2019-07-27

حياتنا بين الثبات والتغيير ؟


إن حياة الإنسان هي عبارة عن مراحل متعددة ثم تمضي ثم يتوفاه الله ويحسب الإنسان أن بضع سنين من حياته هي مدة كبيرة جدا ... بينما الحقيقة مختلفة كليا بحسب ما روي عن الكثيرين قبل موتهم بأنهم اختصروا حياتهم وكأنهم دخلوا من باب وخرجوا من باب أخر ... أي حياة الإنسان وطاقته وذكرياته خلقت وصممت حتى تكون بحجمه وعلى قدره لا أحدا من البشر يملك أي قدرات خارقة للعادة ... بل وحتى أصحاب القدرات الخارقة الذين نشاهدهم من ذوي القوة الجسدية ومن يمشون على الجمر وغيرها من الخوارق الغير عادية هي بالأساس قدرات بشرية سبقهم بها الأولون ... وحياة الإنسان في الطفولة تختلف عن المراهقة تختلف عن مرحلة النضوج تختلف عن مرحلة التعقل والحكمة ... فمن عمر 25 إلى 40 هي فترة القوة وقمة النشاط { حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة } الأحقاف ...  من سن 40 إلى الـ 50 هي فترة التعقل والكهولة { تكلم الناس في المهد وكهلا } المائدة ... ومن 50 إلى 60 هي بداية مرحلة الشيخوخة { ثم لتكونوا شيوخا } غافر ... ومن 70 وما فوق هي مرحلة أرذل العمر أي أخر العمر وأضعفه { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير } النحل ... وشخصية الإنسان تموج في بحار التغيير فلكل مرحلة ناسها وذكرياتها فمرحلة الدراسة المدرسية تختلف عن الجامعية تختلف عن حياة الوظيفة تؤثر وتتأثر بحياة الزوجية ومسؤلية الأبناء ... وتهتز حياتنا خلال جميع المراحل العمرية إلى ما قبل الشيخوخة بأحدث عاصفة قد نتماسك فيها وقد ننهار ونتعثر وربما نتبعثر وصولا حتى إلى درجة الإنهيار والسقوط ... كمن حياته تدمرت بسبب إمرأة أو إمرأة نسفت حياتها بسبب رجل أو بسبب فقدان ووفاة شخص عزيز للغاية ومقرب جدا بسبب حادث أو حالة مرضية أو موت الفجأة أو بسبب السقوط في ظلمة المخدرات أو السجن لأي سبب ... كلها حالات حدثت بالفعل أدت إلى تدمير كبير في الشخصية وصولا إلى السقوط والإنهيار ومن يخرج من تلك الحالات متماسكا عائدا إلى رشده وصوابه لاشك أنه إنسان قوي شديد البأس يستحق كل إشادة ؟

ما بين عواصف حياتنا يتعرض الإنسان إلى متغيرات تطرأ على شخصية وتؤثر فيها تأثيرا بالغا فمن كان فاسدا يمكن أن يكون صالحا ولا أكثر مثالا واقعيا مثل الفاروق عمر ابن الخطاب ... فقد كان فاسدا مقارعا للخمر لكنه بعد أن أسلم كان رجل عدل وسيفا من سيوف الحق وهذا تغيير جذري وكلي في شخصية وطباع الإنسان ... وسيف الله المسلول خالد ابن الوليد من كافر قاتل الإسلام والمسلمين في جاهليته إلى سيفا من سيوف الله التي نصر بها الإسلام والمسلمين ... إذن من الأدلة والثبوت أن تغير وتحول الإنسان ممكنا بل وممكنا جدا فكم من رجل دين غير في شخصية الكثيرين وكم من سياسي أثّـر وغير في عقليات الملايين وكم من رجل اقتصادي فتح أفاق الكثيرين ... وهذه هي اصل الطبيعية البشرية هي التغيير فأين نحن وأين الإنسان الأول في العصر الحجري فهل نحن ننتمي إليه فكرا وعلما وثقافة وتكنولوجيا ؟ ... بالتأكيد كلا لكنه من نفس جنسنا البشري ولو أنه ظهر في زماننا لقاتلنا شر قتال لأن تكوينه العقلي لن يستوعب كل هذه المتغيرات التي سوف تكون أكبر من طاقته العقلية التي ستستنزف الكثير من طاقته ... إلا لو أنك حبسته في لوح زجاجي لمدة 6 أشهر وجلست تغذيه بالمعلومات بشكل يومي ومكثف وقتها سيستوعب الأمر شيئا فشيئا ... لكن النقيض والكارثة في ايامنا هذه وفي زماننا هذا أن الكثيرين منكم لا يريد أن يعي ويستوعب ويرفض فكرة تغيير الأخر ... بمعنى فلان كان فاسدا واليوم أصبح صالحا هذه الفكرة غير مقبولة وكأن الشخص من يرفض فكرة تغيير الطرف الأخر هو نفسه ملاكا منزلا من السماء !!! ... وهذه السقطات المؤسفة تتجلى في كل وأي خلاف سياسي أو اجتماعي أو شخصي يقع بين طرفين يأتي الطرف بماضي الطرف الأخر ... وهذه من جهالة وسوء خلق الشخص أن يأتي بماضي خصمه ويعابره أو يريد فضحه ظنا ووهما منه بأن بذلك يقضي على خصمه ... ولذلك لا عجب أن نعيش في زمن الفجور بل والطغيان في الخصومات بل ربما من تم جلب ماضيه هو خيرا من الرجل الذي أراد فضحه ناهيكم عن ميزان الأجر والثواب والإثم والذنب بين هذا أو ذاك ؟

الجهل يا سادة أن تظنوا بأن الإنسان لا يتغير لكنه بالفعل يتغير ومن لا يتغير هو الإستثناء في معادلة الحياة ... أي كل الناس متغيرون ومن لا يتغير منهم فهو من يعاني من أمراض في شخصيته وفي عقله وفهمه وإدراكه ... لأنه مستحيل أن كل العواصف التي مر بها الإنسان طيلة حياته ولا يتعلم ولا يتأثر ولا يتغير للأفضل والأحسن إلا أن يكون معقدا مريضا أو ربما ربكم لا يريده ولا يريد إصلاحه ونعوذ بالله أن نكون ممن طردهم رب العالمين من رعايته ورحمته ... لأن هناك نوعية من البشر يحملون قلوبا نجسة وعقول الشياطين ونفوس الشر والحقد والخبائث وهؤلاء ما كان لهم طريقا لرحمة رب العالمين ولا أن يهديهم لأنهم هم وبإرادتهم من اختاروا طريق الشر وجلب المصائب على أنفسهم وعلى الناس وعلى كل من يقف في طريقهم ... وإني قد عرفت بعضا من هؤلاء ما وطأ أحد طريقهم إلا وناله الأذى منهم ولا عاشروا إلا وقد خانوا ولا عاهدوا إلا وقد نكثوا بعهودهم ... ولذلك من جهالة المرء في أيامنا هذه أن يسمع ويصدق وينقل إليه حديثا فيقتنع فلا هو قد شاهد بأم عينيه ولا هو عرف وسمع من الطرف الأخر ... فلا نستغرب أن سيرة الناس تتناثر هنا وهناك دون بينة ودون دليل فقط قد قيل وقد نما إلى علمنا دون دليل أو يقين فما هي إلا هاوية الجهالة والحماقة التي أوقعوكم فيها ... فهل تبينتم قبل أن تصدقوا وهل استقصيتم قبل أن ينالكم الإثم أم أنكم ملائكة الله على الأرض ومن خالفكم أو ناقضكم هم أبالسة الدنيا ؟

المفلس هو من ذهب إلى ربه مفلسا





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم



2019-07-25

التصور الأقرب إلى الحقيقية لقوم يأجوج ومأجوج ؟


أشبعت كتب المسلمين والمفكرين بقضية يأجوج ومأجوج أو بالعبرية "كوك وماكوك" ملايين الصفحات وآلاف الكتبة والمحللين وقد اطلعت على الكثير مما كتب عن قوم "يأجوج ومأجوج" ... إلا أني وجدت جميع من كتبوا عنهم أغفلوا أهم نقطة في الأمر وهي : لماذا ستعجز البشرية عن مواجهتهم بالرغم من أنهم من الجنس البشري ؟ ... هي النقطة المحورية في موضوعي هذا والذي يجب أن نفهم ونحلل من هم قوم يأجوج ومأجوج ؟ وأين كانوا ؟ وكيف توالدوا ؟ وكم أعدادهم ؟ ولماذا تعجز البشرية عن مواجهتهم ؟ ... ولأن ربنا سبحانه وتعالى لا يعرف الصدفة والإنسان يعرفها لكن العباد المتبصرين الذين دائما يبحثون ويحللون ويتفكرون هم ممن دائما ربنا يكون معهم ... ولذلك في هذا الموضوع حقيقة قطعية الثبوت من أن قوم "يأجوج ومأجوج" هم حقيقة مؤكدة ثابتة في القرآن الكريم وموعد خروجهم لا أحد على الإطلاق يعرف متى ؟
{ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } الأنبياء ... يأجوج ومأجوج هما إسمان يشتقان من عدة أقوال فالقول الأول : أنهما من أجيج النار والقول الثاني : من الأُجاج وهو الماء شديد الملوحة والقول الثالث : بأن الإسمين مشتقان من الأُج ومعناه سرعة العدو أو من ماج بمعنى اضطرب وهما من البشر من ذرية يافث الأخ لسام وحام ابناء النبي نوح عليه السلام ... ويأجوج ومأجوج مرتبطين بـ 3 أمم تسمى كما أخبرنا النبي عليه صلوات ربي "تاول وتاريس ومسك" ملامح وجوههم تحمل ملامح وجوه المغول ... يموت الرجل منهم فيخلف من ورائه ألفا من ذريته وهذا الرقم أي الف من ذريته متطابق مع قدرة الرجل الجنسية بمعنى رجال اليوم إن كان عددهم أكثر من 3 مليار فبالإمكان بعد 9 أشهر فقط أن يتضاعف العدد إلى أكثر من 6 مليار نسمة ... لكن ضوابط الدين والحالة المعيشية والقوانين الوضعية تمنع ذلك وبالتالي كل واحد من يأجوج ومأجوج يخلف من ورائه الف هو رقم منطقي وليس مبالغا فيه ... لكن كيف يخلف الرجل الفا من ذريته إلا أن الأمر علميا ومنطقيا يرمينا إلى أن عمر البشرية القديم والذي كان يمتد إلى 700 و 800 و 900 سنة لا يزال ساريا فعليا في قوم يأجوج ومأجوج وليس كأعمارنا في زماننا هذا ... وفي أرقام الحساب إن كان الرجل في يأجوج ومأجوج = 1.000 رجل منا من أمتنا فيعني على سبيل المثال أن تضرب تعداد العرب في منطقتنا العربية أكثر من 450 مليون نسمة ... فتكون الحسبة هي 450 مليون نسمة × 1.000 يأجوج ومأجوج = 450 مليار نسمة ... والرقم تلقائيا مبالغ فيه بل من سابع المستحيلات أن يكون لأن يابسة كوكب الأرض لا تتسع على الإطلاق لمثل هذا العدد فنخفض من العملية الحسابية ونقول 10 من يأجوج ومأجوج × 450 مليون = 4.5 مليار كائن بشري من يأجوج ومأجوج ... وهذا العدد مقبول ومنطقي ومقارب للروايات والأحاديث أي أنه ضعف عدد البشرية في منطقتنا العربية بـ 10 أضعاف التعداد البشري ... أما أطوالهم فهناك أقوال بأنهم كطول أبونا آدم ما بين 25 و 26 متر وهناك أقوال بأنهم قوم قصار القامة ويملكون بأسا شديدا وأسباب القوة التي تمكنهم على البشرية وقتها ... وأما لغتهم فلا أحد يعرف بأي لغة يتخاطبون وكل ما ذكر عن لغتهم هي مجرد اجتهادات لا شيء ثابت وقاطع الدليل والدليل قوله سبحانه { حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا } الكهف ... أي أنهم لا يفهون لغتنا ولا منطقنا ولا أي لغة على وجه الأرض حاليا ومستقبلا بالإضافة إلى أنهم لا يعرف أي دين ولا أي شريعة ولا أي قيم ولا مبادئ ؟ 
 

أين كانوا وكيف عاشوا وتوالدوا وتكاثروا ؟
يجب أن يفهم الجميع وعرف ويصدق أن كل علوم الإنسان في كل التاريخ البشري وكل التكنولوجيا التي وصل إليها العالم لم يستطع الإنسان حتى يومنا هذا أن يستكشف كوكب الأرض ... بمعنى نعم كلنا نعلم شكل الكرة الأرضية ومخطط الدول والمحيطات ونعلم كل أرض تابعة لأي دولة لكن لا أحد استطاع أن يستكف كامل اليابسة على وجه الأرض بدقة ولا أحد يعلم ماذا يحدث ... بمعنى أوسع وأدق أن كل حدث يحدث لا أحد يعلم عنه شيئا إلا أن يكون علنيا ظاهريا أو يتم الإبلاغ عنه أو استكشفاه بقصد أو بالصدفة وهذه هي المنطقية ... التي يجب ربطها بأحداث السفن الفضائية التي تدخل المجال الجوي لكوكبنا وتتجول في بعض عواصم العالم والتي تم رصدها من قبل هواة التصوير أو بإثبات الشهود ... نفس الأمر ينطبق على البحار والمحيطات التي أثبت العلماء وأقر بحقيقة أن الإنسان منذ القدم وحتى يومنا هذا لم يستطع معرفة كم عمق المحيطات بدقة حسابية وأن الإنسان لم يعرف حتى يومنا هذا من أسرار ما تحت البحار إلا ما نسبته لا تتعدى 15% فقط ... وابحثوا واقرؤا عن البشر أصحاب البشرة الخضراء الذين ظهروا في سنة 1887م في أسبانيا وأصحاب البشرة الزرقاء في سنة 1910 في النفق القديم بـ "ركنسان" الذي يقع في ولاية أركنسو الأمريكية وأصحاب البشرة الرمادية في أنفاق "دولسي" السرية العملاقة التي توجد في المنطقة 51 "AREA 51" بصحراء ولاية نيفادا الأمريكية ... وبالتالي مكان سد يأجوج ومأجوج وإن كانت الروايات والإجتهادات تتحدث وتحدد مكانه في جورجيا في جبال القوقاز قرب أذربيجان وأرمينية وتحديدا بين بحر قزوين والبحر الأسود ... إلا أن الأهم هو كيف مكثوا منذ آلاف الأعوام تحت الأرض ؟ وكم عمقها عاموديا ومساحتها أفقيا ؟ وكيف كانوا يتوالدون ؟ ومما كانوا يأكلون ؟ وماذا يفعلون بموتاهم ؟ وهل وقعت بينهم حروب طلية آلاف السنين أم لم تقع ؟ وأين ساحات حروبهم وهم تحت الأرض ؟ ... لا أحد يعلم ولن يعلم على الإطلاق فهذه من الأسرار ومخفيات رب العالمين سبحانه وتعالى والمنطق العقلي في وقتنا الحاضر يتطابق مع العلم النظري باستحالة وجود 4.5 مليار نسمة تحت الأرض لنقص الأوكسجين وموارد الحياة المختلفة من ماء وطعام وبيئة صحية خالية من الأمراض ... ولن نعرف ذلك لجهلنا بحقيقة الأمر ولغرابة الأمر برمته ولولا أن ذكر قوم يأجوج ومأجوج في كل الكتب السماوية "التوراة والإنجيل والقرآن" لكذبنا تلك الرواية وهذه القصة كونها ضربا من الخيال جملة وتفصيلا لكن حيث أن القائل ربنا سبحانه وتعالى فالتصديق واجب والأمر حقيقة لكن الأسباب مجهولة بنسبة 100% وموعد خروجهم تحديدا مجهول بنسبة 100% ؟
ولماذا ستعجز البشرية عن مواجهتهم ؟
هذه نقطة موضوعنا ومحورها لماذا البشرية بالرغم من جنون الأسلحة البشرية من سفن حربية وطائرات قتالية وأسلحة مختلفة ومتنوعة التقليدية وصولا إلى الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية ؟ ... فعدد 4.5 مليار نسمة في منطقة واحدة محددة يوفر أريحية باستهدافهم بأسلحة نووية بعدد لا يقل عن 100 صاروخ أو حتى 300 صاروخ كافي أن يبيد هذه المنطقة لمدة 100 سنة قادمة ... إبادة لا تبقى ولا تذر لا إنسان ولا حيوان ولا زرع ولا نبات يسلم منها فما السر وراء عجز البشرية وقت خروج يأجوج ومأجوج ؟ ... التحليل المنطقي والعقلي يخبرنا أن الحرب العالمية الثالثة هي التي ستكون سبب ذلك بسبب عظمة ما سيجري فيها وحجم الدمار الذي سيلحق بالبشرية من دمار وانهيار إقتصادي كامل بنسبة 100% ... سينسحب على ذلك أن الكثير من الأسلحة ستكون متوفرة لكنها دون ذخيرة والسلاح دون ذخيرة لا قيمة له على الإطلاق ... ناهيكم أن في أخر الزمان ثلث البشرية ستفنى وتقتل بسبب الفتن والجرائم والحروب وستعود البشرية إلى سالف ذكرها وعهدها إلى استخدام الخيل والإبل والسهام والقوس والسيف ... وهذه الأسلحة البدائية يستحيل أن تواجه فيها قوم يأجوج ومأجوج المفسدون في الأرض ولذلك نستخلص من موضوعنا هذا أن هناك أسباب ستكون بفعل الإنسان هي من ستؤدي إلى زوال بعضهم وإضعاف العموم ... ولا سبيل لكائن من يكون أن يواجه يأجوج ومأجوج لكثرة أعدادهم قوة بأسهم ولا مفر إلا بالمكوث في منازلنا التي يجب أن تكون أكثر تحصينا وعدم الخروج مطلقا ... وموتهم عبر دودة "النّغَفَ" هو مرض يصيب الحيوان أو الإنسان وتسببه يرقات بعض ثنائيات الأجنحة الطفيلية التي تتغذى على الأنسجة أو الأعضاء الحية للجسم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم



2019-07-23

البخيل .. عاش مذموما ويموت ملعونا ؟


البخل صفة مذمومة مكروهة تعيب صاحبها حتى بعد مماته تنفر الناس من أصحابها ويكره الناس مجالسهم ومخالطتهم ... الدينار عند البخيل هو ربه والدينار دنياه والناس مسرفون والعالم لا يعي أهمية المال وتصنيفات يطلقها البخلاء ملعونين الدنيا ومكروهين الناس ... وفي هذه المسألة ربنا سبحانه وتعالي أطلق آيات بجواب ظهور نعمته على عبده وفي مواضع أخرى حث ربنا عباده على الإقتصاد أو بالأحرى التعقل ... ففي آية وجوب ظهور النعمة { وأما بنعمة ربك فحدث } الضحى ... أي أظهر نعمة من رزقك عليك وفي آية التعقل قوله سبحانه في سورة الإسراء { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا } وهذه آية فيها من حكمة وفن إدارة المال أي اصرف وتمتع لكن وفر ولا تسرف ... والحسم في المسألة بقوله سبحانه في سورة الإسراء { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا } وإفساد المال وصرفه في غير محله ولا موضعه من أدلة تملك الشيطان على الإنسان ... إذن المسألة فيها من الصرف والإمساك والتعقل والحكمة وليس فيها من البخل وليس فيها من المنع لكن لا تمسك ولا تفرط أي الميزان في الأمر هو المقصود ... لكن البخل فهذا المكروه والمذموم أي الذي لا ينفق على نفسه ولا على أهله ولا الفقراء والمحتاجين ولا يتبرع ولا يتصدق ... وفي الغالب أن البخيل بالإضافة إلى طبعه الخسيس تلتصق فيه أيضا صفة النفاق التزلف للتقرب من أصحاب المال حتى يناله أي شيء ولو الفتات وأيضا في الغالب البخلاء في غالبيتهم هم شرذمة لا كرامة لديهم ... وهم الفئة الأسهل أن تشتري ذممهم بالمال وسهل إقناعهم بالمال وتصل الأمور في سوادهم الأعظم أن يزوجك ابنته حتى لو كنت غير ذي حسب ونسب ولا أصل ولا فصل فقط فالمال وحده كافيا ... أي أنهم البخلاء رجالا ونساء لا كرامة لهم ولا مبادئ لديهم ولا قيم يتمسكون بها وكما أسلفت ربهم ودينهم دينارهم والبخيل عدو الله ؟

القصص في كتب التاريخ ومن واقع حياتنا تحدثنا أن البخيل عدو نفسه والله سبحانه سلط نفس البخيل عليه وأشغله في حياته وجعل كل حياته تمضي دون أي فائدة تذكر ... ويظن البخيل أنه الداهية وأن لا أحد يستطيع أن يجاريه بفطنته في كسب المال فالبخيل له حساباته الخاصة التي تختلف كليا عن حسابات الإنسان السوي الطبيعي ... فهو يحسب أي مال سينفقه في مدى جدواه ثم مدى العائد في الكسب فإن لم يجد المسألة مربحة فإنه يصرف النظر عنها ... ومن هؤلاء الكثير جدا وليس الكل الكثير من المشاهير في عالمنا من الممثلين والمطربين والملحنين وكتاب الشعر الغنائي والموسيقيين والرسامين والمستثقفين ممن يقتاتون على فضلة موائد علية وبسطاء القوم ... نعم وحقيقة فما تشاهدونه غير الحقيقة تماما وعكس الوقع كليا فهم وإن ملكوا الموهبة فإنهم هم من حولوا الموهبة إلى تجارة خسيسة ولذلك تجدهم دائما في خلافات وفي صراعات على عدة جبهات ... وأعرف الكثيرين الذين مهما بلغوا من العمر ومهما ملكوا من عظمة الموهبة لكن أخلاقهم الوضيعة تمنعك من حتى أن تفكر بالإتصال بهم أو التقرب منهم لأنهم قوم يعرفون كيف يأخذون ولا يعرفون كيف يعطون ... متسلقين محتالين يستخدمون مواهبهم وإمكانياتهم حتى يحصلوا على أي شيء منك بل لا تستغربوا ولا تتعجبوا أنهم حتى ينتظرون سفرة عشائك حتى لا يرجع أحدهم إلى داره دون فائدة منك ... أعرف أن ما أتحدث عنه هو ألا معقول لكنه ليس الحقيقة بل أقل من الحقيقة وسبحان الله جميعهم وقت مواجهتهم يتحدثون عن كرم سلالتهم وأصل معدنهم وأنهم بألف خير وأنهم مفرطين النعم لكنهم كاذبين والكذب بطبعهم حتى تلتحفهم قبورهم ؟

المال مهم كثيرا في حياتنا لكنه ليس كل حياتنا والمال مهم لتحقيق أهدافنا لكنه ليس لدرجة أن تكون عبدا خسيسا له ... واسألوا الأثرياء عن حياتهم فسوادهم الأعظم ليس سعيدا مثلكم أو على الأقل قانعا بحياته مثلكم ومثل ذلك الحكام فهم يملكون حق التصرف بخزائن دولهم وأموال شعوبهم لكن لا أحد منهم يستطيع أن يخرج منفردا مع زوجته أو صديقه لشرب فنجان قهوة في كافيه ولا يستطيع أن يخل السينما لمشاهدة فيلم ما ولا يستطيع أن يتجول مثلنا ... والبخيل والبخيلة كذلك هم في صراع دائم كيف ينفقون أموالهم وفيما ينفقونه وتقوم القيامة لديهم لو الحكومة رفعت سعر لتر الوقود "5 فلوس" فقط لأنه يحسب الـ 5 فلس × 50 لتر فيحصل على ناتج زيادة على ما كان يدفع ... ولذلك لا غرابة أبدا أن تجدوا البخيل والبخيلة حياتهم مرتبطة كثيرا بآلة الحاسبة التي كانت في جيوبهم قديما حتى جاءت الهواتف الذكية وحلت محلها حديثا أو تجدهم أذكياء في الحساب ... فمن بخل في دنياه بخل الله عليه في أخرته وليقنع نفسه البخيل والبخيلة بأنهم على طريق الحق فما حياتهم إلا بضعة سنين وما أخذ بخيل واحد ماله إلى قبره ... فما جمعه طيلة حياته تركه ورائه لغيره جاء مفلسا وذهب مفلسا وإثم ما كسب من مال الحرام سيحاسب عليه وإن كان مالا حلالا فإنه أيضا سيحاسب على بخله أي في الحالتين حساب البخيل ليس هينا فقد عاش مذموما ويموت ملعونا ... وما أجود أهل الكرم والنفوس الغنية فهم كان معهم مالا أو لم يكن كانوا من أجود الناس في الكرم وتجارتهم مع ربهم لا تبور { ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير } البقرة .



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-07-21

هل فكرنا فيما بعد نهاية أمريكا أو العالم ؟


من سنة الله في الأرض والخلق وفي لعبة البلاد والعباد وفي تصاريف الزمان والأيام نحن أمم الأرض المنتشرة في أصقاع الأرض وفي عامنا الحالي 2019 ... لدينا بل وتحت أيدينا أدلة وبراهين لا تقبل الشك على الإطلاق أن هناك أمما من جنسنا البشري قد سبقتنا وكل من يموت ويدفن ينظم إلى تلك الأمم ... أمما لا أحد يعرف عددها بالتحديد ولم يتوصل كل علماء الأرض إلى يقين أعداد الأمم التي ولدت ووجدت منذ خلق أبونا آدم وحتى سنة 1950 ... وكل الأعداد التي نشرت ما هي سوى توقعات وظنون لكن كعدد مؤكد لا يوجد ولن يوجد بل لا يوجد أحد على وجه الأرض يعرف قبور الأمم التي سبقتنا وكل الأثار التي أكتشفت تعتبر أقل من 1% من العدد الحقيقي ... دولا وإمبراطوريات وكيانات وملوكا وسلاطين وحكاما وشعوبا وحيوانات اختفت من الوجود ونباتات فنيت وظهرت حيوانات ونباتات أخرى وحلت محلها ... تغير في الطبيعة وحتى يابسة الأرض تغير شكلها عبر آلاف السنين ... إذن هناك إقرار أن دوام الحال من المحال أي التغيير هي سنة الله في أرضه وخلقه بخيرهم وشرهم بإيمانهم وعصيانهم لا حاكما يدوم ولا أسرة حكم خالدة ولا شعب يستقر على حال ولا بشرا كتب له الخلود ... الكل مات وسيموت { إنك ميت وإنهم ميتون } الزمر ؟
 
من الفطنة ومن الذكاء بل ومن الدهاء أن تنظر أبعد مما ينظر قومك ولا عيب ولا عار أن تنظر أبعد مما تنظر حكومتك ولا هي الكارثة أن تنظر أبعد مما ينظر العلماء ... نظرة بعيدة وثاقبة وصناعة تصور بخيالك ورؤيتك للمستقبل لكن المستقبل القريب والبعيد والبعيد جدا ... ولو قسمت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أي الوطن العربي بأكمله خيرهم من كانت له نظرة عبر 10 سنوات أو 20 سنة والمؤكد أنها نظرة اقتصادية صرفة لا أكثر ... لكن هذا الوطن العربي هو عبارة عن عدة دول تابعة لا حول لها ولا قوة مكسورة مجبورة وإن صور إعلامهم عكس ذلك دول تتبع إما بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا أو روسيا ... لكن ماذا لو انهارت هذه الدول التي يعتمد عليها عالمنا الإسلامي عسكريا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا ؟ ... وسوف أخص الكويت مبتعدا عن الدول العربية ... هل فكرت الكويت فيما بعد سقوط أو انهيار الولايات المتحدة الأمريكية ؟ هل أعدت خطة تحاكي الواقع الإفتراضي "اقتصادية سياسية عسكرية" لذلك ؟ ما هي خطط العملة الكويتية محليا وخارجيا وما هي بدائلها ؟ ما هي البدائل للطاقة أو لم تجد محطات الكهرباء والماء الوقود لتشغيلها ؟ ما هي الحلول والبدائل لو وقعت حرب نووية ؟ ما هي إجراءات الأمن في حال الإنهيار الكبير للعالم ؟ ما هي البدائل لو استنفذت كل ذخيرتك بمعنى لديك أسلحة جيدة ومتطورة لكن ما فائدتها بدون ذخيرة ؟ الماء والكهرباء والأدوية والعلاجات المختلفة والغذاء والأمن هي أسس الحياة وضمان عدم الفوضى ... بل من هو الصف الثاني والثالث للجيش والشرطة هل الشعب ؟ ومن هم المعنيين والمحددين في هذا الأمر وما هي الشروط ؟ ... أسئلة كثيرة جدا انا على يقين أن حكومتنا وخبرائنا لم يفكروا بما بعد انهيار أمريكا وسقوط العالم ولم يفكروا لأن العقليات غير مهتمة بالإنهيار المؤكد من باب عدم الإدراك ... وكأن كارثة وجنون وعيب أن تفكر وتضح الخطط والتصورات لخطط بعد 50 و 100 عام يتم تحديثها كل 5 أو 10 سنوات ... بل علم السياسة يفرض عليك أن تخطط لموقع دولتك وشكل سياستك وتضع أهدافك لمدد مختلفة "10 - 20 - 30 - 40 - 50 سنة" فكيف بكيان ومستقبل دولة وكيان وشعب لم تفكر بالإنهيار العالمي اقتصاديا كان أو سياسيا أو عسكريا ... العلماء كم نوع وشكل كارثة وضعوا تصوره ؟ وضعوا تصور الحرب النووية وضرب نيزك الأرض وفايروس قاتل يحصد مئات الملايين والحرب العالمية الثالثة والرابعة ... وما مقولة العالم اليهودي الأمريكي "أنيشتاين" القائل : لا أعلم بأي سلاح سيحاربون في الحرب العالمية الثالثة لكن سلاح الرابعة سيكون العصي والحجارة ؟
 
الدول العظمى لديها خططا أمنية لحماية رؤسائها وحكوماتها في أصعب الأزمات والكوارث والحروب بكافة أنواعها وأشكالها وهي خططا سرية للغاية ... فلم نحن لا توجد لدينا مثل هذه الخطط والبدائل بل نطورها لحماية مواطنينا وشعبنا وصناعة أقل حد ممكن من الخسائر ... وأتذكر قبل مدة عندما ارتفع مؤشر بدء الحرب بين أمريكا وإيران خرج عدة مسؤلين من عدة جهات مختصة بالدولة يتحدثون عن ارقام احتياطيات الماء والكهرباء والغذاء ... اطمئن الناس وقتها لكني كنت أقول في نفسي "الله يستر" لأنها كانت أرقام فاشلة كمن يقول لك أن الغذاء يكفي لمدة 6 أشهر والماء يكفي لمدة 30 يوم والوقود يكفي لمدة 40 يوم والدواء شهرين !!! ... هنا أدركت أن لا أحد وصل إليه حقيقة التصور لمعنى وحجم الحرب القادمة والأمم السابقة والدول ما انهارت ولا سقطت بالتهلكة إلا باستخفافها أو بغبائها أو بجهلها أو ببخلها بالعمل بالأسباب ... ونحن في الكويت بكل القدرات الحكومية لم يعمل أحدا بالأسباب ولو عملتم بالأسباب لأصبح الغذاء يكفي لمدة سنتين والوقود لمدة 3 سنوات والماء لمدة سنتين والكهرباء لها 4 بدائل بـ 4 خطط مستقلة والدواء لمدة لا تقل عن سنتين ... أما 30 يوم و 6 أشهر فهذا يعني أننا دولة تعيش كل يوم بيومه وأن الشعب تم تظليله وأن الأمة خدعت وأن المسؤلين فاشلين والأهم أن لا أحد على قدر من المسؤلية ... فإن كان هذا الوضع في الحرب العادية التقليدية شديدة الدمار فكيف ستفكرون لو انهارت وسقطت أمريكا أو وقعت الحرب النووية أو انهار الإقتصاد العالمي كليا ... فلو انهار الإقتصاد العالمي وانهارت العملات الورقية سينهار معها ما لا يقل عن 5 مليار نسمة والأوراق النقدية سوف تكون لا قيمة لها ... والبديل تلقائيا ستعود البشرية إلى عملية المقايضة أو التعامل بالذهب والقضة فهل قيمة وكمية الذهب لدينا تستطيع أن تحفظ دولتنا وتمنعها من السقوط ؟ الإجابة "كلا - لا" ... لأن التفكير الحكومي السطحي معتمد كليا على النفط والإستثمارات والسندات المالية ومن الخطر أنك تعلم يقينا أن لو انهار الإقتصاد العالمي أو انهار الدولار الأمريكي كليا أو سقطت أمريكا فإن كل مليار دولار من استثماراتك الخارجية ستساوي ما بين 100 إلى 200 مليون هذا لو كنت محظوظا ووجدت مجنونا سيشتريها منك ... وهذا مثال بسيط جدا على تصور يوم عظيم قادم على البشرية لا أحد يعلم متى إلا رب العالمين سبحانه لكن هذا لا يعني أن لا تكون مستعدا ومهيأ ولديك الخطط والبدائل ذات المستوى العالمي من الثقة ... ومثل هذه الخطط الخاصة بالأمن القومي للدولة لا ترتبط بحاكم للدولة ولا بمسؤلين ولا بقيادات بل ترتبط بالحدث نفسه بمعنى مات الحاكم مات المسؤل فالخطط قائمة وتلزم من يأتي من بعدهم ... بل وتتم مراجعة هذه الخطط باستمرار ويتم تطويرها باستمرار ولا يطلع عليها كائن من يكون إلا عدة أفراد ذوي ثقة قصوى 
لو كنت مسؤلا لصنعت في كل محافظة 20 ملجأ تحت للأرض بعمق لا يقل عن 50 متر وبمساحة لا تقل عن 20 آلاف متر مربع وكل ملجأ تجهيزاته وتصميماته ومحتوياته كأنها مدينة مصفرة ... يوجد في كل ملجأ مستشفى مصغر وعيادات ومخازن وحمامات ومزودات طاقة وماء ملجأ لا توجد قوة تستطيع أن تصيبه بضرر ولو خرج يأجوج ومأجوج من سدهم لن يستطيعوا كسر أبواب أي ملجأ ولا حتى صاروخ نووي يستطيع استهدافه ... لكن مع الأسف من يتحدث عن مثل هذا المستوى من الأمن والإحتياطات يصبح مجنون وخياله واسع ... لكن اسألوا سويسرا لماذا تجبر شعبها على بناء الملاجئ وحكومتها بني الملاجئ منذ انتهاء الحرب العلمية الثانية وحتى اليوم فرضا وإجبارا وبقوة القانون الملاجئ أمرا واقعيا تحسبا لأي حرب نووية بالمستقبل ... يجب أن تكون لدينا خطط عالية المستوى أكبر وأبعد مما ينظر إليها التافهون وإن كان حديثي هذا ضربا من الخيال والجنون فأنا سعيد بجنوني هذا ... ولو كنت أملك ما يكفي من المال لصنعت ملجأ لي ولأسرتي ولأقربائي وإن ضحك علي الجميع لكن وقت الحاجة سنرى من سيضحك ومن سيبكي من سيصمد ومن سيسقط بلا أي قيمة ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-07-18

لماذا لا تستطيعون هزيمة إيران ؟


في هذا التحليل أستعرض مع حضراتكم أسباب شبه استحالة هزيمة إيران بتصور هو الأقرب إلى الحقيقة بإثبات الأدلة قاطعة الحسم ... ففي تاريخ 9-12-2015 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : إسرائيل تسألكم .. من يجرؤ على الإجابة ؟ وكان الموضوع ماذا لو عرض الكيان الصهيوني على دول الخليج أن يزيل ويطيح بالنظام الإيران بمقابل التطبيع الخليجي الكامل مع إسرائيل ؟ ... وفي تاريخ 13-12-2018 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : أيها الكويتيين أبعدوا أنفسكم عن الحرب ضد إيران ؟ وكان عبارة عن شرح لخطر أي تدخل كويتي في هذه الحرب ... وبكل أسف هناك من بين دول الخليج من لا يزال لا يريد أن يفهم ولا يعي إلى أي تهلكة هو سائر إليها وهناك من يدفع إلى الحرب المجنونة ويظن أنها مجرد ضربة خاطفة أو حرب سريعة !!!

دعكم من الإعلام الكذاب ومحللين النفاق وتسويق البربغندا والقاذورات الإلكترونية التي ملأت مواقع التواصل الإجتماعي فهؤلاء أبواق مأجورة على قدر ما يقبضون على قدر ما يكذبون ويقلبون الحقائق ... ودعكم من تطبيل السفهاء لدولهم وتصويرها على أنها ذات قوة وفعالية وعظمة فهؤلاء جميعهم يذكروني بالنرجسية العراقية التي أدى إعلام البعث الكاذب إلى غسل عقول ثلثي الشعب العراقي ... وقد نجح الإعلام الحكومي العراقي آنذاك ليس لعبقريته كلا وأبدا بل ليقينه أن الجهل هو الطاغي على الشعب بالإضافة إلى وقتها لم يكن هناك مواقع تواصل إجتماعي ولا جنون التكنولوجيا كما الحال في أيامنا هذه ... وبما أن الظروف قد تغيرت بشكل خرافي صادم فإن لعبة الحروب أيضا تغيرت معها وإيران في 1988 ليست إيران في 2014 وليست إيران في 2019 ... لكن كل دول الخليج كما هي نفس السياسة ونفس الإستراتيجيات لا شيء يستحق الذكر باستثناء نهضة قطر والإمارات والكويت ... أما كصناعات كتطور تكنولوجي وعسكري وثقافي يقارع العالمية كاكتفاء ذاتي كامل لا يوجد و ( تيتي تيتي ) بدليل اعتماد كل دول الخليج على الحماية الداع الخارجي بنسبة 100% واعتماد يصل إلى 90% من الغذاء ومكملاته بكافة أصنافه وأنواعه ... وكل الجيوش الخليجية مجتمعين يعتمدون على استراتيجية واحدة ولا شيء سواها وهي : الدفاع المؤقت عن البلاد إلى حين وصول المساعدة العسكرية الخارجية بكافة أشكالها وأنواعه ... ولذلك يجب الفهم لماذا المحللين الخليجيين في القنوات الفضائية هم دائما يتحدثون عن أمريكا وقوتها وفعالية الإتحاد الأوروبي والدهاء السياسي البريطاني ... لكن لا أحد منهم يتحدث عن قوة دولته العسكرية ولا يملك أدنى درجة من التفاخر لأنه على يقين أن قواته العسكرية ضعيفة وهشة وغير موثوق فيها فيتجه التطبيل للقوة الخارجية التي يتفاخر بها دون أدنى حياء ... ولو سألت كائن من يكون ماذا لديكم أيها الخليجيين لو ضربت كل محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه ؟ لا شيء ... وماذا ستفعلون لو أمطرت إيران عواصمكم على مدار أسبوع واحد بأكثر من 100 صاروخ باليستي شديد الإنفجار ؟ لا شيء ... حسنا وبما أنكم لا تملكون حدود بحرية مع إيران كيف ستلقونها درسا عن طريق قوتكم العسكرية البحرية ؟ لا شيء ... الكل يعتمد بنسبة مليون% على أمريكا وبريطانيا وأوروبا ولذلك تجد الغالبية يكسبون الوقت وموعد الحرب مؤكد وكل ما يحدث هو تأخير الموعد وليس إبطال مفعولها ... وبالمناسبة إيران ليس لديها أي مشكلة تدمير عاصمتها ومدنها لأنها أصلا هي مهدت لشعبها بل أي دمار وأي عمل عسكري ستوظفه لكسب المزيد من شعبيتها داخليا وخارجيا ؟

لماذا لا تستطيعون هزيمة إيران ؟
سؤال في غاية الأهمية والإجابة عليه ليس بالصعوبة حتى نحتار فيه ... فيكفي أن تنظر لعلاقات دول الخليج وستعرف تلقائيا أن هزيمة إيران ستكون وكأنها نكتة سخيفة أطلقها مريض نفسي ... فكيف تريدون محاربة وهزيمة إيران وأنتم كدول خليجية مختلفون ومتفرقون والعداء بين بعضكم وصل إلى درجة لم تصلوها مع الكيان الصهيوني من شدة الكره والبغضاء لبعضكم بعضا !!! ... بل أخذتم أنجاس الأرض الصهاينة بالأحضان وكرهتم إخوانكم فأي غباء وأي هاوية وأي إنهيار وسقوط أكثر من ذلك !!! ... إن محاربة وهزيمة إيران تتطلب منكم عمل وجهد ونوايا مخلصة أكبر بكثير جدا مما أنتم فيه بل أنتم بخلافاتكم وصراعاتكم قدمتم خدمات عظيمة وبالمجان للنظام الإيراني ... فأي حرب ستحدث لن تجدوا من يقف معكم بل أستطيع أن أسميها حرب الخيانات وانهيار مشايخ الخليج والإنهيار المقصود ربما بسقوط أنظمة حكم أو بإفلاس خزائنكم أو بدمار عواصمكم أو بانهيار اقتصادكم كلها احتماليات قائمة ولا يمكن استبعاد أيا منها ... ومن المفارقات العجيبة والتناقضات الكارثية أنكم تفهمون لغة المصالح والسياسة مع الغرب حتى وإن تلقيتم منهم الصفعة تلو الأخرى والإهانات والتوبيخ العلني لا مشكلة لديكم في ذلك ... لكن الكارثة لو جاءت من دولة عربية أو إسلامية فإن كراماتكم تستنفر وتحل جاهلية العرب في رؤوسكم ويكون الثأر هو سيد الموقف ... فالخليجيين يتعاملون مع الغرب وأمريكا وروسيا كما يقول الإنجيل لوقا إصحاح 6 : 29 { من ضربك على خدك فاعرض له الأخر أيضا ومن أخذ ردائك فلا تمنعه ثوبك أيضا } ... ونفس الخليجيين مع إخوانهم العرب والمسلمين يتعاملون وفق الآية الكريمة في سورة محمد { فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها } !!! ... يا سادة لا تحلمون بأي حرب أو انتصار ضد إيران وأفيقوا من أوهامكم وعالجوا أمراضكم فدول الخليج من الناحية العسكرية مجرد فقعات هواء ... تلك شعوب مترفة وناعمة اليد فلم تزرع ولم تصنع وإيران زرعت وصنعت ونحن في سياحة ولهو ولعب وتوافه الأمور وإيران تواصل الليل بالنهار حتى تتوسع وتكسب حلفاء ... ولم نكتفي بذلك فحسب بل هناك دولا خليجية دمرت شعبيتها عن بكرة أبيها داخليا وخارجيا فضيعت منها أهم سلاح في حالة أي حرب وهو سلاح الرأي العام الشعبي المحلي والإقليمي والدولي ... ومخطئ بل وجاهل من يظن أن بامتلاكه شرذمة من الذباب الإلكتروني الساقط أخلاقيا وببضع قنوات إخبارية من أقذر الضمائر يمكنه صناعة رأي عام يقف معه أو يستطيع تغيير الرأي العام أو حتى يستطيع أن يلعب على الرأي العام خصوصا في زمن المعلومة والحقيقة وجنون التكنولوجيا ... فخسارة الرأي العام هي أول هزيمة تحققت واكتملت كل أركانها بنسبة 100% فإن بدأت بالخسارة قبل أن تبدأ الحرب فعلى ماذا تعول على شرذمة من الكذابين والأفاقين والمنافقين إلا لو كنت مراهقا سفيها لا تعي ولا تعقل فبالتأكيد قد أصابك جنون العظمة !!! أي أنك خسرت أهم عوامل انتصارك وأخطرها حتى قبل أن تبدأ في حربك سلاح التحالف الخليجي وسلاح الإعلام وسلاح سمعتك وثقة الآخرين بك ؟  
 
هزيمة إيران ليست مهمة مستحيلة بل أنتم من صنعتم هذا المستحيل بالحسابات السياسية الخاطئة التي وقعتم فيها عبر حصار قطر وغزو اليمن واستفزاز عمان والكويت ومحاولة جرهم إلى ما لا يريدون ولا يحبون ولم تحسبوا حساب إيران ولا حساب المستقبل ... وبأزماتكم الخارجية مع ألمانيا والمغرب وتونس والعراق ولبنان وليبيا والسودان وتركيا وإيران وسورية دمرتم الثقة فأي تحالف مجنون يمكن الوثوق فيه !!! ... وقد سائني كثيرا وأنا والملايين الذين شاهدوا المظاهرات في عواصم أوروبية عديدة وهي تحمل صورا ومجسمات فيها من الإساءة الشي الكثير لبعض رموز لبعض دول الخليج ... فعندما كنا نقول ما يسيئكم يسيئنا ظنوا أنها هذه كذبة وسخرية ولم ولن يفهم الكثرين من المغيبين والمنفصلين عن الواقع أننا نتحدث بصدق ولا نجامل وننصح بضمير ولا نعادي ... ولو وقعت الحرب فلا نفرح لدمار عواصمكم ولا نسعد بقتل أبناء وطنكم سواء في السعودية أو إيران أو أي دولة لأن كل قطرة دم ستتساقط وكل روح ستزهق هي نصرا للكيان الصهيوني اللقيط وليست في مصلحة إسلامنا ... وأبواب السلام لا تزال مفتوحة ولا حل أمامكم مع إيران إلا بتصحيح أخطاء السياسة الخارجية الكارثية لبعض دول الخليج وانهاء غزو اليمن فورا وانهاء الأزمة الخليجية فورا ... والجلوس على طاولة المفاوضات السياسية مباشرة مع اليمنيين والقطريين والإيرانيين لمنع حربا مجنونة إن وقعت وقتها لن ينفع ندمكم شيئا ولن تنفع توسلاتكم أحدا وكل ملياراتكم لن تعيد نفسا زهقت بسببكم ولن تغفر لكم عند ربكم ... فاذكروا قبورا ترونها بأم عينكم لم يستطيع لا ملكا ولا حاكما ولا وزيرا ولا تاجرا ولا فقيرا ولا غفيرا من الفرار من القدر المحتوم وعند الله تجتمع الخصوم ... وقتها ستلعنون بطانتكم وثروتكم وإعلامكم ودنياكم يوم يقف كل منكم وحيدا حافيا عاريا كما ولدته أمه خاضعا ذليلا ترتعد فرائصه فلا يجد مفرا ولا سبيلا من عذاب الجحيم ... أولم يخبركم ربكم بإحدى معجزاته عندما أخبرنا ربنا بأحاديث أهل النار والقيامة والحساب لم يحن بعده بقوله سبحانه في سورة الأحزاب { وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كثيرا } ... وأظن أن هذا هو قولكم يوم نراكم في جهنم فلا نصح ينفع معكم ولا رأيا تميزونه ولا ربا تخافونه وتوقرونه وتستغفرونه { وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين } الزخرف ... هزيمة إيران تحتاج توحد الجبهة الخليجية الداخلية والخارجية وتغيير النهج السياسي داخليا وخارجيا وهذا ما لا تملكونه جميعكم وطالما لا تملكون تصحيح المسار ولا الوحدة فأبشروا بالهزيمة ولنرى وقتها كذابيكم ومنافقيكم وحشراتكم البشرية التي حولتموها إلى ذباب الكتروني إلى أين سيهربون ومحلليكم الطراطير أين سيختبؤون ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-07-16

يـوم القيامـة ... الإلكتروني ؟


في 22-1-2015 أثناء مؤتمر دافوس الذي عقد في سويسرا في ندوة "مستقبل الإقتصاد الرقمي" ... تم توجيه سؤال لكبير المدراء التنفذيين في شركة google "أريك شميت" عن ما هي نظرته وتوقعاته لعالم ومستقبل الإنترنت ؟ فقال "سأجيب ببساطة شديدة إن الإنترنت سوف يختفي" ... وفي الجهة الأخرى قال "مارجو سيلتزر" أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد الأمريكية "الخصوصية كما كنا نعرفها في الماضي لن تكون موجودة الطريقة التي كنا نفكر بها عن الخصوصية ستموت" ... وقالت أيضا "صوفيا روث" عالمة الوراثة الباحثة في جامعة هارفارد "هذا ليس ما سيحدث هذا يحدث بالفعل نحن نعيش في حالة مراقبة طوال اليوم وتخيلوا الروبوتات في حجم البعوض يطير حول البشر لسرقة عينات من الحمض النووي" ... وإذا في 2019 الحكومات الإستبدادية تشرّع قوانين تحد من الحريات العامة وقوانين الأمم المتحدة قد اتفقت على منع وحظر عدة عوامل في عالم الإنترنت ... فإن القادم سيكون أكبر بكثير جدا من أن تمنعه كل حكومات العالم بسبب التدخل الفظيع في حياتنا والإرتباط الذي أصبح وثيقا جدا بين الإنسان وبين تكنولوجيا عالم الإنترنت ... وليس هذا فحسب فإن كان العالم المتقدم مذهول وسعيد بتقنية الجيل الخامس من سرعة الإنترنت "The 5th Generation Cellular Networks" والمعروفة بـ 5G فإن العالم في 2026 و 2035 سيكون على أعتاب الجيل التاسع 9G ... أي أن الإنسان سيكون هو المتأخر عن التحميل وليس شبكة الإنترنت فسرعة التحميل ستكون خرافية وعلى سبيل المثال فإن تحميل فيلم بسعة 1GB سيستغرق أقل من ثانية واحدة وتحميل ملفات مختلفة بسعة 1TB سيستغرق أقل من 20 دقيقة بدلا من 200 ساعة في جيل الـ 4G ... والعالم والبشرية لا تحتاج إلى كل هذه السرعات الخرافية لكن تصور البحوث التي تجري حاليا والإستعدادات التي بدأت فعليا بتهيئة البنية التي تستوعب وتتحمل تقنية 6G حتى من قبل أن تنتشر تقنية 5G ... ولو لاحظتم قوة سيطرة google على حياتنا وخصوصيتنا وبياناتنا فما هي سوى البداية ومقدمة لاختراق كامل حياتنا ولو لاحظتم كيف بدأ تطويع البشرية شيئا فشيئا على الإستسلام وتقبل ما كان يرفضه ... فمثلا في بدايات google كانت الصور الإباحية محظورة واليوم أصبحت أمرا اعتياديا مألوف في محرك بحثهم وفي الماضي كانت المواقع الإباحية محظورة بنسبة 100% واليوم أصبحت مفتوحة بنسبة 30% دون أي برامج ... وسوف تصبح مفتوحة بالمطلق والأمر مجرد وقت لا أكثر والحجة موجودة وجاهزة مسبقا بأنهم وسط عالم المنفتح فإنهم لا يستطيعون حظر أكثر من 100 صفحة إباحية فقط حتى نرضي دينكم وشريعتكم !!! ... وتخيلوا وأنتم في 2019 بلغت عدد التطبيقات الإلكترونية في المتاجر الرئيسية بأكثر من 5 ملايين تطبيق لاستخدامها في الهواتف الذكية فكم سيرتفع العدد في سنة 2030 ؟
 
كل ما يتراءى أمام أنظارنا أننا أمام تحويل الإنسان إلى كتلة خالية من أي مشاعر وأحاسيس تستهدف طبيعته وفطرته وقيمه ومبادئه ... والتاريخ الإجتماعي والسياسي والعسكري للبشرية لا تخبرنا إلا بحقيقة واحدة وهي أن : الإنسان كلما زادت حاجته زاد ترفه وكلما زاد ترفه غرق أكثر في أفكاره الشيطانية + لذة وحب السيطرة هي صفة بشرية قديمة ولا تزال وهذا من ذاك من يقتنع ويفهم ... واليوم في الكويت وفي أوطانكم تخيلوا لو ينقطع عنكم الإنترنت لمدة 7 أيام فقط ماذا سيكون حالكم ؟ ملل اضطراب بالإضافة إلى توقف شبه كلي لعمل الحكومات الغبية التي أصبحت تعتمد اعتمادا كليا على الإنترنت في كل وأي شيء ... فما بالكم لو دمر الإنترنت كليا فكيف ستصبح حياتنا ؟ تدمير الإنترنت كليا يعني الرجوع كليا إلى سنة 1950 فتصبح التعاملات ورقية وتواقيع ووضع من الفوضى لن تعرف الإستقرار إلا بعد سنة على أقل تقدير ... ناهيكم أن كل أجهزتنا من كمبيوترات وهواتف ذكية وشبكات محلية ودولية لا حاجة لنا بها والملاحة البحرية والجوية والشحن ستضرب بمقتل بالإضافة قوات الأمن ستغرق في فوضى فلا بيانات ولا سجلات رقمية وسيصبحون كالأعمى ... كثير من الأمر ستحدث وفي أخر الموضوع سأرفق لكم التصور الذي كتبته ونشرته في 2017 عن هذا الأمر ؟
 
العلماء والخبراء كلهم اتفقوا على أمر واحد وهو أن العالم سيكون على موعد سيكون بمثابة يوم القيامة أي الإنسان صنع له حياة افتراضية وبيده سيدمر هذه الحياة ... وجهات نظر كثيرة جدا وتحليل خبراء وعلماء من أن عالم الإنترنت مثلما نفع الإنسان وقدم خدمات عظيمة للبشرية هو نفسه وبذاته دمر وأفسد البشرية ... ولذلك ستخرج منظمات دينية ومتطرفة من كل الأديان تسعى إلى تدمير عالم الإنترنت حماية للجنس البشري من الإبادة في القيم والمبادئ والشرائع السماوية ... ولذلك فإن مركز عالم الإنترنت على كوكب الأرض مركزه الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية ناهيك عن "منظمة إيكان -Internet Corporation for Assigned Names and Numbers ICANN" ومقرها كاليفورنيا الأمريكية والتي مختصة بتوزيع و إدارة عناوين الـ IP وأسماء المجال وتخصيص أسماء المواقع العليا في جميع أنحاء العالم ... ضرب أيا منهما سيكون كافيا لتدمير أو توقف كلي لأكثر من 340 تريليون.تريليون.تريليون عنوان وهذا الرقم هو أكبر من عدد النجوم الموجودة في الكون وأكبر من عدد الخلايا الموجودة في جسم الإنسان وأكبر من عدد جالونات المياه على وجه الأرض كما وصفته الشبكة الإخبارية العالمية CNN  .... فلو انهارت أمريكا سواء بسبب الحرب النووية أو بسبب انهيار عملتها وبالتالي دمارها الإقتصادي والإجتماعي كليا مما ستنتج فوضى لن تستطيع الحكومة الأمريكية السيطرة على الوضع نهائيا أو بسبب فايروس وباء يضرب سكان الأرض يحصد مئات الملايين وأكثر من 2 مليار نسمة ... كلها احتمالات لا يمكن استبعادها وأسرعها أن يتم تدمير كابلات الإنترنت الرئيسية التي تمتد وتنتشر عبر كل البحار والمحيطات وهي على سبيل المثال الواقعي الكابلات التي إن ضربت كابلات دول الخليج فإن الإنترنت في كل دول الخليج سيتوقف بنسبة 100% ... لكن يبقى السؤال : متى موعد يوم القيامة الإلكتروني ؟ الإجابة : لا أحد يعلم ربما بعد 5 سنوات أو 20 سنة لكن ليس أكثر من ذلك بسبب كم العداء السياسي والشحن الديني والطائفي وصراع المال ؟
 
إقرأ أيضا
ماذا سيحدث لو انقطع الإنترنت عن العالم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-07-11

كذبوا علينا فقالوا : عـذاب القبــر ؟


هذا الموضوع يندرج تحت البحث العلمي الشرعي بإسناد الأدلة قاطعة الحسم والغير قابلة للشك أو التشكيك في تحليل يهدف لرفعة عدل ورحمة رب العالمين سبحانه في عباده ونصرة ودفاعا عن رسولنا وأشرفنا عليه الصلاة والسلام من التقول والإفتراء عليه فإن كانت آيات ربكم شديدة الدقة وعظيمة الوضوح لا تقنعكم ولم تغير من عقولكم شيئا فماذا عساي أن أفعل إلا أني أسأله سبحانه بأن يهديكم وينير بصيرتكم ويغفر لي ولكم أخطائنا { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } الأعراف ... فتمعنوا جيدا  وكثيرا في آيات ربكم التي سأسردها لكم وأذكركم فيها عل وعى يكون لي أجر الناصحين وفضل المجتهدين عند ربي وليس عندكم ... لذا اقتضى التنويه .
 
الموضـــــــــوع 
هناك خطأ كارثي كبير واقع فيه الكثير من المسلمين خطأ قد يصل إلى الإثم العظيم والتطاول الكبير على رب العالمين سبحانه وهو أنهم جعلوا منزلة رسولنا بمنزلة رب العالمين ... وجعلوا أقوال وأحاديث الرسول بنفس قدسية رب العالمين وجعلوا سنة المصطفى عليه صوات ربي بمنزلة الخالق عز وجل ... فإذا قال الرسول أي شيء فكأنما القائل هو رب العالمين !!! وسواء ما يحدث من فرط حب الرسول أو بجهل أو بتعمد وقصد فإن كل هذا لن يغفره ربكم ولن يتجاوز بحاسبه لعباده الذين تعمدوا التطاول  ... أيها الناس اتقوا ربكم وخافوه واستغفروه ولا توسوس لكم شياطينكم فتجعلوا الأدنى خيرا من الأعلى وتوبوا إلى خالقكم واستغفروه ولا تجعلوا عبده ورسوله وحبيبنا نـــدا لمن خلقه وخلقنا ... وإني أبرأ برسولي وحبيبي محمد ابن عبد الله أن يقول ما لا يعلم ويفتري على الله سبحانه إنما هي أقوالكم وأقوال من اتبعتم من الغاوين والمنافقين والجاهلين ... وإن هذا مسلك مذاهبكم العمياء التي صنعت على يد بشر وطورت على يد بشر فمزقنا وفرقنا البشر وما كان هذا قدر ربكم وما كانت تلك رسالة رسولكم إنما هي أعمالكم وأفعالكم التي مزقت وفرقت الأمة ... فسهل استغلالنا واستبد بنا أعداؤنا ودبت الكراهية بين أخوة الأمة الواحدة وجعلتم من الجاهلين مرجعا وصنعتم من المجتهدين تقديس لا رأيا بعد رأيهم ولا قولا بعد قولهم ... وفي موضوع أو قضية عذاب القبر هي مسألة لطالما ارتبطت بمعتقدات المسلمين وأصلوها وجعلوها حقيقة ثابتة قاطعة اليقين لا شك ولا جدال فيها بالرغم من أنها قضية ظنية لا أساس لها من الصحة ولا وجود على أي دليل مادي عليها ... وعلى هذه القضية أي عذاب القبر كانت إحدى بوابات ترهيب الأمة واستغلال الرعية من قبل رجال الدين الفاسدين وليس المصلحين الجاهلين وليس العالمين مما تأخذنا هذه القضية إلى دليل على كم الإفتراء والكذب على الله ورسوله دون أدنى حياء ودون أي تبصّر وفهم للحقيقة ... ولكم في قضية جواز "قتل المرتد عن الإسلام" مثال واقعي كارثي فهي قضية لا تزال قائمة وبقوة في المشهد الإجتماعي وفي الحياة بالرغم أن الله سبحانه لم يأمر في كتابه الكريم على الإطلاق بقتل المرتد عن الإسلام أبدا { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } المائدة ... { إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم } محمد ... { إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون } آل عمران ... فهل نسي ربكم أن يأمر بقرآنه فجاء رسوله فأكمل ما نسي ربكم أم تقولون على الله ما لا تعلمون أم تفترون على ربكم أم تفترون وتتقولون على رسولكم حتى تكرهوا الناس على دين ربهم وتشحنوا غير المسلمين على كره إسلامكم ؟ ... حشى لله سبحانه الكامل الذي ليس كمثله شيء في السماء والأرض أن ينسى ومعاذ الله أن يتقول رسولنا على ربنا ويحرم ما لم يأمر به ربنا ونعوذ بالله من خلقه الذين لا يستحون من الله ورسوله ويصرون على الكذب والإفتراء بجهلهم التي تستفزهم شياطينهم فظن المفسد أنه مصلح وجعلوا من الناصح فاسد ومن المنذر جاهل { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون } البقرة ... { وإن تكذبوا فقد كذّب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين } العنكبوت ؟

عـــذاب القبـــر
قد لا يعلم الكثيرون منكم أن مجرد القناعة بوجود عذاب القبر هو تقول على رب العالمين سبحانه وجرأة وقحة على ربنا وافتراء على رسولنا ... فلم يرد عذاب القبر في كتاب الله سبحانه على الإطلاق بمعنى ربنا بطبيعته لا ينسى ولا يغفل ولا ينام سبحانه وربنا أنزل القرآن كاملا وليس ناقصا ... بل ربنا حسم أمر عباده بكتابه الكريم وأنه كتاب الفصل الذي هو الفصل والحجة بين العبد وربه يوم القيامة قرآن كامل مفصل نزل بلغة العرب لم يترك شيئا ينفعنا خالقنا إلا وأخبرنا وعلمنا وأدبنا وحذرنا وقصّ علينا القصص وسطّر فيه من معجزاته الكثير ... { وكل شيء فصلناه تفصيلا } الإسراء ... وقوله سبحانه { ما فرطنا في الكتاب من شيء } الأنعام ... وقوله سبحانه { كتاب أحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير } هود ... فلم يرد عذاب القبر بصريح أي آية في القرآن كله إنما المفسرون ذهبوا ظنــــــا بالتفسير ليطابقوا تقولهم وافترائهم على رسولنا بآيات كتاب رب العالمين ... فلا ربنا يخافنا ونحن من نخافه ولا ربنا يجاملنا ونحن أتفه من ذلك بمليارات المرات وبالتالي عذاب القبر تعتبر مرحلة مفصلية في عالم البرزخ شديدة وعظيمة الأهمية فلم لم يذكرها ربنا في قرآنه ؟ ... ولم لم يتوسع ربنا في تكرار عظمة عذاب القبر في كتابه كتذكير كما فعل سبحانه في قضايا كثيرة ؟ ... ولم لم يبشر المؤمن وينذر الكافر من عذاب القبر في آياته الكريمة ؟ ... وبالتالي قضية عذاب القبر هي مسألة ظنية وقع فيه المفسرون والمجتهدون فتشابهت عليهم الآيات ووقعوا في خطأ التفسير ... والخطأ الأخر الذي وقع فيه المفسرين وظنوا أنها آية استدلالية على وجود عذاب القبر هذه { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم } التوبة ... فاستدلوا خطأ أن تفسير { سنعذبهم مرتين } أي عذاب القبر وعذاب الآخرة !!! ... وقد أخطأ التفسير بالظن أن ربنا لا يلمح بل يصرّح ولا يعرف الهمز واللمز حشاه سبحانه بل يطلق الحقيقة لعباده مبشرا ومنذرا لا يفرق بين أحدا من رسله ولا يفرق بين عباده إلا بالحق ... ونسي الإنسان أن حياته هي عبارة عن عذاب من الكد والتعب والجهد والإبتلاء فكم من ابتلى بزوجته وبنيه وأبيه وأمه فحولوا حياته إلى جحيم لا يطاق ... والحب بين طرفين وما يحدث فيه من عذاب النفس ما لا يتصوره عقل فقد أودى بحياة الكثيرين ودمر حياة الكثيرين ... فعذاب الدنيا متعدد وليس محدد وثابت ويتنوع بأنواع كثيرة بعضا منها ما ذكرته ناهيكم عن عذاب السجن والإعتقال والتعذيب في الدول والكيانات المستبدة القمعية أليس هذا يندرج من ضمن العذاب أم كلها كانت نزهة وفسحة !!! فالعذاب قد يكون بوضعك تحت يد من هو أظلم منك والعذاب في المال والنفس والأولاد والزوجة وسألوا ماذا كان شعور من فقد ولدا أو بنتا بفاجعة من بموت طبيعي أو بفضيحة أو بحادث حتى على الأقل فقط لتستشعروا شكل ونوع العذاب ... ومثل خزعبلات السفهاء عندما ينشرون على مواقع الإنترنت صورا للقبر وفيها أو يخرج منها ثعبان وثعابين بهدف ترهيب الناس وهو في الحقيقة تشويه لصورة إسلامنا محليا وخارجيا ... وفي الغالب تهدف مثل هذه الممارسات إلى ابتزاز جيوب المسلمين فمن باب الصدقات والتكفير يبتكرون طرقا لبث الرعب والخوف في قلوب ضعفاء النفس وجهلة العقول ... والحقيقة هي أن تلك الممارسات التي ينتهجها الجهلة ما هي سوى أعمال مجرمين وافتراء على ربنا سبحانه وجعله إله مرعب وكأن الخالق عز وجل ينتظر شيئا من عباده وكأن الله لم يبقى شيئا لرعب عباده سوى عبر شرذمة من عصابة نهب أموال المسلمين ... فإني أبرأ بربي سبحانه جل علاه وأبرأ برسولي مما جاء به بعض قومنا الظالمون من أكاذيب وافتراء وتظليل بهدف سرقة أموال المؤمنين الغافلين ؟

هنا وقعتم بجرأتكم وتطاولكم على ربكم
إن كان هناك عذاب في القبر يعني أن هناك حساب يسبق العذاب أليس كذلك أم الأمر فوضى ؟ فكيف لرب وخالق يحاسب ويعذب عبده في الدنيا ومن ثم في يوم القيامة يأتي به ويحاسبه ويعذبه مرة أخرى !!! ؟ ... فإن كان كذلك فقد سقطت صفة العدل والعادل من ربنا فإن كانت دنياكم وفي قضائكم يحاكمون المتهم مرة واحدة على قضية واحدة فكيف تجرأتم على ربكم ونزعتم منه صفة العدل في الدنيا والآخرة ؟ !!! ... وقد قيل وقد سمعت شخصيا بأن الله يحاسب ويعذب عبده في القبر حتى يأتيه يوم القيامة نظيفا خاليا من أي ذنوب !!! ... تبا لكم ما أوقحكم وما أكثر قلة أدبكم وقلة حيائكم على ربكم !!! ... إن كان كما تزعمون فمن يقتص من القاتل ويأخذ بحق المقتول ومن يقتص من السارق ويأخذ حق المسروق ومن ومن ومن وإن كما تزعمون فما لنا وما يوم القيامة يوم الحشر والعرض العظيم فلم نقف ولم نحاسب وأي شيء تنفعنا صحفنا وكتبنا التي سيستلمها كل عبد منكم إن كان قد حوسبنا وعذبنا في قبورنا في الدنيا !!! ... والدليل الأخر قوله سبحانه في سورة إبراهيم { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } وهنا جعل ربنا سبحانه وعد الحساب والعذاب للظالمين يوم القيامة فقط وحصريا ولم يتوعدهم بالقبر أولا ثم الآخرة كما تفترون ... وفي سورة آل عمران قوله سبحانه { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة } وهنا حدد ربنا سبحانه موعد الأجر يوم القيامة وليس في القبر وإلا لدبّت الفوضى ولطلب العباد أجرهم في قبورهم قبل أخرتهم وهي صفة الإستعجال التي يمتاز بها خلق الله ... وحسم ربكم لافتراءاتكم وتقولكم عليه سبحانه وعلى رسوله عليه الصلاة والسلام في سورة الإنفطار { إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين } يوم الدين أي يوم القيامة فأين عذاب قبوركم كما تفترون ... إن ربكم عادل وعدالته مطلقة وعدالتكم أنتم الناقصة أي نسبية وفهم ربكم مطلق وفهمكم أنتم وأنا ناقص وربكم كامل منزه قادر ونحن العاجزون ... فلا حساب ولا عذاب في قبوركم إنما هي مرقد وغفوة ونومة حتى يوم البعث يوم ينفخ في الصور { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } يس ... الأجداث أي من في القبور أما ينسلون أي يخرجون سرعا وهي الخطوة السريعة الأقل من الجري ... { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } أي من أيقضنا من رقادنا نومنا غفوتنا ... ناهيكم أن عامل الزمن في القبر يتوقف وينتهي تماما وكليا عند الميت فعوامل الزمن في الساعة والدقية واليوم والسنة ما هي سوى حاسبة اخترعها البشر لأنفسهم تنسف كليا عند موتهم ويدخلون في ميزان حاسبة وتوقيت مختلف كليا عما ألفوه في حياتهم ... وعوامل قياس الزمن تختلف كليا عند خالقنا سبحانه فعندما قال ربنا عن خلق السموات والأرض { الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش } السجدة ... 6 أيام وفق ميزان حساب الزمن عند ربنا لكنه في حقيقة الأمر الـ 6 أيام عند ربنا = 6.000 سنة من أيامنا وحسابنا بدليل قوله سبحانه { وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون } الحج ... ولذلك لا نستغرب المشهد الذي وضعنا ربنا جل جلاله في إحدى معجزاته عندما يسرد لنا أقول أفراد وأمما سيقولون عن واقع وحدث لم يحدث لكنه سيحدث يوم القيامة وهذه المعجزة بذاتها عندما يضطرب المجرمون بل ويقسمون أنهم ما ماتوا وما كانوا في قبورهم إلا ساعة باندهاش صادم { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة } الروم ... لاحظوا ودققوا في هذه المسألة جيدا أن الظالمون لم يتحدثوا عن عذاب كانوا فيه في قبورهم بل سراعا وتلقائيا تحدثوا عمن أيقظهم وكأنهم كانوا في قبورهم ساعة ولو حوسبوا وعذبوا في قبورهم لكانت لهم حجة على الله وربكم لا تقع عليه أي حجة سبحانه المنزه من أي خطأ أو زلل المتعالي ... وفي آية أخرى النازعات { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } أي بضع ساعات من يوم ... وهذه الآية استدلالا وتأكيد للآية في سورة الأحقاف بقوله سبحانه { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } ... وهنا عامل الوقت قد تغير عليهم والمشهد يتطابق من هو محكوم بالإعدام ويخبرونه أن موعد التنفيذ سيكون بعد سنة لكنه يفاجأ في الليل أن موعد التنفيذ الآن فيصاب بالدهشة والذهول والصدمة التي تبعثر كل قواه العقلية فيضطرب إدراكه ولا يجد مفرا من الوقوف على منصة الإعدام ... هي نفس الدهشة والصدمة واضطراب الإدراك عند المجرمين يوم القيامة "أي عامل الزمن" وربكم من عدالته سبحانه وتعالى نأتيه يوم القيامة ونحن بكامل قوانا وإدراكنا الجسدي والعقلي بنسبة 100% ... فالأعمى يأتيه مبصرا ومن قطعت يداه أو بترت رجليه يأتيه كاملا ومن مزقت الأمراض جسده يأتيه بصحة كاملة 100% حتى يكون العادل عادلا مع عباده يوم لا ينقص شيئا من عباده ولا يظلم أحدا ولا تبخس الناس أشيائهم ... والآية التالية تؤكد أن العبد لا يحاسب ولا يعذب ولا أصلا يعلم مصيره سواء كان في الجنة أو النار بقوله سبحانه وتعالى في سورة الحاقة { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية } وهنا التصوير الفني لربنا عندما خلق تصورا لمشهد حقيقي لم يحدث لكنه سيحدث عند فرحة أحد عباده المؤمنين بنجاته من النار وظن العبد أنه هالك في جهنم لكنه نجا ... وهذا تأكيد قاطع بأن العبد في قبره لا يعلم شيئا ولن يعلم شيئا على الإطلاق وبالتالي كل ما قيل عن عذاب القبر ما هو إلا افتراء على الله ورسوله وتفسيرات ظنية لا تستند إلى قطعية الحجة ولا إلى سند الدليل ... إلا قوم فرعون الذي نزلت فيهم الآية هذه في سورة غافر { النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } فهؤلاء هم الإستثناء بين ممن ذكرهم ربنا في كتابه وهي آية ظرفية مسببة ... أي نزلت من خلال قصص رب العالمين في ظرف ما لسبب ما في وقت ما ولم يعذبهم في قبورهم بل يريهم جهنم في كل يوم حتى إذا قامت القيامة دخلوا جهنم دون حساب أي مباشرة من قبورهم أينما دفنوا وأكلتهم الأرض إلى جهنم سريعا ... فإن كان الإستثناء قوم فرعون لم يحاسبوا ولم يعذبوا في قبورهم بل توعدهم ربهم بعذاب شديد فكيف بالمؤمنين الذين أرهبتموهم في دنياهم من فرط جهلكم أو افترائكم أو تفسيركم الخاطئ ؟

وأسألكم واسالوا أنفسكم هل قرأتم شهادات العائدين من الموت ؟ تلك شهادات حقيقة وثقت رسميا وبشهادات خرجت من أصحابها سأرفق لكم تفاصيلها في أخر البحث ... وفي نهاية بحثي هذا فإن مرجعية عذاب القبر هي أقوال تندرج تحت بند الإفتراء والتقول على الرسول بدليل أن رب العالمين لم يأتي قطعا ونهائيا على ذكر عذاب القبر وأن كل تفسير المفسرين كانت اجتهادات ظنية خاطئة لا أساس لها من الصحة ...وأن عالم البرزخ هو عالم لا أحد يعلم عنه شيئا لا نبيا ولا رسولا وأن علم الغيب لا يعلمه سوى ربنا سبحانه { قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين } الأحقاف ... { قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون } الأعراف ... فاتقوا ربكم وعودوا إلى رشدكم واستغفروا على ما جئتم به واسألوا ربكم المغفرة على افترائكم وجهلكم فربكم عادل والعادل لا يظلم وربكم يقول عن نفسه في سورة فصلت { وما ربك بظلاّم للعبيد } ... وربكم أرحم بكم من أمهاتكم اللاتي أنجبنكم ورؤوف بالمؤمنين ومن رحمته سبحانه أنه لم يرينا حقيقة جهنم وإلا لعشنا طيلة حياتنا في رعب وفزع شديد ينتج عنها أمراض عقلية ونفسية لا تعد ولا تحصى ... والحمدلله الذي أيضا لم يرينا جنته حتى لا تفسد الأرض ويكره الرجل زوجته وأمه وابنته من جمال وروعة حور الجنة ... والحمدلله الذي مـنّ علينا بنعمة الإسلام وأكرمنا بنعمة دينه وشريعته والحمدلله الذي أرسل من بيننا حبيبنا وأشرفنا وسيدنا محمد ابن عبدالله نذيرا وبشيرا للعالمين ... والحمدلله الذي أسكن اليقين قلوبنا بثقتنا برحمة الله بنا وبوده وعطفه علينا ومن كان مع الله سبحانه فإن الدنيا ومن عليها سيراها كحبة رمل لا تساوي شيئا ... وارجعوا إلى ربكم وحده لا شريك له وتوقفوا عن الكذب والإفتراء على رسولكم فألف خصم يوم القيامة خيرا من أن يكون الرسول نفسه هو خصيمه يوم تأتونه فرادا لا سمعة وغرور تنجيكم ولا أنصار يقفون معكم { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } النحل ... فويل لأمة افترت على رسولها وتقوّلت عليه ونسبت إليه ما لم يقله وويل لأمة تجاهلت قرآنها وحادت عنه وجعلت لكلام الله نـــّدا وشريكا ؟
 
الأمـــوات العائدون للحيـــــاة ؟







دمتم بود ...