2018-01-20

الصراع الأبدي بين الحب والخيانة ؟

التوصيف العلمي للحب : لأنه معنى وقيمة تعيش بسببه البشرية فإنه تم تجزئته إلى "الحب - الغرام - العشق" ... فالحب هو : هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما أو لشيء ما وقد يكون إنسان وقد يكون نادي رياضي أو لعبة أو سيارة ... والغرام هو : الحب الذي وصل إلى مرحلة التعلق بالشيء تعلقا لا يُستطاع التخلص منه وهذا الأمر خاص بالعلاقات البشرية أي حب شخص لشخص كصديق أو حبيب لحبيبة ... والتصنيف الأخير هو العشق : وهو الحب العميق والتأثر والتعلق الشديد الذي يمكن حتى أن يغير مبادئ الآخر ويتمرد على العادات والتقاليد المجتمعية وقد يصل في أحيان كثيرة إلى الموت لشدة التعلق وقوة الحب وعدم القدرة نهائيا عن الإبتعاد وهي مرحلة الهيام أي جنون العشق المفرط ... وهذه الخاصية "الأخيرة" بالمناسبة انعدمت في زماننا هذا .
التوصيف العلمي للخيانة : هي انتهاك أو خرق لعهد مفترض أو للأمانة أو للثقة التي تنتج عن الصراع الأخلاقي والنفسي في العلاقات التي بين الأفراد بين بعضهم البعض أو بين الأفراد والمنظمات أي "التجمعات التي يصنعها الأفراد .
 
إلا أن هناك دائما ما يكون هناك تضارب بين الحب والخيانة ويصنع المتسبب الحجج والأعذار لخلق قاعدة يستند عليها لتبرير فعلته ويقنع نفسه أولا ثم "الإيحاء" بإقناع الطرف الآخر ... وهذا الأمر لا فرق إن كانت العلاقة بين صديقين أو حبيبين أو زوجين ... لكن من المؤكد في أي علاقة يوجد هناك تفاوت بين هذا وذاك بمعنى ربما هذا الصديق يحب صديقه لكن الآخر لم يصل إلى مرحلة الحب إنما إلى مرحلة الود وشيئا من الإرتياح ... وفي الحب هناك دائما وأبدا ما يكون طرف له وزنا في الحب أكبر من الآخر وربما هناك طرف لم يشعر بالحب إنما مجرد انجذاب إعجاب والأخر مفرط بالحب ومستعد أن يقدم التضحيات لأجل من لا يستحق ... وكثيرا ما قرأنا وما رأينا وربما ما مر علينا من تجارب لحياة أن من كنا نظن ونعتقد أنه يعشقنا عشقا لم يكن كذلك بل أكثر اتضح أن أكثر العلاقات حبا وعشقا هي أكثر العلاقات خسارة وفظائع ؟ 

لا يوجد أي تبرير للحب لأنه شعور تلقائي وانجذاب تلقائي سيحتاج وقتا للعقل حتى يحلل ويفكر بإيجابيات الطرف الآخر ومدى ملائمته من عدمه ... أما الخيانة لا شيء أبدا لا شيء يمكن أن يبررها بل وكل الأعذار فيها تعتبر حججا ساقطة جملة وتفصيلا مهما بلغت من الذكاء والدهاء لأنها بالفطرة هي خطيئة كبيرة ... وقد ذكرها رب العالمين نصا واضحا لا شك ولا لبس فيه من شدة حدثها في سورة التحريم عندما قال رب العزة { ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخـــانتــاهمــــا فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين } ... ولما يذكر رب العالمين لفظ الخيانة ويتبعها بنوع العقاب فهذا دليل على أن الخيانة لهي أمر عظيم وليس بالهين ... ولا تنطبق الخيانة على المرأة فقط وحصريا بل هي نجس نفس وعفن روح يشترك فيها الجنسين النساء والرجال ... والخيانة لا تتجزأ سواء كانت خيانة الوطن أو الأهل والأصحاب أو الأزواج أو الأحبة والعشاق وصولا حتى إلى خيانة الأمانة ... لأنها الغدر بالثقة والأمان فإن وقع المكروه لن تعود نفس نسبة تلك الثقة ولو نزل من السماء ملائكة يحلفون معك ويسندون حجتك ... لأن الإنسان بطبعه دائم الإضطراب وشديد التفكير وكثير الوسوسة بين وبين نفسه وفي سره ولذلك تجد البعض بطيء القرارات والبعض سريعي القرارات وكلاهما معرضين للأخطاء بسبب سوء التفكير من سرعته أو من بطئه ... ومن يقبل بالخيانة عليه أن يجرب ألمها قبل أن يتحدث عن أي تبريرات سخيفة ولأن الأنقياء وأهل الفضيلة هم فقط من يعرفون قيمتها أكثر من جيد بعكس من يملك نفسا دنيئة وخلقا وضيعة وثقافة حمقاء ؟

وأما الحب والعشق والهوى فهو ليس بيد أحدا على الإطلاق إنما هي الأيام وأقدارها هي من تسوقنا إليها ... وهي أيضا تعتبر أرزاق يسوقها رب العالمين إلينا لكن بعضنا لا يحسن التعامل معها ربما من فقر ثقافته أو بسوء خلقه أو بانحطاط مبادئه أو لجهله في التعامل ... بل لا يعتقد أحد منكم أنه رأى فلانا أو فلانة صدفه فالصدف هي قدرتنا على تسمية وتوصيف الحدث لكن فعليا هي أقدار كتبت من قبل أن تخلق الأرض ... فلان سيرى فلانه وفلانه ستتزوج فلانا وفلان سيعشق فلانه وفلانه ستنجب من فلان وفلان سيصادق فلان وفلان سيكون سببا في رزق فلان وووو وهكذا... إنها عملية شديدة التعقيد كيف رب العالمين كتبها وصنعها ونفذها بقدرات تعجز كل البشرية عن فهم دقتها تفصيليا من هول عظمتها أم تحسبون أنكم في دنياكم تعيشونها بما تخططون له أو دون ضابط لميزانها وحركتها !!!... لا يا سادة الحب من الله والكره من أنفسنا لا يزرع في قلبك الحب إلا لأمر ولسبب ولا يستبدل الحب بالكره أو بالصد إلا أيضا لسبب ... والحقيقة الصادمة أننا في كل صدمة لم نعي الحقيقة "كاملة" إلا بعد أيام وأسابيع وأشهر وربما سنوات لنكتشف فيما بعد أن ما أصابنا ما كان إلا خيرا عظيما لنا وكنا نحسبه وقتها على أنه ابتلاء وحظ عاثر ؟

الحب أرزاق والخيانة نجاسة فاحرصوا على أرزاقكم وطهروا أنفسكم من أي نجاسة فالحياة جدا صغيرة




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم