2019-03-28

ليس لك الحق بالحكم على الآخرين ؟


لو بحثت في تاريخ "معظم" كبار رجال السياسة عبر كل التاريخ القديم والحديث فلن تجد أكثر منهم إجراما وطغيان وفسادا وسرقات لا يمكن سجلات التاريخ أن تدونها من كمها وحجمها ... ولكنهم لأنهم من السلطة ومن أنظمة الحكم فإنك لا بد أن تراهم بنظرة التوقير والإحترام والبعض ينظر لهم بنظرة المحبة والبعض ينظر إليهم على حقيقتهم التي لا تخفيها ثيابهم النظيفة العطرة ومظهرهم الحسن ... هذه إسقاطه واقعية لا تقبل الشك أو البس ودليل لإثبات أن الناس في الماضي والحاضر وحتى مستقبلا لا تهوى سوى من يكذب ويدلس عليها هي كذلك وستبقى هكذا لأنها لا تريد أن ترى أو تعرف الحقيقة ... نعم الناس لا يريدون أن يعرفوا الحقائق لأنهم يفضلون أن يعيشوا في الصورة التي هم رسموها لأنفسهم أو من رسمها لهم فهذا أفضل من رؤية الحقيقة المجردة التي إن رؤها لتمزقت أوهام ما في عقولهم ... طبيعة غريبة عجيبة مليئة ببكم مهول من التناقضات وتضاربات بين العقل والمنطق والواقع جميعهم في صراع مرير كالمرأة التي تعلم أن زوجها يخونها وتصنع عدم المعرفة حتى لا تهدم بيت أسرتها ... معطيات غريبة تحيرك لماذا الناس أصبحت تهوى التعايش حتى وإن كان مليئا بالكذب والنفاق يجلدون ظهرك من خلفك أما أمامك فتتلقى الإبتسامات والثناء !!! ... وبلا أدنى شك أن المرحلة العمرية ونوع وشكل بيئة الإنسان لهم دورا في ذلك لكن المصيبة عندما ترى كبارا في عمر الـ 30 و 40 و حتى 70 سنة لا يزالون يعيشون في بحر حماقاتهم ... وينزهون أنفسهم ويحسبون أن الله ما خلق سواهم من التقيه والنزاهة والمثالية وفي حقيقة الأمر ما هم بذلك ومن هنا يكمن العجب في الشخصية وتناقضاتها وشكل تفاعلها مع محيطها وبشكل وطريقة تفكيرها وقناعاتها ؟
 
من المعيب حقا أن تسأل فتاة أو إمرأة عن ماضيها والمخزي أن تسأل أو تفتش إمرأة عن ماضي رجل !!! تفكير سطحي يدل على تفاهة الشخصية وكم جهلها الفاضح ... فهل هناك رجلا أو إمرأة دون ماضي ؟ دون أخطاء دون ذنوب دون عثرات دون سقطات دون جهل ؟ ... لا أحد ولن يكون هناك أحدا لا يخطئ بل وحتى الأنبباء والرسل في حياتهم كانوا يخطئون ليس الأمر بمعجزة فقط لأننا جميعا بشر نصيب ونخطئ ... لم نولد كاملين العقل والفهم ولم تولد الثقافة معنا بل اكتسبناها من خلال الحياة والقراءات والبحث والتحليل والتفكر والتدبر ... فمن أعطاكم الحق حتى تحكموا على ماضي غيركم ؟ ومن منحكم الإذن حتى تصدروا الأحكام على هذا أو هذه ؟ ما لكم أصبح الكثير منكم يمشي على الأرض وكأنه أحد ملائكة السماء !!! ألم يقولوا عن رسولكم أنه ساحرا مجنونا ؟ ألم يتهم يوسف ابن يعقوب بشرفه ورمي في السجن لسنوات ؟ ألم يتهم إبراهيم الخليل بأنه عاصي ويريد أن يخرجهم من دين آبائهم ؟ ألم يقتل موسى رجلا نصرة لقريب له ؟ ألم يتهم نوح بالمس والجنون ؟ فإن كان خاصة رب العالمين في الأرض وقعوا في الظلم والتقول عليهم فما بال الناس العاديين !!! ... وفي زماننا زمن التطور والتكنولوجيا أصبحت قيمة الإنسان وتقدير الناس عليه وفق سجله في وزارة العدل والداخلية !!! أهذا تقييمكم !!! أهذه نظرتكم !!! يا لا جهلكم كم أوقعكم في الحماقة ونسيتم أن الإنسان يعيش ما بين المعصية والتوبة وأن حياة الإنسان هي عبارة عن مراحل إما أن ترفعه أو تسخطه ... وفي الجهة الأخرى رجل يريد الزواج بفتاة فيسأل الأرعن عن ماضيها وكأنه يبحث عن إحدى حور الجنة على الأرض !!! متى تدركون ومتى تتعلمون أن عاداتكم وتقاليدكم هي من أكبر وأعظم مصائبكم ؟ ومتى تعون أن للناس كرامات وستر معاصيهم لهي من أعظم درجات الأجر والثواب ... ويك كأنك الطاهر الشريف العفيف المنزه أم أنتي التي تسبح السماء بحمدها من شدة وعظمة تقواها وطهارة نفسها !!!
 
إن العقل والمنطق وأمانة النفس والضمير أنك لا تملك أي حق أن تحكم على كائن من يكون إلا من خلال أفعاله التي أنت تراها بأم عينيك وليس بما ينقل إليك ... لأن الناقل أيا كان لا يمكن الوثوق به لكن مرأى العين هي اليقين في الحكم على الأفعال "الشخصية" فهل كل ما نقل عن سمعة فتاة أو سمعة رجل يكون بالضرورة صحيحا ؟ بالتأكيد كلا وأبدا ... فكم من مديحا وثناء بخلق الفتاة والرجل كان عكس ما حدث ويحدث في بيت الزوجية أو على فراش الزوجية فيذوب كل ما قيل كما يذوب الملح في الماء ... وتصبح الحقيقة أن أحد الطرفين قد تعرض للكذب والخيانة وحتى بالتعارف الطرف المقابل يكون مسؤلا أمامك من لحظة التعارف وليس لك الحق حتى السؤال عن الماضي لأن ماضي الإنسان ملكه الشخصي تماما ... ولا يوجد شخص لا يخجل من أمورا حدثت في حياته وكانت سببا في تعاسته أو عثراته أو خيبة أمله ولذلك يجب أن ترتقي العقول في التعاملات الشخصية والعملية ... ولا تكن من السفهاء الذين إن تدخلوا فيما لا يعنيهم لقوا ما لا يرضيهم فتوقفوا عن التلصص والتجسس على غيركم وعالجوا أمراض عقولكم التي جعلت الكثير منكم مثارا للسخرية ... فما نحن إلا بشرا رغما عن أنوفنا أن نخطئ ولولا أخطائنا لما تعلمنا ولولا عثراتنا لما وقفنا ولولا تجاربنا الشخصية المريرة لما عرفنا الإستمرار ... دعوا الخلق للخالق وأدركوا أن يا ما هناك صالحا أصبح فاسدا ويا ما هناك فاسدا أصبح صالحا ويا ما هناك جاهلا أصبح عبقريا ... ميزان البشرية يحكمها الإنسان بكل ظروفه التي مر بها والذي دفع هو ثمنها بنفسه ولم يطلب منك أن تدفع الثمن بدلا عنه ولم يطلب أصلا مساعدتك فأين موقعك من الإعراب في الأمر حتى يكون لك الحق بالحكم على من تجهله فسبحان رب العالمين الصابر على عباده وجهلهم ؟





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم




2019-03-27

تحطيم الأحياء وتكريم الأموات ؟


الجحود والنكران والغيرة والحسد والغرور والإستخفاف والحقد والكراهية كلها خصال سيئة يتمتع بها البشر منذ القدم ... إنه أمر مألوف جدا أن العظماء والمبدعين والمخترعين والفلاسفة ونوابغ عصرهم كانوا منبوذين لا قيمة لهم ولا وزنا سواء من بيئتهم من أسرتهم من مجتمعهم من دولهم ... ولما سلموا الروح إلى خالقها وبعدها بسنوات اكتشفت مجتمعاتهم التافهة الجاهلة المريضة قيمة من فقدوا وقدر من سفّهوا وتجاهلوا ... فخلدوا أسماء من كانوا يعيشون بينهم باستحقارهم فأصبح المنبوذ عظيما والمستحقر عليما والملعون شرفا يستحق أن تتباهى أمته أنه كان منهم !!! ... وما أكثر العظماء الذين عاشوا حياة التعساء في ذل وقهر منذ آلاف السنين وقائمة من عشرات الآلاف ممن أفنوا حياتهم لخدمة مجتمعاتهم والبشرية جمعاء ... لكنهم ذهبوا ولم يعيشوا الفرح والسعادة ولا الشكر ولا الإمتنان بل عاشوا في حزن ومات الكثير منهم دون أن يجد حتى من يبكي عليه و 99% من عظماء الأرض لا أحد يعرف أين دفنوا أو مكان قبورهم وكأنهم مجرد نكرات ؟
 
في زماننا هذا أي الـ 33 سنة أي الجيل ابحث ثم ابحث وابحث لن تجد تكريم عظيم وامتنان كبير إلا للمغني والمطربة والممثل والممثلة ولاعب الكرة ولاعبة الجمباز ورجل دين ووو أي كل توافه الدنيا ... ولو سألتني وهل رجال الدين من التوافه ؟ سأجيبك دون أدنى تأخير : نعم وألف نعم لأنه لم يأتي بشيء جديد بل هو دين سماوي نزل كاملا وجاهزا ولا ينتظر من أي أحد إلا أن يأخذه ويعمل به ... إذن أين تعظيم شأن العلماء والمفكرين والفلاسفة والحكماء ؟ لا شيء لا أحد لا قيمة لهم ... ولو أردنا أن نبحث في أسباب ذلك لن ترمينا عقولنا إلا أن هؤلاء يدور فلك الكون في عقولهم بجديته لا بتوافه غالبية البشر الذين لا يريدون سوى أن يضحكوا ويغنوا وهو حقهم بالمناسبة وليس عيبا ... لكن في الجانب الأخر عليك أن تفهم وتسمع وتقرأ وتشاهد وتعيش حقيقة الحياة واسألك نفسك لماذا المطاعم لا تغلق يوما واحدا ؟ ولماذا لا يأخذون إجازة سنوية مثلكم في أعمالكم ؟ ... إن الأمر ليس بالضرورة أن يكون فعلك يتطابق مع فعل الأخرين وليس بالضرورة أن يكون عملك متطابق مع عمل الأخرين لأن قوانين الحياة التي صنعها الإنسان وابتكرها هي من فرضت هذا الأمر ... وكمثال لا الحصر يستطيع عمال المطاعم وطهاتها أن يتحدوا ويقررون يوما واحدا من كل أسبوع أن يتوقفوا عن تقديم الطعام للناس لكن وقتها سيكون هناك أكثر من 2 مليار نسمة سيمر عليهم يومهم دون طعام ... ولو أن رجال الأمن قرروا يوما من كل سنة وليس شهرا أن يعطلوا جميعهم في يوم واحد لملأت الكرة الأرضية بكمية مخدرات ومؤثرات عقلية وممنوعات تكفيهم لـ 5 سنوات قادمة ... إذن الأمر بحقيقته أن هناك جدية والتزام ووعي بالمسؤلية وإن كانت مرتبطة بمكاسب شخصية أو مالية هو نفس الأمر يتطابق مع العلماء والفلاسفة ... عندما يبحثون في عمق الحياة بكل ما فيها من تناقضات حتى يختصروا لك طريق الفهم ويحققون لك معنى الإدراك الحقيقي حتى يرموا بداخلك بذرة استشعار المستقبل فتنتب بداخلك مع مرور لوقت نبتة المعرفة ثم شجرة الثقافة ... عل وعسى أن تكون من بعدهم خليفة لهذا أو ذاك وليس مستبعدا بل من حقك أن تكون أنت العالم وأنت الحكيم وأنت الفيلسوف فما هؤلاء إلا بشرا مثلنا وما نحن سوى امتداد لمن سبقونا ... وبالتالي يجب عدم الخلط وتحديد وقت الهزل ووقت الجد أي وقت الترفيه عن النفسي ووقت فهم العالم وما يحدث فيه وحوله ؟

ما سبق يعبر عن حقيقة البيئة التي نعيش فيها والتي في أحيان كثيرة تكون هي الصانعة لشخصية وعقل العالم أو المفكر أو الفيلسوف سلبا أو إيجابا ... إيجابا يتحقق بالتفاف الأسرة حول من يعتقدون من سيكون له شأنا عظيما في المستقبل وسلبا من يحطمون أحد أفراد الأسرة فتتفجر بداخله حالة من رفض الواقع ... ورفض الواقع تكون نتيجته التمرد على المحيط والبدء بصناعة وتكوين الشخصية الجديدة التي ترى المستقبل بجنون أو بتهور أو يتعقل ... ولو قرأتم معظم سيرة الفلاسفة والعلماء فإن أول نقطة تجمعهم جميعا أنهم كانوا فقراء مع الإنتباه أن فقير اليوم لا يمكن مقارنته بفقير الأمس ... بمعنى فقير اليوم يركب سيارة قطار وفقير الأمس يمضي حافيا ماشيا وسيكون محظوظا لو تنعم بركوب الحمار أو البغل أو الحصان ... وفقير الأمس كانت مقيدا بنوعية طعام محدود جدا أي مثلا 3 أو 5 أنواع من الطعام بعكس فقير اليوم الذي يرى بأم عينيه ما لا يقل عن 100 صنف طعام ... ولذلك يجب الفهم بقوة فقر عظماء الأمس لتحليل الحالة النفسية والمعنوية التي كانوا يعيشونها في مقابل قوة وشدة بأس إصرارهم فتتكون لديك حالة من الدهشة والإنبهار والإعجاب بتلك الشخصيات العظيمة التي قاومت وقهرت كل الظروف التي كادت أن تفتك في عقولهم ... هو نفس ما يحدث في أيامنا هذه فتجد شخصيات أو عقليات غريبة التفكير والنمط باهرة الإبداع في طريقة التفكير لكنك ستجد أن أسرتهم لا تقيم لهم وزنا وستكتشف أن العائلة ساخرة منه والمجتمع لا يعرفه ... بدليل أن كل الكويتيين ممن حصدوا الجوائز العلمية العالمية لم يكن للدولة أي دخل ولم يقف معهم أحد ولم يقدم لهم أي دعم بل كانت إنجازات شخصية صرفة 100% ... لكن عندما ينجح هؤلاء المميزين ويحتلوا الصفوف الأولى هنا تعلم عنهم الدولة فتطلبهم للتكريم الفاقد لأهميته وعظمته لأن الإنجاز والنجاح كان شخصي 100% وليس لأحد فضل على صاحبه على الإطلاق ... وتستمر مسرحية البشر في استحقار وتجاهل المميزين ساخرين مستهزئين بهم لكن متى اشتعل فتيل إبداع أحد منهم وانفجر في وجه العالم روعة وإبداعا تلقائيا سينتبه الجميع لهذا النابغة ويلتفوا حوله وكأنهم الأوفياء المخلصين !!! ... أرضكم مليئة بأخطر عقليات لكنهم محاربون من أهلهم وذويهم أولا ثم المجتمع يرفضهم لأنهم يحملون إبداع لا أحد يستطيع مجاراته والأهم أن الدول والحكومات لا تريد ولا تبحث إلا عن الفاشلين والفاسدين ولذلك كنا ولا زلنا وسوف نبقى أمة الجهل والتخلف وأمهر من يبيع الكلام ... فاستمتعوا بمسرحية تكريم الراحلين وتمتعوا في حياة المحطمين وعيشوا وهـــم أنكم تعلمون وأنتم لا تعلمون وأشيعوا أنكم أهل الثقافة والأدب وأنتم فقرئهم ؟

حياة لا تصنع لك فيها بصمة فاعتبر نفسك مجرد رقم فيها





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم





2019-03-23

ضحايا المشروعات الصغيرة في الكويت ؟


المشروعات الصغيرة من حيث الفكرة والمبدأ والمنطق هي فكرة خطيرة جميلة تستحق كل الإهتمام والرعاية لا عيب في الفكرة ولا أصلا تحتاج إلى جدال ونقاش ... وإن لم تخني ذاكرتي فإن المشروعات الصغيرة أول من أخرجها كانت "شركة كيبكو القابضة" بقيادة رجل الأعمال الشيخ / حمد صباح الأحمد الصباح ورجل الأعمال السيد / فيصل حمد العيار في سنة 2005 ... ثم دخل بنك الكويت الصناعي ليسير على نهج "شركة كيبكو" ثم تم إقناع الحكومة في الأمر ثم شرّعت قوانين ثم بدأ العمل في المشروعات الصغيرة سواء من القطاع الخاص أو الحكومة ... وقد كنت متابع لتحرك كل من سبق لرصد مدى النجاح بل وأجريت اتصالات وذهب للإستفسار فوقع يقيني المؤكد أن ما يحدث مهزلة ما بعدها مهزلة وجريمة بحق شباب في مقتبل العمر وتوريطهم في أمور أكبر منهم ... فالحكومة متورطة بتعمد ضرب الشباب وشركات التمويل الخاصة تعلب وفق مصالحها والمشاريع الصغيرة لدى الحكومة تعمدت التعجيز وخنق الشباب ... والنتيجة هي تعديل تشريعات بتعديل تشريعات وتطوير آلية بآلية ولم تنتج إلا إحالة اكثر من 360 صاحب وصاحبة مشروع صغير كويتيين إلى النيابة العامة لفشل مشاريعهم اضطر بعضهم أن ينقذ نفسه بالفساد أو بالتحايل فوقع ضحية الإهمال الحكومي الغبي كعادته ... وليس غريبا علينا أن نخرج أجمل الأفكار لكن هناك من يتعمد تشويهها وتعطيلها حتى يجر الكويت وشبابها بل وحكومتها برمتها إلى مستنقع العاجزين والفاشلين ؟

يا سادة العقل التجاري يخبركم أن هناك مشاريع تحتاج تمويل ولا تحتاج إلى دعم لأن التمويل سيجعل الدعم يركع تحت قدميه وهناك مشاريع تحتاج إلى تمويل وإلى دعم فإن لم يتوفر الدعم فشل المشروع وهلك صاحبة في قاع الدين ... والنفط هي السلعة الوحيدة في العالم التي لا تحتاج إلى دعم ولا حتى إلى دعاية وإعلان لأن مستهلكيها العالمين يقفون بطوابير تعرف أولها ولا تعرف أخرها لأنه سلعة الإقتصاد العالمي ... أما في الكويت فإن مجرد فكرة المشروعات الصغيرة لو طبقت بالشكل الصحيح كانت ستخلص اقتصاد أخر ودخل أخر ونقلة نوعية في عمل القطاع الخاص ... وكان يمكن أن يتقلص أكثر من 200 ألف موظف كويتي إلى 100 الف أي إلى النصف لو وجد الكويتيين الفرص الحقيقية في المشروعات الصغيرة وجدواها الإقتصادية الإيجابية ... لكن ما حدث كانت مهزلة تستر عليها كل الإعلام الكويتي الحكومي والخاص تستر الجبان المرتعب من كشف الحقائق للناس لأن الحديث في هذا الشأن سيغضب امبراطورية كبار تجار الكويت ... فالأمر يا سادة لعبة كبيرة سوقوها على مجلس الأمة وكعادة المجلس بأعضائه تمر الطيور من فوق رؤوسهم ولا يشعرون ... وأول خطأ حدث أن في الكويت لا توجد قوانين تضبط القطاع الخاص بمهنيته وشفافيته وعدالته وعندما أرادت الحكومة التدخل في شأن القطاع الخاص بمعنى أعطيك مناقصات مقابل أن يعمل لديك كويتيين بنسب مختلفة ... لكن لا أحد استطاع أن يضبط مسألة حل المخاصمات بين صاحب العمل والموظف أو العامل وتم الإكتفاء بسلطة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل + القضاء ... وقد تجلس في بيتك لمدة سنة أو سنتين دون راتب ولا تستطيع أن تعمل بشكل قانوني في مكان أخر لأن مشكلتك لا تزال معلقة ولم يتم الفصل فيها ولا يتضرر إلا العامل أو الموظف ... وكلاهما "الشؤون والقضاء" يومهم بسنة وبيروقراطية "وانطر يا حمار لين اييك الربيع" بعكس الجهات الحكومية والأهلية في أوروبا والصين وماليزيا وسنغافورة وأمريكا وكوريا الجنوبية ... التي تفرض السلطات التي تحمي صاحب العمل من أي ابتزاز عمالي أو إداري وتوفر أيضا الحماية الكاملة من استغلال العامل أو الموظف وخلال أوقات قياسية ... بعضها يصل إلى ساعات وبعضها أيام وبعضها أسابيع قليلة مما أدى إلى ثقة الأيدي العاملة والعقول الباهرة بحكومتها ومؤسساتها أنتج عن ذلك تقدم في الإنتاجية على كافة المستويات والأصعدة ؟
 
عندما سألت موظفي المشروعات الصغيرة : هل هناك ضمان بأن فكرة المشروع الذي سأقدم فكرته لكم الفكرة لا تسرق ولا تقلد ؟ ... الإجابة كانت : كلا لا يوجد لدينا ضمان بذلك !!! وكيف أقدم فكرة مشروع ولا تقدمون أي ضمان بعدم سرقة الفكرة أو تقليدها ؟ ... هذه هي سياسة الشركة وقوانين المشروعات الصغيرة ... أي من البداية أنت طعم سهل ومن تتعامل أو ستتعامل معهم ليسوا جديرين بالثقة ... حسنا ولماذا دراسة الجدوى الإقتصادية إجبارا وفرضا يجب أن تكون من 3 مكاتب معتمدة لديكم ؟ لماذا ليس من غيرهم ولماذا الدراسة ليست مني أنا شخصيا ؟ وما سر الـ 3 مكاتب التي فرضتها علي وكم يتقاضون منكم ومن أصحابها ؟ وبعد أن يتم اعتماد فكرة المشروع والجدوى الإقتصادية الإيجابية يرفع المشروع إلى اللجنة لأخذ موافقتها من عدمها حتى وإن كان المشروع ناجحا !!! ... ثم يمزقونك بدفعات المشروع ولا يمنحونك إياه على دفعة واحدة ولا حتى على دفعتين بل على دفعات متعددة ليصيب داء البيروقراطية الكويتية القطاع الخاص بسيمفونية كلها نشاز في نشاز ؟ ولا يحق لك أن تحصل على تمويل المشروع إلا إن كنت عاطلا وإن كنت موظفا فلا يحق لك ... ففشلت المشروعات الصغيرة بسبب ليس الفكرة الرائعة والجميلة بل بسبب شرذمة فاشلين من مسؤلي الحكومة المتخلفين في الإبداع ... واسأل الحكومة لماذا لم تدعموا الشباب أصحاب المشروعات الصغيرة ؟ تلقائيا ودون أي تفكير سيأتيك الجواب بسؤال يرد على سؤال : وكيف ندعمهم !!! ... رد عليهم وكيف دعمتم أصحاب الصحف الورقية من التجار ألم تمنحوا كل صحيفة منهم 100 ألف دينار سنويا + شراء 10 آلاف عدد من كل صحيفة مصيرهم سلة المهملات ؟ ... هم كذلك أصحاب المشروعات الصغيرة شابة كويتية لديها كافيه اشتري منها شهريا ما قيمته 5.000 دينار وكويتي شاب فتح مطعم اشتري منه بقيمة 7.000 دينار وأخر لديه محل عصائر اشتري منه بـ 4.000 دينار شهريا ... بل أصلا لماذا تدفع الحكومة بملغ تقدر قيمته أكثر من 3 ملايين دينار هي قيمة الشاي والقهوة والسكر في وزارات وهيئات الدولة ... لماذا لم تتعاقد مع أصحاب المشروعات الصغيرة لتقديم هذه الخدمة ولماذا وزارة الأوقاف لا تتعاقد مع مطاعم المشروعات الصغيرة لشراء وجبات شهر رمضان والتي تقدر بأكثر من 200 ألف وجبة داخل الكويت تكفي لـ 400 ألف نسمة ... أو يا أخي كل وزارة أو هيئة تحول مكافئات الأعمال الممتازة إلى كوبونات أو كروت شراء مجانية 100% وتضع لهم قائمة بـ 100 مشروع من المشروعات الصغيرة القائمة وتقول للموظف "روح أكل وأشرب ووسع صدرك مع أهلك مجانا في أي محل من هذي القائمة" ومبلغ مكافئة الأعمال الممتازة تذهب إلى أصحاب المشاريع الصغيرة ... طبعا هذا الأمر كأنني صنعت صاروخا فضائيا صعب على مسؤلي الدولة أن يفكروا فيه وأن يقدموا خدمة وعروض ودعم لمساعدة شباب المشروعات الصغيرة ؟

في 2004 وإلى 2015 حكومة دبي كانت تستأجر من 3 إلى 6 أدوار من الفنادق الـ 5 نجوم وتدفع المبلغ مقدما لأصحاب تلك الفنادق حتى تشجعهم على السياحة وكدعم حكومي لهم ... وفي نفس الوقت حتى تخرج الإحصائيات التي تتحدث أن نسبة إشغال فنادق دبي الكبيرة 100% والحقيقة أنها ليست 100% بل 70% والـ 30% محجوزة طيلة السنة لحساب حكومة دبي حتى وإن كانت فاضية لا أحد يشغلها ... وليس ذلك فحسب بل نشطت إمارتها بالسياحة بشكل مطلق وسخرت التكنولوجيا لخدمتها وحاربت البيروقراطية ... أما في الكويت وأنا أسف أقولها وقلبي يعتصره الألم لا تكونوا سذج وتغامرون في المشروعات الصغيرة فالفكرة باهرة لكن الدولة مغلقة وقوة الشراء في السرق لا تتجاوز 10 أيام من كل شهر فقط ... والأمر ليس له دخل بذكائك ولا بقدراتك ولا باحترافك الدولة مغلقة يا هذا مغلقة فأي سوق تبحث عنه وأي مشروع تفرح فيه وأنت لا الحكومة تدعم منتجاتك ولا الحكومة تريد أن تفتح الدولة إذن تلقائيا جهز نفسك للخسارة وإلى تحطم النفسية ... غيروا القوانين طوروا التشريعات ادعموا حصريا مشاريع المشروعات الصغيرة واشتروا منهم وافتحوا الدولة للسياحة وليس للخمور وانفضوا عنكم غبار التخلف الذي أشتم منه رائحة نجاسة وأن هناك من يتعمد أن لا تنهض الكويت وتكون منافسة لدبي والدوحة ... مثل طائرة الخطوط الجوية الكويتية الجديدة وصلت من مصنعها في أوروبا قبل شهر وبعدها تم الإصطدام بها تحت ذريعة "معرفش حصل ده إزاي يا بيه - والله بابا ما يعرف كيف هازا يجي أكسدنت سير" ... ورووووح أمش ادفع وعطل ووقف وأخر واستهبل وتعذرب وعطل هذا ووقف هذي واحرق مشروع هذا وهذي وبالطقاق دام بالنهاية حنفية العام المال العام قاعده تصبصب يعني الـ commission شغال ودامه شغال مالي شغل بأحد ... والضحية في كل ما يجري وطن جميل وشعب كريم لا أحد يعرف كم المؤامرات والخيانات التي تجري فوق رأسه ولا أحد يعرف كم الأحقاد التي تكاد تتفجر القلوب من هولها إلا أن أصحابها لا يحملون سوى أنفس مريضة وعقول شياطين وحسبي الله ونعم الوكيل على كل من يضر بشر أو وطننا ... وراحوا شباب المشروعات الصغيرة "وطي" وتعال إدفع الفلوس اللي خسرتها ولا مصيرك السجن أو الدين مدى الحياة ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم






2019-03-19

إلى المواطن ناصر صباح الأحمد الصباح ؟


إلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ / ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح

لكم مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يعلم معاليكم أني كتبت مسودتين لموضوعين كنت أود أن أوجه حديثا يدور في قلبي ورأسي عنك ولك لكني حذفت ما كتبت ولم أنشر ليس لشيء إلا أولا أنك ابن الحبيب الغالي على قلبي شخصيا وثانيا هو منحك فرصة في العمل الحكومي لتبيان توجهك وشكل وطريقة تعاطيك مع الأمور السياسية ... لكن استجد أمرا استفز عقلي فوجدت أني أفتح برنامج الـ "Word" لتسطر أناملي ما يتصاعد في عقلي من أفكار تفاعلت مع ما نشر في موقع القبس الإلكتروني بتاريخ 17-3-2019 في العدد رقم 16438 ... وليكن صدرك رحبا وواسعا لتقبل صراحتي معك ربما لم تتعود أن يكون أحدا معك بمثل صراحتي التي يراها بعض السطحيين أنها جرأة أو وقاحة لكن في حقيقة الأمر هي صراحة والدول والأمم السابقة لم تضيع سوى أنها حاربت أو أبعدت الناصحين ... ولأنك لست حاكما حتى تنصح سرا بالإضافة إلى أني لست ممن يتسول على أبواب المسؤلين أو يتملق في ديوان هذا وذاك لذلك سيكون الأمر عبر الفضاء الإلكتروني ... وأعدك أني سأحاول بقدر المستطاع أن أضبط مفرداتي حرصا على نفسي من بطانتك التي ربما قد يفسرون مقالي بمنظور بطانة السوء لكني على ثقة أن أبنائك الكرام سيفهمون حديثي جيدا وسأخبرك في أخر الموضوع لماذا أبنائك بالذات ؟

يا ابن الحبيب الغالي لقد قد بلغت من العمر 70 عاما أي أنك على مشارف نهاية الحياة وأساله سبحانه أن يرزقك البصيرة والرحمة والمغفرة في الدنيا قبل الأخرة ... وحسب ما سمعت عنك أنك رجل تجارة وحتى علاقاتك يغلب عليها رجال الأعمال أكثر من رجال السياسة وقد كنت أنت رجلا ذوو حظ عظيم ليس لأنك ناصر الصباح بل لأنك ناصر صبـــــاح الأحمد ... ولا أنا ولا أنت نحتاج أن نسرد حتى نبذة صغيرة عن صباح الأحمد الإسم الذي فرض نفسه وأصبح أحد أعرق مدارس السياسة ليس الإقليمية فحسب بل العالمية وبجدارة مستحقة فعلا ... لكنك أيها التاجر وصلت إلى العمل السياسي متأخرا جدا بل وأكثر من جدا وسجل التاريخ الكويتي أنك أصبحت وزيرا في عمر الـ 70 ... لذلك أصدقك القول أني عندما سمعت أنك أصبحت وزيرا في التشكيل الجديد قلت في نفسي "ما الذي دفع بالتاجر إلى دخول العمل السياسي في سن متأخر" !!! ... وما هي إلا أياما ويتسرب موضوع الإستثمار ثم ظهورك العلني وتحولك الضارب لعرف السياسة الكويتية والعمل الحكومي ليبرز وزير الدفاع ويتحول إلى وزير تجارة واستثمار ... هنا أدركت أن حكومتنا كانت في معضلة فلا يوجد وزير سياحة في الكويت ولا وزير استثمار حتى يضعوك فيها فوضعوك في منصب النائب الأول أي المنافس أو من يلي رئيس الحكومة مباشرة ... فوقعت الحكومة في فوضى الصلاحيات وتشابك الإختصاصات فأصبح وزير الدفاع يقوم بدور وزير التجارة وفق ما يحب ومتى ما أراد !!! ... وأنت شخصيا الذي أمضيت حياتك في السفر والترحال والتجوال ورأيت ما لم يراه الكثيرين من دولا وخصوصية الأسر الحاكمة في أعرق الدول العالمية تعلم ومدرك أن ما حدث وما يحدث هو خطأ وفساد حكومي لا يقبل الشك أو اللبس من تداخل الصلاحيات بين الوزراء ... إذن في هذه الفقرة حددنا هدف دخولك العمل السياسي بأنه لهدف تجاري صرف يناسب ويتطابق مع خبرتك التجارية الواسعة وليس كما تصورنا لصناعة تطلعات ونهضة الكويت وشعبها ... وبما أن التجارة تسري في عقلك ودمك وبالمناسبة هذا حقك ولا عيب في ذلك على الإطلاق لكن أسأل وأتسائل أيها التاجر ما هي مصلحتك في الإستثمار في مشروع "تطوير الجزر الكويتية" وهذا بالمناسبة مشروع فاشل وقد كتبت عنه وأسهبت فيه ؟ ... والتاجر لا يتحرك عبثا ولا يعرف الصدفة فما هو المخطط الذي يدور في عقلك ؟ هل ستكون شريكا في الإستثمار المستقبلي بمعنى تنجر القوانين والتشريعات وتمهد الأرضية المطلوبة وعندما تصبح سالكة وسارية تعود إلى تجارتك لتصبح شريكا رئيسيا في تلك المشاريع ؟ ... لأنك لو كنت شريكا ومسؤولا في نفس الوقت سيجرمك القانون وفق قانون تضارب المصالح ... المعذرة غاب عن بالي وتذكرت أن القانون لا يطولكم بل ولا حتى يجرؤ أن ينظر إليكم ؟

بو عبدالله نشرت صحيفة القبس في العدد أعلاه مذكرة عن المنطقة الاقتصادية الشمالية "مشروع الحرير سابقا" أنت قدمتها لمجلس الأمة ... تبين فيها فوائد المنطقة الإقتصادية وأسباب إنشائها وسأفند لك نقطة نقطة لأن من كتب هذه المذكرة كان عقلا تجاريا وليس عقلا سياسيا ...
أولا : المنطقة داعمة لأمن الكويت على أنها مستقلة إداريا وتحت سيادة الدولة .
هذه النقطة الأولى تدل على الكتابة الإنشائية والمراهقة السياسية ؟
ثانيا : تدعم الحياة العصرية المعاصرة والرفاهية .
الحياة العصرية يا بو عبدالله ليست بالمراقص والخمور والدعارة وأتحداك أن تخرج علنا أمام الرأي العام وتصرح رسميا أن المشاريع التي تقاتل من أجلها ليس فيها ما أقول ؟
ثالثا : فرصة لتدعيم شراكات جديدة مع الصين وبريطانيا وأميركا .
في الكويت لا توجد لدينا شراكات إنما هو حديث إعلامي والحقيقة هي شركات واستثمارات لتنمية تجارتكم وبسط أكبر قدر ممكن من الهيمنة على السوق الكويتي المحتكر بنسبة 100% ؟
رابعا : تحسن التكامل بين دول مجلس التعاون ودول الجوار الأخرى .
وهل هناك اليوم يوجد مجلس تعاون أصلا !!! وهل دول الجوار التي تقصدها طبعا "العراق وإيران" لديك معهما علاقات اقتصادية عالية أم حذر سياسي واقتصادي واجتماعي ؟
خامسا : لا بد منها للنمو لأن الناتج المحلي الإجمالي دون مستويات 2014 أي أن النمو غائب منذ سنوات وسيسجل %1 فقط سنوياً حتى 2020 .
يا الشيخ منو السبب بعدم النمو الإقتصادي الحكومات ولا المواطن ؟ أليس السوق الكويتي هو احتكار تجار تماما مثل المناقصات الحكومية الدسمة مو "الخرطي" ؟
سادسا : الدين العام يتضاعف بسبب عجز الموازنة .
عجز الموازنة ليس سببه المواطنين بل الإدارة الفاشلة للدولة التي تديرها الحكومات والهيكل التنظيمي للدولة مجرد النظر إليه تعرف تلقائيا أن الكويت استوردت الفساد الإداري من مصر أم الفساد الإداري ... هيئات ومناصب وشكل إداري لدولة صغيرة وشعب قليل بفساد الإدارة وفشل الحكومات صنعت هيكل تنظيمي وكأننا الصين ؟
سابعا : الاستثمار الأجنبي يتراجع .
عندما يتراجع الإستثمار الأجنبي نعرف أن المستثمر لم يتفق مع كبار التجار على النسبة وليس هناك داعي لشرح لماذا تجار العالم لديهم مكاتب في دبي ولا يلتفتون إليك ؟
ثامنا : نقص شديد في فرص العمل إذ هناك 40 ألفاً سيدخلون سوق العمل .
أبشرك والأيام بيننا أن الحكومة ستصبح في ورطة خلال أقل من 5 سنوات قادمة بسبب طوابير العاطلين عن العمل الحكومي لأنها تعمدت إفشال العمل الخاص وهذه أيضا بسبب سوء الإدارة لا يتحمل المواطن فساد إدارتكم ؟
تاسعا : 14 شهراً وينفد الاحتياطي العام .
هل هذه النقطة بالذات "بعبع" حتى ترعب فيها أعضاء مجلس الأمة ؟ ولعلمك العقل السياسي لا يصرح بمثل هذا التصريح لأنه أولا يفزع الشارع الكويتي وثانيا يضرب التصنيف العالمي للإقتصاد الكويتي وثالثا يفقد ثقة المستثمرين في الكويت وبالتالي ما كتب لك هذه النقطة ثق بأنه يملك عقل سطحي ؟
عاشرا : النفط يفقد أهميته وقيمته بسبب البدائل والتفضيلات المتغيرة .
كلامك غير صحيح بالمطلق فالدراسات تؤكد حاجة العالم للنفط حتى عام 2050 والحكومات الكويتية منذ سنة 1982 وهي تتحدث عن خطط لإيجاد فرص بديلة عن النفط لكن "اقبض من دبش" لأن العقول مصديه والنفوس مفلسة والمسؤلين يعملون لأجل مجدهم الشخصي وليس لمجد الكويت وشعبها ؟ 

وبعدما سبق يتضح لي أن سياق المذكرة "الإندفاعية" تجعلنا أمام احتمالين لا ثالث لهما إما أن الكويت تسرق وتنهب بشكل خرافي كبير أو أن الحكومة تتعمد الفساد وإفشال الكويت وإعاقة تقدمها ... والإحتمال الثاني هو الأرجح لأن المركز المالي للكويت أكبر مما تدّعون وبالتالي "مذكرة الرعب" التي قدمتها لا يمكن أن يتعاطى معها العقل السياسي "المحترف" إلا كونها حيلة مكشوفة وواضحة جدا ساقها عقل تاجر يبحث عن مصالحه الشخصية وليست مصلحة ومستقبل وطن وشعب ... وأنا على يقين يا بو عبدالله أنك لا تقرأ كثر ما أقرأ ولا تعلم عن حقيقة نبض الشوارع في المجتمعات العربية والخليجية كما أعلم وأنا في ذلك موهوب صدقا لا قولا ... ولذلك نحن أمام عقلية تجارية تحاول تطويع القرار السياسي لخدمة أهدافها مع عدم استبعاد شبهة الفساد في الأمر برمته ما لم أنت شخصيا تضع أدلة العدالة والشفافية المطلقة ؟
 
وبعد أن انتهيت من تفنيد مذكرتك التي لا ترقى بالعقل السياسي أو عقل المتابع الراصد سأخوض الأن معك في أبنائك الكرام ... كنت أتمنى أن يتم صناعة ابنك البكر عبدالله أو صباح وتهيئته للعمل السياسي وإن كنت لا أعرفهم شخصيا لكنهم يملكون أفضلية استثنائية ... فهم أبناء تاجر أخطبوط العلاقات التجارة الدولية وأحفاد حكام من الأب والأم أي جدهم من الأب سمو أمير البلاد الحبيب الغالي / صباح الأحمد الصباح وجدهم من الأم حاكم الكويت الراحل الشيخ / صباح السالم الصباح ... وبالتالي استبعادهم عن خوض السياسة كان خطأ وعملهم التجاري والحكومي العادي كان خطأ أخر وجميعنا يعلم أننا بحاجة ماسة لصناعة الصف الثاني والثالث وحتى الرابع في نظام الحكم ... ناهيك أن التكنولوجيا قد سبقتك ولم تستطع أنت مواكبتها إلا ما تيسر منها بعكس أبنائك الذين يبدعون في أدوات التكنولوجيا كأبنائي وأبناء غيري لأنهم جيل التكنولوجيا ... ولا أخفيك سرا أني أصبحت أتخوف على الكويت منك وأصبحت أتوجس من توجهك خصوصا وأنا أرى تضاربا بين خط سيرك مع اضطرابات إقليمنا الذي بدأت غيوم الحرب تتشكل فوقه ... فالنوايا يا بو عبدالله هي خاصية سرية بين العبد وربه إنما الأفعال هي من تكون حكم الناس على الناس ... والكويت بلد خير وسلام وفي نفس الوقت بلد المبدعين وأستغرب كثيرا كيف لا ترون كنوز الكويت على حقيقتها فلديكم فرص لا تقدر بثمن ... ولدينا أفكارا وقدرات بسهولة متناهية تمكننا وتجعلنا خلال أقل من سنتين فقط أكرر سنتين نرمي الشرق الأوسط برمته خلف ظهورنا بل ولا نلتفت حتى إلى دخل النفط ... فمن صرف أنظاركم وغير اتجاهها هنا يكمن السؤال المحير هل أنتم أم بطانتكم أم مستشاريكم ... يا بو عبدالله من عجز عن إصلاح الفساد في قلب الكويت واستمتع في فساد تنظيمها الهيكلي "الترللي" لا يمكن الوثوق تلقائيا بمشاريع مستقبلية عملاقة ... فأصلحوا مهازل ما يحدث في عمقنا نصدق بعدها نواياكم بمستقبل الكويت وأجيالها التي هي بالأساس محطمة ماديا ومحبطة نفسيا من تناقضات لا يمكن تفسيرها سوى أن الواسطة أصبحت هي معيار كل شيء لدينا لا الخبرة ولا الإبداع ولا الضمير ولا الوطنية ولا حتى الشهادات ولا أي من هذه المبادئ السامية الرفيعة ؟

عد إلى تجارتك فأنت لست برجل سياسة وتمتع بما تبقى لك من الحياة وانتبه لصحتك أكثر من جيد وقدركم يا بيت الأحمد أن تكونوا حكــــام وليس تجــــار وشتان ما بين الإثنين ... ونفخر دائما وأبدا في الكويت أن حكامنا الصبــــاح ونباهي بكم أمام دول الخليج والعالم بأسره وهذا الأمر بالمناسبة ليس نفاقا لأني لا أبحث من ورائك شيئا إنما هي حقيقة بل ونعمة ربما لا يدركها الكثيرون منكم  ... والمعذرة على الإطالة التي كان بسببها تفنيد مذكرتك في مجلس الأمة وتقبل صراحتي ومكاشفتي لك العلنية ؟ 
 

حفظ الله الكويت وسمو أميرها الحبيب الغالي / صباح الأحمد الجابر الصباح وحفظك الله وشافاك وعافاك من كل مرض وسقم وحفظ أسرتك وأبنائك من كل سوء ومكروه 
 
شاهد موضوع : بالأدلة كارثـة تطوير الجزر الكويتية ؟





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم










2019-03-18

حيــا على الجهاد .. هيــا إلى المجبوس ؟


"صعق العالم بجريمة نيوزيلاندا الإرهابية البشعة وهزت وجدان العالم بأسره من فظاعة المنظر والمشاهد المصورة التي تعمد الإرهابي أن يبثها على الهواء مباشرة ... فتوالت صيحات الإحتجاج والتنديد من كل بقاع الأرض مستنكرة وشاجبه لمثل هذا العمل المتوحش الخالي من أي قيم إنسانية ... وعليه لا بد أن تتحرك الدول والمنظمات الدولية لمكافحة العنف والإرهاب حماية للبشرية والإنسانية ودفاعا عن الأديان السماوية التي يجب حمايتها من الغلو والتطرف" ... ما سبق من الفقرة كان كلاما إنشائيا تافها يصلح للإستهلاك الإعلامي السطحي الذي يخاطب عقول الأغبياء والهُـبل حتى يمتص غضبهم المضحك والذي أصلا انتهت موجة الغضب العالمية بعد 24 ساعة ... والجريمة ستنسى وكأنها لم تكن ومن قتل "ونحسبهم عند الله من الشهداء" ذهبوا وكأنهم مجرد رقم لا قيمة له وانتهت القصة وعليكم أن تفكروا أين سيكون العمل الإرهابي القادم وأيضا ضد المسلمين ؟ ... والذي أرجحه بقوة أن يكون في ألمانيا أو فرنسا لعوامل عديدة ليست مجال موضوعنا الآن لكن فقط أريد أن أطوف بكم حول العقول العربية بحكوماتها الغبية الذين أشاعوا مشهدا تمثيليا مضحكا ؟
 
لو قتل أو استشهد 50 أو حتى 200 مسلم في مسجدهم في نيوزلاندا دون بث مباشر من القاتل لما تفاعل المجتمع مع الجريمة الإرهابية بنفس الزخم وقوة دفع الإعلام ... لكن لأن الجريمة كانت تبث على الهواء مباشرة فقد أصاب الجميع أو الغالبية بالدهشة والإستنكار !!! ... إذن نحن أمام حالة نبحث في تحليلها هل غضبك استنكارك احتجاجك أن الجريمة صورت مباشرة أم ليتها لم تصور أم أنك ضد العمل من أساسه سواء صور أو لم يصور ؟ ... فإن كان الغضب من أنه قد ارتكب وتم تصويره فأنت ضميرا ميتا وإن كان غضبك أنه يا ليته لم يصور ويفجنا فأنت أيضا ضمير ميت وإن كنت ضد الجريمة من الأساس فالموضوع هنا يكون مختلفا تماما ... فالإنسان الطبيعي أن يكون ضد أي عمل إرهابي ضد كائن من يكون لأنك من الطبيعي أن تحمل ضميرا إنسانيا تحصنه ديانتك السماوية ... لكن أي غضب العالم والمجتمع الدولي بأسره والجرائم ترتكب في سوريا والعراق وليبيا واليمن وانتهاكات حقوق الإنسان شديدة الفظاعة في "السعودية والمغرب والجزائر ومصر والبحرين والإمارات والسودان" وغيرها !!! ... أين صرخات لاستنكار عندما حرقت أجساد مسلمين "كامبوديا" وهم أحياء واغتصبت نسائهم ودفنوا في مقابر جماعية ؟ ... أين المجتمع الدولي وهو يرى انتهاكات مسلمين الصين في "أقلية الإيغور" ؟ ... وماذا حدث من انتهاكات كارثية لدى مسلمين الفلبين والطائرات الحربية تقصف قراهم الخشبية وتهجرهم ؟ ... لقد ارتكبت السعودية والإمارات مجازر يندى لها الجبين في اليمن وارتكبت مصر فظائع بحق مواطنيها يهتز لها عرش الرحمن وارتكبت فظائع في سوريا تنسف جملة أو كلمة أنها دولة مسلمة ومجازر في العراق كافية أن تزلزل العالم بأسره وتمزق وحشي في ليبيا يجعلك تضطرب من كذبة الوحدة الوطنية ... فكيف كل هذه الفظائع التي حدث وسوادكم الأعظم يعلم بها علم اليقين ولم تشكل له أي مشكلة أو معضلة وجريمة تافهة جدا جدا جدا مقارنة مع الكوارث الإرهابية الأخرى جعلتكم تنطقون وتحتجون !!! ... فهل أصبح الأمر لديكم لا مشكلة مسلم يمزق مسلما لكن الويل للمسيحي أن يقتل مسلما !!! ؟
 
ألم أحذركم مرارا وتكرارا من أن جعل الدين الإسلامي هو الدين الإرهابي الأول في العالم سيكون له ثمنا باهضا ؟ ألم أكتب وأنشر التحليلات أن من صنع القاعدة وداعش هدفهم إسلامكم وضرب صميم عقيدتكم ؟ ... إذن ما حدث كان جدا طبيعيا فوسائل الإعلام الغربية تركز على جرائم المسلمين أكثر من 300% مقابل التركيز الإعلامي على جرائم الأجانب الغربيين بواقع 80% ... إذن هناك مخطط وطالما وجد المخطط يعني أن هناك فعل والفعل واقع وثابت ويؤكد أن التوجه الإعلامي الغربي والأمريكي متفق على تعزيز تشويه صورة الإسلام والمسلمين ونشر هذا التشويه على أوسع نطاق ... في الجهة الأخرى المسلمين لا يزالون مصرين على أن التطرف مركزه المساجد والمنابر الخطابية وهذا غباء ما بعده غباء ... فمشكلة المسلمين ليست في مساجدهم التي حتى دمروها وفجروها وخربوها في العراق وسوريا واليمن وليبيا بل تكمن في الفكر ثم الفكر ثم الفكر ... ولو أردتموني أكون منصفا معكم أقولها وعلنا مشكلتنا ليست مع كتب البخاري ومسلم وكتب العلماء والفقهاء كلا وأبدا مشكلتنا في الفكر الذي يريد أن يستبد فوق فكر الأخرين ... فكر طغاة لا يريدون أحدا أن يفكر ولا أن يعبر ولا أن يخالفهم ولا يعارضهم فكر طغاة يريد الكل أن يصفق للحاكم وإن كان زنديقا ابن حرام حاكم ينفي ثلث شعبه في مغامراته المريضة وممارساته الشاذة ... وحكومات رؤوسها رؤوس الشياطين من كثرة ما بها من ممارسات وأعمال شر وذل وإهانة للعباد ومشايخ دين ظاهرهم الوسطية والتواضع والشخصية الحسنة وباطنهم كذب الجهاد ونكاح المجاهدات والتمتع بالسبايا ... ومثقفين سيطرت عليهم شهوة الشهرة ونرجسية التعالي على الغير والتكسب الرخيص على موائد ومجالس علية القوم ... يا سادة الأمراض كلها فينا والعقد النفسية كلها مستوطنة بداخلنا والجهل نحن أهله وعنوانه والضعف نحن أسياده وأسياد الإستيراد من الخارج في كل شيء مركبنا وملبسنا ومشربنا وأدويتنا كل شيء ولا أكثر من واقع ودليل انظروا إلى المال ماذا فعل الأخ بأخيه والأخت بأمها والولد بأبيه والطليقة بطليقها وتوحش لم نألفه في حياتنا ... مثل هذا التغير الإستثنائي في المجتمعات العربية التي جعلت من المال هو الإلــــه المقدس الذي إن حضر خضع له الجميع وإن نطق طأطأت الرؤوس له خانعين ... اقرؤوا التاريخ فلن تجدوا أكثر المجرمين والسفاحين وطغاة الأرض أكثر من تاريخ الغرب سفكوا دماء مئات الملايين من الأبرياء ... وما محاكم التفتيش في أوروبا والحروب الصليبية وسقوط الأندلس ثم ستالين وموسيليني وهتلر وموغابي وكيم يونغ الثاني ولينين ... فعندما أراد العرب أن يتعلموا لم يتعلموا من دروس هؤلاء الطغاة وأن الطاغية مهما وصل إلى جنون فإن مصيره الموت المؤكد بل بالعكس قلدوهم ... ولما قلدوهم أرجعوا أوطانهم 100 سنة إلى الوراء ودمروها وصنعوا جهلا في عقول شعوبهم لا يمكن أن يمحيه أحدا ... فمرحبا بكم في أمة الجهل وأمة النوم السخيف والسبات المريض فإن صاح مناديا حيـــــا على الجهاد ردوا عليه هيـــــا على المجبـــوس ... يغضبون لأمر 50 بريئا في الغرب ويصمتون عن جرائم الملايين في أوطانهم تبا لكم ما أخزاكم وما أتفهكم من جبناء عديمي الحياء ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2019-03-13

عنصرية "بعض" الكويتيين ... إلى متى ؟


الزعيم النازي "أدولف هتلر" سطع نجمه الشعبي في بدايات تسلمه للسلطة في 1933 كان بسبب أمر واحد ركز عليه تركيزا شديدا قلب فيه المجتمع الألماني رأسا على عقب ألا وهو "العنصريـــــة" ... من خلالها ظهر ما يسمى بـ "الدماء النقية" يعني ألماني "بطن وظهر" بالرغم من أن "هتلر" لم يكن من أصحاب "الدماء النقية" لأنه من أصل نمساوي صرف ... لكن فن الكلمات وإبداع الشعارات وملكة التحدث أعمت عقول الشعب الألماني فحولته إلى شعب عنصري لدرجة التوحش وبعد التوحش وكعادة وطبيعة الأمان الذين كانوا في الماضي يملكون أدهى عقول العلماء ... تحول التوحش إلى عقيدة وفكر النازية الذي زاد من عمى العقول فأصبح يفتك بأخطر العلماء فتم إعدام الكثير من العلماء ذوي العقول الغير عادية وصولا إلى البصق في وجه "ألبرت أينشتاين" العالم الشهير فوجد نفسه من معارض للهجرة إلى من يذهب برجليه إلى سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ويقدم على فيزا أو تأشيرة السفر هربا من الإنحطاط الذي وصل إليه المجتمع الألماني عن بكرة أبيه فذهب إلى غير رجعة وتوفي في 1955 في ولاية "نيو جيرسي" الأمريكية ... وبعد سقوط الحكم النازي في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 استيقظ الألماني على هزيمة مذلة مهينة مشينة تدوس بأقدامها على كل الشعارات والأكاذيب النازية ... أدرك الألمان بعدها بأنهم كانوا يعيشون في وهم وأكاذيب وعادت إليهم بصيرة عقولهم بعدما شاهدوا حجم الدمار المتوحش الذي لم يكن له أي مبرر سوى أن الشعب الألماني تبع رجلا مجنونا مهووسا منفصلا عن الواقع ... ترتب على مغامرات هذا المجنون قيمة تعويضات خرافية تجاوزت أكثر من 400 مليار دولار آنذاك ثم تم تقليصها في عدة مؤتمرات إلى النصف تقريبا لإدراك المجتمع الدولي بعدم قدرة ألمانيا بسداد مثل هذا المبلغ الضخم ... ولمساعدتها للنهوض من جديد ودمجها في المجتمع الدولي بشكل طبيعي ؟
 
قصص تاريخية كثيرة تخبرنا كيف دولا سقطت ونهضت وشعوبا كسرت وجبرت نفسها ثم نهضت مبادئ وقيم تغيرت وتبدلت من الدكتاتورية التي صنعت جنون الشعوب إلى تغير صادم في القيم والمبادئ بعد سقوط المستبدين ... كلها علامات وإشارات تنم عن إرادة شعبية كانت في غاية المسؤلية للحفاظ على أوطانها ومستقبل أجيالها والتضحية من أجل أن يتركوا لمن بعدهم وطنا منافسا للتطور العلمي والعالمي ... إلا العرب إلا أمة العرب يسقط طاغية فيستمر "معظم" شعبه بالغرور والنرجسية والعيش على ترهات الماضي الذي أصلا لم يكونوا في أي عظمة سوى أوهام أطفال ... تسلق فوق رؤوسهم طاغية مستبد أهلك الحرث والنسل وتغنى على مكاسب حضارات سادت ثم بادت فغنى معه السفهاء والجهلاء من شعبه فظن التافه أنه كائن عظيم ... وهذه من ضمن أسباب عدم نهوض الدول العربية الكبيرة لأنها ترفض لواقع وترفض المستقبل ولا تريد العيش إلا على عظمة وقوة وقدرة ليس لها وجود مثل المجنون الراحل "معمر القذافي" الذي يضع على صدره الأوسمة والنياشين وهو لم يخض حربا واحدة قط ... وابن حاكم خليجي يضع أوسمة ونياشين كثيرة وهو لم يخض حربا واحدة طيلة حياته كلها حالات مرضية تعاني من نقص شديد في الشخصية انعكست على المحيط ثم المحيط الأكبر والأكبر فوقع الإستبداد ؟ 

في الكويت هي دولة صغيرة المساحة والشعب لم يحكمها طاغية مستبد قط في كل تاريخها وإلى يومنا هذا لكن سبحان الله لها أحداث جدا عظيمة وصلت في أحيان كثيرة إلى الكوارث والصاعقة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ... فمن محاولة إسقاط نظام حكم الصباح من قبل "يوسف الإبراهيم" الموالي للخلافة العثمانية في 1897 إلى تمرد "بعض" الكويتيين على نظام الحكم في 1939 - 1945 ومطالبتهم بضم الكويت إلى ملكية العراق ... إلى تعطيل الدستور في 1986 وقمع حرية الكلمة والصحافة والإعلام إلى ... إلى أزمة سوق المناخ والتي تعتبر أكبر وأضخم عملية سرقة من الأموال العامة في تاريخ الكويت ... إلى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في 1990 ... إلى وقوع وحدوث أكثر من 35 عمل إرهابي داخل الكويت من سنة 1972 إلى 2015 ... وما بين كل تلك الحوادث وقعت أيضا معارك داخل الكويت مثل "الصريف - الرقعي - فيلكا - الصامتة - هدية - الرقة" ... كلها أحداث مزلزلة لا أحد يمكنه فهم وإدراك كيف عبرت منها الكويت إلا بفضل ورحمة الله سبحانه وتعالى بالكويت وأهلها ... أحداث تصيبك بالحيرة والذهول كيف "بعض" هذا الشعب إلى يومنا هذا يحمل النفس العنصري المقيت وكيف كل تلك الحوادث لم تشفي مرض العنصرية !!! ... لماذا يرى البعض أنه فوق خلق الله وأن أصله وفصله وحسبه أو نسبه يعطيه الحق أن يكون فوق خلق الله قيمة وقدرا وكأن الله ما خلق أحدا سواه !!! ... لماذا "البعض" يستحقرون الوافد وكل جنسية ينالها مستوى معين من الإستعلاء !!! ... ولو سألتهم ما السبب لجائتك الإجابة "لأننا كويتيين" !!! ولما تغوص في داخلهم تجدهم أيضا يستحقرون أو يستكبرون على بني جلدتهم فهذا سني وذاك شيعي وهذا بدوي وذاك حضري وهذا لفو وذاك بيسري وووو !!! يتحدثون وكأنهم شعب الله المختار ويمارسون حياتهم وكأنهم المبشرين بالجنة ويتعاملون مع الآخرين وكأنهم سلاطين الأرض في زمانهم ... حتى وإن كان بهم عيوبا فإنها لا تعتبر عيوبا بل العيوب لا تقع إلا على من هم أقل أصلا وفصلا فأي وضاعة أخلاقية وأي مستنقع من الرذيلة وقعوا به هؤلاء !!! لا كويتي عاجبكم ولا مقيم عاجبكم ولا بقى أحد ما عبتوا بأهله وبأصله شهالينون اللي إنتو فيه !!! ... ولا يوسوس أحد من هؤلاء المرضى في نفسه المريضة أن كاتب هذه الكلمات يعاني من عقدة أو نقص في الأصل والنسب فلله الحمد والفضل والمنة كاتبكم العبد الفقير يعرف إسمه من أبونا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا بعدد يتجاوز 60 إسما تفصيليا ومسجلا وموثقا ... فاتقوا الله في أنفسكم يوم تلاقون ربكم حفاة عراة واتقوا الله في وطنكم الصغير الذي أنتم عليه عالة فرغم مما مررتم به في كل تاريخكم لم يتعظ أكثركم ... فإن كان غزو بلادكم وشطبها من التاريخ في غزو مجرم لم يوقظ ضمائركم فما لكم إذن سوى قبوركم فهي كبيت شعر عنتر ابن شداد عندما قال مقولته الشهيرة : وسيفي في الهيجا طبيبا يداوي رأس من يشكو الصداع ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم