ختاماََ لهذه السلسة أصل معكم إلى نهايتها في جزئها السابع والأخير ... والتي تثبت الأدلة والبراهين التي وضعتها بين أيديكم أن الإنسان ما كان سوى "لعنــــة حلت على الأرض" ... الإنسان أنكر الله وجحده وكفر به وأشرك به وألحد به وعصاه وتمرّد عليه سبحانه ... وأنبياء الله ورسله من خاصته في الأرض عليهم صلوات ربي وأفضل التسليم أغلبهم قتلوا وكُلهم تم تكذيبهم والجميع سخروا منهم ... وتخبرنا المراجع المسيحية القديمة أن رسول الله "عيسى ابن مريم" وهم يذهبون به إلى الصلب ما سار في زقاق أو شارع إلا والناس تشتمه وترميه بما طالته أيديهم ... وما رسولنا "محمد ابن عبدالله" ببعيد عنه فقد قذفوه بالحجارة في الطائف وشتموه حتى سال الدم من قدميه الشريفتين ... ثم انظر لحال الحكام سواء في زمانكم أو زمان أسلافهم ففي حياتهم التعظيم والتفخيم وعلو الشأن وبحر من النفاق وإن مات أو قتل انقلبوا في سيرته فأظهروا كل عيوبه وكشف عورات شخصيته وحكمه ... وتخبرنا سيرة العرب القديمة أن الرجل إن ماتت زوجته كان يدفنها في الصباح ويخطب امرأة أخرى في المساء من نفس اليوم ... هذه الحالة من الدونية في شخصية الرعية وفي تناقضات المجتمع لا تخبرك إلا بأمر واحد لا ثاني له : أن الرعية بطبيعتها لا تساق من نفسها وذاتها بل تريد من يسوقها ويقودها رغما عنها وأن القوانين ما وضعت إلا لضبط سلوك العوام بالقوة وأن ما من شعب على وجه الأرض وفي كل التاريخ قبلت بحاكمها عن طيب خاطر وبرغبتها ... تلك الحقيقة لا يمكن أن نثبتها إلا أولا من خلال سيرة الأنبياء والرسل كلهم تم تكذيبهم وكلهم ألصقوا بهم تهم المس والجن والجنون ... ثم سيرة الحكام في قوم "عاد وثمود" ثم "بابل والفراعنة" ثم التاريخ الصيني والياباني ثم الخلافة الإسلامية من تناقضات وطغيان وفساد ولصوصية "الحاكم والمحكوم" على حد سواء ... والحاكم الفاسد إن تولى زمام الحكم يعني أن رعيته أفسد منه ولو كان كذاباََ يعني رعيته أكذب منه { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد ... ولو جائتك حكومة مثل حكومة سويسرا لرأيت الوزراء ممزقين يتم سحلهم في شوارعكم والسبب أن الثقافة المجتمعية تغلب على السلوك بل وتتفوق حتى على الأديان السماوية ... بدليل أنه خلال 4.000 سنة تصارع الجنس البشري فيما بينهم في أكثر من 5.000 حرب ومعركة دامية أي 1.250 حرب في كل 1.000 سنة أي في كل سنة حرب ... الإنسان يبيد ذاته لا إرادياََ ؟
في واقع عظيم خلق الإنسان وهو بالفعل خلق عظيم مدهش في تركيبه ونوعية وفنون وإبداع ما خلق ربي سبحانه ... ثم من تعظيم هذا الخلق وتشريفه بسجود كل ملائكة السماء والأرض له لهو حدث لا يساويه حدث في كل خلق السموات والأرض ... فهل كان هذا الإنسان كفؤا لهذا التشريف والتعظيم ؟ ... هل كان الإنسان ممتنا شاكراََ حامداََ عابداََ لله وحده لا شريك له ؟ ... الأدلة التي بين أيدينا من الكتب السماوية ومن كتب سيرة التاريخ وصولا إلى حياتنا اليومية لتؤكد يقينا بالإجابة : كلا وأبدا لم ولن يكون كذلك حتى قيام الساعة "إلا من رحم ربي من القلة وما ندر منكم" ... ولا تقيسوا ذاتكم إن كنتم مؤمنين ومصلحين وإن كنتم كذلك فهي نعمة من ربكم أن أصلحكم وهداكم لكن الواقع والتاريخ والحقائق تتحدث عكس وبخلاف ما تظنونه وما تعتقدونه ... واليوم في 2024 تجاوز تعداد سكان البشرية أكثر من 8 مليار نسمة لا يمكن أن تخرج من بينهم المؤمنين حقا إلا بما لا يتجاوز مليــــــار فقط هذا كأفضل تقدير أصلا ... لأن العالم اليوم سوادهم الأعظم "مشركين - كفار - ملحدين - لا دينيين - عبّاد أوثان" ناهيكم عن طوائف وملل وتوجهات جنسية حدث ولا حرج فيها هذا غير المسلمين وما هم بمسلمين أصلا ... الأمر الذي يأخذنا إلى قاعدة وقناعة لا يمكن التشكيك بها أن الخلق البشري والذي أعتقد أنه لا يتجاوز 15 ألف سنة "سوادهم الأعظم عاشوا وماتوا وهم لا يؤمنون بالله مطلقا" ... بل انظر لأول جريمة قتل وقعت في التاريخ البشري ألم تكن جريمة "قتل قابيل لأخيه هابيل" أبناء أدم وحواء ؟ ... جريمة وقعت في الجيل الأول والنسل الأول أبو وأم البشرية علمت من يأتي من بعدهم كيف الإنسان يقتل أخيه الإنسان لا تسأل كيف لكن اسأل دائما عن التبرير الذي مصدره الفطرة في عميق ذات الإنسان ... غالبية البشرية عبدت الأوثان وأمنت بالسحر وتقاتلوا على الذهب والمال وموارد الأرض ... ولا تعجبوا مما أقول فإن كانت سلالة آدم الأولى أنكروا الله أي النسل الأول لأبو الخلق أنكروا الله وجحدوه فمن الأمم التي تلتهم حتى لا يسلكون نفس مسلكهم المشين بل ومن أنتم أيضا فقط انظروا حولكم وفي محيطهم وتفكّروا وتبصّروا في واقع مخزي لدرجة العـــار !!!
لقد فشلت الأديان المساوية بتقويم وإصلاح الإنسان وهذا الفشل ليس سببه الأنبياء والمرسلين ولا حتى نصوص الكتب السماوية مطلقا ... بل الإنسان هو من رفض الصلاح والإصلاح ورفض علاج حياته ورفض تصحيح معتقداته ... وهذا الرفض بديهيا نسقطه على رفض الإنسان لله سبحانه وتعالى بل وصل بالإنسان إلى أن يسخر من الله وغالبية الأمم البائدة السابقة سخرت من الأنبياء والمرسلين وجميعهم كُذّبوا واتهموهم بالجنون والسحر ... ولو أردت أن أثبت لكم أكثر من ذلك ففي زمانكم هذا كم عدد الملايين من نفس أمتكم ومن ذات دينكم الذين يسبون الله في "العراق وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان والمغرب" وغيرها ؟ ... يجرؤون على سب الله في هزلهم وجدهم لكنهم لا يجرؤون على سب حكامهم وقادة مذاهبهم ... وانظر لحجم الجهل القابع فوق رؤوس أمتكم فلما حكمهم الطغاة والمستبدين واللصوص كانت الشعوب ترفع أياديها إلى الله بتذلل وخضوع ودموع ونواح حتى ينتقهم الله من حكامهم المجرمين ولما شاءت أقدار ربّكم أن أسقط طغاتهم ما هي سوى بضع سنوات حتى عاد نفس من كانوا يتجرعون الذل والهوان من حكامهم إلى الدعاء لهم وعشق ذكريات أيامهم معهم !!! ... تلك الحالة من انفصام في الشخصية وولادة جيل أخر رضع الجهل والسفاهة ممن سبقه لهي حالة من امتداد الجهل بين سلالة الأمة العربية المريضة بطبيعتها المختلة عقليا بين كل مجتمعاتها "إلا من رحم ربي منهم ومما ندر" ... الأمر الذي يضع بين أيدينا حالة مرضية ضخمة جدا من الأوغاد والذين يُذكّرونَنا بمن سبقتنا من شعوب وأمم ناكرة جاحدة لمن خلقها سبحانه ... ويظن ويعتقد الإنسان السفيه السطحي الجاهل أن الله جل جلالة يعمل تحت خدمته وتحت أمره !!! ... ويظن الكثيرين منكم وفيمن سبقكم أنه محور الكون وأن الله ينتظر دعائهم حتى يلبي ندائهم وينفذ رغباتهم على وجه السرعة !!! ... ويقول ربنا سبحانه في سورة نوح { ما لكم لا ترجون لله وقارا } أي مالكم أيها الناس أيها الخلق أيها العبيد لا تحترمون ربكم ولا توقروا عظمته !!!
وبعدما سبق فإنه ثبت لدينا بثبوت سيرة الأمم من التاريخ والكتب السماوية لنستخلص أن الإنسان بالفطرة جاحد وناكر وكذاب والإنسان يولد طفلا بريئا ويكبر فاسداََ بتطبع محيطه الذي يصنع شخصيته بشكل بديهي ... وأن الإنسان يعلم طريق الحق يقيناََ لكنه يصر على تجاهله ويكذب بصدق عندما يقول لا أعلم بل يعلم لكنه فضّل أن يحافظ على صورته الخارجية حتى لا ينكشف قبحه وبشاعته من الداخل ... وأن نرجسية الإنسان وتكبره أعلى وأهم من الكتب السماوية كافة لأن مكانته الإجتماعية حتى ولو كانت صغيرة تبقى أهم من الكتب السماوية والأخرة ... وأن عادات الإنسان وتقاليده تعلوا فوق كل الشرائع السماوية لأنها تتحكم في حياته اليومية بشكل مباشر ومؤثر ... ولذلك لا عجب أن يُسخّر الإنسان الدين لخدمته وتوظيفه حسبما تقتضيه مصلحته وظرفه ولذلك تجدون في زمانكم ما أسهل الحلف بالله والقسم على كتابه ... الإنسان يعلم أن هناك قيامة وحساب لكنه ينكرها بأفعاله وأقوالها ولا يستقيم من تلقاء نفسه ولا ينظم حياته إلا بالإكراه ... والإنسان يعلم أنه وجد من العدم وأنه لا شيئ لكن "المال والسلطة والنساء والسحر" كانوا هم مغذياته ليستقوي بالباطل على الحق ويتعالى على كل شيء لأن السواد الأعظم يكرهون الحق ويرفضون العدل ويكذبون عندما يشيعون أنهم يريدون الحق والعدل لكنه في ذاته يريدون كسر خصومهم أو إذلال عُلية القوم ليتشفوا بهم لا أكثر ... ولذلك الإنسان لا يمكن الوثوق بذاته لأنه خلق لا يؤتمن جانبه ويسهل التلاعب به من قبل من هم أقوى منه والجاهل يخاف من المتعلم والمتعلم يخاف من المثقف وكل منهم لا يريد كشف ضعفه أمام الأخر باستثناء "المثقف الأمين" الذي كشف عورة وعيوب عقله مسبقاََ حتى يصحح من ذاته ويكشف داء مجتمعه وأفراده ... ومن المهم أن تدركوا جميعكم أن ما جاء به كل الرسل وكل الأنبياء من أسباب بعثتهم المشرفة تلك الأسباب لا تزال قائمة حتى يومنا هذا من "كفر وشرك وممارسة السحر وغش الناس في بضاعتهم وطعامهم وشرابهم وفرض الضرائب بالباطل" وغيرها ولا يزال الإنسان المنافق عنصراََ فاعلاََ مؤثراََ بيننا منذ عهد الرسول وحتى يومنا هذا دون الخوف من آيات المنافقين على الإطلاق ... وأن القوانين الغربية التي منعت وقضت على تجارة العبيد قد استبدلت بصناعة وتجارة الفاحشة بشتى الأنواع والأشكال في السر والعلن ... كل تلك التداعيات أفرزت وصنعت وولدت "العلم السياسي" في حاضرنا الذي أنكر وتجاهل عن قصد وعن عمد كل أيات التحريم والنهي بما يخص "اليهود والنصارى" وحقوق الرعية وظلم الناس واستعباد الرعية بغير حق وسرقة مقدرات الأرض والشعوب إلخ ... وأن الدين السياسي سلاح بيد السياسيين يتلاعبون بالشعوب التي ينتشر فيها الجهل ومن يتحكمون بعقولهم مستغلين "عصــــا الشريعة" من تجار الدين ليحافظ رجال الدين على مكانتهم في المجتمع في أكبر "إرهاب فكري" عاشته الأمة العربية والإسلامية في كل تاريخها ... وسوف تبقى العقول الإستثنائية من المثقفين في خطر القضاء عليها لأنه في الدول التي يحكمها الطغاة والمستبدين ممنوع أن تفكر أن تناقش لأنها وببساطة تدرك مخططات أي نظام حكم مسبقاََ ... حتى وصلنا إلى زماننا تحدي الله سبحانه قد وصل لدرجة لم تصل إليها كل أمم الأرض وشعوبها في كل التاريخ البشري على الإطلاق ... هذا ناهيك أن في زمانكم لو تفحصتم حال شعوب الأرض ستكتشفون بكل سهولة أن زماننا هو زمان العري وأن الرجال أكثر تسترا من النساء ؟
الإنسان عبارة عن وقت وسيمضي ينتهي ويأتي مكانه البديل لا أحد مخلداََ ولا صحة تدوم ولا فرح يستمر ولا حزن دائم ... يعيش الإنسان في تقلبات وما وصل كائنا من يكون إلى سن الـ 40 إلا والدنيا قد كسرته ثم جبرته ثم بللته ثم عصرته ثم نشفته ولا يوجد استثناء في ذلك ... ويبقى ظلم الإنسان لنفسه أمرا واقعا تاريخيا ظلم نفسه عندما ظن أنه يمكن أن يعجز من خلقه سبحانه وظن الكثيرين أن بصناعة الأذى للأخرين يعني أنه ملك القوة والدهاء ... وظن الثري أن أمواله يمكن أن تشفع له وظن الحاج إلى بيت الله أن ذنوبه ومعاصيه وظلمه وجوره للإنسان قد محيت وعاد من الحج كأنه طفل للتو ولد من جديد !!! ... وظن أصحاب السلطة أنهم مخلدون وظن كل من تأمر على الأنبياء والرسل وكتبهم السماوية أنهم ملكوا الدنيا ومن عليها ... ليخرج الإنسان أمامها في معادلة حسابية : أن الإنسان كائن غبي بالفطرة أحمق بطبعه سفيه برعونته لا يعرف كيف يفرح ولا يعرف كيف يحزن ولا يدرك الحقائق إلا بعد فوات الأوان ... ولو عرف أو لو كان كائنا ذكياََ لما وقع في نفس الأخطاء التي وقع بها غيره وبالمليارات لدرجة أنه يذهب للمقابر لتقديم واجب العزاء أو لدفن أقرباءه ومع ذلك لا يتعظ ويعرف يقينا أن قادم لإحدى حفر القبور في أي ساعة ويوم ... حتى الأمة الإسلامية كلها فشلت وعجزت من أن تتخلق ولو بنسبة 20% من خلق رسولهم الذي يتشدقون بحبه ليل نهار كذباََ ودون حياء في حالة فاضحة من انفصام العقلية والشخصية ... وقيل أن في الحروب يتقاتل إثنين دون سابق معرفة فقط لأسباب سياسية تم توظيفها عسكريا ... لكن في ديننا الإسلامي فإن المذاهب الإسلامية تتقاتل بحقد متوحش كل يتمنى زوال الأخر دون سابق معرفه لا هذا ولا ذاك ... لتتجلى كل قواعد وأسس الجهل أن الإنسان مهما بلغ من علم ومن نيل الشهادات ومهما سافر وشاهد الدنيا بأممها وشعوبها فإن قناعاته ستبقى مريضة لأنه يخاف من محيطه من بيئته التي يمكن أن تكفره من الدين وبالتالي يخاف أن يعيش منبوذا ... أو أن يدخلوه في مسرحية "عقوق الوالدين" تلك الهالة من الأكاذيب التي ساقوها إليه حتى أصبحت تتربع فوق رأسه وكأن والده "عثمان ابن عفان" وكأن أمه "حفصة بن عمر" !!! ... أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى لا يخلق لعنة حشاه ربي وحبيبي لكن الإنسان أبى إلا أن يكون لعنــــة أينما وضع قدمه حل الخراب والفساد والنميمة والقال والقيل والفاحشة وأن الصالحين منكم وهم الإستثناء الذين أدركوا الأخرة قبل الدنيا وأيقنوا عظيم ما ورد في القرآن الكريم ... وعندما تكون اللعنة أكثر وأكبر من البركة فهذا يعني أن فطرة الإنسان هي اللعنــــة وذهبت نصائح لله سبحانه لعباده سدى كما قال سبحانه في سورة الأعراف { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة } ... وفي سورة فاطر { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } ... ولم أجد أبلغ من خطبة السيدة "زينب بنت علي" في أهل الكوفة لأختم بها هذه السلسة التي يمكن أن نسقطها بل وتتطابق على الإنسان لتحاكي لعنة الإنسان وكذب الإنسان وغدر الإنسان ... "يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنّة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً تتخذون إيمانكم دخلاً بينكم ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة" ... الختل : أشد أنواع الغدر ... الرنّة : صوت حزن البكاء ... الصلف النطف : البكاء الوقح كأنه تمثيل ... الصدر النشف : حقد الصدور بغير حق ... مرعى على دمنة : العشب الأخضر المتسخ بفضلات الحيوانات ؟
سبحان لله الصابر على عبادة وسبحان الحليم على عباده وسبحان من يبحث عن تائب وعائد إليه وسبحان الذي يفتش عن أمرا حسن يمكن أن ينجي به عبده { يوم لا ينفع مال وبنون إلا من أتى الله بقلب سليم } الشعراء ... هو ذات اليوم { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه } عبس ... فاختر بين قولين بما شئت يا ابن آدم ويا ابن حواء ستردده الملائكة لطرفين لا ثالث لهما وكلاهما ورد قولهما على لسان الملائكة عليهم الصلاة والسلام ... الأول : { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رُسلُ منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } ... الثاني : { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفُتّحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين } ... فادفع ثمن الأول أو تمتع بالثاني القرار لك ما دمت حي ترزق واحذر أن تكون ممن لعنهم الله أو تكون أحدا من ... لعنــــــة الأرض ... أنت مجرد وقت لا أكثر فأدرك حقيقتك حتى تدرك وقتك ؟
دمتم بود ...