2018-12-19

إلى العم الفاضل فيصل مـــدوه .. مع التحية ؟


كان لي شرف الجلوس معك في منزلك العامر في منطقة الجابرية في جلسة خصيتني فيها استمرت لأكثر من 5 ساعات ... كانت أخلاقك كما وصفوها لي وكان حديثك معي عالي المستوى لغويا وفكريا وتاريخيا وثقافيا كنا متفقين على نقاط ومتخلفين على نقاط لكن كنا حلفاء في عملية التدخين بشراهة أنا وأنت ... يا سيدي الفاضل ربما كل من تعرفهم وربما حتى أنت شخصيا وكل من يعرفون عائلة مدوه الكريمة لا أحد يعلم أنكم أسرة غريبة بشكل استثنائي ... ولا أقصد أسرة عائلة مدوه بكل أفرعها بل أقصد أسرتك أنت يا "بو نجود" أنت وإخوانك وأخواتك الكرام نعم أنتم أسرة غريبة وغير عادية على الإطلاق ... فكلنا نعرف عوائل الكويت ونحتك بهم ونتداخل معهم في العلاقات والمصاهرة وصولا حتى إلى الخلاف والعداء والمحبة والألفة نمدح هذا ونذم ذاك ... لكن أن تكون أسرة واحدة كلها مثقفة ثقافة عالية بمستوى وذات حديث ثقافي وسياسي واجتماعي عالي الأفق فهذا الغريب فعلا والأغرب هو انتقائكم للمفردات بعناية فائقة سواء في الجلسات الأسرية الخاصة أو العامة ... أعرفك شخصيا وأعرف أخواتك الكريمات والتي إحداهن عندما تحدثت إلى الشعب الكويتي زلزلته عن بكرة أبيه في 2009 أو 2010 فكانت حديث الكويتيين لأشهر طويلة دون أن يعرفوا من هي وهي بالــــذات التي يجب أن لا تتحدث من بد أسرتكم جميعا لأنها إن تحدثت فإن ضربها سيكون موجعا لا رحمة فيه من شدة وقوة بلاغتها في المفردات وربط الجمل ونكأ الجراح وعدم حديثها حكمة ودرأ لانتقام السلطة منها فتكون الحرة الشريفة العفيفة مدعاة لأساليب منحطة لا تليق بعظمة فكرها سواء اتفقنا أو اختلفنا معها تبقى سيدة القول إن قالت أوجعت وإن سكتت كان كرما منها ... وأختك الكريمة للأخرى تضرب بدموعها سهام الألم لتؤثر في معانيها وأعرف أنها ليست ممثلة وأن ما تنطق به نابع من صميم جوارح قلبها ... عائلة غريبة فعلا مجانين في حب الكويت لو رأيتم ناطحات الصحاب أيضا لن يرضي طموحكم ولأنكم أبناء الراحل "محمود" حليف الصداقة التاريخية مع العم الراحل "يوسف الفليج" الذي سمى أحد أبنائه على إسم والدكم الراحل ناهيكم أنكم أصبحتم إرثا ثقافيا عريقا فإنكم أسرة الإستثناء فعلا ... ما سبق يا عمي فيصل كانت مقدمة حقيقية صحيحة دون نفاق أو مجاملة واسال عني سيجيبونك عني أني "اعطي طاف ولا بالبال" وأعرف أنك تتقبل النقد "بحدود" وأعرف أنك عصبي وحاد المزاج ... لكن ليسمح لي أفقك الكبير ووقار سنك العامر بالنزول إلى مستوى عقلي المتواضع وسأكون لك من الشاكرين ؟ 
يا بو نجود عندما انتشرت تسجيلاتك الصوتية لفتت انتباهي أمور "الصوت واللهجة وطريقة اللكنة" لم أعرفك حقيقة لكن تلقائيا وصل صوتك إلى قلبي بأن هذا الصوت والحجي كويتي "قــــح" ... استأنست التسجيل الأول والثاني والثالث حالي كحال غيري عبر ما يصلنا في "الواتساب" ... حقيقة أصابتني الدهشة بسبب التحول الذي أنت تحولت إليه كيف من فكر الكتابة ينتقل إلى التسجيلات الصوتية وترتيب المفردات لرجل تجاوز الـ 74 عام ويعاني من أمراض عدة ... لكن رأيي الشخصي هو هو لم يتغير وأعرف مسبقا أن مقالي هذا سيصل إليك وسيعرفونك بي وستعرفني ولذلك بات من الواضح ومن المهم أن أكون لك من الناصحين لا أرتجي منك مالا ولا مصلحة ولا تقربا ولا تزلفا إن أجري إلا على رب العالمين ؟ 

عمي فيصل إنت شتبي ؟
بو نجود عندما تنظّر في المجلس هذا وفي الديوان ذاك هل تظن أن من تجلس معهم يمكن أن يفعلوا شيئا أو حتى يحدثوا تغييرا في الفكر السياسي الكويتي أو المجتمع بشكل عام ؟ ... ربعك يا عمي ما ينغزي فيهم "قوم مكاري" وإذا انغزى فيهم بتغزي منو بالضبط ؟ ... تدري وين مشكلتنا بالكويت كأفراد ومجتمع ؟ إن الكبير يشوف إن الصغير مو كفو مسؤلية وهذي قناعة قديمة جيل يضطهد جيل وجيل يستخف بجيل ... أهو نفسي المجتمع اللي يمسك اليوم الهواتف الذكية و "يتشيحط" فيها جدام الناس وأهم ما يعرفون إذا اخترب جهازهم شلون يصلحونه ولا يعرفون أصلا شلون يشتغل بأصله العلمي والكهربائي والتكنولوجي ... فجيل الكبار لا يثقون بالجيل الشباب وجيل الشباب عطا طاف لجيل الكبار لأن آلية الإتصال بينهم غير ثابتة متذبذبة ليس دائما الإتصال نقي وواضح والسبب هو عدم وجود الثقة بين الأجيال ... لذلك أنت متخبط مشتت ترمي شباكك في المياه الملوثة فتعود في كل يوم خالي اليدين لا أنت رزقت بصيدك ولا أنت فرحت ببيعك ولا أنت أسعدت أسرتك فضاعت طاقتك دون جدوى ... وهذا بالمناسبة لا يعني عدم صدق نواياك لكن ربك لا ينقذ المسلم الذي لا يعرف السباحة وينقذ الكافر الذي يعرف كيف يسبح وينجو بنفسه كلا الأمرين مرتبط بالعمل بالأسباب ... وأنت يا كبيري الفاضل لا تعمل بالأسباب "تشيل وتشدخ تعافر وتزرد ترفس وإيدك والطراق" أنت يا شيخي الكبير كالشجعان الذين تروح أرواحهم هباء بسبب السياسي الجبان الذي هو من يشعل الحروب ويطفئها ويذهب الأبرياء بشجاعتهم قربانا لذكائه أو لشيطنته ... ما تقوله لن يغير شيئا لأنك لا تملك شيئا بل أنت تملك كل شيء لكنك فوضوي الفكر خذوا ما يعجبكم واتركوا ما لا يعجبكم !!! ... يا عزيزي قد سبقوك آلاف الكويتيين ممن عاشوا وماتوا وهم يحترقون على وطنهم وأنت وأسرتك الكريمة وأنا وغيري سائرون على نفس هذا النهج لأن الفكر السياسي الكويتي ثابت لا يتغير ليس لأنه ليست لديه البدائل بل لأنه يكره التغيير ونحن نعشق التغيير والتطور لأن العالم يتغير ويتطور ... وأنت يا بو نجود فكرك كفكر حكوماتنا ثابت لا يتغير ولا يتطور لكن يخيّـل إليك أنك تتطور والحقيقة أن مفرداتك هي من تتطور فقط لكن في فلك الفكر الثابت الذي لا يريد أن ينزل إلى واقع الأرض لفهم واقع فكر المجتمع ... والأنظمة الإستبدادية هي من تغير من جهل شعوبها بالقوة والإجبار والضرب بالعصا وسوقهم كسوق النعاج بعكس الأنظمة الديمقراطية التي تغير عبر فرض الغرامات وإجبار شعوبها على احترام القوانين فهل صدقت كذبة أننا دولة ديمقراطية !!!

 يجب أن تفهم حقيقة والغريب فعلا أنك لم تعيها بعد وهي أن كل حاكم وله رجال بطانته ثقاته هؤلاء هم من يديرون شؤون الدولة من الألف إلى الياء كخط الدولة العريض ... وهذا الأمر أو هذه العملية ليس حكام الكويت من ابتدعها استثناء كلا وأبدا بل هي سيرة الخلفاء منذ قديم الأزل في كل الأمم العربية والغربية والآسيوية ... فعندما يموت حاكم يسقط رجال الحاكم تلقائيا وينتهي أمرهم تماما فيأتي الحاكم الجديد برجاله فيدير شؤون الحكم بفلسفة وطريقة وآلية جديدة وهكذا يستمر تداول السلطة عبر آلاف السنين ... خرج من رعيتهم عبقري أو مخترع أو وطني أو حريص خبيث أو عميل منافق أو شريف كل هذه الأمور لا تغير من الأمر شيئا على الإطلاق فخط الحكم يختلف عن خط فكر الرعية ... فالرعية تفكر بنفسها أو بمحيطها وربما يخرج من بينهم من يرتقي بفكره ليقارع فكر بطانة الحاكم نفسها وهنا يكمن الإستثناء ... والإستثناء لا يعبر دائما عن الحقيقة ودهاء البطانة لا يأخذون صاحب الإستثناء إلى الأعلى بل يأخذون ما في جعبته ثم يرمونه حتى لا يطلع على المحظور والغير مسموح ... ولو كنت منهم لفعلت مثلما يفعلون تماما لكنك أنت وأنا وغيري نتحدث بدافع وطني فهم يراقبون ويقرؤون ويأخذون ما ينفعهم ويتركون ما لا ينفعهم فإدارة الحكم ليست كإدارة منزلك أو حي من الأحياء إنها دولة وشعب ومستقبل وصراعات دولية شديدة الشراسة وكثيرة القذارة لا أحد يتمنى أن يكون في داخل دوامتها ... ويكفي أنك شخصيا قرارك بيدك تأكل وقتما تريد وتنام وقتما تشاء وتخرج وتعود وتسافر دون خوف أو سلطان لكن من في الأعلى لا يتمتعون بمثل ما تتمتع أنت وأنا وغيرنا من الملايين وهذا قدرهم وهذا قدرنا ... لذلك يجب أن تعرف ماذا تريد وما هي مطالبك وأهدافك تحديدا وتطرحها وأظن أنك طرحت كل ما تريد ففرغ ما في جعبتك من أقوال وحديث ... وإني أحذرك وأنبهك كصديق كإبن من أبنائك كأخ في الدين والوطن احسبني ما شئت : انتبه من تحركاتك وابتعد عن الإستعراض الإعلامي واترك قيادة الحديث في المجالس فإن قومنا لا يعول عليهم ولا هم أهل ثقة فجلاسك لا تعلم ما تخفيه صدورهم ولم يطلعك ربك على الغيبيات وما تخفيه الأنفس ولتكن رسالتك مختلفة بتصحيح أحوال وأوضاع المجتمع ولا تكن لينا فتعصر ولا تكن يابسا فتعصر وانتبه لصحتك حبا لأسرتك وتقديرا لنفسك فأنت ابن مدوه ولست من أرذل الناس والعياذ الله خلقت رأسا فلا تجل الأوباش يجعلونك ذيلا فنجاسة السياسة يشيب لها الولدان وأحسبك رأسا ثقافيا سرد التاريخ القديم والحديث قرائة ومعاصرة فلا تجعل من السفهاء يتجاسر على مقامك الرفيع باسم الرأي والديمقراطية فلا ناقة لك فيما حدث ويحدث ولا جمل ولا إثم ولا ذنب عليك وما خضت فيه لا تثريب عليك فدافعك الوطني أمر مفروغ منه فقلت ما يملي عليك ضميرك وأديت الأمانة فانتبه لنفسك وعش ما تبقى من عمرك بالتنقل والتجوال بين طبيعة الله في أرضه ومتع ناظريك بعظمة ما خلق ربك وليس ما صنع عبيده حفظك الله من كل شر وسوء وألبسك المولى عز وجل ثوب الصحة والعافية ولا أفجعكم ربي بمكروه وأسر قلوبكم دائما وأبدا بما تحبون وترضون وتحياتي لشخصك الكريم وأسرتك مجنونة الكويت حبا وعشقا وهياما ؟

رفرف يا علم بلادي فوق السهل والوادي
روحي والله وفؤادي أفديها لك يا علمنا

هي الكويت موطني شامخ جبينها يعلوا فيعلوا جبيني

 عمار يا كويتنا 
عمار يا حبنا
يا أغلى دارعلج عمار
إنتي الحبيبة كويتنا






دمتم بود ...