2017-11-16

صداقة الأوغـــاد وصداقة الكنـــوز ؟

هي من أعظم وأجمل العلاقات التي أوجدها الإنسان بفطرته البشرية عبر كل التاريخ والعصور مما عززت العلاقات الإجتماعية وروابطها بشكل فاق كل تصور ... الصادقة هي علاقة اهتمام متبادل خالي من أي مصالح آنية أو مستقبلية تنبع من القلب وتوثقها الأيام والسنوات الطويلة ... وقد ذكر رب العالمين الصداقة والعلاقات الحميمية { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفــــوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } الحجرات ... وذكر الخليل أي الصديق اللصيق أي المقرب والمحبب بقوله سبحانه { يا ويلتى ليتني لم أتخذ فــــلانا خليــــلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا } الفرقان ... والصديق الحسن هو من يعين صديقة في السراء والضراء دون أن ينتظر منه ردا لأي جميل أي أنه عطاء لا يعرف له حدا ولا سقفا وهو أيضا دائم النصح وبالغي الحكمة ومتزني العقل وسترهم واحد وأمرهم وشورتهم واحدة ... لا يظل أحدا منهم إلا وكان الآخر دليلا وموجها ولا يتيه أحد منهما إلا وكان الآخر له طريقا ولا يعسر أحدهم حتى كان الأخر فرجا ... وكما روى "أرسطو" الصداقة بأنها علاقة عطف متبادلة بين أفراد المجتمع ... والصداقة من المنظور العربي وترثه أي الصدق "صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْادقًا" والصداقة هي من أعظم المكاسب الدنيوية على الإطلاق ... وأما صداقة السوء فإنها لا تدوم مهما طال زمانها كصادقة الخمر والمخدرات والشر والمصالح المشروطة ؟ 

إن ما يجعل الإنسان أن يتوقف ويعيد النظر والتفكير في أي صداقة عندما تكثر المواقف السلبية من أحد الأصدقاء ... فكم من صديق وصديقة ظننا أنهم أفضل من الأهل وهم السند فاكتشفنا فيما بعد ما هم كذلك بل نحن من كنا نعطي قدرا ووقتا لمن لا يستحقون ... وكم من صديقة اكتشفت حقيقة صديقتها بعد وقت طويل وهذا التأخير بالإكتشاف سببه الأول "طيبة القلب" وحسن الظن وخلاصة النية ... وكم من صديق اكتشف سوء وانحراف وسوء نية من كان يظن ويعتقد أنه صديقه الصدوق والتأخير باكتشاف هذه الحقيقة نابع ربما من الحكمة أن تمنح صديقك فرصة تلو الفرصة دون أن يشعر بذلك عل وعسى أن يرجع إلى صوابه لكن الوقت كان كرما لا يستحقه ؟

النساء والرجال في الصداقات
قصص التاريخ وتجاربنا الشخصية والعامة تخبرنا أن أعظم الصداقات وأخلصها على الإطلاق تمزقت وتفرق الصديقان بسبب إمرأة ... ربما كانت تكره صديق حبيبها أو زوجها وتكيد له كيدا عظيما أو أنها كانت تغار من تلك الصداقة ففعلت ما فعلت حتى تفرقا من كانوا أكثر قربا ووفاء من الأخوة من بطن واحدة ... وأيضا كان الرجل سببا في تفريق الصديقات وتمزيق علاقتهن بسبب صغر عقل الرجل وربما من كم خبثه اللعين وربما رأى سوء ... وفي المحصلة والنهاية من ترك صديقه "الحسن" من أجل إمرأة فقد أصبح عبدا مملوكا دون أن يشعر ومن تركت صديقتها "الحسنة" من أجل زوجها فقد أصبحت سبيه كمن تباع بالأسواق ... لأنهم ببساطة باعوا وخانوا وغدروا بصداقة سنوات طويلة من أجل علاقة جديدة لم تتجاوز أشهرا أو أياما أو بضع سنوات ؟
من رأى صديقه في ضيق ولم ينجده ولم يتحرك ولم يبدع إبداعا بمساعدته فهذا ليس بصديق ... ومن تجاوز أسبوعا واحدا ولم يسأل عن صديقه بأي وسيلة كانت فهذا ليس بصديق ... ومن تأخر على رؤية صديقه شهرا وأكثر فهذا ليس بصديق ... ومن قطّع سيرة صديقه لدى امرأته والأغراب فهذا ليس بصديق ... ومن قطّعت صديقتها لدى كائن من يكون فهذه ليست بصديقة ... ومن رأت صديقتها بحاجة أيا ومهما كانت وبيدها مساعدتها فوقفت متفرجة فهذه ليست بصديقة ... ومن فضحت سر وأسرار صديقتها لدى كائن من تكون فهذه عدوة وليست بصديقتها ... ومن يصنع أي علاقة بهدف المصلحة أو الإستغلال أو حتى لتمضية الوقت فهؤلاء أنجاس الخلق وأسوأهم على الإطلاق ... في المقابل هناك صداقات والله ثم والله إنها لا تعادلها كنوز الأرض بسبب قوتها ووفائها وطيب معادن أصحابها لكنهم من الندرة بل وندرة الندرة ... صداقة الواتساب ومواقع التواصل الإجتماعي هذه ليست بصداقة فلا تصنعوا الكذبة وتعيشون فيها وتجعلون الوهم حقيقة إلا إن كنتم مرضى نفسيين بالأصل ؟ 
أن تكون وحيدا خيرا لك من أن تكون مجرد وقت يلهوا بك سفلة الأرض   




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم