2015-07-01

المقال الإستثنائي .. ما هو ذنبنا ؟

الجنرال الأمريكي الراحل نورمان شوارسكوف في الفصل الثاني من كتابه الشهير الأمر لا يحتاج إلى بطل الذي نشر في عام 1999م فيقول :  لم يكن بينهم من يذرف الدموع على الضربة الماحقة التي تعرضت لها الأسرة الحاكمة في الكويت فجيران الكويتيين يرون بالحق أو بالباطل أن الكويتيين متغطرسون بثروتهم والغطرسة خصلة تثير الاستهجان في العالم العربي .
 وفي نفس الفصل من نفس الكتاب يقول شوارسكوف : أخبرنا السفير فريمان الذي تابع حديث العائلة المالكة السعودية باللغة العربية أن الأمراء نصحوا في الغالب بالاحتراس ونقطة الانعطاف الوحيدة جاءت لما أشار أحدهم وقال : يجب أن نحذر من التسرع في اتخاذ قرار ... أدلى ذلك الملك فهد إلى الرد قائلا : الكويتيون لم يسارعوا إلى اتخاذ قرار وهم اليوم جميعا ضيوف في فنادقنا .

 وبعد تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم على الكويت وبعد سنوات قليلة وتحديدا سنة في يناير 2005م ... إرهابيين يغتالون الشهيدين حمد الأيوبي وأيمن الرشود من جهاز أمن الدولة 

وفي أكتوبر 2012م قال سمو الأمير – بارك الله في عمره : صبرنا 3 سنوات على حفنة عبثت في الكويت وبعدها تدخلنا و ( بغت تضيع )

 وفي 2013 محكمة التمييز تسدل الستار على شبكة التجسس الإيرانية في الكويت
المؤبد لـ4 جواسيس وبرائة 3 مقيمين وإبعادهم عن البلاد
  

وفي 2014 صرح وزير الداخلية الحالي الشيخ محمد الخالد الصباح وقال
حملتا 12 ألف غازٍ والمجاهدين لا تشكلان خطرا على الكويت

 متهمون أمام النيابة العامة
تبرعات مالية كويتية ذهبت إلى داعش لا إلى أطفال سورية


ملازم أول في وزارة الداخلية يعترف : داعش سحق جنود الشام فهربنا إلى الحدود السورية – التركية

 وفي 8/3/2015 يقول وزير العدل والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع
قطاعات في الأوقاف تدعم التكفير

 في 26/6/2015 تفجير انتحاري بمسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر وداعش يتبنى العملية

 

ما سبق لهي سلسلة أحداث اختصرتها جدا حيث أن في القلب هم وشجون وما كنت لأكتب من جديد لولا الحادث الإرهابي الخسيس الذي وقع في الكويت ... وأنا كمواطن كويتي لا أبحث عن حكم ولا أسعى إلى كرسي الوزارة ولا أمنيتي كرسي البرلمان وليس لي أي طموح سياسي على الإطلاق ولا أنتمي إلى أي تجمع شعبي ولا أنتمي إلى أي تجمع أو حزب إسلامي ولا معارض ولا مؤيد لا للحكومة ولا مجلس الأمة ولا أحمل أحقاد لا على هذا ولا على ذاك أيا كان أسمه أو منصبه أعشق وطني عشق مجنون وولائي للكويت ولسمو أميرها وللمخلصين من أبناء وطني ولا أريد من هذه الحياة سوى ستر الباقي من عمري وحسن الخاتمة ... وأسأل أي مسؤل : ما هو ذنبي بأن أعاني نفسيا من كل هذه الأحداث ؟ وما هو ذنبي أن مرت علي أيام ذهب النوم من عيني بسبب صراعاتكم أو خلافاتكم أو تقديراتكم الخاطئة أو عدم فهمكم لحقيقة الأمور أو إهمالكم أو غبائكم أو بسبب تعمدكم أو استهزائكم بوطني ... لا أعرف أنتم اختاروا ما تشاؤون وأجيبوني ؟ ما ذنبي أنا وغيري من أن نتحمل كل هذه الأحداث المروعة ؟
 
لا أريد أن أحلل لأني لو حللت الموضوع والأحداث بصراحتي المعهودة فإني أعرف أن مصيري سيكون الإعتقال ومن ثم إلى النيابة العامة ... ولا أريد أن أضع اللوم على وزير الداخلية أو الحكومة ولا تهمني تصريحاتهم ولا تعنيني وعودهم لأن التاريخ والأحداث يجعلون أي وعود هي مجرد أقوال لا سند لها من الأفعال شيئا ؟
 
أنا أسأل ؟ مواطن يسأل المسؤلين ؟ يسأل المعنيين بالأمر ؟
أنا كمواطن ما هو الذنب الذي اقترفته حتى أرتعب على وطني ولا أنام الليل ؟ ما هو ذنب أبنائي أرى عيونهم تغرق بالدموع على الكويت وأهلها ؟ ما هو ذنب أهل الكويت أن يفجعوا مرة بمظاهرات ومرة بتكسير الدوريات ومرة بإهانة رجال الأمن ومرة بالتطاول على مسند الإمارة الذي هو عزنا وفخرنا ... وأخيرا بعمل إرهابي على يد حفنة كفار الإسلام منهم براء ولا أمان مما هو قادم ... وإجراءات أمنية مرعبة وإرهاق لا يوصف لرجال الداخلية وعمليات تفتيش في الشوارع ... ماذا تفعلون ؟ وكيف تفكرون وتقررون ؟ وإلى أين تأخذونا ؟ وإلى متى ؟ ومن هو المسؤل عن كل ما يجري ؟ نريد رجل منكم يخرج ويعلن للشعب أنه هو المسؤل ؟ والله ورب سبع سموات ورب سبع أراضي لو خرج أي مسؤل لنا وقال : أنا المسؤل عن كل ما يجري وأعتذر لكم ... وربي لأقف وأصفق له احتراما لشجاعته ولتوقيره لأهل الكويت ... كفاكم كبرياء وكفاكم غرورا وكفاكم استماعا لبطانة طال أمدها وهي تحجبكم عنا وعن أصواتنا ... وآن لكم أن تسمعونا ؟ افهموا أن تصريحاتكم لم يعد لها قبولا ؟
 الإرهابيين صنعوا الحدث وأنتم عشتم الحدث ولا تزالون في طور الصدمة ... اصنعوا أنتم الحدث واجعلوا المتطرفين والإرهابيين هم من يعيشون الحدث وتبعات الصدمات ... هذا إن فهمتم بيان قولي من الأساس ؟ 


أجيبونا أفتونا ما هو ذنبنا ونحن لا ناقة في كل ما يحدث ولا جمل ؟ 

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم احفظ الكويت وأميرها وأهلها المخلصين



دمتم بود ...