2020-10-20

إلى القيادة السياسية والرؤوس الإقتصادية 1

 

ليس أمرا مستغربا وليس أمرا جديدا أن كل قيادة جديدة تتولى زمام الأمور في البلاد أن تكون لديها رؤيا ونظرة مستقبلية تحاكي طموح وفكر الشخصية القيادية ذاتها ... ومن الطبيعي أن نرى في قادم الأيام تغييرات واسعة النطاق في قيادات حكومية بارزة وتشكيل حكومي واسع وعمليات تغيير مناصب وسقوط أفراد وتقلد أفراد أخرين مكانهم ... كله أمر طبيعي جدا حاكم يذهب ويذهب معه فريق عمله وحاكم جديد يأتي ويأتي معه فريق عمله أمر حدث في الكويت وفي كل وطن في العالم ... ومن حسنات وإيجابيات أمير الكويت الحبيب الراحل / صباح الأحمد الجابر الصباح أنه منح أريحية واسعة النطاق لسمو الأمير الحالي الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح في مسألة النهضة والتنمية ... بمعنى أن العهد الماضي كان عهد النهضة والتطور بل المشاريع التي تنتظر دورها ستحتاج إلى 10 سنوات قادمة كلها تندرج تحت خطط ورؤية الأمير الراحل / صباح الأحمد طيب الله ثراه ... ممكن يعطي هذا الأمر مجالا واسعا وأريحية كبيرة لسمو الأمير الحالي الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح بارك الله في عمر سموه بأن يذهب ويسير في خطوط أخرى مختلفة ذات أثر إيجابي جريء ... ناهيكم أن الوقت بات ليس في صالحنا بسبب أوضاع المنطقة المتوترة والتي أصلا يمكن في أي لحظة في أي وقت تنفجر الشاشات الإخبارية بـ "خبر عاجل" ... وما أتحدث عنه هي خطوات إصلاحية سياسية اقتصادية ذات بعد أكبر بكثير من عقول الكثيرين الذين لا يريدون أن تقارع أنظارهم الواقع والمستقبل ويرتعبون من المنافسة ... ودون أدنى شك أن لا حل ولا علاج يأتيك إلا وهناك ثمن وجب دفعه وهناك شخصيات أصبح لزاما أن تضحي بها وتتركها تواجه مصيرها دون أي غطاء أو تدخل سياسي ... فإن كنتم تنشدون الكويت فعلا لا قولا ولديكم حرصا من صميم قلوبكم على الكويت ولا شيء غير الكويت فبالتأكيد أن هذا الموضوع وهذا البحث هو ما تبحثون عنه وهو ضالتكم ؟

 

يتحدث التاريخ السياسي الكويتي عن حقيقة واحدة لا ثانية لها وهي "أي صراع داخلي في الكويت يستحيل أن تكون الغلبة فيه إلا لنظام الحكم فقط وحصريا" ... وقد أثبت عهد أمير الكويت الحبيب الراحل / صباح الأحمد الجابر الصباح أن كل القوى السياسية في الكويت هي قوى ورقية تمارس المراهقة السياسية ... قوى أقوالها أكثر من أفعالها قوى كل منها لا تريد مصلحة الكويت بل كلهم كاذبون لأنهم يريدون كل فريق أن يستأثر لنفسه الحصة والمكانة التي تجعله يستفرد في القوى المجتمعية ... وقد كان درسا مبهرا من مدرسة "صباح الأحمد" كثيرا إن لم يكن الغالبية لم يفهموه بالشكل الحقيقي وبالتالي مسألة التعويل على القوى السياسية هو محض هراء ومضيعة للوقت ... بل من الثابت بعشرات الأدلة أنه عندما تم تهميش تلك القوى السياسية "الثرثارة" عرفت الكويت معنى التطور والنهضة ورأى الناس بأم أعينهم أضخم مشاريع في تاريخ الكويت وبعضها قارع العالمية ... وبالتالي اليوم لا توجد مشكلة في مشاريع الكويت لأنه أصلا في عامنا الحالي هناك أكثر من 130 مشروعا بقيمة تتجاوز 8 مليار دينار كويتي = 26 مليار دولار في عهدة وزارة الأشغال العامة وهذا رقم يعطينا دلالة على قوة وحجم مشاريع النهضة ... ناهيك طابور المشاريع التي أعدت وتم الإنتهاء من مخططاتها وتصميماتها والتي لن تتوقف حتى بعد سنوات طويلة ... إذن الحقيقة أن ملف المشاريع والتطور والنهضة لا حاجة للحديث عنه بل نتركه يسير في طريقه وفق آلياته ومتابعته بالسرعة والجودة المطلوبة لنواجه ملفات أخرى لا تقل أهمية عن ملف النهضة التي صنعها أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد" ؟

الكويت سياسيا

الأنظار في الكويت كلها متجهة إلى حاكم الكويت الجديد سمو أمير البلاد الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح - بارك الله في عمر سموه ... الكل يترقب قراراته وسياسته في ملفات عديدة مثل 

1- الحريات

2- محاربة الفساد

3- ديون المواطنين

4- دعم الاقتصاد الخاص

5- تطوير القضاء الكويتي

6- العجز الدائم في الميزانية

7- السياسة الكويتية الخارجية 

وفي موضوعي هذا يجب تحليل كل نقطة وإيجاد الحل المناسب لها لكن من المهم أن يعي ويفهم الجميع أن "ثرثرة الكويتيين" بشكل عام هي من كانت السبب الأول بتراجع الكثير من القرارات والخوف من حسمها ... وهذا الأمر يجب أن لا تعيرونه أي اهتمام فسيروا بسرعة الصقر في السماء واعملوا بقول خليفة المسلمين "الفاروق - عمر ابن الخطاب" عندما قال : إذا أراد الله بقوم سوءً منحهم الجدل ومنعهم العمل ؟ 

أولا : الحريات

الحريات يا سادة هي من يرتعب منها اللصوص والفاسدين ويستغلها المنافقين ويفجر بها الفاجرين وتنتصر للمظلومين ... وقد جربت الكويت "قمع الحريات" فماذا حدث إلا أن الكويت تعرضت للسب والشتم والتطاول من الخارج عليها وعلى شعبها ورموزها ... ولما هب الوطنيين للدفاع عنها عوقبوا وسجن الكثيرين بذرائع لا تدخل حتى في عقل الأطفال وكأن الوطنية أصبحت تهمة ... والتراجع في الحريات سبب ضررا بالغا في سمعة الكويت دوليا مما أفقدها مراكزها الدولية وتراجعت في التصنيف الدولي ... ناهيكم أن الحكومة أدخلت أنفها في مواقع التواصل الاجتماعي لتجهل من نفسها حكما ومراقبا بدلا من مواقع التواصل الاجتماعي التي هي أصلا نشطت وأصبحت أكثر صرامة بتلقي الشكاوي ... بدليل أن تويتر أغلق ولا يزال يغلق آلاف الحسابات يوميا ويعطل مئات الحسابات يوميا للتحقق منها ومراجعة نمط سلوك أصحابها ... فأصبحت الحكومة في موضع لا تحسد عليه وأصبحت بين طرفي سفهاء وجهلة "سبني فضحني قال وكتب ...إلخ" ... مع العلم أن مثل هذه القضايا الصحيح هو موقع تويتر الذي أصلا منح الجميع حق الشكوى وحق عمل الحظر وإخفاء التغريدات ومنع التعليق وصولا إلى تعليق أو إغلاق الحساب فما دخل الحكومة "اللقافه ليش" ؟ ... فأصبحت الشكاوي بسبب مواقع التواصل الاجتماعي تجارة خسيسة رائجة ينتهجها المحتالون ناهيكم من استغلال "بعض" مسؤلي الدولة لصنع "هاشتاغات" تغذي صراعاتهم أو تلمعهم وبالتأكيد هذا فسادا يدل على غياب الرقابة الحكومية بمراقبة قيادييها ... بل على العكس وجب من هيئة مكافحة الفساد من تكون هي الجهة المعنية والنشطة في رصد ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لترصد أي تغريدة فيها حديثا عن فسادا فتخاطب وزارة الداخلية وتستدعي صاحب التغريدة بكل احترام وتقدير وتستفسر منه عن صحة ودليل ما كتب ... فإن أثبت صحة ما كتب وقدم الدليل أو الشاهد خاضت هيئة مكافحة الفساد في الأمر وفتحت تحقيقا فيه من أوله وحتى أخره وإن كان حديثا مرسلا غير صحيحا أحالت مصدر الغريدة إلى القضاء بتهمة "إشاعة أخبار كاذبة" ليواجه القضاء ويدفع ثمن جهله ... وبالتالي الحريات وفي زمن الحريات أصبح أمرا ليس صعبا بل من سابع المستحيلات السيطرة عليه فلا يجب التعامل مع هذا الملف إلا بذكاء العارف وحنكة الواثق ليضرب الجهلة أنفسهم بأنفسهم فتكون أنت الضاحك عليهم لا هم عليك ؟

 

 

 

يتبع الجزء الثاني

 

إقرأ

إلى أعضاء مجلس الأمة .. ألا يوجد بينكم رجل رشيد ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2018/09/blog-post_15.html

 

 

 

 

دمتم بود ...