2017-12-28

حكومة ومجلس .. أهنتم الكويت وأهنتم شعبها ؟

أمر معيب ومحير وصادم ويجعلك تتوقف أمام حالة شاذة وهي أن الكويت تحديدا وحصريا هي التي تعاقب مواطنيها على غيرتهم الوطنية !!!... ويفترضون الحكومة والمجلس أن الكويتيين متساوين الفهم والثقافة والإدراك معتقدين أن الكل يجب أن يرد بأسلوب راقي وبحجج منطقية وثقافة سياسية عالية المستوى ... بينهما وزراء الحكومة وأعضاء المجلس هم أنفسهم متضاربين الفكر والتوجه ومختلفين ثقافيا ... فمن أعطاكم الحق بمحاسبة ومعاقبة الكويتيين على غيرتهم الوطنية سواء من رد ودافع كان مثقفا أو جاهلا والغيرة واحدة والسبب واحد وهو حق مكتسب بالفطرة ويفوق كل القوانين وأي قضاء وأي عرف وأي سلطة ... لا سلطان ولا قانون ولا مبدأ يقف في وجه الغيرة الوطنية وكل من يتعاطاها بدفاع وطني أصيل بل يجب التشكيك في وطنية كل من يخالف هذا التوجه وهذه الغريزة ... التي تأتي بالفطرة ومنذ الولادة وحتى الممات نعم أشك فيك وبوطنيتك فلا أنت معصوم ولا أنت سيد العلم والثقافة أيا كان منصبك ومهما بلغ نفوذك الذي يجب أن لا يمس كرامتي وكرامة وطني ؟   

إننا نتفهم الأسباب التي أدت إلى ظهور القوانين الصارمة لمعاقبة المسيئين في مواقع التواصل الإجتماعي ... بل لأكون أمينا وصادقا معكم أنا من ضمن ممن احتج وغضب بسبب قانون 8/2016 ... لكن بعد عدة أشهر اختفت لغة قلة الأدب في الكويت التي كانت لأسباب معروفة ولفريق هو نفسه الذي اليوم يتباكى على أحكام الحبس والإدانة ... لكن كانت هناك ردة فعل عكسية جاءت ضد الحكومة وأعضاء مجلس الأمة الذين كبلوا الحريات "داخليا" ... فجاءت الهجمات هذه المرة ليس ضد أشخاص ولا تنظيمات ولا تكتلات سياسية في الكويت بل جاءت ضد الكويت نفسها وضد أهلها ورموزها من الخارج ... فالمغردين السعوديين منذ وقت طويل وهم يشتمون ويعايرون ويستفزون الكويت والكويتيين ... ثم بعد الأزمة الخليجية ارتفعت أعداد انتقاد الكويت وشعبها ورموزها لعشرات الآلاف من المغردين السعوديين والإماراتيين بشكل واضح ولافت لا لبس ولا شك في ذلك على الإطلاق ... ثم في المقابل نجد أحكام تصدر من القضاء الكويتي ضد المسيئين للدول الخارجية أثارت الإستهجان الشعبي مع كامل احترامنا وتوقيرنا للقضاء لا شك ولا لبس ولا جدال في ذلك لكننا نراها أحكاما "مفرطة" وقاسية ولا تتناسب الفعل مع العقوبة ... وفي المقابل نجد من المعيب حقا أن يقارن القضاء الكويتي صاحب التاريخ العريق وسيد تعدد الدرجات والتقاضي والفرص والعدالة أن يقارن مع أي قضاء خليجي وأيضا مع احترامنا للقضاء في دول الخليج ... لكن أنا أتحدث عن تاريخ القضاء الكويتي الذي بدأ منذ سنة 1705م منذ أن بدأه بن فيروز الأشيقري إلى العبدالجليل إلى العدساني إلى الشارخ وقافلة العظماء لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا وسوف تبقى بإذن الله ؟
المشكلة عندما تكبل الداخل الكويتي يجب أن تكون على قدر القوة والمسؤلية خارجيا ... بمعنى لا تمنع الكويتيين من حق الدفاع "فكريا" عن كيانهم ودولتهم ورموزهم وأنت في المقابل تدير سياسة "عوراء" خارجيا ... فلا احتجاج رسمي ولا أي تصرف رسمي يعبر عن دفاع وزارة الخارجية عن مواطنيها وحمايتهم وحماية سمعة الكويت من أي مساس ... وكل ما صرح به وزير خارجيتنا الشيخ / صباح الخالد الصباح أنه أوعز للسفارات الخارجية بملاحقة كل من يسيء إلى الكويت في الخارج !!!... وهنا يجب أن نسأل السؤال الصادم : وهل سفاراتنا في الخارج يعلمون يقينا وحقيقة ماذا يجري وفق رصدهم هم أم وفق ما ينشره ويكتبه مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي "الكويتيين" تحديدا ؟ ... وزير خارجيتنا لا يجرؤ أن يكشف الفضيحة المزلزلة أن سفاراتنا في الخارج لا تعلم شيئا ولا تعرف أصلا منذ متى بدأ الضرب في الكويت عبر مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي ... والنقطة الأخرى لو نشرت لكم تغريدات أكثر من ألف مغرد سعودي وأكثر من 500 مغرد إماراتي فهل هناك ضمان ولو 1% أن كل هؤلاء سيتم تقديمهم للمحاكمة في أوطانهم بنفس معايير قضائنا وبنفس قسوة الأحكام التي صدرت ضد الكويتيين ؟ ... الإجابة طبعا كلا وأبدا ومستحيل ... لكن كويتي لمجرد رأي أكرر لمجرد رأي وليس تم القبض عليه ومعه سلاح أو أسلحة ولا متفجرات ولا جاسوس ولا عميل فقط لمجرد رأي استفزته غيرته على وطنه ينتهي مستقبله !!! ... هل هناك عاقل يجيبنا عما يحدث من تناقضات يرفضها العقل الواعي ؟ ... أنتم تدمرون الغيرة الوطنية ووحدتها الداخلية من أجل نظرة قصيرة الأمد وانتهوا بل وأحذركم من أن هروب أصحاب الرأي نتفق نختلف معهم يمكن أن يشكلوا جبهة معارضة كويتية خارجية نكون بسببها فضيحة العالم الخارجي برمته ... فهل تعون ماذا تصنعون وماذا تفعلون أم أنكم تتعاملون مع ردة الفعل فقط دون الفعل نفسه ؟
 
الكويت مطالبة رسميا وعلنا باحتجاج رسمي ضد السعودية والإمارات ومصر عن ممارسات شعوبها في مواقع التواصل الإجتماعي عن أقذر الألفاظ التي تساق ضد الكويت وشعبها وحكومتها ورموزها والإفتراءات والأكاذيب وتزوير التاريخ ... ونحن نعلم علم اليقين وتماما أن تلك الشعوب لا تتحدث من تلقاء نفسها بسبب شدة القبضة الأمنية القاهرة وبالتالي هناك ضوء أخضر وهناك نهج أطلق العنان له ... استفزوا الكويت وشعبها واشتموا من تريدون وامسحوا بهم الأرض ولو اشتكت أي سفارة كويتية نعدكم بالرد المعروف : لم يستدل على الحساب المذكور في الشكوى المقدمة والحساب خارج الدولة !!! وتستمر وصلات شتم الكويت وأهلها وعلنا وكل يوم ... وفي المقابل تستمر الكويت بتحطيم مستقبل شبابها ليس لشيء فقط لأن غيرتهم دفعتهم للدفاع عن وطنهم بشكل صحيح أو بشكل خاطئ المهم أن الدافع هي الغيرة الوطنية بعدما رؤا وتيقنوا أن هناك مجلس أرانب وحكومة كتاكيت ... وأن هناك سفارات أجنبية تعمل ليل نهار لضرب الكويتيين داخل الكويت وسط شلل فاضح ومعيب من وزارة الخارجية وفي عقر دارها فأصبح الصراع بين المواطن وبين السفارات الأجنبية وجها لوجه وهذا ما لا يحدث في أي وطن على وجه الأرض ... لأنك يا معالي وزير خارجيتنا أنت وسفاراتك لا تملكون حق رفع أي شكوى ضد أي مواطن سعودي أو إماراتي أو أو  بل مخاطباتكم تنحصر مع وزارات خارجيتهم حصريا ؟

إنه من المعيب حقا أن تكون قويا وشديدا داخليا وأنت هش وضعيف خارجيا فميزان القوة السياسية لا يقبل أي اختلال أو اهتزاز ... فإما أن تكون مطية داخليا وخارجيا أو تكون قويا داخليا وخارجيا وعملية صناعة التوازنات السياسية الإقليمية هذه لا تعنينا لأنك أنت المسؤل وهذا عملك الذي من أجله تتقاضى راتبا وتملك منصبا وحصانة خارجية وعليه أقسمت ... وأنت من بسببه صمتنا وكنا نعتقد ونظن أنك بنفس المقاييس خارجيا فاتضح لنا أن { شديد العقاب } داخليا و { رحمن رحيم } خارجيا وعلى حساب كرامـــــــــــة الوطن وأهله وسمعته حتى أصبحنا سخرية الناس ... وفي المقابل يعتقد وزير خارجيتنا أدام الله ظله أن عملية ضبط الإنفلات الخارجي لشعوب الخارج يمكن أن تتم بنفس المعايير التي كبلونا بها فيها يا رجل اعقل وتبصر في الأمر فشتان بين الماء العذب والماء المالح ؟  
 
أهينت الكويت وأهين رموزها وأهلها ومجلس الأمة ضحك على الشعب بكلمات سخيفة والحكومة صامتة أمام إهانة الكويتيين ... فإما تعدلوا قوانينكم التي تمكننا من كيفية الرد على سفلة القوم برد الصاع ألف صاع أو اثبتوا لنا حقيقة وفعلنا أنكم كفؤا لمناصبكم بارين بقسمكم تجاه الكويت وأهلها ... يعني كارثة حقيقية أنك لا تصحح ولا تعدل قوانينك إلا بعد ضياع مستقبل 50 و 100 و 400 كويتي وتدمر أسرهم !!! مثلما حدث في قانون الشيكات عندما كان جناية دمر حياة أكثر من 100 ألف أسرة حتى تم تغيير القانون من جناية إلى جنحة ... ناس عندها غيره على وطنها ورموز وطنها تحاسبهم وتعاقبهم على الغيرة الوطنية بالحبس متعدد الأحكام وطويل المدد إذن لماذا الغضب على الجواسيس والخونة إن كنتم لا تريدون غيرة وحرص ومشاعر تلقائية على وطنكم ؟!!!؟ ... تفضلوا خونوا الكويت واشتموا رموزها واطعنوا بأعراضها وقسموا المجتمع بين الشيعي الفارسي النجس والسني الوهابي العفن ولتحل اللعنة على الكويت وأهلها فقط علشان حضرة جنابك ترضي الدول الخارجية ولا تريد أزمة دبلوماسية وليشتعل الداخل الكويت !!! مفهوم غريب ومنطق شاذ وفكر منحرف نرفضه جملة وتفصيلا ؟


الديوث ليس فقط من يقبل على شرف أهله بل أيضا الديوث من يقبل على كرامة وشرف وطنه وما نحن هكذا ولن نكون كذلك ولو أخرجتم ألف قانون يكبل كل وطني وكل غيور على وطنه 


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم