2018-11-19

فسادكــــم والنعــــال ؟


القضاء المجرم المتواطئ المرتشي + وزراء الدعارة والفساد + مجالس البرلمان السراق + بطانة الحاكم من أرذل الخلق قولا وعملا وخلقا + الشعب الجبان الذي نساؤه أكثر رجولة وثقافة من رجالهم ... جميعها عوامل مهما طال الزمان ستؤدي إلى انهيار الدولة وسقوط نظام حكمها أو احتلالها أو تقسيمها وضياعها المؤكد ... وما أنا ببعيد مما ذكرته عن مصر والعراق وسوريا واليمن في زمانكم وأيامكم هذه وارجعوا إلى أسباب سقوط الدولة العثمانية والعباسية والأموية ... وفتن الخلفاء الراشدين التي وصلت إلى سفك دماء الصحابة بينهم وبين بعضهم البعض والقادم أكثر جهلا وبطشا وأكثر انهيار وتقسيم وتمزيق ... والسؤال الذي ربما لا يعرفه الكثيرون : لماذا كل بلاء ومصيبة وكل تاريخ أسود لا يوجد إلا في منطقتنا العربية ؟ ... الجواب بلا شك أن العرب والمسلمين الكثيرين منهم لم يؤمنوا بدينهم وبربهم حق الإيمان ولم يعملوا بشرع الله حق العمل ولا يتقون الله في أماناتهم حق الأمانة ... لأن السند الشرعي المضمون الذي استندت عليه الأمة الإسلامية وفق مفهومهم ومعتقدهم "أن من يخرج على الحاكم فقد خرج على الله" ... وبدون أن أدخل في التفاصيل الشرعية فهل كل من خرج على الخلفاء الراشدين وأكثر من 150 خليفة للمسلمين كانوا خوارج وعصاة الله في الأرض ؟

في أي دولة ينتشر فيها الفساد أول ما يجب أن تقع عليه أعيننا ليس الحاكم وحكومته كلا وأبدا بل الشعب نفسه ... نعم الشعب نفسه وتحليل فهمه ومستوى وعيه الثقافي والإجتماعي والسياسي ومدى وعيه الديني "النسبي" ... فإن كان شعب كذاب نصاب متحايل فقد وكز فوق رؤوسهم من يستحقهم فعلا بنفس طباعهم وعلى وزن فسادهم ... ولأن ربكم سبحانه قال { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد ... وبالتالي يجب الفهم والإدراك الشديد أن ربكم حدد القوم أي الجماعات ولم يحدد الفرد بذاته والجماعة يمكن أن يكونوا أكثر من أثنين ويمكن أن يكونوا ملايين لكن ليس فرد واحد ... وبالتالي التغيير يأتي من الشعب أو الشعوب لكن التاريخ العربي والإسلامي منذ جاهليتهم إلى إسلامهم ولمن قرأ هذا التاريخ الفاضح ... سوف يكتشف حقيقة مؤسفة حقا وهي أن الإنسان العربي بطبيعته التاريخية وفق معطيات الأحداث هو إنسان بطبيعته جبـــــــان يكره الموت ويحب الحياة ... وإن عاش عبدا ذليلا أو فقيرا منعدما مسكينا أو كان ثريا غنيا في كل الأحوال الإنسان العربي يكره الموت كرها أعمى ويعشق الحياة بكل أحوالها وأنواعها حبا جمّا ... وما أكثر دليل أن أمة العرب والمسلمين منذ أكثر من 1.400 سنة وإلى يومنا هذا لا يعرفون أي احترام أو نظام أو أدب حتى في الوضوء ودخول المساجد ... وبالتالي إن كنت لا تريد أن تتأدب في بيوت الله ولا تتقي الله في الناس ومعاملاتهم ولا تطهر عقلك من قاذوراته ولا تنقي نفسك من كم الأحقاد فكيف تريد أن تنظم حياتك ويتقدم وطنك ؟ ... ناهيكم أن في زمانكم هذا هناك شعوبا تعرفونها جيدا من كم الكذب الذي أصبح شعارا لهم وحجم النصب والإحتيال فيما بينهم فهل نستغرب إن أصبحوا من ضمن أسفل قوائم الدول في مدركات الفساد العالمي ؟ ... بالتأكيد كلا وبالتالي من الطبيعي جدا أن يحكمهم طاغية أو كذاب أو محتال يسوقهم سوق العبيد تلسعهم في خطواتهم سياط جباية أموالهم ونهب ثرواتهم ... ولذلك زبانية الحكام الطغاة عبر التاريخ قد توعدهم رب العالمين بعذاب شديد ويظن الإنسان أن همه وغمه وفقره وعسره وقمعه وسجنه هو العذاب ... { تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم } النحل ؟ 

الكويت وفسادها
في سنة 1978م قام العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال بزيارة إلى الصين وأثناء جلسة مسائية مع الرئيس الصيني "ليو شاو تشي" شكى الحسين بن طلال حال أوضاع بلاده المعيشية والإقتصادية ... فسأله الرئيس الصيني : كم عدد شعبك ؟ فأجاب الحسين : أكثر من مليونين نسمة ... فرد الرئيس الصيني : هذا تعداد حي صغير جدا لدينا ... وذكر الرئيس الصيني "حي" ولم يقل مدينة أو مقاطعة أو محافظة بل صغّر التشبيه لأقل حد وما دون القرية ... والعبرة من هذه الحكاية إن كان رئيس دولة صغيرة ومعدمة الموارد وتعيش على المساعدات يشتكي من ضيق الحال فكيف بالدولة الكبيرة مساحة وشعبا ؟ ... وكيف بالكويت الدولة الصغيرة جدا وذات الشعب الصغير جدا جدا وثرية الموارد ثراء فاحشا ؟ ... كيف يكون فيها فسادا وتحايل والتفاف قانوني شديد الخبث والمراوغة ؟ بمعنى دولة صغير وشعب صغير وموارد كبيرة وثورة سيادية عالمية متقدمة كيف يكون فيها فساد ؟ ... الإجابة التلقائية هنا ليس الشعب فحسب بل إدارة الدولة هي الفاشلة وحتى لا يفهم كلامي "كالعادة" خطأ فليس سمو أمير البلاد هو المقصود ... لأن ربكم لم يخلق حاكم "سوبرمان" فهذه شخصية من الأساطير الخيالية لا أساس لها من الصحة والواقع والحاكم فرد واحد وكل حكام الدنيا يدخل عليهم الصادق والكذاب والمنافق والحكيم ... والإدارة تكمن في الحكومة ووزرائها وقيادات الدولة ومؤسساتها الرقابية والقضائية هي من يجب أن يتم تحليلها بتجرد من أي عاطفة سخيفة ... لأن الأمم التي سكتت عن الفساد انهارت دولها وتمزق اقتصادها وفرغت خزائنها من الأموال على يد السارقين والفاسدين ... ولذلك "قد وربما ويمكن" أن يكون رئيس الحكومة سمو الشيخ / جابر المبارك الصباح لديه الجدية في مكافحة الفساد وقد رأينا أول مؤتمر يعقد للقيادات العليا في الدولة في "مؤتمر الحكومة الأول لتعزيز النزاهة" ... والذي عقد الشهر الماضي وتابعنا كل كلمة قيلت من كل من تحدث من وزراء وقيادات مهمة في الدولة وقد أسهبوا في شروحاتهم ووعود إنجازاتهم ... لكن الواقع على الأرض يقول عكس ما قالوا وما تحدثوا عنه تماما مما يضعنا أمام تصور مخيف ومرعب أن هؤلاء القيادات هم أفشل قيادات وهم امتداد لبيروقراطية مقززة منفرة ... ويتحدثون وكأنهم في سنة 1970 وليس 2018 متناسين جميعهم أن العلة في الكويت تكمن فيهم وبقوانينهم وبتشريعاتهم بدليل أن كل تطوير أصبح يحتاج إلى تشريع أو تعديل قانون ... والأخطر عندما تحدث رئيس الهيئة العامة لهيئة مكافحة الفساد معتقدا بل وواهما أنه حقق إنجازا للكويت وهو من قتل الهيئة عندما أدخل فيها "الوافدين" تحت مسميات ومبررات غير مقبولة على الإطلاق وأصبح كثير التصوير إعلاميا ليسوق نفسه ربما لمنصب أعلى مستقبلا ؟
 
يا سادة يا كرام كلكم كقيادات دولة تعرفون الفساد وتعرفون أين يكمن وأين مواقعه وجميعكم مستمتعين في بحره الأسود الفاسد لأنه يحقق لكم مكاسب سياسية ومالية مختلفة الأشكال والأنواع ... ومن الطبيعي لو أردت أن تكافح الفساد ففي السنة القادمة 2019 سنرى وجوها مختلفة عن كل من حضر اجتماعكم الأول لكنهم سيتواجدون وسيتكرر نفس الحديث ونفس الوعود ونفس التبريرات لكن بكلمات مختلفة ... والسؤال الذي أطلقه علنا لهيئة مكافحة الفساد : أيعقل كل من سلّم تقرير ذمته المالية أن كل ما يملكه المسؤلين في الدولة وأعضاء مجلس الأمة هي أموال وممتلكات طبيعية لا يوجد فيها أي شبهة ولا تضخم ولا مبالغة في الأرقام ؟!!!؟ ... لا توجد مبالغة بالأرصدة ولا تضخم مريب ولا ممتلكات مبالغ فيها ولا تضارب مصالح ولا تقرير "الملائة المالية" الصادرة عن البنك المركزي الكل وجميع تقارير ذمتهم المالية صحيحة وسليمة 100% !!! ... إن كانوا كذلك وبهذه الشفافية إذن الفساد والشبهات منا نحن المواطنين أصحاب الرواتب 200 و 300 و 400 دينار شهريا بعد الخصومات المتعددة !!! ... وفساد مناقصات الصرف الصحي وتطاير الحصى والسيول منا نحن الشعب الفاسد وكان الله في عون مسؤلينا الذين يتحملون فسادنا !!! عيبكم "إنكم تستغبون الناس" وتستحقرون عقولهم وتظنون أنكم بذكاء ما خلق مثله ربكم قط ... لكن هذا رهـــــان وتحدي أسجله بتاريخ نشر اليوم أنكم تمثلون علينا تمثيلية نعرف مسبقا أنها هزلية وأنكم لن تكافحوا الفساد ولن تقضوا حتى على 10% منه لأنكم جميعا منه مستفيدون وهذا التحدي أتركه حتى لمدة 5 سنوات قادمة والأيام بيننا ... أما مجلس الأمة فهو نتاج طبيعي للناخب الفاسد والجاهل ومن باع ذمته وأمانة صوته للباطل وللقبلية والمذهبية العفنة المقيتة ... فعندما تكون الكويت في أخر اهتماماتكم فهذا يعني أن لا ولاء لكم لوطن جعلكم كائنات محترمة ولو كنتم في وطن غيره لما عرفنا الفرق بينكم وبين النعال ؟
 
قومٌ إذا مسّ النِعالُ وجوههم 
شكتِ النعالُ بأي ذنبٍ تُصفع




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم