2014-03-24

الفاجرون بنعمة الأمن والأمان ؟


قد يعتقد البعض أن الأمن والأمان هو من الأمور الطبيعية التي وجدت مع حياة الإنسان منذ بدأ الخليقة ... وهذا عار تماما عن الصحة لأن الأمن والأمان وعلى مر التاريخ والعصور لم يكن وليد الصدفة أو من أساسيات الطبيعة الكونية ... بل هي أداة اتفق بني البشر عليها منذ آلاف السنين وفق منطق القوة والبقاء للأقوى ... ففي السابق كان الناس لا تأمن على أرزاقها بل ولا تأمن حتى على أرواحها ... وهذا ناتج عن شدة الأوضاع التي كانت تعيش بها الأمم ما قبل الإسلام من حروب وغزوات واحتلال وجهل وسلب ونهب واستباحة الأعراض ونهب الممتلكات وفرض الأمر الواقع والبقاء للأقوى ؟


ما سبق عزيزي القارئ فهم ما أعنيه لكن في أيامنا الموحشة هذه هناك من يساعد ويعاون ويمهد الطريق أمام العديد من المخططات الشيطانية التي تستهدف المزيد من التفرقة بين العرب والمسلمين وكأننا سمن على عسل ... وهذا التمهيد أو معاونة أعداء الإسلام والمسلمين يكمن من خلال إثارة الحجج الخبيثة وخلق المشاكل وصنع الأزمات ... والبعض ذهب إلى تعزيز الطائفية فهي المؤامرة الأزلية التي ما أن أحد يتولى زمام رايتها حتى تجده بعد وقت قصير أصبح من المشاهير أو من الأثرياء بفضل عقول الملايين من الأغبياء والمغفلين والسذج ... والأخر يذهب لإحياء فكرة ومبدأ الجهاد وهي التجارة الثانية التي تدر المال الوفير من جيوب من يصدقون كم بروشر وكم إعلان وكم دعاية على كم صورة مؤثرة كلها كفيلة بأن تجعل الأموال تنهمر من جديد ... واليوم هناك من يسوق للحرية ولكرامة الإنسان وأننا أحرار وما خلقنا عبيدا ويجب أن ننهض ونثور على نظام الحكم الطاغي ومن يعينه من أخوته الطواغيت وعلماء السلطة ... وما أن يصلوا إلى مبتغاهم حتى تدب الفوضى العارمة في البلاد وتسيل دماء العباد وكالعادة يخرج تجار الدين الذين أيدوا الخوارج في ظلمهم الذي أصبح أكبر بكثير من ظلم من كان يتولى زمام الأمور ... ثم يخرج تجار الأزمات وهم الذين يتكسبون بالبضائع ويرفعون أسعارها أضعافا مضاعفة ويتكسبون كلما كانت هناك أزمة أو مأساة ... ضاعت البلاد وانتشر اللصوص واستبيحت الأعراض وذهبت نعمة الأمن والأمان وذهب طاغي وجاء البديل من هو أطغى وأكثر جهلا وطمعا للمال وكرها البلاد والعباد ؟



أنا شخصيا مؤيد وبشدة من أن يحكمني ظالم طاغي
( طبعا هذا لم يحدث ولله الحمد والمنة )
ولا يفقد وطني نعمة الأمن والأمان وتدب الفوضى في البلاد ولا أن أرى دماء الأبرياء في كل مكان وكأننا في وقت الجاهلية وكل من يملك القوة يستطيع أن يحمي نفسه ... والمشكلة من أشعلها ومن حرض وساعد وعاون بقدرة قادر يختفون أو حتى يقتلون ... طيب والبلاد والعباد ماذا استفادت من رحيلهم أو من قتلهم ؟ من يعيد الأمور إلى نصابها ويعيد الأمن والأمان والثقة بين الرعية ؟



ألم يتعلم البعض من وجود عشرات الملايين من العرب اللاجئين في الخارج ؟
ألم يتعلم البعض من مشاهدة ملايين الشحاتين المسلمين والمحتاجين في الشوارع ؟
ألم يتعلموا بعد من المخطط المجرم المسمى بالجحوش العربية أي الربيع العربي ؟
ألا تعلموا أن هناك مخطط شيطاني مؤكد لتقسيم الخريطة العربية كلها وتمزيقكم ؟
ألا تعلموا بأن هناك آلاف العملاء والخونة الذين يتقاضون رواتب شهرية من خياناتهم ؟



نعمة الأمن والأمان هي نعمة = نعمة الصحة والعافية ... وهذه النعمتين لا تعادلهم كنوز الأرض ولا تساويهم ملايين أدهى العقول وأذكاها ... بغير نعمة الأمن والأمان ونعمة الصحة والعافية تأكدوا بأنكم ستصبحون عبيدا تسحق بالأقدام وأموالكم تنتهك أمام أعينكم وأعراضكم تستباح رغما عن أنوفكم ومراجلكم ؟


نعمة الأمن والأمان هي التي تجعلكم اليوم في رغد العيش وبعضكم طامعا غير قانع متذمر يطلب المزيد والمستحيل ... هي النعمة التي تجعلكم يقينا تحتارون ماذا تأكلون وما تشربون وماذا تشترون دون النظر من أنت ومن هم أهلك وما هو منصبك وكم تملك ومن هذه الفروقات السخيفة ؟



من يحرض ومن يعاون ومن يشارك ومن يعزز الأفكار الخبيثة الهدامة فهذا كائن عميل خائن لوطنه راكلا نعمة الأمن والأمان برجليه معرضا الكثيرين للخطر معززا لمخططات الخارج ... وقبل هذا كله مستهزئا بأعراضه وشرفه هذا إن كان لديه شرف من الأساس ؟


لا يحسبن أحدكم بأن نعمة الأمان هي من الأمور الطبيعية والبديهية وإلا كان من الجاهلين ... ولا يحسبن أحدكم أن نعمة والأمان تأتي بالصدف أو بالذكاء والدهاء ... لأن ربكم سبحانه وتعالى عندما يمنح فإنه يمنح دون النظر إليكم وإن وهب فإنه يهب ربما لأنه يستحق وربما كاختبار له وإن ستر عبدا فإنه يستره لعلمه سبحانه كم هذا الكائن ضعيفا وبائسا ويدمر نفسه بنفسه بجهله وبسلاطة لسانه الثرثار وبسفاهة عقله الذي لا يساوي شيئا ... أبعد هذا يستكبر بعضكم ويستحقر بعضكم ويتجاهل أو يتناسى بعضكم حجم وشدة نعمة الأمن والأمان ؟

اتقوا الله بأنفسكم
خافوا ربكم بأوطانكم
اتعظوا مما تشاهدونه على شاشات تلفزيوناتكم

احمدوا ربكم واشكروه على نعمة الأمن والأمان فإنها وربي نعمة لا شيء يساويها على وجه الأرض



أيها الناس لدينا أخطاء ولدينا فساد والحل لا يكمن بتدمير الأوطان وبإزهاق الأرواح



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم