنسبة 100% ... فارتكنوا إلى تطمينات مصر والأردن وتأملوا خيرا بالعروبة وبما قدموه لصدام طيلة حربه مع إيران ... فوقع ما وقع وعاش في الخارج مئات الآلاف من الكويتيين كلاجئين ومئات الآلاف من الكويتيين كصامدين في الداخل ... وهذا تاريخ لا يزور ولا يحرف ولا مكان للمجاملة فيه ؟ 

القصد من الفقرة السابقة هو أنه ومع الأسف الشديد ويعصرنا الألم ونحن نرى اليوم من لم يعرف قيمة هذا الوطن ولم يعطيه حق رعايته ... فأعمتهم المصالح والكراسي وحب النفوذ والسيطرة وعشق المال عن الكويت ومصلحتها ... فهان عليهم وطنهم أهانهم الله وأذلهم في الدنيا والآخرة ؟

المصير هو بعلمه سبحانه وتعالى ... لكن وفق ما نعلم وما نراقبه وما نتابعه فإن الكويت لا أمل لها بالإصلاح نهائيا ولا نهضة وتطور سترى إلا بحسم خلافات أبناء الأسرة الحاكمة والتجار حسما جذريا ونهائيا بالإضافة إلا إقتلاع وتطهير الدولة من أعوانهم المنتشرين في كل مفاصل الدولة ... هذا بالإضافة إلى حسم قرار وجود أو عدم وجود التيارات السلفية والإخوانية الذين باتوا يشكلون خطرا على أنظمة الحكم والهدف هو الإستيلاء عليها والتحكم بمقدراتها ... وما لم تتوفر أدوات القوة الشرسة لصاحب القرار لحسم هذا وذاك فلا أمل بالتطور ويستحيل الإصلاح فلا تضحكوا على أنفسكم ولا تجاملوا غيركم ... هذا إن لم تتطور الأمور ويتم حسمها بالسلاح في وقت معين وفي لحظة معينة وفق ظرف محدد ؟ 


تبون تسولفون سولفوا تبون اتحلطمون تحلطموا تبون تسوون تجمعات سياسية سوو ولوك لوك لوك لكلكوا مني لي باجر تبون تطلعون مظاهرات طلعوا ؟

 لكــــــن ؟؟؟


الأمر وما يحدث أكبر منكم ولا أحد في الكويت يستطيع أن يحسم ويفصل في الأمور وينهيها ويحسمها حسما نهائيا إلا شخص واحد وهو سمو أمير البلاد فقط لا غير ... ولا نملك إلا أن ندعو لسموه بأن يمده الله سبحانه وتعالى بالعزم والقوة وبالحزم والحسم الشديد ليخرج الكويت من الظلام والتيهان إلى الطريق الآمن والنور الذي يضيء الكويت بكل أرجائها ... إنه سبحانه على كل شيء قدير ... فهذا حكم وعهد أمير البلاد الحالي سمو الأمير صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - والتاريخ يسجل إيجابياته وسلبياته كحال باقي الحكام السالفين ؟



هل يحفظون الكويت أم يكسرونها ويذلونها للمرة الثانية ؟


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم