2019-03-23

ضحايا المشروعات الصغيرة في الكويت ؟


المشروعات الصغيرة من حيث الفكرة والمبدأ والمنطق هي فكرة خطيرة جميلة تستحق كل الإهتمام والرعاية لا عيب في الفكرة ولا أصلا تحتاج إلى جدال ونقاش ... وإن لم تخني ذاكرتي فإن المشروعات الصغيرة أول من أخرجها كانت "شركة كيبكو القابضة" بقيادة رجل الأعمال الشيخ / حمد صباح الأحمد الصباح ورجل الأعمال السيد / فيصل حمد العيار في سنة 2005 ... ثم دخل بنك الكويت الصناعي ليسير على نهج "شركة كيبكو" ثم تم إقناع الحكومة في الأمر ثم شرّعت قوانين ثم بدأ العمل في المشروعات الصغيرة سواء من القطاع الخاص أو الحكومة ... وقد كنت متابع لتحرك كل من سبق لرصد مدى النجاح بل وأجريت اتصالات وذهب للإستفسار فوقع يقيني المؤكد أن ما يحدث مهزلة ما بعدها مهزلة وجريمة بحق شباب في مقتبل العمر وتوريطهم في أمور أكبر منهم ... فالحكومة متورطة بتعمد ضرب الشباب وشركات التمويل الخاصة تعلب وفق مصالحها والمشاريع الصغيرة لدى الحكومة تعمدت التعجيز وخنق الشباب ... والنتيجة هي تعديل تشريعات بتعديل تشريعات وتطوير آلية بآلية ولم تنتج إلا إحالة اكثر من 360 صاحب وصاحبة مشروع صغير كويتيين إلى النيابة العامة لفشل مشاريعهم اضطر بعضهم أن ينقذ نفسه بالفساد أو بالتحايل فوقع ضحية الإهمال الحكومي الغبي كعادته ... وليس غريبا علينا أن نخرج أجمل الأفكار لكن هناك من يتعمد تشويهها وتعطيلها حتى يجر الكويت وشبابها بل وحكومتها برمتها إلى مستنقع العاجزين والفاشلين ؟

يا سادة العقل التجاري يخبركم أن هناك مشاريع تحتاج تمويل ولا تحتاج إلى دعم لأن التمويل سيجعل الدعم يركع تحت قدميه وهناك مشاريع تحتاج إلى تمويل وإلى دعم فإن لم يتوفر الدعم فشل المشروع وهلك صاحبة في قاع الدين ... والنفط هي السلعة الوحيدة في العالم التي لا تحتاج إلى دعم ولا حتى إلى دعاية وإعلان لأن مستهلكيها العالمين يقفون بطوابير تعرف أولها ولا تعرف أخرها لأنه سلعة الإقتصاد العالمي ... أما في الكويت فإن مجرد فكرة المشروعات الصغيرة لو طبقت بالشكل الصحيح كانت ستخلص اقتصاد أخر ودخل أخر ونقلة نوعية في عمل القطاع الخاص ... وكان يمكن أن يتقلص أكثر من 200 ألف موظف كويتي إلى 100 الف أي إلى النصف لو وجد الكويتيين الفرص الحقيقية في المشروعات الصغيرة وجدواها الإقتصادية الإيجابية ... لكن ما حدث كانت مهزلة تستر عليها كل الإعلام الكويتي الحكومي والخاص تستر الجبان المرتعب من كشف الحقائق للناس لأن الحديث في هذا الشأن سيغضب امبراطورية كبار تجار الكويت ... فالأمر يا سادة لعبة كبيرة سوقوها على مجلس الأمة وكعادة المجلس بأعضائه تمر الطيور من فوق رؤوسهم ولا يشعرون ... وأول خطأ حدث أن في الكويت لا توجد قوانين تضبط القطاع الخاص بمهنيته وشفافيته وعدالته وعندما أرادت الحكومة التدخل في شأن القطاع الخاص بمعنى أعطيك مناقصات مقابل أن يعمل لديك كويتيين بنسب مختلفة ... لكن لا أحد استطاع أن يضبط مسألة حل المخاصمات بين صاحب العمل والموظف أو العامل وتم الإكتفاء بسلطة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل + القضاء ... وقد تجلس في بيتك لمدة سنة أو سنتين دون راتب ولا تستطيع أن تعمل بشكل قانوني في مكان أخر لأن مشكلتك لا تزال معلقة ولم يتم الفصل فيها ولا يتضرر إلا العامل أو الموظف ... وكلاهما "الشؤون والقضاء" يومهم بسنة وبيروقراطية "وانطر يا حمار لين اييك الربيع" بعكس الجهات الحكومية والأهلية في أوروبا والصين وماليزيا وسنغافورة وأمريكا وكوريا الجنوبية ... التي تفرض السلطات التي تحمي صاحب العمل من أي ابتزاز عمالي أو إداري وتوفر أيضا الحماية الكاملة من استغلال العامل أو الموظف وخلال أوقات قياسية ... بعضها يصل إلى ساعات وبعضها أيام وبعضها أسابيع قليلة مما أدى إلى ثقة الأيدي العاملة والعقول الباهرة بحكومتها ومؤسساتها أنتج عن ذلك تقدم في الإنتاجية على كافة المستويات والأصعدة ؟
 
عندما سألت موظفي المشروعات الصغيرة : هل هناك ضمان بأن فكرة المشروع الذي سأقدم فكرته لكم الفكرة لا تسرق ولا تقلد ؟ ... الإجابة كانت : كلا لا يوجد لدينا ضمان بذلك !!! وكيف أقدم فكرة مشروع ولا تقدمون أي ضمان بعدم سرقة الفكرة أو تقليدها ؟ ... هذه هي سياسة الشركة وقوانين المشروعات الصغيرة ... أي من البداية أنت طعم سهل ومن تتعامل أو ستتعامل معهم ليسوا جديرين بالثقة ... حسنا ولماذا دراسة الجدوى الإقتصادية إجبارا وفرضا يجب أن تكون من 3 مكاتب معتمدة لديكم ؟ لماذا ليس من غيرهم ولماذا الدراسة ليست مني أنا شخصيا ؟ وما سر الـ 3 مكاتب التي فرضتها علي وكم يتقاضون منكم ومن أصحابها ؟ وبعد أن يتم اعتماد فكرة المشروع والجدوى الإقتصادية الإيجابية يرفع المشروع إلى اللجنة لأخذ موافقتها من عدمها حتى وإن كان المشروع ناجحا !!! ... ثم يمزقونك بدفعات المشروع ولا يمنحونك إياه على دفعة واحدة ولا حتى على دفعتين بل على دفعات متعددة ليصيب داء البيروقراطية الكويتية القطاع الخاص بسيمفونية كلها نشاز في نشاز ؟ ولا يحق لك أن تحصل على تمويل المشروع إلا إن كنت عاطلا وإن كنت موظفا فلا يحق لك ... ففشلت المشروعات الصغيرة بسبب ليس الفكرة الرائعة والجميلة بل بسبب شرذمة فاشلين من مسؤلي الحكومة المتخلفين في الإبداع ... واسأل الحكومة لماذا لم تدعموا الشباب أصحاب المشروعات الصغيرة ؟ تلقائيا ودون أي تفكير سيأتيك الجواب بسؤال يرد على سؤال : وكيف ندعمهم !!! ... رد عليهم وكيف دعمتم أصحاب الصحف الورقية من التجار ألم تمنحوا كل صحيفة منهم 100 ألف دينار سنويا + شراء 10 آلاف عدد من كل صحيفة مصيرهم سلة المهملات ؟ ... هم كذلك أصحاب المشروعات الصغيرة شابة كويتية لديها كافيه اشتري منها شهريا ما قيمته 5.000 دينار وكويتي شاب فتح مطعم اشتري منه بقيمة 7.000 دينار وأخر لديه محل عصائر اشتري منه بـ 4.000 دينار شهريا ... بل أصلا لماذا تدفع الحكومة بملغ تقدر قيمته أكثر من 3 ملايين دينار هي قيمة الشاي والقهوة والسكر في وزارات وهيئات الدولة ... لماذا لم تتعاقد مع أصحاب المشروعات الصغيرة لتقديم هذه الخدمة ولماذا وزارة الأوقاف لا تتعاقد مع مطاعم المشروعات الصغيرة لشراء وجبات شهر رمضان والتي تقدر بأكثر من 200 ألف وجبة داخل الكويت تكفي لـ 400 ألف نسمة ... أو يا أخي كل وزارة أو هيئة تحول مكافئات الأعمال الممتازة إلى كوبونات أو كروت شراء مجانية 100% وتضع لهم قائمة بـ 100 مشروع من المشروعات الصغيرة القائمة وتقول للموظف "روح أكل وأشرب ووسع صدرك مع أهلك مجانا في أي محل من هذي القائمة" ومبلغ مكافئة الأعمال الممتازة تذهب إلى أصحاب المشاريع الصغيرة ... طبعا هذا الأمر كأنني صنعت صاروخا فضائيا صعب على مسؤلي الدولة أن يفكروا فيه وأن يقدموا خدمة وعروض ودعم لمساعدة شباب المشروعات الصغيرة ؟

في 2004 وإلى 2015 حكومة دبي كانت تستأجر من 3 إلى 6 أدوار من الفنادق الـ 5 نجوم وتدفع المبلغ مقدما لأصحاب تلك الفنادق حتى تشجعهم على السياحة وكدعم حكومي لهم ... وفي نفس الوقت حتى تخرج الإحصائيات التي تتحدث أن نسبة إشغال فنادق دبي الكبيرة 100% والحقيقة أنها ليست 100% بل 70% والـ 30% محجوزة طيلة السنة لحساب حكومة دبي حتى وإن كانت فاضية لا أحد يشغلها ... وليس ذلك فحسب بل نشطت إمارتها بالسياحة بشكل مطلق وسخرت التكنولوجيا لخدمتها وحاربت البيروقراطية ... أما في الكويت وأنا أسف أقولها وقلبي يعتصره الألم لا تكونوا سذج وتغامرون في المشروعات الصغيرة فالفكرة باهرة لكن الدولة مغلقة وقوة الشراء في السرق لا تتجاوز 10 أيام من كل شهر فقط ... والأمر ليس له دخل بذكائك ولا بقدراتك ولا باحترافك الدولة مغلقة يا هذا مغلقة فأي سوق تبحث عنه وأي مشروع تفرح فيه وأنت لا الحكومة تدعم منتجاتك ولا الحكومة تريد أن تفتح الدولة إذن تلقائيا جهز نفسك للخسارة وإلى تحطم النفسية ... غيروا القوانين طوروا التشريعات ادعموا حصريا مشاريع المشروعات الصغيرة واشتروا منهم وافتحوا الدولة للسياحة وليس للخمور وانفضوا عنكم غبار التخلف الذي أشتم منه رائحة نجاسة وأن هناك من يتعمد أن لا تنهض الكويت وتكون منافسة لدبي والدوحة ... مثل طائرة الخطوط الجوية الكويتية الجديدة وصلت من مصنعها في أوروبا قبل شهر وبعدها تم الإصطدام بها تحت ذريعة "معرفش حصل ده إزاي يا بيه - والله بابا ما يعرف كيف هازا يجي أكسدنت سير" ... ورووووح أمش ادفع وعطل ووقف وأخر واستهبل وتعذرب وعطل هذا ووقف هذي واحرق مشروع هذا وهذي وبالطقاق دام بالنهاية حنفية العام المال العام قاعده تصبصب يعني الـ commission شغال ودامه شغال مالي شغل بأحد ... والضحية في كل ما يجري وطن جميل وشعب كريم لا أحد يعرف كم المؤامرات والخيانات التي تجري فوق رأسه ولا أحد يعرف كم الأحقاد التي تكاد تتفجر القلوب من هولها إلا أن أصحابها لا يحملون سوى أنفس مريضة وعقول شياطين وحسبي الله ونعم الوكيل على كل من يضر بشر أو وطننا ... وراحوا شباب المشروعات الصغيرة "وطي" وتعال إدفع الفلوس اللي خسرتها ولا مصيرك السجن أو الدين مدى الحياة ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم