2013-11-01

تعرفوا على العملاق الراحل حمدي الحريري ؟


هو حمدي مصلح الحريري مصري الجنسية ولد في القاهرة بتاريخ 5/4/1945 متزوج وله 3 بنات فاضلات ... نشأ في منزل فني عريق فوالده السيد / مصلح الحريري كان أستاذا في أكاديمية الفنون في القاهرة ... وعمه السيد / عبدالمنعم الحريري كان أستاذا في كلية التربية الموسيقية في القاهرة وعازف رئيسي في فرقة السيدة أم كلثوم كوكب الشرق .

فلا عجب إذا ما علمنا أن الراحل حمدي الحريري تولع حبا في آلة الكمان وهو في سن الثامنة من عمره ... ثم درس وتعلم حتى تخرج من كلية التربية الموسيقية في القاهرة في عام 1965م ثم تعين من نفس السنة معيدا في الكلية نفسها ... وكان أصغر عازف كمان في فرقة أم كلثوم ... بالمناسبة السيدة كوكب الشرق كانت حفلاتها تقدم 3 وصلات أي 3 أغنيات في كل حفلة حتى كبرت ومرضت فكانت في أخر أيامها تقدم وصلتين في كل حفلة ... عزف وسجل مع كوكب الشرق أم كلثوم أكثر من أغنية ومنهم : الإطلال – فات الميعاد -  فكروني – اسأل روحك وغيرها . 


كان الراحل محظوظا جدا فهو عاصر أعرق المدارس الموسيقية الشرقية الخطيرة آنذاك كمدرسة العملاق الراحل رياض السنباطي ومدرسة العملاق الراحل محمد عبدالوهاب ومدرسة العملاق الراحل بليغ حمدي ومدرسة العملاق محمد الموجي وغيرهم .


العملاق حمدي الحريري جاء إلى الكويت بتاريخ 8/12/1968 عمل عازفا على آلة الكمان في فرقة إذاعة الكويت ثم تولى قيادة فرقة الإذاعة الكويتية للموسيقى في عام 1973م من بعد الموسيقار المصري الكبير الراحل  نجيب رزق الله ... وظل يقودها حتى عام 1990م .


كانت أنشطته تمتد إلى قيادة الفرقة في التلفزيون في تصوير أغاني المطربين والمطربات والحفلات الشعبية التي تسجل لكبار الفنانين الكويتيين ... وكذلك حفلات العيد الوطني التي تقيمها سنويا وزارة الإعلام ويشترك فيها غالبية المطربين في دولة الكويت وعدد من أشهر المطربين والمطربات العرب ... كما قام بتلحين عدد كبير من الأغنيات العاطفية والوطنية للمطربين الشباب ... وسافر مع فرقة التلفزيون قائدا لها ولتمثيل الكويت في العديد من الحفلات الخارجية والأسابيع الثقافية بالإضافة إلى تنويت الأغاني والمشاركة في الحفلات الخاصة .


عزف مع غالبية إن لم يكن كل عمالقة الفن الكويتي أمثال : عوض دوخي – عبدالحميد السيد – عبدالكريم عبدالقادر – مصطفى أحمد – عبدالمحسن المهنا – غريد الشاطيء – يحي أحمد والكثير الكثير من الفنانين الكويتيين والخليجيين وفنانين الوطن العربي ... ويعتبر الراحل من المؤسسين للمعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت بالإضافة إلى الأستاذ العملاق أحمد باقر .

أصيب الراحل فجأة بسرطان الغدة اللمفاوية وظل يعالج في مركز حسين مكي جمعة في الكويت ولم يمكنه المرض حتى فارقت روحه الحياة في نفس المستشفى ... ودفن في الكويت عملا بوصيته .


مجموعة لونغات موسيقية بقيادة الأستاذ الموسيقار الراحل حمدي الحريري



قالوا عن العملاق الراحل 
 الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب
هذا العازف استطاع أن يجعل أوتار الكمنجة تنطق بما يقوله اللسان

د.بندر عبيد 
أستاذ كبير تعاملت معه من خلال فرقة الإذاعة الموسيقية فهو أستاذ موسيقي عازف عنده عقلية متنورة في البعد الموسيقي ... وإذا سمع شيئا غير طبيعي ينصحك بتغييره ولا أبالغ إذا قلت عنه انه العازف العربي الوحيد الذي عاش في الكويت وفهم الموسيقى الكويتية من ناحية التفاعيل الإيقاعية الكويتية وأعطاها حقها بالعزف وكتابة النوتة .

الموسيقار محمد سعيد البنا 
حمدي الحريري فنان بمعنى الكلمة كان عازفا متميزا على آلة الكمان وقائدا موسيقيا ممتازا للفرقة الموسيقية في الإذاعة الكويتية والفرقة الموسيقية للمعهد العالي للفنون الموسيقية والكثير من الحفلات الشعبية في الإذاعة والتلفزيون ... كانت أخلاقه حميدة وكان دقيقا في مواعيده وهو أحسن من ينوت الأغاني في الكويت .

د.حمد الهباد 
حمدي الحريري يعتبر من الأساتذة الذين أسسوا الحركة الموسيقية والغنائية في دولة الكويت عبر الإذاعة الكويتية ... وكان لنا الشرف في العمل معه حيث كان أستاذا في معهد الدراسات الموسيقية من عام 1972م إلى 1975م ثم بعد ذلك أستاذا في المعهد العالي للفنون الموسيقية لآلة الكمان حتى وفاته .



حاليا يوجد من يواصل مسيرة الراحل حمدي الحريري أخوه الأستاذ منير الحريري المقيم حاليا في الكويت ... وهو من مواليد 2/11/1949 جاء إلى الكويت بتاريخ 5/10/1977 ... عمل مباشرة في فرقة الإذاعة ... هو أيضا عزف مع غالبية كبار فنانين  الكويت حتى عام 1990م بسبب الغزو العراقي الغاشم ... وأثناء الغزو الغاشم عمل للإذاعة الحرة لصوت الكويت في الخارج تحت إشراف الأستاذ الموسيقار الكويتي يوسف المهنا .


له بصمات في مسرح الطفل فهو عازف وملحن وموزع وقام بتأليف الموسيقى التصويرية لأعمال الأطفال مع الفنانة هدى حسين وغيرها في المسرحيات الشهيرة مثل : الواوي وبنات الشاوي – البنات والساحر – الذيب والعنزات الثلاثة – ليلى والذيب وغيرها من أعمال مسرح الطفل في الكويت . 


الأستاذ منير الحريري ضليع بالموسيقى العربية ومثقف فيها بدرجة عالية المستوى وهو ذو خبرة كبيرة جدا ... وما أن يتحدث عن تاريخ الموسيقى حتى يبحر بك في عالمها بالتواريخ وبالأسماء وبتفاصيل دقيقة جدا كأستاذ وكفنان محترف ... كذلك يعتبر أستاذا في النوتة الموسيقية والتحليل العلمي لها .




لكن أليس من العيب أنه وإلى الآن لم يتم تكريم وتقدير هؤلاء الكبار بالشكل الذي يليق بهم وبعطائهم ؟؟؟

على الأقل على الأقل شيلوا عنهم الكفالة وخلوهم كفلاء أنفسهم وإعفائهم من أي رسوم تقديرا لعطائهم للكويت ... وعلى فكرة ترى هالناس عندهم عزة نفس بس للعلم ؟

استحوا شوي حسوا شوي فشلتونا ...




بعدما سبق لا شك بأن هؤلاء قد أفنوا حياتهم من أجل خدمة الكويت وفنها وثقافتها وتاريخها الزاخر بالعطاء ... فشكرا لهم من القلب على ما قدموه للكـــويت .


دمتم بود ...



وسعوا صدوركم