2014-08-09

بعض المنابر لا تختلف عن أدوات القتل ؟


في العام الماضي أطلقت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد تصريح صاروخي عنيف مرت عليه 90% من القنوات الإخبارية العربية بشكل سريع ودون تحليل وهو كالتالي :
طلبت رئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد المتعصبين للشريعة الإسلامية التي لا تتوافق مع التقاليد الغربية والثقافة الاسترالية مغادرة الأراضي الاسترالية فورا حيث قالت :
أنت متعصب للشريعة الإسلامية لماذا لا تسكن في السعودية أو إيران ؟
ولماذا غادرت دولتك الإسلامية أصلاً ؟
تتركون دولاً تقولون باركها الله بنعمة الإسلام وتهاجرون إلى دولٍ تقولون أن الله أخزاها بالكفر من أجل الحرية العدل ترف وضمان صحي وحماية اجتماعية ومساواة أمام القانون وفرض عمل عادلة ومستقبل للأطفال وحرية التعبير أو ربما من أجل التعصب الإسلامي !!! لأن كل هذا ذلك في ارض الإسلام بحاجة إلى ولاء حزبي وموافقة حكومية بينما في استراليا فحرية التعبير أفضل واسطة ... انتهى التصريح

صدقت النصرانية وكشفت عورتنا نحن أمة الإسلام عورة عقلياتنا وعورة ضمائرنا وعورة أفعالنا وعورة تناقضاتنا وعورة مزاجيتنا وعورة ثم عورة وعورة وما أكثر عوراتنا وما أقل ما يسترها في واقعنا المؤسف المخزي ؟
 منذ ثمانينات القرن الماضي وهناك عقلاء صرخوا ونادوا بأن يا حكام يا حكومات يا مجتمعات أعيدوا النظر في الخطاب الديني ... أعيدوا النظر في التوجه الإسلامي المتطرف ... انتبهوا واحذروا إلى عودة عكسية لأزمنة التخلف واستغلال الدين والحكم بالنوايا ... حافظوا على أطفالنا وأسسوا مستقبل فكري معتدل منفتح للأجيال القادمة تعكس حقيقة ديننا الإسلامي أعظم رسالة سماوية قبل أن يتم تشويهه عالميا ... مساكين هم أهل العقليات النيرة والعقلاء والكثير من المثقفين صرخوا ونادوا وحذروا ونبهوا وتكلموا وكتبوا بل وجلسوا حتى مع أصحاب القرار ... ومع ذلك تم الإستهزاء بهم والبعض ضحك عليهم والبعض الآخر اتهمهم بأنهم خونة لديهم مخططات خارجية ضد الإسلام بل واتهموا حتى في عقيدتهم ... وبعد أكثر من 30 عام وأكثر ماذا نرى ؟ لا نرى سوى المزيد من التمزق العربي والمزيد من إهانة الإسلام وتشويه صورته واستغلال تجاري خبيث له باسم الدين ... فوصلنا إلى مرحلة أننا نشاهد الدماء الزكية تذهب بلا قيمة ودون فائدة والسبب في ذلك أن هناك محرضين بعقول نجسة عفنة خبيثة يقودون الأغبياء من معدمين أي ثقافة ... وكالعادة لا يتم إيقافهم الأمني أو الإنتباه لهم إلا بعد مئات وآلاف الضحايا وكأن الضحايا مجرد فئران وليسوا بشرا وكأن الأمن وجد حتى لا يتحرك إلا بعد وقوع الجريمة فتعودنا على ذلك منذ وقت طويل ؟

يقول أحمد الشقيري
إذا اجتمع 5 صينيين .. كتبوا حكمة
إذا اجتمع 5 يابانيين .. اخترعوا آلـة
إذا اجتمع 5 أمريكان .. أخرجوا فيلم
إذا اجتمع 5 بريطانيين .. كتبوا كتاب
إذا اجتمع 5 من العرب .. شكّلوا 5 طوائف و 5 أحزاب و 5 قوانين ويعلن كل واحد منهم أنه الرئيس .. ودون جلسة نقاش واحدة ... ثم تبدأ التحالفات ثم الخصومات ثم الكره ثم الفتنة ثم التكفير ... ثم استيراد الأسلحة وتبدأ المعركة والكل خاسرون ...ويقولوا : إنها مؤامرة من الغرب الصليبي الكافر ضد الإسلام والمسلمين !!! 

صدق الشقيري ونعم ثم نعم لقد استغلوا منابر المساجد واستغلوا الإنترنت واستغلوا المجالس والدواوين واستغلوا الإعلام بكافة أشكاله وصورة بحجة أنهم من أشهر الدعاة ولهم قواعد جماهيرية واسعة ( إلا من رحم ربي ) ... أعانوا الخونة من المسلمين وصوروهم للعامة بأن هؤلاء هم صفوة المجتمع ومن خيرة الناس وأفضل المسلمين ... وما يقولونه في العلن يختلف كليا عما يقولونه خلف الجدران والأبواب المغلقة ... وأسهل طريقة هي أن تكرر خطوات الدواب والحيوانات في خطواتها ولو أخطأت مليون مرة ولو وقعت ألف مرة في نفس الخطأ فالأمر سيان وعادي جدا ... فحولوا الإنسان الذين كرمه ربه بنعمة العقل وميزه عن باقي مخلوقاته فجعلوا من الإنسان حيوان وجعلوا من العقول أصناما ... مسيرين لا مخيرين ممنوع عليهم أن يفكروا ومحظور عليهم بأن يحللوا والويل لمن يناقش وعظائم الأمور لمن يعارضهم ... فقتل المسلم أخيه المسلم دون بينة ودون دليل ودون حجة ودون سند قانوني وبلا حجة شرعية بمزاجية يقتل من يشاء ويطلق سراح من يشاء ... ضاربين بالشريعة الإسلامية برمتها في عرض الحائط فتفوقوا بجدارة وبامتياز على أبي لهب الذي نزلت فيه سورة كاملة باسم ( المسد ) بل أني أشفق على حال أبي لهب مقارنة مع الطغاة والجبابرة والمجرمين في عصرنا وزماننا هذا ... وكل هذا يحدث والكيان الصهيوني يشكرهم على الخدمات الجليلة التي يقدمونها وما زالوا وسوف يبقون يقدمونها لإسرائيل ؟

ما وجدت المنابر للتحريض وما صعدها من يشتم عباد الله وما ميزها تفرقة الناس وما علاها كل صغير في السن يهذي ويفتي دون علم ... فالمساجد وجدت للعبادة والرعية تحتاج النصح واللين في الحديث وأحوال الأمة الإسلامية تحتاج إلى النصح الرشيد الحكيم ... وواقعكم وحقيقتكم أنكم أمة لا تقوى على القتال بل أنتم أضعف أمة عسكريا وفكريا واجتماعيا وما تملكونه من أسلحة لهي ألعاب أطفال في مقابل ما يملكه أعداء الإسلام ... فلا أنتم صنعتم ولا أنتم زرعتم ولا أنتم تعلمتم حتى شهاداتكم العلمية تحايلتم بها وزورتموها ومن قباحة كثير منكم أنكم تتفاخرون بشهادات ورقية لا عقلية ... فأنتم أمة تأكل من خير غيرها وتستخدم ما صنعه كفار الأرض الذين تلعنوننهم ليل نهار بنفاق منقطع النظير والمهزلة أنكم تتفاخرون بما تملكون لا بما تصنعون ... وتوافهكم طغت على كبائركم فلم تعودون تفرقون بين توافه الأمور وعظيمها ... والإحساس قد مات والأمة قد ماتت وليست مريضة كما يقول بعضكم والميت لا يعود مرة أخرى بل يعود آخر من نسله ومن صلبه ؟

هل تريدون دليل واقعي على ما أقول ؟
هاهو الكيان الصهيوني النجس يهينكم ويذلكم في أقدس شهر في دينكم شهر رمضان المبارك وفي أعظم أيامه في قتل أخوانكم في غزة ... غزة الفلسطينية التي هي ضحية حركة حماس الإخوانية المرتزقة التي تسترزق على دماء الأبرياء وأنفس الشهداء  ... فماذا أنتم فاعلون ؟ لا شيء ثم لا شيء ولا تحلمون أنكم قادرون ... بل كل ما يحتاجه تجار الدين هو أن ينشطوا في مثل هذه الأزمات كعادتهم الوضيعة ليشغلوا الأسطوانة المعتادة من أجل التبرعات ولا أحد منكم يعرف ويعلم علم اليقين أن تذهب تلك الملايين ... فاستغفلوكم وضحكوا عليكم كعادتكم وليس بالأمر شيء جديد !!!

نحن نحتاج بل بأمس الحاجة بشكل عاجل حقيقي وفعلي إلى إعادة النظر كليا في الخطاب الديني ومحاربة المتطرفين الإسلاميين بيد من حديد ... وهذا الجيل يعتبر جيل ميت لا تتكلوا ولا تعتمدوا عليه ... لكن أسسوا لأجيال قادمة قادرة على القراءة وفهم ما يقرؤون ومن ثم خلق جيل قادر على الصناعة والإنتاج بصناعات عربية 100% دون أي تدخل خارجي ولو 1% ... وازرعوا وأبدعوا بالزراعة لتأكلوا مما صنعت أوطانكم وتنعموا مما صنعت مصانعكم ... وقتها سترتعب منكم باقي الأمم في كل صلاتكم وتهابكم في حجكم وتعمل ألف حساب لكم ... وما الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرهم عنكم إلا كمثال حقيقي فمن أمة ضعيفة إلى أمة صناعية اقتصادية مرعبة ؟



لا أود أن أحلم كثيرا وفي نفس الوقت لا تتباكوا على ذلكم وضعفكم وما كراماتكم إلى مجرد نكتة

دمتم بود ...

وسعوا صدوركم