الكــــــويـت ثــم الكـــــويـت: بحث : بالأدلة حقيقة مُلك اليمين والجدال حوله ؟

2020-11-01

بحث : بالأدلة حقيقة مُلك اليمين والجدال حوله ؟

في البداية أحب أن أنوه للجميع بأن هذا الموضوع يحتوي على صور وفيديوهات عارية أو خادشه للحياء لكنها جاءت من ضرورة الإثبات في موضعي "العلمي الشرعي" وأن تلك الصور تعتبر إثبات تاريخي عن حقيقة تاريخ الأمة الإسلامية والأمم الأخرى بممارسات أثبتتها كتب التاريخ والموروث الإسلامي و"لا حياء في الدين" ... لذا اقتضى التنويه للجميع .

الموضـــــوع

وقع لغط كبير وجدال واسع كعادته منذ عقودا طويلة فأصبح كل يدلي بدلوه ورأيه في مسألة واضحة وضوح الشمس لكن سوء الفهم وعدم إدراك واقع المجتمعات والأمم القديمة هو من يرفض الكثير منكم فهمه ... لكن لم يكن هناك أي خلاف أو لغط بل ولا يوجد أي صراع فقهي على مسألة ومسائل "ملك اليمين" بسبب طبيعتها المجتمعية التاريخية وشريعتها الإسلامية وما ألفته الأمم السابقة ... فهناك من قال أن المجتمع الذي يحتوي على العبيد والجواري أو مُلك اليمين يعني أن المجتمعات الإسلامية في العهد "الأموي - العباسي - العثماني" كانت مجتمعات منحلة أخلاقيا ... وهذا قول ليس صحيحا وليس في محله وكل ما يحدث من تفكير وتحليل هو أن المتلقي لا يريد أن يتخلص من عقله في 2020 ويرجع بعقل وتصور سنة 1800 ميلادية وما قبلها ... بمعنى لا تفكر وفق مفهومك أنت اليوم ولا تفسر وفق مجتمعك اليوم ولا تصدر الأحكام وفق ما تعودت عليه وما ألفتموه في زمانكم ... فمجتمعكم اليوم يختلف كليا عن المجتمعات القديمة ليس هذا فحسب بل لو رميتك في المجتمع القديم وتحديدا في سنة 1700 ميلادية بملابسك بهيئتك بسيارتك لاعتقلوك ولقالوا أنك من الجن أو من قوم "يأجوج ومأجوج" ... ليس هذا فحسب بل لن تفهم لغتهم ولن يفهموا لغتك لأن اللغة المحلية أو الدارجة تختلف عن اللغة العربية "المُبسطة" والمبسطة تختلف عن اللغة العربية "الصرفة" ... هذا فقط أرجعتك 300 سنة فقط للوراء وليس ألف وألفين سنة من أيام جاهلية العرب وإسلام العرب ... أما في زمانكم هذا وفي أيامكم هذه فإن قارة أوروبا تعتبر مركز تجارة الجنس والدعارة العالمية وأسهل شيء في أوروبا هو الحصول على الجنس بمقابل ... بل هم يتفننون ويبدعون في تجارة الجنس لدرجة أنك لا تحتاج للخروج للبحث عنه بل الجنس بكل أشكاله وأنواعه وجنونه يأتيك إلى قدميك أينما كنت وكيفما شئت طالما أنك تحمل ثمن ذلك ... فهل تستطيع أن تقول أوروبا مجتمع منحط منحل غارق بالإنحراف ؟ إنه قول ليس دقيقا بسبب أنهم يسيطرون على أهم صناعات العالم بل ويتحكمون في كل الأوطان العربية بصناعاتهم الموثوق بها ... إذن القول بأن المجتمع الإسلامي قديما بسبب الجواري والعبيد كان مجتمع منعدم الأخلاق هو قول ليس صحيحا وليس في محله ... وإن كان في الخلافة الإسلامية أسواقــــا ومحلات لبيع العبيد والجواري فإن في زمانكم هذا هناك أسواقــــا لتأجير الخدم والعمل بمقابل ومحلات لبيع الجنس وأدوات الجنس ونساء يقفن عاريات وأشهرها في أسواق وحانات "أمستردام" الشهيرة ... وبالمناسبة ما أتحدث عنه كانت سيرة وطبيعة كل المجتمعات وكل الأمم قديما في جاهلية العرب والإسلام والإمبراطورية الفارسية والرومانية والحبشية والصينية والمغولية بل وحتى ما قبل الميلاد في امبراطوريات الفراعنة وآشور وبابل ... وبالتالي هذه كانت طبيعة البشر وفكرهم وسلوكهم ومسلكهم بل كانت تجارة العبيد والجواري تعتبر من أكثر التجارات ازدهارا ونفوذا وكانت هذه التجارة جزأ أساسيا من اقتصاد الدولة ... أما في زمانكم فقد اتفقت الدول العظمى على وقف ومنع تجارة العبيد والرق في اتفاقية سنة 1926 وألحقت بـ "اتفاقية تكميلية" في الأمم المتحدة في 1956 وأصبحت منذ ذلك الحين سارية على جميع أعضاء الأمم المتحدة بالمطلق ... بمعنى أكثر توضيحا أن وقف تجارة العبيد والجواري عطلت وأوقفت حديثا من قبل 64 سنة فقط ... ولا يغيب عن بالكم ثورة السود في أمريكا في سنة 1964 بعد عنصرية صعق منها العالم من هول الفظائع التي كان يمارسها الأمريكيين البيض ضد مواطنيهم من السود ولا تزال العنصرية هناك موجودة وبشكل واسع النطاق ؟

ملك اليمين في الإسلام

الفتوحات الإسلامية في حقيقتها كانت غزوات وإكراه واغتصاب أراضي وممتلكات وكان الأمر محصورا بين أمرين إما أن تؤمن وتسلم لله وحده لا شريك له أو أن تدفع الجزية أي المال مقابل توفير أمنك وحمايتك ... هو نفس الأمر مشابه تماما في غزوات الإمبراطورية الفارسية والرومانية والإغريقية "اليونان" والإمبراطورية الصينية القديمة ... والقرية أو المدينة التي تختار الحرب تحدث الحرب فيُقتل الرجال والفرسان وتعتقل النساء والأطفال ويساقون إلى مركز المدائن للمنتصرين وتخرج النساء من صفة الحرائر أي الحرة إلى صفة السبية ومجموعها السبايا ... ومن تكن باهرة القوام والجمال تجبر على العمل في بيت من اعتقلها أو أسرها وتتحول من سبية إلى جارية وإن رفضت يتم بيعها في الأسواق فتباع فتتحول إلى ملك يمين أي أصبحت ملك لمن اشتراها "وفق الشريعة الإسلامية" ... أما لدى الآخرين من الأمم الغير إسلامية فالسبية تظل سبية حتى تموت تُنكح من أي مالكها دون أي سند شرعي ولا تتزوج وإن حملت فإن جنينها يقتل أو يتم بيعها هي وجنينها أو تنفى خارج المدينة ... ولو كان في البيت عبدا وجارية فلا يتزوجون إلا بموافقة مالكهم فإن تزوجوا وأنجبوا يصبح أولادهم ملك لمالكهم ... ويجوز للمالك أن ينكح الجارية التي يملكها أي ملك اليمين وإن كانت بكرا عذراء ليس هذا فحسب بل لا يجوز للجارية أن تتستر في بيت مخدومها ومالكها وتبقى تعمل كما كانت تباع ... ففي الأسواق كانت الجواري يتم عرضهن للبيع وهن عاريات الصدر والرأس ومن يريد الشراء يأخذونه خلف ساتر من القماش فتنزع عن ما في خصرها ليشاهد ويعايش بضاعته بكامل عورتها والغالبية كانت المعاينة علنا بلا ساتر ... ولذلك تثبت الصور التاريخية القديمة والرسومات التي تصور الواقع التاريخي بأن الجواري كان يعملن في بيوت ملاكهن وهن مكشوفات الصدر والبعض كانوا يعملون في بيوت ملاكهن وهن عرايا تماما ... وإن استنكرت ما أقول فخذ ما فعله الفاروق "عمر ابن الخطاب" فقد كان ينزع غطاء الرأس من الجواري بقوله الشهير "لا تتشبه الجارية بالحرة" المصدر "كتاب طبقات ابن سعد الجزء السابع ص 127" ... وقول أنس رضي الله عنه نقلا عن جده أنس ابن مالك خادم رسول الله عليه الصلاة والسلام عن إماء عمر ابن الخطاب " كُن يَخْدِمننا كاشِفاتٍ عن شُعُورِهِنَّ" المصدر "البيهقي والألباني وابن تيمية" ... وهذا دليل واستلال قطعي الثبوت بفصل واستقلال حياة الجواري والعبيد في الحياة الاجتماعية والإقتصادية في التاريخ الإسلامي والأمم الغير إسلامية في بلاد فارس والروم واليونان ومصر وغيرها ... ليس هذا فحسب فحتى اليهود وبديانتهم شرّعوا تجارة العبيد والجواري وباركوها وفق شريعتهم وازدهرت تجارتهم في مكة والمدينة بسبب مركزية المنطقتين من الناحية الاقتصادية المصدر "شذرات الذهب ج 1 ص 6" ؟

ولا يختلط عليكم الأمر أعزائي القراء فالأمر كان مماثل تماما في حال تم أسر جنود مسلمين في الغزوات والحروب وكانوا يباعون في الأسواق المسيحية ويتحول المسلم الحر إلى مسلم عبد وما أكثر تلك الأحداث في "تاريخ مالطا" التي كانت مركز تجارة للعبيد منهم عبيد أتراك وعبيد عرب وعبيد من أفريقيا ... وقد التبس الأمر على الكثيرين من الأساتذة والمفكرين عندما ساقوا الأمر ووظفوه وجعلوا زواج الحرة كزواج الأمة أو الجارية فجعلوا اشتراطات الأمة بمثل اشتراطات الحرة وهذا قول ليس في مكانه الصحيح ... فالأمَةُ أصلها جارية والجارية أصلها سبية والسبية تفقد ولايتها بسبب الغزو أو قتل وليها أو حتى بيع أبيها لها في الأسواق مقابل المال أو دين سابق بل كان هناك جواري من سلالة جواري تمتد لألف سنة من تاريخ أجدادها من الخدم والعبيد ... وقد كان هذا الأمر جدا شائعا أن يأخذ الرجل مالا بصيغة الدين فيتكاتب على ضمان ابنته فإن حل الموعد ولم يسدد سلم ابنته لصحاب الدين حسب ما اتفق عليه وبالتالي لا ولاية للجارية أو الأمة ولا ولاية للسبية وهذا كان عرف كل الأمم دون أي استثناء ... وإن كنتم تستغربون ما أقوله سأسرد لكم زواجا حقيقيا حدث في الكويت في 1992 فهناك كويتي أراد الزواج بمقيمة عربية والدها متوفي وأخيها في بلدها وتعيش مع أمها في الكويت أي لا يوجد لديها وليا وبعد أن حضرا إلى المحكمة تم تقديم ما يثبت من أوراق بوفاة والدها وأن لا يوجد لها وليا في الكويت فقال القاضي "وكليني يا ابنتي على زواجك" فوكلت القاضي "شفهيا" بأن يكون وليها والقاضي زوّج الكويتي بها وتم عقد القران رسميا في الحكمة وكنت أنا شخصيا شاهدا على هذا الزواج ... فأين ولاية الأخ والخال والعم إلا أن ظروف الحياة هي من تفرض اختلاف الحالة عن الأخرى فلا يجوز التعميم بل يجوز التخصيص لظرفية الحالة كل على حدة ؟

ملك اليمين في القرآن والإسلام

إن آيات مُلك اليمين كثيرة في القرآن الكريم وكانت بمثابة تشريع وتنظيم سماوي في هذا الشأن فقد ورد في سورة المؤمنون قوله سبحانه { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } ... { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما } النساء ... { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } النساء ... { لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا } الأحزاب ... أما الخلاف في سورة النساء على هذه الآية الكريمة التي وردت في سورة النساء { ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان } ... والأمة أي الجارية ليس لها أهل لأن أصلها سبية وبيعت في الأسواق ومالكها وأهل بيته يصبحون في حكم أهلها فمن أراد الزواج بها فليطلبها للزواج من مالكها ويدفع صداق مهرها شرط أن تكون مسلمة لأن الجواري كانت من ديانات وعقائد أخرى كثيرة ... والجدال الآخر والذي لا يزال قائما منذ عقود طويلة في فقرة الآية رقم 31 من سورة النور بقوله سبحانه { أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن } ... فالمسألة لا تحتاج إلى لغط وفهم طويل فالحرة التي تملك عبدا أو عبيدا ليست كالمسلم الذي يملك جواري فلا ينكح المسلمة عبدا أو كما يطلق عليه قديما "وَغـــدا" ولا يجوز أن تظهر زينتها ومفاتنها أمام عبيدها أو غلامها ... فإن أرادت أن ينكحها فعليها أن تعتقه وتجعله حرا ثم حق لها أن تتزوجه بموافقة وليها وعلى صداق مسمى بينهما أي مهرا وبشرط أن يكون مسلما حرا غير مملوكا لأحد ... وبالتالي تقع هنا مسألة أخرى متشابكة قد تلتبس عليكم كيف لمالك الجارية حق له أن ينكحها ولا يحق للغريب أن ينكحها إلا بزواج ومهر ؟ فالمالك صفة مستقلة ملكها بموافقتها وموافقة تاجر النساء أي بائعها ودفع ثمنها مقدما فأصبحت مملوكة وتعمل في داره عارية أما الزوج فصفة أخرى تشترط موافقة المالك والجارية فإن رفض المالك سقط حق الجارية ... أما ما وقع فيه كبار المفكرين من المرأة المسلمة التي تمتلك عبيدا فقد سقط منهم سهوا قوله سبحانه في سورة البقرة { ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم } ... فالمؤمنة المسلمة لا ينكحها عبدها ولا عبيدها ولا يطلع على حسن مفاتنها وجسدها إلا أن يكون حرا غير مملوكا ويكون مؤمنا مسلما وقتها تستطيع الزواج به بل وحتى يومنا هذا لا يتزوج اليهودي والمسيحي بمسلمة فزواجهم باطل شرعا فالمسلمة لا ينكحها إلا مسلم ... وتلك ميزة المسلمة ورفعة شأنها في الإسلام لأن الإماء والعبيد كثير منهم من كانوا بلا دين أو نصارى أو يهود فقد اختلط الأمر كثيرا على الكثيرين ... ونخلّص المسألة أن مالك الأمة شخصيا لا يستلزم مهرها في معاشرتها أما من أراد الزواج بها فيستلزم إذن مالكها وموافقتها وتقديم مهرها والمسلمة التي تملك عبيدا هم محرمون عليها إلا أن يكون حرا ويتزوج بها بموافقة وليها ... أما في حياة رسولنا عليه الصلاة والسلام فقد قال "لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك أسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي" المصدر : صحيح البخاري ... وقوله عليه الصلاة والسلام "من لأمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مما تلبسون ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله" المصدر : سنن أبي داوود ... وهذا دليل أخر من أن حياة الجواري والإماء والعبيد كانت أمرا عاديا بديهيا في الحياة الاجتماعية آنذاك وليس شذوذا ولا أمرا غير مألوف ؟

فيديو نادر لبيع العبيد في الحجاز

فيديو أخر نادر لبيع العبيد والجواري في الحجاز

أسعار الجواري والعبيد مقارنة مع أيامكم

يعتقد ويظن الكثيرين أن أسعار بيع وشراء الجواري والعبيد قديما كان رخيصا وأنه أمرا في متناول الجميع وهذا الأمر بالتأكيد لم يكن كذلك ... مثل زمانكم هذا الغير قادر لا يستطيع أن يجلب عاملة المنزل والقادر يستطيع أن يستقدم عاملة منزل وسائق أما الغني فمن الطبيعي أن تجد لديه 10 و 20 ما بين خادم وعاملة وسائق وطباخين أما الأثرياء فمجموع أعداد خدمهم يتجاوزون أكثر من 100 و 200 ... أما في الإسلام فكان هناك الدرهم والدينار هما أساس التعاملات المالية ما بين الناس والـ 10 دراهم = دينار ... والدينار كان نوعان "فضة وذهب" والمقياس دائما كان بالوزن فوزن الدينار الذهب = 4.25 أربعة جرامات وربع الجرام من الذهب ... ووفق سعر البيع "وقت كتابة هذا الموضوع 31-10-2020" لغرام الذهب الواحد يكون على الشكل التالي

1- سعر الذهب عيار 22 = 16.93 دينار = $ 55.40

2- سعر الذهب عيار 21 = 16.16 دينار = $ 52.88

3- سعر الذهب عيار 18 = 13.85 دينار = $ 45.33

4- سعر الذهب عيار 14 = 10.77 دينار = $ 35.26

فلو أردنا أن نضع متوسط سعر بيع العبد بـ 100 دينار × 16 دينار وفق عيار 21 ... فهذا يعني أن سعره في أيامكم هذه = 1.600 دينار كويتي = 5.200 دولار ... والجواري كلما زان قوامها وزاد جمالها ارتفع سعرها فكان البيع في متوسط يتراوح ما بين 500 إلى ألف دينار = 16 ألف دينار كويتي = 52 ألف دولار ... أما الطبيعي والمعتاد قديما فقد كان الخلفاء والأمراء والأثرياء يشترون الجاريات باهرات الجمال بـ 50 ألف دينار ووصل في الكثيرات إلى سعر 100 ألف و 500 ألف ومليون دينار إسلامي قديما وكان يسمى "ألف ألف دينار" أي مليون ... ونأخذ المتوسط ونقول 500 ألف دينار إسلامي قديم × 16 دينار كويتي قيمة غرام الذهب = 8 ملايين دينار كويتي = 26 مليون دولار ... إذن لا يتصور أحد منكم أن المسألة كانت ببساطة وأن كل المسلمين كانوا قادرين على شراء العبيد والجواري أو الإماء كلا وأبدا بل يثبت الموروث التاريخي في العصر العباسي أن الكثير من الرعية كانت لا تلبس "نعالا" في أرجلها لشدة الفقر ... وفي المقابل كان هناك الأغنياء والأثرياء في بغداد والبصرة والشام وحلب ومصر ومكة المكرمة والمدينة المنورة ؟

مُلك اليمين في زمانكم هذا

في مواضيع كثيرة ذكرتها في مدونتي هذه أن شريعة مُلك اليمين تم تعطيلها من قبل الإستعمار البريطاني والروسي وتحديدا بعد سقوط الخلافة العثمانية في 1924 ... ناهيكم أن القوانين الدولية آنذاك قد بدأت فعليا بمنع ومحاربة تجارة العبيد والجواري فسنت قوانين دولية وبدأت القوى العسكرية البحرية تطارد السفن التي تنقل عبيدا عبر البحار ... ومنذ سقوط الخلافة العثمانية وحتى يومنا هذا خرجت 3 أجيال "الجيل 33 سنة" والبعض يتصور أنها 5 أجيال ... وهذا يعني أن جيل بعد جيل ظهر وقرأ التاريخ الإسلامي لكنه لم يعايش تلك الحقبة بالمطلق ناهيكم أنه ولد في بيئة ومجتمع ينكر هذه الشريعة وتلك البيئة المجتمعية لتلك الأمم ... أضف إلى ذلك كمية المبادئ والقيم التي تم ضخها في عقول هذه الأجيال من صغرهم وحتى كبرهم من الطبيعي أن ترفض ممارسات الأمم السابقة وإن كان هو امتداد لتلك الأمم من ناحية الدين والإسلام ... الرفض اليوم في مسألة الجارية أو العبد أمرا طبيعيا ومفهوم الأسباب ولا عيب في ذلك لكن عليك أن تتفهم ظروف وفهم وعقلية الأمم السابقة حتى تستطيع أن تستجمع حقيقة الأوضاع قديما فلا تصدر الأحكام بجهل ودون بينة وبصيرة ... وليس هذا فحسب بل الأمر يا سادة سيعود كما السابق من جديد وربما أكثر من ذلك يوم يقل عدد الرجال في مجتمعاتكم ويكثر عدد النساء بسبب القتل والحروب ... قال رسولنا عليه الصلاة والسلام "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا ويشرب الخمر ويذهب الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسيــــن امـــرأة قيّــــم واحـــد" أي لكل 50 امرأة رجلا واحدا المصدر "البخاري ومسلم والترمذي والإمام أحمد" ... واعلموا أن أهل سوريا كتموا وحجبوا عنكم الحقائق سترا لهم ومنعا من فضيحتهم فقد جرى في وقتكم وفي زمانكم هذا وفي الحرب الأهلية هناك ما تشيب له الولدان من ظروفا وأمورا كان بعضها ضروريا وبعضها كان قاهرا ... حتى أنه عرض الجنس بمقابل المأكل والمشرب والأمان والكثيرات من السوريات أنجبن بلا أوراق زواج ولا شهادات ميلاد وكأن الحرب هناك أرجعتهم إلى زمن بني أمية والعباسيين وليس في 2014 - 2016 والعراق بجانبكم فحدث ولا حرج وماذا فعل بهم داعش ... والإحصائيات العالمية من المنظمات الدولية تتحدث في 2018 - 2019 من وجود ما بين 250 إلى 300 مليـــون امرأة أرملة نصفهن يعشن في فقر مدقع ... و 8 ملايين أرملة في العراق و 4 ملايين أرملة في مصر وأكثر من 40 مليون امرأة مطلقة في الوطن العربي ... فإن كانت كلها أسباب الحروب والفقر والجهل الاجتماعي فهل ستستغرب من المستقبل الذي سينسف ما تعتقده مجتمعاتكم وما ألفتموه أنتم وآباؤكم ... وإن استغرب أدكم كيف تم تعطيل ركن من شريعة ربكم في الأمة أي الجارية والعبد فعليكم أن تسالوا كيف تم تعطيل شريعة ربكم في عقوبة الجلد والرجم والإعدام بالسيف وتعييب اليد أو الرجل أو قطعها أليس كلها من قوانين وشرائع ربكم وكلها شرّعت في القرآن الكريم ؟ ... وقد اثبتت الصور الكثيرة في بحثي هذا أن تصوير الجواري كان أمرا مألوفا لا عيب فيه لإثبات أنها جارية وأن أصل خدمتها أن تكون عارية بعكس المرأة الحرة فإن حرمتها لا يمكن الجرأة عليها ... بل ذهب الكثير من العلماء والمشايخ بالقول أن كل من ينكر مسالة الجواري والعبيد هو زنديق ويدخل في شبهة الكفر بسبب شريعتها في الدين الإسلامي ومنهم "ابن عثيمين - صالح الفوزان - ابن باز - عثمان الخميس" وغيرهم ... وفي الختام لا يسعني إلا أن أذكر الجميع أن كل ما سبق هو اجتهاد مني وليس افتاء ولا فرض أفكار وفق ما أعتقده وما فهمته فإن أصبت فمن ربي وإن أخطأت فمن نفسي والله المستعان على ما هو قادم ؟