2019-01-27

الفرق بين الشعوب المحترمة والشعوب المنحطة ؟


لا يمكن أن تحصي أي شعب على وجه الأرض لتعرف من هو المحترم وغير المحترم كخلقا وأدبا منهم في التعامل أو التعاطي مع قضايا المجتمع ... بل يستحيل أن تعرف ذلك لأن عملية الفحص والتحليل سيكون مصيرها الفشل المؤكد ولذلك تحدث المعادلة النسبية بالشكل العام للمجتمع ... وعلى سبيل المثال عندما تحدث أزمة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية في أي دولة لا تملك إلا أن تجلس بينهم في أحد مواقع التواصل الإجتماعي لترصد شكل ونوعية تعاطيهم مع الأمر ... ماذا يقولون وكيف يفكرون ونوعية أساليبهم في الطرح والرد والتعليق كلها معطيات تشكل لديك إجابة من هذا المجتمع وكيف يفكر وكيف يتفاعل مع الأحداث ... كل ذلك يسمى بـ "الثقافة العامة" للمجتمع دون النظر للتخصص بمعنى لو كنت ضابطا عسكريا أو مهندسا أو طبيبا أو فني كهرباء أو أو أو كل ذلك تعتبر تخصصات لا شأن لها بالثقافة العامة ... الثقافة العامة التي تنتج لك أفراد واسعين الإطلاع ملمين في الكثير من القضايا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وصولا حتى إلى الدينية بغض النظر عن نوع الدين ... ويخرج من تلك المجتمعات الذين يملكون الثقافة العامة ليقودوا الرأي العام أو يوجهوه أو يصححوا أخطاء مجتمعهم وتجدهم يوجدون البدائل والحلول لخلق أكبر قدر من الوعي المجتمعي والسياسي والإقتصادي ... ومن الطبيعي تجد مثقف يتصادم مع مثقف وهذا التصادم يعتبر مفيد والإستفادة منه حتمية لأن الطرفين يبحران في نقطة الخلاف لمستويات واسعة حتما سيستفيد منها من يتابعهم ... ناهيك عن الكتاب والصحفيين الذين يقودون الصحافة والرأي في الدول والمجتمعات والذين أصبحوا يشكلون الصف الثاني في الرأي العام بعدما كانوا في الصف الأول فتقدمت المدونات ومواقع التواصل الإجتماعي لتكون هي من يقود الرأي العام ... كل ما سبق كافي لأن يتشكل لديك تصورا عن أي مجتمع عن مدى وعيه أو جهله أو أدبه أو سفالته مع عدم إغفال أن هناك شريحة واسعة في كل دولة تفضل السلامة لنفسها ولا تبدي رأيا ولا تقدم حلا ولا تمدح ولا تنتقد ... وهذه الشريحة وحتى وإن كانت في غاية الأدب والخلق أو الإيجابية أو السلبية فإنها الشريحة المطيعة التي لا تعصي أمرا وتقدم نفسها ضحية وبالمجان للمجتمع وقربانا للسياسيين ؟
 
في ماضي الدول العربية كنا نقيس مدى خلق المجتمع من خلال عصبيات كرة القدم وذلك من خلال الفوز والخسارة لكلا الفريقين وتلقائيا لكلا الشعبين ... فينفجر الإثنين هذا يستهزأ وذاك يطعن وهذا ينتقد وذاك يشتم لتتشكل صورة كيف "بعض" أفراد المجتمع ينظرون لبعضهم بعضا دون أن يعرف أحد منهم الأخر !!! ... ثم تطورت الأمور وتجاوزت كرة القدم فأصبح "بعض" الحكام العرب يتعمدون عمدا وعن قصد بإدخال شعوبهم في خلافاتهم السياسية كما حدث بين صدام حسين وحافظ الأسد أي بين العراق وسوريا ... فلا تمشي في شارع إلا وتجد الشتائم خطت على جدران المباني ولا تفتح صحيفة إلا وتجد السب والطعن يكتب وينشر علنا حدث ذلك أيضا بين المغرب والجزائر وبين لبنان وليبيا وبين مصر والسعودية وبين تركيا والأكراد ... كلها أدلة تاريخية حقيقية تثبت كيف يفشل السياسي في الوطن العربي وتحترق كافة أوراقه السياسية فلا يجد إلا باستخدام أسلوب الفجور في الخصومة فيطلق الحاكم شعبه على الحاكم والشعب الأخر وكأنهم كلاب مدربة ادخرهم لهذا اليوم !!! ... وتلك الممارسة بالمناسبة حتى وإن حدث صلحا لكن الشحن بين الشعوب ظل 10 و 20 سنة حتى انتهى والبعض لا يزال باقيا لأنه تعمد خلق جيل يواكب لعنة الجيل القديم ... ولذلك وقعت الشعوب العربية "قديما" في مصيدة الجهل والإستغفال وكذب الإدعاء وتظليل الشعارات وكان ضحيتهم من كان يملك عقلا محترما ورفض الدخول في تلك المهاترات الصبيانية والتظليل الإعلامي الوقح ... فتم اعتقاله بتهم الخيانة والعمالة للخارج فصدق الأغبياء تلك التهم المعلبة والجاهزة مسبقا فأصبح الأمن في أوطانهم إن أطلق التهمة فهي المقدسة المصدقة فأصبحت موجة السفهاء والجهلاء التي أخذت في طريقها العقلاء وأهل الحكمة في طريقها ... ولاحظوا أن الدول التي عاشت وتعيش على الأكاذيب والشعارات والأوهام والطغيان فلم ولن تعرف لهم قائمة إلى قيام الساعة لأن الجهل لا مكان له على السطح فقط في القاع في الظلام الدامس يتخبطون ويلعن أحدهم الأخر ؟

بعدما استعرضت لكم الواقع المخزي الذي عاشته الدول العربية أعرج بكم إلى قلب دول الخليج والتي صدمتنا "بعض" شعوب الخليج بكم وحجم قلة الأدب والجهل والفجور في الخصومة والتي لم تستثني منها حتى أعراض النساء ... كل هؤلاء الأوباش نعرف أنهم مجرد قطعان من العبيد يساقون كسوق الأغنام لكن هناك أمر في غاية الخطورة حدث ولا يزال يحدث أمر سيحدث زلزالا فكريا واجتماعيا في قلب دولها ... وهي أن حكوماتهم صنعت في عقول شعوبها أنهم أهم كائنات على كوكب الأرض وأن دولهم لا أحد على وجه الأرض يستطيع النيل منها أو هزيمتها أو إخضاعها ... هي نفس عملية صناعة الجهل والغباء التي صنعها جمال عبدالناصر وصدام حسين في شعوبهم ولما توالت الهزائم والإنكسارات استيقظت شعوبهم على وهــــم العظمة والبطولات فدخلت تلك الشعوب بحالة من الذل والإنكسار لأقصى درجة ... هي نفس العملية التي كان يمارسها العرب قديما في تاريخهم السياسي فأصبحت "بعض" دول الخليج تنتهجها وبوحشية فجور كشف عن كم مرعب من الجهل وقلة الأدب لمن ينتمي لتلك الدول وتحديدا لمن هم على السطح ... فوقع المحترم والشريف والعاقل منهم ضحية لأبناء جلدته ووطنه ممن يملكون أسوأ درجات الخلق والأكثر جهلا والأوسع قباحة ... والنتيجة كانت تحطيم سمعة دول تعب من أجلها الكبار المؤسسون بعد جهد مضني ليؤسسوا دولا وكيانات إقليمية محترمة ليأتي اليوم وينسف سمعتها "خارجيا" سفهاء القوم من أرذل الخلق ... دون وعي ولا عقل ولا أدبا ولا خلقا بعدما زرعوا فيهم أكاذيب صوروا لهم أنها حقائق والنتيجة ستكون كارثية مزلزلة في المستقبل القريب ... فانتظروا ماذا سيحدث للفقاعة التي صنعوها ونفخوها وتذكروا مقالي هذا جيدا كيف ستكسر أنوف وكيف ستطأطأ رؤوس وكيف ستكون الخيبة وكم الخسائر لكن وقتها لن ينفع الندم أحد ولن تعيد الساعة عقاربها إلى الوراء وسيعرف وقتها من كان ناصحا ومن كان حاقدا ومن كان حكيما ومن كان لئيما ... وكل من شتم وسب وطعن وذم كتبت كلماته في سجله وسيحاسب عليها يوم لن يكون هناك سيدا ولا دولا ولا حكاما ولا أمنا ولا مخابرات فقط ملك الملوك ليقف كل منهم وقفة الذليل المهان ليقتص منه من شتمهم ومن طعن فيهم فردا فردا ... فافرحوا أيها السفهاء بأيامكم فما هي إلا بضع أشهر وبضع سنين وينقلب حالكم من وإلى وما قبوركم ببعيدة عنكم فابحثوا يومئذ عن من ينجيكم من حساب وعقاب رب العالمين ؟

هذا الزمان اللى تشيخ به الثور
والثور سمي ثور لو فيه ثوره
ويا ثور خلك ثور لا تلف وأدور
الخير له دوره وللشر دوره
وإنت بزمان الشك والحق والجور
والجور فوق الثور من كبر جوره
يستر العورات بعيونه العور
وإن جاب فيك العار لا تصير عوره
وإنت متكبر وإنت فاني ومطبور
وخليت دمان الرجال مهدوره
وإن كانك اطفي النور وتولع النور
الواحد المعبود نقنع بنوره
ومأجور يا الطيب ويا الطيب مأجور
ويا اللي فعوله ماضيه ومخبوره
ودنياك ما تنظر لميسر ومعسور
خلت يمينك واليسار معسوره
وللعسر جمهوره ولليسر جمهور
والعفن تكفي غيبته عن حضوره
والوقت له دبره وخبره وخابور
واليوم الأسود ما ترفرف طيوره
واللي بحاجه شور واللي معه شور
الشور الأول والأخير المشورة
والقدر عطه النار لحظات ويفور
وخذها دبل فوره وفوره وفوره

كلمات الشاعر : عوض بن خيران





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2019-01-21

ملاك العقارات ... مجرمين الكويت ؟


هذا الموضوع لا يقصد به التعميم لكن يقصد منه من يعنيه الأمر إن كان من الأمثلة التي سيتكون محل نقد لاذع في موضوعي هذا ... لذا اقتضى التنويه .

الموضــــــــــــوع
في 22-1-2014 كتبت موضوع واقتراح لحل مصيبة حلت على الكويتيين بعوان "حل المشكلة الإسكانية" وقد تطرقت لمشكلة المبالغة بارتفاع أسعار الوحدات السكنية بشكل يؤكد تواطؤ الحكومة ومجلس الأمة مع تجار العقارات ليصنعوا جبهة واحدة ضد المواطن والمقيم ... إنها يا سادة عصابة لا يوجد لها مثيلا في العالم تمارس أعمالها باسم القانون الخاضع المخلص الأمين يغيرون القوانين وفق ما يناسبهم وبما يخدم مصالحهم ... عصابة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ولو سردت تاريخ أكبرهم وأصغرهم وسألتهم : ماذا قدمتم للمجتمع الكويتي ؟ ... لا شيء ثم لا شيء ... أراضي تم الإستيلاء عليها منذ القدم فأصبحت اليوم بقيمة المليارات جاءت من الهواء وتوارثها الأبناء فأصبحت إمبراطوريات عقارية مرعبة ... عناوينهم "العرض والطلب - أسواق العقارات" تجلد الناس بالإيجارات المرتفعة لا تهدأ ولا ترحم والويل كل الويل لمن يتأخر شهرا واحدا فإن الطرد المهين المذل سيكون جزاء لمن يتحدى تلك العصابة ... كل القوانين تقف بجانبهم وكل المحامين يناصرونهم لا أحد يستطيع هزيمتهم على الإطلاق ومهما كنت وأيا كنت أعزب أم متزوج فقط تخلف عن دفع الإيجار الشيء القليل وانتظر قيامتك وطردك أنت وأسرتك في الخارج ويحجز على أثاث منزلك ويعرض رسميا وعلنا بالمزاد العلني وحجز على سيارتك وضبط وإحضار ومنع سفر ولم تبقى سوى روحك التي لو كانت بيدهم لانتزوها من جسدك ورموك في أقرب حاوية قمامة ... ممارسات تذكرنا بـ "بلطجية وفتوات" مصر القديمة عندما كان المجرم الساقط يفرض قانونه الخاص على محيطه لكن بشكل منظم وباسم القانون ولا تخف ولا تفكر فمبرراتهم جاهزة وحججهم موجودة وألسنتهم جاهزة لتجلد كائن من يكون من يخالفهم الرأي ؟
 
في 2019 طغت عصابات العقارات فأصبحت تبني شققا سكنية كأنها قبور الأموات صغيرة لدرجة يستحيل أكرر يستحيل أن تضع غرفة نوم كاملة بسبب صغر تصميم الغرف ... من منعهم ؟ لا أحد ... هل هناك قانون ينظم مساحة الشقق والغرف ؟ يخسأ القانون والمشرعين أن يجرؤ أحد منهم على أسيادهم ... مجزرة تحدث أمام مرأى ومسمع من الحكومة ومجلس الأمة والقضاء جريمة تحدث بحق الكويتيين برفع سقف قيمة إيجار الشقة بأسعار خرافية ... فأصبح راتب الكويتي يذهب منه أكثر من 50% على قيمة الإيجار مما يضع الموظف الكويتي تحت ضغط المادة المؤكد ... ونفس تلك العصابة اتفقت على عدم تأجير الكويتيين ولا يريدون إلا المقيمين لماذا ؟ ... لأن المقيم المسكين يسهل إخراجه من الشقة تحت ضغط التهديد والإبتزاز الساقط أما الكويتي فيلجأ للقانون الذي هو مؤكدا سيقف مع المالك لكنه على الأقل يكسب وقتا حتى يبحث عن بديل ... والمرأة المطلقة أو العزباء لا يتم التأجير لها إلا بشق الأنفس مما يؤكد أن عصابة العقارات قد وصلت إلى مرحلة من الإجرام لدرجة وكأن الكويت بلا حكومة وبلا مجلس أمة !!! ... أرقام فلكية للأراضي والعقارات تصور وكأن موقع الأرض أو العقار على جبال وشلالات ومناظر طبيعية وصفقات عقارية تصيب العقل بالذهول من هول أرقامها ... وتسأل نفسك : هل ما يحدث هو أمر مقبول وعقلاني أم هي جريمة بحق الكويت وشعبها وأجيالها التي تم تدميرها على يد تلك العصابات ؟ ... ماذا يعني أرض جرداء تصل قيمتها إلى 300 و 500 ألف دينار = 1.6 مليون دولار !!! ماذا يعني عمارات عادية تصل سجلات بيعها إلى مليون ومليونين دينار = 6.5 مليون دولار كأتفه رقم !!! ... عملية مجنونة حولت الشيخ إلى تاجر والتاجر إلى شيخ ليضعوا المواطنين على طاولة الذبح والتمزيق بلا ضمير ولا مخافة من الله مما يقترفونه ... ولا تخافون فأعذارهم في جيوبهم وحتى الفتاوي الشرعية في جيوبهم لأن وقت الحاجة والظرف والمصلحة حتى دين الله يجيرونه ويوظفونه لخدمتهم فقط كي يقنعوا أنفسهم فقط لكن الحقيقة واضحة وضوح الشمس ؟
 
السؤال الذي أظن وأعتقد أن كل الكويتيين يسألونه : متى تتوقف هذه الجريمة ؟ ومن يوقفها ؟ ... الجواب : لا أحد ولن يكون هناك أحد ... لأن "معظم" المسؤلين والتجار والأسرة الحاكمة وأغلب أعضاء مجالس الأمة هم أسياد العقارات وبالتالي لا أمل بوقف هذه الجريمة ولا يجرؤ أحد حتى أن ينظم سوق العقارات لأنه أمر أكبر من القانون نفسه ... والسؤال الأخر الذي لا أحد يجرؤ على إجابته : في أي قانون يمنع تأجير الكويتيين الشقق السكنية ؟ ومن يحاسب المالك الذي يرفض تأجير الكويتيين ؟ ... أيضا لا أحد وهذا دليل أخر على أن عصابة العقارات لا أحد يجرؤ أن يحاسبهم ... أيها السادة نحن أمام حالة اجتماعية تجارية شــــــاذة تمارس الجرائم جهارا نهارا أمام شلل كل سلطات الدولة السيادية "التنفيذية والتشريعية والقضائية" ... جرائمهم ضربت صميم شباب الكويت وممارساتهم كانت أحد الأسباب الرئيسية بتمزق الحالة الإقتصادية للمجتمع الكويتي وأحد الأسباب الرئيسية في حالات تفكك الأسر الكويتية وارتفاع معدلات الطلاق ... اللهم يا مالك الملك رب السموات السبع والعرش العظيم إني أسألك أن ترينا عجائب قدرتك بعصابات العقارات التي دمرت الكويت وأجيالها واستباحت أموال العامة بتواطؤ حكومتنا ومجلس أمتنا ... ويا من تتفاخرون بعقارات وأراضي الدنيا أبشروا ثم أبشروا بخصوم لكم يوم القيامة سيكون نجاتكم منهم ضربا من الخيال فاجمعوا المال الحرام وملؤا خزائنكم بالسحت فإن موعدكم القيامة ولعنة الله عليكم يوم ولدتم ويوم موتكم ويوم بعثكم أحياء ... وجزا الله خير الجزاء لمن اتقى وخاف ربه في الناس ولم يبخس الناس أشيائهم ولم يقبل مال الحرام ولم يتجبر على الناس بما يملك ؟
 
شاهد موضوع : حــل المشكلـة الإسكانيـة ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2019-01-17

ماذا تعلمتم من هذه المؤامرات التاريخية الصادمة 2


غزو العراق للكويت
الدكتور المصري "حامد ربيع" أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة القاهرة وأستاذ "النظرية السياسية" عمل مستشارا سياسيا لـ "صدام حسين" في 1979 ... كما عمل أستاذا في العلوم السياسية في جامعات الخرطوم وبغداد وروما وباريس ودمشق والجزائر والكويت والإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة ميتشغان الأمريكية ... في يوم من الأيام وهو يحاضر على طلبته في جامعة بغداد في فبراير 1988 سألهم هذا السؤال الذي كان سببا في اغتياله : العراق لو خرج من حربه ضد إيران وهو يمتلك 50 فرقة عسكرية "الفرقة العسكرية من 20 إلى 30 ألف جندي" فأين سيذهب العراق بهذه الفرق العسكرية ؟ فأجاب طلبته إجابات مختلفة ومتنوعة لم يكن أحدا منهم يقرأ كقرائة الدكتور المحاضر فقال "العراق سيقضم إحدى دول الجوار وأرجح الكـــــــويت" ... فتم اعتقال الدكتور بعدها من قبل جهاز الأمن العراقي وتم منعه من السفر ثم تم تهريبه من العراق إلى الكويت ومن ثم إلى القاهرة حيث لقى مصرعه بسبب عملية اغتيال "بالسم" لم يصمد أمامها سوى ربع ساعة ثم انتقل إلى رحمة الله في 1989 ... وتتضارب الأقوال التي تقول أن جهاز المخابرات العراقي هو من اغتاله وقول أخر يتهم الموساد الصهيوني الإسرائيلي باغتياله بسبب عدد دراساته ضد الكيان الصهويني ... نأتي الأن على أمر من المهم أن نضعه على طاولة البحث والتحليل لنسأل : لماذا الطاغية صدام حسين في الأزمة التي افتعلها قبل الغزو العراقي خصّ الكويت والإمارات فقط وحصريا واستثنى السعودية من الإتهام بتعمد إغراق الأسواق العالمية بالنفط حتى تهبط الأسعار العالمية إلى أدنى مستوياتها ؟ ... علما أن أسعار النفط العالمية في 1988 بعد خروج العراق من الحرب ضد إيران كانت 14 دولار و 24 سنت وفي عام 1989 كانت 17 دولار و 31 سنت ... ويلاحظ من خلال جداول وإحصائيات منظمة أوبك أن أسعار النفط أثناء الحرب "العراقية الإيرانية" من سنة 1981 إلى 1985 كانت الأسعار تتراوح ما بين 34 و 27 دولار ... لكم ما بين سنة 1986 إلى 1990 تراوحت ما بين 13 و 22 دولار ... فهل كان هذا الإنخفاض تم بسبب الضغط على العراق وإيران وإفلاسهما وبالتالي يكون الإفلاس عامل ضغط سياسي لإيقاف الحرب بينهما ؟ ربما هذا مرجح لكنه ليس سوى فرضية تحليل وليس دليلا قاطعا ... وبالعودة لسؤالي لماذا تم تخصيص الكويت والإمارات بتوجيه اتهام العراق لهما حصريا بإغراق أسواق النفط بالرغم من أن السعودية هي سيدة النفط التي تمتلك قوة نفطية أكبر من الكويت والإمارات والعراق مجتمعين ؟ هذا هو السؤال الذي ليس له إجابة على الإطلاق لعدم قربنا من قصور الحكم المعنية وبالتلى عدم اطلاعنا على خفايا هذا الأمر ... الأمر الأخر في كتاب "الأمر لا يحتاج إلى بطل" لقائد قوات التحالف الدولي في حرب تحرير الكويت الجنرال "نورمان شوارزكوف" يكشف في كتابه عن فقرة في غاية الأهمية فيقول "أما في الكويت فإن صديقي الميجور جنرال "مزيد الصانع" والميجور جنرال "جابر الخالد الصباح" وضعا القوات الكويتية في حالة الإنذار القصوى ونشرها في موقع دفاعية شمال مدينة الكويت وهي خطة سبق لي أن اطلعت عليها في العام المنصرم إلاّ إن أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح اعترض ملغيا القرار وأعاد القوات إلى ثكناتها وافترض الأمير استنادا إلى خبرته أن بالوسع استرضاء صدام بالنقود" ... خطة اطلع عليها العام المنصرم !!! أي عام 1989 كانت هناك خطة عسكرية دفاعية كويتية فعليا وضعت بسبب توقعات لاحتمالية التهديد العراقي !!! ... هذه الفقرة لماذا تم التستر عليها ولم يصرح بها أحد في لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو العراقي في مجلس الأمة ؟ ولماذا بيان لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو العراقي في الجانب العسكري الكويتي تم التستر عليه ولم يسمح بنشره وحظر اطلاع العامة على محتواه ؟ ... وفي الجانب الأخر كشف الشيخ الراحل "سعود ناصر الصباح" الذي كان يشغل منصب سفير الكويت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1990 من أنه كان يجلس في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وكانت القوات الأمريكية في وضع الإستعداد والإستنفار في قواعدها في كل من "الأردن والسعودية"  للإنتقال إلى الكويت خلال أقل من 9 ساعات ... وكان يجلس بجانب "الخط الساخن" ينتظر موافقة وزير خارجية الكويت آنذاك سمو الأمير الحالي الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" والذي كان سموه كان يدفع بقوة وبشدة لطلب القوات الأمريكية لكن "الشيخ جابر والشيخ سعد" رفضا طلبه وإلحاحه ظنا من أن المفاوضات "الكويتية العراقية" التي كانت تجري في السعودية ستؤتي ثمارها فحدثت كارثة الغزو ... كل ما سبق يضعنا في كومة من الألغاز السياسية المحيرة والتي تذهب بالعقل إلى نظرية المؤامرة بشكل كبير مما توحي إلينا الأحداث أن كان هناك مخطط لتسليم الكويت إلى العراق كـ "قميص مكوي جاهز للبس" وتوريط الشعب الكويتي مع طاغية ومجرم العراق ... ناهيكم عن شهادة وزير خارجية الأردن الأسبق "مروان القاسم" والذي أفاد "بتشبيه وإيحاء شديد" بأن مصر كانت على علم مسبق بالغزو العراقي وأنها دفعت إلى التصعيد السياسي وغيرت موقفها بعدما تأكدت من قوة وإصرار الموقف الأمريكي والبريطاني بعد 72 ساعة من الغزو فانقلبت على حلفائها في "مجلس التعاون العربي" والذي كان يضم كل من "مصر والعراق والأردن واليمن" ... والأمر الأخير في هذه الفقرة أن الكويت أعدت ملفات ضخمة جدا ومهمة للغاية تحتوي على أدلة وإثباتات وشهادات وقرارات مكتوبة طباعة وبخط اليد وكانت هذه الملفات تم جمعها والإعداد لها لتقديم جلاوزة النظام العراقي المجرمين إلى محكمة العدل الدولية بتهم جرائم الحرب التي جرت في الكويت ... فأين تلك الملفات ومن أوقف هذا المسعى وأسباب ذلك ؟ ... وألفت عنايتكم أن 70% من كبار ضباط الأجهزة البعثية العراقية والأمنية والمخابراتية من أقذر أنواع البشر من المجرمين قد فروا من العراق واتجهوا إلى "أبوظبي ودبي ولبنان وقطر ومصر وسوريا والأردن" وفلتوا من الحساب والعقاب بسبب قرار سياسي كويتي لا مبرر له سوى أنه يضاف إلى كم الألغاز الكويتية التي توحي لنا أن مؤامرة الغزو لا يستبعد أن يكون مخطط أمريكي كويتي أعد مسبقا وليس جريمة طاغية فحسب ؟
المعارضة العراقية التي فرطنا فيها
بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم في 26-2-1991 دخل العراق في بداية النهاية بهزيمة عسكرية مهينة مذلة بوثيقة استسلام عسكرية رسمية + خسائر سياسية خارجية فادحة + حصار دولي اقتصادي خانق + سوء سمعة دولية شنيعة + تدمير بنية تحتية واسعة + خسائر اقتصادية قاتلة ... كلها معطيات ومحفزات حولت العراق في عهد طاغية بغداد بأن تكون أرض طاردة منفرة فبدأت عمليات الهروب الواسعة لسياسيين وعسكريين ومدنيين بدأت في 1993 ونشطت في 1995-1996... وكانت المعارضة العراقية في الخارج هائمة على وجهها لا تجد من يحتضنها سياسيا وماليا ولا أحد يستطيع أن يجمعها وينظمها ... والتوجه السياسي الكويتي كان نشطا للغاية دوليا دافعا ومنشطا ومحفزا المجتمع الدولي على إسقاط النظام البعثي في العراق مهما كان الثمن ... بدليل أن الكويت قد شاركت فعليا في مؤتمر المعارضة العراقية والذي عقد في لندن في 2002 واستضافت الكويت على أرضها مؤتمر المعارضة العراقية في 2001 وعقد المؤتمر في فندق "شيراتون الكويت" ... وكانت المعارضة العراقية مشتتة ومنقسمة لكنها كانت لا تعصي أمرا لأمريكان وإيران فأمريكا مرجعية أمنية سياسية وإيران مرجعية دينية عقائدية ... وهنا الخطأ الإستراتيجي الذي وقعت فيه الكويت والسعودية بأنهم أداروا ظهورهم للعراق ولم يتدخلوا إلا "صوريا" وكان بالإمكان أن تكون إقامة كل أقطاب المعارضة العراقية في داخل الكويت والسعودية لقيادتها وتوجيهها لضمان عدم خطف إيران للقيادة العراقية برمتها مستقبلا كما هو حاصل اليوم ... لكن أظن وأعتقد أن الفكر السياسي في السعودية وهي مركز الثقل السياسي والكويت والمعنية في الأمر ارتعبا من احتضان المعارضة العراقية لقوة علاقاتهم مع النظام الإيراني مما قد ينعكس سلبا على الجبهة الداخلية لكلا الدولتين أو يسبب خرقا أمنيا يكون مدخلا لإيران في دولهم ... وفي كل الأحوال تلك المبررات إن كانت في محلها فهي مبررات لا تقاس بمدى الضرر الذي تعانيه ليس الكويت والسعودية فحسب بل كل دول الخليج من ضياع العراق وخطفه من قبل إيران اليوم بسبب سوء تقدير سياسي كلف خسائر عظيمة تجلدنا أيامنا هذه بسببها ... فوضعت المعارضة العراقية في الجيب الخلفي الأمريكي وقادتهم وقدمتهم على طبق من فضة إلى إيران ومنحت أمريكا لإيران فرصا وخدمات لا يمكن تفسيرها إلا أنها خانت دول الخليج ... وقوضتها وأطلقت العنان لإيران لحصد مكاسب توسعية لم تحلم بها طهران في تاريخها الحديث على الإطلاق مما تعطينا تلك الإشارات أن أمريكا وإيران حلفاء في السر أعداء في العلن ؟
 
الإجتياح الأمريكي للعراق وسقوط النظام البعثي
لما سقط النظام البعثي المجرم رمت إيران بكل ثقلها في العراق فاستوطن العراق أكثر من 4 ملايين إيراني خلال 3 سنوات فقط وتحديدا من سنة 2003 إلى 2006 ... وبدأ التفاهم الأمريكي الإيراني بشكل خرافي صادم وبدأ التغيير الديموغرافي في الهوية العراقية فأصبحت الطائفية والأحزاب هم الرقم 1 في المعادلة العراقية وتم تهميش السنة والأكراد وباقي الأقليات ... لكن من المهم بمكان أن نفهم الإجتياح الأمريكي للعراق كيف أصبح الأمريكان والإيرانيين حلفاء جمعتهم مصلحة العراق ؟ ... بمعنى أمريكا خطفت وكسبت حليفا استراتيجيا مهما من روسيا ومسكت ما يكفي لإذلال أي سياسي عراقي معارض كان في الخارج ليكون له شأن في الداخل وإيران ضمنت العراق "دينيا وعقائديا" مع قوة تمكنها لأخذ العراق في صفها سياسيا في معادلة معاكسة لا يمكن تفسيرها سوى أن ما حدث كان دعما أمريكيا مطلقا لإيران على حساب دول الخليج ... فلو أردنا أن نحلل الأمر عقائديا فإيران يجب أن تكون هي التابعة للعراق وليس العكس لأن مراقد آل البيت عليهم السلام توجد في العراق وليس في إيران فكيف العراق أصبح هو التابع ؟ ... ناهيكم أن إيران وضعت مخططا شيطانيا بعمليات تفجير لم يشهد لها العراق من قبل قط تمت بأيادي إيرانية لتنسب الأعمال الإرهابية للطائفة السنية فيزداد حقد الشيعة فيشعرون بحاجتهم لإيران وهذه حقائق مثبتة بل وشهد عليها شيعة كثر ناهيكم عن صناعة إيران لصورة إعلامية إرهابية لطائفة السنة ... مع ملاحظة في غاية الأهمية أن هذه الأعمال الإرهابية قد أضرت بالتواجد الأمريكي ضررا بالغا عسكريا وسياسيا ومع ذلك صمتت أمريكا عن إيران صمت الحليف للحليف ... مما ترمينا عقولنا مرة أخرى بأن عداء أمريكا لإيران هو عداء مصطنع فهم في العلن ما صنع الحداد وفي السر هما على فراش الزوجية ... والأهم مما سبق أن الجيش الأمريكي وأجهزته الأمنية العليا مثل "FPI +CIA" قد وثبوا ووكزوا على أسرار الجيش العراقي بشكل مسعور ومجنون ليضعوا أيديهم على أدق أسرار الأجهزة الأمنية والهيكلة السياسية لنظام الحكم البائد ... فيقول ضابط المخابرات العراقي "سالم الجميلي" في شعبة أمريكا "لقد استغرق منا حرق الملفات والأوراق شديدة الأهمية والسرية 4 أيام متواصلة وقد حقق معي كل أجهزة الأمن الأمريكية بمختلف أنواعها وأشكالها طيلة 9 أشهر متواصلة وكانوا يريدون معرفة من هم مصادر معلوماتنا في أمريكا وأوروبا" ... وعندما قال 4 أيام متواصلة يجب أن نفهم تلقائيا عن الكم المرعب والمهول لما تم حرقه من أسرار الله يعلم ماذا كانت ستفعل وتغير لو خرجت إلى العلن وربما نفس هذا الضابط يكذب ويحتال مع عدم استبعاد أنه يحمل نسخا من أخطر درجات أسرار العراق ... وهذه نقطة أخرى تؤخذ على الخليجيين الذين تركوا مثل هذه الكنوز تذهب سدى دون أن يحصلوا على شيء يستحق الذكر ولم يضمنوا أحدا من المعارضة العراقية بل الكل وقف متفرجا وكأن الأمر لا يعنيهم ... وكل ما كان يشغل الكويت هو إسقاط نظام مجرد بغداد دون أي اهتمام عن كم الكنوز التي يمكن أن تنفع الكويت مستقبلا بل من هم جواسيس العراق في الكويت الذي صنعهم النظام البائد والذين ربما يتخفون بيننا إلى يومنا هذا باسم الوطنية كمواطنين شرفاء وهم في حقيقة الأمر خونة وأنجاس وعملاء للنظام العراقي العفن ؟
من بعد الكويت والعراق

عندما عرجت بكم من الحرب العراقية الإيرانية إلى غزو الكويت إلى تحريرها إلى غزو العراق وإسقاط نظامه المجرم إلى احتلاله ... وتمكين إيران من القرار السياسي العراقي والقبضة الإيرانية التي هيمنت على المجتمع العراقي خرجت وزيرة خارجية أميركا السابقة "كونداليزا رايس" في 2005 بمصطلح سياسي جديدة أطلقت عليه "الفوضى الخلاقة" وراحت تسوق له في وسائل الإعلام المختلفة وفي 2006 ومن قلب عاصمة الشيطان "تل أبيب" أطلقت تصريحها المزلزل عندما قالت "سنصنع شرق أوسط جديد لنشر الديمقراطية" ... وأتذكر أن الإعلام العربي تعاطى مع تصريحاتها بسخرية واسعة وخرج المحللين السياسيين بتحليلاتهم على القنوات الفضائية وهم يؤكدون أن ما تقوله الوزير هو هذيان سياسي لا يتوافق مع الواقع على الأرض ... وما هي إلا 5 سنوات إلا والربيع العربي يشتعل في تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم سوريا ثم اليمن فعاد نفس المحللين السياسيين لإعادة تحليل ما يجري دون أدنى حياء من تحليلاتهم السابقة ... وبلا أدنى شك أن الربيع العربي كان مخطط "أمريكي إسرائيلي بتنفيذ قطري" تجمدت كل دول الخليج ولم تقف دولة واحدة ضد قطر "آنذاك" لتوقف مهزلتها وجرائمها التي تواطئت فيها مع الإدارة الأمريكية في عهد "أوباما" ... ولم يتحرك أحد من كل الدول العربية ليعترض على أمريكا أو يحتج أو يسحب سفيره لدى واشنطن الكل كان خاضعا صامتا "وربما" كان المخطط بعلم وموافقة "بعض" الدول الخليجية لم لا ؟ ... فتم تحطيم العراق وسوريا وليبيا ومصر وإلى يومكم هذا لا تعتبر قوة عسكرية تستحق الوثوق فيها بل كل إعلامها ما هي إلا دعايات كاذبة لا أساس لها من الصحة على الإطلاق ... لأن الوقائع والحقائق تقول لكم أن بعد تاريخ 11-2-2011 كان إسرائيل هي من تسيطر وتحمي الحدود المصرية بالكامل بريا وبحريا من صوب سيناء ... وبالتالي كل ما حدث صب في مصلحة الكيان الصهيوني المحتل "إسرائيل" التي أثبتت الأزمة السورية أن كل من كان له يد بجرائمها سياسيا وجنائيا وعمليا على الأرض جميعهم ودون أي استثناء كانوا عملاء لإسرائيل وخونة لله ورسوله وكتاب الخالق عز وجل وشريعته ... أشعلوا سوريا عن بكرة أبيها وإسرائيل التي كانت بالقرب منهم على بضعة كيلو مترات لم يجرؤ مجرم واحد أو خائن واحد على إزعاجها ولو بطلقة واحدة ... لتتضح الأمر بعد سنوات أن الربيع العربي ما كان من أجل الثورة على الظلم والإستبداد بل كان مخططا ضد الإسلام وبروفة تم التأكد من عمالة العرب لإسرائيل ... فبعد الربيع العربي انتهجوا سياسة "حماية أنظمة الحكم" ومنع سقوط أيا منها فبقدر ولائك لروسيا وأمريكا وإسرائيل بقدر ما ستتوفر لك حماية عرشك ولو ارتكبت الفظائع ضد شعبك ... هذه هي الإستراتيجية التي نعيشها منذ 2017 ففتحت "أغلب" الدول العربية والخليجية أبوابها للكيان الصهيوني بتعاملات رسمية واجتماعات سرية بشكل تُحقّـر الشعوب المغلوب على أمرها والتي تساق بالحديد والنار ... فأصبحت الخيانة سياسة والعمالة تطورا وعدم الحياة حداثة والعين الصلفة سلطة واستحقار الشعوب مبدأ وإسرائيل واقع !!! ... كل ذلك أصبح واقعا ونعترف بحقيقة الأمر أنه واقع لكن دون إرادة من الشعوب والتي تلقائيا لن تكون مهيأة لأي دفاع عن أوطانها مستقبلا لأن إدارة البلد لم تحترم رأي الشعب والحكومات داست على كرامات شعوبها وتلك عملية في المفهوم العسكري تؤدي إلى "ضرب الروح المعنوية" بالصميم فلن تجد مقاتلا يقاتل بقناعة وبروح عالية شرسة ... ناهيكم أن برمجة الشعوب ذاتها تتفاعل مع محيطها الإقليمي في مواقع التواصل الإجتماعي فأصبح الخزي والعار يسبب حرجا مؤلما للكثيرين من انبطاح حكومتهم للكيان الصهيوني + تصريحات الإعلاميين والسياسيين الإسرائيليين تتعمد إهانة العرب قادة وحكومات وشعوبا ولن ترهقوا نفسكم كثيرا في البحث عن أدلة تؤكد ما أقول عبر مواقع التواصل الإجتماعي في حسابات الإسرائيليين ... كل ذلك يجب تحليله في الفهم والإدراك المستقبلي أن سقوط "بعض" الدول العربية سيكون أسهل مما تتخيلون لأن الجبهات العربية الداخلية هشـــــة وضعيفة بل وممزقة ولا تحتاج أكثر من تدخل خارجي بسيط فتسقط الدولة تلو الأخرى ... وهذه نتيجة جدا طبيعية عندما يتم تجاهل الشعوب في مطالبها + الضغط المستمر على الحريات وقمعها في عصر المعلومة والتكنولوجيا زاد من احتقان الشعوب ونقمتها على حكوماتها + عدم أخذ العبر والدروس المستفادة من الربيع العربي الذي حدث + الشعوب العربية رافضة أي تعاون مع الكيان الصهيوني فتم إكراهها وإجبارها وهنا أنت صنعت كما من الأحقاد لا أحد يعرف حجمه ومقداره سوى رب العالمين سبحانه ... ولذلك أصبح طلب اللجوء السياسي لعشرات الآلاف من العرب والخليجيين أمرا طبيعيا ومألوفا ولم نكن نشهد ارتفاع وتيرته بهذا الشكل المضطرد بالإرتفاع والذي تعدى قرع طبول الخطر وقرع أجراس الإنذار لتنتبه المجتمعات العربية والخليجية أن جبهاتها الداخلية قد تأثرت وتضررت بشكل واسع يتطلب تدخلا عاجلا سريعا ... لكن لم يحدث سوى الإستهزاء والإستحقار والمكابرة وصلف العناد فأخرجوا توصيف سياسي وطني كاذب بأن كل من يعارض حكومته فهو من الخونة وعملاء الخارج والحقيقة أن تلك المصطلحات بعيدة كل البعد عن حقيقة الأمر بتدليس الحكومات وتعود أكاذيبها ... وفي الماضي كنا نعيب ونشجب ونستنكر جرائم حزب البعث المجرم من شدة قذارة أفعاله لكن اليوم يا ترى كم دولة وحكومة تفوقت على النظام البعثي البائد بألف مرة من هول أفعالها ؟
هل تعلمنا ؟ كلا
إذن فلننتظر الأيام والأقدر حتى ننال جزاء جهلنا 








دمتم بود ...



وسعوا صدوركم






2019-01-16

ماذا تعلمتم من هذه المؤامرات التاريخية الصادمة 1

هذا التحليل بأجزائه يعتمد على واقع التاريخ لمخطط الكل واقع فيه تحت تأثيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية لا يستهدف دولة بعينها بل يستهدف منطقتنا الشرق أوسطية بما فيها دول الخليج والذي يجب فهم وإدراك من أين ومتى بدأ وإلى أين سينتهي بنا هذا المخطط الشيطاني الذي مزقنا تمزيقا فاضحا معيبا دون أي فهم لحقته التاريخية ... لذا اقتضى التنويه .

الموضــــــــــوع
من عيوب الفكر السياسي العربي والخليجي أنه يتعامل مع الأحداث بنظرية الفعل وردة الفعل والمكاسب الوقتية فتضربه نشوة النصر "الظرفي - الوقتي" فيغيب عن الإدراك السياسي ... هذه الحالة الشاذة في الصناعة السياسية وتعاملاتها غالبا ما يكون أصحابها أبطال من ورق ذوو أنفس قصيرة في الصبر وتلك ميزة "المراهقة السياسية" ... ولو أردنا أن نعكس هذا التحليل ونسقطه على واقع الأرض وتحديدا على بعض الحكام فإن أول متهم سيكون ليس الحاكم بشخصه وصفته بل بطانته من المستشارين وأصحاب الرأي ونوعية تعاطيهم مع البحوث والدراسات السياسية ذات بعد النظر الثاقبة في التحليل مع عدم استبعاد فرضية أن ربما يكون لدى الحاكم ترسبات تكون بفعل تجاربه الشخصية ... ويكون سبب هذا الإتهام للبطانة أن التكوين السياسي في المنطقة من بعد سقوط الدولة العثمانية في بدايات العشرينات من القرن الماضي قد اختلف 180 درجة فبالأمس كان الخليفة يرضع منذ صغره شؤون الحكم ويولى على مقاطعات كبيرة وهو في سن المراهقة ... بعكس التقسيم وفق المخطط الذي نعيشه في منظومة دول الشرق الأوسط الذي لا يستطيع أن يتحرر من التبعية الأجنبية حتى وصلت الأمور إلى التحكم بالقرار الخارجي للدول بشكل يفوق التصور ... ولذلك لا عجب أن نرى هشاشة أي تجمع عربي وهزيمة أي منظومة عسكرية عربية ولو بحثت في عمق الخلافات "العربية - العربية" لاكتشفت أنها خالية من أي منطق أو عرف أو مفهوم سياسي صرف بل كلها خلافات أساسها الشخصانية بنسبة لا تقل عن 80% والبعض وصل بالشخصانية إلى حتى 500% ... لذلك الأمريكان والأوروبيين "السياسيين والأمنيين" تستطيع أن تطلق عليهم شياطين الأرض من قوة بعد النظر السياسي الذي يملكونها + الإرادة الخرافية في البحث والإستقصاء والمطاردة الأمنية ... فلو أرادوا متهما إرهابيا فإن الأيام والسنوات لن توقفهم ولن تثنيهم عن البحث فيستمرون بالتحليل والبحث والمطاردة لسنوات وسنوات وهذه العمليات أثبتت جدواها ونجاحها باصطياد أكثر من 90% من المطلوبين لديهم ... مع الأسف الشديد فإننا في الكويت والخليج لا نملك مراكز دراسات وبحوث موثوق فيها أو بالأحرى يسمح لها بالتحليل والتخطيط السياسي لأن "مشيخة الخليج" لم تتعود أن تسمع أو تأخذ بالنصيحة سوى من الأجنبي لعدم ثقتها بالمواطن ... وهذا ما يسبب الفوضى السياسية بين الحكومات والدول لأسباب لا ترقى إلى العقل السياسي الفذ ولذلك تفهم الخلافات بينهم على أنها خلافات شخصية ولا تمت للسياسة بأي صلة ؟

لو سألت أحد ما من الكويتيين أو الخليجيين أو حتى العرب : هل قرأتم وبحثتم في أسباب الغزو العراقي على الكويت ؟ وكم أخذتم من الوقت بحثا وقرائة وتوثيقا ؟ ... الإجابة التلقائية ستكون "نعم" لكن في حقيقة الأمر 98% لم يعرف سوى القشور الظاهرة من الأمر من خلال إما ما عاشه من تجربة الغزو أو ما تيسر له من أفلام وثائقية ... والحقيقة الصادمة أن الوقت المستغرق للبحث والتقصي لهذا الأمر يأخذ أكثر من 20 سنة في البحث عن أسباب وأسرار الغزو ثم أسباب وأسرار تحرير الكويت ثم أسباب وأسرار سقوط نظام طاغية بغداد ... ثم انفجار كم المعلومات والشهادات العراقية عن أدق أدق أسرار كل هيكلة النظام العراقي والكنوز السياسية والعسكرية التي تخرج من تلك الشهادات من قبل القيادات نفسها ... وأنا ممن ظل سنوات طويلة يبحث ويقرأ ويشاهد ويحلل كل ما جرى لكني لم أنشر كل عمليات البحث لقناعتي أن الأيام والسنوات تحمل الكثير من المفاجآت وبالفعل ما كان في ظني كان حقيقة وصوابا ... فكل ما يحدث في منطقتنا الخليجية والشرق أوسطية له ارتباط وثيق بدأ أولا من الحرب العراقية الإيرانية ثم بغزو الكويت ثم بتحريرها ثم بغزو العراق ثم بالإحتلال الإيراني للعراق ثم سوريا والملعب القادم في دول الخليج وإيران ... ولذلك أعتذر مقدما لقرائي الكرام لأني أجد نفسي مضطرا بالإسهاب المطول في هذا التحليل والذي سيتم حفظه ليكون مرجعا مستقبليا كأدلة وكوجهة نظر تحليلية إن شاءالله تكون صحيحة ؟

صدام حسين من عميل للمخابرات الأمريكية إلى رئيسا للعراق
كل الأدلة تؤكد أن عفن اللحود "صدام حسين" كان عميلا لـ .C.I.A ... فصدام حسين صنعته المخابرات الأمريكية ليكون الحزب البعث العربي الإشتراكي الذي أسسه المسيحي "ميشيل عفلق" ندا وعدوا للإشتراكية السوفيتية آنذاك بدليل أن عملية محاولة اغتيال "عبدالكريم قاسم" تمت بعلم وموافقة وتنسيق مع المخابرات الأمريكية ... يقول "عادل درويش" الخبير في شؤون الشرق الأوسط، ومؤلف "بابل غير المقدسة Unholy Babylon" : إن هذا الأمر "محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم" جرى بمعرفة تامة من .C.I.A وإن من كلفته .C.I.A بمتابعة العلاقة مع "صدام حسين" كان طبيب أسنان عراقي يعمل لصالحها ولصالح الإستخبارات المصرية النقيب "عبدالمجيد فريد" مساعد الملحق العسكري بالسفارة المصرية في بغداد وكان يزوِّد "صدام حسين" مالاً وهو من دفع إيجار الشقة من حسابه الخاص في ببغداد على شارع الرشيد تواجه مباشرة مكتب "عبدالكريم قاسم" في وزارة الدفاع لمراقبة تحركاته وقد أيّد ثلاثة موظفين أميركيين كبار سابقين هذه المعلومة ... أما الحكاية الثانية فتتحدث أن صدام أثناء وجوده في مصر في الفترة من 1960 إلى 1973 كان هناك موظف حكومي أميركي سابق يعرف "صدام حسين" فيقول : حتى ذلك الوقت لم يكن شيئاً كان شقياً قاطع رقاب "He was a thug-a cutthroat" في القاهرة سكن "صدام حسين" في شقة بحي الدقي الغالي آنذاك وكان يقضي وقته في لعب الدومينو بمقهى "الإنديانا" تحت مراقبة رجال المخابرات الأميركية والمصرية ... يقول موظف أميركي كبير سابق : في القاهرة كنت أذهب غالبا إلى "مقهى جروبي" في شارع عمـاد الدين باشا وهو مكان أنيق يرتاده الموسرون صدام لن يكون حضوره مناسبا هناك "الإنديانا" ملعبه ... لكن "صدام حسين" في تلك الفترة كان يزور كثيرا السفارة الأميركية حيث خبراء .C.I.A مثل "مايلز كوبلاند" ومسؤول المحطة "جيم إيجلبرغر" يقيمون هناك ويعرفون "صدام حسين" بل أن رجال .C.I.A المكلفين بأمر صدام دفعوه إلى أن يطالب المخابرات المصرية بزيادة مخصصاته المالية وهو أمر لم يعجب المصريين لأنهم يعرفون علاقته بالأميركيين ... في شباط "فبراير" 1963 قتل "عبدالكريم قاسم" في انقلاب بعثي كانت .C.I.A وراء الإنقلاب وقد كان الرئيس الأميركي "جون كنيدي" وافق على الأمر وفي البداية ادعت المخابرات الأميركية أنها فوجئت بالأمر لكنها سرعان ما شمّرت عن أذرعتها وزودت البعثيين وحرسهم القومي ذوي الرشاشات قوائم بأسماء الشيوعيين فتعرض هؤلاء للسجن والاستنطاق والقتل في جنون من إعدامات سريعة ... أما القتل الجمعيّ فكان يتم في "قصر النهاية " بإشراف من "صدام حسين" ... قال موظف سابق في وزارة الخارجية الأميركية : بصراحة كنا مبتهجين للتخلص منهم أنت تريد لهم محاكمة عادلة ؟ هل أنت تمزح !!! ... وفي ذلك الحين صار "صدام حسين" رئيس "الجهاز الخاص" جهاز المخابرات السري لحزب البعث العربي الإشتراكي ... اما الرواية الثالثة فصدام زار السفارة الأمريكية في الأردن في مساء شهر يناير 1979 ومكث فيها ما يقارب 4 ساعات وبعدها بأسابيع نفذ الإنقلاب "السلمي" على الرئيس العراقي "أحمد حسن البكر" في فبراير 1979 وأصبح رئيسا للعراق ... ناهيكم أن السفارة الأمريكية في بغداد في عهد "صدام حسين" كانت من أنشط السفارات هناك وكانت تمده شبه يوميا بخرائط الأقمار الصناعية للتحركات الإيرانية على الجبهة بتمويل خليجي ... ولو كان هناك سؤال : كيف كان صدام عميلا للأمريكان وانقلبوا عليه ؟ ... فستكون الإجابة أن شاه إيران كان حليفا موثوقا به لدى الأمريكان وباعوه وأسامة ابن لادم كان من أنشط عملاء المخابرات الأمريكية وباعوه ورئيسة وزراء باكستان السابقة "بينضير بوتو" كانت عميلة للمخابرات الأمريكية وتم اغتيالها عبر المخابرات الباكستانية وحركة طالبان صناعة أمريكية وباعوها وداعش صناعة أمريكية وباعوها وقائمة تطول تؤكد أن أمريكا تتلاعب بالجميع ولا عهد ولا وفاء لها بالجميع سوى إسرائيل فقط ؟

الخميني من عميل للمخابرات الأمريكية إلى رئيسا لإيران
بينما كان الخميني في محبسه في منطقة "قيطرية" في طهران في سنة 1963 وبعيدا عن عيون المخابرات الإيرانية في عهد الشاه "السافاك" ... بعث الخميني برسالة إلى الرئيس الأمريكي "جون كينيدي" عبّر فيها عن دعمه للمصالح الأمريكية في إيران جاء ذلك بحسب "بي بي سي فارسي" في مستندات C.I.A السرية تحت عنوان "الإسلام في إيران" ... وكانت هذه المستندات محفوظة في الأرشيف الوطني الأمريكي بسرية تامة في تقرير مطول للسفارة الأمريكية في طهران مؤلف من 81 صفحة يحتوي على رسالة الخميني من بين تقارير بحثية أخرى أيضا عن آية الله الخوئي وآية الله شريعتمداري ... وتتحدث وثيقة الخميني في نوفمبر العام 1963 أرسل الخميني رسالة إلى الحكومة الأمريكية عبر الحاج "ميرزا خليل جامرائي" الأستاذ في كلية اللاهوت في جامعة طهران والسياسي المقرّب من المجموعات الدينية ... وفيها توضيح أنه لم يعارض المصالح الأمريكية في طهران بل على العكس فقد عبر عن اعتقاده بأن الوجود الأمريكي كان ضرورياً لإحداث توازن ضد الإتحاد السوفياتي والنفوذ البريطاني المحتمل ... وفي الرسالة شرح الخميني اعتقاده بضرورة التعاون الوثيق بين الإسلام وأديان العالم خصوصا المسيحية ... وفيما بدت إيران على مشارف حرب أهلية أثناء الإنقلاب على "شاه إيران" في 1979وهذا ما أثار المخاوف الأمريكية على السلاح الموجود في طهران وعلى آلاف الخبراء العسكريين هناك وعلى مستقبل النفط والمصالح بشكل عام ... لكن الخميني أرسل إشاراته الخاصة إلى واشنطن عبر فرنسا ليطمئنها إلى أن النفط لن يتوقف في المقابل أرسل كارتر برسالة إلى فرنسا وطهران ليؤكد على الرغبة بإنشاء علاقات مباشرة مع محيط الخميني في وقت كانت واشنطن تتخوف من الظهور أمام حلفائها بأنها تخلت كليا عن "الشاه الصديق القديم" ... كما طمأن الخميني إلى أن النفط سيستمر بالتدفق إلى من يشتريه بالسعر المناسب باستثناء إسرائيل وجنوب أفريقيا ولتطوير البلاد الحاجة قائمة إلى الخارج والأمريكيين تحديداً ... وكتب الخميني أنه "لن نلعب دور الشرطي للخليج كما كان يفعل سلفه الشاه ولن ندعو السعوديين والكويتيين إلى أن يحذوا حذونا" بينما قال المحيطون به إن التواصل مع روسيا الملحدة أصعب فالأمريكيون مسيحيون ويؤمنون بالله "تقرير : هيفاء زعيتر" ... كل ما سبق في ما سبق في فقرة الخميني يل صحيحا بل أقل من الصحيح بكثير وتدعم ذلك فضيحة "إيران كونترا" وهي فضية شحن أسلحة صواريخ من إسرائيل إلى إيران مباشرة أثناء الحرب العراقية الإيرانية بشكل سري لمدة 4 سنوات متواصلة + شحن مبلغ بقيمة 1.2 مليار دولار سلمت لإيران لحساب تاجر سلاح إيراني يدعى "قرباني فر" بعدد أكثر من 4 شحنات أسلحة من إسرائيل إلى إيران مباشرة بعلاقات سرية من 1981 إلى 1984 حتى فضحت القضية في 1985 ... وهذه العملية كانت بعد اجتماع سري عقد في باريس بين أول رئيس وزراء للخميني "أبو الحسن بني صدر" و مندوب عن المخابرات الإسرائيلي الخارجية في الموساد "آري بن ميناش" برعاية أمريكية في عهد الرئيس "رونالد ريغن" ... وكهدية أو ما يسمونها "عربون محبة" لإيران قامت إسرائيل في يونيو 1981 بقضف مفاعل تموز النووي العراقي عبر مرور الطائرات الإسرائيلية التي عبرت عبر الأجواء السعودية لتدخل العمق العراقي وتنفذ العملية بنجاح وتعود إلى قواعدها سالمة دون أي إزعاج أو اعتراض سياسي أو عسكري وسميت آنذاك بـ "عملية أوبرا"... ومن المفارقات المضحكة أن مجلة التايم "Time Atlantic" أطلقت على الخميني في سنة 1979 رجل العام !!! ... ناهيكم عن أن إدارة أوباما في يناير 2016 منحت إيران مبلغ 1.7 مليار دولار تحت ذريعة صفقة أسلحة أمريكية لم تفي بها منذ سنة 1979 !!! لكن الحقيقة أن هذا المبلغ مقابل إفراج طهران عن جنود البحرية الأمريكية الذين دخلوا مياهها الإقليمية بالخطأ "حسب الإدعاء" الأمريكي + استثناء رئاسي من أوباما بمنح إيران "موافقة رئاسية" لشركة تصنيع الطائرات العالمية "بوينغ" ببيع إيران 100 طائرة بسعر تفضيلي في ديسمبر 2016 

الحرب العراقية الإيرانية
أسباب الحرب العراقية الإيرانية "ظاهرها" نقض ورفض العراق لاتفاقية الجزائر 1975 التي تنظم حصص الماء في "شط العرب" بين العراق وإيران ... وما تلى بعد ذلك في بدايات 1980 من تسلل قوات معادية إيرانية إلى الأراضي العراقية واختراق سلاح الجو الإيراني للأجواء العراقية كل تلك الأخبار ما كانت سوى ترهات وتبريرات وأعذار لبدء الحرب ... فتم شحن إيران من قبل الإتحاد السوفييتي الذي فجأ تحول إلى حليف دخل من الأبواب الخلفية للنظام الإيراني الذي كان يعتبر السوفييت نظام ملحد مجرم ... والعراق خطف الكويت بعدما كذب عليهم بتهديد إيران لها ومن ثم الكويت ضغطت على دول الخليج لنصرة العراق بضغط وأوامر أمريكية التي سال لعابها لهذه الحرب التي ستوفر لأمريكا عشرات المليارات جراء تنشيط بيع الأسلحة ... ويبقى في هذه الحرب 3 أسرار مجهولة لا أحد يعلم عنها شيئا بدليل قاطع فالأول : من أعطى بدء إشارة الحرب هل أمريكا أم الإتحاد السوفييتي ؟ وثانيا : من أمر صدام حسين بأن ينسحب من ثلث مساحة إيران التي حقق فيها تقدما عسكريا وأعاده إلى الحدود مرة أخرى ليستكمل الحرب ؟ وثالثا وأخيرا : من أعطى الأمر بتوقف الحرب فجأة لدرجة أن الخميني قد صرح تصريحا زلزل الشعب الإيراني عندما قال "لقد كان شرب السم أهون علي من وقف الحرب" مما أعتبر ذلك اعترافا بالهزيمة ... على الرغم أن هذه الحرب لا أحد فيها منتصرا فكلاهما كاذبين وكلاهما منهزمين وكلاهما تجرع ذل الهزائم في مغامرة راح ضحيتها الأبرياء والبسطاء والمغفلين وكشفت عن أول كم مرعب من المثقفين الأغبياء والطبالين والكذابين في العصر الحديث ... بل "يوزف غوبلز" النازي يعتبر طفل مراهق أمام الهالة الإعلامية التي فاقت كل تصور من فظاعة الدجل والأكاذيب فنجحوا بصناعة جيل يحمل غباء لا أحد يقارعه بجهله وحماقته ؟

هل هي صدفة أم صنعوهم المخابرات ؟
هناك سؤال في غاية الأهمية : استلام صادم حسين والخميني السلطة والحكم في العراق وإيران في نفس السنة لكل منها في عام 1979 هل كانت هذه صدفة ؟!!!؟ ... صدام تصنعه المخابرات الأمريكية والبريطانية والخميني تصنعه المخابرات الأمريكية والفرنسية وكلاهما يتم التوقيت لهما أن ينقلبا على الحكم في دولهم وينجحا ويحكمان في نفس السنة ؟ ... صدام يستلم الحكم في فبراير 1979 والخميني يستلم الحكم في ديسمبر 1979 وبعدها بأقل من سنة وخلال 9 أشهر فقط يشعلون الحرب "العراقية الإيرانية" !!! ... من هنا يجب الفهم بعد الإستعراض الطويل السابق أن هناك من سبق جميع أنظمة "دول الخليج" بمخطط يمتد لعشرات السنين لتوريطهم والأهم هو تحويل العقل العربي إلى عقل "ألا وعي" ومسلوب الإرادة وفاشل التفكير ... حتى يتم إقناعه بالمذهبية وتأجيجها لتصبح مستقبلا مهيأة لأي حرب طائفية باندفاع شعبي أحمق لا يعي ولا يعقل لا يفهم ولا يحلل لأن صناعة الدين السياسي كان هو الهدف رقم 3 وليس رقم 1 ... فرقم 1 هو إضعاف القوى "النفطية" الكبرى تمهيدا لتدمير اقتصادياتها ومن ثم الرقم 2 حلب مقدراتها واستثماراتها مع التشديد على أن تستخدم وتعتمد كليا على الصناعات الخارجية وليس الصناعة المحلية والهدف الثالث هو شعوب تلك الدول وتدمير عقولها والعبث في نفوسها وصناعة عدو مستقبلي تكون مهيأة تماما لقتاله ولو كان ثمن ذلك أن تتدمر مدنهم واقتصادياتهم وتكون دولهم خرابا ودمارا كارثيا ... ومن هنا نبدأ بتحليل سيناريو الأحداث لمخطط مر من تحتنا ومن فوقنا ونحن مبصرون ضحكوا علينا واستغفلوكم ومرروا عليكم حملة أكاذيب كانت ولا تزال مستمرة منذ 40 عام ... لتتضح الأمور أن الشعوب تهذي بما لا تعرف وتندفع بحماقة وتكره دون سبب لذلك وتشتم الأخرين دون داعي كالمقاتلين في الحروب يقتلون بعضهم بعضا وهم لم يتقابلوا من قبل ولا يعرف أحد الأخر من قبل ولا توجد أي خلافات شخصية بينهما ومع ذلك يريد هذا أن يفتك ويقتل الأخر ... لتصبح النتيجة أننا جميعا كنا ضحايا عملاء مخابرات وتجار دين كان باطنهم عكس ظاهرهم وكان حديثهم في الخفاء عكس العلن والمصالح أهم من القيم والدين الإسلامي كان مجرد لعبة لا أكثر ولا أقل ... مخطط سياسي أجنبي الكل بلع طعمه بخسائر مليارية لم يكن مقدرا للشعوب أن تهنأ بأموال نفطها بل الذكاء السياسي الأجنبي أخذ منكم نفطكم ومن ثم استرد ما دفعه لكم أضعافا مضاعفة منكم ولا يزال المخطط مستمرا ؟


في الجزء الثاني 
من صنع مؤامرة غزو الكويت ؟





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم