2021-12-01

أفضال الكويت على حُكّام ودُول وحُكومات 1

هذه السلسلة من الموضوع تتحدث عن حقبات تاريخية سجلها تاريخ الكويت السياسي والإقليمي ووثقتها الصور والصحف والمراسلات الرسمية بين أطراف خارجية في دول عديدة وبين حكومات الكويت وحكامها وأعيانها وبين الأطراف الخارجية ... والهدف من هذه السلسلة هو توثيق التاريخ السياسي الكويتي بمزيد من الكشف الصادم للدور المحوري والإستثنائي التي لعبته الكويت في تاريخها السياسي ... ليكون مرجعا للحاضر وللقادم من الأفراد والأجيال والمهتمين بعدما رأينا كذبا وتزويرا وافتراء وظلما للتاريخ الكويتي وطمسا للحقائق وإنكار وجحود من الكثيرين لأفضال الكويت وتاريخها السياسي العريق ... وإذ أذكّر للمرة الأخيرة أن هذه السلسة هو سرد "تاريخ ثم تاريخ ثم تاريخ" والتاريخ لا يَحضُر إلا إذا غلب الجهل على العامة واستمرأ الحمقى في غِيّهم وشاب الأمة ضباب العمى واعتلى المنابر الصبية والسفهاء وقاد الإعلام المنافقين والكذابين وأهل الظلال وعبدة المال من عديمي الضمير ... مع ملاحظة أن تواريخ توثيق التاريخ السياسي الكويتي هذا ليس هناك حاكم واحد اليوم يرتبط مع تلك التواريخ وحقباتها التاريخية والأحداث بحكم أنه إما أنه لم يولد بعد أو لم يكن في مقام ومحل المسؤلية والقيادة آنذاك ... لذا اقتضى التنويه . 

الموضـــــــــوع

أبدأ هذه السلسة التاريخية بعظمة ربي وربكم جل جلاله ملك الملوك وجبار الجبابرة لا حاكم ولا ملك ولا سلطان ولا أمير يعلوا أكثر مما قُدّر له الكل خاضع لرب السماوات والأرض صاغرا أو طائعا ... القائل في مُحكم عزيز كتابه العظيم في سورة آل عمران { قل اللهم مالك المُلك تؤتي المُلك من تشاء وتَنِزع المُلك مِمّن تشاء وتُعِز من تشاء وتُذِل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } ... ويقول الحق عز وجل في كتابه الكريم في سورة النساء { لا يُحب الله الجهر بالسوء من القولِ إلا من ظُلِم وكان الله سميعا عليما } وانتبهوا لـ  "إلا من ظُلِم - إلا من ظُلِم - إلا من ظُلِم" ... وإني لأرى أن الكويت قد ظُلمت كثيرا وكثيرا جدا من خلال الكذابين والأفاقين والمنافقين قاتلهم الله بنفاقهم ... ظلموا الكويت بغدرهم وجحودهم وخانوا تاريخها فحجبوا الحقائق المشرفة للكويت وعطاء حكامها وسخاء أهلها وذهبوا ليبحثوا عن كل ما هو ممكن ليُسِيؤا للكويت وضرب سمعتها مستغلين جهل السواد الأعظم من العامة والأجيال التي تعشق السمع وتكره البحث والقراءة ... فإن كان أهل التاريخ وقُرّاء التاريخ من أهل الشرف والضمير وقفوا صامتين عاجزين جبناء مهطعين الرؤوس أذلاء لا أحد يقول كلمة حق في حق تاريخ دوله الكويت ووطنه الذي ولد وعاش وتربى على أرضه فمن أين نأتي بمن يدافع عن التاريخ الكويتي الذي ملأوه الأوغاد كذبا وزورا وطعنا وتحريفا بتاريخنا الذي يشرف الجميع !!! ... إن المسؤلية الوطنية كمواطن وأمانة نعمة رزق الفكر والثقافة تُلزمني أنا كاتب هذه السطور بالكشف عن حقائق لم أود أن أتطرق لها من بين أكثر من 1.700 موضوع سطرتهم على مدونتي هذه ... والذي منعني هي الحكمة والصبر على اللئام والتواضع والترفع عل وعسى أن يخجل هذا أو يستحي ذاك أو أن يهيدهم الله بهداه  لكن من الواضح حقا أننا أصبحنا نعيش في زمن أصبح للوضيع شأنا وللجاهل قدارا وللكذّاب وزنا وللمنافقين رأيا ... وقد نالنا كمواطنين كويتيين منذ سنوات عديدة سيلا من السباب والشتائم بالملايين تملأ مواقع التواصل الإجتماعي وسط صمت حكومي مخزي وغياب مطلق عن الرقابة والرصد والمحاسبة ... لكن أن يتم تزوير التاريخ الكويتي ويُحجب بشكل شبه مطلق فهنا وجب أن نقف ونقول كفى وقد حان الوقت بأن نضع كل في حجمه الطبيعي ونكشف الأوراق ليعرف كلُ حجمه ووزنه وتاريخه لأننا من الواضح نعيش في زمن هذا الجيل لا يفقه "أ ب ت ث" في التاريخ شيئا ... ومن المؤكد أن الملايين لا يعرفون من هي الكويت وماذا فعلت وماذا قدمت ومن صنعت ومن أسست وكيف اليوم الكثير يسخرون منها وكيف ترفعت الكويت بسياستها وتجاوزت الإساءات بالابتسامة والصبر ... إن من مضحكات الأمور ومن خزي وعار الأمم أنها تُنكر عطاء أهل الجود وتتنصل من أفعال الرجال والكرام فتسطر في كتبها وفي احتفالاتها الأكاذيب تلو الأكاذيب ... بهدف صناعة جيل وأجيال من المغفلين والجهلة ليعظموا من شأن من يريدون وينكروا فضل وأفضال الكويت حكاما وحكومة وشعبا عليهم ... وفي هذه السلسلة لا أنا من أتحدث بل التاريخ وأدلته وبراهينه ووثائقه وخرائطه هم من سيتحدثون لكم وسيجيبونكم من هي الكويت وماذا فعلت وماذا قدمت ومن صنعت ومن منعته من السقوط ومن قومت وعززت أركان حكمه ... وأنا هنا أنادي كل كويتية وكويتية من الشرفاء والمخلصين والوطنيين بأن يرفعوا هاماتهم عاليا لأنهم في وطن يحمل من شرف التاريخ وشرف المواقف ما يرفع الرؤوس ويصفع كل جاهل وسفيه بأدلة تغطي الشمس لكثرتها ؟

قبل الغزو العراقي على دولة الكويت كان الرأي العام الكويتي الشعبي والحكومي وحتى حكام الكويت وقياداتها يميلون إلى العراق ميلا عظيما لدرجة أن الكويت بما فيها الأجهزة الأمنية غفلوا وشطحوا كثيرا عن الأمن القومي الكويتي والصحافة الكويتية تنام في أحضان وزارة الإعلام والثقافة العراقية وسط قمع أمني متوحش كويتي في ممارسة ديكتاتورية الرأي الواحد والخط الواحد والتوجه الواحد للقيادة السياسية وللموجة الشعبية العارمة وبالتأكيد هذا كان جهلا وحماقة وتظليلا مارسه السياسيين والأجهزة الإعلامية ... ودون أدنى شك أن صفعة الغزو كانت كافية بأن تعيد إلينا صوابنا لمن يُقدّر إدراك عاقبة الأمور لكن بكل أسف لم يدرك عاقبة الأمور إلا القليل ممن قلوبهم ترتجف على الكويت وأرضها ... فمال من مال وشطح من شطح وقتها كنا نرى أن الأمور يمكن التغافل عنها من باب حرية الرأي والتنوع الفكري وتضارب الأيدلوجيات التي كثيرا ما تتميز به الكويت منذ القدم ... لكن الأمور منذ 15 سنة زادت وبدأت تأخذ منحى أخر مختلف فتحولت الأمور إلى وكأن الكويت تم اختراقها ليس من العراق وليس من إيران فحسب بل حتى من دول خليجية ... وكأنها أمواج تارة تضربنا موجة قطر وتارة تضربنا موجة الإمارات وتارة تضربنا موجة السعودية بل الأمور تمادت ووصلت إلى درجة الولاء المطلق لدول خليجية ... ونشكر مواقع التواصل الإجتماعي التي كشفت عن الهمز واللمز والغمز والصراحة والوقاحة والفجور التي كشفت لنا أن هناك مواطنين يحملون الهوية الوطنية الكويتية "الجنسية" لكن قلوبهم معلقة بالولاء والطاعة لدول خليجية وعربية أخرى ... لكن منتهى الوقاحة أن يخرج الكثير من الإعلاميين والمشاهير لا هم لهم سوى شعبيتهم الزائفة التي يسترزقون من خلالها فيطرحون كل ما هو ممكن للإساءة للكويت ... ولا ينتقون من التاريخ الكويتي سوى كل ما هو مسيء وسيء ليشيعوا للخارج أن هذه هي الكويت مجرد دولة صغيرة وثروة كبيرة ولصوص كُثر وفساد وخمر يتناوله بعض المسؤلين ومواقف مخزية من بعض المسؤلين هذا جاء وذاك قال وهذا فعل وذاك ما فعل وكأن المتحدث والراوي هو أحد ملائكة السماء يعيش بيننا على الأرض كل الناس وكل المسؤلين عيوب إلا هو من المطهرين والمبشرين بالجنة ... وكل العيب على بعض القنوات الفضائية الكويتية التي تتعمد أن تُخفي تاريخ الكويت المشرف بل ويُشرف كائن من يكون فيُنتجون البرامج ضربا في هذا وطعنا في ذاك وكرها في هذا وحبا في ذاك ... انظر كل هذا يحدث في دولة منحتهم الحريات الفكرية لكن المسؤلة وليست المستهترة فيصفق الجهلة والسفهاء على جرأة طرح هذا وجرأة هذه ... والحقيقة هي أن جميعهم شرذمة أوغاد خانوا ضمائرهم ودخلوا في دائرة المنافقين الذين توعدهم ربكم يوم القيامة ؟

لو سألت أي شخص اليوم : هل تعلم أن الكويت الدولة الصغيرة التي تسخرون منها هي من صنعت الدولة السعودية وهي من صنعت استقلال الإمارات التي كانت 9 ثم أصبحت 7 وهي من كان لها الفضل باستتباب الحكم في عُمان وهي من قضت على فتن عظيمة في اليمن والكثير من التحركات السياسية ؟ ... الإجابة الطبيعية ستكون : قهقهة بصرخات كبيرة وسيل من السخرية والإستهزاء من الكويت وحجمها وكيف للصغير أن يصنع الكبير إلا لو كان من وحي خيال مسلسلات الأطفال أو أفلام الفانتازيا !!! ... ظاهر الردود والوضع صحيح لا يمكن لكن للحقيقة رأي أخر ووجه أخر وصدمات كثيرة غابت أو غُيّبت عن العامة من الشعوب التي لا تبحث وتكره الحقائق !!! ... هل قرأت التاريخ بحقيقته وليس بتزوير حكومات دول الخليج لتاريخهم حتى لا يظهروا فضل الكويت عليهم بل أفضال ؟ ... هل بحثت في الخرائط التاريخية والكتب والوثائق القديمة ؟ هل بحثت في الأرشيف البريطاني القديم ؟ هل بحثت في الأرشيف العثماني القديم ؟ ... طالما أنك كنت من المتقهقهين ومن المستهزئين بالكويت فمن المؤكد أنك لم تقرأ حقيقة تاريخ وطنك الكويت "إن كنت كويتيا" ولم تعرف بعد ولم تقرأ تاريخك الحقيقي "إن كنت خليجيا" ... يا سادة يا كرام تاريخ دولكم المسطر في كتبكم في دول الخليج غالبه أكاذيب وحجب بالحقائق ما يدفن مدن وقرى بأكملها حتى يحجبوا عنكم الحقائق والأدلة التي تُثبت وتؤكد لكم أن الكويت الدولة الصغيرة التي تسخرون منها هي من صنعت دولكم وهي من جاءت باستقلالكم ... ولا تستعجلوا معي فخذوا نفسا عميقا وتهيؤا في سلسلة موضوعي هذا عما سأكشفه لكم من حقائق تشيب لها الولدان تضع كل في وضعه وحجمه الطبيعي فكلما طال صبركم تتكشف لكم حقائق ووثائق وأدلة تاريخية صادمة فكونوا من الصابرين معي وكونوا من الشاكرين للكويت وحكامها إن كنتم تحملون ضميرا أمينا ... وفي هذه السلسلة القادمة أستعرض فضل الله أولا ثم فضل الكويت على دول خليجية وعربية ما كنا نريد أن نتحدث عنه ترفعا عن السفهاء ... لكن وقد وصلت الأمور بجهل العامة في الداخل والخارج بتاريخ الكويت وأفضال الكويت بشكل خُرافي كبير ... فإن مرجعيتنا ستكون أولا كتاب الخالق سبحانه وتعالى الذي قال في سورة البقرة { ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير } ... ولأن السواد الأعظم نسي أو تناسى فضل الكويت عليه فإنني أتسلح بقول ربي جل جلاله في سورة الأنفال { إن الله لا يحب الخائنين } ... فلا تنسوا فضل الله عليكم ولا تنسوا فضل الكويت عليكم ولا تخونوا عهدكم ولا تنكروا وطنكم ولولا الله سبحانه ثم هذا الوطن لما كنتم اليوم موجودين في دول تتبجح بنرجسيتها  ولا تنافقوا من مشى في ركب الظلال والجهل والإفتراء ... واتقوا ربكم في يوم توعّد ربكم أهل الكذب والإفك بقوله سبحانه في سورة الجاثية { ويلُ لكل أفّاك أثيم } ... ومن هذه الآيات المباركة أبدأ بسلسلة من موضوع "أفضال الكويت على حُكّام ودُول وحُكومات" مدعما حديثي بشهود وأسماء وصور ووثائق تاريخية وتواريخ محددة بشكل دقيق حتى لا يكون لأحد حجة على ما سوف يتم نشره من أفضال الكويت على حكام ودول وحكومات ... { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } الأعراف ... حفظ الله الكويت أميرا وحكومة والشرفاء والوطنيين من شعبها الكريم ؟


 


يتبع الجزء الثاني ... السعودية


 


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم