2017-03-23

المحرضين .. لسان الشيطان ؟

فتح أبواب الشرور على مصراعيها وقرع أجراس الهلاك وتمزيق الأمم والمجتمعات لطالما كانت هذه نتائج طبيعية تمر في كل زمان ومكان بين الأمم عبر كل التاريخ ... وبلا أدنى شك يعتقد المحرض أنه الحق البين ويظن أنه نعمة ساقها الله للناس بسبب بلاغته في الحديث وانتقاء المفردات بعناية فائقة ... ولا يهتم المحرض أبدا بأن تنهار دولته انهيارا كاملا بل كل المحرضين كان هدفهم الأول هو إسقاط أنظمة الحكم بأي ثمن كان حتى ولو تمزق وطنه ... ومثل هؤلاء ما هم إلا رؤوس الشياطين يتحدثون بلسان إبليس اللعين وهم من الملعونين والهالكين ... ويظن المحرض أنه نابغة قومه ووطنه في عصرهم ويعتقد أن لا أحد يقارعه في البلاغة والفصاحة ... لكنه في حقيقة الأمر أنه خبيث لدرجة تقشعر لها الأبدان وكل غبي وجاهل وسفيه هم أهدافه حتى يقنعهم وهم بالفعل يقتنعون لأن في رؤوسهم كمّا من الأحذية وكمّا مرعبا من الأصنام ؟ 
إن عارضت المحرض فأنت عميل أو خائن أو مرتزق أو عبد وكل الأوصاف التي يمكن أن تخطر في بالكم ... هو وحده رافع راية الحق هو وحده الفاهم هو وحده العالم بواطن الأمور هو وحده الجهبذ الذي يسطر لنا عيوب الحكومات ... هو وحده من يرى والعالم لا يرى وهو الوحيد الذي يعرف الفساد ولا أحد سواه ... ولا يوجد محرض واحد استطاع أن يقدم المشكلة ويقدم حلولها بواقعية وبمنطقية وببرنامج عمل قابل للتطبيق ... وإذا قدم الحلول فلا يقدم إلا تفاهة الحلول والغير منطقية والتي تحمل تحامل واضحا أو انتقاما بيّنا على من يعاديهم أو من يكرههم وفوق هذا يطلبك بأن تقبل بها شئت أم أبيت يجب أن تقبل أو أنت من عملاء الحكومة والعبيد الساجدين للنظام !!! ... هم لا يعرفون سوى التحريض وإطلاق كم لا أحد يمكن أن يتخيله من الأكاذيب والإفتراءات لأن شعبيتهم تقوم على أساس إشعال النفوس وتحريض العقول على نظام الحكم والسلطة تحديدا وليس أحد سواهما ؟ 
يعتقد الملايين أن دولتهم يمكن أن تكون دولة فاضلة دولة ملائكية دولة خالية من الفساد ومن السرقات ومن المحسوبية والواسطات ... وهذا الأمر في كل التاريخ العربي منذ جاهلية وحتى إسلامه وإلى يومنا هذا وحتى تقوم الساعة لم يحدث ولن يحدث بل من سابع المستحيلات أن يتطور العرب بل والعالم بأسره ... ولا تغرنكم دبي وسنغافورة وكوريا الجنوبية وغيرها فالدعاية تعمي الأبصار يا هذا وابحث بحثا دقيقا لتكتشف عجب العجاب ... ومسألة الدولة الفاضلة الخالية من العيوب هي مسألة نسبية تختلف من دولة إلى دولة لكن هل هناك دولة خالية من الفساد والسرقات ؟ كلا لا يوجد ... لأنها الفطرة البشرية والنزعة الغريزية وصراع الخير والشر منذ أول جريمة قتل حدثت في تاريخ البشرية عندما قتل قابيل أخيه هابيل ... والإنسان بالفطرة يقتل ويفسد في الأرض بسبب : المال والسلطة والخوف ... ففي المال سطوة وفي السلطة حكم ونفوذ وفي الخوف حياة ... والمحرض ثقوا برب ما تعبدون أن في البحث خلفه ستكتشفون عورات وعيوب كم ربه سبحانه ستره حتى يخرج هذا الكذاب الأفاّق ويسطر لوحة الشرف والأمانة على كل غبي عقله تحت نعليه ... جميعهم لا يعرفون طرق القانون ولا يعترفون بالقضاء ولا يعترفون بهيئة مكافحة الفساد ولا يعترفون بديوان المحاسبة كل مؤسسات الدولة فاسدة مرتزقة عملاء هم فقط شرفاء الأرض والسماء هم الصادقين وكل الشعب فاسد وساقط !!! ... قم بما عليك وأبرأ ذمتك أمام ربك وضميرك ووطنيتك من خلال تقديم كل ما تملكه من أدلة على فساد أو سرقات وبذلك حسم الأمر وقضيت المسألة فلا أنت ستنزل في قبور الفاسدين ولا أنت ستكون مدافعا عن أحد يوم العرض العظيم ... وأغلبكم لا يملكون سوى الحديث وأنه سمع من هذا أو ذلك لا دليل ولا أوراق ولا شهود ولا حجة سوى لسان يشبه لسان الشيطان ... وإن ملكوا المستندات جعلوها سلاح للإبتزا وللإستعراض الإعلامي من باب : شوفوني أنا الشريف العفيف كاشف الفاسدين ... طيب وبعدين مبروك يا شريف والحل شنو ؟ وبعدين ؟ روح لجهات التحقيق ؟ فيصبح الأمر صم بكم وكأن على رؤوسهم الطير والأغبياء يصدقون مسرحية الشرف والنزاهة ؟ 
ينهار وطنكم ومؤسساته يسقط نظام حكمكم تدب الفوضى في البلاد يخرج من بينكم من يسرقون أموال الناس ومحلاتهم وسياراتهم وممتلكاتهم ... يخرج من بينكم من يحملون السلاح ويسيطرون على مناطق ويعتبرونها ولادة دولتهم الحديثة قبلية طائفية دينية أيا كانت ... تهتك أعراض النساء وتبدأ سلسلة من الإغتيالات والإعتقالات وكم مهول من الإنتقام ويمثل في الجثث وتقطع الرؤوس وتسيل الدماء في الشوارع ... يفر البعض بحياتهم ويتم إرهابهم وإرعابهم ومن ثم تهجيرهم وتهدم وتضيع كل أحلام وذكريات عشرات ومئات السنين فيصبح الوطن كالعاهرة كل يطأها بنجاسته وقذارته ... كل هذا حدث فعليا ووقع بحقيقة واقعية في سوريا وليبيا والعراق واليمن والآن الآن أسرد لكم واقعا وليس تاريخا قديما حتى يكون الموضوع يقينا وليست وجهة نظر ... وأين من حرضوا ؟ كيف اختفوا ؟ أين حديثهم البطولي ؟ أين فصيح اللسان بلبل الزمان ؟ أين من كان يتفاخر ببلاغته ؟ اختفى ويختفي ... أين ؟ يبحث عن وطن آخر فارا كالفأر بنفسه بعدما هدم الوطن وفي رقبته أعداد لا أحد يعلم كمهم سوى خالقهم وسوف يقف يوم القيامة نجسا ذليلا خاضعا جاثما على ركيتيه لتلقي الحساب والعقاب عند ملك الملوك جل علاه ؟

نحن عبيد النظام نحن مرتزقة الحكومة نحن لا نستحق الكرامة نحن لسنا كفؤا للحرية نحن ونحن ثم نحن ونحن ... حسنا نحن كذلك فاخرج أنت وعلنا ووجه حديثك مباشرة لنظام الحكم أي الحاكم وكن رجلا أكررها : كن رجلا خرج من ظهر رجل ووجه حديثك للحاكم مباشـــــــــرة ... لا ترتجف بالحديث ولا تجبن كنساء أهل بيتك واثبت أنك على حق وقولك الحق وعلنا ... والله ثم والله لن تفعلها ولن يفعلوها لأنهم ببساطة أنجاس إبليس في الأرض يقولون ما لا يفعلون وظيفتهم حرفتهم مهنتهم موهبتهم أنهم محرضيــــــــــــن ولا يعرفون سوى الحديث العفن وإخضاع كل غبي وسفيه وجاهل وأرعن فهؤلاء هم حطبهم وهو وقود شعبيتهم الزائفة بمسرحياتهم الهزلية ... أيا كان إسمه أو مكانته أو حجمه أو شهادته أو مركزه الإجتماعي والسياسي ... تعرفونهم تلقائيا من حضورهم وحشودهم وتصفيقهم وإطلاق الإطراء عليهم إنهم أغنام تجمعت حول طعامها الذي يغذي جماجمهم الفارغة جماجم الهـــــواء ؟ ... لا إنت يا المحرض العفن ولا أغنامك التابعين ستنفعون الأمة والدولة لو انهارت كلكم ستفرون إلى أقرب دولة كالمرتعبة الخائفة على عذريتها وما أراكم سوى أنكم حثالة الأرض وشرورها وهادمين الأوطان وهاتكين الأستار والأعراض ومنافقين لقومكم تقولون ما ليس في قلوبكم ومن هم على شاكلتكم فقد توعدهم الجبار بقوله { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } النساء ... { إن المنافقين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا } الإسراء ... { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون } البقرة ... حتما وبالتأكيد المنافق لا يشعر بأنه دخل خانة المنافقين ولا يستوعب أنه وصل إلى درجاتهم العليا لأنه أعمى القلب والبصيرة وملك قلبا أسودا ملؤه الحقد والكراهية بعقل عجز أن يفهم وفقد الأمل بالذكاء ؟ 

صدّق العبيد أنهم أحرار وصدّق الأغبياء أنهم أذكياء فخيل لهم أنهم العظماء وأن الله أرسلهم لإنقاذ البلاد والعباد فضرب الغرور والجنون رؤوسهم فاعتقدوا من حضروا لسماعهم هم جيوشهم ... تالله إنكم لمعتوهين .




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم