2018-01-09

هل يجب علينا أن نحب حاكم البلاد ؟

حاكم البلاد وأي بلاد في كل زمان ومكان وطني ووطن غيري حاكمي وحاكم غيري هل يجب علينا أن نحبهم بصيغة الحب بالإكراه والود بالإجبار ؟ ... الإجابة المنطقية والشرعية والعلمية والواقعية جميعهم سيجيبونك إجابة واحدة : كلا - لا - أبدا ... وهذا الخطأ الفاضح الذي يقع فيه غالبية الشعوب العربية بأنه يجب أن تحب الحاكم رغما عن أنفك ... لا يا سيدي الفاضل وكلا يا عزيزي القارئ ومستحيل يا عزيزتي القارئة ليس مطلوب منا أن نحب أي حاكم ولا مطلوب منا أن نهيم به حبا وعشقا ولا حتى تزلفا ولا نفاقا ؟ 

الأنبياء والرسل عليهم صلوات ربي وأفضل تسليما عليهم جميعهم لم يأمرنا ربنا قط بأن نحبهم بل كانت لهم مهمات وهم خاصة الله في الأرض ... بل وجب علينا احترامهم وتوقيرهم وحسن الأدب في مجالستهم ومخاطبتهم وعدم المساس بهم سواء في حياتهم أو مماتهم والإمتنان لآل بيوتهم أجمعين ... ومع فرق التشبيه بالتأكيد فإنه في الجهة الأخرى من الأمر والحدث والواقع فإن كل حاكم وجب عليك احترامه وتوقيره وحسن مجالسته ومخاطبته ... وهنا يكمن الفرق الذي لا يعرفه الكثيرين أنه ليس مطلوب منك ولا من أحد أن تحب الحاكم لأن الحب هي كتلة مشاعر وأحاسيس تظهر فجأة بسبب محدد الشكل والوضوح وتتلاشى أيضا بسبب محدد الأسباب ... وبالتالي المشاعر والأحاسيس هي فطرة خلقت فينا بيئة الإنسان تلعب دورا كبيرا فيها ومدى تأثيرها في الإنسان نفسه ... ولذلك وتدليلا على ما أقول لم يذكر رب العالمين آية واحد يأمرنا فيها أن نحب رسولنا أو أي رسول بل كان الأمر أكبر من الحب نفسه لأن الرسالة كانت أعظم وأكبر من أن تنحصر ببضعة أفراد بل كان الأمر للأمة عشرات ومئات وملايين الأفراد ... إذن المسألة تحسم بالتالي : حاكم البلاد احترامه وتوقيره أمر لا نقاش ولا جدال فيه ولا يخوض ولا يجادل في هذا الأمر سوى السفهاء والأوباش ومن ملأت قلوبهم أمراضا وأحقادا ... وأما حبك للحاكم فيعتبر حق لك لا عيبا في ذلك على الإطلاق إن بحته علنا أو كتمته سرا لأنها مشاعرك الخاصة لا يلومك عليها سوى الجهلة ؟

وماذا لو كان الحاكم ظالما باغيا طاغيا ؟
لن أخوض في هذا الأمر من الناحية الشرعية لكن سأجلب لكم واقعا الكل رآه مرأى العين ... فقد اتضح أن العيوب ليست بالحكام بعد سقوط عدة أنظمة عربية بل العيوب في الشعوب نفسها نعم العيب في الشعب نفسه ... شعب أراد إزالة حاكم بمؤامرة خارجية خطط لها ودبرت في ليل كل تفاصيلها نشرت على اليوتيوب والهدف إزالة حاكم وإسقاط نظام ... حسنا أسقطت النظام ماذا بعد ؟ ما هي الخطوة التالية ؟ من هو البديل وعلى أي أساس تم اختياره ؟ وما هي الضمانات التي تضمن أمن الرعية وسلامة البلاد ؟ وما هي الضمانات التي تضمن أموال العامة والتجار ؟ أسئلة كثيرة جدا اتضح أن كلها لا توجد إجابات عليها ... واتضح أن الهدف هو إسقاط نظام الحكم كاملا ولتذهب رعيته إلى الجحيم وليحترق اقتصاد البلاد وها هي سوريا وليبيا واليمن والعراق أمامكم ومصر سائرة على دربهم قريبا وتونس تعصف فيها أمواج صراعات الأحزاب ... فقال الكثيرين إن بقاء الطغاة كان أفضل وأرحم من تجربة ضاع فيها الشرف والكرامة ولو وجدتهم لوجدتهم بلا قيمة ... فهتكت أعراض الحرائر وسحقت كرامات الرجال وشرد الآلاف والملايين واحترقت وضاعت أموال الناس وقتل مئات الآلاف من زهرة شباب المسلمين وضاعت أجمل الذكريات من أجل مغامرة ومؤامرة وخيانة وجريمة باسم الشعارات الكاذبة وفتاوى أبناء الشياطين باسم الدين ... فهل الصبر على الظالم أفضل أو ترى نفسك أنت وأسرتك تستباح أموالكم وأعراضكم وأموالكم وأمام عينك ؟ ... ولا تكن بطلا في ردك فعندما ترى عرضك ينتهك ومالك يسرق وابنك يقتل أو ترى ابنتك تتألم من وجع وألم مرض ما ولا تجد أي مركز طبي لأنه دمر في الحرب الأهلية التي أنت ممن ناصرها ثم تراها تموت أمام عينيك وقتها ستفهم صدق مقالي ؟    
 
من طبيعتي "المتمردة" أني إذا أحببت فتاة ما فإني لا أخفي مشاعري لأن الحب نعمه ونقمه في نفس الوقت ... ولذلك أنا اليوم لا أخفي مشاعري إني أحب سمو الأمير / صباح الأحمد حبا خاليا من أي نفاق وأي رياء ولا أبحث خلف هذا الحب عن أي مصلحة أو غاية على الإطلاق ... بل وحتى أسرتي وأبنائي أرى حب هذا الرجل في حديثهم وعيونهم فإن تبسم تبسمنا وإن بكى بكينا وإن شعر بضيق من أمر سياسي معين شعرنا معه وباختصار نحن معه قلبا وقالبا على الخير ولا شر من هذا الرجل الكريم ... هل نعرفه شخصيا ؟ كلا ... هل ننتظر من سموه أي مقابل أمام هذا الحب ؟ كلا ... هي مشاعرنا وهذا حقنا الشخصي الذي لا يستطيع مخلوق واحد على وجه الأرض أن يناقشنا أو يجادلنا فيها ... بل هو رزق من رب العالمين ساقه لحاكم البلاد أميرنا أن حببنا بسموه وجمله بأعيننا وسجلوها علي إن كان في الدنيا 50 سنة قادمة فإنه إسم / صباح الأحمد ستتذكره أجيال قادمة وسيقولون يا ليتنا عشنا في زمانكم ؟ 

تحب الحاكم فعش هذا الحب بكل مشاعرك ... لا تحب هذا الحاكم فاصبر عليه حتى يقضي الله بأمر كان مفعولا ... ولا يوجد شعب واحد على وجه الأرض يتفق على رأيا واحدا ولا يمكن الوثوق بأي شعب نهائيا ... هذه الحقيقة التي حتى أعرق جامعات العالم لن تعطيك هذا الدرس وهذه النتيجة الحاسمة ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم