2018-12-17

الكويتيين ما بين الخيانة والذكاء والجهل ؟


لا يعلم الكثرين من الكويتيين بل وحتى من العراقيين أنفسهم أن مطالبات العراق بضم الكويت إليها واعتبارها أراضي عراقية مسلوبة هي أكبر كذبة تاريخية عاشها الشعب العراقي عن بكرة أبيه ... ولا يعلم الكثيرين من الكويتيين تحديدا أن مصدر هذه الكذبة هم "بعض" الكويتيين الذي طالبوا بضم الكويت إلى العراق في سنة 1952 – 1953 وكانت عبر ما أطلقوا عليها "ثورة شباب الكويت" ... والتي كانت مكونة من : عبدالله حمد الصقر وعبدللطيف صالح العثمان وأحمد البشر وعبدالرحمن القطامي وعبدالمحسن الأحمد وسالم السديراوي وسليمان السيد علي ومحمد عبدالعزيز العدواني ومحمد البراك ... نعم هؤلاء هم مصدر كذبة الكويت جزء من العراق والتي على أثر ذلك اتخذتها الأنظمة العراقية الملكية والثورية الجمهورية حجة وذريعة لم يستطع أحد منهم أن يثبت رسميا أي أدلة عليها ... سوى أنها كانت ادعاءات وأكاذيب مصدرها إشاعة بعض المغرر بهم الخونة الجهلة سموهم ما شئتم  وتطور الأمر إلى صراع بين الشيخ الراحل "أحمد الجابر الصباح" وبين الملك المراهق "فيصل الثاني" وخاله الخبيث الأمير "عبدالإله بن علي ابن الشريف حسين" ... نتج عن ذلك تدخل بريطانيا عبر تبادل البرقيات السرية والتي نشرت فيما بعد في مراسلات الشيخ أحمد الجابر والمعتمد البريطاني شاكيا من الحملات الإذاعية العراقية ضد الكويت وتدخل العراق في شؤون الكويت الداخلية بهدف قلب نظام الحكم ... والمهم فيما سبق أن الجهل أنتج كذبة والكذبة أصبحت سندا وحجة حتى تتعرض الكويت إلى تهديد أمنها الداخلي وتقويض أركان الحكم وتهديده المباشر ؟
 
في 2010 بدأت تتشكل الغيمة السوداء لبداية أزمة تهدد نظام الحكم في الكويت تهديدا مباشرا وبالصميم عبر تشكل قوى معارضة كويتية من داخل مجلس الأمة ... ثم في 2011 وتزامنا مع إنطلاق مؤامرات الربيع العربي التي كان مقر عملياتها في قطر بتسخير إعلامي ومخابراتي لأقصى درجة كانت الكويت من ضمن أهداف الربيع العربي لتغيير شكل نظام الحكم في الكويت ... وبالفعل كانت المعارضة الكويتية ومن يقف من ورائها يهدفون لضرب نظام الحكم فلم يبقى شيخا ولا قضاء ولا مجلسا ولا شخصيات ولا أعراض ولا شرف إلا وخاضوا فيه ولا شيء كان يقف أمامهم الكل نالهم الطعن والتشكيك وتعمد إضعافه ... طعنوا بالقضاء بديوان المحاسبة بمجلس الأمة بالحكومة لم يبق أحدا لم يسلم من شرور افتراءاتهم ومخططهم الخبيث ... حتى وصلت الأمور إلى التطاول على حاكم البلاد علنا وكانت هذه هي نهايتهم التي كتبها القضاء الكويتي ... ويسجل لنظام الحكم والحكومة الكويتية أن كانت بأيديهم سلطات مرعبة قانونية ودستورية وشرعية لقمع واعتقال كل من كان في الشوارع لكنها لم تستخدم كل قوة سلطتها ... مع الإنتباه أن الفقرة الأولى من الموضوع كان تصرف أفراد بخيانتهم وحماقتهم وجهلهم أما هنا في الفقرة هذه فكانت مؤامرة مكتملة الأركان خارجية بارتباط داخلي ... وأيضا يسجل لنظام الحكم حكمته وبعد نظره السديد أنه لم يدخلهم في قضية "مؤامرة قلب نظام الحكم" وتلك رؤية بعيدة المدى تحفظ سمعة أبنائهم وأسرهم عبر المستقبل القادم ؟ 

{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } الحجرات ... ربكم هنا يدعوكم إلى التحقق والبحث والتأكد قبل أن تصدقوا ما نقل إليكم من خبر أو إشاعة حتى لا ينالكم ندم الإثم والذنب أو ظلم الغير ... وما بين 1953 و 2011 – 2012 حدث أمرا لم يألفه المجتمع الكويتي ولم يتعود عليه بل هي ثقافة خارجية دخيلة على الكويتيين ... هي ثقافة الفجور في الخصومة والطعن بالأعراض والسب والشتم وتلفيق التهم ونسج خيال الإشاعات والتخفي من وراء وطنية كاذبة ونزاهة مشوهة ... فالشخصانية مرض أجاركم الله من شرورها وكيف تعمي البصيرة وكيف تودي بصاحبها إلى التهلكة والذنب العظيم ... فمن قال لكم أن الوطنية هي أن تطعن بالقاضي فلام دون دليل وتشكك في أمانة علان دون برهان أكيد وتشوه صورة الشيخ هذا والتاجر ذاك بلا أدلة وبراهين ؟ ... ألم يسأل أحد نفسه لماذا يخرج بين فترة وأخرة حسابات تدعي الوطنية والشرف والنزاهة ترمي وتذم وتطعن وتكيد دون دليل ولا برهان ولا يقين ؟ ... هل أصبحت الكويت مثل فساد العراق وسوريا وباقي الدول العربية والخليجية  ؟ ... هل هذا هو الهدف من تشويه سمعة الكويت دون أن يتقدم فرد واحد للجهات الرقابية والقضائية بشكوى ضد أي أحد ممن ذكروا في عمليات التشويه والطعن والسب والقذف ؟ ... أصبح وحسب ما هو مخطط له أن يشيعوا أن الكويت فيها النائب العام والقضاة فلان وعلان والشيخ فلان وعلان والتاجر فلان وعلان فاسدين وهيئة مكافحة الفساد والنائب العام وديوان المحاسبة وكل وزارات الكويت بل كل الكويت فاسدة وساقطة وكأن لا أحد شريف في مؤسسات الدولة !!! ... أهذه الرسالة التي تهدف إلى التشكيك بالكويت حكومة ومؤسسات ؟ ... أليس هو نفس التطابق 100% فيما حدث في 2012 من نفس عمليات التشويه والطعن متطابق أيضا مع "بلاغ الكويت" الذي قدمه الشيخ "أحمد الفهد" في 2014 وما جرى بعده مباشرة من حملات الطعن والشتم ؟ ... ألم يلاحظ أحد بعد التشابه والتطابق في ما يجري بنفس الأسلوب ونفس النهج ونفس إنحطاط الأسلوب وبنفس غباء التكتيك ؟

أقول ما سبق وأنا أدعو الجميع وأحذرهم من أن تغريداتهم يقرؤها من في الخارج من دول وسياسيين وأجهزة أمنية ويبنون عليها الكثير من سيناريوهات ضرب الكويت مستقبلا ... وإن كنت شخصيا أعرف ما هو يوجع هؤلاء وأعرف تماما أن ما يقرؤونه وما يبنون عليه لا دليل عليه سوى "هرطقات" السفهاء في مواقع التواصل الإجتماعي لا أساس لها من الصحة ولا للدليل أثر أو بيان فإنهم مع ذلك يريدون أي شيء على الكويت أي مستمسك سياسي إجتماعي ... وقد تناسى خونة الكويت وأعداء الخارج أن فساد الدول العربية لو أفتح ملفاتهم فإن سياق حديثي وخبرتي لا تضرب إلا بالأدلة والبراهين التي تساندها الوثائق والصور والفيديوهات ... وليست أقوالا مرسلة ولا شخصانية مريضة بل مواضيع تسرد بموضوعية عالية المستوى ... فلا يخيل لعقول من في الخارج أن فساد الكويت أكبر وأكثر من فسادهم بل لا يوجد على وجه الأرض فساد والفساد نسبي والكويت هي الأقل نسبة ... أم أنكم ممن صدقوا إحصائيات مدركات الفساد عندما وضعوا الإمارات وقطر الأكثر شفافية ونزاهة من الكويت !!! فإن صدقتم هذه الكذبة فادعوا ربكم أن يشفي عقولكم ... وفي الكويت ننتقد حكومتنا ونجلدها بنقدنا اللاذع لكن بهدف الإصلاح وليس بهدف الشخصانية والإنتقام ننشر المشكلة وفسادها ونقدم الحلول والبدائل ... نرفض الفساد بكافة أشكاله وأنواعه لكن لا نطعن بشرف وكرامة فلان وعلان ونعترف طريقة عمل حكومتنا لا تعجبنا وأعرف مسبقا أن سمو رئيس الحكومة بات في أيامه أو أشهره الأخيرة وأن ما يحدث هو تعمد ليكون سببا بتغييره ... فلا هو قد حقق نجاحات استثنائية ولا من سيأتي من بعده سيكون بيده مصباح علاء الدين السحري ... لأن الفكر السياسي الكويتي يخاف التطور والتغيير ويستأنس فريق عمل واحد لا يحب تغييره لأنه عديم الثقة بالطرف لآخر إلا بطرف واحد أي فريق عمل واحد ... انتقدوا قرارات ممارسات توجهات لكن لا تصوروا للناس ولا تشيعوا للعامة أن وطنكم مجرد أشهر وسينتهي فلو انتهى وطنكم فستكون أنتم واللقطاء لا فرق بينكم ... الدولة محكومة والكويت بألف خير والفساد موجود وباق إلى قيام الساعة فها هي أمريكا أم المؤسسات الدستورية وفرنسا وبريطانيا وكندا فهل يستطيع أحد أن يقول أن ليس لديهم فساد ؟ ... احفظوا وطنكم وقاوموا عصابات الخيانة التي تتخفى خلف ستار الوطنية والشرف فلو ملكوا الشرف لزلزلوا الكويت بكم وعدد القضايا ضد من يدّعون أن فيهم كذا وكذا لكن ليس هذا هدفهم بل أنتم الهدف يا سادة ... نعم أنتم الهدف الذي تم استهدافه لصناعة حالة من التذمر والنقمة واستغلال أوضاعكم المعيشية وكم الديون وهي النقطة للأضعف عند كل إنسان لاستثارته وتحريكه باسم الوطنية الكاذبة والشرف الفاسد ... حاربوا الفساد والفاسدين لكن دون الطعن والتشكيك بوطنكم ولا تسمحوا لأي وضيع من أن ينال من وطنيتكم ولا تزال مؤسسات الدولة بخير لأنه لا يزال فيها من الشرفاء الكثيرين ... لكن انتبهوا كقاعدة أزلية منذ أكثر من 15 ألف سنة قبل الميلاد وعبر أمما سبقتنا  
الفاسد باق إلى قيام الساعة
الفساد باق إلى قيام الساعة
الفساد باق إلى قيام الساعة




دمتم بود ...



وسعوا صدوكم