2014-02-09

عمره 67 .. عمرها 22 .. أبيهـــا ؟


دخل عالم التجارة في الخمسينات من القرن الماضي عندما كانت الكويت دولة لا يشق لها غبار على كافة الأصعدة والميادين ... عمل واجتهد وكون ثورة كبيرة ... عشق فتاة لكن كان هناك من كان أسرع منه فتعرض لصدمة عاطفية جعلته يعزف عن الحب والزواج فانتقم من نفسه بالعمل ليل نهار ... حتى بات من المشهورين في مجال أعماله ... كبر وتعب ومل من جمع الأموال بعد أن وصل إلى أواخر الستينات من حياته ... وأمام إلحاح من أصدقائه بأن يتزوج ويجب أن تكون هناك زوجه ترعاه في أخر أيامه اقتنع وبدأ برحلة البحث عن صاحبة الحظ السعيد ؟


لم يكن يريد أن يتزوج من قريباته ولا حتى من أحد له صلة بقريباته كي لا تكون هناك مؤامرة أو مخطط للإستيلاء على ثروته ... فكان يذهب إلى حد أصدقائه في منطقة خيطان فكلم زوجة صديقه بأن تبحث له عن فتاة للزواج منها بشرط أن تكون جميلة وفقيرة ووعدها بمبلغ 10 آلاف دينار مكافئة لها إن جاءت له بطلبه ... وكان مبلغ 10 آلاف دينار في ذلك الوقت هو مبلغ كبير وليس مبلغ عادي ؟

كان الرجل الثري في كل مره يذهب إلى منطقة خيطان لمجالسة صديقه يمنح الأموال للأطفال وبسخاء وللفقراء حتى لقبوه ( أبو الخير ) وفي كل أسبوع يتم عرض الفتيات له كي يختار الزوجة له بطريقة وكأنها مارة أو عابرة من ( الحوش = بهو المنزل ) إلى أحد الغرفة وكأنها لا تعلم ... واستمر على هذا الحال تقريبا لعدة أسابيع ؟


حتى جاءت إمرأة سعودية مع ابنتها ذات الـ22 عاما للمرأة ( الخطابة ) في خيطان طالبة مساعدتها المالية وذلك لشدة فقرهم ... فالمرأة السعودية لديها 3 أولاد وبنت واحد وزوج أنهكه الزمن ... وتذهب لمن تعرفهم عل وعسى تجد من يساعدهم ... لكن ابنتها كانت باهرة الجمال وهذا وصف كل من رآها وهم كعادتهم يلبسون البراقع في السابق وليس النقاب كما هو حاصل في أيامنا هذه ؟

المهم أن الخطابة تفتق ذهنها بأن تسوق تلك البنت السعودية للرجل الثري عل وعسى أن يعجب بها ويقبل بها كزوجه وتفوز هي بالـ10 آلاف دينار ... فأخبرت الأم بأن هناك رجل ثري ويبحث عن فتاة صغيرة وفقيرة بشرط أن تكون جميلة وافقت الأم والبنت أيضا وافقت بعدما أقنعوها بأنها يمكن من خلال هذا الزواج أن تنتشل أهلها مما هم فيه من فقر لا يحتمل ... فاتصلت بالثري وقالت له أن طلبه وصل للتو وموجود ... فوعدها الثري بأن يحضر بعد صلاة المغرب ؟


حضر الرجل الثري إلى منزل صاحبه وزوجته الخطابة وبعد لحظات مرت البنت من أمامه دون أي غطاء للوجه وكاشفة شعرها الذي يصل إلى الأفخاذ وهي بمثابة كالرؤية الشرعية  ... فابهر الثري من جمالها وقوامها واشتعل ما فيه وقال انتهى وحسم الأمر وأريد تلك الفتاة بأي ثمن كان ... علت الصيحات والأهازيج في المنزل فرحا وسرورا ؟

ذهب الرجل وبعض أصدقائه إلى بيت والد الفتاة وكانوا يسكنون في منطقة الجهراء في ملحق وحالتهم يرثى لها ... طلب البنت للزواج ووافق الأب فورا من باب أن ستر البنت أولى وأهم ومن ثم أن هذا الرجل ليس برجل عادي بل هو من أثرياء الكويت ؟


الرجل كان مصرا أمام والد الفتاة بأن يتم الزواج فورا وهو جاهز من كل شيء ولا يريد منهم أي شيء ولم يتحدث أحد عن المهر ... وما هي إلا لحظات حتى جاء كاتب الزواج الشرعي ( الملاج ) وبدأ بكتابة بيانات الزوج والزوجة فسأل عن المهر ... فقال الثري : المهر مليون دينار يا شيخ ؟

صدم الجميع من المبلغ وتم عقد القران وخرج الجميع إلا الثري ... فطلب من والد الفتاة بأن تحضر هي ووالدتها وإخوانها فحضروا فقال لهم : أنا حاليا أصبحت منكم وفيكم ومن الغد تذهبون وتصرفون مهر ابنتكم المليون دينار وتتجهزون خلال أسبوع للإنتقال في منزلكم الجديد في منطقة ضاحية عبدالله السالم وهذا المنزل سيكون بإسم فلانه زوجتي ... وإخوانك يا فلانه كل منهم سيأتيه مبلغ = 500 دينار بشكل شهري ؟
  


أدركت الفتاة بأن الحظ ابتسم لها وأن هذا الرجل هو نعمة ويجب أن تحافظ عليه ... وفعلا بعد مرور شهر واحد وحال هذه الأسرة السعودية انتقل من حال إلى حال بفضل من الخالق الرزاق الكريم ... فأحسنت معاملته بشكل لا يوصف وكانت الزوجة الشريفة العفيفة وكانت الطفلة المدللة عند الثري وكانت تنظف حتى قدميه ولا تعصيه بأمر قط وأيا كان ومهما كان ... فسر الرجل سرورا عظيما فلديه زوجة صالحة لا تتدخل بما لا يعنيها وقليلة الكلام ومحافظة على صلاتها ولا يسمع منها إلا حاضر وان شاءالله وتامر وهي دائمة الإبتسام أمام زوجها أنيقة جميلة رزينة ؟


استمر هذا الحال لـ5 سنوات تقريبا فشعر الثري بقرب نهايته وطلب زوجته وقال لها : يا فلانه أنا أشعر بقرب نهايتي والله سبحانه لم يرزقني الذرية فالحمد لله والشكر له على كتب وما قسم ... لكن لدي أخ متوفي منذ زمن ولديه أبناء وأخاف من بعدي بأن يفتكوا بكم فالمال مثلما هو خير أيضا هو شر ... والدنيا حياة وممات لذلك سأكتب لكي ما يرضي ضميري ويوافق ذمتي ... وبكت الفتاة بكاء شديدا لأنها لم تشعر بهذا الحنان والعطاء من أحد قط ولن تشعر به من أحد بعده ؟

كتب الثري للفتاة أكثر من 30 مليون دينار وسلسلة عقارات كثيرة وكبيرة ... وكتب أيضا لأخته الخير الكثير وكتب لأبناء أخوه المتوفى الكثير من المال ؟


حظي الثري قبل وفاته برعاية لم يسبق إليها مثيلا من زوجته وأمها ... فلم يفتح عينيه إلا ووجد زوجته بخدمته ولم يطلب شيء إلا ووجد الكل بخدمته ... فسلم وجهه لربه الكريم حتى قضى الله بأمر كان مفعولا وخرجت الروح إلى بارئها ... فحزن عليه من حوله والكثير من الناس حزنا شديدا على أبو الخير الذي كان سخيا بعطائه وفيا للفقراء كريما لأهل الجود ... فتزاحمت الناس على جثمانه أثناء دفنه ؟


بعد وفاته سحبت الزوجة إلى ساحات المحاكم والقضاء بعدما علم أهل الثري بحجم الثروة التي حصلت عليها زوجته ... فاتهمت بالنصب والإحتيال وبالتزوير وتم التشهير بها والنيل حتى من عرضها وشرفها وبأنها من عشاق السحر ... وهي دائمة القول
( حسبنا الله ونعم الوكيل )
حتى جاء سيف القضاء وصرخة العدل وحكمت المحكمة بصحة ما تملكه الزوجة من أموال وثروة ومن حقها أن تتمتع بما تملكه وفق ما تراه مناسبا ... فبنت لزوجها المساجد وعشرات نقاط ماء السبيل وتصدقت للفقراء والمحتاجين وأعمال خير كثيرة لها ولزوجها ؟


سبحان العاطي دون مقابل وسبحان الوهاب دون طلب وسبحان من يرزق ويسبب الأسباب




أنتو لو تنظفون قلوبكم وتصفون النية جان أنتو بألف خير  


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم