2019-03-13

عنصرية "بعض" الكويتيين ... إلى متى ؟


الزعيم النازي "أدولف هتلر" سطع نجمه الشعبي في بدايات تسلمه للسلطة في 1933 كان بسبب أمر واحد ركز عليه تركيزا شديدا قلب فيه المجتمع الألماني رأسا على عقب ألا وهو "العنصريـــــة" ... من خلالها ظهر ما يسمى بـ "الدماء النقية" يعني ألماني "بطن وظهر" بالرغم من أن "هتلر" لم يكن من أصحاب "الدماء النقية" لأنه من أصل نمساوي صرف ... لكن فن الكلمات وإبداع الشعارات وملكة التحدث أعمت عقول الشعب الألماني فحولته إلى شعب عنصري لدرجة التوحش وبعد التوحش وكعادة وطبيعة الأمان الذين كانوا في الماضي يملكون أدهى عقول العلماء ... تحول التوحش إلى عقيدة وفكر النازية الذي زاد من عمى العقول فأصبح يفتك بأخطر العلماء فتم إعدام الكثير من العلماء ذوي العقول الغير عادية وصولا إلى البصق في وجه "ألبرت أينشتاين" العالم الشهير فوجد نفسه من معارض للهجرة إلى من يذهب برجليه إلى سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ويقدم على فيزا أو تأشيرة السفر هربا من الإنحطاط الذي وصل إليه المجتمع الألماني عن بكرة أبيه فذهب إلى غير رجعة وتوفي في 1955 في ولاية "نيو جيرسي" الأمريكية ... وبعد سقوط الحكم النازي في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 استيقظ الألماني على هزيمة مذلة مهينة مشينة تدوس بأقدامها على كل الشعارات والأكاذيب النازية ... أدرك الألمان بعدها بأنهم كانوا يعيشون في وهم وأكاذيب وعادت إليهم بصيرة عقولهم بعدما شاهدوا حجم الدمار المتوحش الذي لم يكن له أي مبرر سوى أن الشعب الألماني تبع رجلا مجنونا مهووسا منفصلا عن الواقع ... ترتب على مغامرات هذا المجنون قيمة تعويضات خرافية تجاوزت أكثر من 400 مليار دولار آنذاك ثم تم تقليصها في عدة مؤتمرات إلى النصف تقريبا لإدراك المجتمع الدولي بعدم قدرة ألمانيا بسداد مثل هذا المبلغ الضخم ... ولمساعدتها للنهوض من جديد ودمجها في المجتمع الدولي بشكل طبيعي ؟
 
قصص تاريخية كثيرة تخبرنا كيف دولا سقطت ونهضت وشعوبا كسرت وجبرت نفسها ثم نهضت مبادئ وقيم تغيرت وتبدلت من الدكتاتورية التي صنعت جنون الشعوب إلى تغير صادم في القيم والمبادئ بعد سقوط المستبدين ... كلها علامات وإشارات تنم عن إرادة شعبية كانت في غاية المسؤلية للحفاظ على أوطانها ومستقبل أجيالها والتضحية من أجل أن يتركوا لمن بعدهم وطنا منافسا للتطور العلمي والعالمي ... إلا العرب إلا أمة العرب يسقط طاغية فيستمر "معظم" شعبه بالغرور والنرجسية والعيش على ترهات الماضي الذي أصلا لم يكونوا في أي عظمة سوى أوهام أطفال ... تسلق فوق رؤوسهم طاغية مستبد أهلك الحرث والنسل وتغنى على مكاسب حضارات سادت ثم بادت فغنى معه السفهاء والجهلاء من شعبه فظن التافه أنه كائن عظيم ... وهذه من ضمن أسباب عدم نهوض الدول العربية الكبيرة لأنها ترفض لواقع وترفض المستقبل ولا تريد العيش إلا على عظمة وقوة وقدرة ليس لها وجود مثل المجنون الراحل "معمر القذافي" الذي يضع على صدره الأوسمة والنياشين وهو لم يخض حربا واحدة قط ... وابن حاكم خليجي يضع أوسمة ونياشين كثيرة وهو لم يخض حربا واحدة طيلة حياته كلها حالات مرضية تعاني من نقص شديد في الشخصية انعكست على المحيط ثم المحيط الأكبر والأكبر فوقع الإستبداد ؟ 

في الكويت هي دولة صغيرة المساحة والشعب لم يحكمها طاغية مستبد قط في كل تاريخها وإلى يومنا هذا لكن سبحان الله لها أحداث جدا عظيمة وصلت في أحيان كثيرة إلى الكوارث والصاعقة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ... فمن محاولة إسقاط نظام حكم الصباح من قبل "يوسف الإبراهيم" الموالي للخلافة العثمانية في 1897 إلى تمرد "بعض" الكويتيين على نظام الحكم في 1939 - 1945 ومطالبتهم بضم الكويت إلى ملكية العراق ... إلى تعطيل الدستور في 1986 وقمع حرية الكلمة والصحافة والإعلام إلى ... إلى أزمة سوق المناخ والتي تعتبر أكبر وأضخم عملية سرقة من الأموال العامة في تاريخ الكويت ... إلى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في 1990 ... إلى وقوع وحدوث أكثر من 35 عمل إرهابي داخل الكويت من سنة 1972 إلى 2015 ... وما بين كل تلك الحوادث وقعت أيضا معارك داخل الكويت مثل "الصريف - الرقعي - فيلكا - الصامتة - هدية - الرقة" ... كلها أحداث مزلزلة لا أحد يمكنه فهم وإدراك كيف عبرت منها الكويت إلا بفضل ورحمة الله سبحانه وتعالى بالكويت وأهلها ... أحداث تصيبك بالحيرة والذهول كيف "بعض" هذا الشعب إلى يومنا هذا يحمل النفس العنصري المقيت وكيف كل تلك الحوادث لم تشفي مرض العنصرية !!! ... لماذا يرى البعض أنه فوق خلق الله وأن أصله وفصله وحسبه أو نسبه يعطيه الحق أن يكون فوق خلق الله قيمة وقدرا وكأن الله ما خلق أحدا سواه !!! ... لماذا "البعض" يستحقرون الوافد وكل جنسية ينالها مستوى معين من الإستعلاء !!! ... ولو سألتهم ما السبب لجائتك الإجابة "لأننا كويتيين" !!! ولما تغوص في داخلهم تجدهم أيضا يستحقرون أو يستكبرون على بني جلدتهم فهذا سني وذاك شيعي وهذا بدوي وذاك حضري وهذا لفو وذاك بيسري وووو !!! يتحدثون وكأنهم شعب الله المختار ويمارسون حياتهم وكأنهم المبشرين بالجنة ويتعاملون مع الآخرين وكأنهم سلاطين الأرض في زمانهم ... حتى وإن كان بهم عيوبا فإنها لا تعتبر عيوبا بل العيوب لا تقع إلا على من هم أقل أصلا وفصلا فأي وضاعة أخلاقية وأي مستنقع من الرذيلة وقعوا به هؤلاء !!! لا كويتي عاجبكم ولا مقيم عاجبكم ولا بقى أحد ما عبتوا بأهله وبأصله شهالينون اللي إنتو فيه !!! ... ولا يوسوس أحد من هؤلاء المرضى في نفسه المريضة أن كاتب هذه الكلمات يعاني من عقدة أو نقص في الأصل والنسب فلله الحمد والفضل والمنة كاتبكم العبد الفقير يعرف إسمه من أبونا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا بعدد يتجاوز 60 إسما تفصيليا ومسجلا وموثقا ... فاتقوا الله في أنفسكم يوم تلاقون ربكم حفاة عراة واتقوا الله في وطنكم الصغير الذي أنتم عليه عالة فرغم مما مررتم به في كل تاريخكم لم يتعظ أكثركم ... فإن كان غزو بلادكم وشطبها من التاريخ في غزو مجرم لم يوقظ ضمائركم فما لكم إذن سوى قبوركم فهي كبيت شعر عنتر ابن شداد عندما قال مقولته الشهيرة : وسيفي في الهيجا طبيبا يداوي رأس من يشكو الصداع ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم