2020-01-26

احذروا ... الإحصائيات الكاذبة والتقارير المزورة ؟


منذ ما يلامس الثلاث سنوات بدأت علامات الإستفهام تلمع في عقلي وأنا أقرأ التقارير الدولية وإحصائياتها بالإضافة إلى الإحصائيات التي تصدرها المواقع الإلكترونية والصحف الإخبارية ... ومصدر علامات الإستفهام تلك هي أني رجل مطلع بشكل أكثر من اللازم فوجدت تضارب كبير جدا بين التقارير والواقع وبين الأرقام التي تدرج في الإحصائيات ... فتوصلت إلى أن هناك مال فاسد داخل في معظم تلك التقارير الصحفية ولا أستبعد مطلقا حتى التقارير الدولية ولذلك قررت أن أكتب هذا الموضوع لتوعية القراء لحقيقة هم في الغالب مخدوعين فيها ... ولأبدأ أولا بأكثر وأقوى جهة دولية وعالمية يعتقد أنها موثوق فيها ألا وهي المنظمة الدولية والتي تسمى "هيئة الأمم المتحدة" ومقرها نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ... فهذه المنظمة الدولية وما يتفرع منها من منظمات عديدة يستحيل أن تستبعد عنها فرضية الفساد وبالمطلق لأنها مؤسسة تعتمد على المركزية أولا وثانيا تعتمد على المال بشكل أساسي ... فمركزيتها تتمحور حول الفيتو في نظامها الأساسي عندما تم إنشاءها في 1945 فجعلت مصير العالم بأسره بيد 5 دول فقط هي من تحدد ما يصلح وما لا يصلح للبشرية في قضاياها ... وهي "أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين" فقط لا غير وهذه المركزية هي من عززت بل ودعمت كل الفوضى التي ترونها حول العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص وبالتالي فمن العيب أن تلك المنظمة تلبس ثياب النزاهة ... أما فيما يخص المنظمات التابعة لها فأيضا كلها تقع تحت الشبهات وذلك من خلال تقاريرها التي كلها ومنذ 75 عاما لم تستطع أن تحسم قضايا كثيرة وعديدة ولم تستطع أن توقف العربدة التي يمارسها الكيان الصهيوني النجس ... وثقوا أن المنظمة الدولية وما تتبعه من منظمات تنطوي تحت مظلتها قد انتهى دورها فعليا لكنها تمارس دورها من باب الشكل العام فقط لا أكثر وهي منظمة ميتة إكلينيكيا ... وتمارس دورها من باب الشكل العام لا أكثر ولا أقل ولو قلت لها علنا "اخرسوا" فسيخرسوا تماما إلا لو حركها أحد الأسياد الـ 5 من يملكون حق النقض الفيتو وما دونهم فالكل سيخرس وهذه حقيقة يجب على الجميع أن يتعامل مع هذا الواقع وهذه المسرحية السخيفة ؟
 
في مسألة الإحصائيات التي تنشرها الصحف والمواقع الإلكترونية فيجب على الجميع أن لا يأخذ تلك الإحصائيات على محمل الجد ... فمبلغ 3.000 دولار سيكون أكثر من كافي لو قدمته كرشوة لصحفي فاسد سيكون كفيلا بعد 3 أيام أن يصمم وينشر لك الإحصائية المطلوبة ... وهذا الفساد ضارب في جميع صعف العالم دون أي استثناء فلا يستغفلكم أحد ويعلق ثوب الشرف على أي صحيفة ولذلك في هوايتي تعودت أن أفلتر الأخبار الحقيقية وفصلها عن الأخبار الكاذبة أو المبالغ في تقديراتها ... ولذلك يجب أن يفهم ويعي الجميع أن ليس كل ما ينشر في الصحف هي حقائق وثقوا أن الصحفيين من أهل الحق لا يعملون في مقرات الصحف لأنهم أصلا مطرودين بسبب جرأتهم وأمانتهم الصحفية ... وهناك من يعمل في مجال الصحافة مضطرا لهذا العمل بسبب الراتب مع منحه مساحة محددة كافية لنفسه وهناك صحفيين ما هم سوى عبيد لا ذمة ولا ضمير لديهم ... ولذلك في أي إحصائيات تنشرها الصحف هنا وضعت أنت في اختبار لثقافتك ومستوى عقلك وخبرتك فإما أن تصدق أو لا تصدق فهذا أفضل ممن تلقائيا يصدقون وهم عميان ؟ 

لقد ضقت بمنظمة الشفافية الدولية وما تنشره من خزعبلات وفي كل سنة تهز الدول والشعوب الخفيفة التي تعيش وكأنها قشة في بحر متلاطم الأمواج ... فما أن تنشر تقريرها السنوي حتى تنفجر المواقع الإخبارية والإلكترونية بمحتوى التقرير والذي تتعمد تلك الصحف أن تحجب 90% منه وتعرض عليك 10% منه فقط ... مع أن الأمانة الصحفية تقول لك انشر ما تريده من التقرير ثم الفت عناية القارئ بأن ينظر لكامل التقرير فإن لم يصدق ما نشرته الصحيفة فلديه التقرير كاملا مرفق برابط مباشر أو تنشر التقرير كاملا على صفحتها ... ومنظمة الشفافية الدولية تعتمد على مراقبة ورصد الفساد في العمل السياسي والإقتصادي والإجتماعي وقد احتلت الكويت في المرتبة الأخيرة "خليجيـــا" ... ومع كل الإحترام والتقدير لجميع دول الخليج لكن من يصدق هذا التصنيف فهو إنسان بلا عقل ولا يملك من الثقافة والوعي إلا سطحيتها ... فالصندوق السيادي الكويتي قوته ومتانته "وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية" الدولي أكد في شهر 11-2019 أن الصندوق السيادي الكويتي هو الأول في الوطن العربي وقد تجاوز السعودية والإمارات وقطر ... وقدرت وكالة فيتش أصول الهيئة العامة للاستثمار الكويتية بما يزيد على 560 مليار دولار كما قدرت الاصول الأجنبية لهيئة ابوظبي للاستثمار بـ 500 مليار دولار و230  مليار دولار لهيئة الاستثمار القطرية بينما انخفض الصندوق السيادي السعودي إلى 400 مليار دولار ... ومن هذا المجنون الذي يصدق أن النظام السياسي وشفافيته جعلت الكويت في المركز الأخير وقفز بالدول المركزية إلى قمة التصنيف ؟ وأي عقل يصدق أن النظام القضائي في دول الخليج هو أفضل من النظام القضائي في الكويت فإن لم تكن تعلم عن الحقائق يقينا فلا تصدق وإلا أوقعوك في فـــخ التدليس والإفتراء ... وأي مختل عقليا هذا الذي يعلمنا كيف تدار اقتصاديات دول الخليج ؟ أم السذج صدقوا بكم يوم تستخرج رخصة أو بمصطلح "سهولة الأعمال" ... وللمرة الميار أقولها : لا توجد دولة ملائكية على وجه الأرض ويوجد لدينا فساد ورشاوي لكن ليس بالصورة التي يتصورها البعض وثقوا بمن رفع سبع سموات لو أفتح فساد دول الخليج وبالأدلة لأقاموا علي عشرات القضايا فقط لأني نشرت الحقائق وبالأسماء ... فاحترموا عقولكم ولا تصدقوا كل ما ينشر فالكذب والتلفيق في النشر أكثر من الحقائق ... وفكروا لو وضعت 5 من كبار رؤوس الفساد في الكويت في السجن بمحاكمات قانونية فهل الفساد سيختفي من الكويت بنسبة 100% أو حتى 50% ؟ الإجابة : كلا وأبدا بل سيأتي من بعدهم العشرات ... ولماذا ؟ لأنها نزعة شيطانية في البشر كما نزعتهم في الخير + فساد التشريعات والقوانين فكلما ظهر قانون لمكافحة الفساد خرج من يتفنن من يتحايل عليه ... ويجب أن يعلم الجميع أنهم يعيشون في عصر سلاح التكنولوجيا وثورة مواقع التواصل الاجتماعي بمعنى أن تصنع وتفبرك المعلومة لهي أسهل من نطق "السلام عليكم" والمسألة باتت مرتبطة 100% بضمير وأخلاقيات الإنسان فقط ؟
اسألوا أنفسكم كيف لمنظمة الشفافية الدولية استطاعت أن تصدر تقاريرها عن كل دولة هل كانوا يقيمون بينهم أو وصل فريق منهم ودخل الوزارات والهيئات وكشف على القضاء واستطلع أراء مواطني كل دولة ؟ ... بالتأكيد كلا ... يا سادة 90% من التقارير الدولية تعتمد على إفادات وشهود من داخل الدول وعليه يتم فلترة تلك الإفادات والشهود من خلال لجنة يعتقد أنها نزيهة فتضع التقييم على تلك الدولة ... مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" وهي منظمة مرتزقة بامتياز كلاهما يتعاملون بخشونة مع العالم وبنعومة مع الكيان الصهيوني وأمريكا فأفيقوا لما يجري حولكم فوقكم ... مثل التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية والذي يحدث إرباكا في بعض الدول حتى تحسن صورتها أمام أمريكا وهذا تصرف أحمق لأن صورتك من المفترض أن تتحسن أمام المنظمة الدولية وليس أمام دولة واحدة ... وكأن أمريكا هي فقط وحصريا سيدة الشرف والنزاهة في العالم والكل على يقين مطلق بأنها دولة لصوص بامتياز وتناست سيدة الشرف أن لديها أكثر من 46 مليون أمريكي في فقر ساحق منهم أكثر من 13 مليون طفل أمريكي صنف دوليا في 2019 بأنهم تحت خط الفقر ... وكأننا أمام عالم جديد لكنه عالم فاسد يستغل ويضرب من يشاء والكل يعلم علم اليقين من هي الحكومات المجرمة في كل أنحاء العالم لكن الغالبية يغلقون أفواههم خوفا منها ... لكن لو كانت دولة صغيرة مسالمة ويصدر عليها تقرير غبي فالتصديق التصديق وإلا وكأنك كفرت بما أنزل على "موسى وعيسى ومحمد" ... شغل مخك وضع ضميرك محل عقلك وابحث جيدا قبل أن تصدر حكمك على دولة وشعب حتى تفهم الحقائق كما هي لا كما يريدون هم فتصبح من المغفلين الذين تركوا عقولهم مطية للآخرين يسوقنها كما تساق البهائم فما أعظم الكنز الذي وهبه ربك لك واسمه العقــــــل ... وأن تولد كويتيا فهذا نعمة لو كنتم تعقلون فأنتم تعيشون في عالم اليوم مليء بالأكاذيب وأمامك خيارين إما أن تبحث بصدق وضمير عن الحقائق أو أن لا تلتفت إلى ما يسيء لنعمة وطنك ... ولا يوجد خطر على الكويت أكثر من بعض أبنائها إما بسب أحقادهم المريضة أو بسبب جهلهم وسفاهتهم أو بسبب فسادهم ؟

إقرأ : هذه حقيقة المرتزقة منظمة هيومن رايتس وتش ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-01-21

بنـوك الكــويت ... المتخلفــة ؟


في عام 1942 افتتح أول بنك في الكويت وهو "بنك الشاي البريطاني" الذي تأسس في سنة 1882 في بريطانيا ... وكان موقعه في السوق الداخلي مقابل بناية "عبدالله السالم" ثم انتقل من مكانه إلى "ساحة الصفاة" وكان أول مدير له المستر "مثيسان MATHESAN" الذي نقل إلى الكويت قادما من فرع البنك في العراق - البصرة "المصدر : موقع تاريخ الكويت" ... ثم في سنة 1952 افتتح أول بنك بملكية كويتية 100% وهو "بنك الكويت الوطني" ثم توالت البنوك المحلية ثم دخلت بنوك عربية وأجنبية لتفتح لها أفرع في الكويت ... مثل بنك الراجحي وبنك أبوظبي وبنك قطر الدولي وبنك Citi Bank وبنك HSBC وبنك BNP Paribas وغيرها ... وبنوك الكويت كلها مرتبطة بشكل رئيسي مع بنك الكويت المركزي ولا أحد يستطيع أن يخرج من مظلته لأنه الجهة الرئيسية لإصدار أي تراخيص مزاولة الأعمال المالية والمصرفية في البلاد ... والبنك المركزي لا شك أن لديه سلطة مطلقة على أعمال البنوك بكافة أشكالها وأنواعها وهو الذي يراقب ويرصد وهو من يحدد أسعار الفائدة وهو بالنهاية من يحافظ على قوة ومتانة الدينار الكويتي ... وهو من يحرص على تعزيز مكانة الكويت المالية والمصرفية في العالم وهو من يسعى دائما بالحفاظ على ضمان أعلى تصنيف ائتماني دولي لمصلحة الكويت من خلال حسن السمعة والعمل وفق منظومة مالية على أعلى المقاييس الدولية ... إذن البنوك في الكويت مقيدة بضوابط ومسار خطوط مالية ومصرفية واقتصادية لا أحد بالمطلق من أي بنك في الكويت يستطيع أن يخرج حتى لو بالخطأ عن هذا المسار ... بل في شهر 12 من العام الماضي 2019 ذهب البنك المركزي بالتشدد أكثر عندما طلب وأمر كافة البنوك الكويتية دون أي استثناء بأن تزوده تلك البنوك بكشوفات دوية دائمة ... عن ملاك البنوك بشخوصهم وبصفاتهم ومن يملك 1% إلى 5% ومن يملك 5% وأكثر على أن يتم إعداد تلك التقارير في قوائم منفصلة دائمة ترسل بشكل سري إلى بنك الكويت المركزي ... ولا يملك أي بنك في الكويت أن يرفض أو يعترض أو حتى يتباطآ أو يهمل في أي أمر يخص بنك الكويت المركزي لأنه يملك لوائح عقوبات تبدأ من الغرامات إلى لفت النظر إلى الإنذار وصولا إلى سحب الرخصة وإغلاق البنك وكافة فروعه ؟
 
وفق ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي المرعب حول العالم ووفق النمو السكاني لو أردنا أن نضع تقييم للبنوك الكويتية فإن النتيجة لن تتجاوز 50% ... وذلك نتيجة عدم فهم البنوك الكويتية لمتطلبات السوق والمجتمع الكويتي ودون أدنى شك أن ملاك البنوك الكويتية هم تجار بالتأكيد ... والعامل الأكثر تأثيرا أن البنوك الكويتية وملاكها يعتبرون محظوظين بشكل خرافي مهول فقط لأنهم يعملون في دولة صغيرة وثرية جدا وبالتالي الإتكالية لا شك ولا ريب فيها ... ولذلك البنوك المحلية في واقع الأمر في محل سخرية في الخارج بسبب تفاهة أرباحهم السنوية التي تجملها الصحف التي هم يملكونها أو لهم تأثير واسع عليها ... فيكفي أن نعرف أن قيمة الودائع الحكومية أي الأموال العامة في البنوك المحلية تجاوزت أكثر من 7 مليار دينار = 23 مليار دولار ... وتبلغ قيمة الودائع القطاع الخاص في البنوك المحلية للشركات والأفراد بأكثر من 34 مليار دينار = 112 مليار دولار لعام 2019 ... أي أن البنوك المحلية والتي لا تتجاوز 11 بنك هبطت عليهم ودائع نقدية بقيمة إجمالية = 41 مليار دينار = 135 مليار دولار ... وهذا مبلغ = حجم الودائع في مصر وتونس والمغرب والجزائر مجتمعين "إن لم تخني الحسابات" وبالتالي بنوك الكويت هي بنوك مترفين يظنون أنهم عباقرة وأنهم دهاة في العمل المالي والمصرفي وفي حقيقة الأمر ما هم بذلك على الإطلاق ... بل أستطيع أن أصفهم بأنهم الطفل المدلل انكبت عليه مليارات في دولة صغيرة وشعب قليل فأغلقت العقول عن الإبداع الاقتصادي والإحتراف المصرفي فعاش الجميع في وهــــم العمالقة وما هم إلا أقزام يتحركون أبطأ من السلحفاة ... ولو انتبه عباقرة البنوك لعرفوا أن هناك أكثر من 5 مليار دينار = 16.4 مليار دولار تمر من فوقهم ومن تحت سنويا دون أن يشعروا فيها وتمر عليهم مرور الكرام بصافي ربح لا يقل عن 1.5 مليار دينار = 4.9 مليار دولار ... لكن إياك ثم إياك أن تتحدث عن العباقرة فإن الكويت لم تنجب أحدا مثلهم من قبل قط ... ومن أنت وما هو تخصصك حتى تتحدث في أمور لا تفقه فيها فأوقعتك بحماقتك !!! ... هذا الحديث معروف مسبقا وتلك أقوال من لا يفقهون شيئا بل والمنفصلين عن الواقع بسبب نرجسيتهم بهدف إضفاء صورة وردية عن من يديرون المصارف وملاكها وما هي بذلك على الإطلاق ... فليخبرنا أحد الجهابذة ماذا كانت شهادة الخوارزمي ؟ وأي شهادة كان يحملها عمر الخيام ؟ ومن هذا البيروني ومن ذاك ابن سينا حتى يقارعكم وأنتم أهل الشهادات ؟ ... ومن الأحمق الذي يقول أن ابن خلدون مؤسس علم الاقتصاد أفضل منكم ؟ ... أعتذر يا سادة فلا أراكم إلا كما أسلفت مترفين ولدوا فوجدوا الملايين ثم صنعوا شراكة ثم هبطت عليهم المليارات فأين الإعجاز ؟ وأين عبقريتكم في أزمة سوق المناخ ألم يضربكم الشلل التام وظلت أعناقكم تلهج بالدعاء لعنان السماء بأن تتدخل الحكومة وتنقذكم من ورطتكم أو من مغامرتكم وقد فعلت ماما الحكومة وما خفي كان أعظم ... وفي النهاية ديدنكم الطمع والجشع ولستم محترفين ومن العيب أن نطلق مثل هذا الوصف على المدللين ... وسبحان الله من أعماكم عن فرص لا تقدر بثمن وأرباح بالمليارات فأصبحتم تتفاخرون ببضع ملايين مضحكة تجار الخضروات والفاكهة أرباحهم أعلى منها يا عيبــــــــاه ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-01-19

الإستهتـــار بنعمـــة الكهربــــاء ؟


لا أحد في زماننا هذا يستطيع أن يستغني عن الكهرباء بل أصبحت كأنها حياتنا بشكل لصيق لدرجة استحالة المغامرة بنعمة الكهرباء ... وبكل أسف أن كل دول العالم ودون أي استثناء أنها تتعامل مع الكهرباء على أنها مجرد شيء وكأنه لا قيمة له نعم صحيح الكهرباء من أهم ضروريات أي دولة على وجه الأرض لكن الواقع يقول عكس ذلك بل وينسف كذبة عدم أهمية الكهرباء ... فالكهرباء هي من تغذي الشوارع والمنازل والوزرات والهيئات الحكومية بالطاقة اللازمة لتشغيلها والكهرباء هي أساس عالم الإنترنت فبلا كهرباء لا إنترنت ولا مطاعم ولا مستوصفات ولا مستشفيات ولا جهات تحقيق ولا تلفزيون ولا إذاعة ولا بصمة ولا عمل ولا كمبيوترات ولا إنارة شوارع والكهرباء هي 90% من عالم الطب في أيامنا هذه ... الكهرباء يا سادة تعتبر الأمن والأمان بعد الله سبحانه وتعالى والبشرية بلا كهرباء يعني الإنفلات الأمني والجرائم والسرقات والفوضى العارمة التي قد تصل لدرجة هتك الأعراض وحالات الإغتصاب ... بلا كهرباء ستتوقف كل الجمعيات التعاونية عن البيع وستغلق أبوابها خوفا من السرقات + مكائن البيع لا تعمل بسبب فقدانها للطاقة وشلل قاتل في المطارات والموانئ وتوقف كل إشارات المرور وستضرب الفوضى القاتلة كل شوارع الدولة وتوقف أعمال القضاء والبناء ... وتوقف أعمال البنوك تماما وماكينات السحب الآلي فلا سحب ولا إيداع ولا كي نت ولا تحويلات مالية وشلل قاتل في أعمال محلات الصرافة وانهيارات اقتصادية خسائراها كأقل تقدير ستتجاوز ما بين 10 إلى 20 مليار دولار في الدول الفقيرة ومن 30 إلى 100 مليار دولار في الدول الغنية والصناعية في اليوم الواحد ... ومعارض السيارات ستكون في خطر السرقة أو الحرق المتعمد بسبب توقف كل أدوات الأمن مثل كاميرات المراقبة والأبواب الإلكترونية بالإضافة إلى انهيارات في الأسواق العالمية والبورصة ... وتوقف البريد الورقي والبريد الإلكتروني وانخفاض الحماية الأمنية للشخصيات من 100% إلى 30% ... وفي شهر 9-2019 وقع مجرد انقطاع للتيار الكهربائي في أمريكا في ولاية نيويورك في مدينة منهاتن ولمدة 5 ساعات لم يحدث إلا أن الفوضى ضربت البشرية فلا قطارات ولا مواصلات ولا اتصالات أرضية ولا انترنت وعاد مئات الآلاف من عملهم إلى منازلهم مشيا على الأقدام لأن باصات النقل لم تتحمل العدد الكبير من الموظفين ... ولو ألقيتم نظرة خاطفة وسريعة على مخططات الكهرباء في أي دولة في العالم ستكتشفون بكل سهولة كم هذه الدول وحكوماتها واقعين في خطأ كارثي لدرجة تجعلك في حيرة من أمرك وتسأل نفسك : هل هؤلاء أغبياء أم مجانين ؟

في أي حرب في أي عمل إرهابي في أي إسقاط لأي دولة في أي عمل عدائي تعتبر محطات الكهرباء هدفا استراتيجيا ومن الأولويات الكبرى للإستهداف العدائي ... لماذا ؟ لأنها ببساطة محطات مكشوفة ... والحقيقة هي أن تلك المحطات كانت من المفترض أن يكون موقعها تحت الأرض بعمق لا يقل عن 100 و 200 متر ... لكن ربما لأن صناعة عمق خرساني عملاق بمسافات كبيرة وبمساحات عملاقة ستؤدي بطبيعة الحال إلى تكلفة مالية ضخمة هذا ربما يكون هو السبب الأول لمثل هذا الإستهتار في إنشاء المحطات الكهربائية ... بمعنى لو كانت تكلفة إنشاء محكة كهرباء عملاقة بقيمة مليار دينار فإن إنشاء مركزيتها ومعداتها تحت الأرض ستبلغ تكلفتها أكثر من 2 مليار دينار ... وبالتالي يعتمد الفكر الاقتصادي إلى أنه يبتعد تماما عن فكرة إنشاء محطات كهربائية عملاقة تحت الأرض ويعوضها بإنشاء محطات كهربائية أخرى ... بمعنى تكلفة المحكمة مليار وتكلفة إنشائها تحت الأرض 2 مليار فالمجموع = 3 مليار وهذا يعني أنك تستطيع أن تنشيئ 3 محطات كهربائية عملاقة مضمونة التشغيل أفضل من محطة كهربائية واحدة ... لكن لا أحد فكر بالمستقبل على الإطلاق ولا أحد فكر في الأيام السوداء لو وقعت حرب ما ولذلك الكل يعتمد على الفكر السياسي الذي يجنب كائن من يكون من الدخول في أي حرب ... لأن الحرب تلقائيا سيتم استهداف محطات الكهرباء والماء شاء من شاء وأبى من أبى وقد نتفهم أسباب الدول الفقيرة بعدم استطاعتها بصناعة أمان الكهرباء ... لكنك لا تستطيع أن تعذر الدول فاحشة الثراء بأنها سارت على خطى الدول الفقيرة فوصلت لدرجة الإستهتار والحماقة بأنها لم تنشأ محطات كهربائية عملاقة ورئيسية في باطن الأرض ... وتلك العملية توفر لها ما لا يقل عن أمان الطاقة بمقدار لن يقل عن 70% ... بمعنى ضربت محطات الكهرباء الرئيسة فإن البديل متوفر تلقائيا والطاقة الكهربائية ستعود في غضون ساعات وليس حتى يوما ؟
 
 

الكارثة الأخرى هي أن الدول الغنية وتحديدا الدول الخليجية لا تزال تمارس الجهل والإستهتار في صناعة الطاقة النظيفة المستدامة التي توفرها الطبيعة من خلال الرياح والشمس والمياه ... ونعم هناك مشاريع وهناك خطط لكن لو وضعتها تحت المجهر وكبرت الصورة ستكتشف بأريحية أن تسير بخطوات السلحفاة وسلحفاة عرجاء ... وربما الفساد أو الجهل هما الأمرين اللذين هما سبب عدم الفهم لدى مسؤلي الدول بمدى أهمية تلك المشاريع والتي تصل أهميتها بأنها أهم من النفط والغاز ... ولو علموا بأهمية مصادر الطاقة الطبيعية لدخلوا في حرب مع الوقت ولواصلوا العمل ليلا ونهارا حتى تتنوع مصادر الطاقة لكن الجهل هي سمة تلك الدول ولا غرابة في ذلك على الإطلاق ... ولذلك سيأتي يوما سيتذكر الجميع كم كانوا أغبياء وكم كانوا في غفلة وكم كذب عليهم مسؤلي الكهرباء بتصريحاتهم الطفولية فقط عندما يدب الظلام الدامس في أرجاء الأوطان ... وقتها يا سادة وفروا غضبكم ووفروا هرطقاتكم فإن النعم تحتاج إلى العمل بالأسباب وأن المستقبل لا ينتظر الجاهلين وأن المال بيد الأطفال جريمة وأن الكهرباء نعمة كفر بها الكثيرين ... والنعم بطبيعتها لا يعرف قيمتها الإنسان إلا عندما يفقدها وقتها لن ينفع ندمه شيئا فأسرعوا بصناعة ما لم يسبقكم إليه أحدا من قبلكم قبل ... والإنسان في 2020 بلا كهرباء = الإنسان في سنة 1850 فأفيقوا من سباتكم السخيف كي لا يخرج "توماس أديسون" مخترع الكهرباء من قبره ويلعن جهلكم ... الدولة بلا كهرباء تلقائيا وخلال بضعة فقط دقائق تعود 200 سنة إلى الوراء بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فهل أدركتم استهتار البشرية بالطاقة وكيف يتعاملون معها باستهتار ... فقط تخيل حالك أنت شخصيا دون كهرباء وكيف سيكون وضعك أنت وأسرتك داخل وخارج المنزل ولتتضارب الأفكار بخطورتها في عقلك وقتها ربما ستدرك أهمية ما كنت أتحدث عنه ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2020-01-17

الذكــــور المخنثـــــون ؟


المخنث هو المتشبه بسلوك الأنثى لبسا وحركة وحديثا ... وفي تعريف مصطلح ثاني يطلق عليهم "الجنس الثالث" ويعرف عند الغرب بالـ lady-boy ... ثم تطور الـ lady-boy فتحول إلى أنثى بنسبة 90% وأصبح يعرف بالـ Shemale له مشاعر وسلوك الأنثى لكنه يحمل صوت رجالي ولم يفقد العضو التناسلي ... وهذه الفئة منتشرين في كل دول العالم دون أي استثناء ويكثرون في أوروبا وأمريكا ودول شرق أسيا ... الكل يعرفهم صغيرا وكبيرا وكتبت عنهم آلاف المقالات وانتشرت عنهم مئات الأفلام الوثائقية وسلط عليهم الضوء من قبل أطباء علم النفس والجراحة وغيرهم ... لكن هؤلاء ليسوا موضوعنا وليس المهم فيه لكن هناك نوع هو الأخطر والأكثر قوة ونفوذا أكبر مما تتصورون إنهم الـ gay والذين حولوا شذوذهم الجنسي إلى مواجهة وواقع تحول إلى بما يعرف "Homosexuality" أي المثلية الجنسية ... فكيف تحول الشذوذ الجنسي بين إثنين إلى ظاهرة ثم تحولت الظاهرة إلى واقع له ما ينظمه من قوانين وتشريعات وفرت له كامل الحرية والأريحية ؟

أولا ليعلم الجميع أن المثليين موجودون في كل دولة عربية وغربية أي أنهم في كل مكان لكنهم يتخفون ويمارسون شذوذهم بسرية مطلقة في الدول العربية وبعض الأجنبية ... ويمارسونها علنا في كل من : أمريكا وجنوب أفريقيا وكندا والنرويج والسويد والبرتغال وأسبانيا وهولندا وألمانيا وفنلندا وفرنسا والبرازيل وغيرها ... لقد نجحوا فعليا بالإلتفاف على المجتمعات التي كانت تعتبر قبل 100 سنة فقط أن مثل هذا الشذوذ جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقا وعلنا ... واليوم مثل هذا الشذوذ أصبح أمرا طبيعيا وبديهيا لدى الغرب وبعض العرب و "المتأسلمين" ممن هم محسوبون علينا بمعنى ليس مستبعدا أن تجلس في يوم مع شخص ولا يرى أية مشكلة في مثل هذا الشذوذ ... لكن أين تكمن خطورة المثليين ؟ تكمن خطورتهم بأنك لا أنت ولا أنا نعرفهم تحديدا فهو شكليا أي المظهر الخارجي رجلا طبيعيا صوتا ولبسا وحركة وشوارب ... يمشي كالرجال ويجلس كالرجال ويأكل كالرجال لكن متى ما دخل عالمه الشاذ تحول في لحظة وبثواني إلى أنثى أو إلى رجلا مسؤلا عن رجلا أخر بعملية تحول نفسية وممارسة جنسية شاذة ... وهؤلاء يستحيل أن تستبعد منهم "بعض" كبار مسؤلي الدولة في الأجهزة السياسية والأمنية وفي النواحي الإجتماعية ولا تنصدموا لو قلت حتى الدينية يستحيل أن كل متدين هو رجلا صالحا ... فقد كشفت التحقيقات الصحفية وسجلات الأمن في الدول العربية والغربية والآسيوية عمليات شذوذ جنسي ومثلية جنسية قام بها رجال الدين ومن أعلى المستويات وأشهرها ... أما كسياسيين ودبلوماسيين فالأمر أيضا يستحيل أن تبعد عنهم الشبهات ليس لشيء فقط لأن الأمر ليس مرتبط بالعقلية السياسية ولا بالعمل الدبلوماسي بل الأمر كله مرتبط كثيرا بالشخصية وبالبيئة وبالفكر وبالميول ... فهل وصلت الفكرة كيف تحول الشذوذ الجنسي إلى واقع وتشريعات وقوانين ؟ إنهم رجال السلطة هم من مهدوا لكل هذا ولا أستبعد مطلقا أن الأمر دخل فيه الإبتزاز الأخلاقي والسياسي من أجل صناعة أكبر عملية ضغط سياسي لأجل تمرير قوانين الشذوذ الجنسي ... مع الإنتباه أن ما يلامس الـ 95% من المثليين هم إما ملحدين أو لا دينيين فالملحد لا يؤمن ولا يقر ولا يعترف بوجود الله سبحانه أما ألا ديني فهو يقر ويعترف بوجود الخالق عز وجل لكنه يمارس العصيان المطلق ويرفض أي وصاية دينية عليه ؟
 
شذوذ الرجل مع الرجل مما هو ثابت أنها ظهرت في عهد وزمن سيدنا لوط عليه السلام قبل 3.000 سنة قبل الميلاد وقيل أنه عاش بين قومه 175 سنة ... ولوط هو ابن هاران وهاران هو أخو الخليل سيدنا إبراهيم عليه السلام هم أبناء تارح ... ويخلط الكثيرين من أن الآثار والنقوش "الجنسية" التي وجدت في العهد الفرعوني أنها كانت من الشذوذ لكن قوم لوط هم أول من أتى بالشذوذ ولعنهم الله سبحانه وتعالى وأنزل عليهم عذاب أليم ... والشذوذ قديما كان متطابق مع المثلية الجنسية في أيامنا هذه ولذلك ليعلم الجميع أن هناك من بيننا من هم ذكــــورا مخنثــــون ودّوا لو أنهم يكملون الباقي من حياتهم في بلاد الشذوذ ... لكن ظروفهم المالية أو بسبب أسرهم وأبنائهم وهذا ما يمنعهم وهناك علامات على الشاذ جنسيا لا أود أن أفصح عنها لربما لو أفصحت عنها وكشفتها ستهدم أسر وتسقط منازل ويكشف المستور ... لكن ولله الحمد أن من نتحدث عنهم هم قلة قليلة جدا هم شواذ المجتمع وشواذ العقل لكن يجب أن نعترف بأنهم واقع وموجود وعددهم حول العالم "المثليين" ربما يتجاوز أكثر من 200 مليون نسمة في أمريكا وحدها يتجاوز عددهم أكثر من 40 مليون نسمة ... نسأل الله السلامة وأن يحفظنا نحن وأبنائنا من مثل هذا الشذوذ الملعون ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم






2020-01-16

المحرمــــات الاجتماعيــــة ؟


المحرمات الاجتماعية هو ما تعارف وما تعودت عليه المجتمعات العربية والتي تدور في فلك العادات والتقاليد منها الصحيح ومنها المتخلف والجاهل ... وتتغير تلك المحرمات الاجتماعية بين حين وأخر في فترة زمنية متغيرات الحياة وتطورها هي من تحدد ميعاد التغيير لما تعود عليه الناس ... وليس بالضرورة وليس فرضا على كائن من يكون أن يلتزم بتلك المحرمات لكن هناك فعللا من ابتعد عن مجتمعه ومارس حياته وفق فكره وما يعتقده ... ناهيك أن هناك الكثيرين يمارسون حياتهم بخطين متناقضين فهو يتماشى أمام الناس فيما يرضيهم وفي منزله يمارس حياته التي اقتنع فيها ... وبين تلك التناقضات فبالفعل لا أحد يستطيع أن يغير مجتمع بأسره بسبب أن لديه أفكارا معينة صحيحة خاطئة لا أحد يستطيع أن يغير المجتمع ... ولنا في الخوارزمي وابن النفيس وابن رشد وابن سينا وغيرهم عظماء سبقوا زمانهم وتجاوزوا مجتمعاتهم ولما أرادوا تطوير وتغيير مجتمعاتهم تم شتمهم ولعنهم وشكك بعقيدتهم ومن العظماء من مات مقهورا مظلوما ... ومظاهر المحرمات الاجتماعية كثيرة ومتعددة مثل مصر التي لا تزال وحتى يومنا هذا يمارس فيها "ختان الإناث" وتمارس أيضا في السودان وقبل سنتين انتقلت هذه الجريمة إلى بعض المقيمين العرب في لندن ... وفي مصر وضعت محرمات ضربت بشريعة ربهم في عرض الحائط وهي عندما يعقد الرجل عقد قرانه على الفتاة فإنه لا يدخل بها أبدا وإلا اعتبرت جريمة شرف وإهانة عظمى لأهل البنت ... ويجب على الزوج أن يكمل ما وعد به دون النظر لعقد الزواج وحلاله وسلطة الرجل على زوجته ولا تستغربوا إذا ما علمتم أن الزوج يظل سنتين و أربعة سنوات حتى يدخل بزوجته الرسمية الشرعية ... وفي دول الخليج ضربوا شريعة ربهم في عرض الحائط أيضا فمنعوا الخطبة التي شرعها وأمر بها ربنا سبحانه ففسروها وكيفوها حسب هواهم وكأن الـ 400 مليون عربي جاهلين في الدين وفي الشريعة و 30 مليون فقط هم العارفون بما لم يفهمه 400 مليون عقل ونفس ... وفي بعض دول الخليج أيضا هناك القبلية المتعصبة المتخلفة والتي قبيلة لا تتزاوج ولا تتصاهر مع قبيلة أخرى والعنصرية النتنة يدور فيها بعض الأقوام من بعض المجتمعات الخليجية فيظن البعض أن أسرته أو قبيلته هم من المبشرون بالجنة وأن الله ما خلق سواهم ... وها حرام وهذا لا يجوز وهذا عيب وهذا خطأ ما هذا الجبروت الذي تمارسونه من أنتم حتى تحرموا ومن نصبكم على الناس حتى تكونوا وكلاء للدين وللأخلاق ... فالدين للناس جميعا والأخلاق تكتسب ولا تشترى ؟

لقد كذب ثم كذب من يقول أن المسلمين يقيمون شرع الله سبحانه 100% فالإسلام قبل أن يكون شريعة هو أخلاق والأخلاق تعني الأدب والأدب يعني الإحترام العاقل الذي يميز بين من يستحق وبين من لا يستحق ... وليس بالضرورة أن تكون مسلما يعني أنك مؤمنا فهناك فرق شاسع وكبير بين المسلم والمؤمن فالإسلام يعني أن تسلم لرب العالمين وتخضع له سبحانه فتقوم بما أمرك به سبحانه ... أما الإيمان فهو أنك تسلم قلبك وروحك وجوارحك كلها لرب آمنت به ثم تنشأ علاقة خاصة بينك وبين ربك وخالقك ترقى إلى "الروحانيات" ... فكم من مسلم ليس له من الإسلام شيئا سوى الإسم فقط وكم من مسلم جبار ظالم متكبر لم تسلم امرأة من لسانه ولم يسلم أحد من يده فما أكثر الطواغيت بينكم وما أكثر الشياطين التي تمشي على قدمين ويقال أنهم مسلمين !!! ... لكن يستحيل أن تجد مؤمنا حقيقيا يبطش ويظلم ويصول ويجول ببذاءة لسانه مستحيل حتى وإن أذنب وأخطأ أحد منهم فإن إثمه على نفسه لا على غيره ... ولذلك ينعكس على كل ما سبق حقيقة نسقطها على الواقع وهي أننا يجب أن نعترف أن هناك مشكلة لم يصنعها ربكم بل الإنسان هو من صنعها وهو من جلب المصائب على نفسه بأن صنع المحرمات الاجتماعية ظنا ووهما وكذبا أنها الحق ... وما هي من الحق في شيء إن هي إلا بدع ابتدعتموها أنتم وآبائكم ومن سبقكم من الجاهلين ولن يستطيع أحد عد عدد الضحايا التي عاشوا وماتوا وهم جاهلين ... ليس لشيء إلا أن عائلتنا أو أسرتنا أو قبيلتنا أو منطقتنا أو دولتنا قد وجدنا عليه أن هذا عيب وهذا حرام وكأن المسلمين لديهم دينين وشريعتين واحد جعلوه لله والآخر جعلوه نـــدا لربهم وخالقهم ... ففي دين ربهم يركعون ويسجدون خاضعين وفي دينهم جبارين والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يخرج على شريعتهم الاجتماعية ... وكالعادة تدور اسطوانتهم أن فلان قد غسل عقله وفلانه جاهلة ليس لشيء فقط لأن فلان أو فلانه عرفوا الحقيقة وقرروا أن يضربوا بالشريعة الاجتماعية بالحائط ويلعنوا تلك العقول الجاهلة التي اضطرتنا أن نعيش حياة بائسة في ظل عالم عربي أصبح أكبر مستشفى للأمراض العقلية والنفسية ... يا سادة يا كرام ليس لكم مرجعية تخضعون لها إلا كتاب ربكم فقط لا غير وليس لكم مدرسة في الأدب والخلق إلا رسولكم عليه الصلاة والسلام ... فتوقفوا لقد دمرتم أجيالا وأجيال فقط حتى يرضى هذا أو تلك ومن هذا أو تلك ؟ مجرد أحياء بضع سنوات ثم يصبحون أموات فما أتفهكم وما ألعن غروركم وكم أهلككم جهلكم في بحر الحماقات ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-01-13

التفكير المدمر .. أبيض وأسود ؟


يعجز الإنسان عن فهم مدركات الحياة وأساس خلق الطبيعة وهذا الإعجاز البشري في الغالب يكون بسبب الإنسان نفسه وتحديدا الأمر راجع للنرجسية التي يعيش فيها كل العرب منذ القدم وحتى يومنا هذا ... لكن العلماء والباحثين الغرب لا شك أنهم قدموا للبشرية خدمات عظيمة لا تقدر بثمن ليس لشيء فقط لأنهم كشفوا لنا ما كان خافيا عنا ... فقبل بضعة سنوات لم نكن نعرف كل هذه الأسرار من الطبيعة والبحار ولم ننتبه لعظمة وجمال المخلوقات والطبيعة الفاتنة ... فالعلماء الغربيين كشفوا لنا دون أن يسبحوا بحمد الله ونحن في بيوتنا جالسين نلتقط اكتشافات الآخرين ونسبح بحمد سبحانه ... لكن الفضل لا يعود لنا ولا بنسبة 1% بل للغرب بنسبة 100% فقط لأنهم عملوا بالأسباب ... هي الأسباب المريضة التي تجعل الكثيرين منكم يصنعون أسوارا أو قضبانا أو صناديق في عقولهم وروضوا أنفسهم على التعامل والتعاطي والتعود على تلك الحواجز ... فلا يرى في حياته أو حياتها سوى أبيض وأسود والحياة ليست أبيضا ولا أسودا بل ألوانا كثيرة ومناظر ومشاهد بديعة وأيضا العلاقات البشرية والإجتماعية متنوعة ومتلونة وليست أبيض وأسود ... وبالتالي من يرى الحياة أو العلاقات الاجتماعية أبيضا وأسودا فقد قتل نفسه وهو حي يرزق وسجن نفسه بنفسه دون أن يشعر ... وإن كانت التجارب الفاشلة المريرة قد آلمتنا أو جرحتنا أو كسر قلوبنا فهذا لا يعني أن نسقط للأبد بل بالعكس لولا عثرات الطفل لما تعلم المشي ... ولو وقفت متصلبا عند الماضي فلن تستمتع بالحاضر ولن تعرف المستقبل والإنسان في كسر وجبر فرح وحزن أمل وألم حتى يحتضنه قبره ... لهذا خلقنا ولهذا عشنا ولأجل ذلك وضع الكتاب والحساب والجزاء ولذلك خلقت الجنة والنار ومن أجل ذلك وجد الإستغفار ونزلت الكتب السماوية وأرسل لنا الأنبياء والمرسلون ... أم تظن أن الدنيا خلقت من أجلك أنت فقط ؟
 
أكثر ما يقع فيه الناس من خطأ وجهل قد يؤدي إلى الإثم والظلم هو أنهم يعشقون السمع عشقا مجنونا ويكرهون أن يبحثوا ويبينوا ويتحققوا ... فما أكثر النميمة والقيل والقال وما أكثر الكذب في المجالس وما أقل الصدق في وقتنا وفي زماننا كره الغالبية الحقائق والبعض ربما يدخل في حرب ضدها فقط حتى لا يعلم الغير الحقيقة ... ولذلك الأبيض والأسود لا ينفع في حياتنا ولا ينفع في العلم ولا المعرفة ولا في كل عمليات البحث لأن الحقيقة القاطعة الصادمة أن هناك من يعتقده قومكم أنها حقائق وما هي إلا أكاذيب ... ولماذا لا تنكشف تلك الحقائق ؟ لأن كثير من المجتمعات هي مجتمعات جاهلة فعليا وتعيش على وهــــــم أنها تدرك وتعلم حقيقة ما حدث وما يحدث وما سيحدث ... ولو كانوا يعلمون لما وجدت الدهشة ترتسم على وجوههم في كل أمر وفي كل مصيبة وفي كل فضيحة ومع الأسف الشديد الإنسان بطبيعته النرجسية يظن أنه يعرف وهو لا يعرف ويظن أنه يعلم وهو لا يعلم ... وهذه حقيقة لا يعلمها بحقيقتها ولا يدركها بواقعيتها إلا الباحثين والمطلعين ومن هم في دوام البحث والتحليل لأنهم في كل يوم يبحثون وفي كل الوقت يكتشفون ولو كانوا يعلمون لما اكتشفوا كل ما هو جديد ... فإن كان هذا حال الباحثين فما يكون حال غير الباحثين سوى الجهل بغير علم والقول دون دليل والحجة دون بينة ؟ ... ولذلك أكبر نعمة عظيمة خلقها ربنا سبحانه وتعالى في البشر نعمة لا تساويها نعمة هي أن الإنسان لا يعلم ما تخفيه الأنفس بمعنى تجلس مع الغريب أو القريب ولا تعلم ما في نفسه عليك ... ولو علم الإنسان ما تخفيه الأنفس لفسدت الأرض منذ أكثر من 15 ألف سنة أي قبل أن نولد جميعا قبل آلاف السنين ... وما يعيشه البشر في أيامنا هذه ما هي إلا صراعات في دائرة الشك والظن ولكم أن تتخيلوا وتتصوروا لو أن تكنولوجيا التسجيل كاميرات المراقبة أن وجدت قبل 5 آلاف سنة ماضية فكم من الحروب لم تقع وكم من الدسائس والخبث كان سيفشل ... ولذلك ما للإنسان سوى اليقين وما لليقين إلا العقل وما للعقل إلا البينة والبينة تعني الدليل والحجة والحجة لبس قال فلان وسمعت عن علان بل أنت من تيقن ورأى وسمع بنفسه ... وما لم تصل إلى الحجة فأنت في وهــــم وأنت في جهـــل وما أكثر الفشل وما أكثر الذنوب والآثام بسبب الجهل وما أكثر ما علمنا ونصحنا ربنا سبحانه ... وما أكثر قصص أمما قبلكم قص عليكم ربكم أخبارهم وأنبائهم وسواد ما صنعوا وعاقبتهم كيف كانت بسبب جهلهم وتفجر الغرور في صدورهم ... فلا تكونوا مثلما قال "هارون الرشيد" : رب عثرة لسان أودت بحياة صاحبها ... أي كلمة خرجت دون تعقل من صاحبها فأدت إلى قتله وحياتكم لو كنتم تدركونها جيدا كلها يسر وما فيها من العسر شيئا ... إنما عسركم في الأموال التي أكلت عقولكم وتناسيتم نعم الصحة والعافية والأمن والأمان والرجل الصالح والمرأة الخيرة ووطن الخير والبركة والكثير مما لا يعد ولا يحصى من ربكم  

لا يوجد شيء أبيضا وأسودا إلا في عقول المجانين والجهلة فحتى يوم القيامة هناك جنة ونار ميزانها رحمة ربكم التي تنسف الأبيض والأسود ... وسيصعق الجميع عندما يرون الرجل الفاضل في دنياه قد رمي في النار ذليلا مهانا وسيندهشون عندما يرون الفاسق في الجنة خالدا عزيزا ... فقط لأن الأمر هو أكبر دليل على أن الإنسان لا يعلم شيئا ويظن أنه يعلم كل شيء والحمدلله رب العالمين أن الإنسان لا يعلم كل شيء بل الحمد لله أن ربنا جعل الموت رحمة للعباد لكن أكثر الناس لا يعقلون ولا يتفكرون ... فتمتعوا بحياتكم خير التمتع فإن ربكم لم يحرمكم شيئا ولو كان هناك شرا فلن يكون أكثر شرا من الإنسان نفسه ... فافرح ولا تخبر أحدا واستمتع مع من يستحق وتفننوا في الستر وأبدعوا فيها فإن الستر حكمة النساء وأفعال الرجال وأجر عظيم وحتى إن حزنت لا تخبر أحدا فمن يكره فرحك سيفرح لحزنك ... وما هلك ابن آدم إلا من ثرثرة لسانه وما أسقطه إلا جهله وما ألعنه إلا بسوء وخبث نوياه فارتقوا ثم ارتقوا فهناك بشرا خلقوا حتى يكونوا مجرد حشرات ونكرات فترفعوا عن الحمقى والسفهاء ومن لم يقاتل جهله هلك فيه ... واعلموا أننا جميعا واقعين تحت تأثير خطير وكبير للغاية من التكنولوجيا المفيدة والمجنونة في نفس الوقت فكن أنت أذكى من هذه التكنولوجيا حتى لا ترميك فيما لم تحسب له حسابا فيضربك الندم العظيم ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-01-09

في المال .. حتى الأموات لم يسلموا من الأحياء ؟


في موضوعي هذا ليس الأمر سوى أنه خرافة وجنون تحول إلى واقع وحقيقة وباسم القضاء وباسم القانون تحولت الخزعبلات إلى يقين ... واقع مخجل حقا أن نصل إلى قاع الجهل وصولا إلى حتى تحدي سنن الحياة والفطرة البشرية ليس لشيء فقط لأن الأمر فيه مال فالأمر يستدعي الدخول في المحظورات وهتك الأستار ... والأمر يا سادة فلان مدين لعلان بمبلغ منن المال لأي سبب كان مال حلال مال حرام واقع أم باطل المهم أن فلان مديون لعلان فحضر القدر ومات فلان وانتقل إلى رحمة ربه وصلى عليه صلاة الميت ووضع في قبره ودفن ... ثم يأتي بعد ذلك علان ويطالب ورثة الميت بسداد ما في ذمة فلان الميت ثم يلجأ إلى القضاء ثم يحكم القضاء على الورثة بدفع ما بذمة فلان إلى علان ... ثم يصبح الورثة خصوما في قضية ليس لهم لا ناقة فيها ولا جمل ولا هم أصلا يعرفون علان ولم يستدينوا منه ولا تربطهم به أي علاقة بل لم يعلموا عن الأمر شيئا برمته ... ثم فجأة تعال وادفع وسدد ما يدين به قريبكم المتوفي إلى هذا وذاك وهذه وتلك !!! ... في أي عقل وأي منطق بل وأي دين وشرع ها الذي يفضح ستري ويكشف عيبي ويعلنني أمام الملأ بأني ملزم بدفع مبلغ وقدره لهذا أو ذاك ؟ ... أقول ما أقول والحمدالله رب العالمين أني لم أتعرض لمثل هذا الموقف لكني أسمع وأقرأ قصصا عن حوادث هي صلب ما نتحدث عنه حولت حياة أسر بأكملها إلى مشقة وصعوبة بالغة وقلبت حياتهم من هم إلى هم أكبر ... وإن كان والدك وإن كان أخاك أو أختك أو أو وتفجأت بدين عليهم وأوضاعك وقدراتك المالية لا تستطيع السداد فأنت غير ملزم ولا إكراه ولا غصبا عليك في ذلك ... وكما قال ابن خلدون المتوفي قبل 600 سنة : إن الله لا يمكن أن يعطينا عقولا ويعطينا شرائع مخالفة لها ؟

إن كان المبدأ القانوني والشرعي الذي ابتدعتمــــــوه فقط من أجل المــــال ولا شيء غير المال فلما أيضا تناسيتم ولما لم تفرضوا أن ورثة الميت يجب أن يبحثوا عن كل من ظلمهم المتوفي ويتوسلوا ويستجدوا المغفرة ... بمعنى الميت ظلم فلانه وفلان فيجب على الورثة أن يبحثوا عن فلان وفلانه ويتوسلوا لهم أن يعفوا ويصفحوا ظلم ميتهم ... وإلا الأمر لأنه مرتبط بالمال فابتدعتم بدعة ما أنزل الله بها من سلطان إلا أن يكون الميت قد أوصى كتــــابة بالدين والحقوق { من بعد وصية يوصي بها أو دين } النساء ... أي يوصي كتابة أو بشهود على شكل تقسيم ورثه أو يوصي بسداد دينه لهذا وذاك ويحدد المبالغ وطالما لم يوصي فهذا يعني أن الميت ترك الأمر كله لربه وخالقه يوم القيامة والدين يجب أن يكون عليه شهود ... والوضع ينتهي كليا بالموت فلو قتل رجلا أخر ثم انتحر فأين القصاص وأين حقوق أهل المقتول والقاتل قد انتحر أليس في ذلك تسليم مطلق بالآخرة ... والدين ينتهي تماما بالموت سواء كان دينارا أو مليارا ... فتخيل تعيش على وضع معين ساترا نفسك وتعيش على وضع وميزانية محددة ثم فجأة يأتيك حكم من القضاء ويقول لك إدفع أنت والورثة دين والدك أو والدتك أو عمك أو أخاك أو أو يا سلام سلم !!! وما ذنبي أنا في أمر لست طرفا فيه ولا أصلا أعلم عنه شيئا فهل صنعتم شريعة ودينا جديدا ؟ ... وهنا الأمر كأن القضاء تدخل في صلب صلاحيات واختصاصات رب العالمين بشكل مباشر وتدخل سافر وإن كان الناس لا يعلمون فسأخبركم حتى أبرأ ذمتي ... يا سادة من ينتقل إلى رحمة الله سبحانه تلقائيا يصبح في ذمة الله بمعنى لو شتمته أو لعنته فإن لا تؤخذ من حسناتك وتعطى للميت ولا تأخذ من سيئات المتوفي لأنه تلقائيا أصبح في ذمة الله مليار% ... رجلا مات أغلقت صحائفه ورفعت إلى رب السماء هو وماله حلالا أم حراما وديونه وحسناته وسيئاته وخيره وشره كلها انتهت من الدنيا والحساب كله يوم القيامة تأخذ ما لك وتدفع ما عليك ... وربنا سبحانه وتعالى العادل المطلق يستحيل أن يفرض علينا شريعة فيها من الظلم البين على الآمنين والغافلين وعلى سبيل المثال فلان سارق نصاب لص أكل مال هذا وسرق مال ذاك ... ثم مات فهل تعلم ماذا سيفعل الله به يوم القيامة ؟ كلا ... ولماذا لا تعلم ؟ لأنك أنت أصلا لا تعلم ماذا سيحل بك يوم القيامة وبالتالي أرى أن ملاحقة الورثة وبأحكام قضائية لسداد ديون متوفيهم لهو ظلم عظيم وظلم بيّن وتجاوز على شريعة الخالق عز وجل الذي سبحانه لم يأمر بذلك بل هي قوانينكم الوضعية ... لكن إن كان مال عام أي أموال الرعية والشعب وجبت الملاحقة القانونية والقضائية لأن مال الفرد يا هذا يختلف عن المال العام ... واملكوا البطولة والرجولة ثم الشرف والنزاهة ثم الأمانة والضمير ولاحقوا من سرقوا أراضيكم ووطنكم أو حتى من كانت عليهم شبهة فلم خرستم في حياتهم وخرستم في مماتهم ... ولو الأمر تسلط على البسطاء أخرجتم سيف القانون ونصوص الأحكام القضائية ولاحقتم من ليس لهم حول ولا قوة ضاربين بشريعة الرحمن عرض لحائط لتقلبوا حياة الآمنين إلى جحيم ثم يلعن الميت في قبره من ذويه على ما ارتكبه من إثم عظيم أخذكم بجريرته وأنتم الغافلون ... وإن كانت هناك فتاوي شرعية تستندون عليها فيا سادة ويا كرام الفتوى هي مجرد رأي وليس نصا قرآنيا أي فردا أو مجموعة أفراد اجتهدوا في بحثهم وآرائهم فاتفقوا على رأيا واحدا جاز لك أن تأخذ بفتواهم وجاز لك أن تركنها جانيا ولا تأخذ فيها ؟
 
احترموا ووقروا أمواتكم ولا تجلبوا مصائبكم على أحيائكم فمن مات مات معه كل شيء عمله ودينه وانقضت حسناته وسيئاته والوعد المحتوم يوم القيامة يوم تلتقي الخصوم عند رب لا ينام ولا يغفل سبحانه ... ولا يظلم ربكم سبحانه مثقال ذرة أم تناسيتم عمدا قول ربكم في سورة الحج { الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون } ... فملاحقة الورثة قانونيا بديون ميتهم لهو خروج صارخ على سنن الحياة والعباد وضربا في شريعة ربكم واختلالا في عدلكم فلا أنت ولا أنا ولا أنتي أحد منا يعلم حقيقة سبب الدين ... فكم من دين ودين كان كذبا وافتراء واستغلالا وابتزازا وربا فاحش وكم من دين كان حقا وها هي المحاكم أمامكم ابحثوا عن كم دين كان كذبا وكم دينا كان تزويرا وكم دينا كان حقا .... ولو حللت الأرض ومن عليها فلن تجد أكثر من الإنسان كذبا وطغيانا كما افتروا على رسولكم عليه الصلاة والسلام فقد كان الصادق الأمين ولما جاء قومه برسالته انقلبوا عليه فأصبح الكذاب الساحر والمجنون ... فعودوا إلى ربكم واستغفروه وتوبوا إليه سبحانه واتركوا الأموات في حالهم وكفوا أذاكم عن الأحياء ومن قال أنها حقوق الناس فقد خاب وكذب فما هؤلاء سوى عبيد مال وعبيد دنيا ونفوس مليئة بالخبث ... ومن أراد شيئا من ميتا فلينتظر موعد موته وقبره ثم كليهما سيلتقيان عند خالقهم ملك العدل سبحانه ولعن الله عقلا وقلبا ونفسا لا توقر الموت ولا تحترم الأموات ولا تعرف قدسية ومعنى الموت ... فمن لا يرتدع بالقبور فاعلم أنها نفس خبيثة ومن يتطاول على حرمة ميت ويكشف ستره فثق بأنه ملعون فاستروا على أمواتكم ولا تفضحوهم بين أحيائكم لعلكم تأتون ربكم سبحانه يوم القيامة يوم تأتونه حفاة عراة يكن لديكم ما ينقذكم يوم يقول الإنسان { يا ليتني قدمت لحياتي } الفجر ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2020-01-07

الإنسان ... أكبر لعنة حلت على الأرض ؟


هناك أمر لا يعلمه سوى ربنا وخالنا سبحانه وهو : لماذا خلق آدم أصلا حتى تخلق له حواء ثم يتناسلون ويتكاثرون عبر آلاف السنين وقد خلق مجرما وقليلا من يؤمنون ؟ ... هل ربنا سبحانه وتعالى بحاجة لهذا الكائن التافه ؟ الإجابة الطبيعية والمنطقية هي كلا وأبدا ... ومنذ أن هبط أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام إلى الأرض وتحديدا بعد الحفيد رقم 10 من سلالة أبو البشر آدم وهو سيدنا نوح ... فقد ذكرت الكتب السماوية قصة قوم نوح مع قومه ومعجزة الطوفان وهي القصة التي لم تعلم عنها شيئا أمم الأرض لآلاف السنين لولا أن أخبرنا ربنا بحقيقة وواقع حدث على الأرض بدليل أن كل كتب التاريخ والباحثين لا أحد يعلم تحديدا سنة مولد ووفاة سيدنا نوح ... لكن من التوقعات الظنية أن نوح وقومه كان قبل أكثر من 15 ألف سنة قبل الميلاد وهي مدة زمنية = 454 جيل بشري والجيل وفق علم الكيمياء = 33 سنة لكل جيل ... ومنذ طوفان سيدنا نوح عليه السلام وإلى يومنا هذا في سنة 2020 ولو كنت ممن تعمق في التاريخ ستخرج بتوصيف لو أمعنتم فيه جيدا لاكتشفتم حقيقته القاطعة وهي : أن الإنسان هو أكبر لعنة حلت على الأرض ... فقد عاث فسادا وقتلا ودمارا وفجرا وكفرا في الأرض واستبد على المسالمين واستهزأ بالمؤمنين فسرق وهتك ثم استمرأ وبطش ثم علا جبروت وطغيانا فكنز ما كنز من الذهب والفضة ثم الأموال والأراضي ... ولم يكتفي بذلك فحسب بل استعبد الإنسان أخيه الإنسان وصال وجال وأفرط بالظلم والشماتة والقهر والتعذيب ولم يتوقف طمعه وجشعه إلى هذا فحسب بل وصل إلى الإستيلاء على أراضي وممتلكات العباد فهب ووضع يده على مال غيره ... ثم استكبر فملأ الغرور قلبه فأعمى بصيرته فظن أنه من الخالدين فنطق بعضهم وقال كثير منهم : أنا ربكم الأعلى أنا سيدكم ومن يملككم ومن يحكمكم وكلكم خاضعون لي فاسجدوا واركعوا لي وإلا رميتكم في العذاب المهين ... ثم أراد ربنا أن ينقذ المستضعفين وينظم حياة المجانين فأرسل الرسل من عباده الصالحين إلى الطغاة والمجرمين فقتلوا أنبياء الله ورسله إلا القليل وما آمن من الضالين أيضا إلا القليل ... ومع تطور الزمان وتقدم الأيام كان تطور الظلم والظالمين فدمر الإنسان الطبيعة التي خلقها ربنا للإنسان فقتل الطير وأكل الحيوان وقطع وحرق الشجر فصنع ما صنع ... وباسم التطور لوث سمائنا فاستنشق الإنسان ســــم ما صنع فظهرت أمراضا لم يعهدها البشر قط ؟

في طبيعة جهل الإنسان أنه لا يصدق حتى يرى لكن هناك من البشر من يملك الفطنة والحكمة والعقل بمدركاته الواسعة لكن السواد الأعظم من البشرية يمتازون بالجهل والحماقة ... وهذا الجهل هو من كان في مواجهة الحقائق التي أدت إلى ظهور معجزات سماوية نزلت وطبقت على أرض الواقع أمام أنظار العصاة ومن دفعوا ثمن حماقاتهم ... ويقع الإنسان في معظم الوقت في الجهل فلا يعرف الفرق بين الثقة في النفس وبين الغرور وصولا حتى إلى محيطه الذي لا يستطيع أن يستوعب ثقة النفس وبين الغرور وداء النرجسية ... لكن هناك فعليا من هم مصابون بداء النرجسية وعدوى "الأنــــا" أي المعتد في نفسه لدرجة لا حد لها وهي صفة أو مرض بالعادة يصيب الحكام والأثرياء على مر التاريخ ... لكن المخزي أن يصيب الفقراء والبسطاء من الرعية فتجد باهرة الجمال تعيش بوصف وكأن الله ما خلق أحدا بمثل جمالها وذاك الأبله الذي يظن أن البشرية لم تنجب أحدا مثله قط ... ولذلك لا نستغرب أننا في 2020 الفقير والغني يعشون بمنطق السفهاء وبفكر لا يحمل سوى الترهات "إلا من رحم ربي" ... وعلى النقيض تماما هناك الصالحون والمؤمنين من يقاتلون من أجل رفع معاناة الآخرين وإحلال السلام والمحبة بين الجميع لكن هؤلاء الطيبين ليس لهم نصيب من هذا العالم الذي أصبح اليوم أكثر ميلا للعنف والقتل والإضطهاد والإستبداد من نفس الجنس البشري ... هو نفس الجنس البشري ونفس الفصيلة البشرية التي بسببها انقرض نسل حيوانات كثيرة ليست لحاجة الإنسان لطعامها بل كانت بسبب التسلية والهواية لا أكثر ... أما على الجانب الآخر من جرائم الإنسان ولعنته على هذا الكوكب فلو بحثت في الأسباب الحقيقية لكل حروب البشرية التي سطرتها كتب التاريخ فلن تجد هناك ما يستحق الحرب سوى أن أسبابها كانت جدا تافهة ... أسباب كان يمكن حلها بالحوار والتفاوض وتقاسم الثروات وأخذ ما يكفي وترك الفائض عن الحد بدليل في أيامكم هذه لو نظرتم إلى مساحات الدول فستكتشفون نكتة أو أضحوكة إسمها المساحة الجغرافية ... فكل شعوب الأرض في كل دولهم هم لا يستخدمون من المساحة الكلية لأرضهم إلا ما بين 20% إلى 40% فقط من كامل مساحة دولتهم وأراضيهم .باستثناء الصين والهند اللتان تستخدمان مساحة لا تزيد عن 60% من المساحة الكلية لأراضيها ... بمعنى أكثر وضوح أن البشرية تتقاتل على متوسط مساحة من كوكب الأرض التي تبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون كيلومتر مربع والإنسان لا يسكن ولا يستغل من تلك المساحة سوى ما لا يتجاوز من 40% إلى 50% فقط ؟

لقد ارتكب الإنسان بأخيه الإنسان جرائم ترقى إلى سلوك حيوانات الغابة ومارس طغيانا وصل إلى مدى إنكار وتحدي خالقه سبحانه وتعالى ... فما كان هذا الإنسان سوى لعنة حلت على كل شيء على الأرض ولم يكتفي فأصبح يأكل بعضهم بعضا ... ولذلك أرى أن كل ما يجري بحق الإنسان هو أمر يستحقه بل وأقل مما يستحق فلا الجاهل يتعلم ولا الجبان يتعلم ولا حتى الجبابرة يتعلمون الكل يريد أن يأخذ أكثر مما يستحق وأكثر مما يحتاج "إلا من رحم ربي" ... وحتى التكنولوجيا التي صنعها الإنسان والتي صنعت معجزات خرافية يستحيل أن تصدقها الأمم السابقة من عظمتها قام الإنسان وغير استخداماتها من خدمة البشرية إلى هلاك البشرية ... ويوم ألقى وجه ربي الكريم يوم أن يتفضل علي عبده الضعيف سأسأله سبحانه أسئلة تعصف في قلبي وعقلي هو سبحانه يعلمها الآن ولا يعلمها سواه سبحانه ... فلعنة الله على ظلم وطغيان الإنسان وطمعه وجشعه وكذبه ونفاقه والوضيع يعلم أنه في الموت مكتوب وفي القبر موضوع وفي الحساب موقوف فيالا هلاكه ويالا شقائه إلا عباد الله المخلصين له سبحانه عابدين ولعظمته خاضعين ولنعمه ساجدين فسبحان ربنا الصابر على عباده المجرمين ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم