2017-09-14

الشيطان في حضرتي جلس وقال .... ؟

منذ 4 أيام وأنا أفكر هل هناك من حاور الشيطان ناقش إبليس ؟ هل هو ظالم أم بريء ؟ مؤمن بالله سبحانه أم كافر به ؟ فناديته لبى النداء حضر سلم وجلس ثم بكى ثم ضحك ثم قال وفصّل خطاب الفصل ثم اعترف ثم بعد ذلك كله لم يندم أبدا ... فكان هذا الحوار ؟ 

المدونة : هل أنت إبليس اللعين ؟
الشيطان : نعم أنا هو مذموم وملعون ربي ورب كل شيء .
المدونة : ولم ربك طردك من رحمته ووصفك باللعين الرجيم ؟
الشيطان : أمرني ربي أن أسجد لأبوكم آدم وهو أقل شأنا مني فوق ما تتخيل فهل أنت تقبل أن تركع وتسجد لغير الله ؟
المدونة : بالتأكيد كلا ومستحيل .
الشيطان : إذن الصورة قد وصلتك لماذا رفضت بل زاد يقيني بأني كنت على حق بعدم سجودي لنكره إسمه آدم .
المدونة : تأدب يا هذا ... وما هي عيوب أبونا آدم ؟
الشيطان : عيب في مستوى ودرجة الخلق فهو من طين أدوس عليه بأقدامي .
المدونة : ألا ترى نفسك كنت ولا زلت مغرورا متكبرا ؟
الشيطان : هاهاهاهاها أليس الإنسان هو أيضا سيد الغرور وسيد الطغيان وطاغية الأرض ؟
المدونة : ماذا تقصد أوضح وأفصح كلامك حتى يكون الحوار ذوو معنى وقيمة ؟
الشيطان : لقد تقاتلتم فيما بينكم أي الإنسان قتل أخيه الإنسان ومن نفس ذرية وصلب أبوكم آدم الذي هو سبب بلائي ... لم تحترموا صلة الدم والقرابة فيما بينكم ولم تعبدوا ربكم بل تمردتم على خالقكم ... وصنعتم مئات وآلاف الآلهة عبر زمانكم عبدتم غير خالقكم وقدستم غير ربكم الحقيقي ... وقتلتم وسرقتم وزنيتم وكذبتم وشهدتم الزور وأكلتم مال اليتيم واستأنستم غش الناس في الأسواق وتغيير الميزان وعشقتم الناس وفضلتم المال على الكرامة ... وصنعتم العبيد لخدمتكم واستعبدتموهم أشد الإستعباد وطاب لكم ذل الناس وتعذيبهم وقهرهم وضربهم سرا وعلانية وتاجرتم بهم أي ببني جلدتكم ومن نسل أبوكم آدم وحصدتم أرباحا طائلة وثروات مهولة من ورائهم ... وصدقتم رجال الدين وكنتم لهم عبيدا طائعين وخضعتم للحكام وأنتم تعلمون أن الكثير منهم طواغيت جبابرة الأرض لا يرحمون ولا يتراحمون ... ربكم واحد ودينكم واحد وقبلتكم واحدة ورسولكم واحد وحجكم وصيامكم واحد فتمزقتم فرقا وشيعا يكره بعضكم بعضا والحقد تكاد الصدور تتفجر منه وود أحدكم لو يفتك بأخيه ... سرقوا أوطانكم ونهبوا أموالكم ومكّنوا منكم أعدائكم وحرقوا قرآنكم وهدموا مساجدكم وهجّروا إخوانكم وهتكوا عرض نسائكم واغتصبوا بناتكم وهانوا كباركم وشردوا عوائلكم ... لقد منحكم ربكم كوكبا باهر الجمال عظيما فماذا فعلتم به ؟ لقد قطعتم الأشجار ودمرتم الوديان ولوثتم الهواء وبسببكم انقرضت أصناف حيوانات لن ولم تعرفوها ... ولم تكتفوا فقد أبدعتم بخلافاتكم يا بني آدم وجرتم وفجرتم وأقمتم الحروب والمعارك راح ضحيتها عشرات ومئات الملايين من إخوانكم ومن نفس نسل أبيكم آدم ... واخترعتم الأسلحة والقنابل والصواريخ حتى وصلتم إلى قدرتكم على تدمير بشريتكم كافة وخلال ساعات ... وصنعتم المخدرات بأيديكم والأصل كانت علاجا فحولتم العلاج إلى صناعة العبيد وتغييب العقول فدمرتم الأوطان وضيعتم الشباب وتلذذتم بالنساء ... أفبعد كل هذا وتلومني فهل كل هذا كنت أنا السبب فيه أم أنتم يا معشر بني الإنس ؟ من الطاغية والمغرور والمتكبر والمتجبر في الأرض أنا أم أنتم يا معشر الإنس ؟ إنها جرائمكم التي لا تريدون أن تعترفوا أنكم مجرموها وكنت أنا عذركم وحجتكم في أي جرائم أو فضائع أو أخطاء حتى تجعلوا من أنفسكم منزهين مرفّعين عن الخطأ يا لا وقاحتكم يا لا جبنكم وخستكم ؟
المدونة : ألست من وسوس لهم وحرضهم على فعل كل ما ذكرته ؟
الشيطان : أنت تبحث عن من تحدث أو عن من صنع وفعل وارتكب ؟
المدونة : للجريمة شركاء وأنت شريك رئيسي في كل تلك الجرائم ؟
الشيطان : وأين عقولكم التي تتباهون بها والتي صنعت من التافهين عظماء ؟ أم وقت الخطأ وكأن الله ما خلق لكم عقولا ؟!!!؟ كلا كلامك غير صحيح على الإطلاق وتهذر بما لا تعرف أو أنك منحاز لبني جلدتك وسأعطيك مثالا واقعيا على صدق ما أقول ... هناك الغريزة الجنسية وهي ليست مني بالتأكيد إنما هي فطرة وضعها ربكم فيكم لا دخل ولا شأن لي فيها فإن اشتعلت في جسد ورأس الرجل أو المرأة فإن الغريزة تعمي الأبصار وتشطح العقول بسببها ... فهل تنكر ذلك بل من يجرؤ أصلا على إنكار تلك الأعجوبة التي لطالما رميتم آثامها علي وأنتم في الأصل آثمون ومذنبون ... ولو شاء ربكم لنامت البشرية جمعاء ولأفاقوا من جديد وهم معدمين الغريزة الجنسية نهائيا ؟
المدونة : هل تقصد أن رب العالمين ظلمنا بغرائزنا ؟
الشيطان : يا سيدي لقد كان قومي مجرمون طغاة عصاة نفس قومكم وكان ربنا عادلا ونحن من ظلمنا أنفسنا ... لكن لا ترمون كل جرائمكم علي بل هناك من البشر من فكر ودبر وأقدم على أفعال أنا شخصيا لم تخطر في بالي .
المدونة : هل أنت نادم على ما فعلت ؟
الشيطان : معكم كلا لم أندم ولن أندم ... وأنا مؤمن بالله سبحانه وتعالى لم أكفر به يوما قط بل عصيته ورفضت أن أسجد لأبوكم الذي جاء بنسل أهلك الحرث والنسل ... وجادلت ربي وتحديته أن من فضلتهم علي لن يؤمنوا بك ولن يطيعوك والأدلة قد شرحتها لك باختصار ولو كان هناك ندما فهو ندمي لربي فهو رب لو تعلمون أنه عظيم كريم بكرم ورحمة يفوق خيالكم وعقولكم لكن قد كتب علي عقاب ربي وأنا حتما أستحقه .
المدونة : وماذا تقول في الأنباء والمرسلين ؟
الشيطان : إنهم قوم أحبهم الله خاصة من دون سائر خلقه وفضلهم على العالمين ولم يسلموا من أهليهم ومن قومهم وكثير منهم قتلوا بمشاهد تفطر لها القلوب وكثيرا منهم طردوا وأهينوا وجميعهم كانوا فقراء معدمين إلا سليمان الذي استعبدنا وأذلنا وكنا له صاغرين طائعين بأمر ربنا وكان ذوو سلطان وثراء لن يعرف له العالمين مثيلا في كل تاريخهم ؟
المدونة : هل لديك كلمة أخيرة قبل الختام ؟
الشيطان : يا معشر الإنس إنكم بكل تاريخكم مجرمون طغاة تستحلون الحرام وقتما تشتد غرائزكم ومتى ما استنفرت أطماعكم فلا تعرفون دينا ولا ربا ولا رسولا ولا كتابا ... انظروا في تاريخكم واقرؤا قرآنكم لو كانت لي القوة والسلطان لما تركت فيكم مؤمنا إلا بأقصاكم مليونين فكيف أنتم اليوم تفوقون المليار مسلم وفي لأرض مئات ملايين المؤمنين بالله ... من يريد الله سبحانه وتعالى فالطريق إليه سبحانه أسهل مما تظنون ومن يريد الطريق معي فإنه الهلاك وقد قال ربكم آية صحيحة صريحة علنية بالصميم لكنكم جنس نمرود ينكر ويجحد يحسد ويطعن يغدر ويقتل يخون وقليلا منكم المخلصين وآخر كلامي الآية التي أوجعتني بالصميم ولم يتأثر بها إلا القليلون { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } الحشر ... فإن كنت أنا الشيطان الظالم فهناك من ذرية آدم الطين الظالمون والمجرمون فأنا عصيت ربي وأنتم عصيتم ربكم ولذلك النار أعدت للكافرين أما الجنة فهي التي ذكرها ربكم { وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم } فصلت وإلى اللقاء في نار السعير مع من أنكر ربه وصدقني أن الشيطان الرجيم .
المدونة : ولك مني هذه الآية { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } فصلت .




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم