2019-08-04

الكويت ... حكم الصباح وما بعد حكمهم ؟


هذا التحليل السياسي شديد العمق وواسع النظرة الثاقبة للمستقبل لا يصلح إلا لذوي العقول التي تقاتل من أجل الإستدلال على المستقبل ... والمستقبل يعني الإطمئنان على الأجيال القادمة والأهم من الأجيال هو مصير وطن وكيان وأرض وشعب وسمعة وتاريخ طويل وعريق من الشرفاء والمخلصين الذين ساهموا ببناء الكويت في كافة أشكال وأنواع المجالات ... لذا يرجى قرائة الموضوع بتأني وبروية وبتفهم عميق وببعد نظر حكيم حتى تصل فكرة الموضوع والهدف المنشود عل وعسى أن يعي أصحاب القرار المشهد والتحليل والصورة للكويت مستقبلا ... وإني أخاطب الجميع في هذا الموضوع وليس فردا ولا مجموعة ولا مؤسسة بعيدا عن أي شخصانية وأي تجريح وأي استخفاف ... هذا وقد اقتضى التنويه . 

الموضــــــــــوع
يظن كل الشعب وبكل أطيافهم الإجتماعية والفكرية أن وظيفة الحاكم سهلة ويعتقد الكثيرون أن الحاكم منعم مترف وأنه إنسان ذوو حظ عظيم !!! ... لكن الحقيقة مختلفة كليا وتماما وبشكل سترون وستكتشفون كم هو مرعب لدرجة تجعل كل منكم لا يتمنى أن يكون في بلاء الحاكم ... فأنت وأنا وأنتي وهذه هل تعتقدون أنكم في بيوتكم ومساكنكم وأعمالكم ذهابا وإياب رقودا نائمين أو في أسواقكم وشوارعكم سائرين أن هذه مجرد صدفة ؟ ... هل تظنون أنكم منعمين فقط بفضل نعمة من رب العالمين أم ربكم سبب لكم الأسباب وهيأ لكم من الأمر رشدا ؟ ... الأسباب تكمن بحاكم البلاد نعم أمير البلاد وحاكمها هو أول سبب للأمان سخره لكم ربكم سبحانه فالحاكم هو من يصنع هيكلة الدولة وينظمها ولو جاء ووجد دولة منظمة فإنه يطورها أو يستمر بنظام مسؤسساتها ... والحاكم الطبيعي العاقل هو من لا يعرف الراحة لأنه يحمل أمن وأمان دولته وشعبه وتوفير كل سبل الأمن والراحة لهم ولو تولى الحكم مراهق أو معتوه أو فاجرا طائشا لسقط حكمه ببضع سنوات وانتهى أو لافترسه أعدائه من جيرانه ... وفي الكويت قدرنا أن يكون موقعنا الجغرافي بين 3 دول كبيرة المساحة مختلفة فكريا وعقائديا وأيدلوجيا فيما بينهم ونقع نحن الشعب الصغير والدولة الصغيرة بين العمالقة الثلاثة ... إذن مسؤلية حكام الكويت ورجالات الدولة مسؤلية استثنائية غير عادية على الإطلاق أن تسير دولتك وترعى مصالحا دون أي إزعاج أو عداء بين العمالقة الثلاثة المحيطين بك بتوازن حذر ... وبالتالي وضعنا حساس للغاية والأمن والأمان للكويت لم يأتي مجانا بل كان عبر جهد جهيد وتعب مرير لرجالات الكويت من السياسيين والإقتصاديين والوطنيين دون أن يشعر به أحدا من الشعب الثرثار ... ولأن المسؤلية لا يتحملها إلا أهلها فلا عجب أن نجد المهمات الصعبة تتم بهدوء وسرية بعيدا عن الإعلام وبعيدا عن ثرثرة الشعب العاقل والجاهل والمثقف الحكيم والسفيه الأحمق ... ولو قارنت حياتك الشخصية أو الوظيفية بحياة الحاكم أو المسؤل الرفيع لسجدت لربك طويلا حمدا وشكرا على ما أنت فيه من نعم لا تعد ولا تحصى ... ولا تقول لي أنهم أثرياء ونحن فقراء أو بسطاء فبالنهاية الغني والفقير الثري والمعدم سينزل لقبره خالي لا يحمل معه لا درهما ولا دينارا سوى عمله وقبرك مثل قبر حاكم البلاد تماما كفن وحفرة ولحد وتراب ... ولذلك يجب أن تخرجوا من التفكير التقليدي إلى التفكير الإستثنائي إن كنتم حريصين على وطنكم وأجيالكم القادمة ... والنظر إلى ما بعد سمو الأمير الحالي / صباح الأحمد الجابر الصباح بارك الله في عمر سموه والنظر إلى ما بعد سمو ولي العهد الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ... نظرة لا تعتمد على الأشخاص بل تعتمد على دولة المؤسسات والأهداف فما تاريخ بريطانيا إلا شيئا مقاربا لنا فهي قد تأسست رسميا في 1927 لكنها ذات وجود واتحاد منذ سنة 1707م ... وصباح بن جابر أول حاكم للكويت كان في 1752م فكيف تقارب السنوات بيننا وبين بريطانيا لكن اختلفت الآليات كليا ؟ 

بعد تحرير الكويت كانت كل أسباب سقوط الحكم في الكويت مهيأة ومتوفرة فدولة للتو خرجت من الإحتلال وكم أسلحة منتشرة ومبعثرة في كل مكان كافية أن تقيم فيها حربا تحصد مئات الآلاف من الأرواح ولا توجد دولة مؤسسات ولا قانون ولا قضاء ولا أمن ولا أمان كلها مقومات تعطي الأفضلية لأي تمرد أو انشقاق سواء كان غبيا أو ذكيا فبكلا الأمرين ستنجح أي ثورة وأي انقلاب أو انشقاق ... لكن لا أحد من الكويتيين من الصامدين كان يفكر إلا بشيء واحد فقط وهو عودة الكويت وحكم شيوخ الكويت من الصباح فقط وتلك فضيلة وخصلة حسنة تثبت لك أن هذا الشعب شعب مخلص ووفي وطيب كثيرا لدولته ولحكامه ... لا أحد من الكويتيين يستطيع تصور أن الكويت يحكمها غير الأسرة الحاكمة الصبــــاح وعدم التصور هذا نابع من القناعة المطلقة بأفضليتهم المطلقة ... وهذه الأفضلية لم تأتي صدفة ولم تكن ظروف عابرة أدت إلى حكم أسرة لدولة وشعب لأكثر من 300 سنة متواصلة ... إنما هذه القناعة جاءت عبر عشرات العقود و 3 قرون من الزمان وأكثر من 9 أجيال توالت على الكويت "الجيل 33 سنة" ... وقد سمعنا من أهالينا وممن قبلنا ومن كتب التاريخ الكويتي الروايات والقصص والأحداث بخيرها وشرها بحسنها وسيئها عن الأسرة الحاكمة وعن أفراد المجتمع وعن تجار الكويت ... كلها إشارات وأدلة وقرائن لا تقبل الشك أو اليقين بأن لا أحد بالمطلق ونهائيا يصلح لحكم الكويت إلا أسرة الحكم الحالية الصبـــــاح ... بدليل أنه منذ قرون وعقود لا توجد أي أسرة كويتية منافسة للوصول لحكم الكويت ولا حتى 1% بمعنى لا توجد أي أسرة في الكويت لها سلطة أو نفوذ أو شعبية تمكنها من الوصول إلى حكم الكويت ... ليس لطغيان أو جبروت نظام الحكم في الكويت كلا وأبدا بل لأن الشعب الكويتي بالمطلق يرفض كائنا من كان أن يحكم الكويت إلا الصبـــــاح ... وتأكيد أخر أن هذه القناعة لم تأتي بالترهيب والترغيب ولا بالفرض ولا بالإستغلال والإبتزاز كما هو حال الكثير من أنظمة الحكم في الشرق الأوسط وأفريقيا ... بل جاءت بالحب والمودة والتعاضد والتراحم والتواصل والقرب والتقرب بين الحاكم والمحكوم بين الرعية وأسرة الحكم ... لا أحد من أسرة الحكم يجرؤ أن يمشي بين المواطنين كالطاووس لا أحد منهم يخطئ بحق مواطن أو موظف دون محاسبة وما قولي هذا إلا والأحكام القضائية والسجن شاهدة على ما أقول ... إذن النقطة الأولى في فقرتنا الأولى أسرة الحكم تحكم بقناعة مطلقة من الشعب ولن نسمح بالمساس بها أو تهديدها لأن استقرار أسرة الحكم هو استقرار لنظام الحكم واستقرار نظام الحكم يعني استقرار للكويت داخليا وخارجيا ... والحب والمحبة لا تباع ولا تشترى إنما هي نعمة وهبة يهبها رب العالمين لمن يشاء ... وبالتالي أنا كاتب هذا الموضوع حكم الصباح لا نقاش ولا جدال فيها بالمطلق قطعا وحسما في الأمر أنهم هم الأصلح والأقدر على حكم الكويت ؟

حكم الصباح للكويت هو مثل حكم بني أمية وبني العباس والعثمانيين أي أن حكمهم سجل ووثق في كتب التاريخ ولن يستطيع الزمان أن يشطب أو يمحو إسمهم من التاريخ حتى قيام الساعة ... بمعنى حكم الأمويين ثم جاء العباسيين ولم يستطيعوا أن يمحوا تاريخ الحكم الأموي بالرغم من ضراوة العداوة بينهما والسبب أنه تاريخ حقيقي ... والكويت تاريخ وكيان وحكم الصباح حقيقة قاطعة الثبوت وبالتالي أصبح إسم الصباح مرتبط تماما بأرض الكويت وتاريخ الكويت القديم والحديث وحتى في المستقبل ... ومن المهم أن نفكر وندعو أصحاب القرار والمهتمين أيضا للتفكير العميق والعميق جدا أيضا بأمور قد يراها البعض أنها من الجنون والبعض قد يراها من المبالغة لكني أراها من الأهمية بأن توضع على طاولة البحث والتحليل الوطني الصرف مثل 
1- ما شكل الكويت بعد 20 سنة ؟
2- ما وضع الكويت بعد 50 سنة ؟
3- أين موضع الكويت بعد 100 سنة ؟
4- أين ستصل الكويت بعد 10 سنوات ؟
5- ما هو وضع الكويت في الحروب القادمة ؟
6- هل حكم الأسرة الحاكمة سيستمر أم سينتهي ؟
7- من سيحكم الكويت من بعد أسرة الحكم الحالية ؟
8- ما هي أهدافنا السياسية والإقتصادية بعد 30 سنة ؟  
9- كيف سيكون شكل المجتمع الكويتي بعد 60 سنة ؟
10- من هم حكام الكويت مستقبلا يقينا أو حتى توقعا ؟
11- كيف سيتقبل الشعب ذلك أم لن يتقبل وكم الضحايا ؟
12- هل ستستمر ديمقراطيتنا بشكلها الحالي أم تنتهي أم تتطور ؟
أسئلة كثيرة تستوجب أن نفكر فيها ونستحضرها كمواطنين وحتى كأبناء أسرة حاكمة فهم في النهاية مواطنين وأبناء هذه الأرض وما يجري علينا يجري عليهم ... يجب أن نفكر في المستقبل ونعمل من أجل وضع أفضل الخطط لأسوأ وأفضل الإحتمالات ونعمل عليها عملا ممنهجا ذوو نظرة وطنية حريصة دقيقة ... ولا يخرج علي أحدا من المجانين ويقول أن حكم الصباح خالدا في الكويت إلى قيام الساعة فلا أحد يعلم الغيب سوى رب العالمين سبحانه لكن سنة الله في خلقه أن التغيير أمر مؤكد لا نقاش ولا جدال فيه بين خلقه وأممه ... وما قصص رب العالمين لنا في كتابه الكريم وما كتب التاريخ إلا استحضار لما ينتظرنا ويحمله لنا المستقبل لنا ولأجيالنا القادمة ... هذه هي مسؤليتنا ووطنيتنا الحقيقية مواطنين ومسؤلين حكاما ومحكومين هي أن نفكر بالغد والمستقبل وبأرضنا ودولتنا وبأجيالنا القادمة ماذا سيكون مصيرهم ؟ وما هي احتماليات الحرب والفوضى ؟ وما مدى تأثيرها مستقبلا على الكويت وشعبها ؟ وماذا أعددنا وجهزنا لهم سواء كنا أحياء أو أمواتا ؟ وهل سنوصل الأمانة لمن بعدنا بكفاءة ووطنية ونزاهة أم سنسلمها خربا وفسادا وبكاء على قبور الأموات ؟ 

إن علينا أن نفكر جميعا في الكويت كيانا ودولة وشعبا تحسبا لكل احتماليات المنطقة والمستقبل بخطط وطنية موضوعية عملية دقيقة لدرجة الدهشة مؤكدة النتائج لدرجة الصدمة ... نعم فإن لانت لنا الدنيا بخيراتها اليوم فلا أحد يضمن غدا ماذا يحمل لنا وماذا سيحل بوطننا وأبنائنا في المستقبل ... ولتكن لدينا العبرة من أمما سبقتنا بكوارثها ومآسيها كيف كانت تحت الصفر وكيف نهضت وأصبحت اليوم من الدول المتقدمة ... ولذلك يجب أن يتغير الفكر السياسي ويغير الفكر والثقافة الإجتماعية وتحويل الطاقة الخاملة من الشعب إلى وقود جبار للعمل أي تحويل الترف إلى قوة وتحويل الخمول إلى عمل ... تساعدنا بذلك نسبة الأعداد العمرية من الشعب والتي تتحدث عن 60% من الشعب هم من فئة الشباب لكن لا يمكن حدوث ذلك إلا بتغيير الفكر السياسي لنظام الحكم نفسه سواء الحالي أو المستقبلي ... بمعنى مركزية القرار يجب أن تتحول وتتوزع إلى مركزية المؤسسات ومركزية المؤسسات ستضمن لك تناسق وقوة وفاعلية العمل الجماعي شرط وجود أهداف حقيقية ونوايا وطنية مخلصة ... وهذا لن يحدث إلا بتطوير العمل السياسي الذي لن يعرف التطور إلا بتغيير الفكر السياسي وتحويله من المكاسب الشخصية إلى مكاسب الدولة ومن العظمة الشخصية إلى عظمة المؤسسات ... وهذا ما يحدث بالضبط حاليا في أمريكا التي هي دولة مؤسسات وليست دولة مركزية لحكم الفرد بدليل استقالة أكثر من 30 مسؤل رفيع في البيت الأبيض والحكومة الأمريكية ... والسبب أن الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" عقلية مركزية مستبدة تتضارب مع دولة المؤسسات فيحدث تصادم كثير ومتكرر بين فترة وأخرى ... وما أتحدث عنه هي الكويت التي يجب أن تستمر لعقود وقرون بفضل دولة المؤسسات وليست مركزية القرار وتغيير الفكر السياسي وتحويل المكاسب الشخصية إلى إنجازات وطنية وتطوير الديمقراطية المريضة إلى ديمقراطية صحية ... ومن يحكم الكويت هي أسرة الحكم الصباح أو غيرهم الكويت باقية وشعبها باقي ومؤسساتها فاعلة ومستمرة ... قامت حرب أو حروب صغيرة أو كبيرة الكويت وحكامها الصباح وشعبها بخير وأمان ... حل الجفاف في العالم أو انهار الإقتصاد المحلي أو نضب النفط أو توقف تصديره أو انهار الإقتصاد العالمي أو قصفت محطاتنا الكهربائية والمائية يجب بدائلنا كلها أن موجودة ومتوفرة خلال ساعات وليس أيام ؟ ... وأنا هنا أتحدث عن عقليات جبارة وطاقات وطنية مدهشة ولا أتحدث عن مسؤل حياته معلقة بالهاتف ينتظر القرار من الأعلى ويصور هذا المسؤل بأنه صاحب قرار وما هو بذلك ... أي نريد مسؤلين يملكون حرية القرارات ومطلق الصلاحيات وفق أهداف واستراتيجيات أقرت مسبقا على خططها ... مع كف يد بل وضرب كل أيادي أعضاء مجالس الأمة الحالية والمستقبلية من أي تدخل في أداء وعمل وخطط الحكومة لأنه ثبت أن فساد المجالس أكبر من نفعها على الشعب ؟
 
أكثر من 28 سنة منذ تحرير الكويت من الغزو العراقي وحتى يومنا هذا لو حسبت ميزانية الكويت بواقع 20 مليار دينار سنويا وخلال الـ 28 سنة لخرجت برقم لن يقل عن 560 مليــــار دينار كويتي = 1.8 تريليون دولار ... رقم مرعب مزلزل رقم كافي أن يشطب ويمحي كل ديون الدول العربية مجتمعين فماذا فعلنا بهذا الرقم الخرافي ؟ وهل ما تم صرفه بهذا الرقم الفلكي = ما تم إنجازه على أرض الواقع ؟ ... لا تقولوا مشاريع ونهضة فالكويت لم تعرف المشاريع الحقيقية إلا قبل 8 سنوات فقط فلم ننجز شيئا ولم نحقق هدفا يستحق أن تنحني له الهامات وكأن الكويت أرض مؤقتة وكأن الكويتيين شعب مؤقت !!! ... فقد كان أغلبها رواتب ودعوم وهبات وقروض خارجية والشيء اليسير من المشاريع فأي جريمة هذه التي ارتكبتموها بحق الكويت !!! وأي فشل حكومي فاضح ابتلينا فيه !!! وأي شعب نائم الضمير لا يشعر في المهزلة التي يعيش فيها !!! ... تبلدت المشاعر وماتت الأحاسيس والغالبية أصبح يقول نفسي نفسي وكأن الكويت لا تعنيهم وكأنها ليست وطن وكيان وشرف وكرامة ... فهل غيرنا فِكر المجتمع وثقافة الشارع وطورنا التعليم وصنعنا الإنسان الكويتي وصنعنا اكتفاء ذاتي من الغذاء والدواء والماء والكهرباء ... هل وضعنا أهداف للكويت في سنة 2025 و 2030 و 2050 وكويت 2070 أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية ؟ ... هل هناك خططا لتطوير الديموقراطية وتنقيح الدستور وتطوير الثقافة البرلمانية والرقي بها ؟ هل هناك خططا لصناعة قطاع خاص حقيقي وتوسعته وإجبار المواطنين على الإستقلالية الإقتصادية ؟ ... أم يجب على المواطنين أن يكونوا عبيدا للوظيفة وراتبها ثم عبيدا مقيدين بالقروض ؟ ... هل فكرنا متى نتوقف عن صناعة مجتمع سياسي وعندما يشطح مراهقي السياسية نجرهم إلى القضاء والسجون وندمر حياتهم ؟ ... هل فكرنا كيف نحول المواطن الكويتي من عقل سياسي إلى عقل اقتصادي أو عنصر فاعل في مؤسسات المجتمع المدني ؟ ... متى نفكر أن مصلحة الوطن بشعبه وليس بتجاره وأمنه بمواطنيه وليس بعبيد الدينار مع حسن الظن بالشرفاء من بعض تجار وأثرياء الكويت ... ومتى تستوعبون أن الفاسدين هم خونة الأوطان وهم أول السيوف التي تخون وتطعن أنظمة الحكم ومالكم لا تقرؤون تاريخ أسلافكم ممن سبقكم ومن حولكم ؟ ... ومتى يتحول الفكر السياسي من الإنتصارات والمكاسب والصراعات الشخصية إلى الإنجازات مؤسسات ونجاح دولة وشعب ؟ ... ومتى تتحول دولة المؤسسات إلى مؤسسات حقيقية تقتص من القريب قبل البعيد وتنتصر للكويت وليس للمنصب ومتى يكون الولاء للدولة وليس للأفراد ؟ ... متى تعون وتستوعبون أن المناصب زائلة والكويت باقية ومتى تدركون أن الفساد نهايته نهاية الكويت وكيانها ؟ ... ومتى تفهمون أن كل وأي تحالف داخلي يعني تآمر وخيانة للكويت وشعبها فدولة المؤسسات لا تعرف نهج التحالفات ولا تفهم لغة المصالح ؟ ... والأهم متى تعالجون صمم آذانكم وتصلحون أقفال عقولكم وتدركون من أن الشعب الكويتي محبط كثيرا وغير راض عن ما يحدث من إهمال وفساد وشبهات وفقدان الولاء للدولة ؟
 
إني آمن على نفسي وعيالي في الكويت وهي تحت حكم الصباح لكني لا آمن على نفسي ولا على أبنائي إن حكمها غير الصباح ... هذا لب الموضوع وهذا أساس هدف الموضوع وهو كيف نعمل لاستمرار هذا الحكم ونحافظ عليه ويحافظ علينا ؟ ... لا نريد أن يضربنا الندم ولا أحد يريد أن يبكي إن حل شرا أو ضرا أو مكروه بالكويت وشعبها ... نحن اليوم تخدمنا ظروف الحياة ولدينا كل مقومات ذلك وبجدارة "دولة صغيرة وشعب صغير وإمكانيات مالية عملاقة وطاقة شبابية جبارة" ... فما الذي يمنعك من أن تعمل للغد وتطور وتتحسب للمستقبل ؟ ... فلو حللت كل مشاكل الكويت الحالية مقارنة مع تصور الغد والمستقبل ستكتشف بسهولة أن ما أنت غارق فيه اليوم هي ألاعيب الصبية وممارسة المراهقين ... فالدولة مسؤلية والمسؤلية أمانة والوطنية حساب يوم القيامة سواء كنت حاكم أو محكوم الكل مسؤل عن الكويت ولذلك لا عذر لنا اليوم من عدم التفكير بالغد وأن نسلم أمانتنا للأجيال القادمة وهي فخورة بنا ... طوروا الديموقراطية المريضة المعاقة وغيروا النهج والسياسة إلى أفاق أكبر مما يفكر فيه الفاسدين والسفهاء من الشعب ... واضربوا الفسادين مهما كانت أسمائهم ومناصبهم وحولوا الشعب المترف إلى شعب يعمل وافتحوا العمل للكويتيين في وظيفتين ... وابنوا المخازن العملاقة والسرية ووفروا بدائل الكهرباء والماء والغذاء والدواء بأكثر من 5 خطط وبدائل بخطط سرية للغاية ... وأبعدوا الوافدين عن مراكز القرار مهما كانت خبراتهم ومهما بلغت أهميتهم وأعيدوا الهيبة للدولة داخليا وخارجيا وحولوا السلحفاة التي استمتعتم بها إلى غزال يقفز قفزات مدهشة ... وحولوا اعتمادكم الكلي على الخارج باعتمادكم الكلي على الداخل فمعظم ما نستورده نستطيع أن نصنعه في الداخل وعلى الأقل انقلوا بعض المصانع الأجنبية إلى الكويت ... وأبطلوا وأوقفوا فساد الإنتخابات وحولوا الكويت إلى "صوت واحد ودائرة انتخابية واحدة" وعدلوا مواد الدستور وطوروها ... فالنهضة العمرانية لا قيمة لها دون نهضة الحريات المسؤلة مثلما لا فائدة من نهضتك أو سياحتك وأنت دولة مغلقة ... لا تستهزؤا بالطاقات الشبابية التي تحت أيديكم ولا تفرطوا بترف ثرواتنا التي تحت أيدينا ولا تسخروا من العقول الجبارة التي يحملها الكثير من الكويتيين ولا تحاربوا وطنية الكويتيين ولا تحبطوا معنويات الشباب الكويتي ولا تخذلوا طموحاتهم برفعة وطنهم ... ولا تأمنوا للفاسدين ولا تصدقوا الكاذبين ولا تجلسوا الأفاقين على مناصب القيادة ولا تجعلوا من النكرات قياديين فوق الشرفاء العباقرة ولا تحكموا على الناس من أشكالهم أو ثيابهم ... ولا قيمة لأسرة الحكم الصبـــــاح دون الكويت وشعبها والكويت وشعبها ليسوا كويتيين دون حكم الصبـــــاح ... فهل أدركتم صدق مقالي هذا أم تنتظرون وقوع المحظور كما وقعت الكارثة في 2-8-1990 ؟ ... نحن بحاجة ماسة وملحة لتغيير الفكر السياسي بانفتاح وجرأة استثنائية وتغيير الحالة الإجتماعية السخيفة وتغيير النهج الإقتصادي العبيط والنظرة السطحية للمستقبل بنظرة عبقرية ... والشخصانية المريضة يجب أن تتخلصوا منها ولا يجب أن تكون لكم أهداف سوى للكويت وشعبها والشعب يجب أن يتخلص من بعض جهله ولا يجب أن يعشق سوى وطنه ... العالم أصبح متغيرا وسريعا بسرعة جنونية ولن يحمي الكويت إلا أن تكون دولة مؤسسات ودولة قانون حقيقية تطبق قوانينها على الكبير قبل الصغير على الأثرياء قبل الفقراء تجر الفاسدين جر الذليل المهين إلى ساحات القضاء ... تعزل القاضي الفاسد والمسؤل المرتشي وتسجن الشيخ والمواطن والتاجر كلهم على حد سواء ... وتلك مسؤلية نظام الحكم في الكويت الحالي "بارك الله في عمره" ومن سيأتي من بعده لـ 100 سنة قادمة على الأقل والشعوب تُقاد ولا تقود ... ولكم في ماليزيا واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية العبر والمواعظ التي تكفي أن تفهمكم كيف تحول الشعب الجاهل إلى مثقف والبليد إلى طاقة والإستيراد إلى التصدير والفاسد إلى صالح ... والحكم الذي يلتف حوله شعبه والشعب الذي يلتف حول حكامه فما من قوة على وجه الأرض تستطيع إسقاطه وحكم الصباح يمتلك هذه النعمة وهذه الفضيلة والأفضلية فماذا ننتظر للتغيير والتطوير ؟
حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه وأدام الله علينا نعمة حكم الصباح ما حيينا ... اللهم آمين






دمتم بود ...


وسعوا صدوركم