2018-04-16

لعبــــة إدارة البـــــلاد 3


تقول هيلاري كلينتون في كتابها "خيارات صعبة" الصفحة 324 : الأنظمة القضائية "العربية" غير حرة أو غير مستقلة ... كلمتها هذه صحيحة 100% لأنها امتداد للتاريخ العربي لأي امتداد لأكثر من 1.300 سنة ميلادية وأكثر من 1.400 سنة هجرية وإلا هل نكذب مئات الكتب التي كتبها من نتفق ومن نختلف معهم على حد سواء التي تتحدث عن طغيان الأمويين والعباسيين والعثمانيين ... وبالتالي يجب تسليط الضوء على القضاء والمحاكم في تلك الحقبات ومقارنتها مع قضاء اليوم في بعض أو معظم البلدان العربية والتي في أفضل حال لن تصل إلى نسبة العدالة وشفافيتها أكثر من 60% وهذه النسبة أعترف مسبقا أني بالغت فيها مسبقا ... ولذلك تتمحور لعبة البلاد وترتبط كليا مع القضاء في الدولة متزامنا مع القانون الدولي الأعور الذي لا يرى إلا بعين واحدة وبنفس دكتاتورية ... وأغلب مصائب العالم "الحالية" تكمن في الأمم المتحدة التي قراراتها أصبحت لا تختلف عن ورق الحمام "أجلكم الله" لأن إصدار القرار شيء وتنفيذه شيئا آخر مختلف كليا مثل الأحكام القضائية "مع فرق التشبيه" إصدارها شيئ وتنفيذها شيئا آخر ... وبموازاة ذلك يكمن هنا إخضاع القانون والعدالة للسياسة وألاعيبها فيتحول القانون والقضاء إلى قضاء وقانون مسيس ومتى ما سيس فإنه يفسد بالمطلق وفي أحيان كثيرة تتحول الديمقراطية إلى دكتاتورية ظاهرها الحرية وباطنا الطغيان مثلما يحدث في سوريا والعراق وإيران ومصر وغيرها من الأوطان ذات الديمقراطية القديمة والأحزاب العديدة التي احترفت صناعة الجهل بعدما كانت أمما عظيمة ذات حضارات عريقة خضعت لعلمها البشرية ... وعندما تكتمل صناعة "المثلث الفاسد" المتمثل في الحكومة ومجلس الشعب والقضاء فإنك هدمت وطنا وضربت شعبا في الصميم وهذا ما حدث ويحدث في غالبية الدول العربية أم القانون والقضاء سيكون أغلى وأهم من الدين والشريعة التي تم تسييسها منذ مئات السنين وإلى يومنا هذا ... مع الإنتباه أن هدم أسس المجتمع وإصلاحه وتطويره هي أصعب وأخطر مهمة على الإطلاق بينما إفساده وتمزيقه هي من أتفه وأسهل مما تتخيلون ؟   
برأيي إن ما يحدث اليوم وما سيحدث لن يكون هناك أملا في المستقبل "المنظور القريب" لأن صناعة أمم العبيد قد نجحت نجاحا باهرا عظيما بتغييب العقل العربي ... ولا يعلم السفهاء أن بتوظيفهم أو حتى بجهلهم بمناصرة الظالم وظلمه والطغاة وطغيانهم أنهم قد أعانوا على أهلهم قبل مجتمعهم وعلى دولتهم وخانوا الأمانة وفسدت الوطنية ... وأعجب كل العجب على من يتسابقون لإرضاء الكيان الصهيوني كيف يتساقطون الواحد تلو الآخر فهل إسرائيل ممسكة عليهم فضائح شخصية كارثية حتى تخضعهم بهذا الشكل الفاضح ؟... بل اسألوا مصر التي وقعت اتفاقية  "كامب ديفيد" في 1978م واسألوا الأردن الذي وقع اتفاقية "وادي عربة" في 1994م ماذا استفادوا من علاقاتهم بإسرائيل سياسيا واقتصاديا فعليا وعمليا وبالأدلة ؟ لا شيء ولن يكون هناك شيء ... فأمة اليهود والصهاينة الذين لا تتجاوز أعدادهم على وجه الأرض أكثر من 36 مليون نسمة أخضعوا حكومات أمة المسلمين والمسيحيين مجتمعين بأكثر من 3.8 مليار نسمة لا شك بأنها أمة شيطانية الصهاينة تحديدا وكل من تفرع منها من جمعيات أهلية يهودية صهيونية ... واسألوا الأغبياء ماذا طبقت ونفذت إسرائيل في اتفاقية "أوسلو" مع الفلسطينيين في 1993م والإتفاقية الملحقة في 1995م ؟ لا شيء ولن يكون هناك شيء ؟

لذلك وبعدما سبق يجب الإعتراف بحقيقة مرة ومؤلمة حقيقة عليها ألف دليل وملايين الشهود ولذلك ما سأقوله لا أشمل الجميع بالتأكيد لكن الأكيد أن بعضكم سيتفق مع ما سأقوله : نحن أمة فاشلون في السياسة الخارجية وفاسدون داخليا والبعض مستعبد تماما والبعض شبه مستعبد ... أمة جلبت على نفسها الويلات أمة تبتسم وتهلي وترحب بالذل والهوان أمة أقصى ما تحلم به أن لا يخصم من راتب الموظف فيها دينارا أو درهما أو ريالا أمة الشعراء والحسناوات وتفاخر الـ "iPhone & Galaxy" لن تعيد كرامتكم أمة يأكل بعضهم بعضا ويتآمر بعضهم على بعض لن تقوم لهم قائمة ... أمة ترتعب من التفكير وتخاف من الحقيقة وتتوجس من العلم أمة لا قيمة لها ... أمة ذاهبة إلى الحروب وهلاك وذل التقسيم لا تأسف عليها وشعوب تطبل للفاسد وتهيم حبا وعشقا بالطغاة لا تأمن لها ... أمة تحتضن جاهلية العرب بسباق وتفاخر وعنصرية القبلية والطائفية القذرة كما تحتضن الأم رضيعها لا تستبشر فيها خيرا ... أمة لم تنتصر في حرب واحدة منذ 300 سنة لا تضع أمالك عليها ... أمة القيل والقال وعشق المظاهر والثرثرة وتوافه الأمور انتظر هزائمها وذلها قريبا ... أمة تصنع إعلام الدجالين أقذر من إعلام النازية والفاشية والشيوعية وتصدقه وتصفق له فصلي عليهم صلاة الميت الغائب ؟
عن نفسي لا أثق بدولة عربية واحدة شقيقة أو صديقة فما لي سوى رب العالمين سبحانه ثم دولتي الصغيرة سأموت وأدفن فيها إن شاء رب العالمين ... ولن أحزن على أي دولة عربية تضرب أو تسقط أو تنهار لأنهم قوم لا يسمعون ولا يفقهون خطاب الفصل وسرد الأمانة ... ومن سرق أموال الرعية وصنع الفقر والجهل وطغى وتجبر وغرته المناصب والأموال في دولته وبين أمته فليستعد وليتهيأ ليوم القيامة لحساب يفوق عقله الصغير أو ليزور قبور أسلافه ويسألهم فهل هم ينطقون أم همسا يجيبون إن كان في الرأس فهم مما يحدث ويدركون ... فقط انتظروا وفي زمانكم هذا سترون عجب العجاب بأم أعينكم وستذكرون صدق مقالي هذا وسترون من يتغنى بالبطولات والمراجل كيف سيصمت ويختفي ويذوب بين الجمع كما يذوب الملح في الماء من شدة كذبه وخوفه وجبنه ... وإن كان الإسلام لعن مسيلمة الكذاب فإن في زمانكم ملايين الكذابين وإن كان رب العزة تب أبي لهب فلن تستطيعوا حصر من يستحقون التَــبَّ واللعنة في أيامكم هذه ؟ ... من لم يتعلم من أخطائه ومن لم يتعظ من تاريخه لا تأسف عليه فقد سبقتكم أمما تحدت رب العالمين وتطاولت وتجاوزت على ذاته سبحانه واستهزأ برسله وقتل أنبياؤه ولو كان بينكم رسول أو نبي في زمانكم هذا لفعل الكثيرون منكم أسوا مما عمل أسلافكم من أمم السفاهة والجهل ... لله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل على غرور وطغيان وجهل وحماقة الإنسان ؟    





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم