2018-07-10

الجنــازة حــارة والميـت كلــب ؟


خبراء مكافحة الحرائق ابتكروا طريقة لمكافحة الحرائق بطريقة علمية ذكية للغاية ... ففي الوقت الذي تندلع فيه الحرائق الكبيرة وتجتاح مئات الكيلو مترات فإن القدرات البشرية لمكافحة هذه المساحة العظيمة تقف عاجزة تماما أمامها ... وحتى تكافح هذه المساحة الشاسعة ستحتاج فورا إلى استخدام أكثر من نصف جيشك واستخدام واستنفاذ كمية مياه تكفي لسقي أكثر من مليون نسمة ... ولا يزال الإنسان عاجزا من ابتكار نقل مياه البحار لاستخدامها في إطفاء الحرائق في الكثير من مناطق العالم ... لكن الخبراء ابتكروا طريقة فيتم حساب سرعة الرياح واتجاهها والطقس لمدة لا تتجاوز 3 أيام فيعرفون أن الناس سوف تتجه وتنتشر في المنطقة الفلانية ... فيذهب الخبراء ويشعلون هم بأنفسهم النار في بقعة قريبة من النقطة المتوقعة فتتم صناعة الأرض المحروقة أو بالعربي النار تأكل بعضها بعضا فلا تجد ما تحرقه فتهدأ فتنطفأ ... هي عملية فيها بعد نظر وفيها من الذكاء الشيء الكثير فاستبق الإنسان النار وصنع نار أختها فجعلهما يأكلون بعضهم بعضا ... بنفس منطق وفكر وذكاء ودهاء ومكر السياسة باهرة الذكاء وتلك خصلة بكل أسف يتمتع فيها الغرب بامتياز ونادرا جدا أن يخرج من العرب حاكم أو سياسي يمتلك تلك الخبرة والموهبة ؟

أقول ما سبق بسبب الإنقلاب والخيانات والتغيرات التي طرأت على خط وتوجه وشكل السياسة الأمريكية في المنطقة ... ففي عهد "باراك أوباما" والذي امتد 8 سنوات صنع الربيع العربي وصنع الثورات وأسقط حكاما عرب وأشعل منطقة الشرق الأوسط بحروب ونزاعات لا تزال قائمة إلى يومنا هذا ... ولم يكتفي مخططه الشيطاني بمساعدة طبعا من يسبحون بحمده من أتباعه الذين لا يعصون له أمرا بل وجد أن الربيع العربي لم يكن كافيا فصنع تنظيم داعش الكافر النجس ... والملاحظ أن قبل انتهاء فترة ولايته النهائية أبى أن يغادر إلا ويكمل مخططه ويصفعنا على وجوهما للمرة الأخيرة فأعطى لإيران ما لم تحلم به من الإتفاق النووي الإيراني إلى الصفقات التجارية لضخمة وصولا إلى دفع فدية بقيمة تجاوزت 4 ملايين دولار نقدا ... كانت فترة "أوباما" قاتمة السواد وكثيرة المؤامرات وكانت دول الخليج "البقرة الحلوب" في صمت مطبق "لا حس ولا خبر" لا صوت عالي لا احتجاج لا امتعاض لا رد لا شجب ولا أي شيء ... ولما قفز إلى السلطة "دونالد ترامب" فكت عقدة الخرس من "بعض" الخليجيين وفجأة وبقدرة قادر ظهرت عضلات ألسنتهم وبدؤا بإطلاق تصريحات سياسية "عنترية" كانت مثار سخرية المطلعين !!! وبلا أي مقدمات أول ما بدأ "ترامب" عهده وعمله هي الحرب ضد الإسلام والمسلمين وأصدر قرار بمنع دخول رعايا 7 دول إسلامية باعتبار أنهم شعوب إرهابية ... لكنه لم يمنع شعوب دول الخليج على الرغم من أنها دول "غالبيتها" هي مصدر الإرهاب نفسه لأن له تصرف أخر معهم فابتز أموالهم واستغلهم بأسوأ وأبشع استغلال لم يشهد له التاريخ السياسي الخليجي مثله على الإطلاق ... واستحقر الخليجيين بل العالم العربي والإسلامي بأسره عندما وقع قرار نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى "القدس" معتبرا علنا أن القدس كاملة وموحدة هي عاصمة إسرائيل ... وكالعادة العرب شغلوا اسطوانتهم التاريخية "نشجب نستنكر ندين نرفض" ... حتى سخرت منا وعلنا أيضا سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم لمتحدة "نيكي هالي" في ديسمبر 2017 عندما قالت نصا "توقعنا سقوط السماء بعد قرار ترامب لكنه مر الخميس والجمعة والسبت والأحد ولا تزال السماء في مكانها ولم تسقط ما نقوله أمر حقيقي القدس عاصمة إسرائيل" ... ولم يخرج مسؤل عربي واحد يرد عليها ولا بكلمة واحدة ؟

ترامب قدم لنا خدمات عظيمة
الرئيس الأمريكي "ترامب" هو رجل تجارة ولا يفقه شيئا في السياسة عقله حياته مشواره كله تجاره ونساء فقط ... ويستدل على فترة حكمة القليلة أنه لا يجرؤ على دخول أي حرب لأن له هدف يفوق كل التحليلات وهو جني الأموال بأي طريقة كانت مشروعة أو غير مشروعة بطريقة محترمة أو بابتزاز علني ... متطابق "تقريبا" مع شخصية الرئيس المصري "عبدالفتاح السياسي" الذي لا يمكنه أن يدخل في أي حرب بسبب هشاشة الوضع الإقتصادي المصري لكنه يهدد للإستهلاك المحلي الداخلي ... لدرجة أن الرئيس التنفيذي لشركة "سيمنزالألمانية - جوزيف كيسر" كشف النقاب عن فضيحة مدوية عندما قال في فبراير 2017 نصا "السيسي طلب مني مساعدة للشعب المصري فقلت له انظر إن جيوبي فارغة" ... وهذا التصريح مسجل صوت وصورة وسهل الحصول عليه في "اليوتيوب" ... وبالعودة إلى ترامب و "بعض" حلفاؤه الذين يسبحون بحمده فإنه أرسل إشارات كافية جدا مما جعل الكثيرين من حلفاء أمريكا "التقليديين" أن يتحركوا مسرعين لصناعة تغيير في الميزان والتحالفات الدولية ... لأن القاعدة السياسية حاليا أصبحت أن أمريكا كدولة مؤسسات والبيت الأبيض ومن يحكمه أصبحوا لا يمكن الوثوق في تصرفاتهم ولا يمكن الوثوق بهم جميعا ... ولذلك انطلقت دولا عربية وإسلامية بحثا عن حلفاء جدد ومصالح متنوعة وضمانات أكثر يمكن الوثوق فيها أكثر من أمريكا ... والرقابة الذاتي عندي تمنعني من التحليل في هذا الأمر لكن كل ما أعرفه أن في قادم الأشهر من 2018 سنشهد حرب إعلامية وتصعيد الخطاب الإعلامي بين أمريكا والسعودية ضد إيران ... حرب أعصاب وشحن طائفي والمؤكد هو أن اللعبة ضد إيران قد تغيرت بنسبة 100% وهذا بسبب السياسة الأمريكية ونهجها الحالي ... واليوم من يرصد الرأي العام العربي من أقصاه إلى أقصاه سيكتشف بسهولة متناهية كم الأحقاد والكره والضغينة التي ملأت قلوب "غالبية" الشعوب العربية ضد أمريكا وسياستها ومن دار في فلكها ... وأقل مبلغ ستحتاجه الحرب ضد إيران سيكون 200 مليار دولار نقدا وفورا فمن يملك هذا المبلغ كـ "سيولة نقدية" فإنه سيغامر تماما بانهيار اقتصادي دامي كارثي ناهيكم أن إيران أصلا ليس لديها شيء تخسره ... إذن ترامب بعقليته التجارية حرك التحالفات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وخرست أمريكا حلفاء كثر لها والمعادلة قد تغيرت بما فيها أوروبا التي اليوم تتوحد ضد أمريكا وقرارات "ترامب" الإقتصادية ... البدائل أصبحت متنوعة وكثيرة ولا بد من أحد يوقف "الغطرسة" الأمريكية التي أصبحت تمشي في العالم بنرجسية المريض ... والعالم الآن يسوده الهدوء السياسي بشكل عام لكن بعد انتهاء مباريات كأس العالم المقامة في روسيا في 15-7-2018 ستلاحظون عودة تصعيد التصريحات السياسية في كل مكان واتجاه ... وسنرى من سوف يبكي على الكلب ومن سيمشي في جنازته ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم