2016-07-02

العفو الأميري بين الرحمة والظلم ؟

في كل سنة يتفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح - بارك الله في عمر سموه - بالعفو عن الآلاف من السجناء المحبوسين على قضايا عدة جنايات وجنح ... ويترجم هذا العفو الأميري ومكرمته السامية من خلال لجان مشتركة من وزارة العدل ووزارة الداخلية .

في التسعينات كانت تلك اللجان تهدف إلى إخراج أكبر قدر ممكن من السجناء لأهداف منها
1-     جمع شمل الأسر
2-     تخفيف الضغط عن السجن
3-     تخفيف مشاكل السجناء
4-     تخفيف كم العمل عن الأمن
5-     إصلاح المساجين وإعادة اندماجهم بالمجتمع
6-     تعزيز قيمة المكرمة الأميرية في النفوس

لكن بدأت تلك اللجان بالتشدد شيئا فشيئا على السجناء وأخذت بالتعسف بإجراءات الإفراج فحرم منها الكثيرين وهم بالأساس مستحقين ... والأصل في العفو الأميري هو تعزيز القيمة المعنوية والوطنية لمكرمة وتفضل سمو الأمير على شعبه ولم شمل الأسر وليس تعقيدها والتشدد بها ؟ 

في تسعينات القرن الماضي كنت أحد المنفذين لهذه المكرمة السامية وكانت الأوامر تاتينا كالتالي
1-     أخرجوا أكبر عدد ممكن من الكويتيين
2-     تساهلوا مع الكويتيين والبدون
3-     خففوا عن السجون

وكنا نعمل حتى بعد انتهاء أوقات العمل بلا أي زيادة رواتب ولا أعمال ممتازة ولم نكن نبحث عن مكافآت مالية بقدر ما كنا نبحث عن خدمة الوطن والأجر من رب العالمين سبحانه ... وطبيعي بما أننا مجتمع صغير كانت تأتيني اتصالات من معارف وأصدقاء حتى يتوسطوا لفلان وعلان ... وكانوا يأتوني المحكومين الذين عليهم أحكام بالحبس وهم يرتعدون خوفا ... وكنت أقول لهم : اتصلوا بزوجاتكم وأهاليكم وقولوا لهم أنكم غدا صباحا الساعة 8 صباحا بالكثير أنت خارج السجن ... وكانوا يشككون بكلامي وأعذرهم لكن قدرهم جعلهم بلا أي خيار آخر ... وبالفعل يسلمون أنفسهم لتنفيذ أحكام السجون الساعة 2 ظهرا ثم يرحلون إلى السجن ثم أدرج أسمائهم من ضمن الكشوف اللاحقة للعفو الأميري وفي الصباح أي بعد 18 ساعة فقط في السجن يتم تبصيمهم والإفراج عنهم ... وهذه الحالات تحصر بجنح وبالحبس 3 و 6 أشهر فتسقط أحكامهم التي غالبا ما تكون جنح مرور ومشاجرة واعتداء بالضرب ومن القضايا الخفيفة ... لكن لم أتذكر شكرهم ودعائهم لي بقدر ما كانوا يدعون لسمو الأمير آنذاك الشيخ الراحل جابر الأحمد ويدعون للكويت ... السؤال : لماذا العفو الأميري في الماضي كان يتم الإفراج عن السجناء أقصاه قبل تاريخ 10 من شهر مارس وأحيانا أثناء الإحتفال بالعيد الوطني واليوم يأخذ العفو الأميري أشهرا طويلة ؟

أيها السادة الكرام ... الكثير منكم لا يعلم أن أكثر من 90% ممن يسجنوا لا يعودون مرة أخرى للسجن نهائيا وأقل من 10% يعودون بسبب إدمانهم على المخدرات أو لتجارتهم للخمور أو لمرض الإدمان على السرقات وهو رقم وعدد تافه جدا ... وبالتالي سجن يوم يعتبر شهر وسجن شهر يعتبر وكأنه سنة ... والسجين ذوو القضايا الصغيرة أنا أرى مسألة حبسه في المخافر والنيابة العامة ذهابا وإيابا أمام الناس ثم سجنه في السجن المركزي لمدة تجاوزت 6 أشهر تعتبر مدة كافية ... مع كامل احترامي للأحكام القضائية التي تحكم وتسجن بغرض حماية المجتمع من أي إجرام ؟

خففوا شروط العفو الأميري على الكويتيين والبدون وخففوا الضغط الحاصل في السجن المركزي ... ورحلوا الأجانب لدولهم فكفاكم صرفا وحماية لأجانب يأكلون ويشربون ويتعالجون ويكلفونا أمن ونقل وحماية وملابس وفي النهاية سيتم إبعادهم ... سجون دولهم أولى بهم وإلا ما فائدة اتفاقياتكم الأمنية مع دولهم ؟   

مكرمة سمو الأميري ليس تفضلا منكم فما أنتم سوى موظفين لسنوات محددة ثم تعودون إلى صفوف المتقاعدين ... فهل أنتم عاجزين على أن تطرزوا وتزينوا مكرمة سمو الأمير بأجمل صورة تليق بسموه وبمكرمته السامية كي يدعوا له المئات والآلاف ليل نهار ؟ فإن كنتم عاجزين فلا بارك الله بكم وإن كنتم قادرين فسينالكم تلقائيا جزءا من دعاء المساجين لكم ؟

سمو الأمير ربي يعزه وبارك بعمره يفرج على عياله ويمنح لهم فرص متعددة بالإصلاح والتوبة ... وبعض المسؤلين يضيّق عليهم بأكبر قدر ممكن فلماذا هذا التعسف الذي لا نفهم منه سوى أنكم تسيؤون لمكرمة سيدنا وتاج راسكم أبونا العود ... وتمنياتي أن يتحرك الديوان الأميري لينهي مأساة أهالي السجناء وذويهم بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب المسؤلين ... فمكرمة سموه هي أوامر نافذة فورية لا تقبل التأخير ولا التعطيل ومن يهمل فليس له مكان في العمل أيا كان إسمه ومنصبه ولا يجب أن يتولى أمر العباد ويتسلط عليهم ... أبونا العود إن قال يعني التنفيذ واجب وسريع لا يخضع لقوانينكم ولا لمزاجيتكم ولا لإجراءاتكم وبيروقراطيتكم ؟ 
نصيحة لوجه الله
لا تطلبون حاجاتكم إلا من شيوخنا فإنهم وربي في قلبهم رحمة أكثر من أغلب مسؤلينا المواطنين الطواويس


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم