2023-11-26

إلى أدهم أبو سلمية .. خذها مني لا من غيري ؟

 

أيها المقاومون المرابطون الصامدون أمام النازية الصهيونية والدعم الإرهابي الأمريكي ... لكم مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أخي الفاضل أدهم أرجو أن يتسع صدرك وأفقك لما سوف تقرأه لربما كان تواصلا كافيا ولربما تتفهم أنت وإخواننا في "فلسطين المحتلة" الواقع الذي حتى وسائل الإعلام والصحافة عجزت عن كشفه وشرحه لكم بما يستحق ... فامنحني بعضا من وقتك الكريم ولنضع النقاط فوق الحروف بوضوح الحق المبين ... إن من المهم أن تفكر بحرفية التحليل وبفصل العقل عن القلب في الكثير من الأحداث حتى يتبين لك ما هو خافي عنك وعنكم ... بمعنى أنت في الداخل ترى ما لا نرى وتعلم ما لا نعلم ونحن في الخارج أيضا نعلم ما لا أنتم تعلمون ونرى ما لا ترون ... فإن توافقت الوقائع ما بين الداخل والخارج فاعلم أن اليقين سيكون واحدا في صورة جلية تكشف لك حقائق الأمور بأكبر قدر مستطاع من الأدلة ... فلا لا تشك بالكويتي والسعودي والعماني والسوري والأردني والمصري والجزائري والقطري والماليزي والأندونيسي ولا بأي عربي ولا أي مسلم بحجم وصدق تعاطفه وتضامنه معكم قلبا وقالبا واعلم أن التشكيك بهم ظلم وإجحاف عظيم بحقهم ... والأصوات الناعقة الناهقة ضدكم فاعلم يقينا أنها شراذم هي امتداد لشراذم عميلة أو خائنة أو جاهلة لا قيمة ولا وزن لها وهي امتداد للمطايا منذ الفتح الإسلامي لبيت المقدس منذ 1099 ميلادية وما بعدها ؟

إن من المهم أن تكون على يقين وأحسبك كذلك أن هناك دولا عربية هم حلفاء لـ "الكيان الصهيوني" وهم أوفى الأوفياء وأخلص المخلصين له وتلك الدول تعمل حكوماتها بسياسة القبضة الحديدة الطاغية ضد شعوبها المضطهدة حتى تخرس أصواتها وتمنع نصرة أخوتهم العرب والمسلمين في غزة الصمود وفلسطين المحتلة ... وبالتالي يجب فصل التحليل بالتفريق بين المواقف الفعلية الحقيقية للحكومات وبين شعوبها المغلوب على أمرها الراضخة للقبضة الأمنية المتوحشة ولقضائها الفاسد ... أي لا تنتظر من حلفاء الصهاينة أن يقفوا معكم ويناصرونكم بل واحذر وانتبه هم اليوم اليوم اليوم من يتآمرون عليكم ويتمنون هلاككم وإبادتكم عن بكرة أبيكم وهم اليوم من يلبسون أقنعة الشرف الكاذب والإنسانية الساخرة والخيانة الكافرة والعمالة الدنيئة ... ولكم ما حل بالعديد بالدول العربية في "سوريا - العراق - اليمن - ليبيا" وماذا حل بشعوبها بسبب المؤامرات الصهيونية والأمريكية والأوروبية بأيادي عربية صرفة ... ثم من قال لك أن الأمة العربية والإسلامية قاطبة ليست معكم ؟ ومن دلّس عليكم أنكم في فلسطين المحتلة وغزة البطلة ننتظر منكم حمدا أو شكورا !!! ... يا سيدي الفاضل خذها مني لا من غيري : نحن أمة العرب والمسلمين نحن الممتنون لكم وليس أنتم نحن من نفتخر بكم لا أنتم نحن المنعمين والمترفين وأنتم الصامدين وبرغم عجزكم وفقركم لكن ثباتكم وصمودكم فخرا وشرفا وجهادا لا نملكه نحن أبناء أمتكم العربية كلها ... أنتم الصامدون والمقاومون والمجاهدون ومن تتعرضون لشتى أنواع القهر والظلم والقتل والتنكيل ومجازر القتل والإبادة أمام "الصهيونية النازية" ... أنتم من تقدمون ثمن كرامة أمتكم العربية قاطبة يوم باعت حكومات عربية عديدة دينهم وشريعتهم وأصبحوا مطايا للكيان الصهيوني يتلاعب بهم كصبية الشوارع ... وانظر من يحاصركم فعلا لا قولا لتعرف الواقع والحقائق التي أنت أظنك يقينا تعرفها ويعرفها الجميع ؟

مسابقة الشكر والإمتنان

يا أخي الفاضل إن الأحزاب السياسية المتنافسة بجهالتها وما تفرع منها من "الدين السياسي الخسيس" قد تكون مناسبة كـ "ترف سياسي" في وقت السلم ... أما في وقت الحرب والمعارك أمام "الكيان الصهيوني اللقيط" هنا تخرس الألسن وتتوقف الهرطقات ويوضع حد للحماقات السياسية ... بل في هذا الوقت يجب أن تختفي رايات وأعلام الدول العربية كافة وتتوحد خلف راية الدين والإسلام فقط وحصريا ... ولو أردت أن أذهب لأكثر من الحق والصراحة والجرأة فلن يكون ردي إلا "كل الجيوش العربية يجب أن تكون تحت خدمتكم أنتم وقيادتكم أنتم لا نحن ولا هم" ... فأنتم أهل الدار وأنتم أعلم من الجميع بكل خفايا وأسرار أرضكم وما نحن سوى عونا ومددا لكم وهذا في حق الدين والشرع لا يجادل فيه إلا الجاهل والأحمق ... وأما مسألة الشكر والثناء والإمتنان فاعلم أخي الفاضل أنكم أنتم أول من فتح باب هذا السوق التجاري ليس من بداية "طوفان الأقصى" بل حتى من قبل ذلك ... يوم خرجت قياداتكم السياسية في قطر تشكر "إيران والكويت" ومن قبلها كانت تشكر "السعودية ومصر" واليوم قيادتكم العسكرية "كتائب عزالدين القسام" البطلة تشكر "اليمن والعراق" ... فهذا الباب أنتم من فتحتموه ليتجلى المشهد تلقائيا بأنه بديهيا سيشعل غيرة الشعوب بأن شكر المقاومة الفلسطينية هو فخــــرا لها وتعزيزا لمكانتها الإسلامية والقومية العربية ... ولو أردت رأيي الشخصي وقناعتي الشخصية فلتسمح لي ولا تغضب مني : أنا لا أنتظر منكم لا حمدا ولا شكورا إنما أجري وجزائي عند ربي وحده لا شريك له وأن ما أقدمه من دعاء أو كلمة حق أو تبرعات من قبل السواد الأعظم من الشعب الكويتي إنما هي تجــــــــارة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ... وما تفعله وما تقدمه حكومة دولة الكويت هو ليس تفضلا منها ولا منا عليكم بل هي مواقف ثابتة راسخة وقيم ثابتة لم تتزحزح من مكانها طيلة عقود مضت والتاريخ يشهد عليها ... بل أسجل وبكل فخر أن أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد" والتي وافته المنية في 2020 كان أخــــر رئيس دولة عربية ينتقد الكيان الصهيوني علنـــــا صراحـــــة في المحافل الدولية بنقد لاذع جعارا نهارا ... وهذا فخرا لي شخصيا ولدولتي ولحكومتي أننا لا نزال وسوف نبقى بمشيئة الحق سبحانه دولة مقاومة صلبية عنيدة أمام كل الضغوط السياسية التي نتعرض لها في سباق التطبيع الخسيس ؟

ختاما أخي "أدهم أبو سلمية" انتبهوا واحذروا من مؤامرات تدبر اليوم ضدكم وقفوا في وجهها بكل صلابتكم كما عهدناكم ونقف من خلفكم داعمين في ذلك ... وأي جيش عربي يدخل عندكم في غزة وفق الإتفاقات السياسية الكاذبة فهي مؤامرة وخيانة واعتبروه جيش عدو وعاملوه كما تعاملوا الصهاينة المحتلين نصا وقولا وكلمة وفعلا ... والقاعدة الرئيسية الثابتة هي أن "فلسطين للفلسطينيين" حصرا فقط لا غير ومقدسات المسلمين "القدس الشرف - مكة المكرمة - المدينة المنورة" فهي ملكا وحقا للمسلمين كافة لا يملكها شعبا بعينه ولا حكومة بعينها مطلقا ... واعلموا وأيقنوا أيها الشرفاء المقاومين الصامدين في فلسطين المحتلة أننا معكم قلبا وقالبا ونتابعكم يوما بيوم ولحظة بلحظة ... نقرأ ونشاهد ونتقصى من خلفكم كل شيء ونساند ونعاون بقدر استطاعتنا ومقدورنا ... واعلموا أننا لا ننتظر منكم لا حمدا ولا شكورا بل نرجو من الله العزيز الحكيم أن ينصركم ويثبت أقدامكم ويربط على قلوبكم ... ونرجو وندعو الله أن يخلصكم من الخونة الفلسطينيين ومن حثالة الخونة والعملاء بينكم ... وليعلم الجميع أن ما نعيشه اليوم ليس مدعاة للتفاخر والضغائن والتنمر وهذا ليس يوم "إيران ولا يوم السعودية" وهذه ليست أيام "السلف - الإخوان المسلمين - حزب الله - الحوثيين" ... وليستحي ويخجل الجميع وهم ينظرون كيف تحالفت سريعا وخلال ساعات كل من "أمريكا - فرنسا - بريطانيا - كندا - اليونان - الأعراب الأنجاس" خلف الكيان الصهيوني اللقيط بكل ثبات وصلف ووقاحة ... بمقابل تفاهات وترهات بين الأخوة المسلمين العرب كل يتمترس خلف حزبه بسطحية العقول ... فإن ناصرتكم إيران مرحبا وإن ناصرتكم السعودية أهلا وسهلا ولو ناصركم شعب الإسكيمو مرحبا ولو مراهق في المالديف أيضا مرحبا ... كل من يناصركم فهو منا وكل من يساعدكم فهو منا وكل من يمدكم بالمال والسلاح والماء والغذاء والدواء فهو منا ... منا في الدين أو الإنسانية بل الحق هو أنكم من تتفضلون علينا بقبول تلك المساعدات التي لا قيمة لها مطلقا أمام صمودكم وثباتكم وما تقدموه من تضحيات لا تساويها كنوز الأرض ... ومساعدتكم حق علينا ونصرتكم دينا برقابنا وإعلاء رايتكم حق علينا سنحاسب عليه يوم القيامة عند ملك الملوك وجبار الجبابرة جل جلاله ... أكملوا واستمروا ولا يضركم من خذلكم ولا تتأثروا بالإعلام المأجور وشراذم الحمقى ومطايا الخيانة فالواقع يخبركم أن مئات الملايين معكم ... وهؤلاء لم يوحدهم ولم يجمعهم لكم ولمساندتكم ولدعمكم إلا ربكم بقدرته التي لا أحد يستطيع أن يوقفها أو يعطلها كائنا من يكون ... فيا فخرنا ويا عزتنا في غزة البطلة الله الله بالثبات الله الله بالثبات الله الله بالثبات امضوا في داخلكم ونحن عهدا علينا سنمضي خارجا ما استطعنا ... رحم الله المجاهد الشهيد المُقعد "أحمد ياسين" الذي استشهد وقد حصد ما زرع من أمة مجاهدين اليوم بارك الله في "العُصبة القسّامية" وسدد رميهم وخطائهم ... وإنه لجهاد - نصر أو استشهاد ؟



تقبلوا مني فائق التقدير ووافر الشكر لشخصكم الكريم 



دمتم بود ...


2023-11-21

حكومات دمّرت سمعة شعوبها في الخارج ؟

 

في تحليل سيكولوجية الشعوب فإن التعميم في الإنتقاد مرفوض والتخصيص مباح ... وما غاب عن الجميع أن الجميع يظن ويعتقد أنه "لا يوجد شعب جاهل على وجه الأرض" ... وهذا الإعتقاد غير صحيح وبالمطلق غير صحيح بل توجد شعوبا جاهلة ... جاهلة العلم سطحية الفهم متواضعة التفكير مرتبطة ارتباطا كليا بعاداتهم وتقاليدهم دون أدنى أمل في النضج ... تجدونهم في "قبائل الأمازون - وأفريقيا" بالإضافة إلى الشعوب المتناثرة على الجزر الكثيرة مثل "فيكيو - شمال نيوزيلندا" و جزيرة "الفصح" التي تقع في جنوب شرق المحيط الهادئ وتابعة لدولة تشيلي وقائمة لا تنتهي من جزر وشعوب منعزلين ويعيشون بشكل بدائي ... وأغلب الجزر المتناثرة لا أحد يعلم عنها شيئا إلا ما ندر من معلومات والسبب أن من يقطنها لا يريدون زوارا أو يخافون من سياحة الأغراب أو اعتزلوا العالم ... على الجانب الأخر وهو الأعم في موضوعنا وهو وجود الجهل بنسب متفاوتة بين كل شعوب العالم أي كل دولة تختلف عن الدولة الأخرى بنسب الجهل السطحية فيها ... والجهل المقصود هنا لا يرتبط بالشهادات فما أكثرها في زمانكم بل بالثقافة العامة بمستوى الأخلاق وأدبيات الحوار والنقاش العام ومستوى وعي المجتمع ... ودون شك في عالمنا العربي المليء بالشهادات لكن الشعوب العربية فشلت بصناعة الأدب والأخلاق والثقافة العامة وحتى في أوروبا وأمريكا أيضا الأمر لا يختلف عن عالمنا العربي أيضا لديهم نسبة جهل خرافية ؟

منذ سنوات وأنا أرصد وأتابع وأقرأ وأشاهد مستوى الطرح في دول الخليج ثم الدول العربية وعلى النقيض أرصد السلوك البشري في دول شرق أسيا ودول أمريكا الجنوبية ... واللافت والمختلف أن تلك الشعوب تختلف عن شعوب الدول العربية والخليجية في نقطة شكل وطريقة تعاطيهم للمعلومة ... وعلى سبيل المثال المواطن العربي أو الخليجي يموت ولا يعترف بخطأه أو اعتقاده بصحة المعلومة ... بينما الأخرين ما أن تضع بين يديه الحقيقة فلديه استعداد أن يترك قناعته ويغيرها بفعل وجود قناعة بديلة أو حقيقة نسفت قناعته القديمة ... وتلك الشخصية بسلوكها بشكل وظرفية وطبيعة مجتمعاتهم وتطورها أدت إلى تضارب القناعات وتفاوتها حتى وصلت للأديان فتجده 5 سنوات مسيحي ثم مسلم أو مسلم ثم يهودي أو يهودي يتحول لملحد وملحد إلى وثني ... تلك التناقضات مصدرها مساحة الحريات لديهم والقوانين التي تحمي حق الإنسان في الإعتقاد "الثقافي السياسي الإقتصادي المجتمعي الديني" إلخ ... وعلى النقيض الشخصية العربية التي بطبيعتها النرجسية والرأس والأنف للأعلى حتى لو كان معدوما فقيرا ولو كان بلا شهادة ولو كان ثريا وغنيا السواد الأعظم كل يعتقد أنه حاكم زمانه ... فلا يقبل بالحقائق ويرفض الحقائق ويبرر الإنكسار والهزائم ويوجد لحكومته ألف عذر وعذر فقط حتى يكمل بالعناد والإصرار على موقفه أو وجهة نظره حتى لا ينهزم أمام نفسه ... ويا ويلك لو تفضلوا عليك بفضل بقرض بموقف فأنت هنا ستكون ذليلا حتى أن تموت والسب عشق العرب بالتذكير بالأفضال والمعايرة الخسيسة ... الأمر الأخر والذي لا يجب أن يفوتكم أن الأمة العربية بشعوبها قاطبة غالبيتهم يكذبون وديدنهم السخرية والفجور في الخصومة ... وأول دليل على صحة ما أقوله هو أن الأمة العربية فشلت أن تأخذ 20% فقط من أخلاق رسولها وعظائم القيم الرفيعة التي تسطر لك لهم شريعتهم التي نادت بالإنسانية والأخلاق والتواضع وكف الأذى عن الأخرين وووو ... وعادي جدا تجد عنوان "بروفايل" في آلاف الحسابات على مواقع التواصل الإجتماعية تستشهد بأية بحديث ثم تجد سيرة صاحب الحساب سب وشتم وطعنا بالأعراض واستهزاء بالأخرين ... فلا أخلاق ولا دين ولا ثقافة ولا حسن الأسلوب والطرح وكأن حديقة حيوانات وزّع عليها هواتف ذكية !!!

بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي 1991 أقيمت جلسات محاكمات كثيرة لما يقارب لـ 350 متعاون أثناء الغزو العراقي بينهم 20 إمرأة تعمدت حكومة الكويت وقتها أن تجلب كل الجمعيات الحقوقية في العالم ... حتى تتأكد تلك الجمعيات والمنظمات الدولية من عدالة القضاء الكويتي وعدالة المحاكمات وتنوع درجاتها القضائية بما يكفل للمتهمين حق الدفاع عن أنفسهم ... وبعد سنوات من جلسات القضايا صدرت أحكام "تمييز نهائية" بالإعدام على عشرات الفلسطينيين والعراقيين والكويتيين والبدون الخونة المتعاونين مع الغزاة العراقيين في أواخر 1994 وأحكاما بالحبس وأحكاما بالبراءة أيضا ... ثم بعد ذلك صدرت تهديدات بالخطف والقتل من "منظمة التحرير الفلسطينية - حركة فتح" تجاه الكويت بسبب المحكومين بالإعدام من الفلسطينيين حصريا ... وقالوا تحديدا "سوف نصطاد المصطافين السياح الكويتيين في الخارج وسيكون مقابل كل كويتي مجموعة سجناء فلسطينيين في الكويت" ... وطالبوا بإطلاق سراح الخونة الفلسطينيين المحكومين بالإعدام في السجن المركزي الكويتي دون قيد أو شرط ... ورغبة من القيادة السياسية وتفهما لخطورة الوضع وكمصلحة عليا لتاريخ الكويت السياسي وحماية للسياح الكويتيين والعاملين في الخارج وذويهم والطلبة والمرضى أيضا في الخارج آنذاك فقد صدر عفو أميري بتخفيض أحكام الإعدام إلى المؤبد ... وبعد اتصالات سياسية ودبلوماسية بين دول خارجية تم إصدار عفو أميري عن الفلسطينيين الخونة وتم نقلهم في يوم الجمعة بموكب حراسة مشدد من مبنى "السجن المركزي" إلى "سجن طلحة" في منطقة جليب الشيوخ ... وكنت شاهدا على ذلك بنفسي لأني كنت أعمل في "سجن طلحة" وصادف وجودي بهذا الحدث ... وسمح لأقارب ومعارف السجناء بالإلتقاء بهم بشكل استثنائي وصعقت من زيارة شخصية إعلامية مرموقة جدا "راحلة" لأحد الخونة آنذاك عرفني وعرفته بطبيعة الحال لأنه جمعني معه منزل واحد في أثناء حرب تحرير الكويت ... ومن ثم تم نقل الخونة الفلسطينيين من "سجن طلحة" إلى مطار الكويت بحراسة مشددة ونقلوا لدول لا أتذكرها نصا لكن بكل تأكيد نشرت التفاصيل في الصحف الكويتية آنذاك وبكل تأكيد أرشيف الصحف موجود ... تلك الحادثة المنسية أرويها ليوم كدليل كيف الحكومات تحرص على أمن وسلامة شعوبها في الخارج بردة فعل استباقية لتفكيك أزمة سياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي لديها تاريخ من الأعمال الإرهابية ... ومن ثم قدمت السلطة الفلسطينية اعتذارا رسميا خطيا لدولة الكويت في 10-11-2004 ومن ثم اعتذارا مسجلا مصورا "لفظيا" من قبل "محمود عباس" معتذرا للكويت أثناء وصوله في مطار الكويت الدولي في 14-12-2004 عن موقف "منظمة التحرير - فتح" بسبب مواقفها المخزية العديدة تجاه الكويت وشعبها ؟

على الجانب الأخر نلتفت للحكومات التي دخلت في مغامرة تلو المغامرة السياسية الخاسرة وبعضها كانت خسائر سياسية مهينة ومذلة ... الأمر الذي أدى إلى تشويه صورة تلك الدولة خارجيا سواء على مستوى المحافل الدولية أو على مستوى الشعوب العربية ... نتيجة لذلك تضررت سمعة شعوب عربية لدرجة أثبتت الأيام أن حكومات تلك الدول أتفه من أن يكونوا رجال دولة ولا حتى مفهوم دولة ... لأنهم وبفضل مغامراتهم الفاشلة قد عرّضوا حياة مواطنيهم للخطر في الخارج سواء بالمعاملة أو بالضرر النفسي ... وإن كان يجب الفصل ما بين الحكومات وما بين الشعوب في التحليل والإتهام لكن الضرر على الشعوب أمر لا مفر منه ... والشعب التافه السطحي هو الذي يخوض في شؤون العالم بأسره لكنه يتحول كالفأر مطارد إن خاض في شؤونه وأحواله الداخلية ... ولذلك قد ذكرت في مرات عديدة أن أي مواطن عربي أو خليجي لا يملك مساحة حرية في وطنه ولا يملك قوانين تمنحه حق انتقاد حكومته وأعملها فلا يحق له أن يتحدث بشؤون الأخرين ... بمعنى أنت لا تستطيع أن تنتقد وزيرا في دولتك وأنا أملك حرية انتقاد الوزراء وصولا إلى رئيس الحكومة فكيف تتحدث بشؤوني وأنت أصلا لا تجرؤ في دولتك إلا الدعاء لأسيادك !!! ... وهنا تتجلى مقارنة "الحر والعبد" وطالما أن لسانك مقطوع في وطنك وتعيش في "حظيرة العبودية" فلا تستأجر لسان شيطان تثرثر به على الأخرين زاعما نضجك وثقافتك الواسعة على الأخرين ... والحكومات التي ألفت المغامرات السياسية الفاشلة لم تتجرأ على ذلك إلا وهي على يقين أنها في مأمن من انتقاد مواطنيها لسياساتهم الطفولية ... الأمر الذي أدى إلى تحطيم سمعة شعوب عربية بأسرها مع أن هناك أبرياء ومن ليس لهم أي ذنب لكن هي هكذا السياسة عندما يتولاها الصّبية يدفع ثمنها المساكين والشرفاء والحثالة بين أوساط شعوبهم ... ولا داعي لذكر أسماء تلك الدول وشعوبها فهي أشهر من نار على علم في وضاعة الأخلاق وسوء السلوك السياسي الخارجي والداخلي ... لكن كواقع ودليل أخر انظر للكيان الصهيوني كيف دمر سمعته اليوم بين الأوساط الدولية ؟ خسر أكثر من 90% من سمعته الخارجية ... وكيف حال أمن وسلامة مواطنيه في الخارج ؟ في عــــار وخجل وبعضهم يعيشون في رعب حقيقي خوفا من انتقام الأخرين لهم ... والدولة التي تتضرر سمعتها الخارجية تحتاج كأقل تقدير من 10 سنوات قادمة من الإنضباط شرط الرصانة والكياسة الدبلوماسية والسياسة الحكيمة وحسن السمعة بين شعبها ... فما بالك بحكومات سفيهة ونسبة جهل خُرافية بين مواطنيها وترفض أن تنتبه وترفض أن تتعلم !!! ... كنتيجة طبيعية الحذاء سيكون له أكثر نفعا وقيمة من هؤلاء الحمقى والنصح معهم لا ينفع والأخلاق معهم مضرة ومسلك خاطئ تجاهلهم لأنهم لا شيء وهو الأصح ... فإذا نزلت بهم النازلة ورأيت كل مستشرف مستثقف متفلسف تحول إلى فتاة بنقاب وسمعت صرخات استنجادهم فلا تفعل شيئا لأن ربك سبحانه قد حكم وقضى أمره فيهم حالهم كحال من سبقهم من أمم وشعوب ... فلا حكومات تستحق أن تشفق عليها ولا شعوب وضيعة من شراذم العبيد تستحق أن تلتفت لها ... ولا راد لقضاء الله سبحانه في عباده وبين خلقه ويا أسفـــاه على أمة ترفع رايات دينها ولم تتعلم من دينها شيئا ويا عيبــــاه من أمة تشدقت كذبا بحب رسولها ولم تأخذ منه 20% فقط من أخلاقه والسلام على من اتبع الهدى ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2023-11-11

الأمر ليس حماس وليس السعودية وليس إيران .. أفيقـــوا ؟

 

من بلاء العقل العربي السطحي بطبيعة "غالبيته" فإنه في الكوارث تعوّد أن يتفاعل مع ردود الأفعال لا الأفعال نفسها ولا حتى يريد أن يعرف من صنع تلك الأفعال ... فتجده الشخصية العربية تعيش في حالة هروب من ذاتها لتتعلق بأي عذر بأي حجة حتى تبرر أي عذر أي حجة فقط لترفع عن نفسها "الحرج الذاتي" ... أو يبرر لحكومته المتخاذلة أو المتقاعسة أو المتواطئة مع أن هذا السطحي لا شأن له بأفعال حكومته ... بمعنى هو أحد رعايا حكومته وحكومته اتخذت مواقفها بناء على توجهات سياستها وهو ذات المواطن المستنفر ليس له قيمة أصلا في حسابات حكومته المتخاذلة ... وفي حالة أخرى من شتات تلك الشخصية المختلة المضطربة المريضة لا يزال سوادها الأعظم مؤمنا إيمانا مطلقا بأن حكومته إن قالت فهي الصادقة وحاكمه إن قال فهو الأمين المنزه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!! ... وبالتالي تلك الشخصية المعقدة في حقيقتها هي واقعة كليا في سلوك "العبودية الطوعية" أي أنه عبــــدا دون أن يشعل أن إرادته قد سلبت منه وأنه فقد إرادته لكنه يعيش في دراما الحرية الكاذبة ... بدليل أن هذا التافه يستطيع أن ينتقد كل دول العالم وشعوبها لكنه لا يستطيع أن ينتقد "ضريبة القيمة المضافة" في وطنه ولا يجرؤ أن ينتقد سياسة بلاده الداخلية أو الخارجية ولا حتى ابن أبيه من يجرؤ على انتقاد سياسة حكومته ولو كان مديرا صغيرا فيها ... وبدليل أن الأدلة والحقائق تسجد تحت قدميه ولا تحتاج إلا للنظر إليه ومع ذلك يرفض أن يراها ويشاهدها ويحللها ويقتنع بها لأنه فاقد العقل مسلوب الإرادة وانتهى أمره ... ويعيش في دراما العارف المستثقف الوطني المدافع عن سمعة وطنه حتى لو كان وطنه من الدول سافلة منحطة السمعة ؟

من مضحكات الأمور أن الكثير من السطحيين يعتقدون أننا لا نعلم شيئا قط عن الجرائم التي ارتكبتها الدول والمنظمات ... لا يا مسكين نعلم بل ونعلم أكثر منك بمراحل وكتبنا وشرحنا ووثقنا تلك الحقائق توثيقا بشتى أنواع الأدلة ... وثقنا "جرائم حركة حماس وجرائم إيران في المنطقة وتاريخيا حتى ووثقنا جرائم السعودية في المنطقة وجرائم روسيا وأمريكا وقطر والإمارات" وغيرهم ... ومشكلتك لا تقرأ لا تبحث وليست مشكلتنا لأنك من النوع الذي يستأنس السمع لا القراءة يهوى كل من يعزف على أنغام قناعاته لا ما يخالفها ... بل وحذرنا السعودية مرارا وتكرارا من مخططات ذاهبة إليها بأقدامها فماذا تريدنا أن نفعل أكثر من ذلك هل نستجدي الجميع !!! ... ومن وضع أو صنع أن تصبح السعودية وكيلة المذهب السني في منافسة مع مصر وأزهرها بمقابل من صنع وجعل من إيران والعراق وكلاء شيعة العالم ؟ لا أحد إلا أمواج من الجهل التي استبد فوق العقول والرؤوس ... ومن صنع تلك المذاهب ومن ومنذ مئات السنين ينفخ في نار الفتن الطائفية ؟ ومن صنع "الحشد الشعبي - حزب الله - القاعدة - داعش - إلخ" ؟ ... ومن رمى بزهرة شباب المسلمين في "الجهاد الكــــاذب" في "أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والشيشان والبوسنة والهرسك والسودان والفلبين" ... يوم كان مشايخ الشياطين والعلماء الملاعين يصدرون مئات فتاوي الجهاد في تلك الأراضي ووصفها بأنها "من أعظم درجات الجهاد" وكان الدين السياسي يتلاعب بالشعوب ويستغل الدين أبشع استغلال ... مع أن الكيان الصهيوني اللقيط كان أمام الجميع ويرتكب المذابح والمجازر أيضا أمام الجميع حتى وتلك الحركات الجهادية في قمة عظمتها وقوتها وتنظيماتها لكن ظل الجميع يتفرج على فلسطين المحتلة وانتهاكات المسجد الأقصى ... وخذ هذا الهذيان العقلي الواقعي : خرج من فلسطين المحتلة فلسطينيا انتهكت أرضه واستبيح عرضه اسمه "عبدالله عزام" ترك فلسطين المحتلة أرضه ووطنه وذهب إلى أفغانستان ليصنع ويؤسس "تنظيم القاعدة" هناك ... تخيل !!! 

يا كرام أغلب الدول العربية اليوم لديها تاريخا قذرا من الجرائم والمؤامرات فيما بينهم بمخططات وأوامر "ماسونية صهيونية أمريكية أوروبية روسية صينية" ... دول تحالفت في ملفات وتصارعت في ملفات ومن أدوات هذه الدول والتي أدت أدوارها "تركيا - الأردن - قطر - السعودية - الإمارات - مصر - إيران - لبنان - اليمن - سوريا - العراق - ليبيا" جميعهم ضالعين في المؤامرات والخيانات ... واضطرابات بأيادي خارجية في "تونس - المغرب - الكويت - البحرين - لبنان" ... والتاريخ موجود وتوثيقات المدونة موجودة لكن أغلبكم لا يريد أن يفهم الحقائق وربما لأنه واقع تحت تأثير "الإرهاب الفكري" سواء "إرهاب مجتمعي" أو "إرهاب مواقع التواصل" ... والأهم من كل ما سبق أنكم متى تدركون ومتى ستعرفون أن كلما صاح الكيان الصهيوني استنفرت الأساطيل والدول والحكومات والجيوش لنصرتها ... مع أنهم يدركون أكثر من جيد أنها دولة لقيطة ولديها تاريخ حافل بالجرائم التي ترقى لـ "الجرائم النازية" ... وأنتم في كل اعتداء صهيوني في فلسطين المحتلة تتفرقون فريقا مستنكرا وفريقا ناصرا وفريقا لا مبالي !!! ... متى تدركون أنه منذ مئات السنين كلما ارتفعت راية للإسلام والمسلمين استنفر العالم المسيحي والماسونية والصهيونية العالمية لكسر تلك الراية وأنتم لا تزالون في بلاهة وحماقة "سنة  شيعة - إيران - السعودية - حماس - الإخوان المسلمين - سلف - صوفية" !!! ... يا أخي حرر فلسطين المحتلة وحرر المسجد الأقصى وبعدها اصنع ما شئت وافعل ما شئت وقل ما شئت ولك وعدا مني أني سأخرس أمامك بل وبكل احترام ... لكنكم ترون بأعينكم الإبادات الجماعية وقتل الصحفيين وقتل الأطفال والسناء وقصف المستشفيات وتدمير الحياء والحرب الإعلامية المستعرة ... والتحالف "الصهيوني المسيحي" يرسل التعزيزات العسكرية لإسرائيل وطائرات الشحن العملاقة لم تتوقف رحلاتها طيلة 30 يوم وهي تنقل الأسلحة والذخائر لقتل إخوانكم المسلمين الأبرياء في غزة في مشاركة واضحة علنية لقتل إخوانكم جهارا نهارا ... وأنتم لا تزالون تثرثرون حماس هي السبب ؟ السعودية لها تاريخ مشرف ؟ إيران ستنتقم ؟ هل أنتم مجانين أم حمقى أم الجهل حولكم إلى دواب الأرض لا يسمعون ولا يعقلون !!! ... يا سادة أدركوا دينكم ويقين شريعتكم في أنفسكم واتقوا ربكم فيما تقولونه وما تنشرونه ... يا سادة هذه حرب دينية لا يوجد فيها علم دولتي ودولتك بل هي مجرد مواقف سياسية يسجلها ويوثقها التاريخ فحسب في واقع التوثيق السياسي وتاريخ مواقف كل شعب ... والراية الوحيدة التي يجب أن ترفع ليست أعلام الدول العربية والإسلامية بل راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فقط وحصريا ... انظر كيف الحكومات الغربية تحالفت وانظر للوقاحة السياسية وعدم الحياء لأي درجة وصلت بهم ... وفي المقابل انظر أنت في الدول العربية كيف تتعامل بكل هشاشة وضعف بل وبكل تفاهة رأي وعقل ... وإني أخاف عليكم من سخط الله وعقابه بكم فاتقوا ربكم وأفيقـــــــوا من جهالتكم وحماقتكم وتوحدوا لدينكم ولأمتكم واركنوا خلافاتكم وأحقادكم جانبا وانصروا إخوانكم الموحدين المسلمين في "غزة الصامدة" ... واخجلوا من مواقف الأحرار والشرفاء من كافة الطوائف والملل والأديان التي ليست من دينكم وخرجوا بمظاهرات لم يسبق لها مثيلا نصرة للإنسانية تجاه ما يحدث من بشاعة الجرائم في غزة ... وأنتم يا إخوانهم يا مَن مِن دينهم تثرثرون وكل واحد منكم لديه وجهة نظر في توافه الأمور متجاهلين عظائمها ... اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين ... اللهم انصر إخواننا المجاهدين في غزة وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوهم وعدونا يا قوي يا عزيز واربط على قلوب أهل غزة وكن مع المستضعفين منهم يا ذا الجلال والإكرام ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2023-11-09

الأدوات السياسية التي تملكها الكويت ؟

 

إن العالم بأسره اليوم واقع تحت أحداث استثنائية لم يسبق لها مثيلا في كل التاريخ البشرية على الإطلاق ... ففي هذا العام والعام الماضي خرجت التهديدات النووية على لسان أكبر قادة العالم هذا يهدد وذاك يتوعد ... وعندما يذهب مسؤلين العالم إلى التهديد باستخدام الأسلحة النووية فهذا يعني أن هناك صراع سياسي دامي قد حدث من خلف الإعلام وخلف الأبواب المغلقة وصل لأقصى درجة من انغلاق الأفق السياسي ... واليوم أصبحنا كشعوب أمام تهديدات بعضها سيطالنا تأثيرها بعيد المدى القاسي في الكويت وبعضها تهديد مباشر قريب المدى منا ... فالأول تهديد نووي في الصراع "الروسي الأوروبي الأمريكي" والثاني تهديد نووي في الصراع "الصين وتايوان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان وأمريكا" والثالث واضح بحرب كبرى بين "إيران أمريكا إسرائيل تركيا العراق سوريا ودول الخليج" ... كلها أخطار ومخاطر عظمى ستطال الكويت بشكل أو بأخر وفي كل الأحوال الضرر بالغ علينا بكافة الأشكال وهذا ما لا تعيه الحكومة والبرلمان في حالة صادمة من الإنفصال عن الواقع والإستهتار بأمن الكويت القومي ؟

الكويت في وضع لا تحسد عليه بالمطلق وفق معطيات الدول المحيطة بنا فيُقرأ على النحو التالي ... تحالف "إيران العراق" أقوى بألف مرة من "السعودية" التي هي أصلا محاصرة وواقعة تحت سطوة جيرانها "الحوثيين وإيران العراق" ... ومن المهم جدا أن يستفيق الجميع من غفلته ويغير من قناعاته المتخشبة بأن أمريكا ليست آلهــــة أي أنها لا تعلم الغيب ولن تعلمه ... والأدلة التي لا تعد ولا تحصى تثبت أن السياسة الأمريكية هي أغبى من يمكن أن تعتمد عليها جملة وتفصيلا بل ومن الخطر الداهم أن ترتبط بدولة تتغير سياستها حسب أهواء وزاج من يحكم البيت الأبيض ... تارة رئيس كذاب معتوه أحمق مثل "دونالد ترامب" وتارة الرئيس الصهيوني الإرهابي "جو بايدن" ومن قبلهم قائد الربيع العربي "باراك أوباما" ... إذن نحن أمام مراهقين سياسة فقدوا ثقة العالم بهم سياسيا ولم تعد أمريكا دولة يمكن الوثوق بها بالمطلق ... وحتى أنشط ذاكرتكم عندما جاء "ترامب" للسلطة انسحبت أمريكا من اتفاقيات دولية وقعت عليها وتعهدت بالإلتزام بها لكن وفق مزاج الرئيس لا قيمة للإتفاقيات الدولية أيا ومهما كانت ... وكان الإنسحاب الأمريكي من "منظمة الصحة العالمية - مجلس حقوق لإنسان التابع للأمم المتحدة - الميثاق العالمي للهجرة - منظمة اليونيسكو - الشراكة عبر المحيط الهادي - اتفاقية باريس للمناخ - الاتفاق النووي الإيراني" ... كلها دلالات أن أمريكا لا تحترم اتفاقياتها ولا تلتزم بوعودها ولما جاء "جو بايدن" للحكم تنصل من وعوده التي قطعها في حملته الإنتخابية لا بل وأظهر اعترافا علنيا بأنه شريك فعلي علني رسمي في "جرائم الحرب الإسرائيلية النازية" التي ترتكب في غزة أمام مرأة ومسمع من العالم بأسره من قبل "الكيان الصهيوني اللقيط" وداعمته العلنية وشريكته في الجرائم الولايات المتحدة الأمريكية ... إذن نحن أمام مشهد فيه كل الإنتهاك الصارخ للقانون الدولي وسياسة فرض الأمر الواقع بتحدي عصابات لبست ثوب الدول والحكومات ... الأمر الذي يفرض على الكويت أن تعيد قراءة ذاتها وقراءة محيطها وفق الإعتبارات السياسية الصرفة التي تضع الأمن القومي الكويتي في قمة تلك الأولويات ... وأن الكويت يجب أن تستقل بسياتها الخارجية التي كلفتنا الكثير من الخسائر والأضرار والتي دفعنا ثمنها جهلا وحماقة وضعفا ... وحتى نراعي هذا ونخشى زعل ذاك وما هذا وذاك سوى صِبية سياسة لا يفقهون حتى "أ ب ت ث" سياسة" وما وضعوا يدهم في ملف إلا وكانت الهزائم حليفهم المعهود ؟

أدوات الكويت السياسية 

إننا في وضع خطير للغاية والتي تفرض على الكويت أن تتخذ قرارات مصيرية استثنائية حتى ولو كان ثمنها تعطيل الدستور برمته ... وتلك الخطوة الإستثنائية يجب أن تكون من أجل الحفاظ على الكويت وسمعتها الخارجية التي لا أحد من الدول العربية يملك مثيلا لها قط ... مدفوعة الكويت بقوة مركزها المالي وقوة اقتصادها وصناديقها السيادية الداخلية والخارجية وبتحالفات دولية تحترم جدا سمعة الكويت ... ومهما كان الثمن قاسيا فيما سوف تقرؤونه فإنه لن يكون الثمن باهظا مثلما لو تركنا الكويت تسير في سياستها العمياء الحالية والتي قد تضيعنا بنسب عالية مثلما حدث في 2-8-1990 ... فأدركوا واقعا وليست وعود سياسة من دول هي أصلا تستنجد بمن يدافع عنها ومن يساعدها عسكريا واقتصاديا ... وإن كان القانون الدولي اليوم يقف عاجزا أمام عربدة "الكيان الصهيوني وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا" فهنا قُرعت أجراس الخطر لديك منذ وقت طويل بأن عليه أن تنظر للأبعد وأن تحتاط أكثر وعليه فإني أرى وأقترح التالي 

1- انسحاب الكويت من "جامعة الدول العربية" وسحب الدبلوماسيين العاملين فيها ردا على ضعف هذه الجامعة التي لم تنجح قط بحل قضية عربية واحدة طيلة تاريخها .

2- انسحاب الكويت من منظومة "دول مجلس التعاون" التي تفككت بسبب كثرة صراعتها وخلافاتها وبزعم السيادة أصبح غالبية أعضاء المنظومة حلفاء للكيان الصهيوني لأقصى درجة مما أضر بالمصالح السياسية الكويتية والتعامل بعد الإنسحاب مع دول المنظومة وفق الإتفاقيات المنفردة لسيادة الكويت وفق الإتفاقيات الثنائية بين الدول وليست الإتفاقيات الجماعية "الورقية" .

3- انسحاب الكويت من "منظمة أوبك" التي أضرت مصالح الكويت الإقتصادية أكثر مما نفعتها ولتنتهج الكويت سياسة "البيع الحر لـ "منتجاتها النفطية" في الأسواق العالمية .

4- العمل بشكل سريع استثنائي على توقيع اتفاقية دفاع شاملة ما بين "الكويت والصين" وإنشاء قاعدة عسكرية صينية في البلاد .

5- توقيع الكويت اتفاقية دفاع شاملة مع "إيران وتركيا وروسيا" دون وجود قواعد عسكرية وتوقيع اتفاقيات واضحة الشكل والمضمون بطريقة الدفاع عن الكويت عسكريا ضد الأخطار الخارجية التي قد تواجه الدولة .

6- تغيير عاجل للحكومة الكويتية وتغيير رئيسها وحل مجلس الأمة المنفصلين عن الواقع المستهترين بكم وحجم الأخطار الكارثية التي تحيط بنا ... حتى ولو اضطر الأمر لـ "تعطيل الدستور الكويتي" وإعلان الأحكام العرفية فلا بأس في ذلك في وضع استثنائي الكثيرين يستهترون أو يتجاهلون بخُرافية عواقبه الوخيمة علينا جميعا ... وتشكيل حكومة طوارئ تدير البلاد خلال 6 أشهر ويجدد لها 6 أشهر أخرى على أن تنتفض الكويت عن بكرة أبيها استعدادا لكل الإحتمالات "راجع الخطط المسجلة على أرشيف المدونة" .

7- سحب الإستثمارات الكويتية من مصر والأردن ووقف ابتعاث الطلاب بكافة تخصصاتهم لديهم ووقف استيراد العمالة المصرية والأردنية . 

تلك الإجراءات تلقائيا ترسل رسالة لحلفاء الكويت من "أمريكا وأوروبا" أن الكويت قد دخلت في مرحلة تغيير سياستها الخارجية والعذر لها بأنها قد بدأت بالعرب وليس شرط العداء لأمريكا في سياسية الأمن الوطني الكويتي والبعد الإستراتيجي السياسي وصناعة التوازنات السياسية المتغيرة بطبيعة الحال ... وفي البند الأول "جامعة الدول العربية" فإنها لن تضر الكويت ولا حتى 1% وكل ما فعلناه أننا خرجنا من "مستشفى للأمراض العقلية والنفسية السياسية" لا قيمة ولا تأثير لها علينا بالمطلق ... وفي البند الثاني "مجلس التعاون" سيحدث زعل لدى البعض ولا تهتم لهم لأنهم عندما ركعوا وخضعوا لأسيادهم في "تل أبيب" ضربوك بعرض الحائط باسم "سيادة دولهم" بل هم اليوم حلفاء وأقرب لإسرائيل منك أنت في الكويت ... وقد يحاصرون الكويت صحيح لكن حصار الدولة الثرية ليس كحصار الدولة الفقيرة ولكم في "حصار قطر" دليلا ومثالا كيف استنفرت قطر وكيف نهض شعبها ونحن نستطيع في الكويت أن نصنع ما تشيب له الولدان ... وأما في البند الثالث "منظمة أوبك" فيمكنك بأن تصنع تحالف اقتصادي بين "تركيا روسيا قطر" بل وتسلم "حقل الدرة" لقطر وتركيا فهم حلفاء إيران فيأخذون حصتهم وتأخذ أنت حصتك بشراكة مباشرة مع السعودية أو منفردا عنها ... وأما في البند الرابع "الصين" فإن قوة الإتفاقية وإغراءات الصين هي من ستقرر اتفاقية دفاع أو اتفاقية دفاع وإنشاء قاعدة عسكرية برية وبحرية لها في "جزيرة وربة" حصريا وليس في "جزيرة بوبيان" ... في البند الخامس "روسيا إيران تركيا" هو تعزيز للإتفاقيات الدفاعية عن الكويت ويجب أن يتوقف الإحتكار الأمريكي والأوروبي ونعلل ذلك أن تلك الإتفاقيات تصنع "حيـــــاد الكويت" في أي حرب قادمة علينا في منطقتنا أو غيرها ... ويعلم الجميع دون استثناء أن دور الكويت سوف يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المتضررة وليس لدعم الحكومات على حساب حكومات أخرى ... ومدة الإتفاقيات الموقعة مع "إيران تركيا روسيا" 5 سنوات تحصل بمقابلها كل دولة على 5 مليار دولار تدفع سنويا بمجموع 15 مليار دولار ... وتتحمل الكويت تكاليف النقل والوقود والماء والطعام والعلاج ولا تتحمل تكاليف الأسلحة والذخائر والتدريبات والمناورات ... وفي البند السادس والذي يجب أن يعي الجميع له بغاية الحذر والإنتباه أنك كمواطن يجب أن تعلم منطقيا وواقعيا ويقينا أن الحديث وقت السلم يختلف عن الحديث وقت الحرب أو الطوارئ في البلاد ... بمعنى للحديث المترف له وقته والحديث المسؤل له وقته ونحن أمام حديث المسؤل لكن المواطنين بـ "غالبيتهم" لم يدركوا بعد حجم المخاطر الكارثية القادمة نحونا بشكل مؤكد مليار% ... وعليه تنتقل المسؤلية إلى القيادة السياسية مباشرة والمسؤلية الوطنية للمواطنين بشكل تلقائي بديهي فوقت الأزمات يلتف الجميع حول قيادته ووقت الثرثرة قد انتهى منذ العام الماضي لكن لا أحد يريد أن يسمع وعليه يجب أن تتخذ خطوات استثنائية تضمن الأسباب لبقاء الكويت أمنة بأقل قدر ممكن من الخسائر القادمة ... وفي البند السابع فإن الكويت يجب أن تتوقف عن العطايا السخيفة لدول عالة لم نستفد منها سوى أسوأ مخرجات التعليم وأسوأ عمالة وعلى الجانب لأخر هو ردا على تخاذل تلك الدول وتواطؤها مع الكيان الصهيوني النازي بجرائمه ضد إخواننا في غزة ... ومن اليوم يجب على الكويت أن تتوقف في سياستها بإنقاذ أنظمة حكم وحكومات فهذه السياسة لم تعد ذات نفع وليست ذات مصلحة سياسية للكويت ... وسوف تحدث هجمات إعلامية ممنهجة ضد الكويت وسوف نرد عليها ردودا قاسية لكني أؤكد لكم أنها حملات مؤقتة لأن أصلا ليس أمام تلك الدول التي ستهاجم الكويت وشعوبها الوقت الكافي فالمنطقة تغلي وفي أي لحظة الإنفجار واقع لا محالة ؟

أكتب ما سبق وأنا الخبير في الشأن السياسي وأقرأ وأرصد الأحداث وأرى أحداثا كارثية قادمة نحونا ... وإني قد كتبت ونشرت ناصحا محذرا حكومتي من تلك الأخطار لكنها حكومة لا تسمع إلا نفسها تجهل حقيقة ما يحدث ... وأظن وأعتقد أنها استكانت لتطمينات من دول إقليمية وهنا الكارثة أن تثق بدول هي بذاتها ونفسها غير واثقة بالمطلق لما سيحدث لها في قادم الساعات والأيام والأسابيع ... وعليه فإن استنفار واستفراد الكويت "دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا" هو أمر طبيعي في حدث استثنائي لم يسبق له مثيلا في منطقتنا العربية وفي الملفات الدولية والتي تضعنا بشكل تلقائي تحت واقع مؤكد لـ 3 حروب كبرى قد تهدد ليس الكويت وشعبها فحسب بل وحتى وجودنا ككل ... وبسبب هذه الحكومة المستهترة الجاهلة الحمقاء أضاعت علينا في الكويت وقت ثمين لا يقدر بثمن ... وإني أحذر ثم أحذر أن الجبهة الداخلية الكويتية بحاجة ماسية إلى إعادة ضبطها وأحذر من خطط الطوارئ الورقية التي لا تحاكي الواقع بالمطلق ... وإني أنادي بإجراءات استثنائية لخطط طوارئ ميدانية كبرى تضرب البلاد من شرقها لغربها ... وأطالب بمنحة مالية ما بين 2.000 إلى 3.000 دينار تصرف لكل مواطن كويتي تعلل ويعلن عنها أنها "منحة طوارئ" ينفقها الشعب الكويتي على شراء مستلزماتهم من "مستلزمات الطاقة الذكية - مولدات كهرباء - دواء ومستلزمات طبية - تخزين المواد الغذائية لسنة على الأقل" ... بالإضافة إلى إعلان الحكومة عن إسقاط فواتير الماء والكهرباء عن "السكن الخاص" + إعلان توفير مواد التموين بالمجان حتى إشعار أخر ... كلها إجراءات تضمن للحكومة القادمة أن تعمل بأريحية ترفع عنها أي ضغط شعبي شديد من الشارع الكويتي في الكوارث القادمة + تفكيك "سيكولوجية الهلع الإجتماعي" بمنح وقت كافي للشراء والتخزين ... أضف إلى ذلك إلى أنها سياسة تحميل المواطن مسؤلية نفسه في الأزمات القادمة وليتحمل كل مواطن تلك المسؤلية والدولة لن تلتفت لشراذم توافه المواطنين وقت الأزمات لأن لديها ما هو أهم من هؤلاء شراذم الحمقى ... بمعنى عطيتك وسنّعتك طلعت مو كفو ادفع ثمن استهتارك ... والصحف الورقية ستعود من جديد والراديو سيكون أهم من الهاتف الذكي لأن شبكة الإنترنت قريبا البشرية ستودعها ... يا كرام نحن على أعتاب تغيير شامل في منطقتنا والعالم فإن لم تدركوا ذلك فاستعدوا لضربات من الألم المبكي والندم العظيم والثمن الباهظ لقوم لم يعملوا بالأسباب ... وسيلعنكم أبنائكم وأحفادكم كم كنتم جهلة سفهاء حمقى رفض غالبيتكم أن يشعر بالمسؤلية وغالبيتكم استهتر بنعمة أرض الكويت وكان ديدنكم اليوم هو حالة من ألا مبالاة وكأن لا شيء يحدث بالقرب منكم ... ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 



  


2023-11-05

المدني بالمدني والعسكري بالعسكري كما حثت عليه الأديان السماوية ؟

 

الجرائم والمجازر الصهيونية لها تاريخ طويل مع الشعب الفلسطيني حتى أن بعضها ارتكبت بمزاجية بدافع الكراهية الصرفة ... والحديث أن ما يحدث في "غزة الصامدة" هي ردة فعل طبيعية لعملية "طوفان الأقصى" هي حجة المتصهينين العرب الذين يكرهون الحق كعادتهم ... ولن ينظروا أصلا إلى مجزرة الكيان الصهيوني التي ارتكبت في مايو الماضي من هذه السنة 2023 والتي راح ضحيتها أكثر من 300 نفس بريئة  ... ولن ينظروا إلى أن في عام 2014 وحده قتلت "إسرائيل النازية" 500 طفل فلسطيني في غزة بتوثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقائمة لا تنتهي من جرائم ووحشية "إسرائيل الإرهابية" ... وما يحدث اليوم من "إبادة جماعية" بحق أهل قطاع غزة هي قراءة سياسية كما أسلفت في "الموضوع السابق" هو تأكيد أن القانون الدولي قد انتهى وهناك اليوم "قانون الواقع - قانون القوة - قانون الأمر الواقع" ... وإن كنا نغض الطرف عن أحداث سابقة فاليوم أصبح المشهد علانية أمام مرأى ومسمع من البشرية كافة ... ولأن هناك ثمنا باهظا وقاسيا جدا بزوال القانون الدولي والذي أصبح يقف عاجزا دون أن يتحرك للقصاص من "إسرائيل النازية" ... فهناك واقعا ومستقبلا يخبرك ماذا يعني أن يزول القانون الدولي ويوفر الحماية للقتلة والإرهابيين ومرتكبي جرائم الحرب بازدواجية معايير وضيعة للغاية وفي قاع الخسة الدولية ... وسوف يحل محل القانون الدولي القواعد الدينية "فرضا" والتي ورد ذكرها في "التوراة والإنجيل والقرآن" مجتمعين بنفس اللفظ ونفس المعنى تماما ؟

"العين بالعين والسن بالسن"

في التوراة في سفر الخروج في الإصحاح 21 في "23 - 25" { وإن حصلت أذية تعطي نفسا بنفس وعينا بعين وسنا بسن ويدا بيد ورجلا برجل وكيا بكي وجرحا بجرح ورضا برض } ... وأيضا في اليهودية في سفر اللاويين "20 - 24" { كسر بكسر وعين بعين وسنّ بسن كما أحدث عيبا في الإنسان كذلك يحدث فيه } ... وفي سفر تثنية الذي يتفق عليه "اليهود والمسيحيين" في الآيات "19 - 21" { لا تشفق عينك نفس بنفس عين بعين سن بسن يد بيد رجل برجل } ... وفي إنجيل متى "7 - 12" { فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم لأن هذا هو الناموس والأنبياء } ... وفي القرآن الكريم في سورة المائدة في الآية 45 { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص } ... وفي سورة البقرة في الآية 178 { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الْقِصَاصُ في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى } ... إذن إذا ضعف أو تلاشى أو فسد القانون الدولي فيحل مكانه بشكل تلقائي الكتب السماوية باختلافها التي تُجمع وتتفق قطعا على عدالة القصاص في مسائل الظلم والقتل ... وفي الكتب السماوية لا توجد صفقات سياسية ولا "فيتـــو" مجلس الأمن ولا هرطقات مؤيدين ومعارضين بل واقع وأدلة وشهود والقصاص لا جدال فيه بالمطلق ... سرق أرضا تسترد ويعاقب ولو كانوا شعبا من اللصوص مثل بني صهيون في "فلسطين المحتلة" ... قَتل يُقتل ولو كان أثرى الأثرياء ولو كان رئيس دولة ولو كان رئيس حكومة ولو كان من يكون ... لكن الأمم التي تدعي التحضر والتمدن والتطور لا تريد للدين أن يتدخل في حياتهم وسياساتهم بالمطلق ممنوع ومحظور ... والسب اتضح بديهيا أنهم "سياسيا" سيظهرون بأنهم خانوا الله وكتبه "التوراة والإنجيل" وخانوا رسله "موسى وهارون وعيسى ابن مريم" عليهم السلام جميعا ... من خلال الكم المهول من تاريخ سياسات العدوان والغزو والإحتلال والربا والمؤامرات الإقتصادية طيلة مئات وآلاف السنين ... أما "اجتماعيا" فالأديان ستدينهم قطعا بنجاستهم وإثمهم وكفرهم من خلال الأفكار ومعتقدات الشذوذ الجنسي بكافة أنواعها وأشكالها ... وعلى الجانب الأخر المجتمعي فإن الأديان السماوية "التوراة والإنجيل" ستدين شعوبا بأكملها ودون استثناء كيف صمتوا على "ألا دينيين والملاحدة" وغيرهم في بلادهم ... هذا ناهيك أنهم من الأساس كانوا يرتكبون مجازر القتل والغزو والسرقات في سالف الزمان باسم الدين ... إذن نحن أمام برابرة أرسل لهم الله سبحانه رسولين وشريعتين "موسى وهارون وعيسى" كما ورد في سورة آل عمران { ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل } ... وفي سورة الصف { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } ؟

بعدما سبق من استدلالات موثوقة المصدر يقينة العقيدة واقع الأدلة على الأرض فإن من الواضح استنتاجا وقراءة للمستقبل أن الأديان السماوية ستعود لتحكم البشرية من جديد ... بعدما سحقت "الدول العظمى" بأقدامها القانون الدولي وكل دولة منها توظفته وفقا لمصالحا السياسية ... ليكتشف اليوم من كان يؤمن بالقانون الدولي أنه كان يعيش في مسرحية سخيفة ممثلوها الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تمتلك حصريا دون سواهم "حق النقض - الفيتو" ... والذي يجيز لـ "أمريكا - الصين - روسيا - بريطانيا - فرنسا" ما لا يجيز لأكثر من 180 دولة عضوا في الأمم المتحدة ... بمعنى سلّم ووضع مصير البشرية بيد 5 حكومات أوغاد لتتحكم بالقانون الدولي وتستخدمه وقتما شاءت وتستغله كيفما أرادت دون أدنى حياء من الأخرين في تمثيلية "العدالة الدولية" ... وما يحدث اليوم في "غزة الصامدة" ينسف كل القيم والمبادئ التي قامت عليها "هيئة الأم المتحدة" بانتهاك صارخ للقانون الدولي وللإنسانية البشرية يوم ظل العالم متفرجا على غزو هنا واحتلال هناك وانتهاك هنا ومجازر هناك ... وما يحدث اليوم في غزة فإن التاريخ لن يغفر لـ "بعض" حكومات الدول العربية والإسلامية الضالعة في هذه الخيانة ضلوعا مباشرا خسيسا وبتنسيق كامل ومستمر مع الكيان الصهيوني في كفــــــر واضح لا يقبل الشك بالمطلق ... ولو كان للشرع صوتا ولسانا لنطق وصرخ بأعلى الصوت بأن هؤلاء الحكومات وحكامهم كـــــفار خونة عملاء وأعانوا على الإسلام والمسلمين وشاركوا فعليا بذبح وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز وهم يبتسمون ويخرجون باستعراض مسرحي سياسي في غاية الخسة والدناءة دون أدنى حياء حتى من الله سبحانه ... وعليه فإن الحق والعدل مدفوعا مستندا للكتب السماوية "التوراة - الإنجيل - القرآن" كلها تنادي وتؤكد بل وتدفع بعدالة "العين بالعين والسن بالسن" ... وبمعنى أكثر دقة بما أن القانون الدولي انتهى ولم يبقى له أدنى قيمة فإن القتل عدلا وتوازنا  على أرض الواقع يجب أن يكون "المدني بالمدني والعسكري بالعسكري" ... وكما تَقتل مدنيا هناك يجب أن يُقتل مدنيين من عندك وكما تقتل مقاوما يجب أن يُقتل عسكريا لديك ... ولطالما حذر ونبه منذ عشرات السنين آلاف الباحثين والمحللين أن سياسة الدم لا تخلف إلا دما في المقابل لأنها فطرة البشرية منذ قرون ... واليوم الكيان الصهيوني بغبائه التاريخي المعهود لا يعلم أن كل من يقتلهم اليوم من المدنيين فإن ذويهم تلقائيا هم مشاريع مقاومة قادمة ... وأن الشعب الفلسطيني اليوم هو أكثر حدة وأكثر رغبة بالمقاومة والأخذ بالثأر كما هو حال مئات الملايين من الأمة العربية والإسلامية التي اليوم لا تريد أن تتوقف الحرب بل تريد الحرب والأخذ بالثأر من حكومات قتلة وإرهابيين ونازيين ... بل وحتى عصابات المافيا التاريخية والعملاقة لديها أخلاق في صراعاتهم بعكس هؤلاء الدول النازية التي شكلت تحالف مجرم للدفاع عن كيان تاريخه كله قتل وإرهاب ومجازر بحق المدنيين الأبرياء ... ستسود الفطرة البشرية وستطبق شرائع الكتب السماوية حرفيا شاء من شاء وأبى من أبى وليذهب القانون الدولي إلى الجحيم والخونة من الأعراب الأنجاس مع أسيادهم خالدين في جهنم ؟ 





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم