2013-07-29

تحليل واقعي حول نتائج انتخابات 2013م ؟


انتهت انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2013م ... نجح من نجح وسقط من سقط فكان من الطبيعي فرح هنا وحزن هناك وهذي هي لعبة الإنتخابات لا أمان لها ؟

لكن ؟

حدثت مؤشرات منها الخطيرة ومنها الجميلة ومنها من يجب أن نتوقف عندها ؟

المؤشرات الخطيرة
هي وجود أكثر من 5.000 آلاف ورقة اقتراع غير صحيحة ولأول مرة بتاريخ الإنتخابات الكويتية بهذا العدد ... بمعنى أن من صوت بهذه الورقة إما أنه أشر أو اختار أكثر من مرشح أو أنه كتب شيئا ما مخالف لعملية الإقتراع وبالتالي اللجنة القضائية المشرفة على فرز الأصوات تحقق لها أن هذا التصويت غير قانوني وبالتالي تعتبر ورقة لاغيه ؟
السؤال : من قاد كل هؤلاء ومن نظمهم وكيف ؟ هل هم صدفة ؟ كلا ليسوا صدفة ...
 إنهم ليسوا 10 أو 30 إنهم أكثر من 5 ألاف ناخب كان بمقدورهم أن يغيروا من نتيجة الإنتخابات بشكل مؤكد ... وعموما شكرا لمشاركتهم والله يعينهم على عقلياتهم السطحية ؟

المؤشرات الجميلة 
هي نزاهة الإنتخابات وتنظيمها الدقيق ... فلا غرابة أن تتصدر دولة الكويت بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط من ناحية شفافية ونزاهة الإنتخابات البرلمانية والبلدية فيها بشهادة جميع المراقبين ودون أي استثناء ؟

الأمور التي يجب أن نتوقف عندها :
1-      الناخبين قرروا أن يغيروا الوجوه القديمة والتي ملت منها لذلك وصلت نسبة التغيير بالمجلس إلى 70% ... مع تقدم فئة الشباب بشكل لافت وكبير وهؤلاء يعرفون ما يحتاجه المواطن وفي رقبتهم وعود وعهود هم يعرفون أنهم مطالبون بالوفاء بها وإلا سقوطهم أمر وارد جد في الإنتخابات القادمة .
2-      تركيبة المجلس القادم أعتقد أنها تركيبة شديدة القوة من ناحية الطاقات الشبابية + وضوح رؤيتهم + عزمهم على إصلاح مسار الإنحراف الخطير التي تمر فيه الكويت على جميع الأصعدة ؟
3-      التركيبة القوية للمجلس القادم أصبحت من الآن هما وثقلا على الحكومة الكويتية القادمة ... فلم نعهد منذ زمن طويل تشكيلا حكوميا قويا ... وعلى جميع الوزراء القادمون ودون أي استثناء وبما فيهم رئيس الحكومة عليهم أن يعوا تماما أن هذا المجلس يمكن له وبسهولة بأن يطيح بهم جميعا ... وبالتالي على الحكومة أن تنتبه جيدا إما أن تأتي ومعها خطة عمل واقعية وتتعاون تعاون ملموسا حقيقيا وإلا فعليهم أن يكونوا مستعدين للرحيل ؟
4-      على الأعضاء الذين تعودوا على مجلس الأمة لأكثر من 15 سنة و30 سنة أن يفهموا ويستوعبوا بأن عليهم أن يتركوا ويفسحوا المجال لغيرهم وإلا سقوطهم قادم لا محالة ... اطلع بطيبك واختم حياتك البرلمانية بشكل مشرف قبل أن تخرج مطرودا من قبل ناخبيك ؟


ماذا لو الحكومة لم يتغير نهجها ولم تتغير سياستها ؟
بالتأكيد ستشتعل الساحة السياسية بسيل من الاستجوابات التي لن يكون أحد مستثنى منها أبدا + أنه بالأساس هناك نقمة شعبية عارمة تجاه الأداء الحكومي المخجل المضحك والتي يوصف كأنهم حكومة بعقلية سبعينات القرن الماضي + أن الحكومة لم تترك لها صديق مطلقا ... وبالتالي النقمة الشعبية ستكون شديدة التأثير بالإضافة إلى أعدائها السابقين وهم المقاطعون ... ولا مجال لأي تعاطف شعبي مع أي حكومة قادمة على الإطلاق ... فالناس تنتظر محاسبة المفسدين في قضايا كثيرة وينتظرون التنمية التي أصبحت وكأنها أكبر كذبة صنعت وخرجت بالتاريخ السياسي الكويتي ؟

لذلك أنصح جميع الوزراء ورئيس الحكومة ومستشاريها بأن يستعدوا جيدا للمرحلة القادمة وأن يتحلوا بروح رجولية من ناحية مواجهة تحمل المسؤولية الحقيقية بالأخطاء والسلبيات وإصلاحها بشكل فوري ... فأنت أيها الوزير أقسمت أمام سمو الأمير ثم ذهبت وأقسمت أمام الأمة في المجلس ... وبالتالي يا صاحب البشت المعطر سمو الأمير والأمة في حل وبراء من سوء أدائك وأعمالك فتحمل ما صنعت يداك من سوء ؟

 نريد أفعال لا أقوال من الحكومات القادمة 

ماذا عن وزراء التأزيم ؟
وزراء التأزيم حرقوا أنفسهم بيدهم وانتهوا وعودة أي واحد منهم ستكون بادرة في غاية السوء من قبل الحكومة القادمة تجاه المجلس والشارع ... وبالتالي إن عادوا من المؤكد خروجهم رغما عنهم ولو كان مصباح علاء الدين بأيديهم ... باي باي وغير مأسوف عليكم كنتم هما وغما على الكويت وأهلها ؟





ماذا لو تم حل المجلس القادم بحكم من المحكمة الدستورية ؟
كثيرا ما يتداولون الناس هذا الأمر في هذه الأيام ... أيها الناس يجب أن تعوا وتعرفوا جيدا أنه يوجد اختلاف كبير وشاسع بين الأحكام بين فردين أو مجموعة وبين حكم يخص أمر البلاد والعامة ... وهناك أحكام فقهية كثيرة غيبت المصلحة الشخصية وقدمت مصلحة البلاد واستقرارها ... وفي القانون أيضا يسبق ويستثنى الأمر العام على الخاص لما له من أهمية كبيرة من الاستقرار ... وهو الأمر كذلك في المحكمة الدستورية وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد والتي أتوقع ويتوقع أنها بالإمكان أن تتجاوز عن خطأ
( إجرائي - شكلي )
لن يؤثر أو يغير من واقع الأمر في شيء وليس خطأ جسيما صعب التغافل عنه ... في مقابل عودة الحياة البرلمانية واستقرارها واستقرار البلاد والعباد كي تعود الدولة إلى التقدم والإنجاز المعتاد ... مع حفظ سمعة الكويت داخليا وخارجيا ومنعا لتعكير الأجواء السياسية والتي لا يعرف إلى أي مدى هذه المرة ستصل فيها الأمور .

طيب على افتراض أنه تم الحل بحكم من المحكمة الدستورية ؟
بالتأكيد ستكون هناك أزمة سياسية قانونية عارمة لم يسبق لها مثيلا في الكويت ... وستنخفض نسبة المشاركة في المجلس الذي يليه بشكل خطير جدا جدا وذلك راجع لانهيار الثقة تماما بالحكومة ومستشاريها ... وأنا شخصيا سأمتنع عن الإدلاء بصوتي مثل غيري وبالآلاف ... بمعنى أكثر شمولية : لعبتم بالنار حسنا فتحملوا العواقب ؟


قبل الختام

ترى الناس ملت وازهقت من ألاعيب الحكومة فانتبهوا لم يخلق أحد استطاع أن يضحك على شعب بأكملة إلا وانتهى نهائية مخزية ؟
كما أبارك لجميع الفائزين بحصولهم على ثقة ناخبيهم مع تمنياتي لهم بأن يكونوا رجالا عند كلماتهم ووعودهم وعهودهم لناخبيهم .

يستثنى من هذه التهنئة النواب :
عدنان عبدالصمد – فيصل الدويسان – يوسف زلزله – صالح عاشور – عبدالله الطريجي – معصومة المبارك – رياض العدساني – خلف دميثير – مبارك الخرينج – عسكر العنزي – محمد الحويلة – سعدون حماد ؟


وإن غدا لناظره لقريب



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم