2010-12-20

الفنان عوض دوخي طيب الله ثراه





اسمه الحقيقي عوض فرحان دوخي من مواليد عام 1933 وقدمته للإذاعة الفنانة الشعبية عودة المهنا عام 1958م وغنى في الإذاعة أول أغانيه

يا من هواه اعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت انك لن تخون وخنتني


اشتهر بأغاني التباب والصوت وقدمها في قالب فني جميل لم يستطع الوصول إليه من عاصروه من مطربي الكويت الأوائل والتباب هم الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة و غالباً ما يكونوا أولاد الغواصين ويقومون بالأعمال البسيطة كتقديم القهوة والماء وغسل الأواني ويساعدون في الفلاقة أو تفتيش المحار بعد فلاقته


عوض الدوخي سحر النغم الشرقي في ثوبه الأصيل


عند الحديث عن عوض الدوخي فإن الحديث سيطول ويطول وستتشعب الأمور إلى أماكن بعيدة ربما تأخذنا لسنوات ابعد من سنوات عمره التي عاشها
وقضاها في الفن وقدم صورة حقيقية للمطرب الأصيل الذي يبحث جاهدا هنا وهناك لتقديم ما هو جيد ومميز
بدأ حياته الفنية عام 1941 أيام الغوص والبحر عندما كان يغني على ظهر السفن وظهر لأول مرة من خلال الإذاعة عام 1958

أدى طيلة حياته حوالي مائتي أغنية ومارس التلحين ومعظم الفنون الشعبية وتنطبق عليه كل صفات البحارة ويعتبر أول من طور فن الصوت وهو أسلوب وطريقة في الغناء لها إيقاعها المعروف ونموذجها اللحني
وشارك الدوخي في العديد من الحفلات الغنائية بالدول العربية وغنى لام كلثوم وبعض المطربين العرب المشهورين توفى بتاريخ 17 ديسمبر 1979.


عندما نتحدث عن الفنان الراحل عوض دوخي فإننا لا بد من أن نتوقف عند إبداعات هذا الفنان الذي عشق التراث وابدع فيه وغدا أحد أهم فرسانه الذين رفدوا الأغنية الكويتية بإبداعاتهم وأعمالهم الخالدة
وتشير المصادر إلى أن عوض فرحان دوخي من مواليد منطقة الشرق فريج المطبة عام 1933 كانت بدايته كسائر الأطفال صدم بوفاة والده وعمره لم يتجاوز السنوات الخمس وتلقى دروسه الأولى عند الملا بلال والملا زكريا حيث تعلم أصول القراءة والكتابة والقرآن الكريم ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة النجاح

ودرس معه في تلك الفترة شقيقه الراحل د يوسف دوخي الذي يقول عن تلك المرحلة عوض دوخي تحصيله العلمي بسيط درسنا أنا وهو في مدرسة ملا بلال وتلقينا دروسا في حفظ القرآن الكريم وكتابة الخط ودراسة الحساب البدائية هذا هو تحصيل عوض دوخي الدراسي عشق الغناء منذ الصغر وارتبط بالبحر لكون والده كان تبابا وقد ورث الفن عن عائلته فشقيقه الأكبر عبداللطيف كان يجيد العزف وشقيقه الأصغر يوسف فنان محب للغناء والطرب وعندما كان عمره 12 عاما بدأ يحب الغناء الأصيل حيث يؤدي أغاني المطرب الراحل محمد بن فارس خاصة الأصوات كما كان يقلد بعض مقرئي القرآن ومنهم محمود عبدالوهاب وهو مقرئ عراقي شهير


وفي سن الرابعة عشرة انتقل عوض دوخي الى فريج الشيوخ مع والدته والتقى هناك بأحد أقرباء عائلة الخليفة واسمه سلطان أحمد وهو عازف للعود وكانت هناك جلسات فنية بين الاثنين واشترك الاثنان بشراء عود وهذا ما ساعد عوض دوخي على ممارسة العزف بحرية أكثر وساعده في ذلك شقيقه عبداللطيف وقد تمكن من عزف يا حبيبي من كثر جفاك للموسيقار محمد عبدالوهاب

وانتقل عوض دوخي بعد ذلك إلى مرحلة جديدة إذ بدأ العزف في الجلسات الشبابية بمساعدة شقيقه الأكبر الذي اعتبره معلمه الأول وكان آنذاك يستمع إلى مطربين بارزين خاصة محمد بن فارس وضاحي بن وليد من البحرين وتأثر بهما في غناء الصوت كما كان يستمع إلى أغاني المطربة أم كلثوم وكان يؤجر البشتختة لسماع اسطوانات محمد بن فارس وأم كلثوم




عوض والبحر

ارتبط الراحل عوض دوخي بالبحر منذ الصغر وعن تلك الذكريات يتحدث دوخي كان عمري آنذاك 14 عاما سافرت مع عبدالرحمن بن عثمان الشهير بعبدالرحمن خيشة أو بوخيشه وكنت تبابا وتوالت سفراتي بعد ذلك مع عدد من النواخذ حتى عام 1948 حيث كنت مع أخي يوسف كنت بحارا وكان هو تبابا في بوم بن شاهين ثم مع بوقماز نغني أجمل الألحان (هذا ما ذكره الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر) ويتابع عوض حدث ان طلب مني النوخذة يوسف بن يعقوب السفر معه بحارا فقلت له أنا لست بحارا أنا مطرب وذهبت معه وغنيت يا غصين البان على العود

ويذكر يوسف دوخي انه كان يرافق عوض دوخي الى عند أحمد الزنجباري في عام 1945 حيث يجتمع هناك كبار المطربين وعن ذلك يقول كان أحمد الزنجباري قد حط في الكويت أخيرا وكنا نسمع ان كبار المطربين يجتمعون لديه كان ذلك في عام 1945 أو 1946 كنا نذهب للاستماع فقط لكن بعد ذلك نشأت علاقة وطيدة بين الزنجباري وعوض حيث غنى عوض 1947في إذاعة شيرين وكنت استمع في الخارج وأحيانا أشارك على المرواس


والغريب أن عوض دوخي لم يُعتمد كمطرب في البداية وتقول الخطابة إن طه صاحب محل الاسطوانات الذي يبيعها ويسجل للمطربين في الأربعينات رفض التسجيل لعوض دوخي وعندما استمع إلى صوته قال أنت مرفوض ولا تصلح للغناء وهذا كان الدافع الأساسي لعوض للتحدي واثبات وجوده حيث احتك بعد ذلك بكبار المطربين واستفاد منهم
ويقول عوض دوخي أول أغنية سجلتها في إذاعة شيرين عام 1947 وغنيت صوت يشوقني برق من الحي لامع

كما سجل بعض الأصوات الأخرى واستمر في الغناء لسنوات قبل ان يدخل إذاعة الكويت حيث سجل في 11 نوفمبر 1959 صوت يا من هواه اعزه وأذلني وحقق بعد ذلك شهرة واسعة وعرف كمطرب بارز لكن بعد تسجيل الأغنية جرى ايقافه لثلاثة أشهر بقرار اداري وقعه وكيل وزارة الإعلام آنذاك صالح عبدالملك الصالح وجاء في القرار يوقف المطرب عوض دوخي عن التسجيل وعن اذاعة أغانيه وعدم دخوله الاذاعة لمدة ثلاثة أشهر من تاريخه وذلك بسبب ما حدث في الاستديو لكن القرار ألغي بعد يوم واحد



عودة المهنا قدمته للإذاعة

لعبت الفنانة الرائدة عودة المهنا دورا بارزا في تقديم عوض دوخي الى الساحة الفنية فقد كانت عودة المهنا وراء دخوله الاذاعة عام 1958 على رغم ان والدته لم تكن راضية آنذاك وغنى في الاذاعة أغنيته الشهيرة يا من هواه التي يقول مطلعها

يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل الى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني


والأغنية قصيدة للشاعر للامام سعيد بن احمد بن سعيد البوسعيدى لحنها له شقيقه يوسف دوخي وبعد ان قدم هذا الصوت في اذاعة الكويت بدأت شهرته وانطلق اعلاميا حيث كان في السابق معروفا على مستوى الجلسات الخاصة وعند الأصدقاء وقدم بعد ذلك العديد من الألحان الجميلة مثل طال الصدود وقل للمليحة كما سجل آنذاك بعض الأصوات البحرينية التي غناها محمد بن فارس مثل مال غصن الذهب وقد تأثر كثيرا بهذا الفنان الكبير ويشير المطرب المعتزل حمد خليفة في لقاء أجرته جريدة الرأي العام في عددها الصادر في 27 يونيو 1997 ان عبدالرحمن بن فارس آل خليفة ابن عم المطرب محمد بن فارس هو الذي علم ولقن عوض دوخي طريقة محمد بن فارس في غناء الأصوات وقد عرف عوض دوخي بفطنته وذكائه واستطاع ان يقلد ويؤدي الصوت بطريقة محمد بن فارس نفسها وبالفعل أجاد الأداء ويؤكد د فهد الفرس في مقال له نشرته القبس في 17 ديسمبر 1997 أن عوض دوخي استطاع بموهبته الفنية ان يستفيد من طريقة أداء وعزف محمد بن فارس واتبع طريقته نفسها وهي استعمال مرواس واحد أو اثنين فقط وكمنجة واحدة وقانون لكي يسمع المستمع ما يغني حتى لا يضيع جمال الكلمة واللحن وبهذا التأثير حاز عوض دوخي اعجاب الكثيرين واشتهر بنجاحه في أداء الأصوات البحرينية
وفي حوار أجراه صالح الغريب مع دوخي نشرته مجلة عالم الفن يقول بحكم السن لم أقابل الفنان ضاحي بن وليد أما محمد بن فارس فاذكر انني شفته مرة واحدة وكنت صغيرا في ذلك الوقت اما عن الصوت البحريني فقد توقف بعد محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد ولم يأت بعدهم من يقوم بالحفاظ على تراث الصوت ويتابع الصوت البحريني هو امتداد للصوت الكويتي



قدم الدوخي العديد من الأغاني ذات اللون السامري الذي اشتهر به والصوت وكان يحن دائما في مجده وشهرته إلى أيام الفنانه عودة المهنا وكان يذهب للوقوف على ماتفعله هذه الفنانة الكبيرة ويحفظ جديدها عن ظهر قلب

وتقول الفنانه القديره عودة المهنا في عوض دوخى في لقاء نشرته مجلة عالم الفن في عددها الأول الصادر في 2 اكتوبر 1972 أجراه السيد صالح الغريب أنا أحب فن وأغاني عوض دوخي فهو فنان أصيل مرتبط بتناوله أغاني فيها روح الأصالة والتراث ولهذا فنحن ننتظر سماع فنه وأغانيه ومعروف أن عوض دوخي كان يتردد عليها قبل أن يبرز وكانت هي السبب الرئيسي في دخوله فن الغناء وتحديدا الإذاعة وكما شاركت مع عوض دوخي في ألا يا صبا نجد وقل للمليحة في الخمار الأحمر وعذروب خلي حسنه الفتان




تأثره بأم كلثوم


عوض الدوخي الذي أشعل الساحات الفنية في زمن مضى وغنى لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب أغاني عديدة وخلجن هذه الأغاني المصرية التي أقتنعت أم كلثوم بصوته حيث قالت عنه لم يشوه أغانيي بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلدا لي في كل أعمالي

ومن العلامات البارزة في حياة هذا الفنان تأثره الشديد بالراحلة أم كلثوم حيث غنى لها أنا في انتظارك وعودت عيني والأمل وشمس الأصيل وحسيبك للزمن وغيرها الى جانب إلمامه بغناء عدد من الكبار أمثال محمد عبدالوهاب فتحية أحمد زكريا أحمد وسواهم


تأثر الفنان عوض الدوخي بالسيدة أم كلثوم وبعد ان وغنى لها في الإذاعة فاقت شهرته المطربين الشباب في وقته وتقدم بصورة مذهلة والبعض يؤكد انه من أوائل من قدموا الأغنية الخليجية للعالم العربي وغنى لمحمد عبد الوهاب وفتحية احمد وزكريا احمد وغيرهم الكثير وأبدع وأجاد في إنتاجه السحري وصوته الحنون القريب من القلب

وتحسب لعوض الدوخي الكثير من المميزات التي أضافها للأغنية الخليجية فكان أول من ادخل الكورال النسائي في الاغنية الخليجية وأول من غنى في استقلال الكويت وأول من قام بخلجنة الأغاني العربية لكوكب الشرق أم كلثوم حتى أطلق عليه الكتاب الكبار كلثوم الخليج

وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون والتي غنى فيها لكوكب الشرق الذي كان متيماً بها إلى درجة جنونية




أول من ادخل الكورس النسائي على الصوت العربي
كما ان الراحل عوض دوخي هو أول من ادخل الكورس النسائي على الصوت العربي في أغنية قل للمليحة في الخمار الأحمر كما تأثر الراحل عوض دوخي بالفنان احمد الزنجباري خاصة في العزف على العود وغنى له احدى اجمل أغانيه ألا صبا نجد من كلمات قيس بن الملوح التي يقول في مطلعها


ألا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجدا على وجد
سقى الله نجدا والمقيم بأرضها
سحابا طوالا خاليات من الرعد


ويقول د يوسف دوخي عوض دوخي يمثل ذلك البحار الأصيل فعوض نهام طبال مغن مارس جميع الفنون الشعبية الشعبية سواء كان ذلك في البر أو البحر وتنطبق عليه جميع صفات البحارة ويقول عنه الملحن ابراهيم الصولة من ابرز الأصوات في الكويت عوض دوخي وهو فريد من نوعه في عالمنا العربي


والتصق اسم عوض دوخي باسم أخيه د يوسف دوخي وكونا ثنائيا متفاهما وناجحا عندما كتب يوسف دوخي العديد من الأغاني العاطفية والوطنية مثل ما بين أهل الهوى ومستحيل انسى اللي فات ورد قلبي وأغنية صوت السهارى

اغنية صوت السهارى من الحان عوض دوخى التي تعد نقلة فنية واسهمت بنشر الأغنية الكويتية خارج الحدود لكن هذا التفاهم لم يستمر طويلا حيث يقول د فهد الفرس وبعد هذه الأعمال الناجحة قررا الانفصال عن بعض لاختلاف وجهات النظر بعد ان طلب يوسف دوخي من عوض مواصلة غناء الفنون الشعبية ولكن عوض دوخي أصر على الغناء الشرقي ذي الطابع المصري حين تعاون مع الفنان المصري نجيب رزق الله في تلحين أغانيه


وقد سجل عوض دوخي للتلفزيون أول اغانيه مع بداية الارسال وأول صوت قدمه قال المعنى ويا ساري الليل لكن في حوار اذاعي مع منى طالب عام 1964 نشره الزميل صالح الغريب في كتابه عوض دوخي عاشق الصوت والوتر يقول عوض دوخي أول مرة غنيت في التلفزيون أغنية اليوم وصلني كتاب من كلمات الأخ سلطان عبدالله السلطان
وكان اللحن معمولا للأخ عبدالمحسن المهنا لكنه كان مريضا آنذاك وطلبوني للتلفزيون وقد كتب لي محمد السنعوسي كلمات الأغنية على قطعة ورق كبيرة وسجلت الأغنية بسلام


وعوض دوخي هو أول من سجل الأغنية الوطنية في اذاعة الكويت وهي الفجر نور في أوائل الستينات يوم اعلان استقلال الكويت




كما سجل مجموعة من الأغاني البحرية في فيلم سينمائي بعنوان السامر عن الغوص مع فرقة العميري الشعبية شاركه في الغناء النهام راشد الجيماز والفيلم من اخراج بدر المضف ومدة الفيلم نصف ساعة وقد صُور في منطقة الجليعة
وقد عمل الراحل موظفا في القسم الفني ببلدية الكويت في بداية شبابه حتى أوائل الستينات انتقل بعدها للعمل في وزارة الإعلام
وكان الراحل يعزف على الطبلة الى جانب عزفه على العود الى جانب اهتمامه بالأغنية الشعبية وأغاني السامري الى جانب تعلقه بالأغنية البحرية لارتباطه بالبحر حتى قيل ان عوض دوخي هو الفنان الوحيد الذي تخصص بالأغاني البحرية وكان يحن إلى الماضي كثيرا حيث يذهب الى مقر فرقة بن حسين للفنون الشعبية وكذلك فرقة عودة المهنا ويحفظ أغانيها



جمال الصوت وعشق التراث

المطرب الراحل عوض دوخي قدم للأغنية الكويتية عشرات الاعمال الرائعة التي ما زال الجمهور يرددها حتى الآن واذا كانت اغنية صوت السهارى هي احدى اعماله التي ما زالت تعيش معنا فان هناك اعمالا اخرى ما زالت في الذاكرة ولعل اغنية رد قلبي احدها حيث جمال الكلمة وصدق التعبير الاغنية من كلمات وألحان يوسف دوخي وتقول كلماتها


لا تخاصمني يا آسرني في هواك
نظرة وحدة تكفي عن طولة جفاك
أنا أشقى وأنت ما تدري بعذابي
رد قلبي لا تخاصمني
مرة شفتك في حياتي وابتليت
مرة ثانية في الخيال شفتك بكيت
من دموعي زهرة العمر جنيت
وانت مشغول بدلالك ما دريت


وقدم أيضا جملة من الأعمال الفنية وحصل على شهادات تقدير واوسمة والكثير من الدروع من مختلف أنحاء الوطن العربي وقدم أيضا من كلمات والحان رفيق رحلته وأخيه الأستاذ يوسف دوخي واحدة من أهم الأغاني في الخليج
وهي رد قلبي
وغنى الراحل من كلمات من الفايز كنت لي كما تعاون مع العديد من الكتاب مثل خالد العياف يوسف ناصر عبدالمحسن الرفاعي وغنى من كلمات سلمان الظفيري اشاعة


الكلام اللي تسمعه
كل يوم وساعة
لا تصدق منه كلمة
هالحكي كله إشاعة

وغنى لخالد العياف اغنية على بالك ومطلعها
على بالك مثل اول تجى وتقول سامحنى
وقلبى ابلحظه يتحول اسامح ونت ظالمنى
اقسم لك بعد ما اسال مهما الحب عذبنى
من أغانيه التي اشتهر بها أغنية الحيرة


أخاف تغيب عن عيني
وتنسى الحب والي صار
وأخاف ترجع تبكيني
تخليني
أعيش في نار
وبين صدك وبين بعدك
ماادري ايش نوى قلبك
تفوت أيام في حبك
مابين الحيرة والأفكار



حاد الطبع حاد المزاج

وعلى الصعيد الشخصي كان عوض دوخي حاد الطبع حاد المزاج إلى درجة لا توصف خصوصا في العمل وداخل البيت وقد اشتهر عوض الدوخي بمزاجه الصعب في العمل الفني ولم يكن ليقتنع بالعمل مالم يكن متقناً وكان يرفض أن يغني بأجر إلا في أصعب الأحوال ومن أقواله أيضا إنني على استعداد أن اغني لشخصين بدون اجر إذا كانوا سميعة وسأرفض أن اغني أمام الآلاف إذا لم يكونوا على معرفة بما أغني وأقدم


وقد كان شديد التذمر من تدهور الأغنية في ذلك الوقت والراحل عوض دوخي كان يشكو الحال للمستوى الذي وصلته الأغنية وكان دائم التذمر ويقول انني على استعداد لأن أغني لشخصين بشرط ان يكونا سميعة ومن دون مقابل على ان أغني بأجر لجماعة لا تقدر الغناء ولا تحس به ونتيجة لهذا القرار أشاعوا عني أنني متكبر ومغرور ويتابع أنا انسان عادي طيب القلب مرهف الاحساس أطرب لصوتي وأفتخر بنفسي ويقول في احدى اللقاءات حول الأغنية الكويتية كل من طق عود طلع بالاذاعة وأصبح مغنيا وملحنا انها مهزلة كبيرة وتشويه للأغنية الكويتية بسبب الدخلاء على الفن والاذاعة سامحها الله تشجع كل من هب ودب من دون ادراكها للخطورة التي تتعرض لها الأغنية الكويتية ويتابع مع احترامي الشديد لهم جميعا فانهم لا يعرفون في التلحين والتلحين له قواعد وأصول في كيفية تركيب الجمل الموسيقية ويقول بكل حرارة حقي كفنان مهضوم ولم آخذ حقي ماديا ولا معنويا




أغنيـــــة وطنية

ولا بد للمتابع لمسيرة هذا الفنان الرائد من ان يتوقف طويلا عند اغانيه الوطنية التي عبرت عن احساس صادق ولعل اغنية وسط القلوب تعبر بصدق عن تلك الأغنية من كلمات والحان شقيقه الراحل يوسف دوخي ويقول مطلعها

وسط القلوب ياكويتنا وسط القلوب
نلت المطلوب هنيالك نلت المطلوب
الف سهلة والف مرحه بيوم العيد والفرحه
شيد الكويت صرحه وسط القلوب


وما زالت هذه الاغنية يرددها الكبير والصغير ولم تكن الا واحدة من اغان أخرى في هذا المجال منها اغنية يا حماة الدار ويوم الفرح والفجر نور يا سلام وكلها من كلمات يوسف دوخي

من الاغانى الوطنية توجد اغنية اسمها الاستقلال وقد منعت من البث بعد وفاه المغفور لة الشيخ عبدالله السالم بسبب هذه الابيات
عبدالله السالم اميرنا عبدالله السالم حبيبنا
وكذلك اغنية من باب المطار حتى باب الدار


ام كلثوم قالت عنه :لم يشوه أغانيي بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلدا لي في كل أعمالي
أما عبدا لوهاب فقال عنه: عندما استمع لعوض الدوخي فإنني أتخيل كأنني أسبح في مياه الخليج الدافئة
وتقول الفنانه القديره عودة المهنا في عوض دوخى :أنا أحب فن وأغاني عوض دوخي فهو فنان أصيل مرتبط بتناوله أغاني فيها روح الأصالة والتراث ولهذا فنحن ننتظر سماع فنه وأغانيه

في 26 نوفمبر 1979 جموع الفنانين من شتى المجالات ومئات الجماهير والمواطنين تنتظر عودة عوض دوخي من رحلة العلاج وبعد قرابة الشهر وتحديدا في 17 ديسمبر 1979 ودعت الكويت الفنان عوض دوخي حيث اشتد عليه المرض وقد شيعت جنازته في ذلك اليوم وسارت الجموع وهي تحمل نعشه الى مثواه الأخير حيث قدم هذا الفنان وطوال ثلاثين عاما رصيدا كبيرا من الأغاني وأثرى المكتبة بأعماله الرائعة
رحل الفنان عوض الدوخي عن عمر يناهز الخامسة والأربعين عاما وافتقد الجميع هذا الفنان الذي شيعه مئات الفنانين والجماهير من الخليج والعالم العربي








..............دمتم بود