2013-11-03

تعرفوا على العملاق الراحل عبدالرحمن البعيجان ؟


هو الشاعر والملحن الكويتي عبدالرحمن حمد عبدالرحمن ... ولد في الكويت من عام 1939م في حي القبلة ( جبله ) .
عائلة البعيجان الكريمة الأصيلة هي نجدية الأصل وهناك من سكن الكويت وهناك من سكن الزبير ثم عاد واستقر في الكويت إلى يومنا هذا وهناك من لا يزال في المملكة العربية السعودية وهي من العوائل التي ترجع أصولها إلى قبيلة تميم .

منذ صغره وهو متذوق للشعر وللفن وعاشق لآلة العود وكان نابغة منذ صغره ... لكنه لم يكمل تعليمه لكنه أصر على أن يتعلم فتعلم ودرس في القاهرة وتخرج وعاد إلى الكويت .
تأثر بالموسيقار محمد عبدالوهاب والموسيقار رياض السنباطي ... وقام بتلحين أول أغنية في مشواره الفني في عام 1960م للفنان غازي العطار ... ثم تبعها بمجموعة ألحان لغالبية العمالقة آنذاك مثل الفنان مصطفى أحمد وصالح الحريبي وغريد الشاطئ وعبدالمحسن المهنا وعوض دوخي وعبدالكريم عبدالقادر وحسين جاسم ويحي أحمد وخليفة بدر وأحمد عبدالكريم ومبارك المعتوق وعبدالرب إدريس وعبدالحميد السيد وإبراهيم الصوله وفيصل عبدالله وعباس البدري وغيرهم الكثيرين .


ثم ذاع صيته خارج الكويت من شدة قوة تطويره وإبداعاته لألحانه وحتى الإيقاعات طورها فتعاون ولحن لفنانين الوطن العربي مثل : حورية سامي وحورية حسن وشريفة فاضل ووردة الجزائرية وفايزه أحمد وبديعة صادق وسعاد محمد وعالية التونسية وغيرهم الكثيرين ... لحن الأغاني العاطفية والوطنية والدينية والأوبريتات والإسكتشات والمونولوج والثنائيات الغنائية وصولا حتى إلى القصيدة الغنائية وغيرها من الفنون الموسيقية المختلفة .


في فترة الستينات من القرن الماضي لحن وكتب أكثر من 120 أغنية 
في فترة السبعينات لحن وكتب أكثر من 167 أغنية 
في فترة الثمانينات لحن وكتب أكثر من 100 أغنية 
في فترة التسعينات لحن وكتب أكثر من 55 أغنية 
جميع الأغاني موزعين ما بين أغاني عاطفية ودينية ووطنية بمجوع أكثر من 445 أغنية ... هذا ناهيك عن المقطوعات الموسيقية والفنتازيا الموسيقية الكثيرة ؟

تميز عبدالرحمن البعيجان بذكائه وإبداعاته في خلق وصنع ألحانه بأسلوب وطريقة مثيرة للإهتمام ... فتنوع في الصيغ الغنائية والتنوع في ميزان الأغنية والتنوع في الضروب والإيقاعات والتنوع في المقامات المستخدمة والتنوع في أساليب الأداء .

في السبعينات والثمانينات كون ثلاثيا ناجحا مع الشاعر الكبير يوسف ناصر والفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر ... ثم كون ثلاثيا ناجحا مع الشاعر الشيخ خليفة العبدالله الصباح والفنان القدير مصطفى أحمد ... فقدموا أجمل وأروع الأغاني التي لا تزال تعيش بيننا إلى هذا اليوم .
لحن للفنان عبدالكريم عبدالقادر الأغاني مثل
زوار – تكون ظالم - ليل السهارى - ما نسيناه - تعيش وتسلم - عزيز وغالي - حبه يا قلبي - جاني يتشكى - منزلك عيني - لا تسألوني من أحب - نعم نحبك نعم - والرائعـــة أغنية وين مرســــاك ... وغيرها الكثير .
لحن للفنان مصطفى أحمد الأغاني مثل
الله يا الدنيا - ما درينا بك - يسلم لي هذا الطول - وايد وايد - زلة لسان - بواق القلوب - ورائعة أغنية رواح - والسمفونية الرائعة مكتــوب علينـــا ... وغيرها الكثير .  


عبدالرحمن البعيجان يعتبر مدرسة فنية حقيقة صعب تكرارها أو حتى تقليدها ... صنع مدرسة خاصة به ويعتبر من أعمدة وتاريخ الفن الكويتي بامتياز ... كما لا نغفل المدارس الفنية للعمالقة مثل مدرسة الأستاذ الراحل أحمد باقر ومدرسة الأستاذ الراحل خالد الزايد ومدرسة الأستاذ يوسف المهنا ومدرسة الأستاذ الراحل سعود الراشـد وغيرها من المدارس الفنية الكويتية العريقة والعملاقة .
من العلامات المميزة لمدرسة عبدالرحمن البعيجان كان لا يسمح لأي كان بأن يتدخل في أعماله مثل أن يعدل على أي مقطع أو جزء من ألحانه نهائيا ... هو من كان يصنع اللحن من بدايته إلى نهايته ويشرف على التسجيل بنفسه وعلى التوزيع ... مع السماح للموزع بأن يتدخل من ناحية اللزمة والقفلة الإيقاعية بشيء بسيط وفي الحدود القصوى ... فكان حريصا على عمله بشكل دقيق جدا ... هذا حسب ما نقله إلي أكثر من فنان وهناك من قال أنه كان يسمح بتدخل الموزع في ألحانه ... وفي كل الأحوال أن عمله كان يخرج بتميز سواء تدخل أم لم يتدخل أحد .

في تسعينات القرن الماضي أصيب عبدالرحمن بجلطة دماغية ثم تلتها جلطة قلبية ثم الغرغرينا حتى وافته المنية في 2/6/2000 .
العملاق عبدالرحمن البعيجان صنع نفسه بنفسه وقدم للكويت خدمات جليلة من الناحية الفنية والثقافية ... ومع الأسف الشديد كان لا يحب الظهور العلني ولا المقابلات التلفزيونية والإذاعية وأدار ظهره للشهرة فطارته هي بجنونها ... فكان الإسم الذي لا يمكن أن يمحى من تاريخ الفن الكويتي والبصمة الكويتية الأصيلة التي ستكون الكويت وأجيالها ممتنين لعطائه وإبداعاته .
مدرسة الراحل عبدالرحمن البعيجان لم تكن عبدة خاضعة للمال فكان المال هو العبد والخادم الخاضع له ومع ذلك لم يتلفت يوما إلى المادة على الإطلاق ... وهذه شهادة بعض الفنانين الكبار الذي تحدثت معهم شخصيا .



رحمك الله يا البعيجان وأسكنك فسيح جناته وشكرا لك من صميم القلب على ما صنعت وما قدمت للكويت وسمعتها الطيبة آنذاك .
من يجهل عظماء الفن الكويتي لاشك بأنه جاهل في التاريخ الكويتي العريق


الله يرحم يوم كان الفن الكويتي يهز هز ويرعب أكبر الفنانين في الوطن العربي



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم من ألحان الراحل