2022-07-01

إلى التلميذ "أحمد الصراف" .. خذ هذا الدرس ؟

 

لكم مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


متعك الله بالصحة والعافية وحضرتكم وأنت تبلغ من العمر 77 عاما لكن كتابتك تتأرجح ما بين وكأن كاتبها يبلغ العمر 30 سنة وكتابات أخرى وكأن كاتبها يبلغ من العمر 90 سنة ... وهذه المفارقتين العجيبتين بيدك أنت من سطرتها فكتابة وكأن عقلك قد توقف عند سن الـ 30 سنة في موضوع "غولديب وخرافة أكلونا الأجانب" ... وموضوع وكأن كاتبها يكتب وهو على فراش الموت يدلي بأخر وصاياه ويطلق حكمته في موضوع "المال والرفقة الطيبة" وكلا الموضوعين منشورين على صحيفة القبس في 29 + 30-6-2022 ... ولأن الإنسان بطبيعته تلميذا منذ ولاته وحتى مماته يتعلم فسأكون أنا هنا أستاذك الذي سيتفضل عليك بدرس من واقع وحقيقة الكويت ... وأرجو أن يتسع صدرك ليما ستقرؤه لأني عندما قرأت فقرتك "يحسد الكثير من المواطنين الأثرياء "الأجانب" على ما حققوه من ثراء في الكويت ولكن الحقيقة أن ثروات أغلبية هؤلاء لم تأتِ بسهولة فقد ضحوا وعانوا الكثير ولم يمنع أحد المواطن من أن يقتدي بهم وهذا ما فعله الكثيرون أما الجلوس في البيت أمام التلفزيون ومشاهدة المباريات ولعن وشتم الغير لأنهم أثروا من خير البلاد فهو تصرف والسخف سواء" ... أدركت وقتها أن عقليتك "متعها الله بالصحة" قد توقفت عند شباب "غولديب لامبا" وسطرت منه أسطورة وتناسيت أن الأصل والفضل يعود لأسرة "الميلم" الكريمة ... والتي أسرة الميلم والدخيل والغانم والخرافي والطخيم وبودي وقائمة طويلة من الأسر الكويتية كان لهم الفضل بعد الله سبحانه بأن صنعوا تجارا ورجال أعمال ... وبالتأكيد تعلم أن رجل الأعمال الراحل "صالح كامل" كان صنيعة الكويت وابحث في أسرة الدخيل ماذا كان يعمل لديهم والسوري "صبحي سكر" و "ياسر عرفات" والكثيرين ... وغوص في أعماق الأسرة الحاكمة الكويتية وابحث عن العرب الذين كانوا يعملون لديهم كيف تحول حالهم هو وذريتهم وتحديدا بعد تحرير الكويت بفضل من الله أولا ثم من الكويت ... إذن مسألة أن هندي باكستاني سوري مصري أردني فلسطيني أيا كانت الجنسية القديرة فالأمر ليس بغريب ولا جديد حتى يكون صاحبها هو صنيعة الكويت ؟

الشباب الكويتي اليوم أكرر اليوم هل تعتقد لو منحوا فرصة من الفرص التي تحققت للأجانب في الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات هل تتوقع أنهم لن يستغلوها ؟ ... بمعنى جيل كامل من الشباب والجيل يعني أنك تتحدث عن ما لا يقل عن 200 ألف كويتي وكويتية فهل صدق عقلك أن من بين 200 ألف شاب لا يوجد من بينهم عباقرة وأذكياء !!! ... ولأبسط لك الأمور سأقول لك من بين 200 ألف شاب كويتي وكويتية هناك ألف فقط أكرر 1.000 شاب كويتي وشابة كويتية فتفضل قل لي أي عائلة ثرية كويتية بما فيهم الأسرة الحاكمة قد مدت يدها لتلك العقليات الفذة وتبنتهم أو شاركتهم كما حدث مع غيرهم من الأجانب في القرن الماضي ؟ ... و 200 ألف شاب وشابة كويتي وكويتية هل تعرف ماذا يعني هذا العدد ؟ يعني أن هناك طاقة شبابية في قمة عطائها وبنسبة 90% منهم يريدون العمل ولديهم أحلام وطموح فمن مد يده لهم !!! ... وبالتأكيد أنت لم تزور ولا تعلم عن معرض طلبة الجامعة من الكويتيين في كل سنة ولم تطلع على إبداعات اختراعاتهم التي لم يتباهم أحدا لا أنت ولا تجار ولا حكومة ولا برلمان لأن الشباب الكويتي هم فقط للسخرية للتنمر عليهم من قبلكم !!! ... وأكاشفك الأن علنا بالحقيقة التي لا حضرتك ولا غيرك يجرؤ منكم أن يفصح عنها لأني كنت شاهدا عليها بأم عيني بحكم أني كنت صديقا لبعض الأثرياء وابتعدت عنهم بمحض إرادتي لأسباب الخاصة ... يا سيدي الفاضل الأجنبي والعربي في وطننا إرادته منعدمة بنسبة 99% بمعنى أنه لا يعرف إلا كلمة "حاضر وتمام ويُنفذ" لا يناقش ولا يجادل ولا حتى يفكر ... لأنه على يقين مطلق بأن الثمن سيكون متوافقا مع طموحه ويحقق رغباته التي من شروط عمله وعلاقاته ووظيفته أن يكون كالقردة الثلاثة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" ... أما الكويتي فيسأل ويناقش وينصح وربما يكون بعضهم خاضعا والبعض كالشريف الأمين ... وإن كنت تريد دليلا فسأرمي لك بحقبتك الزمنية التي أنت حضرتك كنت شاهدا عليها وهي حقبة الخمسينات إلى أخر الثمانينات ... فهل تطلق علينا جرأتك وشجاعتك الكتابية وتقول لنا من كان في طواقم السكرتارية ومخازن الأسرار من جيش الموظفين في مكاتب الوزراء ووكلاء الوزرات وهيئات الدولة وسكرتارية أعضاء مجالس الأمة ؟ !!! ؟ ... لن تملك تلك الشجاعة يا أخي الكبير أحمد لكني أنا أملكها وأقولها لك ولغيرك : لقد كان 95% منهم مقيمين و 5% فقط كويتيين ... لأن المعازيب يبون "حاضر ونعم وتامر طال عمرك" فأصبح المسؤل مدمن طاعة عمياء يعني الوزير يقلقس عند الشيخ والوكيل يقلقلس عند الوزير والموظفين يقلقسون عند قياديين الوزارة وكانت مسرحية هزلية سخيفة لا تزال فصولها مستمرة حتى يومنا هذا ؟

خذ هذا الدرس

بعد تحرير الكويت وتحديدا بعد أسبوع واحد فقط من الذي جلب المواد الغذائية من "السعودية - الدمام" وأصبح يبيعها في الشوارع والطرقات كويتيين ولا أجانب ؟ ... من الذي بسط "سطول الماي" في مواقف البلاجات ومواقف أبراج الكويت وأصبح يغسل السيارات من ترسبات حرق الآبار النفطية التي جعلت الكويت لا ترى الشمس طيلة أكثر من شهرين هل غسالين السيارات كانوا كويتيين أم كانوا مقيمين عرب ؟ ثم من أتى ومنعهم من العمل وجلب لهم الشرطة !!! ... وبعد التحرير يوم انقطعت المياه عن أغلب منازل الكويت من كان ينقل الماء ويوزعها للبيوت هل كانوا كويتيين أم كانوا مقيمين ؟ ... وهنا أنا أسطرها لك لأني كنت شخصيا وغيري الكثير من الكويتيين ممن كانوا يوزعون المياه "تناكر" على بيوت الكويتيين بالمجان حتى أني كنت أنام في التنكر من شدة التعب والإرهاق ووقتها غيري كانوا يبيعونها نقدا ... وأخبرني يا سيدي الفاضل من غاب عن منزله لأسابيع في وزارة الداخلية لشهرين و 6 أشهر ولم يرى زوجته وأهله وعياله بسبب أنه كان في عمل مستمر لا يتوقف لتنظيف الكويت من بقايا الجيش العراقي ومن الخونة والمتعاونين وأيضا أنا كنت معهم بدليل افتتاح أول مركز تحقيق أمني وكان "مخفر القادسية" واسأل وزير الداخلية الحالي الشيخ "أحمد النواف" والشيخ "أحمد الفهد" فقد رأيتهم هناك أثناء زيارتهم أثناء عملي يوم أنت وغيرك كنت تنعم بالأمن والأمان ولا تعرف شيئا عما حدث وجرى ولا كنا نحن نعرف وقتها هل سنعود لبيوتنا أو نموت بسبب طلقة طائشة أو متعمدة أو بسبب لغم وألغام فهل كنا كويتيين أم مقيمين !!! ... وأخبرني يا خبير الإقتصاد من منع الكويتيين أن يعملوا بوظيفتين ويحسنوا من دخلهم ويتركوا "هذرة الدواوين" هل الشباب لأنهم تنابله أو لأن الحكومة وأسيادها في "غرفة التجارة" لا يريدون ذلك وسمحت للمقيمين "ضمنيا" بالعمل في عدة أعمال ووظائف ... ومن أقفل البلاد عن السياحة النظيفة هل الشباب الكويتي الثرثار أم الحكومة وأنت كرجل أعمال تعرف أكثر من جيد أن الدول السياحية تنشط معها الأعمال التجارية وتقلل من نسبة البطالة بين الشباب وتكافح عجز موازنة الدول ... وخذ مني هذه القصة القصيرة التي أنا شخصيا كنت شاهدا عليها والله على ما أقول شهيد ... في يوم كنت في زيارة لـ "الهيئة العامة للقوى العاملة" في منطقة الفروانية قبل انتقالها إلى منطقة الرقعي وكان وقتها تلك الهيئة تبحث عن فرص العمل في القطاع الخاص وتقدمها للكويتيين حصريا ولأني أحب البحث فقد نزلت إلى سردابهم وإذ بكمية مقيمين من "الجنسية المصرية" حصريا تهمين على السرداب بأكمله في الوقت الذي كانت هذه الهيئة نفسها تبحث عن فرص عمل للكويتيين !!! ... وابحث من خلفي وانظر إلى "مركز المعلومات الألي" لوزارة الداخلية وسرادين الجوازات والمعلومات المدنية وديوان الخدمة المدنية من فيها كويتيين ولا أجانب وكم النسبة بين الإثنين ؟ ... فهل صدقت الأن أن عقلك قد توقف عند سنة 1980 أم لا تزال مقتنع بأنك مطلع وعلى دراية بواقع الأمور وحقائقها على الأرض ؟ ... حكومتك يا سيدي الفاضل هي من دمرت جيلي وجيل عيالي ولا أظن خيرا بجيل أحفادي ... ممنوع كويتي يشتغل بوظيفتين !! لا أمان وظيفي في القطاع الخاص !! ممنوع كويتي يمارس صيد وبيع الأسماك بشكل مباشر !! كل أمر فيه كويتي يخرج ألف من يعترض عليه ؟

أخ أحمد الصراف لو كنت أنت وكل تجار الكويت بما فيهم هواميرها هل كنتم كفوا أن تكونوا تجارا فيها ؟ ... تكفه يرحم والدينك لا تسويلي فيها إنك ابن بطوطه والفرزدق كلنا نعرف عدل عدل إنكم بدون الكويت صفر على الشمال ... ضرائب شبه نكته مناقصات بالهبل وضمانات بنكية بالهبل ومقاول الباطن طالع بالكل "باون" ... لا ضريبة دخل عليكم والتي تعلمون علم اليقين أنها لو طبقت "ضريبة الدخل" لصنعتم ثورة تجار لأن تلك الضريبة لا تمس الشعب بل تمسكم أنتم أولا وأخيرا ... وبالتأكيد أخ أحمد شجاعتك الكتابية التي تتشابه مع معلقات "عنتر بن شداد" تتحول بقدرة قادر إلى "شيبوب بن شداد" وترتعد فرائصك ولن تجرؤ على الخوض في موضوع أراضي الدولة وأملاكها التي حولت "عوير وزوير" إلى تجار اليوم وينظرون علينا بالتجارة ويتهمونا بالبلادة والكسل ... الكويتيين يا أحمد الصراف هم من حملوا الكويت في أزمة كورونا بكل سلبياتها إيجابياتها وبشكل عام يجب أن تقر أنت وغيرك بأنها كانت ملحمة وطنية حقا ... ولو أردت أن نفتح دفاتر الكويت الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية الحقيقية بكل خزيها وعارها وبكل استحقاقاتها وشرفها ووطنيتها فمرحبا بك ... لأني أعلم أن طبقتك "البرجوازية" أدمنت سماع النفاق والمنافقين والعنصريين والمنفصلين عن الواقع ... فاحمد الله أنك كويتي لأنك لو كنت غير كويتي لتحولت سيارتك الـ "رولز رويس - فانتوم" إلى وانيت نيسان موديل 1995 ... وهذه هي مشكلتنا في الكويت البطران يتحلطم والتاجر يتحلطم والشيخ يتحلطم والفقير أيضا يتحلطم مثل إما ليبرالي متطرف أو إسلامي متطرف لا تعرفون الوسطية ولا الإعتدال ولا حمد ولا شكورا ... الكويتيين شعب الإبداع وطاقات جبارة لكن قتلتهم حكومات فاسدة ومجالس أمة فاسدة فأصبح المواطن ضحية مزقها التجار والحكومة والبرلمان ... مشكلتكم يا أخ أحمد إنكم ما تعرفون الكويتي إلا وقت المصايب وعقب ما ربك يسترها على الكويت وأهلها تردون نفس العنصرية نفس الجحود والنكران ولا جنكم تعلمتوا ولا شفتوا شي فعلا أمركم يبعث على الشفقة !!! ... تحمدوا ربكم إن إحنا اللي صابرين عليكم والحمدلله على نعمة الكويت التي جعلت من الأخرس شاعرا ومن الأحمق حكيما ... ديره سوت من عيال الفقر جيمه وثقل يوم كان أجدادهم لا يأكلون إلا وجبة أو وجبتين في اليوم الواحد واليوم يتنمرون يستهزؤون يسخرون ... وللأسف يا أخ أحمد ما أكثرهم اليوم في وطني وإن كنت أنت منهم أو لست منهم فلا أعرف لكنه واقع وحقيقة ... وخلني ساكت .. ساكت .. لا تنبش جروجي ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم