2019-07-01

مهزلــة القرن وحفل إعلان التطبيع ؟


مؤتمر البحرين أو كما أطلقوا عليها ورشة البحرين لم تكن سوى حفلة لإعلان تطبيع دول الخليج مع الكيان الصهيوني اللقيط والمدعو إسرائيل ... باستثناء الكويت التي يتوافق نظام الحكم فيها مع الإرادة الشعبية برفض الإعتراف بهذا الكيان المسخ الإرهابي ... وبعيدا عن محور ما قيل وما قالوا عن مؤتمر البحرين فإن التحليل السياسي لا ينظر إلى المؤتمر بحد ذاته بل إلى محاولة التغلغل إلى عمق التفكير السياسي ... ماذا كان هدفه وفيما كان يفكر وما هي أهدافه بعيدة المدى ؟ أسلة كثيرة يجب أن تبعدنا عن مؤتمر المتسولين وورشة عبيد إسرائيل وخدمها ... الذين جاؤا ليعلنوا أنهم حلفاء إسرائيل وأخلص المخلصين لها ورسالتهم الثانية كانت طـــــز بشعوبنا وإرادتهم نبيع ديننا وعقيدتنا ونبيع أولى القبلتين وثالث الحرمين لا مشكلة في ذلك ... ثوابت مبادئ قيم عقيدة ودين كلها هرطقات وحديث المفلسين والمتخلفين والتافهين نحن "الحكومات" فقط من نفهم ومن نعرف مصلحة شعوبنا ونعرف حتى أكثر مما يعرفه خالقنا ... وكل الآيات القرآنية التي نزلت في بني إسرائيل وفي اليهود وفي النصارى كلها كانت آيات ظرفية ولنا حجتنا على الله الذي لا يعرف ونحن "الحكومات" من نعرف !!! ... تلك أحاديثهم يسردونها فيما بينهم وهذا استهزائهم بالله وتطاولهم عليه سبحانه وتجاوزهم ونسفهم لكل النصوص القرآنية قاطعة الحسم ... ليس لشيء فقط حتى هذا يكسب بضع ملايين والأخر حتى يسترون على جرائمه وذاك حتى يغطون فساده وسرقاته وهذا حتى يصمتون عن تعذيب شعبه في سجونه ومعتقلاته ... لقد كان مهرجان المهرجين السياسيين وحفلة تعارف علنية تمهيدا لإعلان بداية العلاقات السياسية الدبلوماسية بين دول الخليج الـ 5 وليس الـ 6 مع الكيان الصهيوني اللقيط باستثناء دولة الكويت ؟

سحقوا شعوبهم بقوانين "الضريبة المضافة" وفرضوا الضرائب ورفعوا أسعار كل شيء في أوطانهم ولما جاء أسيادهم الصهاينة أخرجوا بقدرة قادر 50 مليار دولار ولن يدفع أسيادهم دولارا واحدا !!! ... نعم هكذا وببساطة خرجت 50 مليار دولار وبلحظة تم تحقير عشرات الملايين من العاطلين في السعودية والإمارات والبحرين ومصر وأمريكا وأوروبا ... وعشرات الملايين المسجونين بسبب قضايا مالية وتم تحقير الفقراء في أوطانهم فوفق ما نشرته صحيفة الرياض السعودية في عددها الصادر بتاريخ 11-3-2018 فمعدل الفقر لديهم قد وصل إلى 12.3% وفي أمريكا 12.7% وفي مصر 60% ... وفجأة ظهر الكرم الطائي على الشعب الفلسطيني وفجأة الكل مسح من ذاكرته جرائم الصهاينة حتى يومنا هذا وبلمح البصر سحقوا بأقدامهم كل شهداء العرب في حروبهم مع الكيان الصهيوني اللقيط !!! ... والمفارقة العجيبة التي أظهرت الوجه القبيح لبعض السياسيين أنهم ظهروا على شاشات الفضائيات وكأن الإنسانية هم منبعها وكأن الله أنزل ملائكته في الأرض فتحول السياسي العبيط الأهبل إلى ملاك طاهر منزه عن الخطأ والزلل ... فأخذوا يتحدثون بالإنسانية وبمصطلحات السلام ومدى أفقهم الواسع حتى ظننا أن من يتحدث هو من كوكب أخر وليس هو نفسه من يعادي إخوانه ويقتل إخوانه ويتجسس عليهم ويحاول تدمير ما يمكن تدميره وهو هذا الإنساني هو من يكره حرية التعبير في بلاده وينكل بشعبه أسوأ تنكيل ويرفض بالمطلق أي رأي يخالفه أو يعارضه !!! ... لقد كانت مسرحية هزلية لم تقنع سوى العبيـــــد والمطايــــا الذين عشقوا الذل وأهنوا دولهم وشعوبهم إهانة بالغة دون أي شعور أو إحساس بأدنى حد من المسؤلية ... وفي الجانب الأخر ظهرت عصابة من يسمون أنفسهم "رجال الأعمال" وفجأة أصبحوا شرفاء والنزاهة تتقاطر من وجوههم بدل عرق الحياء ... وهذا يصرح وذاك يعرض وهذا يستعرض وذاك يسأل عن فرص الإستثمار لقد كان سوق اللصوص بامتياز ... حتى أني أشفقت على عاهرات أوروبا وبنات الليل في الخليج ورأيتهم أكثر شرفا وقيمة من هؤلاء لأنهن على الأقل لولا حاجتهم ومعاناتهن لما باعوا أجسادهن بعكس شرذمة اللصوص الذي سرقوا أوطانهم وخانوا ربهم ودينهم وطعنوا كل شهداء المسلمين ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومـن يتولهــم منكـم فإنـه منهــم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } المائدة ؟

لقد كانت مهزلة القرن الـ 21 كل أدى دوره التمثيلي بجدارة وكان سباقا على أكثر من يقدم خدماته لليهود أقدم أمة عبيد عرفها التاريخ البشري ... وأكثر أمة تحدث عنها رب العالمين في كتابه الكريم من كم فجورهم وخبثهم وخستهم وتحذير ربنا علنا وصراحة منهم ... واسألوا المصريين والأردنيين الذين تذاكوا علينا "ماذا استفدتم من اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني" ؟ ... ولماذا الشعب الأردني والمصري الكريمين إلى يومنا هذا يستحقرون اليهود وإسرائيل وحكوماتهم فرضت على شعوبهم ما يكرهون وأين المكاسب الإقتصادية التي جنوها ؟ واسألوا جهابذة القانون الدولي هل الكيان الصهيوني طبق ونفذ كامل اتفاقية "كامب ديفيد" مع المصريين واتفاقية "وادي عربة" مع الاردن واتفاقية "أوسلو" مع الفلسطينيين ؟ ... واسألوا قطر ماذا استفادت عندما انبطحت بأكملها للكيان الصهيوني النجس وسلطنة عمان ماذا استفادت من علاقاتها مع إسرائيل والإمارات والسعودية والبحرين ... ماذا استفدتم وأي وهــــم ساقوه عليكم حتى صدقتم بسذاجتكم المعهودة أن إسرائيل هي دولة سلام أو حتى تلتزم بما تعد به ؟ ... هل تذكرون زيارة الصهيوني عفن اللحود "شيمون بيريز" لقطر في 1996 كيف وصلت سمعة قطر آنذاك إلى أسفل السافلين وكيف اشتعلت المنتديات نقدا وشتما لقطر ... اليوم أنتم في نفس الوضع وفي نفس المشهد ونفس مستوى السمعة السيئة فلا استفادت مصر والأردن من الكيان الصهيوني ولا استفادت قطر ولن تستفيد أي دولة تضع يدها في وحل القذارة مع إسرائيل اللقيطة ... ليس الأمر شعارات بل هي أقدار ربكم وسنته في خلقه ليميز الخبيث من الطيب والصالح من الطالح والخائن من المخلص ... وامضوا فيما أنتم ماضون من أجله فما هي حياتكم سوى بضع سنين تلحقكم بعدها في قبوركم لعنات وشتائم ودعاوي ملايين المسلمين أما في الأخرة فينتظركم حساب لن تصل عقولكم المسكينة لدرجة تصوره حتى ... والحمدلله رب العالمين له الفضل والمنة ما حييت وله الجود والكرم سبحانه أن خلقني عربيا مسلما كويتيـــــــــا حتى لا أرى خزي وعار أكثر من خزيكم وعاركم وخستكم وجرأتكم على ربكم ودينه وعقيدتنا التي لن تتأثر ولو اصطف مع أمة العبيد مليار عبد مثلهم ... ومن يريد السلام عليه أولا أن يصنع السلام في داخل بلاده ويصالح مئات آلاف الأبرياء والمظلومين قبل أن يسوق الشرف المدنس بالجرائم والفساد مع كيان صهيوني نجس عفن لقيط سيد ورب الإرهاب في العالم بأسره ... وإيران لا تحتاج إلى خضوعكم للصهاينة لأنكم أصلا قدمتم خدمات عظيمة لإيران وبالمجان لأنكم عززتم من قناعتها وعززتم من عقيدتها ورفعتم من رصيد شعبية نظامها داخليا وخارجيا ... وبالتالي في أي مواجهة قادمة سيطلق عليكم "عمـــــلاء الصهاينــــــة" مما يعزز من شعبية إيران إقليميا وسيضعف شعبيتكم مما سيضعف الروح المعنوية القتالية ... التي ستتمحور من أنكم في أي حرب ضد إيران بأنكم تقدمون خدمات للكيان الصهيوني اللقيط على حساب دماء زهرة شباب شعوبكم ... والمصيبة لو صدقتم أن الصهاينة سيخوضون حربا ضد إيران فهذه الكارثة بعينها تضاف إلى كوارث خسائركم وإفلاس شعبيتكم التي وصلت إلى الحضيض ومن كان يدافع عنكم إعلاميا أصبح مهزلة القنوات الفضائية وأضحوكة مواقع التواصل الإجتماعي ؟ 

قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم
شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم