2015-01-13

مسرحية فرنسا تحشيش عالي المستوى ؟


في أحداث 11/9/2001 التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية والتي سميت آنذاك بأحداث 11 سبتمبر والعمل الإرهابي الفظيع الذي أحدث تطورا ونقلة نوعية عالية المستوى في الأعمال الإرهابية وذلك عندما تم خطف طائرات مدنية وتم توجيهها إلى أهداف إقتصادية وعسكرية أمريكية وفي عقر دارهم ؟
 قرأت ربما المئات من التحليلات حول هذه العملية ونشرت آلاف مقاطع الفيديو ... والخلاصة التي يمكن الإستناد إليها أو الرأي الأكثر ترجيحا بأن عملية 11 سبتمبر هي عملية مخابراتية أمريكية عالية المستوى وطبخة طبخت في مطابخهم ومع عملائهم من تنظيم القاعدة الإرهابي الذي صنع بأيادي أمريكية وبإتقان أمريكي صرف ... والعملية كان مخطط لها بأن يتم تسهيل عبور الإرهابيين عبر المطارات الأمريكية التي تعتبر الأكثر أمنا على مستوى العالم منذ 30 عام ... ومن ثم يستقلون طائرتين عملاقتين من نوع بوينغ 707 ... وبعد ذلك يتم خطف الطائرات واحتجاز رهائنها والمساومة على طلبات إطلاق سراح بعض الإرهابيين المعتقلين في أكثر من دولة عربية ومن ثم تكون هناك مبررات ضرب تنظيم القاعدة في الدول العربية الموالية لأمريكا وبالتالي ابتزاز المزيد من الأموال الخليجية والمزيد من تكريس الوجود الأمريكي هناك ... لكن العملاء خانوا أسيادهم وتمردوا على من صنعهم فقاموا بعمليات إرهابية انتحارية جماعية عندما ضربت الطائرة الأولى مبنى البرج العالمي الجنوبي في نيويورك بسرعة تجاوزت 705كم والطائرة الثانية ضربت البرج الشمالي بسرعة 800كم ... ثم في بداية الأمر أنكر زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن أي صلة له أو لتنظيمه بهذه العملية وبعدها بـ5 أيام عاد واعترف بالعملية وتفاخر بها ... وما كانت المكاسب السياسية والعسكرية والإستراتيجية الأمريكية من عملية 11 سبتمبر إلا أنها وضعت أقدامها جهارا نهارا بالقرب من حدود روسيا عدوها اللدود وسحقت كل التنظيمات الإرهابية هناك وزلزلت جبال تورا بورا من شدة الضرب والسحق الأمريكي عليهم فتحول الأبطال المجاهدين إلى فئران كل منهم يقول نفسي نفسي ... ومن جهة أخرى كرست وجودها العسكري الدائم وبشكل لم يسبق إليه مثيلا في منطقة الخليج وسحقت النظام البعثي في العراق عن بكرة أبيه فأخرجوا سيف العرب حامي الحمى البطل المغوار من جحره كالجرذ الأجرب والرجل فيكم يرينا مراجله وكيف سيخرج أمريكا من المنطقة ؟
 ما سبق هو تعريج مختصر عن عملية إرهابية شلت العالم بأسره من هول صدمتها وبعد أن تنتهي فترة الصدمة النفسية يحظر العقل ويحلل ويفكر بدقة ليكتشف حقائق يستحيل أن يعيها أثناء الصدمة النفسية المؤقتة ؟ 

العملية الإرهابية التي وقعت في باريس بتاريخ 7/1/2015 أي قبل 5 أيام من كتابة هذه السطور على صحيفة شارلي إبدو الساخرة والمثيرة للجدل والتي تستفز ليس المسلمين فحسب بل تستفز أغلب الديانات وأغلب التوجهات الفكرية والعقائدية في كل دول العالم ... والعملية الإرهابية التي راح ضحيتها 12 فرنسي مسيحي ويهودي ومسلم تمت بأريحية كبيرة جدا ولم تتم بسرعة ... بل تمت بهدوء وأخذت وقتها والإرهابيين دخلوا الصحيفة التي يفترض أن عليها رقابة وحماية أمنية ... ومن ثم احتجز الإرهابيين من كانوا داخل الصحيفة ثم عزلوا النساء عن الرجال ثم نادوا بأسماء أشهر رسامين الصحيفة وقتلوهم ثم خرجوا بهدوء ثم صادف وجود رجلي أمن فقتلوهم ثم ركبوا سياراتهم واختفوا بهدوء مثلما بدأت العملية بهدوء !!!
بربكم أيعقل أن نصدق أن ما حدث هي عملية تلقائية الأمن والمخابرات الفرنسية لا تعلم عنها شيئا وكل أجهزة مخابرات الدول الأوروبية والبريطانية الأكثر تطورا على مستوى العالم بأسره ولا حتى المخابرات الأمريكية كلهم كانوا نيام ولا يعلمون شيئا عن هذه العملية !!!
بقدرة قادر الإرهابيين جلبوا الأسلحة ومخازن السلاح ؟
وبقدرة قادر اختفى الأمن العادي من المنطقة ؟
وبقدرة قادر لم يسمع أحد من المارة أو الجيران بأكثر من 30 طلقة ؟
وبقدرة قادر الإرهابيين انتهوا من مهمتهم وغادروا وكأن شيئا لم يكن ؟
وبقدرة قادر اختفت البشرية من حول مبنى الصحيفة وأطبق عليها الصمت الكامل خلال 12 دقيقة هي مدة العملية الإرهابية ؟

كل هذه الأسئلة نسألها في دولة سيارات الأمن في أقصى وقت قد تتأخر فيه لا تتجاوز مدتها الـ5 دقائق ... فإن كان المشاهد مجنون فالمحلل عاقل ؟

أيها السادة الكرام إنها تمثيلية صنعت في المطابخ الفرنسية تم التضحية بحفنة مواطنين لكن سيترتب على ذلك مكاسب أكبر بكثير مما تعتقدون ... وربما الهدف هو ضرب الجالية العربية المقيمة في فرنسا والتي تقدر بأكثر من 6 ملايين نسمة والتي أصبحت اليوم تعتبر قوة كارثية لا يستهان بها على الإطلاق وربما أصبحت تهدد الأمن القومي الفرنسي الداخلي ... والجالية العربية في فرنسا أكثر من 70% منهم هم من دول المغرب العربي : المغرب – تونس – الجزائر – مصر – ليبيا ... هي نفسها فرنسا التي تدخلت عسكريا ومخابراتيا بالإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا وبعد سقوطه سمحت بدخول الإرهابيين والمرتزقة إلى ليبيا لتحن الحرب الأهلية الليبية أبناء الوطن الواحد وهي تتفرج عليهم ؟
 المسيرات التي أقيمت في فرنسا من قبل مواطنيها هي ردة فعل طبيعية ورسالة احتجاج ضد الإرهاب وأيضا طبيعية ... لكن من سخريتها بأن يتقدمها العفن النجس رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني في إسرائيل بنيامين نتنياهو أشهر إرهابي دولي محصن تماما بالقوانين الدولية ... ويشارك أيضا في المسيرات رئيس الوزراء التركي داوود أوغلوا وطنه تركيا التي تعتبر من أشهر وأكبر بوابات العبور العالمية لدخول كل الإرهابيين والمرتزقة منها ثم إلى سوريا ثم إلى العراق لنرى ما نرى يوميا من قتل وتعذيب وانتهاكات إنسانية وتشريد وإرهاب باسم الإسلام والإسلام منهم براء ... إنها مسرحية وتحشيش عالي المستوى صدقها الملايين فانتظروا الأسابيع والأشهر القادمة حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟ 

الآن بدأت فعليا الحرب على الإسلام وعلنا لأننا كشعوب مسلمة وكحكومات مسلمة سمحنا بتجار الدين أن يتحدثوا بأسمائنا وأن يتصرفوا وفق تجارتهم والأغبياء صدقوهم وصفقوا لهم ... والكل يعلم حجم ضحاياهم والأرواح التي زهقت بسببهم وتجار الدين في غيهم يعمهون والحكومات شريكة معهم ومتواطئة معهم وكأنها تلعب سياسة وفي الحقيقة أنها تلعب على الوقت وتختصر مدة بقائها فانتظروا زوالهم في الحرب التي بدأت للتو ؟ 
عندما تتجاهل الحكومات شعوبها منذ سنوات وعقود فإن المنطق يقول أن تلك الحكومات في حال الخطر عليها وفي حال إنهيارها يتوجب على الشعوب أن تتجاهلها تماما حتى يتم زوالها كليا ... تجاهلتمونا نتجاهلكم خذلتمونا خذلناكم الأمر طبيعي جدا وفيه من العدالة الشيء الكثير ؟

وما مصير الأوطان ؟
عندما تكون لكم كرامة وقتها تستحقون تلك الأوطان فهل في يوم سجل التاريخ لكم أسماء الملايين من أسماء عشرات الجيوش العربية عبر كل التاريخ وكتبه ومحدثيه ؟
ما أنتم إلا وقود يحرق فمن يحرق لا يحق له أن يتحدث عن مستقبل البقاء

يقول أول رئيس وزراء إسرائيلي وهو ديفيد بن غوريون
قوتنا ليست في سلاحنا النووي قوتنا في تفتيت 3 دول كبيرة حولينا العراق وسوريا ومصر وتحويلها إلى دويلات صغيرة متناحرة على أسس دينية وطائفية ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر


نصحناكم ولم تنتصحوا ناديناكم ولم تسمعوا فتهيؤا لدفع الثمن ويعجبنا غروركم وكبريائكم


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم