2018-12-03

الحاكم الفاسد ... شعب العبيد 3


شعب العبيد ومرتزقتهم
من خلال ما عرجنا عليها في الجزئين الأول والثاني من التاريخ "المختصر جدا" لحكم الخلافة الإسلامية وأسباب سقوطها فإن التاريخ العربي والإسلامي لا يثبت إلا حقيقة واحدة ... وهي أن الإنسان العربي بطبيعته بجيناته بتاريخه الإجتماعي والسياسي هو كائن جبـــــــــــان ... ولذلك لا نستغرب أن الحكام العرب الطغاة المستبدين في عصرنا الحديث لم يسقطوا إلا من خلال إما غزو أجنبي خارجي كعفن اللحود صدام حسين أو بثورة داخلية بدعم وتدخل عسكري خارجي كالبائد معمر القذافي ... ولذلك علينا أن نعرف مسبقا أن من سيسقطون مستقبلا لن يختلفوا عمن سبقوهم بشكلية السقوط والإنهيار ... لكن ما حدث ويحدث وسيحدث لن يغير من الشخصية العربية الجبانة التي ترتعب من الحرية ولذلك في أوطاننا العربية يوجد فيها الكثير من الأبطال والشجعان الذين يعتمد عليهم قولا وفعلا لكنهم يتجنبون أي دخول في أي مغامرة لأنهم يرون من وجهة نظرهم أن شعوبهم الجاهلة المستعبدة لا تستحق إلا هذا العقاب وهذا الجزاء بسبب جبنهم وخوفهم ... وهم فيما ذهبوا إليه صادقين فمن الخسارة الفادحة والعظيمة أن يذهب بطل واحد شجاع من أجل ألف عبد جبان ناهيكم أن الشخصية العربية بطبيعتها التاريخية وبأدلتها المؤكدة تدل على أنها شخصية تعشق المال عشقا مجنونا لدرجة حتى أنه سهل أن يبيع عرضه وشرفه مقابل المال "إلا من رحم ربي ومع عدم التعميم" ... وتدليلا على ما أقول هو أولا قول ربنا سبحانه في سورة الفجر { وتأكلون التراث أكلا لمّـا وتحبون المال حبا جمّـا } وصولا إلى أيامنا هذه وجميعكم ترون ماذا يفعل المال بالذكور قبل الإناث حتى وصلنا إلى درجات من الإنحطاط الإعلامي عير الـ "Social Media" ... فشطحت عقول الرعية بتوافه الأمور وحتى المصائب لم تعد لها قيمة من شدة قوة تأثير التوافه فأصبحت عظائم فهل ينتظر الناس زلزالا عظيما أو خسفا في الأرض حتى تعود عقولهم إلى رشدها أم هل ننتظر أن تنكح المرأة أمام زوجها حتى تعود الغيرة في صدور "بعض" الذكور أم لم يكتفي العبيد بعبوديتهم وتقديسهم للحكام وكأنهم وكلاء الله في أرضه فرأينا من يسجد ويركع على صورة الحاكم ... ورأينا حكام الغرب يهينون حكام العرب جهارا نهارا ويأمرونهم جهارا نهارا دون أدنى حياء حتى من أنفسهم قبل الحياء من شعوبهم فأي ذل وجبن وصل إليه الناس وإلى أين سيصل مداه ؟
أسباب سقوط الحكام
هنا يكمن مربط الفرس والهروب من مواجهة الواقع والحقيقة التي لا تقبل الشك أو اللبس ... فاستعراض التاريخ في الجزئيين الأول والثاني كانت هناك أدلة وبراهين بأن عوامل الزمن وتغير الأمم بفعل الحكام ورعيتهم غيّبت قبور الحكام وأممهم ... وفي أيامنا هذه لو كان فيها ألف سنة قادمة فإن قبور حكامنا وأمتنا لن يكون لها أثر بفعل تكاثر البشر واكتظاظ الدول بالتعداد البشري المهول وهذا أمر طبيعي ... لكن أن تمحى قبور خلفاء المسلمين وحكام الأمة وأدهى وأفسد عقولها ولا أحد يعرف عن مكانها شيئا في ظل وجود تعداد سكاني ضئيل ولا يقارن مع أيامنا هذه هنا يجب أن نتوقف ونسأل ونحلل ونفهم "ما هي العوامل التي أدت إلى هذا الإنتقام السياسي والإجتماعي" ؟ "هل طمس قبورهم وإخفائها كان بتعمد ومن تعمد ولماذا" ؟ ... لأن إمكانية الحفاظ على القبور متوفرة و "بدون تشبيه" فإن قبر الرسول لا يزال موجودا وقبور معظم السلاطين العثمانيين موجودة ... فهل كانت هناك أيادي فارسية لها صلة بطمس قبور ومعالم وأماكن الأمويين والعباسيين ؟ ... أما في زماننا هذا فتكم أسباب امتداد "معظم" حكام الأمس بحكام اليوم للأسباب التالية 
1- الإستهزاء بالله سبحانه وكتابه الكريم وشريعته قاطعة الأدلة .
2- استخدام دين الله للأعمال السياسية القذرة وصناعة تجار الدين .
3- فتنة المال والسلطة وعمى البصيرة وغياب الرؤية .
4- عدم قرائة التاريخ القديم وعدم أخذ العظة والعبرة .
5- احتضان البطانة الفاسدة وتعزيز وجودها بأقنعة الثقاة .
6- تحجيم وإبعاد المصلحين وأهل الشرف والذمة عن مجالس الحكم .
7- التعمد بإفساد المناصب القيادية في الدولة بتولي أرذل الخلق وأفسدهم .
8- سرقة الأموال العامة وجعلها أموال خاصة لتوريثها لأبناء السراق .
9- إشاعة الأكاذيب الباطلة بطعن ذمم الشرفاء وتشويه صورتهم أمام العامة .
10- تنصيب الفاسدين والمنافقين في المناصب التي تراقب وتحاسب .
11- تسييس القضاء وتمكين القاضي الفاسد على القاضي العادل .
12- جبن وضعف الرعية وسكوتهم عن الباطل وتحويلهم إلى قطعان من العبيد .

لن يأتيكم الحاكم العادل لأنه لا يوجد حاكم عادل لأن العدل هي عملية نسبية بين البشر والعدل كامل ومطلق عند رب العالمين سبحانه وتعالى ... لكن مقياس العدل عند "معظم" الحكام يُرصد من خلال نهضة شعوبهم واحترام إنسانيتهم وأدميتهم والدفع دائما بنزاهة القضاء واستقلاله وخلع وفضح الفاسدين فيه ... ومحاسبة علنية لكبار الفاسدين في الدولة الكبير قبل الصغير وتمكين الفاسدين من الدفاع عن أنفسهم مع حق اطلاع الشعوب على تلك المحاكمات بتفاصيلها لتطهير الدول من فسادها ... ونظام الحكم قديما وحديثا الذي يرتعب من الفاسدين وسطوتهم فاعلم أن هناك أمرين لا ثالث لهما : إما الحاكم فاسد وطاغية أو أن الدولة وشعبها لا يستحقون أن يكون لديهم دولة ... واعتبروا من التاريخ القديم وفي التاريخ الحديث واتعظوا من "مهاتير محمد - 93 عام" الذي نقل ماليزيا من أفسد دولة في شرق آسيا إلى الأكثر نزاهة وتطورا ... فقد مزق الفاسدين إربا إربا وفكك منظماتهم وطهّر جهاز القضاء والشرطة وحتى بعد أن ابتعد لحياته الطبيعية واطمئن عاد الفساد والمفسدون فأعاده الشعب الماليزي بانتخابات حرة فبدأ "مهاتير محمد" أولا برئيس هيئة مكافحة الفساد ورئيس الوزراء "زميله" وزوجاتهم وأعاد لماليزيا نظافتها وبريقها من جيد ... فلا يضحك عليكم كائن من يكون بعدم القدرة على مكافحة الفساد بل هناك عدم جدية بمكافحة الفساد لأن الكل متورط لكن الشعوب لا تتورط لكنها ترتدع وتتعظ وتخاف وتهاب إن رأت سياط المراقبة والمحاسبة تجلد الكبير قبل الصغير ... فإن لانت الأيام لكم وبسطت ذراعيها للفاسدين فما هي إلا مهلكة فمن ينجيكم من حساب وعقاب رب العالمين يوم تقفون بين يديه وأي أكاذيب ستسيقونها بجهالتكم على خالقكم وأي جيوش الأرض يمكن أن تقف معكم وأي عقول داهية ستستطيع أن تبرر لكم يوم الحساب ... لا أحد ولن يكون أحدا فكما خلقت فردا وعاريا ستدفن فردا وعاريا وستقف بين يدي ملك الملوك سبحانه فردا وعاريا وقتها أين حرسك ومستشاريك ومنافقيك وجلسائك من الثقاة الدجالين من التجار وأهل المال ؟ ... لا أحد يا سيدي فكما كنت تمثل في أقنعة الرجولة والهيبة والوقار بأدوار فاقت أعظم ممثلين الأرض كن رجلا وقف أمام ربك لترى بأم عينيك ما كنت تهرب وتفر منه ... فما أنت أكثر دهاء من الأمويين ولا أنت أكثر ثراء من العباسيين ولا أنت أكثر طغيانا من العثمانيين ولا أنت أخبث من البريطانيين ولا أنت أكثر خيانة من الحكام العرب البائدين ... { ذُقْ إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون } الدخان ... ولا أجمل من ختم موضوعي هذا إلا بقوله سبحانه بأن لا نأسف عليهم في سورة الكهف { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا } باخع : أي مهلك نفسك بحزنك عليهم ... { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون } فاطر ؟
الحمدلله رب العالمين أني إنسان عربي مسلم ومواطن كويتي تحت حكم سمو الأمير / صباح الأحمد الجابر الصباح ... بارك الله في عمر سموه .





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم