2022-10-24

الأدلة تتحدث ... الفرق بين العهد السابق والعهد الحالي ؟

 

لقد أخطأت مراكز البحوث الإستراتيجية في الكويت وأخطأ كل الكتاب والمثقفين في بلادنا بعدم تحليل حقبة كل حاكم للكويت "بعد وفاته" ... والأمانة والنزاهة والحياد تفرض فرضا أن لا يجوز الحكم على حقبة أي حاكم للبلاد إلا بعد وفاته تحديدا ... وسبب ذلك مصدره أنه ربما يفتح الله على الحاكم بين ليلة وضحاها فيصلح ما أفسد ويقوّم ما أعوّج وتلك المسألة غيبية لا أحد يستطيع تفسيرها أو تحليلها لأنها مسألة مرتبطة بين العبد وخالقه ... وفي تاريخ 16-2-2013 كتبت ونشرت موضوع بعنوان "أعظم من حكم دولة الكويت على الإطلاق" وكان الموضوع تحليل لفترة حكم أمير الكويت الشيخ "عبدالله السالم الصباح" طيب الله ثراه ... وفي تاريخ 30-9-2016 كتبت ونشرت موضوع بعنوان "مختصر : تحليل لسياسة وحكم صباح الأحمد" سأترك روابط الموضوعين أسفل الخاتمة ... لكن الحاكم أثناء توليه للحكم والذي أعتبره ابتلاء عظيم ومسؤلية جسيمة نظرا لحسابها الدقيق والعسير عند رب العالمين جل جلالة يوم القيامة ... الذي لا يمكنك أن تحكم على الحاكم وتقطع فيه اليقين وهو حي يرزق إلا لو كان طاغيا ظالما فاسدا مجرما قاتلا جاهلا أو سفيها وهذا ما يتوفر في الكثير والعديد من أنظمة الحكم في الدول العربية سواء في الماضي أو الحاضر "إلا من رحم ربي منهم" ... وبالتالي هناك مسألة في غاية الأهمية والحساسية كثيرون لم ينتبهوا لها بشكل واضح وهي أن اختلاف أنظمة الحكم تلقائيا يفرض اختلاف التحليل ... بمعنى أن نظام الحكم السلطاني يختلف كليا عن نظام الحكم الملكي يختلف كليا عن نظام الحكم الجمهوري يختلف كليا عن نظام حكم المشيخة والمشيخة تختلف عن المشيخة الدستورية ... فبالتالي تحليل كل نظام يختلف كثيرا عن تحليل النظام الأخر لكن في حكم المشيخة تحديدا وهو موضوعنا لا يمكنك أن تتجاوز الحاكم بالنقد ليس لأنه مقدسا معاذ الله بل لأن طبيعة المجتمع نفسه منذ مئات وآلاف السنين لا بل وحتى من قبل الإسلام هي من فرضت نفسها فعليا وواقعيا ... أي لا يمكن أن تتجاوز بالقول أو الفعل على كبير القبيلة أو كبير القبائل أو حاكم بلاد المشيخة من باب الأخلاق والعرف والعادات والتقاليد وقانونيا ودستوريا ؟

في نظام حكم المشيخة الطبيعي والبديهي أن كل حاكم يتوفى إلى رحمة الله يأتي من بعد الذي تلقائيا يستبدل بـ 90% من رجال العهد القديم ... وهذه الحقيقة ثابتة وموثقة لأنها من بديهيات حكم نظام المشيخة ولذلك يطلق على هذه العملية "عهد جديد" أي زمن حديث وقت جديد وحاكم وإدارة جديدة" ... وهذا المصطلح إن خرج صراحة إلى العلن فهذا يعني أن نظام الحكم الجديد "يرسل رسالة للشعب" بأن لديه تصور وبرنامج إدارة لحكم البلاد بتغييرات جذرية واسعة النطاق ... وكرأي شخصي أرى ذلك من الأمور المحمودة وليس أمرا مستغربا ولا منكرا لأنه الطبيعي في قلب وفكر نظام حكم المشيخة ... وفي عهد أي حاكم للبلاد جاز لك السعي لفهم نظام الحكم الجديد والإجتهاد لفهم رؤيته وأبعادها وإلى أين هو ذاهب بنا وماذا يريد وكيف سينفذ برنامجه ومدى تقبل الشارع والمجتمع لرؤيته وتطلعاته فالشارع يختلف كليا عن المجتمع ولا تحسب أن كلاهما واحد فهذا خطأ احذر أن تقع فيه ... وبرنامج أو رؤية نظام الحكم تختلف عن برنامج الحكومة تختلف عن خط وتوجه البرلمان جميعهم يختلفون كثيرا مع آراء الشارع وتناقضاته ... هذا الإختلاف هو أمر صحي وكثرة الأراء أمر مطلوب لكن الخطأ يكمن عندما شكلت لجنة في وزارة الإعلام حديثا تحت مسمى "توحيد الخطاب الإعلامي" !!! ... يا سادة يا كرام توحيد الخطاب الإعلامي لا يحدث هذا إلا في دول الدكتاتوريات والإستبداد أما في الكويت فلا حكامنا دكتاتوريين ولا الكويت دولة استبداد لكن إن كان يقصد بهذا الأمر توحيد الخطاب الإعلامي لبرامج وخطط الحكومة فبالتأكيد نوافق عليه بل وندعمه بكل رحابة صدر ؟

عهد صباح الأحمد

لا أحد يختلف أننا في الكويت يوجد من بيننا شراذم من الغوغاء والمرتزقة وأفراد لا تملك أخلاق الإسلام ولا حتى كفؤا لمروءة الجاهلية ... تلك الحفنة الضالة تتعمد اليوم تشويه حقبة العهد الماضي بعبارات لا تخرج حتى من مجانين ولذلك السفاهة والحماقة مسلكهم منذ سنوات ... والحقيقة التي شاء من شاء وأبى من أبى لا يستطيع بالمطلق أن ينكرها لأن أدلتها شاهدة جهارا نهارا سجلها ووثقها التاريخ الإقتصادي والسياسي والإجتماعي الكويتي ... فقد سجل عهد أمير الكويت الراحل الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته نهضة لم يسبق لها مثيلا في تاريخ الكويت منذ سنة 1965 أي منذ 55 سنة مثل 

1- منح المرأة حقوقها السياسية .

2- المرأة عسكرية في وزارة الداخلية .

3- المرأة وكيلة نيابة وقاضية ومستشارة .

4- منح راتب شهري لكل ربة منزل لا تعمل بقيمة 560 دينار = 1.790 دولار . .

5- إنشاء 3 مطارات "الشيخ سعد" "الخطوط الجوية الكويتية " "مطار الكويت الدولي العملاق الجديد" + انتقال اسطول طارات الخطوط الجوية الكويتية من 9 طائرات إلى شراء 41 طائرة من شركتي "بوينغ - إيرباص" .

6- إنشاء مستشفيات الضمان الصحي للمقيمين بعدد 4 مستشفيات عملاقة .

7- إنشاء 11 مستشفى جديد عملاق وفق أحدث المواصفات العالمية منها "مستشفى جابر" الأضخم في منطقة الشرق الأوسط .

8- إنشاء أكبر مخططات شبكات الطرق والجسور في تاريخ الكويت .

9- إنشاء مركز جابر الثقافي ودار الأوبرا ومسرح عبدالحسين عبدالرضا .

10- إنشاء وافتتاح مباني عملاقة جديدة لهيئات ووزارات الدولة بأكثر من 90 مبنى عملاق ومتوسط وصغير .

11- تحديث كامل لمحطات الماء والكهرباء لتتحول الكويت إلى دولة مصدر للطاقة الكهربائية .

12- أكبر تحديث في تاريخ وزارة النفط الكويتية لإنشاء مشاريع نفطية وبتروكيماوية وغاز وغيرها بقيمة تجاوزت أكثر من 93 مليار دولار = 28.9 مليار دينار .

13- إنشاء وافتتاح خامس أطول جسر بحري في العالم "جسر جابر" .

14- إنشاء وافتتاح أكبر وأضخم جامعة في تاريخ الكويت "مدينة صباح السالم الجامعية" بعدد يتجاوز 20 مبنى عملاق + 12 ملجأ عام مجهز محصن ضد الحروب الكيماوية والنووية تم تسليمهم رسميا .

15- إنشاء وافتتاح مركز عبدالله السالم الثقافي العملاق ونادي الكويت للسيارات وأضخم مبنى للبولينغ وأكبر مجمع ملاعب للتنس وافتتاح استاد جابر الرياضي ورفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية وغيرها .

16- منحة أميرية 200 دينار لكل مواطن في 2006 - منحة أميرية 1.000 دينار لكل مواطن + تموين مجاني لمدة سنة ونصف لكل أسرة كويتية في 2011 - منحة بقيمة 2.000 دينار لفواتير الماء والكهرباء للكويتيين في 2007 - منحة 700 سهم لكل مواطن في بنك وربة في 2009 - إنشاء صندوق المعسرين بقيمة 500 مليون دينار في 2010 .

17- إنشاء ميناء مبارك وحديقة الشهيد وخصخصة بورصة الكويت والمنطقة الحرة في نويصيب والعبدلي ومشروع الشقايا للطاقة المتجددة 

18- إطلاق أكبر وأضخم عملية إسكانية في تاريخ المؤسسة العامة للرعاية الإسكانية في مناطق "مدينة المطلاع - مدينة صباح الأحمد - المنازل الميسرة - شرق تيماء - مدينة جابر الأحمد - جنوب عبدالله المبارك" وغيرها .

19- عودة الكويت لتكون الوجهة السياسية كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط كلاعب سياسي من خلال تقديم المساعدات والقروض والمنح وإغاثة الصومال وسوريا والعراق وفلسطين ومصر والمغرب ولبنان والأردن وتونس والبحرين وعُمان والسودان وغيرها .

20- السماح للأفراد بحق اللجوء للمحكمة الدستورية العليا بقانون أقر في 2013 وكان هذا هو الحدث الإستثنائي الذي لا تملكه إلا 3 أو 4 دول من أصل 193 دولة في العالم .

 لقد كان أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد" رجلا استثنائيا بكل المقاييس وكان طاقة جبارة بالعمل والصبر وسياسيا محنكا ودبلوماسيا عريقا ... ولا يوجد رجلا يستطيع أن يتحمل كل هذه الأعباء مثل "صباح الأحمد" الذي تصدى لشراذم تافهة ساقطة وضيعة قاتلت قتال الشياطين والملاعين من أجل الإستخفاف بإنجازات خُرافية لا ينكرها إلا كل مجرم الضمير وحاقد وكاره ومريض ومختل عقليا ومضطرب نفسيا ومن يعانون متلازمة النقص وعقدة الدونية ... أضف فوق ما سبق حكمة وحصافة ودبلوماسية أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد" عندما عبر ببلاده وشعبه منعطفات تاريخية في غاية الخطورة كادت أن تغرق الكويت في الظلام ... بل مستحيل أن تستمر دولة وتتماسك وهي تمر بكل سلام في كوارث مثل :

1- الأزمة الخليجية ومدى تأثيرها علينا .

2- مظاهرات المعارضة الخسيسة في 2012 .

3- مخططات الربيع العربي واستهداف قطر للكويت .

4- التفجير الإرهابي في مسجد الصادق في منطقة الصوابر .

5- مؤامرة "قروب الفنطاس" التي تطاولت على نظام الحكم .

6- مؤامرة وفتنة شريط الفتنة التي قادها الشيخ "أحمد الفهد" .

عهد نواف الأحمد 

عهد سمو أمير البلاد الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح" بارك الله في عمر سموه وألبسه ثوب الصحة والعافية ... كما أسلفت لا يمكنك أن تحكم على حقبة حاكم إلا بعد وفاته ... لكن ملامح حكم سموه بدأت تتشكل وتظهر جليا لنا كمتابعين وراصدين والتي أستطيع توصيفها سياسيا بأنها حقبة عهد يستهدف إصلاح النظام الهيكلي في الدولة ... والتي تتنوع ما بين التطوير والتعديل القوانين والتشريعات ومكافحة الفساد وتفكيك القواعد الإجتماعية التي نقلت "الديوانية للدوام" وتفعيل "القوانين النائمة" ... واحتضان المعارضة في محاولة لكسبها لتهدئة "شارعها الخاص بها" ... ودون شك لا أنا ولا غيري نستطيع أن نؤيد أو نرفض أو حتى نُعقّب على السلوك السياسي لنظام الحكم وعلى رأسها سمو أمير البلاد ... لأنه وبكل بساطة القيادة السياسية بطبيعتها تملك ما لا نملكه جميعا من تقارير أمنية واستخبارية وسياسية واقتصادية وبالتالي قرارات سمو أمير البلاد لا يمكن أن تعقب عليها وإلا أصبحت من الحمقى ومن جهلة السياسة ... لكن بالتأكيد نظام الحكم في الكويت كـ "حكام" هو محل حب وتقدير ومساحة مقدرة من الثقة والإطمئنان ... وكـ "رأي شخصي" أنا لا أتفق مع المعارضة لأن مشروعها هو مشروع مراهقة سياسية تستهدف الإقصاء ولن ننسى اقتراحاتهم بتعديل الدستور في 2012 والذي كان يستهدف تحجيم سلطات مسند الإمارة وإضعاف سلطة الحاكم والذهاب بمشروعهم الساقط لرئيس حكومة شعبي ... والأكيد أن سمو أمير البلاد يرى ما لا نراه جميعنا ولا نملك إلا السمع والطاعة لنظام حكم حكيما عاقلا متبصرا محبا لوطنه ولشعبه إن توجع توجعنا وإن بكى بكينا وإن ضحك ضحنا ... تلك عاطفة وسجية تحكمها فطرتنا البشرية عندما يكون هناك تبادلا للحب والمودة بين الحاكم والمحكوم دون خوفا من سلطات ودون ترهيبا من ممارسات ؟



أقــــرأ أيضا 

أعظم من حكم دولة الكويت على الإطلاق 

https://q8-2009.blogspot.com/2013/02/blog-post_16.html


مختصر : تحليل لسياسة وحكم صباح الأحمد 

https://q8-2009.blogspot.com/2016/09/blog-post_30.html





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2022-10-23

انصروا المزارعين الكويتيين ولو غضبت منكم دولا ؟

 

هناك واقعا مرعبا صادما وقعيا وبنسبة ليس 100% بل مليار% ربما غاب عن الكثيرين من أبناء الشعب الكويتي ... وهو أن هناك ليس عصابات تنخر في عميق أسواقنا بل مافيا منظمة تعمل تحت مظلة وحماية أفسد وأقذر أنواع الكويتيين على الإطلاق ... وهي مافيا الخضار والفواكه والذي قَدّرت قيمتها شخصيا بقيمة تتجاوز أكثر من 1.5 مليار دينار كويتي أي ما يلامس 5 مليار دولار سنويا ... ولأننا دولة غنية وثرية فمن الطبيعي أن تكون الأسواق الكويتية مغرية لأي تجارة لأي بضاعة ... بحكم أن الشعوب المترفة في أي دولة في العالم من البديهي أن تكون حمقاء جدا في مشترياتها فتغلب الكماليات على الأساسيات ... وفي موضوعي هذا يجب أن تعلموا الحقيقة بحقيقتها بشكلها دون كذب دون تدليس أن الخضار والفاكهة التي تأتينا من الدول العربية هي بضاعة فاسدة وتجارها فاسدون وشبكتهم شبكات مافيا ... ويوم كنا نعيش تحت جائحة كرونا لن ثم لن ننسى فضل المزارعين الكويتيين وموقفهم الوطني المشرف الذي مارسوه بكل وطنية بل هناك أكثر من 50 مزرعة أعلنت فتح أبوابها للمواطن والمقيم بأن يتجهوا لها ويأخذوا من تلك المزارع ما يشاؤون وبالمجــــــان ؟

من أين تأتينا الخضار والفاكهة للكويت ؟ من دول مثل "إيران - مصر - السعودية - الأردن - لبنان - سوريا" وغيرها الكثير من الدول لكن هذه الدول هي الأساس بشكل يومي ... وأين الخلل في الأمر ؟ الخلل يكمن أن تلك البضائع الخارجة من تلك الدول والقادمة إلينا ولغيرنا هي بضائع كان الأحق فيها تلك الشعوب وليس الشعب الكويتي ... تلك البضائع خرجت من أرضها ومن دولها حتى تضرب شعوبها بمقتل ولا تحقق الإكتفاء الذاتي وحتى يعاني المواطن المصري السعودي اللبناني السوري من الغلاء المجنون في بلاده على حسابنا نحن في الكويت ... تلك البضائع لعابها الفاسد نشتم رائحته الكريهة بطمع وجشع الدولار وعمولات الفساد والرشاوي ... تلك البضائع أنتجت مافيا وتحكم وسيطرة جاليات عربية على أحد أهم مراكز الأمن الوطني الغذائي ... تلك البضائع وتلك المافيا لم تنسج شبكتها الفاسدة إلا بوجود مسؤلين فاسدين وحكومات فاسدة ومتواطئة ترتعب خشية من إغضاب الدولة الفلانية أو العلانية ولو على حساب المصلحة الوطنية العليا ... ونتيجة لذلك تلك العصابات تضخمت أرصدتها ومن سابع المستحيلات أن لا تدخل فيها عمليات غسيل الأموال وتهريب المخدرات والممنوعات ... ونحن في الكويت لسنا بحاجة للرقي السعودي ولا الفراولة مصرية ولا الطماط الأردني ولا البطاط اللبناني ولا الكوسا السورية ... فالدجاج والبيض واللحوم والأسماك المستوردة هي أيضا فساد وتمثل صفعة على وجوهكم تخبركم بخزيكم وعاركم بأنكم دولة ثرية جدا لكنكم فاسدين وفاشلين وعاجزين عن تحقيق الإكتفاء الذاتي بأرخص الأسعار لمواطنيكم ومقيميكم على أرضكم وفي بحركم ؟

الكويت لا تحتاج إلى خضار ولا إلى فاكهة لأن المزارع الكويتية متوفرة وبكثرة وإنتاجها غزير للغاية وبكل ثقة أقولها نحن لدينا اكتفاء ذاتي من الخضار والفاكهة ... لكن المزارعين الكويتيين يعانون من الإستخفاف بهم ومن مطالباتهم وصولا حتى إلى استحقارهم من قبل حكومات ومجالس أمة لا تنظر أبعد من أرنبة أنوفها ... الطبيب الكويتي الأمين يعتبر ثروة قومية والمعلم صاحب الضمير أيضا ثروة قومية مثل الشرطي والضابط والمهندس إلخ من يملكون الشرف والنزاهة والضمير هم أيضا ثروات قومية ... وتماما المزارعين الكويتيين هم ثروة قومية لا تقدر بثمن لأنهم يمثلون حائط السد الأول في الأمن الغذائي تماما مثل "شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية" والتي تعتبر ثروة قومية لا تقدر بثمن ... ولأن شبكة المافيا تسيطر على القرارات الحكومية ولأن ولا أحد في مجلس الأمة استنفر واتخذ من قضية الأمن الغذائي والزراعي ملفا ذوو أهمية وأولوية فمن الطبيعي أن نجد نداءات وصرخات واستغاثات من المزارعين الكويتيين ... ويظن ويعتقد المزارع الكويتي أننا لا نفهم أن أصل استغاثته من هول وفظائع فساد سيطرة الأجانب على سوق الخضار والفاكهة ... لا يا عزيزي نعلم ونفهم بل ونقدر وها أنا اليوم أنادي الحكومة ومجلس الأمة كما ناديتهم في 2012 و 2018 وغيرها بأن يستنفروا ويقدموا الدعم المباشر وليعلم الجميع أن اتحاد الجمعيات التعاونية لا يطبق ولا ينفذ قرارات مجلس الوزراء بأن الأولوية للمنتجات الكويتية ... وبالتالي يجب اليوم أن تتخذ الحكومة قارات قاسية على الفاسدين ومافيا الخضار والفاكهة بإجبار مطاعم الكويت شراء كمياتهم من المزارع الكويتية بشكل رسمي ومباشر فقط وحصريا وليس من الجمعيات التعاونية ولا من "مركز بيع الخضار الرئيسي - الچبرة" ... أو أن تتخذ الحكومة قرارا بـ "إغراق السوق لمدة 4 سنوات" أي تشبيع السوق من المنتجات الوطنية لضرب أسعار المنتجات المستوردة ... والسماح للمزارع الكويتي فقط وحصريا بتوصيل منتجاتهم للمنازل بالبيع المباشر وفق الأسعار الحكومية أو أسعارهم التي هي أقل من سعر السوق ... بالإضافة أن تُقدِم الحكومة على عبقرية القرار فتشتري إنتاج المزارع الكويتية سنة مقدما بدفع نقدا سنة مقدما بسعر يضرب المستورد بمقتل + تقديم مبلغ 100 ألف دينار لأي مزرعة ضمنت أفضل إنتاج وأفضل جودة وأعلى كمية خلال السنة كمكافئة وتقدير وشكر للمزارع وتشيعا للأخرين لعدد 100 مزرعة في كل سنة ؟

عندما يتم تصدير الدجاج والبيض الكويتي للخارج تلقائيا يجب أن تعرف أنهم يضربون السوق الكويتي تماما مثلما يتم تصدير الدجاج الأردني والسعودي والبرازيلي وغيره للخارج هم بذلك يضربون أسواقهم ليضمنوا استقرار أعلى سعر لتحقيق أعلى نسبة أرباح بعيدا كليا عن قيم ومبادئ واستراتيجات الأمن الوطني الغذائي ... وبالتالي نحن لا نحتاج الخضار ولا الورقيات ولا أغلب الفاكهة لكننا نحتاج للفاكهة التي يصعب زراعتها في الكويت وهذه الصعوبة ليست مصدرها إلا كونها بسبب حجم قوة ونفوذ عصابات أسواق الخضار والفاكهة ... فبالمال تستطيع أن تنشئ حتى غابة وبالمال تستطيع أن تستصلح أراضي وبالمال تستطيع أن تحول الكويت كلها إلى جنة خضراء ومياه عذبة ... لكن من يمنع ذلك هم أصحاب مراكز قوى الفساد والمافيا المسيطرة والعقول التافهة الفاشلة الذين يتباهون بشهاداتهم الورقية دون فهم وبلا عقل ... وإذ نحن مقبلين على أشهر وسنوات لا يعلم مدى قسوتها إلا رب العالمين سبحانه بسبب الأحداث العالمية المرعبة القادمة ... فأنقذوا واستنفروا للأمن الغذائي وكفاكم صراعات صبيانية وشكاوي طفولية وحققوا الإكتفاء الذاتي "لحوم - بيض - طحين - مخابز - خضار - فاكهة - مياه - كهرباء - دواء" ... لأن وقت النازلة لن يكون بينكم أحد محترما الكل سيمزقه الشعب ووقت الحاجة لا تسأل العامة عن الوقار والإحترام لأنك اليوم بأريحية وصاحب قرار لكنك غدا الله وحده من يعلم كيف ستكون صورتك أمام العامة والرعية ... المزارع الكويتي يجب أن يكون هدف استراتيجي وكفاكم بخلا وشحا على الكويتيين وابن الطائي على الغرباء ... وعلى طريقكم مزقوا اتحاد صيادي الأسماك إربا إربا فهؤلاء فقد استمرأوا الباطل وكثيرا جدا وقد آن الأوان ليخرج مسؤل شريف واحد ويعلن : الحق لكل مواطن كويتي يمتلك "طراد" مسجل رسميا بإسمه بالصيد والبيع المباشر للجمهور وفق المناطق التي تحددها وزارة التجارة والهيئة العامة للبيئة ... كويتي عندك طراد روح وصيد وبيع وتاجر ووقت البيع يوجد موظف من وزارة التجارة والبلدية والبيئة والله يرزقك ولتذهب بسطات الأسماك إلى الجحيم بلا شفقة ولا رحمة ... وكان من الأولى ومن المفترض بسمو رئيس الحكومة "المعارض" بدلا من الجلوس مع نواب المعارضة ليستأنس بآرائهم "الأينشتاينية" أن يجلس أولا مع مجموعة مزارعين ومع اتحادهم ليستقصي أراء الفريقين ليعي أهمية هذا القطاع القومي وما يعانيه والذي أصبح "مطقاقه" لكل حكومة وكل مجلس ... لكن "أحمد السعدون" ومجلسه "دراما بوليوود" أهم من الأمن القومي الغذائي الكويتي والله المستعان ؟


إقـــــرأ أيضا

حل مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية

https://q8-2009.blogspot.com/2012/09/blog-post_3479.html

 

فكرة تغيير فكر الزراعة والإكتفاء الذاتي

https://q8-2009.blogspot.com/2018/10/blog-post.html

 

 

دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2022-10-19

أبنـــاء الجـــواري.. أسيادكـــم ؟

 

دورة الزمن وتوالد الأجيال وظهور أمم وزوال وفناء أمم فمن الطبيعي أن ما هو مقبول في زماننا كان من المحال في غابر الأزمنة وما هو محرم أو مرفوض في زماننا كان مباحا عند من سبقنا ... وكمثال لا الحصر فالجواري وبيع وشراء النساء في زماننا محرم ومرفوض لكنه كان من البديهيات في الماضي ليس في الأراضي الإسلامية فحسب بل في كل الأمم ... تلك التناقضات ما بين الممكن والغير ممكن والحرام والحلال كلها تغيرات صنعها الإنسان ولم تولد معه بمعنى ليست من الفطرة البشرية ... ولذلك كل منطق وعادات وتقاليد اليوم "بشكل عام" لم يكن له وجودا في الماضي قبل 200 سنة من حيث اللبس ومنطوق الحديث والطعام والشراب والإتصالات وترف حياتنا مقارنة مع شقاء حياتهم ... أضف إلى ذلك الإعتبارات التي أصبحت أسسا في زمانكم لم يكن لها أي وجود بالمطلق في زمن من سبقكم ... ولذلك عندما اخترت العنوان المستفز "أبناء الجاريات أسيادكم" لم يكن إلا واقعا وتاريخا وحقائق وليس حديث من صنع الخيال ... لا بل وحتى لغتكم العربية اليوم أصبحت مسرحية لا وجود لها لولا وجود القرآن الكريم لكن كقواعد نحو صرف وأنواع فنون الخط العربي فإن 95% من الأمة العربية اليوم هم جهلة في هذه التفاصيل ؟

يخبرنا التاريخ الإسلامي والسياسي والإجتماعي أن المعروف كل الأمة الإسلامية بما فيها أهل الجزيرة العربية خضعوا لحكم الخلافة الإسلامية ... سواء كان هذا الخضوع كرها أو طوعا ففي كل الأحوال حكم الأمويين والعباسيين والعثمانيين الأمة ... وعندما نتطرق بهذه النقطة تحديدا فيجب عليكم التوقف عندها تماما لتحليلها وفصل عقولكم في 2022 والإنتقال لعقول وفكر 1000م و 1500م و 1800م ... لتتخيلوا كيف أشراف العرب وأكثرهم أصلا وفصلا وثراء ووزنا كانوا يطأطؤون الرأس أمام الخلفاء والولاة وهذا كان من المسلمات والبديهيات بطبيعة الحال ... وكان الجميع خاضعا رغما عن أنفه لسلطة الخلافة ولوالي المدينة بالرغم من معرفتهم التامة بأن خليفتهم هو ابن جارية أي ابن أمة كانت معروضة في الأسواق ... وبعض الجواري تم اختطافهن فعليا من منازل أهاليهم والذهاب بهم مباشرة إلى قصور الخلافة الإسلامية ... وبالمناسبة هذا حديث تاريخكم وليس حديثي وتوثيق التاريخ العباسي والعثماني وليس افتراء ... وبالتالي غفل الباحثين عن تحليل تلك السيكولوجية المثيرة للإهتمام وعدم مقارنتها وإسقاطها مع واقع الحال في حياتنا قبل 100 أو 50 أو حتى في 2022 ... الأمر الذي دعاني للتفكر في نرجسية الخليجيين اليوم "بشكل عام" وظهور حالة من المفاخرة بالأنساب والمفاخرة بالمصاهرة ... والمدهش والغريب في الأمر أن الأمم تتطور وتتقدم وسلوك الأجيال يذهب للأمام لكن في منطقة الخليج حدث ويحدث ولا يزال يحدث العكس بأن عادوا للخلف واستحضروا الجاهلية ... من حيث السلوك والمنطق والممارسة الأمر الذي أدى إلى ظهور نزعات شاذة من منظور الأمم المتقدمة ... رغم أن تلك الممارسات منهية عنها في نصوص القرآن الكريم نصا وصراحة ... وعندما يتحدث تاريخكم فإنه يروي حقائق صادمة مثيرة كيف أبناء الجاريات حكموا أبناء السلالات الأصيلة لا بل وأخضعوهم خضوعا مطلقا ... أما فيما كان يحدث في قصور الحكم فأظن أني قد كتبت ونشرت عن قصور الحكم قديما وحديثا ؟ 

لو فصلنا وعزلنا أصحاب أو أهل أو أسر قصور الحكم سواء قديما أو حديثا وذهبنا إلى من يعملون فيها فلا أستطيع أن أصف العاملين فيها إلا أنهم "أشقى الناس وأتعسهم حظا" ... لأنهم يرون عجب العجاب ولا يملكون إلا أن يغلقوا أفواههم لأنها هي كذلك بطبيعة الحال في سياسة إدارة وحياة قصور الحكم وأسرهم ... وتحضرني ذاكرتي أني في مرة التقيت برجل يعمل في أحد قصور الحكم في دولة خليجية وكانت وظيفته أن يرسل فاكس ويبعث فاكس فقط ... فيقول نصا : عندما يشاهدوني في القصر فإنهم لا ينظرون إلي على أني إنسان أو بشرا هم ينظرون إلى على أني جهاز فاكس لا أكثر ولا أقل وغير مسموح لي النظر في اتجاهات مختلفة وكأني أحد أبناء القصر وممنوع أن أتحدث في أي شأن أخر مهما كان أنا جهاز فاكس فقط "انتهى النص" ... ولذلك عندما نستعرض تاريخ الصراعات في قصور الحكم العباسي والعثماني يكاد شعر رأسكم يشيب من هول الجرائم والمؤامرات والدسائس والخيانات وتغير وتحول والولاءات ... بل كانت الجواري في قصور الحكم يمكن أن يدمروا ليس موظف أو مسؤل الشرطة بل وحتى الوزير وحتى رئيس الوزراء ... وبالفعل قطعت رؤوس وزراء ورؤساء وزراء بسبب الجواري أو محظيات الخليفة ورميت نساء ورجال في البحر والقتل بالسم كان من أشهر وأكثر عمليات الإغتيال سواء للخدم للجواري لمحظيات الخليفة للمسؤلين ... ولذلك عندما تجد تراجع قوة الخلافة الإسلامية في عهد أي خليفة تلقائيا يجب أن تعرف وقتها أن النساء في قصر هذا الخليفة كانوا أهل قوة وسيطرة ونفوذ ودهاء ... تلك القوة مصدرها أن اختلاف أنساب الجواري هو ما دعى إلى التنافس المتوحش في ميزان القوة فالحبشية تنافس الصربية والإيطالية تنافس الروسية ...  والحقائق تخبرنا أن تلك الجواري إحداهن وصلت لحكم الدولة فعليا ورسميا وهي الجارية "شجرة الدُّر" في مصر اشتراها السلطان "الصالح نجم الدين أيوب" ولما حكمت سكّت عملة بإسمها نقش عليها "المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين" ... وخذ مثلا الخليفة الأموي "يزيد بن الوليد بن عبد الملك" أمه الجارية "شاهفرم بنت فيروز" والخليفة "مروان بن محمد" أمة الجارية كردية و "أبو جعفر المنصور" أمه جارية بربرية تسمى "سلاّمة" ... والخليفة العباسي المأمون أمه الجارية "مراجِل" والخليفة المعتصم أمه الجارية "ماردة" والخليفة الواثق أمه الجارية "قراطيس" وفي خلافة الأسرة العباسية خلفاء عظام ولدوا من الجواري أولهم المنصور ثاني خلفاء بني العباس كما ذكرت والخليفة المهدي لديه عدة جواري شهيرات مثل "رحيم" التي رزق منها العباسة و "الخيزران" أم ولديه موسى الهادي وهارون الرشيد أعظم خلفاء الدولة العباسية ... والمعتصم بالله والواثق والمستعين والراضي والمستكفي وغيرهم من خلفاء بني العباس جميعا من أبناء جواري ... ونجد بين خلفاء الأندلس عدداً من نسل الجواري مثل "عبدالرحمن الناصر" أعظم خلفاء الأندلس فقد كانت أمه جارية أسبانية نصرانية تدعى "ماريه" و "هشام المؤيد بالله" فقد كانت أمه جارية "صُبح" الشهيرة بـ "أورود" وهي لبثت زهاء عشرين عاما تسيطر بنفوذها على حكومة قرطبة ... والكثير الكثير مما تشيب له الولدان ؟

أما في الخلافة العثمانية فكان هناك لقب "الوالدة السلطانة أو السلطانة الأم" أي أم السلطان أم خليفة المسلمين وهي التي كانت تدير شؤون "الحرملك" وهو مكان فيه الجواري والغلمان من "المخصيين" ... والسلطانة الأم كان لها نفوذا طاغيا على رجالات الدولة والسياسة ... والسلطانة الأم أيضا هي التي كانت تقدم للخليفة أجمل البنات العذارى في كل ليلة ويوم الخميس تحديدا كان مخصصا لأم أبناء الخليفة ... ولتعرفوا أسباب تلك الصراعات المتوحشة يكفي أن تعرفوا نسب أمهات الخلفاء في العهد العثماني لتعرفوا أن "الأصل في ظهور الرجال وليس في بطون النساء" ... فالسلطانة الأم "نيلوفر خاتون" كانت من بيزنطة أي اليونان والسلطانة الأم "خديجة هما خاتون" كانت من صربيا ... والسلطانة الأم "كلبهار خاتون الثانية" كانت من ألبانيا والسلطانة الأم "خرم سلطان" كانت من روسيا والسلطانة الأم "نوربانو سلطان" كانت من البندقية إيطاليا والسلطانة الأم "خاندان سلطان" من رومانيا ... والسلطانة الأم "ترخان خديجة سلطان" من أوكرانيا والسلطانة الأم "خديجة معزز سلطان" كانت من بولندا ... والسلطانة الأم "أمينة مهرشاه قادين" كانت فرنسية والسلطانة الأم "مهر شاه سلطان" كانت من جورجيا ... وغيرهن الكثيرات وهذا فقط ممن يحملن لقب "السلطانة الأم" فما بالك بالجواري والمحظيات والطبيعي كانوا مسيحيات ويهوديات فأسلمن في الحرملك ... ومن تسلم لا يعني أنها تحررت كلا بل تبقى جارية حتى يتم تحريرها ومن يتم تحريرها لا يجوز نكاحها إلا بعد الزواج وبالتأكيد بلا ولي من أصابها أو أهلها لأنها بالأساس كانت جارية أو مخطوفة ... ومن النادر جدا جدا أن يتم تحرير جارية آنذاك حتى لا تخرج أسرار القصور والسياسة للعامة للخارج ... وبالتالي يجب الفهم أن أبناء الجواري الذين فيما بعد أصبحوا حكاما وخلفاء حكموكم وحكموا سلالاتكم ومجتمعاتكم وقبائلكم وطوائفكم ومذاهبكم ... وهذه الحقيقة التاريخية التي لن يستطيع أحدا إنكارها بالمطلق ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2022-10-17

الفتاوي السياسية والتوثيق الإسلامي ؟

 

منطوق الفتاوي السياسية لم يكن له وجودا في تاريخ العرب قط إلا بعد أن منّ الله سبحانه وتعالى على أمة الإسلام بدين الإسلام عبر نبيه ورسوله محمد ابن عبد الله صوات ربي عليه وأفضل التسليم ... أي الفتوى لم يكن لها وجودا إلا بعد ظهور الإسلام بطبيعة الحال والفتوى السياسية لم يكن لها وجودا في عصر خلفاء المسلمين "أبو بكر وعمر وعثمان وعلي" رضوان الله عليهم ... لأنهم هم أصلا منارات زمانهم في العلم والفتوى فضلا على أنهم صفوة الصفوة لرسولنا عليه الصلاة والسلام ... وبالتالي نستطيع أن تقول أن الفتوى السياسية بدأت في عهد بني أمية وهم أول من صنع الدولة السياسية الحقيقية وأيضا أول من تلاعب بالدين وأخضعه ووظفه لخدمة أغراض الحاكم ... والفتوى تعني أفتى أي أطلق رأيا والفتوى جاز للمسلم أن يأخذ بها وجاز له تركها سواء كانت من شيخ أو عالم أو مجموعة مشايخ أو مجموعة علماء تأخذ بها أو تتركها فالأمر مجهود شخصي صرف ... والتظليل هو من يجعل من الفتوى وكأنها أمرا سماويا أو من يُدلّس على الأمة بأنها فتوى مقدسة فالتوى رأيا كانت وسوف تبقى رأيا حتى قيام الساعة ... ومن المهم أن نعرف أن الفتوى انطلقت من مجالس "القصص والوعظ والدروس" التي بطبيعة الحال لا تخلو من السؤال والإجابة في الأمور الشخصية ومن ثم تطورت دون ضوابط برأي العامة ثم برأي ما يحدث في أحوال المدينة ثم ذهبت إلى الرأي بقرارات الحاكم أو الخليفة ... تلك المجالس وتلك الفتاوي بدأت من العهد الأموي ثم العصر العباسي ثم العهد العثماني ؟ 

من المؤسف حقا أن التاريخ الأموي والعباسي لا يعتبر تاريخا موثوق المصادر والوثائق إنما هو تاريخ منقول "مُعنّن - عن عن عن" أو كتب معدلة ومنقحة النسخ  ... وصحيح هناك مئات وآلاف الشخصيات الإسلامية التي سُطِّرت كتبهم لكنها تبقى كتب بلا وثائق بلا تحقق مادي قاطع الثبوت والأصل من حيث الشكل والمضمون لكن ليس التوثيق مؤكد المصدر ... وكل الأسماء التاريخية بمختلف توجهاتهم وتخصصاتهم لا يمكن أن نلغيهم أو نتجاوزهم لكن ما نقلنا لنا ما هو إلا الشيء القليل والقليل جدا ولا أحد يعرف اليوم مصادر المصادر التي توقفك في نهاية الطريق إلى الوثائق الأصلية للمؤلفات ... وهذا من ضعف التاريخ الإسلامي بأنه تاريخ يفتقد إلى الوثائق الأصلية لأصحابها ومصادرها الرئيسية بنسبة لا تقل عن 70% ... بسبب كثرة الصراعات الداخلية الإسلامية وكثرة البدع وظهور الفرق والأحزاب والجماعات وكثرة الحروب الداخلية والصراع المتوحش في قصور الخلافة وبطانتهم في قلب الأمة الإسلامية ... ولذلك لا تتعجبوا أبدا إذا ما علمتم أن 99.9% من كل علماء المسلمين ممن تفتخرون بهم اليوم ... مثل "الرازي - ابن سينا - الجاحظ - الخوارزمي - ابن الهيثم - الكندي - الفراهيدي - بن حيان - ابن رشد" إلخ جميعهم دون استثناء كانوا أفرادا منبوذين مُحقّرين من أسرهم وجماعتهم وأمتهم في زمانهم وفي حياتهم ... وكذب ثم كذب من يقول أنهم كانوا علماء في زمانهم مقدّرين موقّرين وأن أمتهم وشعوبهم كانت تحترمهم وتفتخر بهم هذا ليس صحيحا بالمطلق بل الكثير منهم اتهم بالكفر والزندقة والشرك والبلاهة والجنون ... هي ذات السيرة في زمانكم لا تعرفون قدر وقيمة أصحاب العقول الإستثنائية وهذي طبيعة المجتمعات العربية بكل أسف لا يدركون الحقيقة إلا بعد فوات الأوان دائما وأبدا ... وكدليل أخر لتأكيد ما ذهبت إليه هو فقدان الكثير من الوثائق الأصلية لكبار وعباقرة الفن والأدب والشريعة والفلسلفة والطب والرياضيات إلخ من علماء العرب أن النسخ الأصلية لكتاباتهم غير موجودة وبنسبة 95% إلا من قد نجح بتهريب نسخ من مؤلفاته إلى خارج أراضي الخلافة آنذاك ... أو هناك من طلبة العلم من حافظ على ما تيسر له من مخطوطات معلمه ولا أكثر دليلا من الغزو المغولي لبغداد في سنة 1285 م ... والذي أحرقت مئات آلاف الكتب في بغداد والتي كانت عاصمة الثقافة والعلم ورميت ملايين الكتب في نهري دجلة الفرات ... ولذلك ظهر في الخلافة الأموية والعباسية من هم أكثر كذبا وجهلا ونفاقا للحاكم حبا للمال واتقاء لسيف الحاكم ومزيدا لإخضاع الرعية لهرطقات الخلفاء ... ناهيك أنه قد مرت على الخلافة العباسية والأموية سنوات وخزائنها تكاد تتفجر من كنز الأموال في قصور الأمراء والخلفاء وبيت المال لكن ثلثين الرعية كانوا حفاة الأقدام لا يملكون ثمن نعال ... وتلك مصدرها كثرة الضرائب وشهرة فساد قصور الحكم بالخمر والجواري أما في خارج قصور الخلافة فكانت الرعية مطالبة باتقاء الله والخوف من الله والرجوع إلى الله والصبر على الإبتلاء وطاعة الحاكم ... كلها كانت أدوات رجال الدين من الكذابين والأفاقين الذين سيسوا دين الله ووظفوه كليا لخدمة الحاكم ؟

في الخلافة العثمانية وهي الخلافة التي تعتبر الأكثر توثيقا بسجلات حقيقية بوثائق أصلية لا تزال موجودة ومحفوظة منذ مئات السنين في إسطنبول في متحف "الأرشيف العثماني" والذي يحتوي على أكثر من 95 مليون وثيقة عثمانية تاريخية  ... ولذلك يعتبر التاريخ العثماني هو الأكثر دقة ومصداقية على الإطلاق من التاريخ الأموي والعباسي بسبب التوثيق الحقيقي منذ سنة 1432م أي قبل 590 سنة من سنتنا هذه 2022 والذي يعتبر كنزا تاريخيا لا يقدر بثمن ... وهنا يجب الفرق ما بين التوثيق التاريخي بالوثائق الأصلية وما بين كتب التاريخ على يد الكتاب والمؤلفين الأتراك حصريا ... وعلى سبيل المثال عندما تشاهد المسلسلات التركية التاريخية يجب أن تفهم تلقائيا أن الحقائق فيها لا تتجاوز 40% أو 60% كأفضل وأعلى نسبة لأنه عمل درامي موجها للداخل التركي أكثر من الخارج ... أما كتّاب التاريخ التركي قبل 100 - 120 سنة فإن في عمومهم قد غلبتهم في كتاباتهم العواطف سواء حبا أو بغضا دون حياد إلا ما ندر ... والتاريخ العثماني لا يؤخذ من كُتّاب عرب أو مستشرقين لأنك لا تضمن سلامة نزاهتهم الكتابية فإن كانوا الأتراك أنفسهم لم يكتبوا تاريخهم بحقيقته وبنسبة 70% فكيف بالعرب والمستشرقين !!! ... وفي كتاب الأكثر شهرة وموثوقية في قلب تركيا وأوساطها الأكاديمية كتاب "تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الإنحدار" للكاتب والمؤرخ التركي "خليل إينالجيك" الذي صدر في 1974 وتمت ترجمته للإنجليزية والفرنسية والإيطالية في لندن في 1975 وإلى العربية في 2002 ... والذي يذهب بنا للسؤال الذي يأتي تلقائيا : إذن بمن تثق إن كان "خليل إينالجيك" لا يعتبر كاتبا موثوقا به ؟ ... الجواب بكل بساطة هو : تاريخ 590 سنة يستحيل أن تسطره بكتاب واحد بعدد صفات 370 صفحة ... مع أني استمتعت بقرائته لكن للحقيقة والحياد رأيا أخر مختلف منفصل كليا عما تشاهده أو تقرؤه ناهيك بعدم وجود القدرة البشرية لقراءة وتحليل أكثر من 95 مليون وثيقة عثمانية تاريخية من "الهواة - المثقفين - الباحثين" بعني لو قرأت وحللت في اليوم الواحد 1.000 وثيقة فستحتاج 95 ألف يوم أي ستحتاج لأكثر من 260 سنة وهذا المعنى الحقيقي لـ 95 مليون وثيقة لـ 590 سنة  ... ومن المهم أن تصنع مقارنة وهي أن الوثائق والتاريخية للخلافة الراشدة والأموية والعباسية لا تساوي 10% كوثائق ومخطوطات أصلية مقارنة مع عدد الوثائق العثمانية الـ 95 مليون فقط لنعلم حجم مصيبتنا التاريخية العربية ... أضف إلى ذلك أن السلطات التركية سواء في الماضي أو الحاضر أي من زمن "مصطفى كمال أتاتورك" وحتى يومنا هذا "رجب طيب أردوغان" لا تسمح ولن تسمح لك السلطات بأن تظهر قبح وسيئات وسلبيات الخلافة العثمانية على الإطلاق لكنها تسمح لك بحسنات الخلافة العثمانية وإيجابياتها وشيئا بسيطا من الإنتقاد ... لكن الأرشيف العثماني يبقى دليلا واقعيا على حقيقة تلك الحقبة وأظن أن هناك وثائق حجبت عن العامة لخطورتها ومدى سلبيتها على سمعة الخلافة العثمانية ... لكني لا أمنع إعجابي بشيخ القضاة "أبو السعود أفندي" في عهد "سليمان القانوني" والذي فيما بعد أصبح مفتيا للدولة العثمانية والذي قرأت عنه ما تيسر لي من شخصيته وتاريخه ودهاءه وبلاغته وحكمته وحزمه وشدته وكان يتقن اللهجة العثمانية واللغة العربية والفارسية ... لا بل وأيضا وافق "سليمان القانوني" في أمور وعارضه في أمورا أخرى والذي لم يكن هناك أحدا ليجرؤ أن يعارض "سليمان القانوني" بالإضافة إلى أنه طور القضاء ونظم الفتوى وقوانين الدولة ... ومن المؤسف حقا أن التاريخ العباسي والأموي لم يصلنا منه إلا القليل مقارنة مع تاريخهما والذي يمتدان لأكثر من 850 سنة بدليل لا يوجد أرشيف للوثائق العباسية والأموية إلا ما ندر أو القليل مقارنة مع 850 سنة بعكس توثيق التاريخ والأرشيف العثماني ... لتتكون لدي شخصيا قناعة أن الإفتاء الديني السياسي يمكن تدليسه وشراءه بالمال السياسي خضوعا لرغبات الحاكم أو رهبة ورعبا من بطش الحكام ... ولذلك لا يمكن اليوم الوثوق بأي فتوى من فتاوي مشايخ نجوم القنوات الإعلامية ونجوم مواقع التواصل الإجتماعية لأن المفتي ربما كان كاذبا أو فاسدا أو مرتشيا أو جبانا والغالب على من يفتون اليوم هو الجهل والحماقة والوقاحة والضرب في صميم كتاب الله "القرآن الكريم" ... والله المستعان ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2022-10-12

علم السياسة الحقيقي الذي يجهلونه 3

 

الحاكم في الوطن العربي يملك سلطة مطلقة والمطلق هنا لا يعني أن تفهمها بشكل خاطئ ... مطلقة بمعنى يملك صلاحيات لا يملكها وزيرا ولا مواطنا ولا تاجرا بمعنى وعلى سبيل المثال يمكن لأي حاكم أن يجعل من يوم عيد ميلاده عطلة رسمية وقد حدث ... ويمكن لحاكم أن يعجب بأحد رعيته وفي اليوم الثاني هذا الفرد يمكن أن يصبح مستشارا للحاكم وفي ديوانه أو وزيرا في حكومته ... ويمكن وبمزاجية الحاكم أن يأخذك أنت ويعينك دبلوماسيا في دولة شهيرة بالسياحة ويمكن ويمكن وخذ وقس على ذلك ... وهذه المزاجية وهذه السلطة مصدرها الطبيعة الإجتماعية في الوطن العربي ومن هنا ومن هذه النقطة غاب عن أغلب أستاذة الجامعة والمعلمين فهم مكنون الطبيعة البشرية بحقيقتها ... فالشعوب العربية تختلف عن شعوب أوروبا تختلف عن شعوب أمريكا الجنوبية تختلف عن شعوب شرق أسيا ... بمعنى أن ربك ما خلقنا سواسية في مدركات العقل والثقافة والرغبات والإحتياجات والعادات والتقاليد والمعتقدات والأديان ... هناك أساسيات وهناك أفرع والأفرع هي من لم يفهمها الكثير منكم فظن الكثير منكم أن الكويتي مثل الألماني والأمريكي مثل السعودي والصيني مثل المصري والياباني مثل الكولومبي وهكذا ... مما يدل على ذلك هو وجود آلاف الثقافات البشرية التي لا تزال قائمة منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا ... كل ما سبق يعكس لك حقيقة الفرق ما بين حاكم الكويت وحاكم هولندا وحاكم أندونيسيا وحاكم الهند وسياسة كندا وسياسة البرازيل وسياسة ونظام الحكم في سويسرا مقابل نظام الحكم في سوريا ... تلك الإختلافات الشاسعة والمهولة ما بين الأمم والشعوب والحكام وأنظمة الحكم هي من تمنعك بالمقارنات بالمطلق ... لكنها تسمح لك بالقياس وباقتباس الإيجابيات التي تناسبك وترك ما لا يناسبك وهذا الجهل الفاضح الذي يقع فيه أغلب أساتذة الجامعة بإسقاطهم الحالة المعيشية والدراسية في الخارج على واقعهم في أوطانهم ... بمعنى أستاذ جامعي يشرح لطلبته كيف كانت كندا رائعة ونظامها السياسي والإجتماعي مدهش والشعب ودود دون الفهم بالفروقات الطبيعية التلقائية التي بين كل شعوب الأرض سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فتضرب الحسرة صدور الطلبة دون شك ؟

مشكلة السياسيين في الكويت تتمثل بأن مفهوم السلطة لدى الغالبية أصبح مفهوما مطاطا ساعد في ذلك حالة الفساد والإستغلال الوظيفي ... وعلى الجانب الأخر تدخل السلطة التشريعية بأعمال السلطة التنفيذية وضعف الحكومة التي أدت إلى أن أصبح ولاء الكثير من قيادات الدولة للنائب وليس للدولة وليس للحكومة وليس للوزير ... لأنهم شاهدوا بأعينهم عشرات الأدلة التي النائب يسقط وزيرا ووزراء وحكومة وحكومات وسنة بعد سنة أدرك الموظف أن النائب هو السلطة الأقوى ... مع أن النائب سلطته محدودة وليست مطلقة لكن الجهل الذي يصنع نمورا من ورق والذي لا يحدث بطبيعة الحال إلا في المجتمعات الجاهلة أو التي يغلب عليها الجهل والحماقة ... فيتحول النائب إلى شخصية وطنية والشخصية الوطنية فيما بعد تتحول إلى رمزية سياسية وكما أسلفت لا يحدث هذا إلى في ظل تعليم فاسد وإدارة تعليمية فاسدة وفاشلة ... والحقيقة أن النائب ذوو سلطة محدودة عرّفها ونظمها دستور البلاد لكن ولأن النائب قد اخترق كل أدوات الحكومة فالشعب يصفق لبطولة النائب وعائلته تبارك لولدهم الوطني والقبيلة تصفق لابنهم البار والطائفة تسجد لله حمد وشكرا على هذا الصادق الأمين ... والحقيقة تبكي وتصرخ بأن ما هؤلاء إلا شرذمة فاسدين كذابين فاشلين فاسدين وتستصرخ لمن يسمع ويعي ويعقل فلا من مجيب !!! ... وحتى تستمر تلك المسرحية وحتى يضمن أفسد نواب الأمة بديمومة مسيرتهم الساقطة فإنهم قبل بضعة سنوات وتحديدا في 2018 وبعد أكثر من 50 سنة للتو أخرجوا قانون "تعارض المصالح" ... أي القانون الذي يعاقب نائب الأمة أنه لا يجوز أن يعمل في أي عمل خاص أو شريكا بأي شكل من الأشكال ... وبالتأكيد لا يمكن أن ينهض شرفاء الأمة من النواب ويطالبوا بإصرار بتغيير المدة الزمنية لنواب مجلس الأمة لأنهم مستفيدين من ذلك ... بمعنى النائب يستطيع أن يحاسب أي وزير أي مسؤل أي قيادي في الدولة خلال 24 ساعة لكن لا يوجد من يحاسب النائب طيلة 4 سنوات ... وهذا ما نوهت عنه وتكتبت ونشرت فيه بأنه يجب تعديل الدستور بأن يحق للناخبين في كل سنة من مدة عضوية النواب الـ 4 سنوات حقهم بإسقاط عضوية من انتخبوه بتوكيلات رسمية من وزارة العدل بعدد يتجاوز عدد الأصوات التي حصل عليها النائب أثناء فوزه في الإنتخابات ... والواقع الذي أساء للديمقراطية الكويتية واستغلها الكثيرين أبشع استغلال أنه لا يوجد من يحاسب النائب إلا بعد 4 سنوات أو أن يتفضل سمو أمير البلاد ويعلن حل البرلمان حلا دستوريا أو يصدر حكم من المحكمة الدستورية العليا ببطلان عمل مجلس الأمة ؟

ما سبق كلها تراكمات هي نتيجة صراعات تحدث أمام أعين الجميع من خلال صراعات قبلية وطائفية وعنصرية ... زاد عليها مخططات الربيع العربي الذي كان يستهدف إسقاط أنظمة حكم عربية ومنها الكويت بالتأكيد نتيجة لذلك أدى إلى اقتراحات بتعديلات دستورية في 2011 ذهبت مباشرة لتحجيم صلاحيات أمير البلاد وتمنح صلاحيات أكثر وأكبر لأعضاء مجلس الأمة ... لكن الحقيقة التي غيبوها عنكم وعن الجميع أن القبائل في الكويت كل القبائل هي بريئة كليا مما يحدث والحقيقة أن هناك فاشلين ساقطين مجرمين أقحموا القبيلة وزجوا بسمعة القبائل في مراهقتهم السياسية وتاريخ من الفشل السياسي ... فما دخل الطيب والمهندس والشرطي والضابط والمفكر والمتعلم إلخ القبلي بما أُقحِموا به فهم لا ناقة لهم فيما حدث ويحدث ولا جمل ولا هم أصحاب مصالح ولا هم حتى مستفيدين من التخلف الذي أُلصِق بهم ... وأهل الطائفة الفلانية والمذهب العلاني أيضا ليس لهم دخل فيما حدث ويحدث هذا إذا ما فهمنا مسبقا أن الكويت هي عبارة عن 80% من أصول قبلية فانقسمت تلك النسبة إلى 50% لا يزالون قبائل و 30% تحولوا إلى حضر ... أضف على ذلك أن الكويت فشلت في تجربتها الديمقراطية وهذا الفشل لا يزال مستمرا والجميع يتحمل مسؤلية هذا الفشل نظام حكم وحكام وحكومات ومجالس أمة وناخبين ومؤسسات مجتمع مدني الكل يتحمل مسؤلية هذا الفشل ... لأن لا أحد صرخ مناديا لتعديل وتطوير وتنقيح الدستور بما يعزز مزيدا من الشفافية ومن أدوات الرقابة ومزيدا من العدالة الإجتماعية ومزيدا من دعم الوحدة الوطنية وتفكيك المجاميع الضارة ... وثمن ذلك الجميع يراه انتخابات مجانين وأصوات مجانين ومرشحين كوميديين وناخبين يلعبون لعبة الحظ وناخبين أخرين فاسدين وناخبين مرتشين بيع أصواتهم بثمن بخس ... فأصبح الناخب يدلي بصوته حسب المزاج لا حسب الكفاءة حسب العنصرية والمذهبية والطائفية والقبلية لا حسب البرنامج الوطني للمرشح ... كل ذلك هو نتاج طبيعي لتعليم فاسد وجامعات فاسدة ودراسات عليا فاسدة وتلقائيا ستكون لديك انتخابات فاسدة وأعضاء مجالس أمة فاسدين ... بدليل أستاذة قانون وأعضاء في مجالس الأمة كانوا فاشلين في أرائهم القانونية والدستورية وعودوا لأحكام المحكمة الدستورية العليا واحسبوا كم صفعة صفعتها على وجه أصحاب الشهادات القانونية وأستاذة القانون فقط لتعلم هشاشة ومستوى وثقافة القانون لديك ؟ 

بالتأكيد كل ما سبق ليس له أي دخل ولا أصل مطلقا في فن العمل السياسي الحقيقي سواء المتقدم أو المحترف لكنه حالات واضطرابات غاب عنها علم الاجتماع لم يرصدها لم يتطرق إليها لم يحللها لم يخرج بالأسباب والنتائج ولا الحلول ... وكلها انحرافات صبيانية غلفت بطابع سياسي وتُرجمت بمصطلحات شوارعية سوقية لشحن المجاميع الشعبية التي أثبتت فيما بعد أنها مجاميع من شرذمة الغوغاء ... لتتحقق الرؤيا وفرض أمر الواقع أن الفاشل السياسي هو سياسي حقيقي وأن السفيه السياسي هو رمز وطني ... يأتي هذا بعدما فشل مراهق السياسة في مساعيه الضيقة فزج بأنصاره في غياهب الظلام لإشعال فتن شيطانية بزعم الإصلاح الوطني وما هذا إلا أكاذيب ساقها كل فاشل ومراهق سياسة ... وحتى لما أدرك الجميع حقيقة ما حدث لم يتعظ إلا القليل ولم يتعلم إلا القليل لتتكون قناعة لدى أصحاب الفكر والحكمة بأن المجتمع يعاني فعليا وحقيقة وواقعيا من مرض "عدم الوعي - عدم الإدراك - سطحية الثقافة - ضعف الذاكرة - عدم الحرص على مصالح وطنه" ... ومما زاد الطين بلة أن الرؤيا السياسية والتحليل السياسي وبعد النظر السياسي جميعهم أجمعوا أن الحكومات لم تتعلم من دروس الماضي ومن كوارث ومآسي الماضي وعادت من جديد للضعف والإستهتار بمكونات المجتمع دون النظر إلى تبعات وثمن ذلك ودون العظة مما سبق باستهتار مؤسف ومخجل بقيمة وعامل الوقت ... الأمر الذي يأخذني أنا شخصيا كراصد ومتابع عام بأني أصبحت أقول في نفسي "دام هذا مجلسنا وهذي حكومتنا فالله يستر علينا من القادم" خصوصا ونحن ربما على أعتاب بضعة أسابيع وربما أياما وربما أشهرا لكن الأكيد ليس سنوات من اندلاع الحرب العالمية الثالثة والحرب النووية العالمية ... أضف فوق هذا أن الكثير من الشعوب العربية التي أصبحت تسخر منا في الكويت بسبب أزمات صبيانية ومشاكل تافهة مقارنة مع كوارثهم ومآسيهم وآلامهم وأوجاعهم سواء الإقتصادية أو المعيشية أو القبضة الأمنية الطاغية والمتوحشة عليهم ... فهل مراهقي السياسة لدينا "حكومة ومجلس" أصلا يعرفون معنى الخجل والحياء والإستحياء ؟

هناك جانب أخر لا أحد يريد أن يتحدث أو يخوض فيه خوفا أو اتقاء لشر الغضب مع أنه أمرا طبيعيا وبديهيا وهو موضوع "الصفوف السياسية في نظام الحكم" ... فلو سألت أي سياسي حاليا من هم رجال الصف الثالث والرابع والخامس من هم رجالاته ؟ ... لا توجد إجابة !!! ,,, السبب ؟ لأنه أصلا لا يوجد صف ثالث إنما تركت المسألة للوقت مع أن الفكر والعقل السياسي لا يسمحان للوقت أو للظروف بأن تتحكم في نظام الحكم أو حتى في عميق منظومته ... والصف السياسي أي من سيتولى مسند الإمارة أي حكم البلاد "مستقبلا" ومن هم مستشاريه وما هي رؤيته ولأي مدرسة سياسية ينتمي وما هو مستوى ثقافته وقراءاته ... وبمعنى أكثر تفصيلا عرفنا من الحاكم ومن ولي عهده "بارك الله في أعمارهما" فمن سيأتي من بعدهم وفق التسلسل في مدرسة بيت الحكم ومن صفوة مستشاريهم ؟ ومن هم مجلس الأسرة الحاكمة وما هو نظامهم الداخلي وعلى أي أساس وكيف يدار ؟ ... ولو كان هناك صف ثالث ورابع لانتهت بل ولقمعت كل صراعات أبناء الأسرة الحاكمة التي أساءت إلى الكويت وشعبها وكثيرا جدا ... ومما ساعد في ذلك هو وجود مجالس أمة التي لا تنظر أبعد من أرنبة أنوفها لأن النواب بغالبيتهم أو معظمهم اهتمامهم الرئيسي هو تصنيفهم الشعبي الذي يعزز تلقائيا تصنيفهم الإنتخابي والكويت كدولة وشعب هي أخر اهتماماتهم وهم بالمناسبة ممثلين باهرين بمسرحيات الوطنية الكاذبة ... بدليل لا حكومة ولا مجلس ولا سياسيين ولا مؤسسات مجتمع مدني ولا أساتذة العلوم السياسية ولا أساتذة علم الإجتماع لا أحد بالمطلق تطرق وبحث في أسباب عزوف ثلث الناخبين الكويتيين عن الإدلاء بأصواتهم كأسباب وبالتأكيد بلا حلول على الرغم من أنها فعليا تعتبر كارثة وطنية حقيقية ... ولم يأبه أحد ولم يناقش ولم يبحث أحدا في أسباب إلى متى يتم حرمان ثلث الكويتيين من حتى الإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات البرلمانية والبلدية بسبب مادة جنسيتهم على الرغم أن ذلك ضربا صريحا واضحا مباشرا بولائهم الوطني ... ولأن النزعة العنصرية والقبلية والمذهبية يقفون بالمرصاد لكل من يتجرأ ويطرح طرحا وطنيا وسياسيا عالي المستوى إلى هذه الدرجة فمن البديهي يتم تسفيه شريحة واسعة من الكويتيين بقوة القانون والجنسية ... بدليل أننا مجتمع يشتهر بالتنمر والسخرية ونفس هذا المجتمع سليط اللسان هو نفسه نفسه نفسه يخاف من رجال السلطة ورجال القضاء ويرتعب من أبناء الأسرة الحاكمة ويتوسل حتى لا تُرفع القضايا ضده بسبب سوء استخدام مواقع التواصل الإجتماعية ... وهذه حالة اجتماعية بحته أيضا لم يتطرق لها أحدا بالمطلق بما فيهم المتخصصين في علم الإجتماع لدينا ... وبالتالي تتكون لدينا القناعة بأن المجتمع الذي يخاف أن يطرح مشاكله بهدف علاجها وإصلاحها وتطويره هو مجتمع جبان وتلقائيا تتعزز فيه حالة الكذب ويستشري فيه النفاق الإجتماعي وبالتالي لا يمكن الوثوق برجاحة عقل المجتمع وإن كان كذلك فتلقائيا لا يمكن الوثوق بمخرجاته الإنتخابية بالمطلق ... وفي توصيف أخر يمكن تصنيفه "قانونيا" على أنه مجتمع "فاقد أو ناقص الأهلية" ولا أرى توصيفا حقيقا أكثر من ذلك إلا لو خرج أحد علي ليعطيني توصيفا أكثر حقيقة ودقة وموضوعية وبالتأكيد مع تمنياتي دون نفاق اجتماعي ؟

أقول ما سبق سواء فهم حديثي بالشكل الصحيح أو بشكل خاطئ لكني أدرك أن وقت الأزمات والكوارث الكويت وأي وطن عربي لن يبقى فيه إلا من يحبون الوطن والأرض فعلا لا قولا ... والتاريخ السياسي والإجتماعي كلاهما يخبرونكم أن وقت الأزمات يفر الأوغاد خارج أرضهم بعدما استمتعوا فيها ولما اشتعلت النار فيها أداروا ظهورهم لأرضهم فذهبوا لأرض أخرى واستقروا فيها ... وعلم السياسة الحديث يخبرك بأن الشعوب تُقاد ولا تَقود وأكبر كذبة عاشتها الشعوب العربية والشعب الكويتي هي كذبة "الأمة مصدر السلطات" ... نعم هذه كذبة بل وكذبة وقحة ورب الكعبة إنها كذبة وأقسم بعزة الله وجلاله أنها كذبة تم تظليلكم بها بشكل خُرافي ... فهاتوا لي أمة واحدة على وجه الأرض اليوم أو من التاريخ اتفقت على رأيا واحدا بنسبة ليس 100% فهذا من المحال بل 80% ؟ ... فإن كانت الأمة العربية لم تتفق على دينكم الإسلامي ومزقوه طوائف ومذاهب فكيف تتفق الأمة سياسيا فهل أنتم مجانين أم النفاق وصل بكم إلى درجة عمى البصيرة !!! ... وباقي أمم الأرض أخبروني هل اتفقت على الديانة اليهودية والمسيحية ؟ لا بل انظروا في كل دولة تنوع مكوناتها الشعبية كأعراق ومذاهب وطوائف وأجناس فكيف تتفق البشرية على أمورا اجتماعيا وسياسية ولا تتفق على أمور سماوية !!! ... وللعلم وفقط للتذكير فإن اليوم عدد الملحدين وعدد ألا دينيين يتجاوزون أكثر من 3.5 إلى 4 مليار نسمة ... ولا يتحدث بلسان الشعب إلا كل كذاب ومنافق وجاهل وسفيه وأحمقا لأن الشعوب لا أحد يملك أن يتحدث باسمها إلا حكامها أو من ينوب عنهم دستوريا أو قانونيا أو شرعيا فقط لا غير ... فعندما ترى أحدا في مواقع التواصل الإجتماعية أو في الصحافة والإعلام من يتحدث بلسان الشعب فاعلم أنه سفيه كذاب ومنافق أو مرتزق ومأجور ... ومثالا واقعيا حقيقيا كما حدث في الكويت مؤخرا في الإنتخابات البرلمانية هناك من خرج وقال جملته "الشعب قال كلمته" !!! ... فصفق الغوغاء والجهلة والمنافقين لهذه المقولة الكاذبة لأن ثلث الناخبين بأكثر من 250 ألف لم يدلوا بأصواتهم وأنا واحدا منهم بالمناسبة و 20% من الكويتيين محرومين من حق التصويت والترشح بسبب مادة جنسيتهم فأي شعب هذا الذي قال كلمته !!! ؟ !!! ... ويقول لكم ربكم سبحانه وقالها جل جلاله منذ 1400 سنة في سورة الرعد { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ... اتقوا ربكم أولا في أنفسكم ثم في وطنكم وتوقفوا عن الكذب والنفاق والتزلف والتدليس ... يا سادة لقد قتلكم النفاق الإجتماعي وعشق الدنيا وضيعكم فقر الثقافة وأعمت بصائركم الوجاهة الإجتماعية الكاذبة ... نتيجة لذلك أصبح المحلل السياسي مظلل وكذاب وأستاذ العلوم السياسية سطحي في علمه وثقافته وتقاتلون من أجل الواسطة في التعليم والتدريس والوظائف فوصل إلى مجلسكم كل مراهق سياسة وهاوي سياسة وفاشل سياسة وكذاب سياسة ... لتتربع فوق رؤوسكم حكومات جبانه فاشلة ضعيفة ومجالس أمة من شرذمة المراهقين والمأجورين والكذابين ... فلوموا أنفسكم ولا تلوموا الكويت التي ابتليت بغالبيتكم من فرط النعم والخيرات وقليلا منكم من يشكرون ويتقون ويخافون الله في أنفسهم وفي وطنهم ... لكني أسأل الله لكم الهداية والبصيرة في وقت الكوارث القادمة أن تعظوا بأسنانكم على أرضكم ووطنكم وأن تقفوا صفا واحدا خلف القيادة السياسية عل وعسى يبارك الله فيكم فيكون جزائكم النجاة من أمر عظيم قادم باتجاهنا واتجاه غيرنا ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2022-10-11

علم السياسة الحقيقي الذي يجهلونه 2

 

إن تعظيم المواطن لنفسه هي نرجسية لا شك فيها والسيكولوجية التي تحلل سلوك الفرد لا تتحدث إلا أن هناك فرق كبير وشاسع ما بين الطموح وما بين النرجسية التي قد ترمي بصاحبها إلى متلازمة "جنون العظمة" ... فالطموح هو حق مشروع لأي فرد على وجه الأرض لكن الطموح الطبيعي المنطقي المشروع مثل شخص طموحه أن يصبح طبيا مهندسا أو صاحب مشروع أو متخصص في مهنة وحرفية أو أو ... لكن النرجسية أن يرى نفسه فوق عائلته وأسرته وأصحابه والجنون أنه يفكر أن يصبح وزيرا أو حاكما والجهالة أن ينظر لنفسه نظرة وكأن الله سبحانه ما خلق له مثيلا ... ومن هنا تأخذنا المقارنة التاريخية الحديثة أن من يقفز للأعلى في سلم الحكومات العربية ما هم إلا أكثر الأفراد فسادا واحتيالا بعكس الدول المتقدمة والمحترمة لا يصل للأعلى إلا أصحاب الكفاءات من المتخصصين ومن ذوي الخبرات والكفاءات الموثوق فيها ... والطبيعي أن كل وأي مواطن يجب أن يحصل في وطنه على العوامل الطبيعية مثل "التعليم - السكن - الغذاء - الدواء" والطبيعي أيضا أن يحصل على آدميته وحقه بعدم انتهاك حقوقه كمواطن وأن لا يتعرض لاستغلال الأجهزة الأمنية وفساد الوزارات والهيئات الحكومية وحقه بالتفكير وانتقاد أي سلبية من سلبيات وطنه وصولا حتى إلى انتقاد سياسة حكومته بوزرائها برئيسها بقيادات الدولة المدنية والعسكرية ... فإن كان الأنبياء والرسل يخطؤون في "حياتهم الشخصية" فهل الحكومات والبرلمانات معصومة من الخطأ أو الزلل أو حتى الفساد !!! ... لكن هناك حدودا وتلك الحدود بطبيعة الحال لا تكاد أن تُرى بالعين المجردة ولا حتى في عقول الأمم والشعوب لأن مكينة الوعي معطلة والأسرة فاسدة والتعليم فاشل ومؤسسات المجتمع المدني تغط في سباتها السخيف فبالتالي المواطن تلقائيا سيكون هو الضحية ... وهذا الضحية إن أراد أن يجتهد ويفهم حقيقة ما يحدث لا يجد جهة رسمية واحدة أو اجتماعية محايدة عقلانية ثم لا يبحث ولا يقرأ مع أنه في زمن ثورة التكنولوجيا والمعلومة كلا وأبدا بل جهله وبيئته الفاسدة كلاهما يدفعانه ليسلم عقله ومداركه لأي شخص يمتلك بلاغة اللسان وعذب منطوق الحديث ولو كان شيطانا ... وهنا يقع المواطن الجاهل ضحية للسمع فيصدق ويقتنع بل ويؤمن بما سمع من حديث دون أن يتحقق ولا أن يتبين ودون تحليل وتفكير عميق ... وبالتالي لا يوجد أكثر من مكسب وغنيمة لهذا الجاهل والساذج ليكون تحت تصرف المحتال السياسي ؟

المواطن فرد وأنا محدثكم فرد لا أملك أنصارا ولا أتباعا ولا شِيعا ولا حزبا ولا جيشا ولا أسلحة لا أملك سوى عقل وفكر وأدوات الكتابة والنشر والخبرة التي أراها محترمة في القراءة والبحث والتحليل فقط لا أكثر ولا أقل ... فهل يمكن أن أصل إلى درجة تحدي السلطة التشريعية أو القضائية أو التنفيذية ؟ الإجابة بالتأكيد كلا بل من سابع المستحيلات ... وهل يمكن أن أنفذ انقلابا مدنيا ضد أمير وحاكم البلاد فأستولي على السلطة فينتهي حكم سلالته ويبدأ حكم سلالتي ؟ الإجابة المنطقية أيضا كلا بل هنا يكمن فكر وحديث "جنون العظمة" ... وإن عبرت عن رأيي هنا أو على حسابي في تويتر هل يعني أني أرعبت الحكومة ومن ثم مجلس القضاء الأعلى سيعقد اجتماعا خاصا من أجلي ويعقد مجلس الأمة جلسة استثنائية بسبب أرائي !!! لا يحدث ولن يحدث ... وهذا المثال أسوقه إليكم لأخذكم لحالة الجميع رصدها وشاهدها عندما يتحدث المواطن السطحي والنائب السفيه وكأنه حاكم البلاد والعباد ويتحدى القانون دون فهم ويتحدى السلطة دون شعور ويهدد السياسي هذا ويتوعد السياسي ذاك دون إدراك لعواقب الأمور ... يحدث هذا في الدول التي تمتلك مساحة من حرية الرأي والفكر من الدول العربية وعلى الجانب الأخر وفي الدول القمعية لا تسمع صوت شعوبهم ليس لأنهم لا يملكون عقلا ولا فهما لكن لسانهم عليها حارس وعقولهم لا تتجاوز أبصارهم ... ومما زاد الطين بلة هو جنون ثورة التكنولوجيا والإتصالات وعالم الإنترنت وتنوع مصادر الكتابة والنشر ومواقع التواصل الإجتماعي أدت إلى ظهور جيل ولد مع ثورة التكنولوجيا والإتصالات فأصبح يظن ويعتقد بأنه سيد العقل والفكر وفطحل من فطاحلة الثقافة والمستقبل ... لذلك تحدث ملايين الصدمات إن لم تكن مليارات عندما يتحدث أحدهم فيجد جوابا لا يتوقعه ثم يبحث ويراجع فيكتشف أنه أحمقا فيتعلم بصمت ... لأن المدرسة متخلفة والجامعة فاسدة فمن البديهي جدا أن يكون لديك جيلا وأجيالا من الفشلة ومساكين العقول "إلا من رحم ربي منهم" ... وهؤلاء في حقيقة الأمر هم ضحايا لتعليم فاشل وأسرة متخلفة وحكومة فاسدة ومجتمع لا يملك أي وعي حقيقي ... ولذلك فسدت مواقع التواصل الإجتماعية وصار أغلبها هرطقات وسباب وشتائم وتحدي لمكاسب نفسية وشخصية لا بل يمكنك استئجار بشرا فتحولهم إلى أبواق للدفاع عنك ولو كنت فاسدا أو لصا أو مجرما الأمر سيان لا فرق طالما أنك تدفع ... تلك الوحشية وعدم نزاهة النفس وسهولة شراء الذمم وتحويل بعض الرجال إلى ذكور بلا ضمير وشراء أجساد بعض النساء بسبب المال كلها أسباب كانت دائما تصب في مصلحة "الإحتيال السياسي" الذي يتم توظيفه دائما في زماننا لمصلحة السياسي ... فأصبحت الإنتخابات البرلمانية والبلدية ليس عرسا وطنيا ولا ديمقراطيا كما زعموا بقدر ما هو سوق تباع وتشترى فيه الضمائر في سيرك الشعارات الوطنية الكاذبة باستغلال كارثي لعقول المغفلين والسذج في موسم فضح عورات العقول ومستوى الوعي المجتمعي ؟

عضو مجلس الأمة 

إن السياسة تتصارع ما بين الربح والخسارة وهي عرضة ما بين تحقيق مكاسب سياسية عظيمة أو متوسطة أو خسائر سياسية كارثية أو متوسطة الضرر ... تلك السياسة إن كانت في الداخل فسنطلق على أتابعها "سياسيين" وإن كانت في الخارج فسنطلق عليهم "دبلوماسيين" ... لأن العالم لا يتعامل مع السياسيين لكنه يتعامل مع الدبلوماسيين مع أن الدبلوماسي هو سياسي بطبيعة الحال لكن البروتوكول الدولي فرض تلك الدبلوماسية ليكون الحديث بكل رصانة وأدب وكياسة واحترام ... لكن لو كان الأمر بلغة السياسيين في الداخل أي المحليين لكان الخطاب سوقي وفي أسوأ المفردات التي تؤدي بطبيعة الحال إلى نتائج دائما ما تصيب أصحابها بأضرار بالغة ... ولذلك لو جلست مع الدبلوماسيين وبنسبة 99% ستجد مفرداتهم الطبيعية كلها أدب واحترام لأن وظيفتهم وبيئة العمل وقائمة الأسماء بهواتهم كلها عوامل روّضت أخلاقهم فصنعت شخصية هادئة متزنة صبورة تسمع كثيرا وتتحدث قليلا وتقرأ كثيرا ... على العكس تماما وكليا بإسقاط دبلوماسيين الخارج على وزراء الداخل فالوزير ونوابه من الوكلاء هم في حقيقتهم ليسوا سياسيين بدليل أنهم تم اختيارهم من خلال آلية ضيقة جدا وسطحية جدا جدا بعكس الدبلوماسيين الذين تم اختيارهم وفق طرق وآليات دقيقة جدا وبروتوكولات معقدة جدا ولجان واختبارات وتقارير أمنية واستخباراتية مختلفة ومتنوعة ... وبالتالي الوزراء هم أبواق رئيس الحكومة وهم الأدوات الرئيسية لنظام الحكم الذي يتفرع منه منصب الحاكم أو منصب أمير البلاد والذي هو أعلى سلطة في البلاد ... وسلطة أمير البلاد تعمل من خلال نظام متعدد للحكم أي مكينة متشعبة متعددة لكن قائدها واحد ... مثل السيارة أو المركبة لا تعمل إلا من خلال أدوات كثيرة ومتعددة ومعقدة وكثيرة جدا لكن شخص واحد هو من يقودها ويوجهها فإن كان محترفا سلمت المركبة وبما فيها ومن عليها وإن كان غير ذلك تحطمت المركبة وستزيد أعطالها ليكون مصيرها محلات الخردة أو المخافر من كثرة قضايا التصادم ... أما في أعضاء مجالس الأمة في الكويت بلا شك هم ليسوا أهل سياسة ولا أهل دهاء سياسة ولا هم أصلا أهل فكر سياسة بل منذ أكثر من 50 عام من إقرار الدستور الكويتي لو حللت نوعية كل أعضاء مجالس الأمة فستكون محظوظا جدا إن خرجت بـ 10 من أعضاءه ممن يستحقون لقب أو مصطلح سياسي أو محنك وداهية سياسة ... وأسباب ذلك هي القصور الدستوري وعجز الدستور الكويتي ولما بات عاجزا عن مواكبة فكر الأجيال وتطور الزمان والحياة اتخذت الحكومة ومجلس الأمة كلاهما مجتمعين أساليب التحايل والإلتفاف الأخلاقي والقانوني والدستوري ... وبالتالي أصبح مشهدا بديهيا عاديا جدا أن تنتهك الحكومة الدستور وينتهك مجلس الأمة الدستور وطالما الجمهور يصفق فلن يستطيع أحدا أن يوقف ويحاسب تلك المهازل ... مما يأخذنا علم السياسة أو فهم السياسة أن هذه ديمقراطية ناقصة وممارسة فاسدة وأمة متخاذلة وإعلام متواطئ وجبهة شعبية متخلفة وتظليل واسع للرأي العام ... ومصدر هذه الفوضى وهذا التجاوز هو تقديم مصلحة الأفراد "نواب" على مصلحة الدولة والشعب وفساد الوزراء وإفسادهم وتقديم أكبر قدر ممكن من التضحيات من أجل أكبر قدر ممكن من البقاء على كرسي الوزارة للإستفادة من الإمتيازات المالية المهولة ومن الوجاهة الإجتماعية الفاسدة والمريضة ... وفي خضم كل تلك الفوضى فمن الطبيعي أن يحدث تصادم وصف بأنه تصادم سياسي لكن في حقيقته هو تصادم من فاسدين الحكومة والمجلس كلاهما لا يفقهون شيئا في العمل السياسي وكلاهما يتصارعون من أجل أمجادهم الشخصية فغلفوا صراعهم "الصبياني" على أنه صراع من أجل الكويت ومصلحة الدولة العليا وكلاهما كاذبين محتالين أفاقين مدلسين وأهل العقول النيرة من أبناء الشعب يعرفون ذلك أكثر من جيد ... ولذلك لم يلتفت أحدا من الحكومة والمجلس لفهم أسابا عزوف ثلث أصوات الناخبين عن التصويت أي أنهم فقدوا الثقة بالحكومة والمجلس ... والحقيقة أن كلاهما لا يستحقون الثقة لا بل ولا يستحقون حتى الإحترام لأن المحترم لا يتلاعب بالأمة ولا يظلل الشعب ولا يضيع وقت الدولة بصراعات صبيانية وبقوانين تافهة وأزمات سياسية لا ترقى إلا كونها مسرحيات جدا سخيفة ... وما سبق يضطرنا للإسقاط السياسي بالذهاب للمقارنة التي كنت ولا أزال وسوف أبقى أؤكد عليها بفوارق الأمم والشعوب بطبيعتها المجتمعية والسياسية ... مثل "الدانمارك والسويد وسويسرا" وغيرهم التي لا يوجد فيها تسلسل هرمي في أنظمة الحكم وفي السياسية وحتى في المجتمع بمعنى يستطيع المواطن أن يسأل ويحاسب رئيس الدولة وأي وزير وأي مسؤل جهارا نهارا علانية وأيضا المسؤل والحاكم يستطيعون أن يحاسبوا أي مواطن دون النظر لسمعته أو مكانته الاجتماعية ... التي أصلا لا توجد مكانة اجتماعية لديهم لأنهم تعاطوا بالمطلق مع ثقافة "المجتمع واحد" أي لا فرق بين مواطن وتاجر ومسؤل وحاكم الكل سواسية أمام المجتمع وأمام القانون وأمام القضاء والمحاكم ... وهذا بالتأكيد غير موجود لدينا ولا يحدث عندنا لأن المسؤل شبه مقدس والنائب هو رمز وطني ورمز سياسي في نظام "دولة المشيخة" وفي المجتمعات القبلية والطائفية التي تلقائيا ستتولد وستتعاظم فيها العنصرية ؟

على الجانب الأخر نفوذ أعضاء مجالس الأمة في الكويت أشبعته حديثا وتحليلا واقتراحا ... لكن الأمور وصلت إلى تقديس السفيه وتعظيم الجاهل وضخ مزيدا من الهواء الفاسد في بالونة "جنون العظمة" ... فوصلت الأمور بأن أصبح عضو مجلس الأمة أو السياسي البارز يظنون ويعتقدون أنهم أكثر حرصا من الحاكم وأكثر شرفا ونزاهة من أمير البلاد وأكثر بصيرة ورؤية ممن يحكمون العباد ... هذه السيكولوجية المريضة مصدرها الأتباع والأنصار ممن يتبعون هذا المعتوه فوضعوه بمقام التعظيم الأعمى ... فسيدهم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا يكذب وقوله أنغاما وحديثه طربا ولقاءه نعمة وطريقه بركة وإن أخطأ معاذ الله فلا شيء في الأمر يستحق فرصة ثانية وعاشرة ولو كانت الفا ... يتطاول على حاكم البلاد فهذا وطني ... يحقّر من رئيس الحكومة فهذا جريئا بقول الحق ... يتهم دون أدلة ودون بينة نعم هذا هو الواقع وما يفعله لصوص البلاد ... يسقط وزيرا يبتز وزيرا يستغل وزيرا نعم هذا هو العمل السياسي الحقيقي ... يسخر من القضاء ومن القضاة ويتهم السلطة القضائية بأسرها على أنها سلطة فاسدة برافوووو يا وطني يا بطل !!! وخذ وقس على ذلك الكثير من السفاهات والحماقات ... هذه الحالة المرضية أدت إلى ظهور نزعات وصراعات قبلية وطائفية وعنصرية باتت واضحة وضوح الشمس للجميع لكن الغالبية ضربه الخوف والجبن من أن يتحدث عنها وفيها وارتعب من حتى الإشارة إليها خوفا من الإرهاب الفكري الذي أصبح سائدا وربما هذا ما أرعب أساتذة علم الاجتماع ... وأسباب تلك الحالة ليست بحاجة إلى عبقرية حتى نكشفها فهي مصدرها أن السياسي قد فشل ولما فشل أقحم أتباعه وأوعز الأسباب والتهم ورمى كل فساد الأرض على الحكومة برئيسها بوزرائها ... ولأن الحكومات جبانة التزمت الصمت أمام خطف المزيد من أنصارها وأمام أنظارها فتحول حليف اليوم إلى عدو الغد وهذا ثمن طبيعي لأي حكومة جبانة ترتعد فرائصها من أقل صرخة ... ليس هذا فحسب بل الفاشل سياسيا عندما فشل لم يكتفي بتحريض أنصاره بل أجج القبلية واستنصرها لصالحه ولما فزعت معه "بعض" مجاميع قبيلته مما أثار ذلك وبشدة القبائل الأخرى المنافسة ... وسبب هذه الإثارة مفهوم بطبيعة الحال وهي حتى لا تستأثر هذه القبيلة على حساب القبيلة الأخرى لأنهم ينظرون إلى تحقيق مكاسب مستقبلية إما شعبيا أو سياسيا بوصول أتباعها الشعبية والقبلية إلى التغلغل أكثر بمفاصل الدولة بل إلى أهم مراكز الدولة الحساسة ... أدى ذلك بطبيعة الحال إلى تنافس شرسا فيما بين القبائل بالوصول إلى من الأكثر شعبية ومن الأكثر حشدا ومن الأكثر تأثيرا ... مع أن الأمر كله لا توجد له ضرورة ولا مبررات إلا أن هناك فاشل سياسي لما فشل أقحم عديمي الفهم والعقل معه في الأمر وتماما مثلما حدث في الأزمة الخليجية عندما فشلوا أقحموا شعوبهم في الصراع فوقع السقوط الأخلاقي إلى قاع الوضاعة ... وكل مكون في الكويت وفي كل دولة لا يمكن الإستغناء عنه ليس ضعفا أو خوفا منه بالمناسبة لكنه مكون أساسي وأصيل في المجتمع لا يمكن أن تسمح بالمساس به على الإطلاق بل بالعكس يجب الدفاع عنه جهارا نهارا إذا تمت محاولات إقصاءه ... وبالتالي المجتمعات العنصرية والقبلية والطائفية لا يمكن أن تكون ذات بصيرة بقدر ما هي جاهلة حمقاء رعناء أقل نسمة هواء لنزعاتها يمكن أن تحركها كيفما شئت بأسلوب شيطاني استبدادي بمصالح ضيقة وأفق محدود ؟

إن كل انفلات من فرد هو نتيجة جهل وقصر نظر وعدم وعي ... وكل مزاجية بتطبيق القانون هو فساد وظيفي وحكومي وفقدان مزيد من الثقة بمؤسسات الدولة ... وفي الدول المحترمة وفي ظل الحكومات الواعية الفرد يجب أن ينتمي إلى الأسرة والأسرة يجب أن تنتمي مباشرة وقفزا إلى المجتمع والمجتمع يجب أن ينتمي إلى وطنه ومصالحه لا إلى حاكم ولا إلى حزب لأن الحاكم سيموت والحزب سيتغير ومؤسسيه سيتغيرون لكن الوطن باق والشعب بمختلف مكوناته باق إلى أن يرث الأرض ومن عليها ... ومتى ما تحول انتماء الفرد إلى الجماعات والجماعات إلى أحزاب تلقائيا وبسرعة البرق تتخوف القبيلة فتنكمش على نفسها فتعود إلى التوحد الذي فيه قوتها بطبيعة الحال ... ومتى ما توحدت القبيلة تلقائيا على الجانب الأخر تتوحد المذهبية لأنها ترتعب من تراجع دورها سواء في المجتمع أو في مؤسسات الدولة أو كتأثير سياسي ... ومتى ما توحدت القبلية والمذهبية تلقائيا سترتفع وتيرة العنصرية للحط من قدر القبائل والمذاهب والجماعات وتسفيه الأحزاب التي ستكون نتيجة كل ذلك خسائر فادحة وكارثية في الوطن نفسه ... كلها أدوات هي من أفضل وأجمل أدوات "السياسي المحترف" الذي يتلاعب بالجميع والسياسي هنا نقصد به الحكومة ونظام الحكم ... الذي يرى من صالح النظام ومصلحته أن يكون المجتمع في خلاف وصراع دائم ولو كان صراع وخلاف فكري وعقائدي لأن وحدة المجتمع ستؤدي إلى مواجهة مجتمعية مع نظام الحكم في نهاية المطاف وبشكل مباشر ... تماما مثل المذاهب الإسلامية التي لو تركتموها وعدتم لكتاب الله فقط لسقط العديد من أنظمة الحكم ولخسر تجار الدين خسائر فادحة ... ولذلك بطبيعة الحال يجب الفهم أن وصول أستاذة جامعة وتعليم إلى سلطة التعليم من أصحاب المذهبية والقبلية والأحزاب والعنصرية والفئوية يخدم نظام الحكم سواء في الكويت أو غيرها بل حتى في أمريكا نفسها ... لأن هذا التوجه وهذا الخط يعزز تقسيم المجتمع وتمزيقه لكن عصـــا السلطة بيديها لأنها تريدكم منقسمين متخالفين لكن العصا لمن يتجاوز على الأخر لأن التكلفة وقتها ستكون جدا باهظة ومكلفة على أي نظام حكم ... ولذلك تظهر لنا أدلة فاسدة بوجود أساتذة جامعة من المنتمين لأحزاب وتكتلات سياسية استغلوا التعليم ووظائفهم لتعزيز شعبيتهم وتنامي نفوذهم ولو على حساب الدولة والمكونات الإجتماعية الأخرى ... بل لدينا أستاذة جامعة كانت عليهم قضايا أمن دولة وعادوا إلى التدريس الجامعي وكأن شيئا لم يكن وهذا ضربا فاضحا بقيم وأسس التعليم ودمارا للطلبة وكان الصحيح أن لا يعودوا إلى التعليم للأبد مع سحب رخصة التعليم للأبد لأنه حزبي أو متطرف سياسي أو متطرف ديني لكن هذا هو الحال في الدول الفاسدة ... والحكومة تعلم ذلك وهي مستمتعة جدا بهذا الخط السياسي المنحرف فأصبح أمرا معتادا أن دكتور جامعة بعدما استغل وظيفته أصبح مسؤلا أو نائبا وبديهيا ضابط في وزارة الداخلية بسبب المعاملات الغير قانونية والمشبوهة صنع شعبية فأصبح نائبا في البرلمان ... وهاتف واحد من رجل دين من أي مذهب يمكن أن يحول الفقير إلى غني ويمكن أن يحل مشاكلك كلها في يوم واحد ... وهكذا وبفضل هؤلاء فسد التعليم وفسدت المناهج ومن ثم فسد مجتمع اليوم والذي يدفع ثمن صمته بوصول أعضاء مجلس أمة من أكثر الكذابين والفاسدين والمحتالين والفاشلين سياسيا والمتسلقين اجتماعيا وجميعهم دون استثناء لو سألتهم أسئلة سياسية عامة أو حتى وطنية فلن يجبك أحدا شيئا وأفضلهم سيجيب على 3 أسئلة من أصل 10 ؟



يتبع الجزء الثالث والأخير



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم