2018-07-24

إلى الدكتورة فوزية الدريع .. مع التحية ؟


لك مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
من عجائب الكويت حقيقة أنها تضم عقول جبارة مستحيل أن تبحث عن هواية أو تخصص إلا وتجد كويتيا من بينهم وهذه بالمناسبة ميزة الكويتيين منذ القدم ... ومن علامات الكويت التي يحق لنا أن نفتخر فيها أن أول مكتبة لقرائة واستعارة وبيع وشراء الكتب افتتحها الراحل "محمد الرويح" في 1920م ... وسأترك لكم خيال التصور كيف كانت دول الخليج في 1920م حتى يخرج من الكويت من يفتتح مكتبة وينجح فيها نجاحا باهرا ... ما سبق يا سيدتي الفاضلة ودكتورتنا العزيزة ينطبق عليك أنتي شخصيا ... نعم فأنتي ملكتي تخصص نادر وليس هذا فحسب بل اقتحمتي المجتمع بطريقة الفارس الذي لا يجهز على خصمه إلا في المواضع التي تصيبه في مقتل ... ولا عجب أن ينتشر إسم الدكتورة "فوزية أو فوز" في الكويت بهذه السرعة ببضع سنين فجاءت الظروف وقدمت لكي خدمة مواقع التواصل الإجتماعي التي خدمت ظهورك الإعلامي "مجانا" وكل ما سبق بالمناسبة هو حقك لا عيب في ذلك على الإطلاق ... دكتورة فوزية أتمنى أن يتسع صدرك وفكرك وأفقك لما سأكتبه فإني لا أعرف أكتب إلا الحقيقة والرأي المجرد من أي مصالح ؟
 
سيدتي الفاضلة أنتي وقعتي في فــــخ الوهم أو في سوء التقدير فظننتي أن تخصصك "الجريء للغاية" أنه سيكون البيضة التي ستبيض ذهبا لك كمصدر رزق وهذا حقك وأن ما ستقومين به سيقلب ويغير المجتمع ... الحقيقة يا أستاذتي أن خطأك هو نفس الخطأ الذي وقع به "الليبراليين" الكويتيين مع فرق التشبيه طبعا لكن الصورة واحدة ... كلاكما تريدان تغيير نمط وفكر وسلوك وثقافة المجتمع الذي في غالبه أصلا يرفضكما جملة وتفضيلا ليس كرها بكم بل لخطأ الأسلوب مثل القضية الناجحة لكن المحامي فاشل ... فالليبرالي يريد محاربة الإسلامي بأسلوب "الصدمة" فيرمون بحديث ومفردات جريئة جدا وسريعة جدا "والآن وفورا يجب عليكم أن تتغيروا" وهذا سبب هزيمتهم ... وأنتي دكتورة تصنعين الفديوهات شديدة الجرأة وفق تخصصك التي تثير الإستهجان والإشتمئزاز بخطأ فاضح بطريقة السرد والطرح وليس المعلومة والعلم فهناك فرق شاسع بينهما ... والأهم من هذا كله يا سيدتي الفاضلة أنك اقتحمتي المجتمع الكويتي دون فهم كافي وحقيقي لمستوى ونوع ثقافته العامة وهذا مما صعب عليك مهمتك ولم تكوني بالذكاء الكافي لامتصاص ردة الفعل المعارضة لكي ... وقد بحثت موسعا في معلوماتك عبر مئات مواقع الإنترنت فاتضح لي أن الكثير من معلوماتك لم تكن بالدقة أو الصحة المتطابقة تماما مع الحقيقة ... فأحسنت الظن بك وقلت ربما هي تقول معلومة "صرفة" من خلال بحث أو دراسات تقوم بها لكن الأمر المهم أنك لم تبحثي جيدا عن إجابة السؤال المهم وهو : لماذا غالبية الشعب الكويتي غير متقبلين لفكر  أو تخصص د.فوزيه ؟ ... الإجابة جدا بسيطة وهي أن المجتمع الكويتي مكبل بالأغلال بعادات وتقاليد منها الصحيح ومنها المتخلف ومنها من يجب أن نحافظ عليه ومنها من يجب أن نركله بأقدامنا ؟

النقطة التي دائما وأبدا ما تغيب عن فكر وعقل من يريد إحداث تغيير في المجتمع الكويتي أن "التغييرات أنواع وأشكال والجهل عند كائن من يكون يريد أن يحدث تغيير أنه لم يقرأ باحتراف في أي مكان يريد أن يحدث التغيير وأي شريحة ستكون المستهدفة وكيفية مقاومة جبهة الضد" ... وأنتي عندما خرجتي في فيديو فعلا وحقيقة "أثرت فيني" عبراتك مدافعة عن تخصصك وأن هذا علم ومن الجهل أن تقارع المتخصص ... كل هذا الكلام وما قلتيه كان حقيقة لكنها حقيقة ناقصة لأننا في عالم وعصر الإنترنت أستطيع بكل سهولة الحصول على المعلومة المؤكدة والموثوق فيها والتي تتجاوزك وتتجاوز حتى أساتذتك المحترمين ... إنه عالم الإنترنت يا سيدتي الفاضلة عالم سهل أن يجعل مني ومن غيري ليس متخصصين بل محترفين أيضا في الثقافة العامة ... والذي أنا اليوم أؤكد لكي مليـــــار% أن الجنس من الألف إلى الياء مرتبط بثلاث نقاط لا رابع لهما وهم "الفطرة البشرية - الحالة النفسية للإنسان - ثقافة الإنسان وانعكاس بيئته عليه" ... ولو بحثتي في مدونتي المتواضعة هذه لاكتشفتي أني قد أسهبت بالحديث عن الجنس وشذوذه ولأي درجة جنونية وصل إليه الإنسان في العالم والخليج ؟ 

وأخيرا يا عزيزتي يجب أن تفهمي الحقيقة التي يجب عليك أن تعيدي التفكير فيها كثيرا لإعادة ترتيب أوراقك ... أن الإنسان الخليجي فكرا وطباعا وبيئة يختلف عن الإنسان العربي بشكل عام يخلف عن الإنسان في أمريكا عن الإنسان في الصين عن عن عن ... وهذه حقيقة لا أحد يستطيع أن ينفيها أو يكذبها لسبب بسيط للغاية وهي أن الثقافة المجتمعية وطبيعة المناخ وطبيعة الحياة وطبيعة حتى الأرض هما العوامل التي تصنع التغيير في الإنسان ... فلماذا في اليابان وأوروبا لا يتحملون درجة الحرارة التي تصل 55 درجة في الكويت بينما نحن نذهب ونعود في "لواهيب" الحر والأمر عادي بينما هناك يموتون ويدخلون المستشفيات ولا يخرجون ؟ ... ولماذا لدينا من يطلب الجنس من فتاة دون سابق معرفة تعتبر جريمة ورفض لا يقبل الشك بينما في أمريكا من الطبيعي أن تطلب الجنس من أي إنسان في الشارع وهذه عليها أدلة موجودة في "اليوتيوب" صوت وصورة البعض يرفض لكن الغالبية توافق على الطلب ؟ ... ولماذا "إخراج الريح" في الكويت عيبا وفي الغرب أمرا طبيعيا بل ومضحكا أيضا ؟ ... هي ثقافات الشعوب يا سيدتي الفاضلة ولا يغيب عن ثقافتك أن الشاذ جنسيا في بريطانيا سنة 1915م كانت عقوبته الإعـــــدام بينما اليوم في بريطانيا تسمح بممارسة الشذوذ من باب "الحرية الشخصية" وفي أمريكا وأوروبا تم سن قوانين بحماية وزواج المثليين جنسيا ... هي نفس الثقافة الجنسية عند "البدوي والحضري" عند العرب متطابقة تماما مع الثقافة الجنسية عند الغرب من يسكنون في الغابات والجبال والبراري وبين من يسكنون المدن والحضارة كلاهما مختلفات تماما في الجنس ... إنها الطبيعة البشرية التي لا تريدون الإستسلام لها وأنها هي الفطرة البشرية منذ الأزل من سابع المستحيلات أن تتغير أو تنتهي أو تزول ... فصراع العلم مع الجهل متساوي مع صراع الخير والشر ومثلما هناك من يعاشر زوجته بوحشية أو بطريقة حيوانية فهناك أيضا من يعاشر بإنسانية وباحتراف أيضا ... ولا أستطيع أن أضيف إلى معلوماتك وثقافتك وأنتي السيدة الخبيرة لأوجه أنظارك وأنشط ذاكرتك إلى طاغية الجنس "François, marquis de Sade" الذي أمضى من حياته 27 سنة في السجن وهو يؤلف القصص الإباحية وفنون الجنس في 1801م ومنه خرج علم "السادي" ... والناس كثيرا ما يخلطون بين السادية وبين المازوكية والفرق بينهما "السادي یشعر باللذة والنشوة لإيقاع الألم على الغیر أما المازوخي أو المازوكي فھو یشعر باللذة لوقوع الألم على نفسه" ... ولذلك اليوم ظهرن نساء في الخليج يعشقن الشذوذ وهن ضحايا خيال مريض وبيئة منغلقة وضحايا "نكاح المحارم" مثل جاهلية العرب عندما كان اللواط منتشرا قديما في أسواق بيع الجواري والغلمان ... وقبل لا أختم هذه الفقرة فإن "شم الإبط" أثناء الجنس وصفتيه أنه من السعادة أو اللذة وأنا أقولها لكي وعلنا إنها حالة جنسية مرضية شاذة وليست من فن وإبداع الجنس في شيء ؟

بعدما سبق فإن مكانك يا دكتورة فوزية ليس في الكويت ولا في أي دولة خليجية ويمكن أن تحققي نجاحات باهرة عظيمة في تونس والجزائر والمغرب أو في أوروبا ... لكن في الكويت ودول الخليج إنسي "غسلي إيدج" تضارب القيم المجتمعية بين الأمم عامل رئيسي شديد الصلابة لا يمكن كسره ؟


تقبلي مني فائق التقدير والإحترام






دمتي بود ...


وسعوا صدوركم