2014-06-15

لا تأمنــوا غـــــدر الزمـــان ؟


في حياتي قرأت الكثير وشاهدت الكثير من فعل الزمان بأفراد وأناس منهم من كان فقيرا فأصبح ثريا ومنهم من كان فاحش الثراء فأصبح فقيرا ... قد يعتقد البعض أن هذه الحياة قد عبست له أو قد ضحكت له بينما في حقيقة الأمر أن دوام الحال من المحال ... وبطبيعة الحال الناس ليس لهم إلا الظاهر والبيوت أسرار وسبحان من يعرف حال كل نفس بشرية بأدق أدق تفاصيلها ... ويظن الكثيرين منكم أن الرزق يكمن في المال فقط وهذا اعتقاد خاطئ تماما ... فالرزق يوجد حولكم ولكن لا تشعرون فتجدوه في غدائكم وعشاكم وفي عافيتكم وصحتكم وفي الستر وفي رضا الوالدين عنكم ... إنها نعم وأرزاق تختلط بعضها ببعض لتتمثل عظمة الخالق عز وجل الذي يحب عباده حبا أكثر وبأضعاف مما تعشقنا أمهاتنا ؟
 اذهبوا إلى المستشفيات لتشاهدوا بأم أعينكم النعم التي تتمتعون بها وقارنوها مع من يرقدون في المستشفيات يعانون من آلام لا يعرف قوتها وشدتها إلا أصحابها الذين كثيرا منهم لا يعرفون النوم إلا بإبر المخدر ... فهناك المشلول والمكسور والمبتور والمجروح وأمراض لها أول وليس لها آخر ... اذهبوا إلى المقابر وشاهدوا منازلكم وعاينوها فإنها صالة استقبال الآخرة ... ابحثوا عمن حرموا من نعمة الإنجاب لتعرفوا وتقدروا نعم الله سبحانه وتعالى عليكم ... اذهبوا إليهم واسمعوا ما يقولونه حتى تعرفوا الحقيقة واليقين ؟

هل أنت تفعل ما تقول ؟
روى مسلم عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة الأسيدي
 قال : وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
 قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة ؟
قال : قلت : نافق حنظلة !
 قال : سبحان الله ما تقول ؟
قال : قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً
قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت : نافق حنظلة يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما ذاك ؟
قلت : يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات "

وأنا كذلك لا أدعي الكمال فكلنا بشر نصيب ونخطأ نفرط في الذنوب ونستغفر رب حليم كريم غفور رحيم فيفر لمن يشاء من عباده الضعفاء ؟
 كل رجل ذو قوة فقوته ذاهبة وزائلة وقد رأيت الكثير ممكن كانوا في الماضي أصحاب عافية وقوة كبيرة جدا واليوم رحم الله من كان منهم قادرا على الذهاب إلى الحمام ... وقد رأيت رجل ذو ثراء فاحش فمات وهو ضعيف هزيل ولم يجد من حوله البطانة الفاسدة التي كانت تطبل له ليل نهار وتحلف بالولاء له بعد أن تجاهل نصائح المخلصين ... وقد رأيت من كانت تمتهن مهنة عمل السحر ففقدت أبنائها أمام أعينها وبعدها بشهر فقدت والدتها وزوجها في حادث أليم ... وقد رأيت أخوة 8 وكان من بينهم أخ فقير فتجاهلوه بمرارة واتهموه بالغرور والكبرياء وهم لا يعرفون أنه عزيز نفس وليس بمغرور وفي يوم انقلب حال الفقير إلى غني بعدما باع فكرة مشروع لأحد التجار فأصبح الفقير غني وأصبح أخوته يتوددون له عل وعسى أن ينعم عليهم مما أنعم الله عليه ... وقد رأيت الكثير من أصحاب الكراسي والمناصب الذين كانوا بهاتف واحد يفعلون ما يشاؤون وكانت الناس من حولهم طوابير تتمنى رضاهم فدارت الدنيا وأصبحوا خارج مناصبهم ولم يجدوا حتى من يرمي السلام عليهم من شدة فجورهم وغرورهم وكبريائهم وقت مناصبهم ... وقد رأيت ورأيت وكلها عبر تم تسجيلها في ذاكرتي لذلك أقولها وأنا لكم ناصح أمين : لا تأمنوا غدر الزمان فربما أنت اليوم فوق وغدا تحت وربما أنتي اليوم في عافية وغدا جليسة فراش المرض ... وكم عجبت من أمر الأثرياء وكم هم أغبياء يلهثون خلف ثرواتهم وتتلف أعصابهم بسبب سباق الأرقام والخير أمامهم فينكروه ويتجاهلوه ألا وهم الفقراء ؟


أيها السيدات والسادة الكرام
لا مشيختكم راح تنفعكم ولا تجارتكم راح تنفعكم ولا أرصدتكم راح تنفعكم ولا قتالكم وصراعكم وجريكم خلف الدينار سينفعكم ولا نفوذ كراسيكم ستنفعكم ... فقد سبقتكم أمما كانوا أشد منكم ثراء ووجاهة ونفوذ وقوة وعافية وسلطة فذهبوا وتلاشوا ... فاعتبروا يا أولي الألباب ؟ 

جربوا أن تسعدوا الفقراء وتقضوا حوائج المحتاجين وقتها ستعرفون ما نصحتكم به


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم