2019-12-04

الخريطة الدولية في الحرب القادمة ... قريبا 4


تركيـــــــا
تركيا هي امتداد للخلافة العثمانية التي سقطت على أيدي الإمبراطورية الروسية والبريطانية في 1920 - 1924 ... وبعد سقوط الخلافة العثمانية وانقلاب مشايخ دول الخليج عليها وتحالفهم مع بريطانيا حمل الأتراك حقدا دفينا على الشرق الأوسط بشكل عام والخليج بشكل خاص ... أدى ذلك إلى ابتعاد تركيا كليا عن الشأن العربي لمدة تراوحت ما بين 80 و 85 عاما بدليل أن تركيا اعترفت بالكيان الصهيوني اللقيط في سنة 1949 نكاية وعنادا بالدول العربية والخليجية آنذاك ... وبعد فوز حزب التنمية والعدالة الإسلامي التركي في 2001 وبعد أن مكّن من نفسه بالسيطرة على القواعد السياسية والإجتماعية في المجتمع التركي ففضحته عملية المعارض الكردي الشهير "عبدالله أوجلان" في 1999... نعم عملية اعتقال المعارض الكردي هي من فضحت أول علاقة عربية موثوقة جدا مع تركيا وليست مجرد علاقات دبلوماسية عادية وبدأ انفتاح تركيا على العالم العربي عبر قطر التي ساهمت بشكل رئيسي باعتقال المعارض التركي على إحدى طائرات الخطوط الجوية القطرية بعملية مخابراتية بينها وبين تركيا عندما وضعوا منوما ومخدرا في كوب العصير فنام المعارض واستفاق وهو في قاعدة عسكرية تركية سرية ... وبعدها مسرحية "سفينة الحرية- مرمرة" في 2010 ثم المؤامرة على سورية في 2011 ... ولأن قطر التي كانت تشكل إزعاجا واسعا للعالم الخليجي والعربي بأسره عبر محطة قناة الجزيرة آنذاك في التسعينات الأمر الذي انطلقت السعودية والإمارات باتجاه تركيا وضخوا استثمارات واسعة فيها ... فلعبت تركيا على الجميع وأخذت أموالا من الجميع وشاركت فعليا بتدمير سورية فكانت البوابة الأولى الرئيسية لدخول كل إرهابيي العالم إلى الأراضي السورية ومنها إلى الأراضي العراقية ... ولما فشلت كل المحاولات بالإطاحة بطاغية سورية انقلبت تركيا على حلفائها السابقين "السعودية والإمارات" بعد انتهاء ولاية عراب الربيع العربي "باراك أوباما" ردت تركيا عليهم بصناعة تحالف "تركي إيراني روسي" ... بل ذهبت تركيا أبعد من ذلك وقامت بشراء أسلحة روسية محظور عليها امتلاكها بأوامر أمريكية فمضت تركيا وبالفعل اشترت وتسلمت أخطر منظومة دفاع جوي في العالم وهي منظومة "إس 400" الروسية ... ودعمت تركيا الإسلام السياسي أي وصول الإسلاميين إلى سلطة الحكم المباشر في الدول العربية فأصبحت الذراع السياسي والإعلامي لتنظيم الإخوان المسلمين ودعمت أول انتخابات ديمقراطية جرت في مصر ابان عهد الرئيس الراحل "محمد مرسي" ... ولما وقع الإنقلاب العسكري على الرئيس الشرعي انقلبت تركيا وحليفتها قطر ضد النظام العسكري في مصر ووفرت تركيا للمعارضة المصرية الملاذ الآمن وأطلقت لهم المحطات الفضائية التي أثرت بل وأوجعت النظام المصري حتى يومنا هذا ... بالإضافة إلى دعم تنظيم الإخوان في تونس والسودان والكويت والإمارات والأردن والجزائر والسعودية وسلطنة عمان واليمن وفلسطين وقطر وليبيا والمغرب وماليزيا وباكستان وغيرها ... وتركيا تعلم علم اليقين أن الحرب الكبرى قادمة وأعتقد أن تركيا ستنقلب على أمريكا شاء من شاء وأبى من أبى ردا على انقلاب أمريكا على تركيا بدعمها للنظام المصري الحالي وردا على الدعم الأمريكي الذي وفرته لحزب العمال الكردستاني الجناح العسكري المعروف بالـ PKK ... وتغير السياسة السعودية 180 درجة وانحراف مسارها المعروف وسوء سمعتها الدولية بالإضافة إلى سوء السمعة المصرية دوليا وتمدد الكيان الصهيوني وتحقيق مكاسب سياسية واسعة أدى ذلك إلى تحرك تركي لإنشاء قيادة تحالف إسلامي في 2019 ... تحالف يضم كل من "تركيا وباكستان وماليزيا وقطر" وبلا أدنى شك أن تركيا يخيم عليها هوس الدولة العثمانية والسيطرة الإقليمية وصناعة النفوذ الإقليمي التابع الخاضع لها ... وهذا ما هو مستحيل أن يحدث لأن العالم العربي بأسره يرفض فكرة الخلافة الإسلامية في أيامنا هذه من أي دولة كانت مما يؤكد أن مخطط البريطانيين قد نجح بتعزيز الولاء الوطني للدول التي قسمتها قبل 100 سنة وأصبحت ذات ولاء مطلق وأكبر من فكرة عودة الخلافة الإسلامية ... ولذلك لا نستغرب إذا ما سقط وخسر حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي في الإنتخابات القادمة وصعود الأحزاب الليبرالية وعلى رأسهم الأشرس وهو "حزب الشعب الجمهوري" وهذا الأمر سيكون ليس ثمنا لسياسة الحزب بل انتقاما وردا على ما فعله الحزب بأطراف محاولة الإنقلاب في 2016 ... وما تبعته من إجراءات انتقامية أفرط حزب العدالة والتنمية في الإنتقام والسجن والعزل والفصل من ضباط وقضاة وأطباء ووكلاء نيابة ومهندسين ومعلمين وإغلاق عشرات المدارس فرط متوحش بالإنتقام إضافة إلى تراجع الحريات الصحفية وحرية الرأي في تركيا ... وفي المحصلة إن بقي حزب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان - حزب العدالة والتنمية" يعني أن إسرائيل وأمريكا في خطر ماحق من الحرب القادمة وإن تمت إزالة الحزب وحل مكانه "حزب الشعب الجمهوري" فإن إيران وروسيا فقدا حليفا هم الأن من يوفرون له الدعم السياسي الواسع في سورية وهم في نفس الوقع أعداء لحزب العمال الكردستاني حليف الكيان الصهيوني ... وحزب العدالة والتنمية الذي يزعمه الرئيس التركي هو حزب قوي جدا وحتى لو ضعف في الإنتخابات البرلمانية والبلدية السابقة بل هو قوي فعليا على الشارع التركي وذوو تأثير مرعب لا يمكن أن تستبعده من أي تحليل سياسي ... والحرب القادمة تتناسب مع حجم القوة العسكرية التركية لكنها بالتأكيد لن تصمد تركيا أمامها بمعنى أن النفوذ التركي الخارجي سيكون في مهب الريح لكنه سيصمد للحفاظ على مواقعها وشكلها الجغرافي والدولي مهما كان ثمن ذلك ... وفي نهاية هذه الفقرة يجب أن لا يغيب عنكم التحركات التركية التي طوقت مصر من ناحية البحر المتوسط لضرب التحالف المصري اليوناني ومن جهة أخرى الإلتفاف التركي على مصر من ناحية البحر الأبيض المتوسط قبالة ليبيا ليؤكد فرق القوة الحقيقية بين مصر وتركيا بمعنى لا تعتمدوا على القوة المصرية ؟

السعوديــــــــة
السعودية توفرت لها كل الفرص ومقومات أن تصبح فعليا دولة عظمى حقيقية ومنافس مرعب للدول العظمى لكن للأسف لم تفعل ذلك وفضلت الترف السياسي والمغامرات السياسية واللهو بالأموال والتبعية المطلقة للغرب ... ومن المؤسف حقا أن أقول أن السعودية لا يوجد لديها صناعة سياسية حقيقية أي لا توجد لديها استراتيجيات سياسية بعيدة وقصيرة الأمد بدليل أنها تمنى بخسائر سياسية متتالية فادحة منذ ما يقارب أكثر من 5 سنوات متواصلة وتلك الخسائر لم تتوقف مما أدى إلى استنزاف مالي اقتصادي مرعب تجاوز أكثر من 300 مليــــار دولار وعقود واتفاقات لا قيمة لها بقيمة تجاوزت أكثر من 900 مليار دولار ... فقبل أكثر من 3 سنوات وتحديدا في 15-5-2016 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : اعترفوا ... هزمنا في اليمن ؟ ... وقد توقعت أن السعودية قد تورطت في غزو اليمن نعم غزوا واضحا وصريحا لا شك ولا جدال فيها غزوا ظاهره عودة الشرعية وباطنه تقسيم اليمن والإستيلاء على الممرات المائية اليمينية الحيوية التي تمتلك موقع استراتيجي على الخليج العربي وخليج عدن والبحر الأحمر ... ومع الأسف كانت مغامرة كارثية على السعودية وورطة سياسية كشفت ظهر المملكة وبعد غزو اليمن فتحت السعودية على نفسها جبهة حرب أخرى سياسية مع قطر ومذ غزو اليمن في 2015 إلى حصار قطر في 2017 توالت الهزائم السياسية السعودية بشكل دراماتيكي كارثي مهول ... فقد تأزمت علاقات السعودية ودخلت في صراعات سياسية مع كل من : اليمن وقطر وإيران وكندا وتركيا والمانيا والسويد والمغرب وتوتر في العلاقات مع الكويت وسلطنة عمان والعراق والسودان وتونس وماليزيا ... ثم في 2018 كارثة جريمة اغتيال المعارض السعودي "جمال خاشقجي" ثم فضيحة تجسس السعودية على "تويتر" في 2019 والتي ضربت سمعة المملكة في مقتل ... لا شك أن كل ما سبق لم يكن له أي مبرر ولا أي داعي لو استخدمت السعودية الدهاء السياسي لكن اتضح بالفعل أن السعودية لا تمت للسياسة بأي صلة جراء كل هذه الأزمات السياسية والدبلوماسية وصولا إلى الجرائم الوحشية التي يتحدث عنها الإعلام الغربي والأهم الإنحطاط الإعلامي والسقوط الأخلاقي الفاضح في الأزمة مع قطر ... ناهيكم عن التقارير الصحفية والدولة التي تتحدث عن عمق العلاقات والتقارب السعودي الإسرائيلي الصهيوني بشكل خرافي وصادم دون أن ترد السعودية على مثل تلك التقارير ... ففي 2017 أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال الصهيوني "غادي إيزينكوت" : أن إسرائيل تتبادل المعلومات الإستخباراتية مع السعودية بتوافق تام ... وفي 2017 صرح رئيس الكيان الصهيوني المحتل "بنيامين نتنياهو" في مقابلة على قناة CBS الأمريكية وتحديدا في برنامج "60 Minutes" عندما قال : أعدائنا العرب لم يعودوا يروننا أعداء بل حلفاء ولا حاجه لإنشاء تحالف مع السعودية لأنه بالأساس موجود بالفعل "انتهى الإقتباس" ... والسعودية على موعد قريب جدا مع افتتاح أول كنيسة في جدة وأخرى في الرياض وإقامة رحلات سياحية دينية لليهود في موعد يتراوح ما بين السنة القادمة 2020 و 2021 كأبعد تقدير في المدينة المنورة تحديدا ... ولو أخذنا كل ما سبق وأسقطناه على شكل وتوقع وتحليل الحرب القادمة سنكتشف أن السعودية في خطر بنسبة 100% فهي قد بلعت الطعم تلو الأخر وأصبحت تمضي من حفرة إلى أعمق من قبلها ... فسمعه دولية تأثرت وتضررت بشكل كبير جدا وقوة عسكرية أثبت فشلها وهزيمتها في اليمن بل وكشفت حتى عقليتها العسكرية في إدارة الحرب بالرغم أن غزو اليمن لا ترقى إلى كلمة "حرب" لأن القوة العسكرية ليست متكافئة بين طرفي الصراع ... وسلمت قطر إلى "تركيا وإيران" على طبق من فضة فباتت إيران أقرب مما تتصوره المملكة منها وبسبب سياسة السعودية الخاطئة تجاه قطر فكانت النتيجة قاعدتين عسكريتين تركيتين في قطر "الريان وخالد ابن الوليد" والتي حتى منتصف 2020 سيصل عدد العاملين في القاعدتين التركيتين أكثر من 20 ألف جندي تركي بكامل أسلحتهم القتالية ... بمعنى أدق أن سياسة المملكة الخاطئة وضعت أقدام الأتراك في الخليج بشكل رسمي وعلني وبقوة وبسبب الأزمة الخليجية وحصار قطر ردت قطر على حصارها باتفاقيات أمنية وعسكرية مع إيران تمنها خلال ساعات من التواجد العسكري الفعلي في قلب منطقة الخليج العربي ... ومن جهة أخرى حادثة تفجير حقول النفط في "بقيق وخريص" في شهر 9-2019 كانت فضيحة أمنية وعسكرية واستخباراتية للمملكة لها الكثير من الدلالات أكبر بكثير من الحدث نفسه وأبرزها أن المملكة لا تستطيع الدفاع عن أمنها الداخلي وتفتقر للأمن المخابراتي وأن اختراقها أمنيا لا شك فيه على الإطلاق ... وصولا إلى الطائرات المسيرة الحوثية وصواريخهم التي من أكدت ضعف الدفاعات الجوية السعودية وهشاشة معلوماتها الإستخباراتية ومدى اختراقها ... نتج عن كل ما سبق من توترات سياسية واسعة وهزائم عسكرية متلاحقة استنتاجا أن السعودية لا يمكنها أن تصمد على الإطلاق في الحرب القادمة لأن الأمريكان الذين يوفرون الحماية لأنفسهم هم أصلا سيبحثون عن من يحميهم إن اندلعت تلك الحرب الملعونة ... وبالتالي نحن سنكون على موعد مع صدمات في السعودية والقواعد العسكرية الأمريكية ودولا أخرى في المنطقة ولا توجد أي نسبة تعبر عن أي أمل من أن تشكل السعودية أي عامل ردع أو قوة في ميزان الحرب القادمة ... وبكل أسف أقولها أن الغرور قد أعمى بصيرة الكثيرين في السعودية وما نراه من حفلات ومهرجانات والكثير لا أراها سوى حبوب مهدئة ومخدرة لكن سيستفيق الشعب السعودي على زلزال لم يحسب له حساب وصدمات لم يكن أحد ليتخيلها حتى ليصدقها ... والأهم من كل ذلك لا تعرف كيف تفهم السعوديين بأن الحجاز ساقط منهم وسيتم فصله منهم وهذا مخطط حلفائهم "إسرائيل وأمريكا" دولتين لا ينظرون للمملكة إلا أنها خزينة أموال يجب نهبها ولا يعترفون بها كدولة ... والسعودية لا يزال أمامها القليل جدا جدا جدا من الوقت فإن لم تنتبه وتقلب الطاولة على حلفائها "إسرائيل وأمريكا" فإن السعودية ستخسر أكثر من 40% من مساحتها وستفقد أهميتها التي تعود مرجعيتها بأنها تحتضن الحرمين الشريفين ... وكل ما أتمناه وأرجوه أن تنتبه المملكة وسريعا بسرعة البرق لما يحاك ضدها وما يخطط ويدبر عليها فإنها في أخر الساعات فلا يزال هناك متسع من الوقت لكنه وقت ضئيل جدا لا يحتاج إلى تأخير ولا إلى نوم ولا إلى حتى وقت للدراسة قبل أن تحل الكارثة والمصيبة وقتها لن ينفع الندم شيئا ... فما رأيته ورصدته أن الجبهة الداخلية هشة وممزقة تماما وأستغرب كيف يحدث ذلك وهي أهم جبهة التي تضمن صمود أي دولة أمام أي التهديدات الخارجية ومع ذلك أنصح المعنيين بالأمر بأن "حزامكم شعبكم" لا الإماراتي ولا الصهيوني ولا الأمريكي ولا المصري سينفعونكم فوقت الجد الكل سيغلق الهاتف في وجوهكم ولن يبقى لكم إلا الله سبحانه ثم السعودي والسعودية فقط ... أكرر وأعيد لا يزال هناك القليل من الوقت فاستغلوه بأقصى درجة ممكنة وانظروا بحقيقة ما يحدث حولكم وما يخطط لكم فأنتم أمام أخطر مخطط أعد لكم في كل تاريخكم ... ولو سألتني : هل نحن على خطأ ؟ سأجيبك بكل صدق : أنت لست على خطأ بل أنت في ضياع كلي ومغيب تماما لقد أعماكم نفاق المنافقين وثقتكم في غير مكانها الصحيح على الإطلاق ومن لم يقرأ تاريخ بني أمية والعباسيين والعثمانيين فصلي عليه صلاة الميت وهو حي ... ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟


يتبع الجزء الخامس




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم